رواية عشقها المستحيل الفصل الرابع 4 - بقلم سيليا البحيري
الفصل الرابع ❤
إنطلقت سيارة سليم المنشاوي التي يقودها سائقه الخاص وهي تحمل عليا وسليم في طريقهما لمدينة القاهره
كان سليم صامت و منشغل بالحاسب المتنقل الذي يتابع عمله عليه بدون أن يعطي أهميه للجالسه بجواره و كانت عليا التي تشعر بالحزن لمفارقتها والدتها الحبيبه لتترقرق الدموع في عينيها وهي تتذكر كلامات والدتها وتوصياتها لها
الحاجه رابحه وهي تبكي وتحتضن عليا
= خدي بالك من نفسك يا حبيبتي واصبري أكيد ربنا شايلك الخير كله .
لتنظر في وجه عليا الذي تغرقه الدموع و تقول لها بهمس
= مش عوزاكي تعيطي عوزاكي تبقي شاطره وتقدري تاخدي من الدنيا الي انتي عاوزاه..
لتشد على يد عليا بقوه لتكمل كلامها بصوت ضعيف حزين
= أنا عارفه انك بتحبي سليم من زمان وانك مكنش عندك أمل ولا فرصه انك تخليه هو كمان يحبك و ده اللي شجعني ان اطلب منه انه يتجوزك دي فرصتك متضيعهاش ولو ربنا كاتبه ليكي هيسهلك الصعب وهيكون ليكي ولو مش مكتوبلك يبقى ترضي بقسمتك يا بنتي .
لتتفاجئ عليا بكلمات والدتها لتحاول النفي الا أن والدتها إبتسمت في وجهها علامة علي معرفتها بالأمر
لترتفع حمرة الخجل لتغطي وجه عليا
لتحتضنها الحاجه رابحه بشده وهي تقول
= كان نفسي أشتريلك جهازك كله زي أي عروسه أو حتى على الاقل أشتريلك لبس جديد لكن عتمان الله يسامحه مرضاش بس ولا يهمك لتخرج من صدرها مبلغ من المال وتضعه في يد عليا خدي دول يا عليا أنا محوشاهم من ورا عتمان هما صحيح مش كتير ..بس على الاقل ممكن تشتري بيهم فستانين كويسين تلبسيهم قدامهم علشان متبقيش أقل من حد أنا عارفه يا حبيبتي إن لبسك القديم مينفعش .
لتهز عليا رأسها علامة الرفض وهي تقول
= لاء يا ماما مش عاوزه حاجه خليهم معاكي يمكن تحتاجيهم ..ومش عوزاكي تشيلي همي أنا أول ما أوصل القاهره هدور على شغل وأصرف على نفسي مش هخلي حد يصرف عليا لا سليم ولا غيره وكمان مش عاوزه حاجه من عمى عتمان انا مش محتاجه حد .
لتزيد الحاجه رابحه من احتضانها لها وهي تقول
= ربنا ينتقم منه عتمان.. الخير ده كله بتاعك وحرمك منه بس هانت كلها سنه والحق يرجع لأصحابه .
لتقوم بمسح دموع عليا وهي تقول
= أنا عارفه يا حبيبتي انك شاطره وبميت راجل بس علشان خاطري لو بتحبيني ريحيني وخوديهم
لتفتح الحاجه رابحه حقيبة عليا الشخصيه وتضع بهم المال لتبتسم وهي تقول
= ربنا يكتبلك الخير كله يا حبيبتي ويطمني عليكي .
لتأخذها في أحضانها مره أخرى
استفاقت عليا من ذكرياتها لتحتضن حقيبتها بشكل لا إرادي
وتنظر من نافذة السياره للطريق لتلاحظ دخولهم الى حي سكني راقي تحيطه الحراسه من كل جانب
لتنظر بدهشه الى سليم المستغرق في العمل
= ايه الحراسة دي كلها احنا داخلين معسكر جيش و لا ايه ؟!
ليرد سليم وهو يغلق حاسوبه وينظر الى عليا بجديه
= الكامبوند ده بيسكن فيه أكبر رجال الاعمال في البلد وطبيعي تكون عليه حراسه مشدده .
لترد عليا وهي تنظر من نافذة السياره وهي تدعي إنها تفهم حديثه
= اااااه ...بس مش فاهمه برضه هما عاوزين حراسه ليه هو حد هيخطفهم
ليرد سليم عليها بتهكم
= مش عارف ..انتي إيه رأيك يا نابغة عصرك ؟
لترد عليا بتكبر و هي تتجه ببصرها إليه
= أنا أقولك اكيد منظره فارغة كل واحد منهم ماشي ووراه تلاته اربعه بودي جارد زي الحيطه وموقف حراسه قدام بيته علشان يعمل نفسه الشخصيه المهمه الي مفيش زيها .
لتشير بيدها الي فيلا كبيره بيضاء اللون تتوسط حدائق واسعه تبدو كالقصر لها بوابه كبيره من الحديد المشغول ويقع على كل جانب منها غرفه للحراسه مملؤه بالحرس المدججين بالسلاح
لتقول بطريقة العالمة بجميع الامور
= عندك الفيلا دي مثلا شوف صاحبها حاطط حراس قد إيه زي مايكون اللي عايش فيها ملياردير وهو تلاقيه كل فلوسه قروض من البنوك وعامل الشويتين دول علشان يرسم نفسه عقدة نقص يعني .
ليرد عليها سليم بسخريه وهو يرفع حاجبيه بتهكم
= ودي بقى معلومات ولا استنتاج بزكائك العظيم ؟
لترد عليا بثقه وهي تميل للنظر من نافذة السياره
= استنتاج بس بكره تقول عليا قالت .
لتعقد حاجبيها وهي تنظر لسليم و تقول
= هو إحنا داخلين الفيلا بتاعة الحراسه ليه ؟
لتجد سليم ينظر اليها بسخريه وقد عقد دراعيه فوق صدره
= تفتكري هندخلها ليه ؟
لتتنحنح عليا بحرج وهي تشير بيدها ناحية الفيلا لتقول باحراج وبصوت متقطع به غصه
= هو...إنت... صاحب... الفيلا دي ؟
ليرد سليم عليها بسخرية
= أيوه أنا اللي كل فلوسي قروض من البنوك واللي بيعمل الشويتين دول علشان عندي عقدة نقص .
لتشعر عليا وكأنها ستموت من الشعور بالأحراج لتقول بتلعثم
= أنااااا....مقصدش... أقصدي..يعني..
لتصمت وهي لاتجد ماتقوله
ليرد سليم باستهزاء عليها
= أخيرآ سكتي ومش لاقيه حاجه تقوليها الحمد لله ياريت تخلي استنتجاتك العبقريه لنفسك ولأخر مره بقولك خدي بالك من كلامك علشان متعرضيش نفسك لعقاب إنتي مش قده و اعتبري ده أخر تحذير ليكي .
لتهمهم عليا بصوت منخفض اعتراضآ على كلامه
=أعوذ بالله كل شويه خدي بالك من كلامك .. لا عقاب مش عارفه ايه .
ليقول سليم بحده ونفاذ صبر
= بتقولي إيه بطلي تكلمى نفسك و ارفعي صوتك وإنتي بتتكلمي سمعيني بتقولي إيه .
لترد عليا بتأفف
= اوففف مبقولش حاجه بكلم نفسي ولا ده كمان ممنوع ؟
ليرد سليم ببرود جليدي وتكبر
= أيوه ممنوع ....ممنوع تكلمي نفسك وانتي معايا مفهوم ؟!
لتنظر عليا للجانب الآخر إعتراضا على كلامه
ليقول بتحذير هادئ وهو يرفع حاجبه
= مفهووووم ؟
لترد عليا بتأفف
= مفهوم
لتتفاجئ بالسائق يقوم بفتح باب السياره لها وينتظر نزولها لتنظر لسليم بتساؤل
الذي أجاب ببساطه
=وصلنا اتفضلي انزلي
لتشعر بالتوتر وهي تنزل من السياره لتجد نفسها أمام الفيلا البيضاء الرائعه التي تشبه القصور في فخامتها وتحيط بها حديقه رائعه كبيره ليشير لها سليم أن تتقدمه
لتصعد عليا السلالم القليله التي تقود لبوابة الفيلا الداخليه ويصعد معها سليم وهو يشعر بتوترها
لينفتح باب الفيلا فجأه وتظهر فتاه شابه جميله تصرخ إبتهاجآ وهي تجري لتتعلق بعنق سليم و تحتضنه
ليحتضنها سليم بدوره وهو يضحك
لينقبض قلب عليا وتشعر وكأن يد تعتصر قلبها وهي تراه يحتضن هذه الفتاه الجميله
لينزلها ويتوجه بها ناحية عليا وهو يبتسم ويقول
=دي بقى تبقى تالين أختي الصغيره .
لتشعر عليا بالراحه عندما علمت أن من تحضنه هي أخته وليست حبيبته
ليحاول تعريف عليا لشقيقته التي اندفعت تجاه عليا تحتضنها بترحاب
= أكيد إنتي عليا بنت عمي ..صح ؟!
لتبتسم عليا بخجل وهي تقول
= أيوه صح .
لتقوم تالين بشد عليا للداخل وهي تثرثر
= تعالي اعرفك على ماما دي مستنياكي من الصبح .
لتجد سيدة جميله أنيقه
تجاوزت الخمسين من عمرها.. لا يظهر عليها معالم التقدم في السن تتقدم للترحيب بها
= أهلا وسهلا يا بنتي نورتينا .
لتمد عليا يديها بخجل لتحيتها
= ازي حضرتك يا طنط ؟
إلا إنها قامت بتجاهل يد عليا الممدوده لها لتقوم باحتضانها عوضآ عن ذلك وهي تقول
= اه طنط دي اسمي قسمت ..ماما قسمت لو مكنش ده يضايقك .
لترد عليا بخجل وهي تشعر إنها على حافة البكاء بسبب ترحيبهم الشديد بها
=لاء يضايقني إزاي يا طنط....قصدي يا ماما قسمت .
لتضحك قسمت وهي تربت على ظهر عليا
= شوفتي يا تالين عليا بتسمع الكلام من أول مره ازاي مش زيك بتنشفي ريقى على أما تسمعي الكلام .
لترد عليها تالين وهي تضحك بشقاوه
=بس يا ممتي عليا هتاخد فكره وحشه عني كده .
قسمت وهي تربت على كتف عليا بحنان
=أطلعي ياعليا مع تالين فوق هتوريكي اوضتك ارتاحي شويه وغيري هدومك يكون الغدا جهز .
لتصعد عليا بصحبة تالين لغرفتها وهي تستمع لحديث والدة سليم معه
=على فكره چومانه هي وأخوها ووالدتها هيتغدوا معانا النهارده .
ليعقد سليم حاجبيه وهو يقول
= انتي شايفه يا ماما إن الوقت مناسب للدعوه دي ؟!
أنا عندي شغل متعطل بقاله إسبوع ومعنديش وقت للمجاملات الاجتماعيه دي .
لتقول والدته وهي تحاول اقناعه
= ميصحش يابني بلاش تحرجني معاهم اتغدا معانا وبعدين روح الشركه زي ما انت عاوز و أهو تكون إرتحت شويه .
سليم وهو يتنهد بقلة صبر
= خلاص يا ماما زي ما انتي عاوزه أنا هاخد حمام و أغير هدومي يكونوا وصلوا .
ليترك والدته ويصعد لغرفته
لتتوجه قسمت هانم للمطبخ لتوجيه الخدم بتجهيز الطعام للضيوف القادمين.
********
في نفس التوقيت .......
صعدت عليا برفقة تالين الى الغرفه المخصصة لها
لتجدها غرفه واسعه مفروشه بفرش راقي يغلب عليه اللون الوردي وتزينه لماسات راقيه من اللون الذهبي
لتبتسم تالين وهي تقوم بفتح باب الشرفه المطل على حمام السباحه الكبير الذي يتوسط حديقة الفيلا
نيه رأيك في الأوضه ؟ لو مش عجباكي في أوض كتير ممكن تختاري منهم اللي يعجبك .
لتجد عليا صامته وهي تقريبا لا تستمع لها ولا تنظر لجمال الغرفه المتواجدين بها
لتهزها تالين وهي تقول
=هيهيي انتي سرحانه في إيه ؟!
لتنتبه عليا لحديث تالين معها
=معلش أصل أنا تعبانه شويه من السفر .
لتقول تالين بمرح
= ولا يهمك يا قمر خدي حمام ونامي شويه و ارتاحي لسه حوالي ساعتين على ميعاد الغدا أسيبك علشان ترتاحي بقي .
لتسألها عليا سريعا وهي تحاول أن لا تظهر اهتمامها
=هي مين چومانه اللي ماما قسمت كانت بتكلم سليم عنها ؟؟
لترد تالين بسخريه وهي تمسك بطرف ثوبها وتنحني بطريقه مسرحيه
=دي الليدي چومانه المرشحه المثاليه للزواج من سليم بيه المنشاوي .
ليشحب وجه عليا وتترنح وهي تشعر بالدوار وأسوء مخاوفها يتحقق أمامها سريعآ
لتسندها تالين سريعا وهي تجلسها على السرير
= مالك يا عليا في ايه أنا لبخت و لا إيه ؟
ليختنق صوتها بالشعور بالندم وهي تقول
=مش عارفه أنا قلت كده إزاي ونسيت حكاية إنك مرات سليم دي بس هو قال إن الموضوع صوري وإنكم متفقين على كده ولا هو مش صوري و لا إيه ؟؟
لترد عليا وهي تحاول إستعادة سيطرتها على نفسها
= لاء هو فعلا صوري زي ما قال بس أنا تعبانه من السفر و من تعب الاسبوع اللي فات هنام شويه وهبقى كويسه .
لتنظر لها تالين بشك وعدم تصديق لتقول
= تعبانه من السفر!! طيب هاسيبك ترتاحي وتنامي شويه قبل الغدا . لتغادر وتغلق باب الغرفه خلفها
لترتمي عليا على السرير وهي تبكي وتشعر بيأس شديد يغلف قلبها
بعد مرور ساعتين تقريبا
مشطت عليا شعرها في جديله طويله جذابه وإرتدت ثوب بسيط رمادي اللون و الذي رغم بساطته ألا إنه لم يقلل من جمالها الرائع لتسمع طرقات على باب غرفتها
لتفتح باب الغرفه سريعا وهي تتخيل أن من بالباب هي تالين لتتفاجئ بسليم يقف بالباب
ليقول لها سليم باقتضاب
= ممكن نتكلم قبل ماتنزلي للغدا
عليا بتوتر
= اه طبعا اتفضل .
لتشير له بدخول الغرفه
ليدخل الغرفه بثقه وهو يواجهها
= طبعا أنا مش هعيد عليكي الكلام اللي إتفقنا عليه مش عاوز اي غلط أو لخبطه في الكلام .
لتتعمد عليا عدم الفهم لتقول ببرائه مزيفه وهي ترتدي قرط صغير في أذنيها
=كلام ايه أنا مش فاهمه هو احنا اتفقنا على حاجه ؟!!
ليقول سليم بتحذير وهو يقترب منها ببطء
=بقى مش فاكره احنا إتفقنا على ايه؟
لتشعر عليا بالخوف ولكنها لاتظهر ذلك لترد بتحدي وقد تسلط عليها شيطان الغيره لتقول وهي تتراجع للخلف
= لاء مش فاكره
ليبتسم سليم فجأه بخبث وهو ينظر إليها ويقول
= عندك حق أنا كمان مش فاكر اني اتفقت معاكي على حاجه .
ليبدء في فك أزرار قميصه وهو يتجه إليها
لتنظر إليه عليا بخوف وهي تحاول الهرب منه
= انت بتعمل إيه يا مجنون..!!
ليرد سليم بخبث وهو يمسكها من خصرها ويقربها من صدره وهي تحاول الهروب منه
= طالما انا وانتي مش فاكرين أي إتفاق ما بينا يبقى أكيد إتفاق إن جوازنا مع وقف التنفيذ كمان مش فاكرينه ولا إيه ؟
ليبدء بالعبس بأزرار فستانها الأمامية
لتصرخ عليا وقد إنهمرت الدموع على وجهها وهي تحاول الابتعاد عن يديه
= بس....بس أنا فاكره ...فاكره الاتفاق كله .
ليرفع سليم حاجبه بعبث
= متأكده ؟؟
لتهز عليا رأسها سريعا علامة علي الموافقه وهي لاتستطيع كبح دموعها التي أغرقت وجهها
= بس أنا فاكره ..والله... فاكره الاتفاق كله .
ليتوقف سليم عن العبث بأزرار فستانها
وهو يقول بجديه ومازال يحتضنها بالقرب من صدره
= فاكره ايه ؟
لتقول عليا وسط بكائها وجسدها يهتز من أثر البكاء
= فاكره أن أنا بنت عمك وبس ومحدش هيعرف أننا متجوزين لحد مانتطلق بعد سنه .
لتتفاجئ به يعيد أغلاق أزرار ثوبها
ثم يرفع وجهها المحمر من أثر البكاء إليه ليمسح دموعها بحنان
= اغسلي وشك وحصليني على تحت علشان الغدا .
لتبتعد عنه وهي تمسح بقايا دموعها بظهر يديها بطريقه طفوليه
= مش ..عاوزه.. أنا شبعانه
ليذهب بأتجاه الباب وهو يشير لساعة يده
= خمس دقايق وتكوني تحت وألا تحبي أقول لهم إنتي مش عاوزه تنزلي ليه .
ليتركها تقف مصدومه في منتصف الغرفة ...........
•تابع الفصل التالي "رواية عشقها المستحيل" اضغط على اسم الرواية