رواية رفقا بي يا قاتلي الفصل الخامس 5 - بقلم سولييه نصار
رفقاً بي يا قاتلي
الفصل الخامس (ضربة قاتلة )
رأيت حبي فلم يعجبك ...جرب الآن نيران كرهي
سولييه_نصار
شحب وجهه كالاموات وهو ينظر إليها...شعر بجرح غائر في كرامته وقلبه على حد سواء .....
-بتقولي ايه ؟!!
قالها ببهوت وهو يتمنى من كل قلبه ان تكون كاذبة ...او تمزح....
ارتبكت هنا وهي تنظر إليه بعيني دامعة وقالت بإختناق:
-علي لسه في قلبي يا مراد ...أنا مش بحبك...مقدرش اسلملك نفسي وفي واحد تاني في قلبي وروحي ...
تلك كانت طعنة قوية لقلبه...فالمرأة التي احبها اكثر من أي شئ ...المرأة التي تعذب كثيرا عندما ارتبطت بأخاه ...حاول كثيرا ان يبتعد عنها ويقتل حبها في قلبه لانها كانت زوجة أخيه ...أخيرا .أخيرا اصبحت له ولكنها تقول الآن انها لا تحبه...لماذا تزوجته اذن ؟!!
-ليه اتجوزتيني مادام مش عايزاني ولا طايقة اني المسك ... انطقي ليه وافقتي؟!لا أنا ولا عيلتي اجبرناكي على حاجة ...
انسابت دموعها بقوة وهي تشعر انها سوف تختنق فأقترب منها وهو يعتصر ذراعيها وقد رأت ان عينيه البنية اصبحت رطبة بفعل الدموع ...اخذ يهزها بخشونة وهو يقول ؛
-ليه اتجوزتيني انطقي!!!ليه اتجوزتيني مادام مش عايزاني ...أنا لعبة في ايديكي؟!!انطقي شايفاني لعبة في ايديكي ....
شهقت بألم وهي تنظر إليه بشفقة وقالت بنبرة مخنوقة ؛
-انا اسفة ...اسفة ...
-اعمل ايه بأسفك ...أعمل ايه ؟!
صرخ بقوة وهو يدفعها عنه وقد انسلت دمعة من عينيه...انها المرة الاولى التي يشعر فيها انه ضعيف لتلك الدرجة ....
-ليه اتجوزتيني. ..انطقي مادام مش هتقدري تعيشي معايا حياة طبيعية زي أي اتنين متجوزين يبقى ليه اتجوزتيني؟!!!أنا مأجبرتكيش على حاجة ...يبقى ايه المشكلة انطقي !!!!
-بس اهلي اجبروني !!!
صرخت في وجهه بحدة والدموع تنفجر من عينيها ثم أكملت وهي تشعر ان الألم يمزق قلبها :
-أهلي اجبروني اني أتجوزك يا مراد ...أنا مكنتش عايزاك ولا عمري فكرت فيك ولا عمري كنت هفكر لأنك كنت مجرد اخ ليا وبس ...أنا عمري ما فكرت فيك بالطريقة دي وحتى لما اتقدمتلي كنت هرفض فورا بس بابا مرضيش ...بابا اجبرني أتجوزك ...
-ازاي ؟!ازاي يعمل كده ؟!ازاي يجبرك ؟!
قالها بصدمة ...كان لا يفهم الأمر ...معقول زواجها منه كان رغما عنها....كان يختنق وهو يفكر بالأمر ...لماذا ..لماذا يحدث هذا معه ...عندما حصل أخيرا على حب حياته أكتشف انها لا تراه ابدا ...أكتشف انه مجرد شقيق لها ...
-انطقي يا هنا أبوكي اجبرك ازاي تتجوزيني ؟!وليه استسلمتي ؟!
مسحت دموعها وهي تجلس على الفراش المزين بالورود وهي تتذكر ما حدث ...تتذكر كيف كان رد فعلها على طلب مراد ليدها !!
فلاش باك
-مش هتجوزه ...مش هتجوزه !!!
صرخت هنا وهي تشعر بالجنون كيف يحدث هذا ...
-يا بنتي اسمعي بس
قالتها نورهان والدتها وهي تحاول ان تهدأ من روعها لتشد هنا شعرها الطويل وتقول :
-انتوا بتقولوا ايه ؟!عايزين تجوزوني لاخو جوزي؟! الراجل اللي دايما شايفاه اخويا ...وايه الخسة دي .ازاي يبص لمرات اخوه ..ده انسان فاسد...
-لا فاسد ولا حاجة ..الراجل طلبك في الحلال وده احسن عشان الواد يتربى مع عمه وعيله ابوه وهما اولى بيه يصرفوا عليه معاش جوزك الله يرحمه مش هيكفي وهو حتى مسابلكيش ورث ولا يحزنون حتى البيت اللي أنتوا كنتوا ساكنين فيه بإسم أبوه فكري كويس يا بنتي ....
طفرت الدموع من عينيها وهي تنظر لوالدتها بصدمة كبيرة وقالت بصوت مختنق:
-انا مش محتاجة حد يصرف على ابني ...أنا هشتغل واصرف عليه بنفسي بس مش هتجوز مراد ...ده واحد متجوز يا ماما ...ازاي عايزاني اتجوزه وانا مقبلش اني اتجوز واحد متجوز ...أنا عملت المستحيل عشان علي الله يرحمه ميتجوزش واحدة وتشاركني فيه ...عايزاني اتجوز واحد واشارك مراته فيه ..ده مش مقبول ...
وكزتها والدتها وقالت:
-يا بت يا غبية افهمي ما أنتِ ممكن بشطارتك تكسبي مراد في صفك ويطلقها وساعتها هيبقى خير عيلة المنصوري ليكي انتِ وابنك ....
كانت مصدومة ...حقا مصدومة من تفكير والدتها وقالت :
-ايه اللي بتقوليه ده يا ماما؟!عايزاني اخرب بيت ست زيي ...أحرق قلبها ؟!حرام عليكي ...أنا مستحيل أعمل كده !مستحيل اتجوز مراد المنصوري ...ده مستحيل ...
-لا هتتجوزيه يا هنا !!!
كان هذا صوت والدها الجهوري الذي جمدها مكانها...نظرت إليه برعب وازدردت ريقها ...تلبدت عينيها بدموع الخوف ...دائما وجوده كان يبعث الخوف داخلها....
-يا بابا أنا ...
-من غير كلام هتتجوزيه يا هنا !!!ده مفهوش نقاش ....
هزت رأسها وكادت أن تتكلم الا انه اقترب منها فتراجعت برعب ...شهقت بفزع العالم أجمع وهي ترى يديه تمتد الى شعرها ...
وقفت نورهان بينهما وقالت لاهثة :
-هتتجوزه يا حاج ..هتتجوزه متخافش ...
ابعد جلال يده وقال بنبرة صلبة:
-كتب كتابك على مراد الأسبوع اللي جاي جهزي نفسك يا هنا ولا أنتِ عارفة ممكن أعمل ايه ...مفهوم ؟!
هزت رأسها بخوف وهي تبكي ...لم يكن لديها أي مهرب الآن فهي كانت أضعف من ان تواجه غضب والدها الذي دوما يتحكم في حياتها !!
..
باك
عادت من شرودها وهي تبكي وقد حكت له بإختصار ما حدث ...
نظرت إليه بعيني محمرة من اثر البكاء وقالت:
-شوف أنا مستعدة ابقى هنا واسمع كلامك في أي حاجة بس الا الحاجة دي وصدقني أنا مليش أي طلبات غير أنك تعامل ابني كويس ...مش عايزاه يفتقد ابوه...ممكن ...ممكن يا مراد ...
لم يرد عليها بل ترك المنزل غاضبا ....كان يتألم من داخله ...شعر أن كبرياؤه الرجولي قد تضرر وأول ما فعله هو انه اتجه إليها ...تلك التي لن تقول له لأ أبداً!!
.....
في منزل مراد ومنار ...
كانت تنام على فراشها والدموع تنفجر من عينيها دون توقف ...شعرت ان قلبها سوف يتوقف من فرط الألم...رأسها يمزقها وهي تتخيلها بين ذراعيه يعطيها الحب الذي بخل به عنها ...فطبعا هي حبه الأول وهي لا شئ ...اكتشفت هذا الآن....
فجأة تجمد جسدها بالكامل وهي تشعر بوجوده في غرفتهما...تسلل عطره النفاذ الى روحها ...اتسعت عينيها بقوة وهي مازالت على وضعها..ماذا أتى به الآن ...أليس من المفترض ان يكون مع زوجته !!!
انكمشت على نفسها وهي تشعر بثقل جسده على الفراش ولحظات وكان يجذبها الى صدره الرحب...حاولت التحرر وهي تقول بصوت مختنق:
-ايه هي العروسة الجديدة رفضتك ولا ايه ؟!عشان كده جاي هنا !!
لم يرد عليها ولكنها شعرت بتوتر جسده ففهمت ان كلامها صحيح ...ابتسمت بسخرية مريرة بينما تهبط شفتيه على وجنتها بدون كلام بينما يديه تتجه الى فستانها البيتي...
-ابعد يا مراد ...بقولك ابعد ....
ادارها إليه حتى نظر في عينيها الدامعة ووجنتيها الملطخة بالدموع وقال:
-ايه يا منار هتمنعي جوزك من حقه الشرعي ...لا متوقعتهاش منك ابدا!!
نظرت إليه وقالت بنبرة جافة:
-لا طبعا يا مراد مليش اني امنعك ...أنا قدامك اهو خد حقك براحتك خالص ..بس لو عندك استعداد تأخد حقك الشرعي وانا مش طايقة حتى لمستك أتفضل ....صدقني مش همنعك عني خالص بس اعرف أنك لما تلمسني هكون قرفانة اووي من نفسي وبعد ما تخلص هرجع كمان. !!
بهت وهو ينظر إليه ...تلك كانت ضربة ثانية ...حتى اقوى من ضربة هنا له ...كان يثير جنونه وهي تخبره انها تشمئز منه لذلك قربها اكثر منه وقال:
-وانا دلوقتي هبين ان كلامك كله غلط...هوريكي ازاي هتستلمي ليا ..وان كلامك ده كله خرافات ؛!!
ثم دون اهتمام بها أكمل ما يفعله وهو مصر على نزع استجابة قوية منها !!!
يتبع
#رفقا_بي_يا_قاتلي
#سولييه_نصار
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية رفقا بي يا قاتلي) اسم الرواية