رواية انا اولا الفصل السادس 6 - بقلم براءة
Hou ya:
الفصل السادس
عادت ليلة من مطعم السكن الى غرفتها بعد ان تناولت الطعام بمفردها واجرت مكالمتها المعتادة مع والدتها لتطمئنها عن احوالها .
خلعت عن الشال والحجاب . ثم ارتدت بيجامتها المريحة . حيث توسط قميصها البيتي باللون الازرق أرنب لطيف .
رفعت شعرها بشكل كعكة تدلت منها بعض الخصلات الشاردة .
اخدت هاتفها وارتمت على السرير لتشاهد حلقة من مسلسها .
تذكرت انها نسيت وضع سماعات الأذن فاخدت تبحث عنها لكنها لم تجدها .
بحثت مطولا وعندما احست بالسأم .
نظرت الى نور المستقلية على السرير المجاور المشغولة بهاتفها .
ثم سالتها باستفسار" نور ماشفتش air pods بتاعي؟؟"
لكنها لم تجب عليها . فنادتها من جديد هذه المرة بعد ان اقتربت منها وهزتها من كتفها العاري
خلعت نور سماعة من احدى اذنيها والتي كانت مغطاة بشعر نور المجعد المفرود .
" نعم ؟ عم تحاكيني؟"
" ماانا عن ناديكي . "
" سوري مسمعتكيش كنت بسمع ميوزك . عايزة مني ايه؟"
ليلى بتفهم " كنت عايزة اسالك اذا شفتي سماعاتي . الair pods بتاعي كنت حاطتهم على الطاولة بس مالقيتهمش"
نور وهي تدعي الصدمة " اا ...ماانا عم أستعملهم . هو انا ماخبرتكيش؟؟"
حاولت ليلى ان تتمالك استيائها وردت بنفي .
نور باسف شديد " يا اسفة فكرت خبرتك . "
ليلى " ولايهمك بتحصل عادي ."
ظنت ليلى ان الامر انتهى خاصة بعد ان عذرتها على تصرفها . فهي لم تستاذن لكن بماانها اول مرة فستغض النظر عن الموضوع .
لكن اذ بها فوجئت من تصرفها الوقح . لقد اعادت السماعة الى اذنها وقالت
" رح اخلص الغنية وردهالك ماتقلقيش"
ثم تسطحت من جديد على سريرها .
ظلت ليلى تنظر إليها بدهشة شديد ة ثم لم تدري لما لم ترد عليها بل التزمت مكانها تنتظر في صمت
__
كان هذا اليوم الذي شرع فيه الدكتور آدم والذي اصبح منذ فترة قصيرة مسؤولا عن غروب ليلى عوضا الدكتورة مي .
ورغم ان مدته اوشكت على الانتهاء الا أنه لم يبالي بذلك بل اخد يشرح بمنتهى الجدية وهو يمسك بالحقنة يسحب عينة من دم احد المرضى طريقة سحب الدم .
وخلفه يقف طلابه بمآزرهم البيضاء يراقبون في صمت ويدونون مرة على مرة
ومن بينهم كانت تقف ليلى . والتي رغم ان الموضوع بدا صعب عليها إلا أنها عزمت على اتقانه .
فسحب الدم تقنية اساسية ومهمة يجب ان يجيدها كل طبيبة وطبيبة .
كانت ترى الدكتور وهو يرتدي قفازاته الطبية اولا وخلفه الممرضة التي سالها ان عقمت الادوات التي يستعملها بعد قليل فاجابته بالايجاب .
قام بربط رباط حول ذراع المريض . ثم قام باستخدام الابرة المعقمة لسحب الدم من الوريد .
ورغم شخصيته الغريبة والقاسية التي عرفه بها طلابه وليلى
الا أنه كان لطيفا جدا ومراعيا وهذا ماتجلى في تعامله مع المريض وحواره البسيط معه.
ليزيل الابرة بعد ذلك ويضع اللاصق الطبي مكان الحقن
وبعد انتهى استدار إليهم وقال بجدية
" دي هي الخطوات الاساسية لتسحبوا الدم من المريض .
" ثم تابع وهو ينظر الى تلك الوجوه المرتبكة وجها وجها
" حد عايز يطرح سؤال قبل التطبيق العملي؟"
لم يساله احد فمكان منه الا أن يطلب من كل طالب ان يتجه معه الى القاعة . ثم ياخد مكانه ويشرع في التطبيق على الدمية التي امامه .
والتي كانت عبارة عن ذراع تشبه ذراع الانسان بمجرد حقنها تسمح بسحب سائل بلون أحمر كما لو كان دما .
الدكتور آدم وهو يتقدم بخطواته ويتفحص جميع الطلبة " التعقيم أولا من فضلكم "
كانت ليلى مرتبكة وخائفة .
بالرغم من انها تعرف جميع الخطوات فلقد تابعت الدكتور جيدا وهو يقوم بالسحب .
إلا أنها وبسبب رعشة يدها اوقعت الابرة فاعادت تعقيمها على عجل قبل أن يصل إليها .
انها لاتريد منه ان يسخر منها او يوبخها .
انها تريد النجاح !!
شعرت ليلى كما لو انها داخل غرفة العمليات .
وليس داخل قاعة التدريب تقوم بعملية جد بسيطة . يستطيع أي شخص القيام بها بمجرد رؤية خطواتها .
كانت تسمع من خلفها صوته الهادئ وهو يشرح للبعض ويشكر الآخرين على عملهم .
اخدت نفسا عميقا وهي تسمع خطواته التي تدل على اقترابه منها . ثم وقوفه امامها بقامته الطويلة . رفعت راسها تنظر اليه .
انها المرة الاولى التي تدقق في عينيه الكبيرتين
والمخفيتين خلف نظارته الطبية البيضاء
وبالرغم من ان شعره المبعثر والذي اعتادت عليه الا أن مظهره كان جيدا ...بل ممتازا
أين ذهب عقلكي ياليلى ركزي في عملكي؟
الا أن ملاحظته التي بدت مستفزة ليلى افاقتها من شرودها وذكرتها بنفورها من هذا الدكتور مرة أخرى
" خليكي مع الابرة يادكتورة ! "
ثم تابع " ماينفعش تشردي ولاثانية في عملك "
ظنت أنه سيرحل بمجرد القائه لملاحظته إلا أنها فوجئت به وهو يقف متسمرا امامها يراقبها حتى أنتهت من السحب .
ماان افرغت السائل في القنينة المخصصة حتى تركها وذهب .
ليلى وهي تمتم في نفسها بيأس" على القليل يشكرني زي الباقيين "
لكنها اذ بها تفاجئ بل تنصدم كليا
منه وهو يقف امامها يحمل كوبا من الماء .
نظرت اليه ببلاهة بعد ان اغلقت فمها المفتوح
دكتور آدم بجدية وهو يناولها الكوب " تفضلي يادكتورة "
استمرت ليلى تنظر اليه والدهشة لم تغادر تقاسيم وجهها
دكتور آدم " خدي اشربي وهدي شوي مش شايفة ايدك يلي طول مانتي ماسكة الحقنة وهي بتترعش "
نظرت ليلى سريعا الى يدها وضغطت عليها لتوقف رعشتها ثم مدت بيدها الكوب من يده والذي بدا أنه مصر على مناولتها اياه .
ليلى بخجل " شكرا "
دكتور آدم " العفو "
ثم غادر باتجاه طالب آخر تاركا إياها تنظر في اثاره بصدمة .
ثم لا تدري كيف ومتى توقف يدها عن الارتعاش واصبح قلبها يدق
كم ادفئها تصرفه رغم بغضها له .
لكنها حاولت ان تنكر ذلك سريعا .
غافلة عن ذلك الذي تلونت اذنه باللون الاحمر والشكر لله أن شعره الطويل والمبعثر يغطيها .
بعد انتهاء الحصة .وحيث كانت ليلى جالسة تضم اغراضها الى صدرها في انتظار قدوم الاتوبيس .
فجأة رن هاتفها . وبصعوبة تمكنت من اخراجه من حقيبتها
ابتسمت عند رؤيتها لهوية المتصل ثم ردت بدلع
" عاملة ازاي ؟"
مروة بحماس" عندي ليكي خبر بيجنن قد السماء"
ليلى " اي هو ؟"
مروة " اوضتي فاضية اليوم ماسهى نزلت عند اهلها فالبلد على عجل ومع واسطة مدام فريدة فيكي تباتي الليلة عندي . "
سكتت ليلى للحظة فقالت مروة بنبرة متغيرة " ليلى مالك ؟ ... وصلتي السكن ولاايه ؟؟"
ليلى تنفي في عجل" لا...بس مافينيش ابات برا السكن انتي عارفة انه مش مسموح . "
مروة بسخرية " سكن ليه يلي مش حيسمحلك ؟! ...هو نتي مفكرة انه حد عارف او يهتم بيكم .
يابنتي ماحدش حايدري بيكي كلها ليلة مش اكثر ."
ليلى بقلق" بس ..."
مروة " ايه لي بس ؟ " ثم تابعت باستياء" قولي مش عايزة ابات معاكي وخلاص ."
ليلى بجدية " مروة مانتي عارفة اني اكاد أحب المبات معاكي . "
مروة بفرح" اذا عجلي وتعالي "
ليلى بقلة حيلة " اوكي ...هااجي بس اغلقي دلوقتي خليني اكلم نور او هدى خبرهم اني مش بايتة الليلة في الاوضة احسن مايعملولي مشكلة"
مروة بسخرية" بشك أنه واحدة فيهم رح تنتبه . بس لاعلينا سرعي وتعالي " ثم قالت بعد ان تذكرت " جيبيلنا معاكي بيتزا وشوية سناكات للسهرة"
ليلى بسخرية" اوامر ثانية حضرتك "
مروة بضحكة" لايابنتي . يلا سلام "
ليلى وهي تغلق المكالمة" سلام "
وكما كان الحال اتصلت ليلى بهدى واخبرتها بعد ان فشلت في الوصول الى نور .
تفهمت هدى الامر وطمانتها بان لاتقلق . فلااحد يهتم بحضورها او غيابها .
انهت مكالمتها وهي تصعد الى الاتوبيس ثم تعجل لايجاد مكان للجلوس . فهي لاتستطيع الركوب واقفة أبدا .
ثم نزلت لتشتري ماطلبت منها مروة شرائه .
شعور يملاه الحنين اختجلها وهي تتقدم بخطوات صغيرة ناحية السكن .
وكم رحبت بها مدام فريدة وكم اسمعتها من كلمات وصفت فيها شوقها وحنينها لليلى
حتى هذه الاخيرة لاتستطيع ان لاتشتاق لها .
فقد كانت بمثابة الأخت الكبرى لها او الام لها ولغيرها من الطالبات .
حاولت ليلى الصعود بعجل رغم ماكانتش تحمله من اشياء
ثم ضربت الباب بقدمها
وفي لحظة وجدت مروة تقف امامها .
بقامتها المتوسطة وهي ترتدي فستانا بلون ابيض قصير يصل الى أعلى ركبتيها وبشعر مسرح بطريقة انيقة .
ليلى باعجاب" ايه الجمال دا ؟!"
مروة وهي تاخد علية البيتزا من يديها" متشكرة "
بعد ان صلت ليلى فرضها . وباوامر من مروة ارتدت فستانا بيتي بلون ازرق سماوي يصل الى مافوق ركبتيها .
ثم شرعت مروة في تصفيف شعرها لها .
مروة باعجاب شديد وهي تلف ليلى على نفسها " وين كنت مخبية الجمال دا يابت ؟!"
ليلى بخجل " بالاها هبل يامروة "
مروة بعد ان توقفت عن لفها ووضعت يديها على كتفي مروة لتثبتها .
وبنظرة بمنتهى الجدية قالت" هبل ايه يابنتي؟! ...انت جميلة ومافيكيش تنكري هالشي .
وبعدين ياليلى ثقي فحالك شوي ومتكونش متواضعة لدرجة الهبل ."
لم تجد ليلى ماتقوله كرد لصديقتها الداعمة بل اكتفت بايماء راسها ببطء .
مروة بابتسامة عريضة" ما تعالي ناخد صورا حلوة مدة كدة زينا
وبعدين ناكل "
ليلى " يلا "
____
و بينما كانت الفتاتان جالستان على الارضية تتناولان البيتزا بنهم وتضحكان على طريقة مروة في السرد
فقد كانت تتحدث عن موقف طريف حدث مع الدكتور المسؤول عليها عند تعليمها ورفقة طلاب غروبها لطريقة سحب الدم .
ليلى وهي تضغط على معدتها من شدة الألم وهي تضحك " هو مالقاش غير رجال عنده خرف يعمله الابرة ؟!!"
مروة بسخرية" وهالدكتور تفهمي عليه كيف يفكر او يتصرف! ...وبعديها ضل قرابة النص ساعة يقنعه
أنه هو دكتور مش ابنه .
وبعديها تغيرت رتبه وصارت نسيبه وياسبحان الله طلع بيكره نسيبه . "
ليلى ببراءة" اديش هالدكتور لطيف ومحترم ؟! مع أنه كبير بس عنده قدرة تحمل كبيرة اوي . "
مروة " انا بشوفه غريب . هو انا بحياتي ماشوفت دكتور لطيف"
ثم وقفت لتمثل طريقة سير الأطباء
عرضا كتفيها واخدت تدفع بنفسها للامام
" مالدكتور يابنتي لازم يكون كاريزما وقوة . لازم يكون كلامه قليل وواصل .
هيك الدكتور ولابلاش "
ليلى بسخرية" ذكرتيني بشخص أعرفه . "
مروة بتساؤل" دكتور؟"
ليلى تؤكد" إه دكتور . الدكتور بتاعي على سبيل المثال . "
ثم وقفت واخدت تقلده وتقلد نبرة صوته
" اذا انتي مافيكيش تذكري كيف بدك تصيري دكتورة يادكتورة ؟!"
ثم تابعت بنبرة حادة اكثر " هو نتو ازاي حاطين أنه مهنة الطب سهلة لهالدرجة .
دي حياة انسان بين ايديكم مش لعبة !!"
كانت مروة تراقبها وهي تعقد يديها الى صدرها . تراقب صديقتها بابتسامة خافتة على وجهها وهي تتحرك ذهابا وايابا تستمر في تقليد الدكتور .
حتى توقفت فجأة ونظرت الى مروة باستغراب" مالك؟"
مروة " انتي لي مالك ؟ "
ليلى " ليه ؟"
مروة بابتسامة خبيثة" شكلك مركزة جامد مع الدكتور "
ليلى بحدة خافتة " قصدك ايه؟!"
مروة وهي تجلس على حافة السرير " ماقصديش حاجة بس مندهشة انه حافظة كلام الدكتور كلمة كلمة "
ليلى بتبرير جاد" اكيد !! انا مافيني انسى الكلام يلي يقول اي حد وهو يبهدلني ."
مروة بخبث" متاكدة ؟"
ليلى " اكيد متاكدة . " ثم تابعت بجدية" ماتخليش راسك يفكر في البعيد .هو دكتوري مش اكثر من كدة "
الفصل السادس
عادت ليلة من مطعم السكن الى غرفتها بعد ان تناولت الطعام بمفردها واجرت مكالمتها المعتادة مع والدتها لتطمئنها عن احوالها .
خلعت عن الشال والحجاب . ثم ارتدت بيجامتها المريحة . حيث توسط قميصها البيتي باللون الازرق أرنب لطيف .
رفعت شعرها بشكل كعكة تدلت منها بعض الخصلات الشاردة .
اخدت هاتفها وارتمت على السرير لتشاهد حلقة من مسلسها .
تذكرت انها نسيت وضع سماعات الأذن فاخدت تبحث عنها لكنها لم تجدها .
بحثت مطولا وعندما احست بالسأم .
نظرت الى نور المستقلية على السرير المجاور المشغولة بهاتفها .
ثم سالتها باستفسار" نور ماشفتش air pods بتاعي؟؟"
لكنها لم تجب عليها . فنادتها من جديد هذه المرة بعد ان اقتربت منها وهزتها من كتفها العاري
خلعت نور سماعة من احدى اذنيها والتي كانت مغطاة بشعر نور المجعد المفرود .
" نعم ؟ عم تحاكيني؟"
" ماانا عن ناديكي . "
" سوري مسمعتكيش كنت بسمع ميوزك . عايزة مني ايه؟"
ليلى بتفهم " كنت عايزة اسالك اذا شفتي سماعاتي . الair pods بتاعي كنت حاطتهم على الطاولة بس مالقيتهمش"
نور وهي تدعي الصدمة " اا ...ماانا عم أستعملهم . هو انا ماخبرتكيش؟؟"
حاولت ليلى ان تتمالك استيائها وردت بنفي .
نور باسف شديد " يا اسفة فكرت خبرتك . "
ليلى " ولايهمك بتحصل عادي ."
ظنت ليلى ان الامر انتهى خاصة بعد ان عذرتها على تصرفها . فهي لم تستاذن لكن بماانها اول مرة فستغض النظر عن الموضوع .
لكن اذ بها فوجئت من تصرفها الوقح . لقد اعادت السماعة الى اذنها وقالت
" رح اخلص الغنية وردهالك ماتقلقيش"
ثم تسطحت من جديد على سريرها .
ظلت ليلى تنظر إليها بدهشة شديد ة ثم لم تدري لما لم ترد عليها بل التزمت مكانها تنتظر في صمت
__
كان هذا اليوم الذي شرع فيه الدكتور آدم والذي اصبح منذ فترة قصيرة مسؤولا عن غروب ليلى عوضا الدكتورة مي .
ورغم ان مدته اوشكت على الانتهاء الا أنه لم يبالي بذلك بل اخد يشرح بمنتهى الجدية وهو يمسك بالحقنة يسحب عينة من دم احد المرضى طريقة سحب الدم .
وخلفه يقف طلابه بمآزرهم البيضاء يراقبون في صمت ويدونون مرة على مرة
ومن بينهم كانت تقف ليلى . والتي رغم ان الموضوع بدا صعب عليها إلا أنها عزمت على اتقانه .
فسحب الدم تقنية اساسية ومهمة يجب ان يجيدها كل طبيبة وطبيبة .
كانت ترى الدكتور وهو يرتدي قفازاته الطبية اولا وخلفه الممرضة التي سالها ان عقمت الادوات التي يستعملها بعد قليل فاجابته بالايجاب .
قام بربط رباط حول ذراع المريض . ثم قام باستخدام الابرة المعقمة لسحب الدم من الوريد .
ورغم شخصيته الغريبة والقاسية التي عرفه بها طلابه وليلى
الا أنه كان لطيفا جدا ومراعيا وهذا ماتجلى في تعامله مع المريض وحواره البسيط معه.
ليزيل الابرة بعد ذلك ويضع اللاصق الطبي مكان الحقن
وبعد انتهى استدار إليهم وقال بجدية
" دي هي الخطوات الاساسية لتسحبوا الدم من المريض .
" ثم تابع وهو ينظر الى تلك الوجوه المرتبكة وجها وجها
" حد عايز يطرح سؤال قبل التطبيق العملي؟"
لم يساله احد فمكان منه الا أن يطلب من كل طالب ان يتجه معه الى القاعة . ثم ياخد مكانه ويشرع في التطبيق على الدمية التي امامه .
والتي كانت عبارة عن ذراع تشبه ذراع الانسان بمجرد حقنها تسمح بسحب سائل بلون أحمر كما لو كان دما .
الدكتور آدم وهو يتقدم بخطواته ويتفحص جميع الطلبة " التعقيم أولا من فضلكم "
كانت ليلى مرتبكة وخائفة .
بالرغم من انها تعرف جميع الخطوات فلقد تابعت الدكتور جيدا وهو يقوم بالسحب .
إلا أنها وبسبب رعشة يدها اوقعت الابرة فاعادت تعقيمها على عجل قبل أن يصل إليها .
انها لاتريد منه ان يسخر منها او يوبخها .
انها تريد النجاح !!
شعرت ليلى كما لو انها داخل غرفة العمليات .
وليس داخل قاعة التدريب تقوم بعملية جد بسيطة . يستطيع أي شخص القيام بها بمجرد رؤية خطواتها .
كانت تسمع من خلفها صوته الهادئ وهو يشرح للبعض ويشكر الآخرين على عملهم .
اخدت نفسا عميقا وهي تسمع خطواته التي تدل على اقترابه منها . ثم وقوفه امامها بقامته الطويلة . رفعت راسها تنظر اليه .
انها المرة الاولى التي تدقق في عينيه الكبيرتين
والمخفيتين خلف نظارته الطبية البيضاء
وبالرغم من ان شعره المبعثر والذي اعتادت عليه الا أن مظهره كان جيدا ...بل ممتازا
أين ذهب عقلكي ياليلى ركزي في عملكي؟
الا أن ملاحظته التي بدت مستفزة ليلى افاقتها من شرودها وذكرتها بنفورها من هذا الدكتور مرة أخرى
" خليكي مع الابرة يادكتورة ! "
ثم تابع " ماينفعش تشردي ولاثانية في عملك "
ظنت أنه سيرحل بمجرد القائه لملاحظته إلا أنها فوجئت به وهو يقف متسمرا امامها يراقبها حتى أنتهت من السحب .
ماان افرغت السائل في القنينة المخصصة حتى تركها وذهب .
ليلى وهي تمتم في نفسها بيأس" على القليل يشكرني زي الباقيين "
لكنها اذ بها تفاجئ بل تنصدم كليا
منه وهو يقف امامها يحمل كوبا من الماء .
نظرت اليه ببلاهة بعد ان اغلقت فمها المفتوح
دكتور آدم بجدية وهو يناولها الكوب " تفضلي يادكتورة "
استمرت ليلى تنظر اليه والدهشة لم تغادر تقاسيم وجهها
دكتور آدم " خدي اشربي وهدي شوي مش شايفة ايدك يلي طول مانتي ماسكة الحقنة وهي بتترعش "
نظرت ليلى سريعا الى يدها وضغطت عليها لتوقف رعشتها ثم مدت بيدها الكوب من يده والذي بدا أنه مصر على مناولتها اياه .
ليلى بخجل " شكرا "
دكتور آدم " العفو "
ثم غادر باتجاه طالب آخر تاركا إياها تنظر في اثاره بصدمة .
ثم لا تدري كيف ومتى توقف يدها عن الارتعاش واصبح قلبها يدق
كم ادفئها تصرفه رغم بغضها له .
لكنها حاولت ان تنكر ذلك سريعا .
غافلة عن ذلك الذي تلونت اذنه باللون الاحمر والشكر لله أن شعره الطويل والمبعثر يغطيها .
بعد انتهاء الحصة .وحيث كانت ليلى جالسة تضم اغراضها الى صدرها في انتظار قدوم الاتوبيس .
فجأة رن هاتفها . وبصعوبة تمكنت من اخراجه من حقيبتها
ابتسمت عند رؤيتها لهوية المتصل ثم ردت بدلع
" عاملة ازاي ؟"
مروة بحماس" عندي ليكي خبر بيجنن قد السماء"
ليلى " اي هو ؟"
مروة " اوضتي فاضية اليوم ماسهى نزلت عند اهلها فالبلد على عجل ومع واسطة مدام فريدة فيكي تباتي الليلة عندي . "
سكتت ليلى للحظة فقالت مروة بنبرة متغيرة " ليلى مالك ؟ ... وصلتي السكن ولاايه ؟؟"
ليلى تنفي في عجل" لا...بس مافينيش ابات برا السكن انتي عارفة انه مش مسموح . "
مروة بسخرية " سكن ليه يلي مش حيسمحلك ؟! ...هو نتي مفكرة انه حد عارف او يهتم بيكم .
يابنتي ماحدش حايدري بيكي كلها ليلة مش اكثر ."
ليلى بقلق" بس ..."
مروة " ايه لي بس ؟ " ثم تابعت باستياء" قولي مش عايزة ابات معاكي وخلاص ."
ليلى بجدية " مروة مانتي عارفة اني اكاد أحب المبات معاكي . "
مروة بفرح" اذا عجلي وتعالي "
ليلى بقلة حيلة " اوكي ...هااجي بس اغلقي دلوقتي خليني اكلم نور او هدى خبرهم اني مش بايتة الليلة في الاوضة احسن مايعملولي مشكلة"
مروة بسخرية" بشك أنه واحدة فيهم رح تنتبه . بس لاعلينا سرعي وتعالي " ثم قالت بعد ان تذكرت " جيبيلنا معاكي بيتزا وشوية سناكات للسهرة"
ليلى بسخرية" اوامر ثانية حضرتك "
مروة بضحكة" لايابنتي . يلا سلام "
ليلى وهي تغلق المكالمة" سلام "
وكما كان الحال اتصلت ليلى بهدى واخبرتها بعد ان فشلت في الوصول الى نور .
تفهمت هدى الامر وطمانتها بان لاتقلق . فلااحد يهتم بحضورها او غيابها .
انهت مكالمتها وهي تصعد الى الاتوبيس ثم تعجل لايجاد مكان للجلوس . فهي لاتستطيع الركوب واقفة أبدا .
ثم نزلت لتشتري ماطلبت منها مروة شرائه .
شعور يملاه الحنين اختجلها وهي تتقدم بخطوات صغيرة ناحية السكن .
وكم رحبت بها مدام فريدة وكم اسمعتها من كلمات وصفت فيها شوقها وحنينها لليلى
حتى هذه الاخيرة لاتستطيع ان لاتشتاق لها .
فقد كانت بمثابة الأخت الكبرى لها او الام لها ولغيرها من الطالبات .
حاولت ليلى الصعود بعجل رغم ماكانتش تحمله من اشياء
ثم ضربت الباب بقدمها
وفي لحظة وجدت مروة تقف امامها .
بقامتها المتوسطة وهي ترتدي فستانا بلون ابيض قصير يصل الى أعلى ركبتيها وبشعر مسرح بطريقة انيقة .
ليلى باعجاب" ايه الجمال دا ؟!"
مروة وهي تاخد علية البيتزا من يديها" متشكرة "
بعد ان صلت ليلى فرضها . وباوامر من مروة ارتدت فستانا بيتي بلون ازرق سماوي يصل الى مافوق ركبتيها .
ثم شرعت مروة في تصفيف شعرها لها .
مروة باعجاب شديد وهي تلف ليلى على نفسها " وين كنت مخبية الجمال دا يابت ؟!"
ليلى بخجل " بالاها هبل يامروة "
مروة بعد ان توقفت عن لفها ووضعت يديها على كتفي مروة لتثبتها .
وبنظرة بمنتهى الجدية قالت" هبل ايه يابنتي؟! ...انت جميلة ومافيكيش تنكري هالشي .
وبعدين ياليلى ثقي فحالك شوي ومتكونش متواضعة لدرجة الهبل ."
لم تجد ليلى ماتقوله كرد لصديقتها الداعمة بل اكتفت بايماء راسها ببطء .
مروة بابتسامة عريضة" ما تعالي ناخد صورا حلوة مدة كدة زينا
وبعدين ناكل "
ليلى " يلا "
____
و بينما كانت الفتاتان جالستان على الارضية تتناولان البيتزا بنهم وتضحكان على طريقة مروة في السرد
فقد كانت تتحدث عن موقف طريف حدث مع الدكتور المسؤول عليها عند تعليمها ورفقة طلاب غروبها لطريقة سحب الدم .
ليلى وهي تضغط على معدتها من شدة الألم وهي تضحك " هو مالقاش غير رجال عنده خرف يعمله الابرة ؟!!"
مروة بسخرية" وهالدكتور تفهمي عليه كيف يفكر او يتصرف! ...وبعديها ضل قرابة النص ساعة يقنعه
أنه هو دكتور مش ابنه .
وبعديها تغيرت رتبه وصارت نسيبه وياسبحان الله طلع بيكره نسيبه . "
ليلى ببراءة" اديش هالدكتور لطيف ومحترم ؟! مع أنه كبير بس عنده قدرة تحمل كبيرة اوي . "
مروة " انا بشوفه غريب . هو انا بحياتي ماشوفت دكتور لطيف"
ثم وقفت لتمثل طريقة سير الأطباء
عرضا كتفيها واخدت تدفع بنفسها للامام
" مالدكتور يابنتي لازم يكون كاريزما وقوة . لازم يكون كلامه قليل وواصل .
هيك الدكتور ولابلاش "
ليلى بسخرية" ذكرتيني بشخص أعرفه . "
مروة بتساؤل" دكتور؟"
ليلى تؤكد" إه دكتور . الدكتور بتاعي على سبيل المثال . "
ثم وقفت واخدت تقلده وتقلد نبرة صوته
" اذا انتي مافيكيش تذكري كيف بدك تصيري دكتورة يادكتورة ؟!"
ثم تابعت بنبرة حادة اكثر " هو نتو ازاي حاطين أنه مهنة الطب سهلة لهالدرجة .
دي حياة انسان بين ايديكم مش لعبة !!"
كانت مروة تراقبها وهي تعقد يديها الى صدرها . تراقب صديقتها بابتسامة خافتة على وجهها وهي تتحرك ذهابا وايابا تستمر في تقليد الدكتور .
حتى توقفت فجأة ونظرت الى مروة باستغراب" مالك؟"
مروة " انتي لي مالك ؟ "
ليلى " ليه ؟"
مروة بابتسامة خبيثة" شكلك مركزة جامد مع الدكتور "
ليلى بحدة خافتة " قصدك ايه؟!"
مروة وهي تجلس على حافة السرير " ماقصديش حاجة بس مندهشة انه حافظة كلام الدكتور كلمة كلمة "
ليلى بتبرير جاد" اكيد !! انا مافيني انسى الكلام يلي يقول اي حد وهو يبهدلني ."
مروة بخبث" متاكدة ؟"
ليلى " اكيد متاكدة . " ثم تابعت بجدية" ماتخليش راسك يفكر في البعيد .هو دكتوري مش اكثر من كدة "
•تابع الفصل التالي "رواية انا اولا" اضغط على اسم الرواية