رواية صدفة الفصل الخامس 5 - بقلم سلمي تامر
“طب ايه رأيك بقا ان انا آه خونتك مع صاحبك..اولع بقا مش هبررلك حاجه تاني”
بعد أن قالت “صدفة” هذه الكلمات في وجه زوجها تركها وذهب من المنزل قبل ان ينهال عليها بالضر..بات
فهو يعلم انها تقول هذا حتى تستفزه فهي من الصعب ان تعترف بخيانتها بكل هذه السهولة
ذهب الى معرضه وتابع جميع أعماله وهو يحاول ان يخرجها من تفكيره
وبعد ان انهى عاد مره اخرى الى البيت وهو يتوقع انها من المؤكد نائمه او جالسه امام التلفاز بكل برود وكأنها لم تفعل شئ..فالبرود واللامبالاة من طباعها
فتح مازن باب البيت ودلف ليتوجه ناحية غرفة المعيشة عندما رأى نور التلفاز..ليعلم انها جالسه ويقرر ان يوبخها على ما قالته صباحا وكيف لا تحترمه
اصطدم بشدة وشحب وجهه عندما رآها ملقاة ارضا ووجها شاحب وكأنها جث..ة هامده
“صدفة”
قالها بهمس ورعب عليها واتجه نحوها على الفور ليحملها ويضعها على الاريكه ويحاول افاقتها
“صدفة…صدفة فوقي ياحبيبتي..صدفة!..”
جرى نجو المطبخ واحضر كوب من الماء واخذ بعضا منه وألقاه على وجها
بدأت ان تفوق وهي تنظر حولها بعدم وعي ثم الى مازن الذي كاد ان يم..وت من الرعب عليها
“مازن..مالك قاعد كده ليه..ايه اللي حصل”
قالتها صدفة باستغراب من هيئته ليتنحنح وهو يحاول ان يخفي قلقه ويتحدث ببعض الجمود
“المفروض انا اللي اسألك ايه اللي حصل..فيه ايه انا جيت لقيتك واقعه عالأرض شبه الميتي..ن…فأفتكرت اني الحمدلله خلصت منك..لكن لسه عمر الشقي باقي بقى ”
ألمتها كلماته وبشدة لتدمع عيناها ويلعن نفسه على ما قاله عندما رأى هذه الدموع..فهو إذا حدث لها شئ حقا لن يستطع ان يكمل في هذه الحياه
قلبه اللعين يعشقها حد اللعنة وضعيف نحوها ويكره هذا وبشدة
فاق من شروده بها على انفجارها في البكاء
“يحول الله يارب…فيه ايه يابنتي متقولي اللي حصل”
“ماما”
قالتها صدفة ببكاء
ليردف بقلق
“مالها مرات عمي…حصلها حاجه ”
لترتمي داخل لحضانه بقوة وهي تبكي بضعف
“ماما طردتني من البيت النهاردة يامازن لما روحتلها تاني بعد ما انت ما مشيت..ماما كرشتني بسبب ياسمين يامازن ”
ليبعدها مازن عنه برفق بسبب مرضها ويتحدث بجمود مصطنع
“دي اقل حاجه تعملها بعد ما كنتي هتو..لعي في بنتها “
“معملتش كده..والله العظيم ما عملت فيها كده ”
قالتها صدفة بصراخ
وكملت وهي تتحدث بألم وحزن
“عارفه اني غبية وتصرفاتي متهورة وأذيتك من تهوري ده بدل المرة اتنين..لكن مخونتكش..ومقدرش اعمل كده في ياسمين انا مش وحشة للدرجادي انتوا ازاي بتفكروا فيا بالشكل ده! ”
“ازاي مفكرين اني اقدر اعمل كده في اختي اللي من لحمي ودمي.. اه انا بحبك ومستعدة اعمل اي حاجه علشان علاقتنا ترجع زي ما كانت بس مش لدرجة اعمل كده في ياسمين
وبعدين لو عايزة اكيد مش هيبقى في البيت وكلكم موجودين مهو كده كلكم هتشكوا فيا ومحدش هيلبسها غيري ”
“اومال ايه اللي حصل طيب”
نظرت له صدفة يغموض ونظرات غريبة لو يستطع ان يفسرها وقالت بهدوء
“هتعرف…مسيرك في يوم الايام هتعرف بس مش دلوقت ”
“واغم عليكي ليه ”
صدفة بلامبالاة
“عادي..تلاقي علشان مكلتش بقالي يومين…..مالك بتبصلي كده ليه”
اردفت بالجمله الاخيرة بإستغراب عندما لاحظت ان مازن بنظر لها بصدمة وقلق ليقول بغضب
“انتِ اتجننتي ياصدفة!..ولما يحصلك حاجه وتموتي..انتِ عايزة تجننيني صح”
“هيفرق معاك اوي لو مت يامازن”
قالتها صدفة بدموع وحزن ونبرة مليئة بالوجع
تنهد وتحدث بهمس وعشق لم يستطع اخفائه
“هيفرق !..ده انا اموت فيها لو جرالك حاجه..انتِ في يوم من الايام كنتي اغلى حاجه في حياتي…كنتي النفس اللي بتنفسه ياصدفة”
“ودلوقت…بقيت بتكرهني صح”
“ياريتني اعرف اكرهك..ياريتني اعرف اطلعك من قلبي واخلص من الحيرة وجع القلب اللي انا فيه ده ”
“ثق فيا يامازن…ثق فيا وصدقني مش هتندم واديني فرصة تانية وتعالى نبدأ من أول وجديد ومتظلمنيش زي ما كله بيظلمني ..بلاش انت كمان تيجي عليا زيهم لأنك الحاجه الوحيدة اللي انا عايشة علشانها ”
نظر لها مازن ولم يعلم ماذا عليه أن يفعل الآن
فنظراتها هذه تضعفه وتجعله يريد ان يعصرها داخل احضانه ولن يتركها ابدا
ليقرر تغيير الموضوع وهو يقوم من امامها
“انا..انا هروح اعملك حاجه تكليها..خليكي انتِ علشان تعبانه ”
ذهب من امامها سريعاً لتعلم انه قرر الهروب من امامها
تنهدت بحزن ولكنها تذكرت حنانه واهتمامه وقلقه عليها لتبتسم بأمل وتقوم من مكانها وتذهب خلفه
دخلت المطبخ ووجدته واقف يصنع لها بعض المأكولات سريعة التحضير
لتجلس على رخامة المطبخ وتراقب افعاله بإبتسامة بلهاء ونظرات عاشقة وسعيده من اهتمامه بها
لاحظها “مازن” واردف بإبتسامه وخبث
“مالك بتبصيلي كده ليه”
“اصلك قمر وانت بتطبخ”
كبح ضحكته وتابع ما يفعله وهو يردف بغرور
“منا عارف”
لوت شفتيها بحنق من غروره وعادت تنظر له بسعادة
بعد فترة قليلة انتهى من ما يفعله ووضع الطعام امامها واردف بأمر
“يلا كلي ”
“أكلني”
قالتها صدفة بدلع
“لأ بقولك ايه متسوقيش فيها وتبقي استغلالية…كلي ياماما ولما تتشلي ان شاء الله هبقى اعمل كده “
صدفة ببكاء مصطنع ومكر
“حرام عليكم ليه بتقسوا عليا كده ارحموني بقا والله ل..”
قطع كلامها وهو يضع الطعام في فمها بغضب
“خلاص اتنيلي اسكتي متبدأيش نكد دلوقت افصلي”
ابتسمت صدفة بخبث وهي تمضغ الطعام وتنظر له بحب ودلع أنوثي بالفطرة
ضعف من نظراتها وبلع ريقه بتوتر
وبعد ان انتهت من طعامها شكرته وهي تقبله من خده
اصطدم مازن من رد فعلها الذي وتره اكثر ولم يشعر بنفسه الا وهو يرد لها القبلة ولكن بعمق اكثر
“صدفة”
قالها بهمس وهو قريب منها
همهمت بتساؤل
ليردف بنفس الهمس
“لو قربت مش هعرف ابعد”
“مش عايزاك تبعد”
ومن هنا كانت بداية زواجهم الحقيقي وحياتهم الجديدة التي قرروا ان يرموا كل شئ بالخلف ويبدأوا صفحه جديدة وعالم جديد لم يكون فيه سواهم
وتمم مازن زواجه منها وجعلها زوجته امام الله
_______
استيقظ مازن وهو يبحث عن صدفه ولم يجدها ليقرر ان يهاتفها
وقبل ان يفعل وجد الباب يفتح وتدخل منه
نظر لها بإستغراب وشك
_كنتي فين
توترت صدفة كثيرا من سؤاله ولكنها تمالكت نفسها على الفور
_كنت..كنت في الصيدلية بجيب حاجه للصداع علشان دماغي وجعاني
نظر لها “مازن” بشك اكبر…ف يوجد بالمنزل اكثر من نوع مسكن للآلام
ولكنه نظر لها بنظرات غريبة وأومأ دماغه ودخل الى الحمام
لتتنفس صدفه براحه وتخرج هاتفها وتتحدث فيه بهمس
“مازن كان هيقفشني..بقولك ايه احنا نخفف مقابلات خالص بدل ما يشك فيا وانا هبقى اتصل بيك
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية صدفة ) اسم الرواية