Ads by Google X

رواية مسك الليل الفصل السادس 6 - بقلم سارة طارق

الصفحة الرئيسية

  

 رواية مسك الليل الفصل السادس 6 - بقلم سارة طارق


الفصل السادس (عملية الصعيد)
                                    
                                          
بسم الله الرحمن الرحيم
 
_________________________________________



كان يجلس على سطح البيت وهو يعيد حديث زوجته عليه وحالتها الصعبه وانهيارها لسردها لأحداث تلك الليلة مجدداً ، لايعلم من أين أتاه الصبر حتى حكت له كل ماحدث في تلك الليله المشؤمه لها ، ولكن ما جعله يصبر على نيران صدره التى كانت تتزايد من كل حرف تحكيه هو أن شعورها هى اعصبه منه مهما كان وجعه فوجعها هى أكبر 



تنهد هو ينظر أمامه يحاول أن يعرف من هو هذا الشخص الذى قتل أثناء اغتصبها وكيف كان يطالع فى الروح ويغطى الدماء وجهه عندما رأته ، ودخل عليها أناس كتفوها وقتلوه ، لما لم يقتلوه من اول مره ، لما رجعوا له مره اخرى ، هناك شئ ناقص فى تلك القصه ويجب عليه تكملته حتى يعرف من هذا الوغد الذى نهش لحمها 



خرجت منه نبره تملأها الضعف " يامعين أعنى ، اللهم برحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسى طرفة عين ، وأصلح لى شأنى كله اللهم انك قولت أدعونى استجيب لكم وانا عبدك دعوتك فاستجب لى اللهم امين أمين أمين ، وصلى الله وسلم على نبينك الكريم " ختم دعائه وهو ينظر لسماء بعيون راجيه وأغمض عينيه كأنه يستمد القوة ويطرد اى شعور بضعف داخله



_________________________________________



كانت تضع الطعام أمامها هى والدتها وكان بالها منشغل ولم تدرك أنها بدلت طعامها مع طعام والدتها 



نظرة لها زينات بتركيز فاهى منذ يومين على تلك الحاله ولا تعرف سبب كل هذا التوهان 



" بت يامسك ، انتى يابت فوجى يابهيمه أنتى بدل ما أجلع اللي فى رچلى وأديكى بيه على دماغك " قالتها وهى تهز جسد ابنتها بقوة حتى. استفاقت من شرودها 



" بتجولى حاچه ياما " قالتها بتوتر قليلا فاهى لا تريد مصارحة والدتها بما تفكر فيه 



هنا نطقت زينات بصرامه " هى كلمه ، مخك مشغول فى ايه بجالك فترة أيه اللي شاغل عجلك ، أوعاكى يكون الضاكتور يانن عين أمك ، ولا مفكره بچد أنه ممكن يتچوزك ويكسر وصية أبوه ، أنتى خلاص يابتى بجيتى ملكيش عازه ، زى الچاموسه اللي نشف منها لبنها وبتحش برسيم على الفاضى " أستنكرت مسك تشبيه والدتها لها 



" أنا زى الچاموسه ياما " 



" أيوه وناشفه كمان ، يعنى ملكيش غير الدبح كمان "



ولوت مسك شفتيها بضيق " كتر خيرك ياما ولله ، انك عرفتينى قمتى عندك ، وعند .."



قاطعتها زينات وأمسكت يدها ونظرة لها بعيون أم تخشى على ابنتها من عقلها وتفكيرها 



" بصى يابنتى هما كلمتين حطيهم حلجه فى ودنك ، اللي يبيعك فى أول الطريق ويسيبك ، دا تنسيه وتمحيه من دماغك حتى لو رجع يتندم تانى ، حتى لو حط تحت رجليكى مال الدنيا كله أوعى تئمنيله عشان زى ماجدر يبيع حبك فى الأول هيبيعه فى الأخر مهما طالت السنين هيبعيك من غير مايحس بندم لأنه عارف أنه زى مارمكى ورجعتيله فالو عملها تانى برده هترجعى ، يعنى رخيصه ملكيش تمن فى عيونه ،  عززى نفسك عشان هى تستاهل أرفعى كرامتك لفوق جوى عشان هى برده تستاهل جوى أوعى ترمى نفسك فى حضن راچل باعك عشان حضنك مش رخيص ، جولى دايمًا لنفسك أنا أستاهل سيد الرچاله عشان انا ست البنات "

 
                
ثم تنهدت وقالت" فهمتى يابت بطنى "



هزت مسك رأسها وأنزلت عيونها للاسفل" فهمت ياما ، فهمت ، كسفتينى ياما جدام نفسى بكلامك ده "



رفعت زينات عينيها لأعلى ونظرة لعيونها " اوعى يابت تنزلى. رأسك عشان حد أبدا ، أوعى تخليى حد يكون سبب أنك تكسفى ترفعى عينك فى حد لاه يابت بطنى ارفعيها لفوج جوى طلما محافظه على نفسك ومحافظه على شرف اهلك "



هزت مسك رأسها فقد ألتجم لسانها لم تعرف بماذا ترد على والدتها فهى محقه فى كل كلمه تقولها 



أرادت زينات تغير الموضوع ، نطقت بسخريه مزيفه 



" ماتا يعنى بجيتى تحبى الخبيزه " 



نظرة مسك امامها وجدت أنها وضعت طبقها هى أمام والدتها 



ابتسمت وقالت " شكلى اطلغبت " ثم نطقت بقرف " خدى ياما البتاعه بتعتك دى ، أنى عارف انتى بتكليها كيف دى ، دا حتى طعمها ماسخ "



تشنجت ملامح زينات وردت عليها قائلا " بجا الخبيزه ماسخه ، ولا البتاع الي جدامك ده اللي مفهوش طعم من أساسه "



" ياما دى مكرونه بسمنه والسكر حلوه جوى بس انتى طوعينى وجربيها وهى هتعجبك " 



نظرة زينات لطبق بقرف " لا شيلى البتاع ده من جدامى وهاتى رغيف ملدن خلينا ناكول " 



سمع دقات على باب ، وقامت مسك 



فتحت الباب ونظرة للواقف أمامها بإستغراب بسبب نظراته لها 



" فى حاچه يا أخ ، أنت عاوز مين"



ابتسم لها بتهذيب قائلا " سلام عليكم ، أنا رضوان جابر ، ممكن أقابل الست زينات " 



" انتفضل ياوالدى الشاى ، قام من مكانه وأخذ منها الشاى وشكرها 



نظرة له مسك بريبه فامنذ أن أدخلته والدتها البيت وهى تشعر بعدم الراحه له ، نظراته لها التى كادت تخترقها من رأسها لأسفلها 



وضع كوب الشاى أمامه بعد أن ارتشف منه القليل 



" تسلم ايدك ياست زينات " 



" بالهنا ياوالدى ، ها جولى أخبار الست والدتك ايه والله كان بودى أچى اعزيها بس ولله غصب أن الواحد المشاكل مش بتسيب حاله ولله"



أجابها بأقتضاب " كان الله فى العون ، بس أنا كنت محتاج اتكلم مع الانسه ورد دا بعد اذنك " قالها وهو يشاور بيده على مسك "



استغربت زينات طلبه هذا ، ولكنه سبقتها مسك وسألته



" وأنت عاوز من اختى ايه عاد ، أيه اللي بينك وبينها عشان تطلب انك تكلمها وتجعد معاك أن شاء الله "



زينات ببعض القلق " أستنى يامسك ، خلينا نفهم منه الأول " 



استغرب بلال حديثهم " أنا بس عاوز. اسأل سؤال ، هو مش أنتى البنت اللي انتحرت فى البحيره "




        
          
                
ردت عليه مسك بغضب " لاه مش أنا دى أختى ، وبرده هجولك انت مين وعاوز منها ايه "



لم يهتم رضوان بها ولا بحديثها ونظر لزينات " أنا ياحاجه زينات اللي انقذت بنت حضرتك وودتها المستوصف يوميها "



نظرة له زينات بابتسامه كبيره " ولله ياوالدى ماعرفه أجولك ايه غير ربنا يباركلك فى صحتك وينصرك على. من يعديك ياوالدى زى ماردتلى روحى تانى ولحجت بتى "



ولكن قاطعها رضوان قائلا بمكر " بنتك غاليه عليكى ست زينات " 



" لاء رخيصه ، أصلها لجتها فى الشارع ، ماطبيعى غاليه عليها ياجدع انت ، أخلص جول اللى بعد الچمله دى عشان هو دا المهم "



لم يهتم رضوان لها ولا لحديثها وكان مصوب كامل تركيزه على زينات 



" ماجوبتنيش ياحجه " 



بدأ قلق زينات يزيد أكثر " ايوه غاليه يابنى بس أنى عاوز اللي بعد. الكلمه دى زى. ما بنتى جالتلك "



" وانا هجولك يا حجه على كل حاجه بس برده انا عاوز ورد تكون معايا هنا الأول "



" ياولدى ورد فى بيت جوزها "



صدم رضوان من حديثها " متجوزها ، طب ازاى ، ورغم اللي حصلها جوزها باقى عليها " 



صاحت فيه مسك بقوة " اسمع ياجدع انت هتجل أدبك يبجا تمشى من أهنه وتورينا عرض جفاك "



مره اخرى لن يهتم رضوان بها ولا بحديثها جعلها تغضب ولكن زاد غضبها الضعف بعد حديثه عنها 



" حجه زينات أنا عاوز اتكلم معاكى لوحدنا الاول بعيد عن الديك الشركسى اللي واقف على راسى ده " قالها وكان يقصد بها مسك لأهانتها 



زمجر وجه مسك من اللقب الذى أطلقه عليها ولكنها صدمت عندما وافقت والدتها على هذا وأمرتها بدخول إلى غرفتها 



دخلت مسك غرفتها على مضض ولكنها لم تقفل بابها تماما حتى تستطيع استرقاء السمع وتعرف ماذا يريد هذا الرجل من اختها وأمها



" حجه زينات أنا عارف باللى حصل لبنتك وأنها كانت بتحاول تنتحر عشان فى ناس اغتصبواها .. وقبل ماترد عليا أو تقلقى منى فأحب اقولك أن مصلحتنا واحد أو بمعنى أصح طرنا واحد ، رشاد أخويا هو الشب اللي أتقتل فى. نفس الليلة اللى اغتصبوا فيها بنتك يعنى اللي قتل أخويا هو اللي اغتصب بنتك ........."



_________________________________________



فى غرفه مظلمه ، كان يجلس وهو يرتدى ذلك الوشاح الذى غط وجهه بالكامل ورأيه عدا عيناه 
وهو يتحدث مع زعيمهم عبر الانترنت



ابتسم بمكر وهو يتحدث بالعبريه" لاتقلق سيدنا كل شئ يسير كما طلبت ، ولكن نحتاج إلى بعض الوقت حتى نضع أيدينا على تلك البلد 



تحدثت الآخر بوجه يعليه الضيق " أمامك فقط بضع أشهر ، أنا أريد الصعيد كله وليس تلك البلد فقط ، الصعيد من أهم البلاد فى مصر وإذا وضعنا أيدينا عليها سيكون باقى البلاد اسهل مما تتخيل وستكون مصر كلها بين يدينا ولكن أنتم من ستصبحوا فى الصوره حتى يأتي الوقت المناسب لظهورنا 




        
          
                
" لاتقلق سيدنا بتأكيد رسالتنا وصلت له ، وسوف يتنازل عن منصبه ، ولن يعيد ترشيحه مره أخرى ، وسيكون أحد من رچالنا هو المرشح بدلاً عنه ، سوف يخاف على ابنه الآخر ، كل شئ تحت السيطرة لا تقلق انت فقط اترك لى كل شئ افعله بحريه مطلقه وسوف أفاجئك "



ضحك الآخر بسخرية " اترك على حريتك ، اسمع يا هذا انت فقط مجرد مأجور انت ورچالك عندى بالمال حتى تحصل على ما أريد ليس حتى تنتقم من عدوك على حساب عملى ، انصت لى جيدا لاتستعمل عقلك هذا فى اى شئ دون اخبارى حتى لا تهدم كل ما حاولنا بنيانه طوال تلك السنوات لن استغنى عن جهود بلادى بكل تلك السهوله لأجل انتقامك الغبي ، انت تلعب مع حكومة وجيش من اقوى وأذكى الجيوش على الاطلاق بمجرد اى خطوة تخطوها من رأسك ممكن أن تضيع كل أمالونا التى طلما حلمنا بها لدخول تلك البلد مره أخرى اسمعت هيا اقفل واعلمنى عندما تعلم أنه تنازل ، 



نطق بلهفه " انتظر سيدى أريد فقط أن اسألك عن عملية الأغتيال التى سوف تتم في سيناء ، كل شىء بخير هل علم أحد من هؤلاء الطاغوت عن رچالنا هناك أريد الأطمئنان فقط "



" ليس من شأنك السؤال عن حدود ليست من ضمن حدودك أنت ، فقط ضع تركيزك على حدودك الصعيديه التى كلفنك بها ، وانتظر منى عمليه سوف تتم عن قريب عندك ، ولكن سوف أعلمك عنها قريباً حتى يتم التخطيط لها لأنها ستكون عمليه تزلزل أرض مصر والعالم كله لن يكون هناك سيره غير عن تلك العمليه " قال بإبتسامه يملأها المكر الشر واغلق الخط دون أن ينتظر رد الآخر عليه 



اغلق الآخر الجهاز الذى أمامه وابتسم وهو ينظر من أعلى هذا الجبل ، 



"قريباً جدا ستكون بين يدى ياصعيد بلادى ، وبعدها اتخلص منك انت ولكن بعد أن أرك تزل أمام قدمى ، وسوف ترى من منا يستحق أن يكون مكان الأخر " 



_________________________________________



اتسعت عينيها من الصدمه بعد أن سمعت كل ما قاله ، هزت راسها يميناً ويساراً بعدم تصديق ، لاتصدق ما سمعته أذنيها ، لم تشعر بنفسها إلى وهى تخرج وتقف أمامه وتصرخ فيه



" أنت أكيد كداب ، بلال لا يمكن يعمل أكده ، بلال حجانى ( حقانى ) وبيخاف ربنا ، ومش ممكن يهرب اخوه ، دا بلال يسلمه بنفسه ، انت اكيد مچنون ياجدع انت ،روح يلا أرمى بلاويك على حد تانى "



حاول رضوان الرد عليها ولكن بهدوء " لو هو حقانى زى مابتقولى مكانش ، هرب أخوه ، أنا مش عاوز منكم حاجه كل اللي عاوزه انكم تقعدونى مع ورد يمكن أعرف منها مواصفات اى حد فيهم ، أو حتى اى علامه أو دليل فى كلامها معايا اقدر بيه أوصل للقتل أخويا وأخد حقه وحق بنتك ياست زينات " 



كانت زينات مصفرة الوجه ولكنها قاومت ونظرة له قائلا " روح ياولدى ، أحنا ملناش حج ( حق) عند حد ولو لينا احنا نيجيبوا بنفسينا ، وبعدين بتى محدش جرب منها دا حرامى هددها وسرج كل اللى معاه وضربها ورمها فى المايه بس أكده ، لكن محدش جرب من شرفها ، بنتى شرفها متصان مع چوزها"




        
          
                
صاح فيها رضوان بعد حديثها هذا " بصى بقا ياست زينات ، أنتى لو مجتيش معايا دغرى ،. أنا هطر اعمل استدعاء لبنتك فى القسم وهى هتقول كل حاجه ، فكرى كويس بس خليكى فكره أنى لحد دلوقتي يتعامل بالحسنه ، أنى كان همى حق بنتك زى ماهممنى حق أخويا ، وأنتظرى منى زيارة تانيه ونصيحه منى بلاش تضيعى حق بنتك "



أدارت ظهرها له قائلا " شرفت ياوالدى ، معلش بجا احنا أتنين ولايا ومينفعش جعدتك هنا معنا كتير "



نظر له ببرود ونطق " براحتك ست زينات بس ، خليكى فكره أنا كده كده هجيب حق أخويا ، 
بس انتى بتفكيرك ده هضيعى حق بنتك 
وهضيعى دى كمان " كان يقصد مسك 



وتركهم وخرج 



أغلقت مسك ورأه ورجعت لأمها ونظرة لها بصدمه وعدم فهم 



" أيه اللي جولتيه ده ياما "



كممت أمها فمها قائلا " هس أجفلى خشمك ده ، أياكى تطلعى اى نفس عن مچية الواد ده جدام اختك وچوزها أحنا مصدجنا أن جوزها وعيلته سترة عليها وعرفه يدارو على الموضوع ، والدكتور نبه على الممرضه بتعته مطلعش اى كلمه عنها بره ، والحمدلله ربنا ستر علينا ومحدش عرف حاچه غير أنها حدثة سرجه بس ،. عاوز. انتى بعد كل ده اسمع كلامه وأكشف المستور اللى ربنا أراد أنه يخفيه ".



أدمعت عين مسك من تفكير أمها ونظرة لها ونطقت بعد أن انتزعت يدها عنها



" يعنى عشان خايفه من الناس هضيعى حج بتك ، هان عليكى شرفها اللي راح بين أيدين الديابه دول ياما ، هان عليكى حسرتها على نفسيها " ثم صاحت بقوة 



" كل ده عشان الناس ، خايفه من الناس ،. ياما هى الناس ليها ايه غير لسان تتحدد بيه ، ماتا ياما واحنا بنهتم لناس وكلامها " 



ابتلعت زينات غصه مؤلمه ونظرة لأبنتها " كلامى خلص خلاص ، ولو عرفت انك چبتى سيرة لأختك أنا هتبرا منك العمر كله ، وسعتها مش هتبجى بتى ولا أعرفك " قالتها بكل قوة مزيفه وتركتها ودخلت غرفتها وأغلقت على نفسها بابها وبعدها أنهارت فى البكاء وهى تهمس 



" حجك عليا ياضنايا بس ولله غصب عنى ، كل ده عشان خايفه عليكى خايفه تسمعى كلمه من حد تخليكى تعملى فى روحك حاچه من الفضيحه ، وأخسرك ".



_________________________________________



فى المقابر 



كان يجلس أمام قبر أبنه يبكى على حاله وعلى 
ما صل له الأن ، لم ينفع أى شئ لا مال ولا سلطه
الان هو يجلس أمام قبر أبنه البكرى ومهدد بخسارته
لابنه الثانى ، وجميع عائلته ولايستطيع أن يفعل اى. شئ ، كل ما عليه فقط هو تنفيذ ماطلبوه منه حتى يحافظ على أهل بلدته من اى خطر فهؤلاء معروفين بالغدر ، ولكن يصعب عليه أن يتنازل بكل سهوله ويسلمهم بلدته وأهلها ويظهر هو بمظهر الضعف والخيانه فى أعين الناس 




        
          
                
وجد من وضع يده على كتفه عرف أنه رضوان ابنه كل ماتبقى له في تلك الحياة 



" متخافش عليا يابا ، وأعمل اللي أنت شايفه صح ، بس نصيحه منى يابا أوعا تعمل حاجه او تاخد خطوة مش مقتنع بيها أو تعملها غصب عنك عشان اللي بيروح مابيرجعش تانى " قال أخر جمله وهو ينظر لقبر أخيه وهو لم يتعافى من فراقه حتى الأن 



" بس لو منفزتش اللي جالو عليه هخسرك أنت كمان ياولدى وأنى خلاص معدش ليا غيرك اتعكز عليه ، خلاص هانت وهجابل رب كريم " 



نزل رضوان على ركبته وقبل يمين والده " بعد الشر عليك يابا ، بس أنا جولتلك متخافش عليا و لاعلى نفسك و لا حتى على البلد يابا أنت مخلف راچل مش مره ،غير كده ولاد الكلب دول مش هيطولوا شبر واحد من أرضنا ولو على جثتى ، أنا كده كده كل مره بخرج فيها لمهمه ببقا عارف انى ممكن مرجعش تانى ، بس ولاد الكلب دول مش بيخلصه بالعكس بيزيده وعمالين ينتشروا فى كل حته زى الجراد ، بس ولله ماهنسبهم فحالهم ، وان شاء الله ربنا هيخلصنا منهم على خير " 



نظر لقبر أخيه وهربت منه دمعه ناطقاً" مبقاش النقيب رضوان جابر النمر نقيب القوات المسلحه المصريه أما جبت حق أخويا وحق كل واحد دمه سال على أيد الخنازير دول ، خد وعد منى يابا أنا خلاص ياقاتل يامقتول ، بس سعتها أعرف أن ابنك مات وهو بيقوامهم على قد مايقدر " قالها وهو يتجه للخارج 



هب جابر من مكانه ونطق برعب " على فين يابنى ، استنى يابنى متوجعش جلبى أنا وأمك عليك أنت كمان بكفيانا وجع "



رد على دون أن ينظر له " متخافش عليا يابا أنا زميلى فى كل حته ، احنا فى كل مكان فى البلد دى يابا أحنا لو مكانتش عيونا فى كل مكان ، كان زمان البلد دى بقت خرابه ومستعمره كنا هنبقا ضيوف فى بلدنا ، بس ربنا حرسنا وحارس البلد دى عشان كده لازم نقاوم لحد اخر نفس فينا عشان نحافظ عليها ، على الأقل مخليش اى أب أو أم أو أخ ، يتوجع على حد من أهله زى ماتوجعنا كده على رشاد " ، ثم نظر لقبر أخيه " بس هو اللي جابه لنفسه ، سلام ياحج خلى بالك من بلدك ومتسبهاش بسهوله لأى حد وبعدين أنا كده كده ميت ميت طلما قررت انى ادخل الجيش ، بس ارجع واطمنك بردو الأعمار بيد الله عشان بس متوجعش فى قلبك، سلام " 



قالها وخرج من المقابر وهو ينتوى أن لا يرتاح حتى يجد هؤلاء الأوغاد الذين ظنه أنهم ممكن أن يتحكموا فينا أو يأخذو أرضنا من بين يدينا بسهوله واراد أن يعرف من هو الأمير الذى تجرأ وجاء لصعيد مصنع الرجال والنساء والاطفال الأقوياء والأشداء فهنا السيدات تصبح رجال وقت الخطر 



_________________________________________



بعد يومين



فى مكان يجمع كل روؤساء القوات المسلحه والشرطه 



كان اجتماع يجمع بين كل أفراد البلد زوى الرتب والسلطه العسكريه في مصر ، كانت وجههم تدل الهيبه والقوة والصمود أيضا كان من يراهم فقط 
بهذا الذى الشكل فقط من الممكن أن يغش عليه من فرط هيبتهم يكفى فقط زيهم العسكرى وهيبته 




        
          
                
" يافندم حضرتك احنا مراقبنهم بقى لنا فترة ، والحمدلله انقذنا بلاد كتيره من حوادث الانفجار والأغتيلات اللى كانوا بيخطتو ليها ، أنا بس عاوز اعرف احنا مستنين ايه عشان نمسكهم ،. احنا حتى الجماعه اللي فى سينا قربنا نوصل لموقعهم بس حضرتك مانع الهجوم عليهم هل تسمحلى اعرف السبب من حضرتك " قال بكل أدب واحترام لتلك الرتبه العاليه التى أمامه 



أخذ الآخر نفس بعد أن استمع لسؤله بكل اهتمام ونظر له حتى يبدأ بالشرح 



" احنا ياسيادة الرائد مش همننا الجماعه اكتر ماهمننا اللى بيمون للجماعه ومين هى الدولة اللي مشياهم وبتدلهم المعونات من الأسلحة والفلوس و مكونات المتفجرات اللى بتبقا على أعلى مستوى ، إنما العيال مجرد ندورجيه بتمشى بأوامر ، يعنى سهل جداً يتقبض عليهم احنا عايزين الأمر مش المأمور "



شخص آخر " تمام يافندم وبالفعل احنا قربنا نوصل ، وجتلنا معلومات أن في عمليه كبيره هتقوم فى الصعيد ، واحنا شاكين أن الأمير موجود هناك "



قائد اخر برتبة مشير " مفيش حاجه اسمها شكين ياسيادة المقدم ، احنا عاوزين تأكيد ، بعدين احنا عيونا فى كل حتى فى الصعيد "



أحد الضباط" حضرتك متأكد أن رضوان هيتصرف صح ، أنا مقصدش حاجه بس أنا خايف ثأر اخوه ينسيه كل حاجه خططنا ليها ويتصرف من دماغه "



هنا رد أحد أصدقاء رضوان مدافعاً" رضوان مش الشخصية المتهوره اللي ممكن تتصرف غلط او يعمل حاجه خارجه عن القانون حتى لو عنده حق ،. كل تصرفاته قانويه ، وبعدين سيادة المشير كان عنده من كام يوم ، وبالفعل رضوان اطلع على كل الاوراق ، وعرف بالخطه وجارى تنفذها كما أمر سيادة الأركان "



" تمام كده نبدأ بسم الله فى عمليه تفشيل مخطط الأرهاب فى الصعيد "



________________________________________



اخبرت اختها عن مجيئ رضوان لبيتهم وعن الجدال الذى حصل بينه وبين والدتها 



" أنا بس جايه أتأكد منك هل فعلا لمحتى حجاج فى اليوم المنيل ده " كانت تنظر أجابة اختها بفارغ الصبر وهى تدعوا الله أن يكون بلال وأخيه ليس لهم اى صله بما حصل لأختها "



كانت ورد تجلس أمامها ولون وجهها أصبح أصفر للغايه وسحب لونه ، كلما تذكرت ماحصل لها ، ولكن عصرت رأسها وهى تحاول تذكر أى شئ ولكن كان يصعب عليها رؤيتهم بوضوح بسبب الإضاءة الضعيفه ليلتها ، لكنها هبت واقفه عندما لمحت فى عقلها صورة لشخص الذى أغتصبها أولا وكان ذو وشم كبير على يده وشم غريب لأول مره تراه ، كأنه كلمه مكتوبه ولكن بلغه غريبه جدا عنها "



" ها افتكرنى حاچه ، أكيد مش حجاج صوح جوليلى يلا خلينى ارتاح " قالتها مسك بلهفه كبيره 



" هو اللي أغتصبنى الأول هو اللي شفته ، كان فيه وشم كبير على دراعه كأنه كلمه مكتوبه بلغه غريبه، كلمه كبير بس هو ده اللي شفته منه وانما رچلته كانوا كلهم مغطيين وشهم بهباب أسود مش مبين ملاحمهم زين " 




        
          
                
ظهر الإحباط على وجه مسك ولكنها اقتربت من اختها ومسكت يدها لدعمها 



" ورد ، أنتى اختى وتوأم عمرى كله عاوزاكى تعرفى أنى مش هرضالك غير الخير وبس ، أوعى تسمعى كلام أمك وتمشى وراها وتخافى من الناس أو من نظرتهم انتى لازم تجوى عشان حجك يرجعلك "



ابتلعت ورد ريقها " جصدك ايه وحجى هيرجعلى ازاى "



" احنا لازم نروح لرضوان وتحكيله اللي حصل لأخوه الأول بعدها أنا هتصرف معاه وهعرف منه مين اللي عمل أكده وعد منى مش هسيبه يتهنى بعمره أبدا "



فتح باب الغرفه بقوة ونظرو لبدر الذي شملهم بنظرة لاتبشر. بإى خير 



_________________________________________



كل لحظه تمر عليه ينظر لساعة هاتفه وكان يأكله القلق يخش ألاتنفذ وعدها له وتأتى ، كان ينظر لطريق كل ثانية ينتظر وجودها بفارغ الصبر



ظهر على وجهه تلك الابتسامة المطمئنه عندما وجدها تتجه إليه وتنظر خلفها مع كل خطوة تخطوها بإتجاهه



" وحشنى يابلال" قالتها بكل شوق لهذا الرجل الذى تملك قلبها بكل مافيه 



اقترب منها وهو ينظر لعينيها بلهفة عاشق لها اقترب ليضع يده على وجهها ولكنها ابتعدت عنه بخجل 



" لسه بتكسفى منى " قالها بلال بإبتسامه لطيفه زينت وجهه 



فركت يدها ببعضهم بخجل ولكنها رفعت عينيها لتقابل خاصته بعد أن نادها بأسمها ولكن بطريقته هو 



" مسكي ، أشتاقت عيناى لطلتك ، وأشتاق قلبى لدقاته عند رؤياكى "



" بتحبنى لدرجة دى يابلال " باغتته بذلك السؤال لتطمئن قلبها أكثر أو بمعنى أصح ضميرها 



تنهد بحراره قائلا " أه يامسك لكى فى. القلب ماليس لغيريك "



بكت وهى تنظر له انهارت أكثر بين يديه عندم اقترب منها بسبب دموعها الغير منطقيه فى تلك اللحظه الرومانسيه



" مسك هو أنا قولتك حاجه زعلتك ، أهدى طيب متبكيش عشان خاطرى وفهمينى ايه اللي زعلك "



حاولت تهدأت نفسها ولكن لم تستطع فخرجت الكلمات منها متقطعه 



" خ خايفه ت س بنى تانى ، وتب عد " قالها بتلعثم بسبب بكائه 



أشفق عليها فهو سبب حزنها طوال تلك المده التى تركها فيها ولم ينفذ وعده لها وتزوجها ولكن الأن لم يمنع نفسه من وجودها فى حياته وتجرأ ونطق 



" مسك تقبلى تجوزينى وبكره "



اتسعت عين مسك بسبب طلبه لم تتوقع أن يكون جرئ لتلك الدرجه ويريد أن يتزوج بها وغدا ، هلت اسارير وجهها وفرحت كثيرة 



" اكيد مواف ...." لكنها قطعت حديثها عندما تذكرة رفض أمها لبلال مسبقا ، والان بسبب حديث هذ الأحمق رضوان لن توافق عليه 



استغرب بلال من تبدل حالها من الفرحه للعبوس



" مالك تانى أنا اهو بنفذلك وعدى وعاوز أتجوزك ، أيه اللي قالبك كده "



جلست مسك أمام شجرتهم التى اعتادو على الجلوس أمامها ونطقت بحزن 



" أمى مش هترض ، مش هتوافج على الچوازه دى " ثم نزلت دموعها مره اخرى ، " الأول كان أبوك سبب أننا نفترج ودلوك أمى هتبجا السبب ، بس أنى مش هجدر ابعد عنك تانى يابلال أنا بحبك ومش هقدر أعيش من غيرك ولو أجدر أشوف راچل تانى غيرك فى حضنى " 



ربت بلال على يدها قائلا " متقلقيش لو على أمك فأنا هخليها توافج ، ولو حتى هتجوزك غصب عنها ، بس فى الاخر برضها أو غصب عنها هتبقى مراتى ودا قرار نهائي ، بس الأول هتقدرى على ده "



نظرة له بقلق وخوف كبير لكنها قاومت قائلا " أنا أجدر على أى حاچه طلما هبجا معاك ومش هنبعد عن بعض تانى " 



هز بلال رأسه لها وبدأ يفكر فى شئ يجعل ووالدتها توافق على تلك الزيجه منها حتى لو استعمل معها طرق ملتويه لايهم أهم شئ أن توافق فاهو يريد موافقتها لايريد أن يحزن مسك ويجعلها تتزوج دون رضاها فهو يعلم أن رض والدتها اهم شئ عندها وخصوصاً بعد وفاة والدها 



ولكن مهما حصل لن يتنازل عنها 



فأحمق من الذى يبتعد وهو بين يديه المسك
_________________________________________
 

google-playkhamsatmostaqltradent