رواية على القلب سلطان الفصل السادس 6 - بقلم آية العربي
بسم الله ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
البارت السادس من رواية ❤على القلب سلطان ❤
بقلم آية العربي
قراءة ممتعة
ليس على القلب سلطان ،،
حينها تتغير القواعد ويصبح التخطيط قدر ...
لكلٍ منا نقطة ضعف ومصدر قوة ..
وعندما يجتمع الاثنان فى شخصٍ واحد يصبح على القلبِ ؛؛؛ سلطان ...
&&&&&&&&&
بعد ساعة تجلس سيلين بحزن فى بهو الشركة ويقف خلفها سلطان وبجانبها يجلس نبيل ينظر لها بشماتة ووليد ينظر لها بشفقة .
اما الموظفون فجميعهم غادروا بناءاً على تعليمات الامن ..
يجلسون يتنظرون مجئ الشرطة التى هى فى طريقها اليهم للتحقق فى الامر .
بينما انتقل محمد مع الاسعاف منذ قليل الى احدى المستشفيات لاسعافه على الفور .
وامام الشركة ينتشر الامن ليراقب الاجواء .
وصلت سيارة الشرطة ونزل منها المحقق وتبعه احد العساكر ... دلف من باب الشركة واتجه الى سيلين حيث اردف بتحية _ حمدالله على سلامتك يا سيلين هانم ... ايه اللى حصل بالضبط .
رفعت سيلين نظرها اليه تردف بتوتر وارتباك _ اتعرضت لهجوم والحارس الشخصي ليا اتصاب بدالي ... و .... تقدر تشوف الكاميرات وتستعين بيها طبعا ... ولولا ان سلطان اتصرف وضرب نار ع اللى بيضرب اكيد كان قتلنى .
رفع المحقق نظره للواقف خلفها يردف بتساؤل _ انت سلطان ؟
اردف سلطان بثبات وهو يضع كفيه على بعضهما _ اتفضل يا باشا .
اردف المحقق وهو ينهض _ ياريت تيجي معايا نفحص الكاميرات .
اشار له سلطان بيده مردفاً _ اتفضل .
ذهب المحقق مع سلطان الى غرفة المراقبة بينما ظلت سيلين وسط عمها وابن عمها ولم تتفوه بحرف ...
اردف نبيل بمكر _ يا ترى مين اللى قدر يعمل حاجة زى كدة ؟
اردف وليد يرد عليه _ اكيد حد من اعداء شركة الحلوانى ... انت عارف يا عمى ان اعدائنا كتير فى السوق ... ولا ايه يا سيلين ؟
كانت سيلين تنظر للبعيد ولم تعير حديثهم اي اهتمام فالتزموا الصمت الى ان عاد المحقق مع سلطان بعدما رآى الكاميرات وتم التحفظ عليها .
اردف المحقق وهو يقف امام سيلين بتساؤل _ بتتهمى حد معين يا سيلين هانم ؟
اردفت بتأكيد دون مراوغة _ ايوة ... رضوان المالكى ... هو كلمنى الصبح علشان الثفقة اللى كانت بينا واتكلم بنبرة تهديد ... وتقدروا تسمعوا المكالمة موجودة فى ال Record's على موبايلي .
اومأ المحقق مردفاً بنصح _ تمام يا سيلين هانم ... ياريت تتواصلي مع شركة الحراسة تبعتلك حارس شخصي لحد ما الحارس بتاعك يتعافي .
اردفت بتأكيد _ سلطان موجود هو اللى هيكون الحارس الشخصي بتاعى .
تصنم جسد سلطان ... انتابه شعور غريب .. ما بك ... هذا ما كنت تريده ... ها هى تثق بك ... القول شئ والحقيقة شيئاً آخر ... انها تثق بي ... كيف سأخون ثقتها الآن ! ... ويل لك يا سلطان .
بينما نبيل سعد كثيراً بهذا الخبر ولكنه لم يظهر اي رد فعل ... اما المحقق فاومأ مردفاً _ تمام كويس جداا ... بس اكيد هتحتاجى حرس كمان للشركة ... وياريت تبعتيلي التسجيل الصوتى ع الواتساب الرقم ده .
قالها وهو يمد لها كارت يحمل ارقامه فلتقطته منه تومئ له فغادر بعدها ووقفت هي تنظر الى سلطان مردفة بلغة آمرة _ يالا نمشي .
وقف ينظر لها بتردد ... قلبه يؤنبه على ثقتها به ... خطت خطوة واحدة ولكنها توقفت عندما لاحظت سكونه ... نظرت له مستفهمة _ هو انت مش عايز تكون الحارس الشخصي ليا ؟
نظر لها بتردد ... ثم نظر الى نبيل الذى ينظر له نظرة يعلم تفاصيلها ... تجاهل نظرته واعاد نظره اليها مردفاً بقبول _ اتفضلي يا سيلين هانم .
اكملت سيرها وهو خلفها بل تقدم منها يفتح لها باب السيارة وصعدت فى الخلف وصعد هو فى الامام وغادر السائق وها هو سلطان يؤدى وظيفته على اكمل وجه .
&&&&&&&&&&&
حقوق الطبع محفوظة للناشر
يمنع اعادة نشر رواية على القلب سلطان بأي شكل سواء مدونة او موقع الا عن طريق الكاتبة آية العربي
&&&&&&&&&&&&&
فى محافظة سوهاج
تجلس فاطمة فى منزلها تتحدث عبر الهاتف مع شقيقتها سهيلة مردفة بتساؤل _ ها وبعدين ؟
اردفت سهيلة بتأفأف وضيق _ ولا جبلين يا فاطمة ... اهو بحاول اعمل زي ما جولتي ... صحيح محروس اتغير للاحسن بس هما لاء .
تنهدت فاطمة مردفة بهدوء وتعقل _ معلش يا سهيلة ... اتحملى بما ان محروس اتغير معاكى يبجى خير ... واحدة واحدة هما كمان يعاملوكى زين .
اومات سهيلة مردفة _ ياريت يا فاطمة ...ياريت ... اني تعبت ... اني هنا لحالي ومافيش حد منيكو حواليا ... ولما بتسنجد بجدى او بأمى للاسف الاتنين بيكسروا خاطرى ... تعرفي يا فاطمة انى كنت ناوية اكلم سلطان اخوكى ... بس خوفت يكسر خاطرى هو كمان .
تعجبت فاطمة مردفة بتساؤل _ بجد يا سهيلة ؟ ... ممكن تكلميه بجد ؟ ... بس وجتها امك مش هتسكت واصل ... دى ممكن الحرب تجوم .
اردفت سهيلة بضجر _ يحصل اللى يحصل بجى يا فاطمة ... ده اخونا ومشوفناش منه حاجة عفشة ولولا جدك بيعمل حساب وخاطر لامك كان زمانوا وسطينا هنا .... بس فعلا لو محروس زعلنى تانى انا هلجأ لسلطان وزي ما تيجي بجى .
تنهدت فاطمة تردف مؤيدة _ وانى كمان يا سهيلة ... نفسي اشوفه جوي ... نفسي احس بيه حوالينا ... هو اتظلم واتحرم من عز العيلة ... ياريت جدك يبعت يجيبه هو وامه بس امك مجيّداه .
قاطع الحديث دخول محروس زوج سهيلة فأردفت سهيلة عبر الهاتف _ طيب يا فاطمة هجفل معاكى علشان محروسي جه ... يالا سلام .
اغلقت مع شقيقتها ووقفت تتطلع على زوجها مردفة بدلال _ حمدالله ع السلامة يا غالي .... اجهزلك الوكل ؟
ابتسم محروس واقترب منها يلف ذراعيه حول خصرها يقربها منه مردفاً بحب _ لاء ... شبعان ... بس جوليلي .
تسائل وهو يتطلع حوله _ العيال فين ؟
ضحكت سهيلة واردفت وهى تلف ذراعيها حول رقبته بدلال _ نايمين يا جلبي .
مال يقبل عنقها وهو يردف بصوت متحشرج راغب _ عز الطلب .
&&&&&&&&&&&
حقوق الطبع محفوظة للناشر
يمنع اعادة نشر رواية على القلب سلطان بأي شكل سواء مدونة او موقع الا عن طريق الكاتبة آية العربي
&&&&&&&&&&&&&
فى طريق العودة لقصر الحلوانى .
اردفت سيلين بلغة آمرة _ لو سمحت يا رأفت عايزة اروح اطمن على محمد ... وديني ع المستشفي اللى هو فيها .
كان سلطان شارداً فى امرها ... ها هو يتقدم سريعاً فى خطته ... اليوم احرز هدفاً تاريخياً سيكسب بيه ثقتها ... ولكن ماذا بعد يا سلطان ؟ ... لما لست سعيد يا رجل ؟... اولم يحدث ما تريده حتى تحصل على المال وتغادر بلا عودة ! .
اردفت سيلين بتساؤل _ سلطان متعرفش حاجة عنه ؟
انتبه سلطان مردفاً بنبرة رجولية _ فى العمليات ... بس حالته مستقرة متقلقيش عليه .
تنهدت بضيق مردفة بامتنان _ ازاي مقلقش ... ده ضحى بنفسه علشانى .
اردف سلطان بجدية _ ده واجبنا وده شغلنا يا سيلين هانم ... وبعدين احنا بنكون مدربين كويس للتعامل مع الهجوم اللى زي ده ... لكن انتى معندكيش اي فكرة علشان كدة لازم نتصرف ... والا مالوش لزوم نبقى حراس امن شخصي .
صمت قليلاً ثم اردفت متسائلة _ سلطان هو انا ليه حسيتك مش موافق على انك تكون الحارس بتاعى ؟ ... انا عارفة ان اعدائي كتير وبعرض حياة اللى حواليا للخطر بس فعلا انا محتاجة حد اثق فيه مش ضامنة لو جبت حد جديد هيكون اهل ثقة او لاء ... يعنى اتمنى تكون راضي وانا فى اقرب وقت هعفيك من الوظيفة دى .
صمت قليلاً ولكن ضميره لم يهدأ ... يأنبه على ثقتها به .... تنهد بضيق واردف بصدق _ انا معاكى لحد ما تلاقي الشخص المناسب يا سيلين هانم ... وتأكدى ان حمايتك فرض عليا ... وان حياتك اهم من حياتى .
اطمأن قلبها من كلاماته الصادقة ... ابتسمت براحة واكمل طريقهم الى المشفي حيث تطمئن على محمد .
وقفت السيارة بعد فترة قليلة امام احدى المستشفيات ونزل سلطان يطل بهيأته الجذابة بتلك البدلة التى تظهر عضلاته ... اغلق زر جاكيته وفتح الباب الخلفى وعيونه تجول المكان من خلف النظارة التى تحجب رؤيتهم ... اردف بعدما اطمأن _ انزلى يا سيلين هانم .
نزلت سيلين ونظرت له براحة لا تعلم مصدرها ثم خطت باتجاه المشفى وهو يتبعها الى ان دلفت ..
اوقفها جانباً واتجه لمكتب الاستقبال يتسائل بثبات _ عايزين نعرف حالة المصاب محمد السيوفي ... مصاب بطلق نارى وصل المستشفي من حوالى ساعة .
اردفت الممرضة وهى تتطلع الى الاوراق _ ثوانى حاضر .
وجدت الممرضة اسمه فاردفت وهى تبتسم وتنظر الى سلطان باعجاب واضح _ لسة فى العمليات ... بس اطمن حالته مستقرة .
اومأ لها بتجاهل ثم اتجه لسيلين التى تنتظره واردف وهو يحك انفه بسبابته _ لسة فى العمليات ... وزى ما قولتلك حالته مستقرة ... انا من رأيي تروحى والصبح لما يخرج ويفوق هجيبك ليه .
نظرت له فرأت التصميم فى عينه فأومأت موافقة وبالفعل عادت الى السيارة وهو خلفها ثم قاد السائق حيث القصر ..
وصلت السيارة بعد نصف ساعة الى القصر ... رآى سلطان شيئاً جديداً على عينه .... وبرغم اعجابه وانبهاره بما يراه الا انه ثابت لم يتحرك منه عرقاً واحداً ...
وصلت السيارة امام باب الفيلا الداخلي ... كانت الفيلا معبأة برجال الحراسة والاسلحة ..
نزل سلطان ونزلت سيلين تردف وهى تتطلع عليه _ متشكرة على اللى عملته ... انا لولاك كان زمانى ميتة .
خلع نظارته ونظر لها بقوة وعيون حادة مردفاً بنبرة حانية _ مكنتش هسمح بكدة ابداا .
نظر للقصر واردف وهو يعيد ارتداء نظارته _ اتفضلي انتى ... لو احتجتى اي مساعدة اطلبيني وهتلاقينى عندك فورا .
اومأت وخطت للامام ثم ما لبثت ان عادت ثانياً تسأله باهتمام _ سلطان هو انت بيتك بعيد عن هنا ؟ .
اومأ لها يردف وهو ينظر للقصر _ يعنى مسافة ساعة ... ليه بتسألى ؟
اردفت بقلق وهى تنظر حولها _ بصراحة يا سلطان انا قلقانة ... تفتكر ممكن يفكروا ييجوا هنا ؟
نظر لها مطولاً ... لما تسلمه مسئوليتها ؟ ... عليها ان تحذر منه اولاً قبل غيره ...
اردف بجمود وهو يستعد للمغادرة _ ميقدروش يدخلوا هنا ... المكان كله حراسة ... وزى ما قولتلك ... لو حسيتي بأي شئ غريب كلميني .
قالها وغادر ووقفت تنظر لأثره بندم ... تأنب نفسها فى اليوم مئة مرة ولكنها مثل الغريق الذى يتعلق بقشة ... لا تعلم سبباً لوثوقها به ولكن ربما هي بحاجة الى احدهم ... ربما لم تجد غيره ! ... حسنناً فليكن طريق المجهول هو طريقها ...
اما هو فقرر العودة الى منزله سيراً على الاقدام ... وكأنه بذلك يعاقب نفسه التى سولت له خداع تلك الفتاة ... يعلم انها ربما مخطئة ... ربما استحلت حق ليس لها ... ربما اشياء كثيرة لا يعلمها ولكنها امنته هو دون غيره وهذا ما يؤلمه .
فى تلك الاثناء رن هاتفه معلناً عن اتصالاً من لمياء خطيبته ... اجاب بضيق مردفاً _ ايوة يا لمياء .
اجابت غاضبة _ ايه يا سلطان ... مش قولت هتيجي تتكلم مع ابويا .
تنهد بضيق مردفاً _ معلش يا لمياء ... اتأخرت فى الشغل ... انا بقيت الحارس الشخصي لسيلين .
فرغ فاه لمياء مردفة بسعادة _ بجد يا سلطان ... ايوة بقى هو ده الشغل ... برافو عليك يا ابو السلاطين .
اردف بندم _ بس انا مضايق يا لمياء ... حاسس انى بخالف ضميري ... انا كنت عمال افكر انى اكلم نبيل والغي الاتفاق ده .
انصدمت مردفة بحدة _ نعم ! ... ازاي يعنى يا سلطان ! ... طب ووعدك ليا وكلامك مع ابويا ؟ ... ليه يا سلطان كدة دا انا ماصدقت انك خلاص لقيت حل ...
تنهدت تسترسل _ اسمع يا سلطان ... انت هتكمل فى اللى انت بتعمله وتخلص بسرعة ونتجوز وبعدين تبعد عن كل ده ... يا اما بقى كل واحد فينا يروح لحال سبيله ... سلام .
&&&&&&&&&&&&&&
حقوق الطبع محفوظة للناشر
يمنع اعادة نشر رواية على القلب سلطان بأي شكل سواء مدونة او موقع الا عن طريق الكاتبة آية العربي
&&&&&&&&&&&&&
صباحاً فى الحارة
خرجت منيرة الى السوق حيث تبتاع لوازم المنزل ... تقف على عربة الخضروات تنتقي حبات الطماطم فوجدت احداهن تأتى من خلفها مردفة بدلال _ ازيك يا خالتى منيرة ... عاملة ايه ؟
نظرت منيرة الى مصدر الصوت فوجدتها لمياء فاردفت وهى تلوى فمها متعجبة _ لمياء ! ... ده كنت قربت انسى شكلك ... ازيك يا لمياء .
نظرت لها لمياء تقلب عيناها مردفة بملل _ كويسة يا خالة .... لازم تنسي شكلى ماهو انتى مبقتيش تسألى ولا تيجي عندنا زيارات زى الاول ... كنت اول ما اتخطبت لسلطان دايما بتيجي لكن دلوقتى خلاص .
اردفت منيرة وهى تنتقى الخضروات مجدداً ولمياء بجانبها تفعل مثلها _ معلش يا بنتى ... صحتى ع اد السوق والبيت ... يا دوب بنزل السوق بالعافية ... الخشونة تعبانى ومبقتش اقدر اطلع سلالم ... بس انا دايماً بسأل سلطان عليكي ... انا بس بحب اطمن عليكي .
تنهدت لمياء واردفت تستعطفها _ والنبي يا خالة ما عارفة اقولك ايه ؟ ... يعنى زى مانتى شايفة الوضع ... نفسي بقى اتلم انا وسلطان فى بيت واحد وارتاح من زن ابويا ... نفسي سلطان يلحق نفسه كدة قبل ما المهلة اللى ابويا ادهاله تخلص .
ضيقت منيرة عيناها مردفة باستفهام _ مهلة ! ... ابوكى ادى لسلطان مهملة ؟ ... واد ايه يا لمياء المهلة دي ؟ .
اردفت لمياء بخبث _ شهرين يا خالة ... شهرين وسلطان يحدد معاد الفرح .
الجمت الصدمة لسان منيرة ونظرت ببلاهة الى لمياء التى استرسلت _ كلميه يا خالة ... كلميه يتجدعن شوية فى الشغلانة الجديدة دي .
اردفت منيرة بتساؤل _ هيتجدعن ازاى بس يا بنتى ده لسة بقالوا يا دوب اسبوع.... شهرين ازاى بس يا لمياء وهو ابنى هيلحق ؟
اردفت لمياء بخبث _ يتصرف يا خالة زى ما هو قال ... انا حاولت معاه يكلم اهله فى الصعيد وياخد ورثه بس هو رفض .
نظرت لها منيرة بحدة واردفت بتأكيد _ بلاش تفتحى السيرة دى تانى مع سلطان يا لمياء لو باقية عليه ... انا هتكلم مع ابنى واشوف ناوى على ايه .... وهعمل كام جمعية ونتصرف ... وقولي لابوكى يطمن ... بس حكاية ورثه والصعيد متفتحيهاش تانى ... يالا سلام علشان اصحى سلطان لشغله .
غادرت منيرة بعدما ابتاعت الخضروات بينما ابتسمت لمياء بخبث فهى تعلم ان منيرة تستطيع التأثير على ابنها .
عادت منيرة الى منزلها فوجدت سلطان يجلس شارداً يدخن وهو غير معتاد على التدخين ولكن يبدو ان حاله تحور مؤخراً ..
تعجبت منيرة مردفة بتساؤل _ سلطان ! ... انت بتدخن ! ... ليه يابنى كدة وكمان من غير اكل ولا شرب .
نظر لامه ثم اطفأ تلك السيجارة حتى لا تتأذى والدته من رائحتها مردفاً بضيق _ معلش ياما ... مخنوق شوية .
اتجهت تجلس جواره بعدما وضعت ما تحمله مردفة وهى تلتقط كف يده بين كفيها بحنان _ انا عارفة ايه اللى خانقك كدة .
نظر لها يضيق عيناه باستفهام فاسترسلت _ انت مخنوق علشان اديت لحماك كلمة وان خلال شهرين تحدد معاد الفرح ... مش كدة ؟
تعجب مردفاً بتساؤل _ وانتى عرفتى منين ياما .
اردفت مبتسمة _ مش مهم عرفت منين يا سلطان ... المهم انك مش هتصغر قدام حماك ... انا هحاول من ناحية وانت من ناحية وخلال الشهرين هنلاقي حل .... وكلمتك اللى اتديتهاله مش هتنزل والفرح هيتم فى معاده ان شاء الله .
نظر لامه بخزى ثم دنى يقبل يدها مردفاً بحب _ متقلقيش ياما ... انا هتصرف ... انا قدمت على سلفة من مرتبي الجديد وان شاء الله تقضى ... متشليش هم .
ثم اكمل وهو يقف _ يالا انا هروح البس علشان ألحق .
اتجه الى غرفته يستعد للذهاب الى قصر الحلوانى وقد عزم امره على قضاء مهمته بأسرع وقت ثم الابتعاد نهائياً ... اما عن ضميره فسيحاول اسكاته .
&&&&&&&&&&&&
حقوق الطبع محفوظة للناشر
يمنع اعادة نشر رواية على القلب سلطان بأي شكل سواء مدونة او موقع الا عن طريق الكاتبة آية العربي
&&&&&&&&&&&&&
عند سيلين التى تململت من نومها تستيقظ ... فتحت عيناها بثقل فهى لم تنم ليلة امس بسهولة بسبب خوفها وبرغم اعتيادها على الخوف يومياً الا انّ جرعة الخوف كانت زائدة عليها ليلة امس فلم تنم الا عندما رأت ضوء النهار يسطع من نافذة غرفتها .
وقفت بتكاسل واتجهت الى المرحاض ... ادت روتينها وصلت فرضها ثم اخرجت من خزانتها بدلة نسائية منمقة ... ارتدتها واسدلت شعرها الاسود اللامع على ظهرها ... نظرت لهيأتها التى لم تزينها مستحضرات التجميل هى لم تحتاج اليها ... فوجهها يحمل من البراءة والراحة ما يميزها عن غيرها ..
وضعت القليل من احمر الشفاة والقليل من العطر طيب الرائحة ... القت نظرة اخيرة حزينة عليها ثم قررت النزول ...
بعد ربع ساعة انتهت من وجبة الفطور وخرجت من باب القصر ... اول ما رأته عيناها هو ... كان يقف مواليها ظهره ينتظرها ... يرتدى بدلة صممت لجسده الرجولي جعلته هالة من الهيبة والوسامة ... يضع خلف اذنه سماعة مخصصة لمهنته متصلة بجهاز لاسلكى متصل بينه وبين باقي الحرس .
كان ينظر الى الحديقة بشرود ولم ينتبه لها بينما هى وقفت تتطلع عليه بتعجب من نبضات قلبها التى تتسارع عند رؤيته ... كانت يرتدى نظارة سوداء فأردفت وهى تقف خلفه _ سلطان ! .
لف نظره اليها ... ندم على فعلته تلك ... فعندما ينظر لعيناها لا يرى سوا الثقة والبراءة ... تمتلك نظرة طفولية عندما يراها يظن انه والدها ... تمتلك ملامح يخبره ضميره انها بريئة كلياً من ادعاءات عمها ... ولكن الجزء السئ داخله يجبره ان يكمل ... الجزء الطامع يرغمه على البدء الآن .
نظر لها وقد زين ثغره ابتسامة رائعة مردفاً بصوت رخيم _ صباح الخير يا سيلين هانم ... انتى تمام ؟ .
ابتسمت هى الاخرى له وقد زادت سرعات نبضاتها مردفة بنعومة _ تمام .
اومأ لها يشير بيده كي تتحرك مردفاً _ اتفضلي .
تنهدت بعمق كي تهدأ قلبها المسكين ثم خطت امامه وركبت سيارتها كذلك فعل هو وانطلقا .
&&&&&&&&&&&
فى قسم الشرطة تم استدعاء رضوان المالكى للتحقيق معه فيما هو منسوب اليه .
اردف المحقق وهو يطالعه بنظرات مبهمة _ يعنى انت متعرفش حاجة عن الهجوم اللى حصل ده يا رضوان بيه ؟ ... ده فيه شخص تقريبا مات .
اردف رضوان وهو يجلس بثبات _ يا حضرة الضابط عيلة الحلوانى اعدائها كتير اوى ... وبالذات سيلين الحلوانى ... دى معادية الكل حتى اهلها ... اشمعنى انا اللى تتهمنى مش فاهم ! .
تناول المحقق هاتفه وشغل التسجيل الصوتى الذى يحتوى على المكالمة التى بين رضوان وبين سيلين فتوتر رضوان ولكن المكالمة لا تحتوى على تهديد صريح منه فاطمئن قليلاً .
اردف المحقق بعد الاستماع _ اقوالك ايه يا رضوان بيه فى المكالمة دي ؟ ... تقصد ايه بكلمة انها تفكر كويس ومتتسرعش ؟
ضحك رضوان مردفاً بخبث _ اقصد انها تفكر كويس يا باشا ومتتسرعش فعلا ... هو ده كمان بقى تهديد ... اقدر اروح يا باشا ؟ .. ورايا شركة بتنهار ومحتاج الحقها مش فاضي انا لحكايات سيلين الحلوانى دي .
نظر له المحقق بشك ثم اردف بقلة حيلة حيث لا يوجد دليل ضده _ تقدر تمشى ..
&&&&&&&&&&&&&&
مرت الايام سريعا .
تغيرت معاملة سلطان مع سيلين وهذا ما اراده هو ونبيل ولمياء ... بدأت سيلين تعتاد على وجوده اكثر ... تكثفت ثقتها به عن ذى قبل ... حتى انه بدأ يستغل زحام المرور اثناء طريقهم ويتكلم معها فى شئون عامة عنه كوالدته واصله الصعيدي والوظائف التى عمل بها ولكن بالطبع لم يخبرها عن امر خطيبته لمياء .. كذلك كان يفعل رأفت السائق ولكن يبدو ان الحديث الذى يثبت فى رأس سيلين هو حديث سلطان فقط ... اما هى فلم تخبره عنها شيئاً ... ربما اعتادت ان لا تُظهر ضعفها لاحدهم ... ربما تريد رباطاً اكثر صلابة بينهما لكى تخبره بكل ما تحمله داخلها كالصخر .. ربما قريباً تتخذ خطوة تتمنى ان لا تندم عليها مستقبلاً ... ولكنها تحتاجه بجانبها .
ها هى تصل الى الشركة ... ترجل سلطان كعادته ونزلت هى امامه ولكن توقفت عندما نداها ادم ابن عمها مردفاً وهو يأتى من بعيد _ سيلين .
التفتت تنظر له ثم كادت ان تغادر فتقدم مسرعاً يعترض طريقها مردفاً بندم كاذب _ سيلين اسمعيني ... انا أسف علي تصرفي الى حصل فى مكتبك ... صدقيني انا مش عارف عملت كدة ازاي .
كانت تنظر له من خلف نظارتها بثبات عكس اهتزازها الداخلى منه ... اما هذا الذى يقف كالجدار فى ظهرها ينظر له بغضب وقوة وقرر ترك الرد لها والتدخل ان لزم الامر ..
اردفت سيلين بثبات _ خلصت ! ... تقدر تتفضل .
اغتاظ منها واردف محاولاً الهدوء واستعطافها _ سيلين لو سمحتى ... اوعدك ان اللى حصل مش هيتقرر ابدااا ... بس سبيني اطلع شغلى ... انا فعلا ندمان على تصرفي معاكى .
نظرت له ثم قررت تجاهله ومرت من جانبه لتصعد بينما هو غضب من فعلتها ومد يده يوقفها من ذراعها مردفاً بعنف _ انا بكلمك على فكرة .
غلى الدم فى عروق هذا الذى يقف يتابع بصمت فقرر نزع يده من عليها مردفاً بخشونة وهو ينظر لعيناه _ من غير لمس .
نظر له ادم بصدمة ثم ضحك ساخراً يردف بغضب وغرور _ مبقاش اللى انت تعلمنى اعمل ايه ومعملش ايه ؟
انزعج سلطان من تقليل شأنه واردف بصلابة وهو ينظر لعينه بقوة _ ايوة ... مبقاش الا انا ... واحسنلك متقربلهاش خالص الا لو هى عايزة .
نظر سلطان الى سيلين التى تتابع بعيون خائفة يردف بلغة آمرة _ اطلعى على مكتبك يا سيلين هانم .
كادت ان تومئ ولكن ادم فاجئا سلطان بلكمة قوية بجانب فمه فصرخت سيلين بينما اهتز سلطان قليلاً من مكانه وبرغم تألمه الا ان ملامحه على ظلت حالها .
مسح نقطة الدماء التى تكونت بجانب فمه ثم حاول تمالك نفسه وهو ينظر الى ادم الذى يطالعه بغضب وغل واردف مجدداً _ سيلين هانم لو سمحت اطلعى .
اردف ادم بغضب _ سيلين مش هتتطلع غير لما ترجعنى شغلى .
اردفت سيلين بتوتر محاولة تهدأة ابن عمها حتى لا يفعل امراً مزعجاً _ ادم امشى دلوقتى واوعدك هنتكلم بس امشي .
نظر لها يتأكد فأومأت له فاردف بقبول _ ماشي يا سيلين ... همشي وراجع تانى ..
قالها وهو يغادر ويتطلع على سلطان الذى بدوره ينظر له نظرات نارية ولكنه التزم الهدوء فقط امامها ..
نظرت سيلين الى فم سلطان المكدوم فأردفت وهى تقف امامه _ سلطان ... تعالى معايا ع المكتب .
نظر لها بصمت ثم صار خلفها صاعداً الى مكتبها كما قالت تاركين خلفهم همهمات بعض الموظفين الذى يتصيدون افعال مديرتهم الحديثة ومن بينهما كانتا شمس وبدور بنات عمومها تنظرا لبعضهما بخبث وتلمز .
صعدت سيلين ومرت على وداد مردفة _ صباح الخير يا وداد ..
ردت وداد التحية ولكنها تعجبت من مجئ سلطان الى هنا فتسائلت _ خير يا سيلين هانم فيه حاجة ؟
نظرت سيلين الى سلطان واردفت الى وداد _ ناوليني علبة الاسعافات الاولية يا وداد لو سمحتى .
تعجبت وداد بينما اسرعت تفتح احد الادراج وقامت باخراج صندوق الاسعافات وناولته لسيلين التى بدورها وضعته على الطاولة وقامت بفتحه محاولة ايجاد المطهر والمناديل القطنية بينما ضحك سلطان عليها مردفاً بتعجب _ سيلين هانم بتعملي ايه بس ... هو انا مضروب بالنار ولا ايه ... مش مستاهلة كل ده !
نظرت له بغيظ مردفة بتساؤل _ ليه سكتله ؟
نظر لها بعمق مردفاً بصدق _ اكيد مش ضعف ... بس احترمت وجودك ... واكيد مش هتحبي ان الحارس بتاعك وابن عمك يتعاركوا قدام الموظفين .
صمت قليلاً ثم اردف بتوعد _ بس انا مش بسيب حقي .
نظرت له باعجاب وتساؤل فى هذه الشخصية الغامضة وقد وضعت الحكول على قطعة قطنية ومدت يدها تطهر تلك الكدمة ببطء بينما التقط العيون ببعضها ولاول مرة ترى تلك النظرة فى عينه ... احس سلطان كأنه يغوص فى قاع المحيط ... يحبس انفاسه بصعوبة فى حضورها وقربها هكذا منه ...
يحدث حاله وهو يطالعها ( ابعد عينك عنها يا سلطان والا وقعت اسيراً لها ... هيا يا سلطان قف وابتعد والا لن تبتعد ثانياً عن هذه التى حرامٌ عليك حبها ... غادر سلطان والا اصبح عناقها قيداً لك ... اوقف ما تفعله هذه ولا تستسلم لبرائتها ... هيا قف على حالك ... لما قدماك اصبحت كالجبال مثبتة ارضاً ! ... لما عيناك لم تتزحزح عن عيناها ! . لما تشعر وكأنه تم تخدير جسدك كاملاً لافعالها ) ...
اما هى فانتهت وابتعدت تنظر له ... لا تدرى لما فعلت هذا وهى لم تفعلها مع غيره ... لما تهتم لامره هكذا وتصبح امامه على النصف الضعيف من شخصيتها ! .. نظرت للقطنة فى يدها ونظرت لعينه ولم تعى على حالها الا و وداد تردف بشك _ سيلين هانم ؟
انتبهت على حالها كذلك هو الذى قد تحرر اخيرا ووقف يردف وهو يحك انفه بسبابته ويستعد للمغادرة _ احم ... عن اذنكوا ..
غادر هو وتتطلعت هى على اثره تتنهد بعمق بينما اردفت وداد بمكر _ هو فيه ايه بالضبط يا سيلين هانم ؟
نظرت لها سيلين ثم ابتسمت مردفة _ هقولك يا وداد ... انا اصلاً محتاجة انى اتكلم قوى ... بس مش هنا ... خليها بليل ... ينفع اجيلك ؟ ..
اومأت وداد بقبول وسعادة مردفة _ ينفع جدااا ... هستناكى .
اومأت لها ثم دلفت مكتبها بعد ذلك لتتابع عملها برأس مشوشة .
بعدما اندمجت وبدأت تركز فى العمل فوجئت بوداد تقتحم مكتبها مردفة بصدمة _ سيلين هانم ... فيه مشكلة كبيرة ..
يتبع...
•تابع الفصل التالي "رواية على القلب سلطان" اضغط على اسم الرواية