رواية حصونه المهلكة الفصل الخامس 5 - بقلم شيماء الجندي
” خيانه “
أناتها الخافته المصحوبه بتأوهات من شفتيها الصغيره المتورمه جعلته يفيق من غفوته أعلي الكرسي ناظراً إليها بنظرات ناعسه لحظات لتندلع نظراته القاسيه ناحيتها ليميل علي جسدها الصغير يضغط بأنامله القويه علي فكيها بعنف .. لكن لحظه …. هل هي محمومه !!!!
انتفض مبتعداً عنها حين اندلعت الذكريات إلي عقله المشوش بين ماضي أليم و حاضر ملوث بآهات و أنات بريئه … عقد حاجبيه يصك أسنانه بقوة ضاغطاً عليها و بدأ جسده بانتفاضات غاضبه حين تذكر أين رأي تلك الهيئه !!!
لم تكن سوي هيئه أمه الحبيبه الحانيه .. حين كانت تلفظ الروح فور ضربات قاسيه من أبيه دامت لأيام … ارتفعت حرارتها حينها كانت تأن و دموعها تغرق وجنتيها الجميله الساخنه من تلك الحمي اللعينه التي أصابت جسدها و أودت بحياتها لتلفظ ما تبقي منها و هو يحيط وجهها بيديه باكياً عاجزاً عن معاونتها أو اسعافها … إنه الطفل ذو العشره أعوام الذي راقب صعود روح أمه أمام عينه إلي السماء بعد معاناه قاسيه من أيدي انعدمت منها الرحمه !!!
لم يشعر بقدميه التي قادته مسرعاً نحو المطبخ الحديث العصري جاذباً إحدي الأطباق و المياه المثلجه و فوطه صغيره نظيفه عائداً إليها بخطوات مسرعه و دموع خفيفه بدأت تلمع فوق لحيته المشذبه …
جلس أرضاً علي ركبتيه بجانب الفراش و أعينه تتفقد وجهها البرئ المستدير الذي كسته حُمره قانيه.. لكنها لم تكن حمره خجلها اللطيفه … إنها حمره مُهلكه قضت علي حياه من أحب و سوف تقضي عليها إن لم يُسعفها …
وضع الفوطه البارده كروحه المُهلكه أعلي جبينها الصغير لتشهق أثناء غفوتها عاقده حاجبيها الرقيقين مثلها وبدأت دموعها بالهبوط لا شعوريااا ….
امتدت أطراف أنامله إلي تلك الدموع يزيحها و قد بدأت أعينه تذرف مثلها …. لقد بكت مثلها بصمت هكذا … مال علي وجهها يهمس بكلمات غير مفهومه .. اخترقت أحلامها أو بمعني أدق كوابيسهاا … يترجاها !!! يطلب عودتها للحياه و مكوثها … صوت رجولي أجش يريدها أن تعافر من أجله هو و أخته ؟!!
اندفعت الكلمات من فمه هامساً وهو يعيد الفوطه البارده لجبينها ويديه تسير مسرعه بالمياه البارده أعلي وجهها :
– متمشيش ارجوكي … أنا .. أنا هحاول !! قوليلي اعمل إيه !!!!! اعالجك ازاي !! متسكتيش كده !!! ندي معايااا متخافيش نيمتهاا !!!
صدره يعلو و يهبط باختناق و قد بدأت أنفاسها تضعف أمامه ليقف صارخا يهز جسدها بقوه :
– بقولك حاااااولي .. اعمل ايييييه …. اتصررررف ازاااااااي !!
أتسعت أعينه و رأسها الصغير يعود للخلف بهدوء و سكينه و جسدها ينتفض بفعل هزاته العنيفه لها .. وضعها أعلي الفراش جيداً و هو يدفعها بقوه لأحضانه ممزقاً قميصها الوردي الصغير … ثم حملها إلي حمام الغرفه ويده تُسرع بفتح المياه الباردة لتغزو جسديهما معاً و هي لا زالت مستسلمه بين يديه …
لحظات مرت لتبدأ اخيراا السعال و فتح عينيها الرماديه شاهقه من تلك المياه المندفعه نحو جسدها الذي يرتعش بقوه الآن بين أحضانه …
تنفس الصعداء مغمضاً عينيه يستعيد هدوءه أمامها و اشاح وجهه بعيدا عنها حتي لاتري أهدابه المبلله بدموع معاناته رفع رأسه لتغمرها المياه جيداً و افاق علي جسدها الصغير يحاول الإفلات بضعف من بين قبضتيه …
تلك المقاومة من ذلك الجسد الانثوي الشبه عاري أمامه سوي من قطع صغير تستر مفاتنها قليلاً أمام اعينه المفترسه الملتهبه تُزيده تمسكاً بها …. حاولت تجميع قوتها و تغطيه جسدها بذراعيها الصغيره منكسه رأسها .. لاتعلم بخجل أو خوف … كل ما تعلمه ان نظراته سيئه و أحضانه مرعبه !! بدأ عقلها يستعب مايحدث !! بدأت تشعر بالمياه تلسع تلك المناطق المجروحه بجسدها الصغير وقعت أعينها أخيراً علي ذراعيها المتورمتين لتبدأ أعينها بذرف الدموع و جسدها ينتفض برعب وشهقات باكيه تتلوي بقوه بين يديه تحاول الابتعاد بأي وسيله عن وحشيته و همجيته القاتله لبرائتها !!!
أغمض عينيه بقوه ثم صاح بها و هو يخرج من أسفل الدوش قابضاً بقوه أكبر علي جسدها المُغري لعينيه الجائعه لبرائتها … :
-كفاااايه !!
كلمه واحده فقط نطق بها وهو علي يقين أنها سوف تكف وها هي لم تخذل أفكاره اللعينه لقد كفت برعب و جسدها ينتفض من كتمان شهقاتها بين أحضانه .. انزل قدميها أرضاً و هو يحتفظ بها داخل أحضانه المبتله هامساً بابتسامه هادئه لم تصل إلي عينيه التي استعادت قسوتها :
– مكنش ينفع اسيبك تموتي يابيبي ، لازم تعاني شويتين تلاته معايا الأول عشان محسش إني خسرت قصاد أبوكِ !
خشت الرد عليه و قد رأت حالاته الجنونيه .. أرعبها أن يعود لتعنيفها الجسدي و صفعاته و ضرباته القاسيه المُهينه سالت دموعها بقهر تغرق خديها الصغيرين و جسدها ينتفض واضعه يديها فوق شفتيها الصغيره تبكي برعب لما تتعرض له علي يديه … تشعر بالخدر والوهن يتسلل إلي أوردتها و إحدي يديه تقبض بقوه أكبر علي خصرها يجذبها بعنف لأحضانه القاسيه ..
راحت شفتيه القاسيه تعبث بمعالم وجهها المتورم بنهم و فجأة قبض علي شفتيها يمتص رحيقها بقسوه بالغه يعض باسنانه ما تطوله من شفتيها أو رقبتها الناعمه البضه هو حائر بين قسوه لاذعه و ماضي أليم عاجزاً عن نفض تلك الأفكار الآن من عقله وشفتيه ترق علي جلدها أحياناً و تقسو أحياناً أخري و كأنه يبثها صراعه النفسي .. و هي ترتجف باكيه برعب لا تفهم ماذا يفعل تلك المره … لكن مرعب ومؤلم بجميع أحواله معاها …
حاولت بتعب إبعاد رقبتها عن مرمي شفتيه و قد بدأت يديه العابثه بجسدها تتمادي … لتتعالي شهقاتها المرتعبه و أنفاسهما معااا … و لكن أحدهم بانتشاء و الآخر برعب و مُعاناه !!!
صعد بشفتيه إلي شحمه أذنيها و هو يحاول ابعادها عنه و لكن خانه جسده و رغبته تتصاعد و كأن برائتها تجذبه بمغناطيس محاولاً صم أذنيه عن اعتراضاتها الخائفه مستغلاً صمتها المُجبر أمام عنفه !!
ليعض أذنها بقوة فخرجت صرخه عاليه منها و قد بدأت تفقد السيطره علي أنفاسها من فرط البكاء و الرعب وتلك المذله التي تستشعرها بين ذراعيه القويه التي تستبيح جسدها و كأنه لم يشوهه منذ ساعاات !!!
افاقته صرختها من سباته المغناطيسي بأحضانها الدافئه النافره منه و من أفعاله المشينه ليرفع وجهه وعقله يعمل كيف يحول الموقف برمته إلي اهانه لها ، و أخيراً نطق بقسوه و غلظه مهينه …
– جسمك متشوه جامد يابيبي ، بس لسه محتاج شويه علامات كمان عشان لوحتي تكمل !!
أغمضت عينيها وهي تبتلع إهانته و تهديده المرعب و لا تعلم وسيله واحده لردعه لتهمس له برجاء باكٍ بعد صمتها فتره :
– ارجوك سيبي في حالي وانا والله ماهقول لحد اللي حصل بس رجعني مصر ارجوووك !!
ابتسم ببرود وهو يغرس أصابعه بعنف بخصرها لتعلم أنها تزيد من انتشاؤه المريض و انتقامه الأهوج بحالتها الضعيفه لكنها خائفه و بشده … بدأت الدماء تسيل من أنفها من فرط خوفها ليدفعها بقوه أعلي الكرسي المبطن خلفها ينظر إليها بغضب قائلاً :
– ايه شغل العيال ده !! روحي اغسلي وشك بسرعه !!
لاتعلم كم مره يهينها بتلك الفظاظه وقفت مرتعبه وهي تضع يدها أسفل ذقنها و جسدها ينتفض و ذكريات أخيها الحنون تمر أمامها …. حين كانت تزورها تلك الكوابيس المرعبه و تسوء حالتها و أنفها يذرف الدماء … لقد كان يسهر بجانبها بعد أن يحملها إلي حمامها معاوناً إياها بتنظيف وجهها جيداً ..
غسلت وجهها و هي لاتعلم كيف توقف سيل الدماء الذي يشعره بالاشمئزاز هكذا !!! ارتفع توترها للسماء و راحت تبكي وهي لا تستطيع ايقاف دمائها مرتبعه أن تعود بهيئتها تلك فيوسعها ضربا بحزامها كما فعل منذ مده …
شعرت بيده تحط علي رقبتها لتصرخ باكيه برعب و هي تقول بأسي :
– والله مااعارفه اوقفه .. هحااول بس سيبني ارجوك !!!
أعاد رأسها إلي الخلف بقوه و هو يُمسك فوطه صغيره نظيفه بيده قائلاً بصرامه :
– بس اسكتي !! مش ممكن يوقف وحالتك كده !!! اهدي شويه …
هدوء !! يأمرها بالهدوء !!!! كيف وهو أمامها … سجانها و قاتل روحها !! كيف تهدأ و هي تنتفض هكذا بين يديه من فرط رعبها !! لتسمعه يقول بقوه :
– تعرفي المكان اللي احنا فيه ده بتاع مين !!
راح عقلها الصغير يحاول تحليل كلماته وقد بدأ جسدها بالارتخاء بارهاق … ليبتسم حين نجح بإلهائها ليوقف نزيفها و حملها مره أخري و هي لا تقاومه من فرط الاعياء و تلك الحمي تسلب روحها …
وضع جسدها أعلي الفراش و راح يتفقد ملابسها ليُخرج قطعه صغيره حريريه نبيذيه اللون بحمالات رفيعه وقطع صغيره بديله للمبتله أعلي جسدها ..
متجهاً إليها بخطوات هادئه يقول بنبره لم تحاول فهمها أهي جديه أم تهكميه :
– تعرفي يابيبي اللون النبيتي يجنن عليكِ ،انا بحبه اوي خلي بالك …
لم تجيبه بل رفعت أعينها المتوسله لفك أسره عنها تنظر إليه بنظرات بريئه واهنه …
بادلها بنظرات بارده يمسح جسدها الممشوق أعلي الفراش بعينيه الوقحه … رغم أن تلك الكدمات التاركه أثر علي جسدها لازالت فاتنه كما هي !!!
جلس وهو يجذب جسدها إليه لتستقيم بجلستها داخل أحضانه باستسلام تام تسمعه يهمس أمام شفتيها قائلاً بغضب طفيف :
– تعرفي ايه اكتر حاجه بكرهها ؟! اتكلم وميتردش عليا !!
خشت من تهديده المبطن وزحف التوتر إلي عينيها و هي تنظر داخل رماديتيه القاسيه لتهمس بلا شعور منها :
– عاوزه تيم !!
ارتفعت ضحكاته وقد أنهي عمليه ارتدائها الملابس لتصعق من عدم شعورها بذلك وهو يقول لها من بين ضحكاته الرجوليه البغيضه :
– تعرفي وحشني الواد الحمقي ده ، بيعجبني خلي بالك دمه حامي كده و بيخاف عليكِ من الهوا الطاير .. بس صدقيني يابيبي .. تيم بح ..خلاص … مبقاش فاضيلك .. ندي تلاقيها كلت عقله خلاص !
نظرت إليه بدموع وهي تقول :
– عاوزه أكلمه بس انا مبعدتش عنه قبل كده .. ارجوك !!
نظر إليها لحظات ثم جز علي أسنانه بغضب و اقترب منها كادت تعود للخلف لكنه جذب خصلاتها مقرباً وجهها إليه يقول بصرامه :
– انا هخليكِ تكلميه فعلا .. بس لو فكرتي تقوليله حاجه و تقلبي حياه اختي .. انا همحيكي وامحيه من علي وش الدنيا ، عارفه انا مقدرتش اجي جنبه ليه .. عشان خاطر ندي عشان حبته ومقدرتش احرمها من حاجه بتحبها زي مابوكي حرمها من أمها وهي لسه ف اللفه و من ابوها وهي عيله صغيره …. عشان كده كنتي آخر حل قدامي … انا عارف انك مش غبيه ومش هتأذي نفسك و أخوكِ .. مش كده يابيبي ؟!
هزت رأسها الموافقه و هي تتوق لسماع صوت أخيها الحنون علها تهدأ !! أو تشعر أنها ليست بمفردها مع ذلك الوحش المرعب …
-***-
أخيراً .. رن هاتفه لتضيئ الشاشه باسمها ..
أسرع مجيباً عليها يهتف بصوت حنون مبحوح من أثر النعاس و هو ينتفض من فوق الفراش قائلاً :
-أسيف حبيبتي !! انتي بخير .. وحشتيني !!
أغمضت عينها و هي تحاول السيطره علي صوتها وقد تغللت إلي روحها السكينه مع صوته الدافئ و أفاقت علي لكزه خفيفه من يده القويه لتهمس بوهن :
– ايوه ياحبيبي أنا بخير … أنت كمان وحشتني أوي ياتيم !
عقد حاجبيه من صوتها المبحوح .. هل تبكي !! صاح بقوه غاضبه :
– أنتِ بتعيطي ياأسيف !! الحيوان ده عمل فيكي حاجه !!!
لحظات مرت كالدهر عليه وقد استمعت ” ندي ” إلي اهانه أخيها لتقف مشتعله غاضبه تصيح منفعله :
– وبعدين معاك ياتيم ؟!!!!
وصل صوتها الرقيق أخيراً تهمس باطمئنان مسرعه :
– حاجه ايه بس ياتيم .. كل الحكايه إني كنت نايمه مرهقه بس ، و أول ماصحيت عرفت إنك اتصلت و قلقان قولت اطمنك …
تنفس الصعداء حين وجدها تسعل لتعدل من نبره صوتها النائم … و قال بصوت حاني هادئ :
– آسف ياحبيبتي أنا كنت عاوز اطمن عليكِ بس .. أنتِ تمام !
قلبت “ندي” عينيها بملل وجلست أعلي الفراش تضع ساق فوق الأخري متهكمه بصوت مرتفع وصل إليها :
– لا فهد أكل منها حته .. كل شويه نفس السؤال ولا اللي سايب عيله صغيره …
نظر إليها غاضباً ليستمع إلي صوت “أسيف” الهادئ تقول :
– متقلقش عليا ياتيم انا تمام ياحبيبي .. مش هطول عليك …
صمتت لحظات ثم قالت بهدوء ونبره لينه تسللت لقلبه :
– خلي بالك من نفسك ومن ندي .. وهبقي اكلمك تاني .. سلام ياحبيبي !!
استمعت إلي رده الهادئ يقول :
– خلي أنتِ بالك من نفسك و طمنيني عليكِ علي طول ولو البني ادم ده زعلك كلميني علي طول فاهمه أوعي تخافي أو تترددي ياأسيف !!!
أغمضت عينيها و سالت دموعها و هي تري ابتسامته المُتهكمه و نظراته المتسليه و هو يشير لها بيده لإنهاء المكالمه … لتنفذ قائله :
حاضر ياحبيبي … سلام !!!
ضغط علي الهاتف يغلقه ثم ارتفعت ضحكاته بصوت صاخب مرتفع للغايه و هو يميل عليها واضعاً الهاتف مره أخري بجيبه بعد أن أغلقه تماماً يقول بسخريه من بين ضحكاته :
– ابقي اتصلي عليه ياأسيف لو عملت حاجه ، متصلتيش ليه يابيبي !!
صمتت حزينه و أعينها تذرف دموع صامته لتصرخ باكيه حين جذب خصلاتها بشده غير منتبهاً لجرح رأسها يصرخ بها و هو يجذبها خارج الفراش بقوه مستغلاً ضعف مقاومتها ومرضها :
– إيه ياروح امككك متصلتيش ليه بيه ؟!! أنا اقولك عشان أنتِ جبانه معدومه الشخصيه ، تيم هو اللي كان بيحركك ودلوقت مفيش تيم !!! في فهد !!!!
سقطت أرضاً حين إلتوت ساقها و لكنه لم يتوقف جذبها و جسدها المريض ينظف الارضيه الرخاميه اللامعه ! حاولت رفع يدها لتخفف من وقع قبضته عليها لكن ركلها غاضباً و قد تعالت وتيره غضبه من تلك المكالمه .. كم يشعره “تيم” بمدي نقصه وقِلته !!!
لطالما كان المفضل لدي الجميع مثال المحبه لشقيقته … لطالما فضلته الجده عليه و تلك البريئه ضعيفه الشخصيه علي شقيقته القويه !!!
زحف جسدها الصغير أرضاً حين ترك خصلاتها بعد أن وصل إلي المطبخ الصغير لكنه كان أسرع منها حين غرس أظافره بلحمها بهمجيه تامه و عنفوان رجولي ثم دفعها نحو المنضده الصغير يصيح بقوه حين صرخت متألمه :
– وجعتك يااروح امككك …. تعرفي إن أمي كانت بتنزل تبوس علي رجله عشان يرحمها !! و مكنش بيسيبها برضه !! تعرفي أنه كان فاكرها بتغري أبوكِ النجس الوسخ بجسمها !! محدش يستاهل العذاب غيركممم !!
صفعها بقوه غير متوقعه راح يهدر بعنف و يهز جسدها يدفعها مره صوب الرخام القاسي ليغرس بجانبها و مره صوب المنضده الحديدية لتُجرح يدها ثم امسك خصلاتها بعنف إلي أن خرجت بعض خصلاتها بيده يقول لاهثا ببرود مصطنع لم يتقنه حيث فضحته رماديتيه المقهوره :
– سوري يابيبي نسيت ابلغك أن المكالمه دي ليها ضريبه !!
لم تعد تشعر به .. لم تعد تريد رؤيته أو رؤيه أحد … تريد فقط أن تنتهي حياتها الآن لتذهب بعيداً عن ذلك القاسي المُدنس لبراءه روحها .. لما تدفع ثمن ما لا ذنب لها به !! لما هو قاسي هكذا !! اللعنه علي يوم تضحيتها من أجلهم !! اللعنه عليه و علي أبيها و أبيه القاسي الذي فعل مثله بزوجته !!!
لم تشعر سوي وهي تهمس بتلك الافكار حين صفعها بقوه لاهثاً و كاد يتركها لكنها نطقت بوهن من بين صفعاته :
-بكرهكك ..مش مسمحااك !!
كلمات صغيره خرجت من شفتيها المُدماه أنهت عقابها !! لم تكن أول مرة يستمع إلي تلك الكلمات … لقد استمع إليها منذ سنوات .. لقد صرخت بها تلك البريئه بوجه أبيه … أمه ايضا شعرت مثلها .. لقد نجح بإيصالها لشعور أمه ذات الروح الممزقة !!!
لكن لحظه لما لا يشعر بالانتصار !! ها هي تعاني أمامه !! ابنه اسوأ رجل بالعالم !! ابنه الرجل الذي قتل أبيه وأمه !!! ابنه سارق أموالهم وآكلها !! لتتمتع بها هي وأخيها الآن !!!
توقف سيل الأفكار لديه ليزيح خصلاته التي التصقت بجبينه زافراً بغضب و هو يُمسكها من مؤخره رقبتها دافعاً جسدها بقوه أمامه ليفتح صنبور المياه مغرقاً وجهها بالمياه ليتثني له معرفه أماكن جروحها بعد أن اختلطت دموعها بالدماء بكدماتها التي فعلها بها أمس …
اغرقها بالمياه ثم ساقها إلي الغرفه و لم يُغير من وضعيه إمساكه بها يدفعها إلي المرحاض بعنف قائلاً :
– لو آخرتي هدخل اساعدك بنفسي !!
لم تنظر تجاهه دلفت إلي المرحاض بهدوء صامت تغلق الباب خلفها و قد أدركت أنه لا مفر من عذاب قاسي في جميع لحظاتها معه … لقد انعدمت الشفقه من قلبه لتُنهِك بروحها الهادئه يديه الإجرامية الملعونه ..
-***-
وقف “تيم” يتحدث بهاتفه إلي الجده يردف بهدوء :
– معرفش ياتيته ممكن مكسوفه تقولي .. كلميها أنتِ أو عمتي ….
مرت اللحظات و “ندي” تجلس فوق كرسي و علامات الملل مرتسمه ببراعه أعلي وجهها …صارخه داخلها ما هذا الدلال !!
أنهي المكالمه و هو ينظر تجاه الشرفه شارداً بصمت .. لقد فهم أن زوجته تغار من حبه لشقيقته .. و ها هو يخرجها من رعبه عليها حتي لم يطلب منها محادثه شقيقته صديقتها !!!!
اتجهت أنظاره إليها وكاد أن يسألها لما لم تطلب محادثه “أسيف” و اكتفت بالسخريه عليها !! لكنه عدل عن ذلك .. لقد اتخذ قرار عدم إدخالها بينهم .. ليفعل ذلك ولا يتسأل عن شيئ تجاه علاقتها بهم … !!
اتجه إليها يرسم بسمه هادئه علي شفتيه قائلاً و هو يفتح إحدي ذراعيه يستقبلها بأحضانه متسائلاً :
– خلصتي لبس كده !
ابتسمت علي الفور و انفرجت أساريرها حين لم يتحدث عن شقيقته الغاليه … لتقول مسرعه و هي تندفع إلي أحضانه مُقبِله شفتيه ثم وجنته :
– ايوه خلصت مش هتقولي هنسهر فين ؟!
هز رأسه بالسلب غامزاً لها بطرف عينه وهو يقول :
– لا مش هقولك بس مكان هيعجبك اوي …
هزت رأسها بموافقه حماسيه و هي تقول متأمله ملامحه بشغف :
– مش مهم اي مكان معاك وفي حضنك جنه ياتيم !!
انتقلت عدوي الابتسام إليه ليقبلها أعلي شفتيها ثم لملم أغراضه و لازال يحتفظ بها بأحضانه الحانيه متجها معها إلي السهره الخاصه بهم !!!
وصلا معا إلي ذلك المطعم الراقي الفاخر !! إلتمعت أعين “ندي” من ذلك الجو الهادئ وابتسمت تدس جسدها الصغير داخل أحضان زوجها مستمتعه بتلك الأجواء الفريده من نوعهااا .. لا تصدق أن “تيم” جهز ليله خاصه بهم بدون شقيقته حيث كان لا يختار تلك الأماكن دون ذوقها الرفيع الراقي !!
لكنها بعيده عنه الآن و هو لهاا وحدها كاد يسحب كرسيها لتجلس فوقه لكنها أصرت أن تجاوره بجلسته لتستبد بأحضانه الدافئه ..
استجاب لها بطواعيه و جاورته لتنطق فور جلوسها بهدوء :
– المطعم يجنن ياتيم ..
نظر لها بابتسامه محبه و أعينه تتفقد ملامحها الجميله الهادئه ثم مد يدها إلي فمه يُقبلها قائلاً بحبور :
– ولسه اول مانخلص اكل مجهزلك سهره تجنن فعلا ..
أتسعت أعينها لتحتضنه مقبله وجنته ثم اقتربت إليه بشده تهمس أمام شفتيه و أناملها تسير ببطئ علي وجنتيه و لحيته
– تعرف ياتيم عمري ما كنت مبسوطه زي دلوقت … انت كنت حلمي الوحيد وهفضل لآخر نفس مش عايزه غيرك …
أحاط خصرها يجذبها بقوه إلي صدره العضلي الصلب قائلاً بصوت خفيض هامس أمام شفتيها :
– مش هتبطلي تستغلي اني مبعرفش اتكلم زيك كده … و بعدين بلاش الطريقه دي أحسن والله أروح حالاً ونتفاهم براحتنا لوحدنا …
ارتفعت ضحكاتها الرقيقه و هي تحيط عنقه مقبله إياه أعلي شفتيه ترفع إحدي حاجبيها بشقاوه لطيفه :
– وانا موافقه .. مفيش احلي ولا اهم من أحضانك عندي !!
رفع حاجبه مبتسماً لحظات ثم وقف يشير إلي النادل و بعدها جذبها من يدها لتقف معه مندهشه.. كلمات مقتضبه ألقاها بالفرنسيه التي يُجيدها .. ثم اتجه بها مره أخري إلي الفندق المقيمين به يتوعدها بليله ناريه لتتعالي ضحكاتها السعيده المنتشيه وهي تكتشف جانب جديد بزوجها لتقع بعشقه ألف مره …….
أغلق باب جناحهم ثم أدارها لتقابله بابتسامتها الخلابه ليحيط خصرها بقوه واضعاً شفتيه أعلي شفتيها الرقيقه الصغيره و قد ذهب بها إلي عالم آخر .. عالم خيالي لم تره سوي بين ذراعيه و داخل أحضانه أحاطت عنقه بقوه تجذب رأسه إليها و هي تحاول مبادله قبلاته الجامحه …
هبط إلي عنقها و يديه تعبث بفستانها إلي أن جردها منه أخيراً … رافعاً جسدها الصغير بين أحضانه و هي تحاول السيطره علي أنفاسها اللاهثه من فرط مشاعرها و إحساسها الآن …
برقه بالغه وجدت جسدها بين الأغطيه الوثيره وةهو يطل عليها بهيئته الرجوليه الوسيمه راحت يديها تعاونه بنزع تيشرته الخاص و شفتيها مستسلمه لشفتيه الخبيره .. عالم سحري وردي ذهبت داخله لولا “تيم” معشوقها الأوحد لظلت تطرق الباب أعواماً و أعوام … ناسيه تماماً من وضعت قدمها علي بدايه الطريق … بل لاعنه تلك المكانه بقلبه لهاا قد اقسمت أن تستحوذ هي علي ما تبقي من قلبه .. مهما كان الثمن !!!!
وقفت تراقب ذبول عينيها المرهقه من فرط البكاء و القهر لم تكن عينيها فقط ذابله مرهقه بل أخذت روحها النصيب الأكبر … لقد اقسم الفهد بأغلظ الأيمان علي إنهاك روحها و إنهائها …وقد فعل !!!
أصبحت تخشي المرور بجانبه .. لقد طابت جروح جسدها بعد مُعاناه مأساويه … لكنه لا يتركها دون مذله و إهانه لروحها الطاهره وجسدها الصغير مرت أيام و هي لا تعلم متي رحله العوده ؟! ألا يكفيه ثلاثه أسابيع بضربها و إهانتها !!! ألم يمل من سماع شهقاتها المتتاليه و بكائها المرير ؟!! .. لقد حاولت بشتي الطرق معه ..
نظرت إلي المرآه الصغيره المُعلقه بالمطبخ الحديث إلي تلك العلامات الحمراء أعلي وجنتها .. بالطبع لم تكن سوي صفعاته منذ قليل .. أصبح يتفنن باهانتها و اختراع الأسباب رغم رعبها البادي عليها دوماً منه !!
أدركت أن روحه المريضه تتغذي علي ذلك الرعب … لكن ماذا تفعل !! ما بيدها أن تفعل و هو يخدع الجميع مقنعاً إياها أنها مدلله للغايه … فارت القهوه لتشهق بفزع حين جذبها من خصلاتها يهدر ببرود وهو يشده قبضته بقوه علي خصلاتها بهدف إيقاع الألم بها :
– ما هو احنا لو مش سرحانين يابيبي … مش هيحصل كده ، اشرب إيه دلوقت ؟!! مش كفايه مبتعرفيش تعملي أكل .. كمان القهوه بتبوظيها ؟!!
لم ترفع يديها لفك خصلاتها .. إن فعلتها سوف تتلقي صفعات من يديه القاسيه العنيفه .. لقد فهمت ذلك بعد فتره من معاملته الهمجيه معها .. فقط دموعها .. سالت بصمت و هي تحاول كتم شقهات روحها التي دهسها أسفل قدميه و مضي فوقها … لكنه ازاحها غاضباً و يده تذهب إلي حزامه الجلدي ينزعه عن خصره مردفاً بحده وعنف :
– انا كام مره اقول مبحبش اتكلم وميتردش عليا يا ×××× يابنت ال ×××× ؟؟!!
صرخت بوجع حين تلقت أولي جلداته العنيفه و التي بمرور الوقت تصبح أقوي و أعنف عن ذي قبل .. رفعت يديها تزحف للخلف وهي تصرخ :
– اااسفه .. اسفه …. هعمل غيرهااا !!
أغمض عينيه لحظات ثم هبط إلي مستواها لتنكمش بجسدها إلي الحائط و هي تحتضنه برعب حقيقي مفزع و أعينها تذرف دموع تستجدي رحمه ممن عُدمت رحمته !!
ليزيح خصلاتها التي اخرجها من ربطتها بيده و نزع رباط شعرها بنعومه و أنامله تتغلغل داخل خصلاتها الحريريه و إصبعه الإبهام يسير علي شفتيها بليونه و رقه هامساً لها :
– لا لا يابيبي بلاش الدموع دي .. ما ستحملهاش !! مش احنا اتفقنا مش هتضايقيني وانا ومش هاجي جنبك !!
نظرت إلي عينيه و هي تشهق و صدرها يعلو و يهبط تخشي أن تصمت فيجلدها لتخرج الكلمات مبحوحه من حنجرتها :
-مقصدش !!
أغمض عينيه عنها و هو ينازع رغبته بإلتهام شفتيها في التو و الحال .. لقد أصبحت تُثير رغباته بشده في الفتره الأخيرة .. لكن لا وألف لا ؟!!! ماهي سوي ابنه اسوأ رجل بالعالم سوف ينهي روحها باذلالها .. و سوف تعاونه بجبنها و رعبها منه و ضعف شخصيتها تلك !!! إنها خطه لعب عليها منذ أعوام و لن يهدمها إلا بازهاق روحها و حسره أخيها عليها !!!!
نفض رأسها و هو يجذبها من ذراعها بعنف لتقف معه بطواعيه و نظرات مرعوبه وهي لا تقوي علي توقع أفعاله ياله من ماكر .. داهيه متحركه !! دفعها بغضب صارخاً بها بلا مبرر
– أدخلي زفتك اوضتك ومش عايز اشوف وش اللي خلفوكِ
اندفعت مسرعه من أمامه و هي تحمد ربها أنه لم يعنفها ككل يوم .. بل و كل لحظه معه ….. أغلقت الباب تحاول التقاط أنفاسها المأخوذه برعب و هي تتجه إلي تلك الشرفه المطله علي ذلك الشاطئ البديع الذي ابهرها منذ أول لحظه لها هنا !! وقفت تراقبه بصمت إلي أن وقعت أعينها علي تلك المنضده الصغيره المواجهه للكرسي .. هاتفهاا ؟!!
ذلك الهاتف الذي احتفظ به منذ آتيا إلي هنا .. !!! مرت أسابيع و هي لا تُحادث أخيها !! و هو يخبرها أنه لا يتصل بها ابداا .. لكنها علي يقين أنه كااذب أخيها لا يتركها هكذاا بدون أسباب ..
أسرعت تخطو بخفه تفتح الباب بمواربه تتفقد أين هو !! لتسمع صوت المياه من الحمام الرئيسي الذي يجاور الغرفه .. أغلقت الباب بهدوء و هرعت إلي هاتفها و أصابعها تعبث برعب لتصل إلي توأم روحها الحبيب لينقذها من براثن الفهد و ليحدث ما يحدث بعدها !!
انتفض قلبها برعب من فرط التوتر و الأجواء التي تُعايشها و من دخوله عليها بأي لحظه .. راحت تحاول ارهاف السمع لتتأكد أنه بعيد …. بعيد للغااايه .. كم تمقته ذاك المفترس المرعب .. لأول مره تعرف شعور الكره كان علي يديه …
توقفت أنفاسها حين استمعت إلي صوت صديقتها الرقيق يهمس بهدوء .. :
– أسيف !!
حاولت السيطره علي تلك الشهقات المصحوبه ببكائها .. لتقول “ندي” مندهشه .. :
– أنتِ بتعيطي ياأسيف ؟!
لم تستطع السيطره علي نفسها و راحت تجهش بالبكاء بصوت و هي تشعر أن نجدتها اقتربت لتقول من بين شهقاتها :
– ندي .. تيم فين !! مردش ليه !!
عقدت “ندي” حاجبيها باندهاش و قالت بنفاذ صبر من فضولها :
– تيم بياخد شاور فيه ايه ياأسيف !!
شعرت الأخري بنفاذ صبرها و خشت أن تغلق .. لتقول مسرعه برعب من خروجه و من إغلاق شقيقته بوجهها قبل الوصول لمنقذهاا :
– ندي قولي لتيم اننا في جزر العذراء البريطانيه !!! خليه يجي ياخدني يااندي !!
أتسعت أعين الأخري من ذلك المكان و لكن ارتفع غضبها عنان السماء من تلك الفتاه المدلله السخيفه التي تريد شقيقها بعطله زواجهااا .. لتسمع همس “أسيف” تقول :
-ندي هاتي تيم انا خايفه اخو…
انقطع سيل كلماتها حين استمعت إلي الأخري تردف برفض قاطع و صرامه :
– لا !!
أتسعت أعينها بهلع و صدمه من رفضها لتكمل الأخري وهي تنهي علي ما تبقي من أمل لدي تلك الضائعه :
– بطلي شغل العيال ده أنتِ اختارتي يبقي استحملي تمن اختيارك بلاش أنانيه و متهديش حياه اخوكِ ياضعيفه الشخصيه !!
ماذااا… !! فرغت فاهها وهي تسمع إلي صوت انقطاع الاتصال بينهم … لم ينقطع الإتصال الهاتفي فقط … بل انقطع إتصال روحاني كان يرفرف باعلامه داخل عالمها الوردي … الذي تحول إلي دموي أمام أعينها البريئه !!!!
هل تحادث صديقتها !! من فعلت ذلك لأجلهاااا !!! ماذا !!!! شهقت حين وجدته خلفها و نظراته الشيطانيه المرعبه تنهش ما تبقي من روحها … لقد دهستها شقيقته لتوهاا و لا تحتاج لسيل جارف من إهاناته المذله لهاااا …
سقطت أرضاً مغشياً عليها و أصبحت لديها أُمنيه واحده فقط … ألا تعود إلي ذلك العالم الشيطاني ابدااا
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية حصونه المهلكة) اسم الرواية