Ads by Google X

رواية مسك الليل الفصل السابع 7 - بقلم سارة طارق

الصفحة الرئيسية

  

 رواية مسك الليل الفصل السابع 7 - بقلم سارة طارق

الفصل السابع (لأجل حبك)
                                    
                                          
 
_________________________________________



كانت تنظر له بقلب يرتجف من نظرة عيونه لها ، همست بداخلها قائلا



" لو جلولى أن الدنيا كله بتحبنى زيك عمرى ماصدج ، عرفاك يابلال عاشج والعاشج معلهشى عتاب مهما عمل طول عمرك محافظ عليا ، كل مره كنت بتخاف تلمسنى فيها كنت بتبجا عالى جوى فى نظرى ، عشان أكده مش أنت يابلال الراچل اللي يتساب أنا أبجى غبيه لو سبتك من يدى تانى " 



" أيه يابنتى روحتى فين ، سرحانه فيا كل ده طب سيبى حبه لبعد الجواز طيب " قالها هو يمازحها 



ابتسمت " ربنا مايحرمنى منك يا راچلى وعمرى الچاى كله ، عمرى ماشفتك غير أبو عيالى يابلال" 



" وأنتى عمرى كله يامسك أنتى العمر اللى فات والعمر الجاى ، أنتى الأمنية اللي طلما أتمنتها من صغرى وخلاص هانت وهتكونى معايا هانت يامسك خلاص "



ابتسمت وتحدثت بنبره يملأها الرجاء " أنا سلمتلك جلبى وقريب هتبجا جوزى وهبجا ملكك أوعى فى يوم تكسرنى ولاتكون سبب أنى أحس بلأمان بعيد عنك أنا عايزه حضنك يبجا هو الأمان يبجا الحصن اللي أتحامى فيه من أى حاچه توجعنى ، أوعى تكون سبب فى وجعى ولو لساعة واحده يابلال "



ابتلع غصه مره فى حلقه وحاول الأبتسام لها حتى لا تشك بأمره ، نعم يؤلمه قلبه لفكرة أن تبتعد عنه بمعرفتها بحقيقة أخيه لكنه تلاش تلك الفكرة فهو ابعد أخيه عن كل العيون ولا احد يعرف طريقه ويحمد الله أن لا أحد كان يعلم بتقربه لتلك الجماعه 
ومهما حدث لن يسمح لها بالابتعاد عنه مهما حصل



" بلال " نطقتها مسك وهى تعلق عينيها على خاصته 



" أوعوا بعد ماهديتك جلبى ترچعهولى مكسور "



" أنتى ليا بتكلمى كده ، هو فى حاجه ، قصدي فى سبب معين لكلامك ده " قالها وابتلع لعابه من شدة خوفه



أشاحت مسك وجهها عنه ناطقا " لا مفيش بس بحاول أطمن جلبى مش أكتر " 



قلبك ام ضميرك يامسك 
_________________________________________



" يعنى هيكون راح فين ، الأرض تتشق وتخرجوا منها ، يا أغبيه المتفجرات لازم تكون جاهزه قبل العمليه بيوم لو المعاد جه والمتفجرات مش موجوده هنشوف جهنم الحمرا على الأرض ، أسموا انتوا تقبوا وتغتصوا وتجبولى حجاج بإى طريقه قبل ماسيدنا يحس بحاجه " كان صياحه يهز المكان ونبرته تحول الوعيد لهم أن لم يجدوا بلال قبل تنفيذ أول عمليه لهم فى الصعيد



       
                
ابتلعوا لعابهم ونظروا لبعضهم وحاول أحدهم التكلم مع أميرهم الذى يخرج الدخان من انفه كاثور الهائج من كثرة غضبه 



" يا أمير ، نحن سمعنى من أحد غفر بيتهم أن من تسبب فى أختفاء حجاج هو أخيه الطبيب بلال ، لأنه علم أن حجاج ينتمى لجماعه سريه لهذا أخفاه عن الأعين بعد معرفته بوجوده أثناء قتل رشاد النمر أيضاً " 



نظر له الأمير بتركيز فيما قاله ورفع أحد حاجبيه ناطقاً" ومن أين عرفت تلك المعلومات يا أحمد "



" لقد تفوه هذا الغفير بتلك الكلمات أثناء تواجده مع بعض أصدقائه الفاسدين مثله وهم يشربون وكان عقله مغيب وهو يتحدث فلم يدرك بما يقوله ، أنا كنت متواجد معهم كما أمرتنى ، اقسم لك يا أمير أننا منتشرون فى كل البلده وعلى علاقه بجميع الرجال هنا ونسائونا أيضا أصبحوا على علاقة كبيره بنساء البلده ، فلا تقلق لن يقدر حجاج على التخفى كثيرا سوف نجده ولكن أمهلنا بعض الوقت فقط وسوف نأتى به لك ونرميه تحت قدميك "



هز رأسه وهو يفكر فى شئ ما و قد لمع عقله بخطه خبيثه سوف تجعل بلال يأتى له بأخيه بنفسه 



"أريد أن أعرف جميع تحركات بلال من أول خروجه من بيته حتى لرجوعه له "



" كما تأمر يا أمير ، سوف نأتى لك بكل ماتريد "



" اللهم أعنى على الچهاد فى سبيلك " قالها ليرددو ورائه أمين 



_________________________________________



بكت بألم وهى أمام قبر زوجها تشتكى له عن مصاعب الدنيا ، تعاتبه على بعده عنها ثم تستغفر لتفوهها بذلك العتاب فمهما كان هذا قداء الله وأمانته التى أستردها له مرة أخرى .



" أه يا عوض ، سبتنى وحدى لبناتك ، سبتهم أمانه فى رجبتى ويارتنى كنت جد الأمانة ، سامحنى أوعى تشيل منى ولله حاولت أنى أحابى عليهم واحرسهم من كل ناحيه بس غصب عنى أحنا بجينا عايشين فى دنيا البشر فيها بتنهش فى لحم وعرض الولايا ويدهسوهم تحت رچليهم من غير حتى ما يرمشلهم جفن ، بيهنشوا شرف الناس أكنه حتة لحمة حيوان بياكلوا فيها ، حتى سيرة الناس بجت عندهم زى المياه والهوا ويمكن أهم كمان ، خلاص عوض كل واحد بجا عاوز يدوس على اخوه عشان يذله ، واحنا بجينا من ضمن اللي أداس عليهم ، دسوا عليا فى بتى ذلونى وكسرونى بيها ، أه يا وجع جلبى عليكى يابتى ، نفسى أخد حجك بس خايفه على اختك تدوج من نفس اللي دوجتى منه " لم تقدر على تكلمت الحديث بسبب بكائها الذى ذاد عليها وجعلها تنهار أمام قبر زوجها الذى تلجئ إليه كلما أحست أنها تحتاجه فى كل وقت صعب أمر به ولا تجده بجانبها ، فتكرر هى أن تذهب إليه وتشكوا له همها كأنه حي أمامها ، ولكن هذا لم يجعلها تنسى أن رب العالمين خالقها وخالق زوجها معها وجوارها دائما ، وهى على يقين أن كل هذا هو اختيار صعب من الله ويجب عليها تجاوزه وبتفوق 



_________________________________________



دخل بيته وظل يبحث عن أمه بكل مكان فى البيت ، وقابل فى طريقه زوجة  أبيه فأمتعض وجهه بضيق لمجرد رؤية وجهها أمامه ، وقفت أمامه وهى تنظر له بشر 




        
          
                
" وديت ابنى فين يا ابن نجوان ، أوعاك تفكر انك أكده بتحميه ولا هتعرف تبعده عنى ، لاه يبجا متعرفنيش دا أنت لو مخبيه فى بطن الحوت 
هغطس وأچيبه وساعتها أبجا ألمحه بطرف عينك 
تانى عشان هو اللي هيبجا الكبير غصب عنك وعن
وصية المرحوم أبوك ، وبكرة تشوف مين فينا
اللي هسبوس أيد التانى عشان بس يسامحه "



ثم نظرت له نظر يملأها الأستهزاء قائلا 



". زى ماجولتلك لو فى بطن الحوت هغتص وأجيبه"



قالتها وتركته وذهب ونظر  له بقرف قائلا 



" اللهى تغطسى ماتقبى ياشيخه عشان نرتاح من سحنتك المهببه دى ، الله يرزقك بقرش أحول 
يكلك ونخلص بقا ، الله يسامحك يابا أنت اللي
بلتنا بالبلوة دى ، بقا تضحك على امى وتجوز دى 
يعنى بضحى برغيف الفينو عشان حته الجبنه القديمه المعفنه دى "



" هنقول أيه طول عمر ابوك يحب العك "
قالتها نجوان وهى تنزل من الأعلى باتجاه ابنها بعدما سمعت حديثه عن ابيه



الطقت بلال كفها وقبله وسأل عن أحوالها 



جلس بلال فى غرفة أمه واقترب منها ليبدأ فى الحديث



" أمى ، أنا كنت عاوز اقولك على قرار اخدته ، أنا عاوز أتجوز " تهللت أسارير نجوان بهذا الخبر
السعيد فاهى سوف ترى ابنها متزوج ويكون له أسرة صغيره كما تمنت 



_________________________________________



تمسكت بصورة ابنتها التى تركتهم وهربت من أجل الزواج من رجل لقد رفضه والده أكثر من مره ، تركتهم وفضلته عليهم ، حتى عذاء أخيها قد حضرته كأنها غريبه تؤدى الواجب فقط وكأن الذى رحل ليس شقيقها وأخيها الكبير ، لقد عاشت ابنتها سندس متمرده دائما حتى كبرت وتمردت على قرار والدها واخواتها وهربت وتزوجت مما جعل والدها يُعلن أمام الناس أنها ماتت ولكن هذا لم يجعل الجميع يتكلم حتى لو فى الخباء حتى وصل حديثهم لأذن زوجها أثناء الصلاة فى مسجد البلدة ، لم يستطع ساعتها الرد عليهم وابتلع غصته فى قلبه وتركهم حتى ذاد قهره ومرضه من فقدان أعز مكان يملك وهى سندس بيته كما كان يحب أن يلقبها هو فهى كانت قطعة قلبه الوحيدة



لمست وجه ابنتها فى تلك الصورة التى خبئتها من زوجها حتى لايحرقها كما احرق جميع أغراضها بعد هروبها 



" وحشتيني يانضرى ، هانت عليكى أمك مبتسأليش عليها طول الفترة دى هان عليكى أبوكى تبعدى عنه ولاتفكرى حتى تتصلى بيه ، ميتا جلبك بجا حجر علينا لدرچادى نستينا ولا چوزك جوا جلبك علينا وعوضك عن اهلك ...، "



سمعت طرقات على الباب ، طلبت من الطارق الدخول ، دخل رضوان وهو يبتسم لها وقبلها من رأسها كعادته دائما ، ومد كف يده مسح دموعها
كان يعلم أنها تختبئ وتبكى عندما تشتاق لشقيقته



" كنت عارف انى هاچى ألجيكى بتبكى ، بس ياما أيه لزمته البكا ماخلاص اللي حصل حصل عمر البكا مايرجع الأيام الجديمه ياما " اقترب منها وقبل عينيها قائلا برجاء
" لو البكا بيرجع اللى راح كان زمان العالم كله نظره راح عشان الغايب يرجع تانى ، " امسك بصورة أخته ونظر لها نعم لقد اشتاق لها كثيرا ولكنه تغاضى عن المشاعر التي تجعله يريد أن يذهب لها ويحتضنها ويوبخها ويخئها بين ضلوعه ويلومها ويعاتبها على بعدها عنه ، مشاعر مختلفه لكنها فى النهايه سوف تقوده لرؤيتها وملاء عيناه منها 




        
          
                
" لسه مش ناوى تسامحها ياولدى " مسح دمعه فرت من عينها وهو يتذكر أخته الصغيرة التى كانت كل شئ له وسره ونصف الأخر كأنها توأمه وليست أخته



" عمرى ما هسمحها ياما خلاص سندس قررت انها تبعد ولازم تتحمل نتيجة بعدها ده ، وأنا خلاص نستها" قال وهو  يدير  وجهه بعيدا عن أمه 



" طب عينى فى عينك أكده ، وجولى انك نستها "
قالتها وهى تدير وجه ابنها لها لتنظر فى عيونه رغم أنها تعلم أنه يكذب 



تعلق رضوان بعيون والدته ولم يستطع الصمود أكثر فلقد تعب قلبه من كل شئ هروب أخته ، وموت أخيه ، التهديدات التى تأتى لأبيه وخوفه على أهل بلدته وحمايتهم كلهم، رغم تعاون قادته معه ولكن تلك هى بلدته وهو يشعر أنه أوله بحمايتها 



كل ما فعله هو أنه  ارتمى على قدم والدته وتخبئت وجهه بين أحضانها وظل يبكى كلأطفال بين يدها كأنه هو من يحتمى فيها وليس العكس وأنه هو من يحميهم 



اشفقت رجاء على ابنها ورتلت الكثير من آيات الله عليه ليطمئن قلبه فهى تعلم أن ولدها يتحمل الكثير بداخله وقليلا ما ينفث عن وجعه بالبكاء بين أحضانها وقررت التخفيف عنه قليلا ببعض الحكاوى القديمه 



" عارف ياولدى لما ولدت أخوك رشاد ، كنت مفكره أنه  ميت لما نزل كان ساكت بصيت ليه أكده وكنت خلاص رغم تعب الولاده كنت هرجع بصوت بس لجيت الدايه كتمت بقى وجالت انه حى عنيه مفتحه بس ساكت ، ومرتحتش ولا هديلى بال الا لما جبته ليا فى حضنى وأتأكدت أنه صاحى ، ساعتها حمدت ربنا وجدك ساعتها وزع الدبايح على أهل البلد كلها ثم تنهدت بحزن " من يومه وهو هادى حتى ملامح وشه كانت هاديه " أبتعت غصه قائلا " حتى ياضنايا مُوته برده كانت هاديه زييه ومحدش حس بيه ولا حتى لحجه " شعرت برعشة رضوان بين أحضانها ، علمت على الفور خطائها ، فهى تريد تهدأته وليس الضغط عليه فعادت لتحدث وحاولت الضحك 



" أنت بجا يوم والدتك ، كان يوم أسود ، حتى طلج ولادتك كان حامى جوى فضلت طول اليوم لاعرفه أجعد و لا عارفه أجف حتى الدايه مابجتش عرفه تولدنى ، راح أبوك جبلى دكتورة مخصوص زى مايكون انت حالف ماتخرج من بطنى يوميها خليت البيت كله بجا واجف على رچل واحدة ومش عارفين نعمل ايه ولا نروح فين اخر الليل وبعدها نزلت على خير بس فضلت تعيط وتصوت ومش راضى تسكت أبدا لا معايا ولا مع ابوك وبجيت تتنجل بين أيدين كل اللي فى البيت ومسكتش الا مع جدك الله يرحمه ماكنتش بشيلك الا لما كنت برضعك بس وبعدها اوديك لجدك عشان تسكت ، حتى يوم الولاده بتاعتك كان فين اربع محازن في البلد وچوزتين أتفركشه والفرح جلب خناقه كبيره حتى ابوك كان فى فرح منهم هناك وجلبت بعركه كبيره جدا وكانت ليله مايعلم بيها الا ربنا 



حتى لما كبرت شويه وجدك مات كان وقتها عندك ١٠ سنين يوميها حلفت انك لازم تخش تغسل جدك مع أبوك وعمك رغم أن أبوك هددك أن يحرمك أن تحضر العزا بس كالعادة محدش جدر يمشي كلمته عليك ،ودخلت معاهم وشركتهم فى الغسل ساعتها انا جولت انك هتخاف وتخرچ بس أنت لاء مخرجتش وفضلت جوا معاهم لحد ما الغسل انتها ومشيت فى عزه جدك ونزلت كمان التربه بجدك مع عمك ودفنته كل الناس بجت مستغربه أن ازاى عيل صغير زيك مخافش لاء وكمان دخل التربه بنفسه 




        
          
                
ساعتها ابوك بجا واجف رفع رأسه جدام الناس أن ابنه جرئ ومخافش كان رشاد اخوك وجتها كان فى مصر بيخلص مصالح لأبوك وعلى ماجه كانت الدفنه خلصت كان وجدتها رشاد عنده ١٧ سنه بس كان راچل يعتمد عليه " تنهد قائلا الله يرحمه 



" بس تعرف أن من يومها وانت بتعيط كل ليلة بليل غصب عنك كان يجى عليك الليل وتبكى ، كنت بحس بيكى وأجى أخدك فى حضنى لحد ماتخرج كل اللي جواك وتنام ، من ساعتها وبجت عادة عندك أنك تبكى فى حضنى وتنام ، بس عمرك ماچيت فى حضنى الا لما يفيض بيك ...، رضوان رضوان ، أنت نمت يا ولدي " ابتسمت عندما رأته نام مجدداً بين أحضانها عدلت من وضعيت نومه وخلعت جذائه ودسرته بغطاء خفيف ، وجلست بجانبه وظلت تلمس شعره فهى تعرف أن رضوان عندما يفقد عقله من التفكير ينام 



" طول عمرك جبل ياولدى صامد رغم الحمل اللى على أكتافك " رفعت يدها لسماء قائلا برجاء أم لربها 



" يارب معادش ليا غيره ، احميه ليا حافظ عليه من كل شر ، ورجع الغايب وابعد عنا ولاد الحرام " اللهم امين أمين أمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين"



ختمت دعائه ونامت بجانب ابنها واغمضت عيونها لترتاح قبل رحلة الغد التى نوت أن تذهب إليها مهما كلفها الأمر 



بعد ساعه دخل جابر البيت وهو فى حالة لايسرى بها من كثرة التفكير ، ذهب لغرفته بتثاقل ولكن تفاجئ بنوم رضوان فى غرفته فهو لم يفعلها منذ كان صغيرا



ابتسم واقترب من ابنه وقبل رأسه وخلع حذائه وجلس على الأريكة وظل يطالع أبنه طوال الليل حتى غلبه النوم وأرهق عقله من التفكير 



_________________________________________



لسه برده ناويه تسافرى ياورد ، بالله خليكى معايا دى أول مره تسافرى من غيرى ولا هو سي بدر 
نساكى أختك ، أنا من الأول مش مرتاحه لچوازه دى اطلجى منه " قالتها مسك بغيره شديده على أختها 



ضحكت ورد على حديث اختها وتذمرها مثل الفتاة التى تريد والدتها تركها وحدها لتسكع بدونها 



" والله لو كان عليا كنت چبتك معايا بس انتى خابره محتاجه أبجا مع بدر لوحدينا ، عشان نقدر نعدى اللى حصلى وننساه سوه" ثم تنهدت بحزن "مع انى عارفه انى عمرى ماهعرف اعدى منه مهما حصل "



" متجوليش أكده ربنا بكره هيعوضك فى بيتك وجوزك وبكره تخلفى عيل واتنين يملو عليكى البيت 
وينسوكى كل الدنيا ومافيها ، بكره الورد يفتح ويرجع أحسن من الأول كمان ، يالا بطلى نكد وانتى شبه أمك تعشج النكد جد عنيها " وضكت اختها لمزحها ابتسمت لها فمسك بنسبة لها ليست اختها فقط بل هى تشعر أنها أمها الثانيه التى أتت خصيصاً لتهوين عنها



" يالا خلينا نشوف هتلبسي ايه وانتى مسافره بكره وابجى حطى قطرة عيون على الحبايه اللي فى وشك دى عشان تختفى على بكره "




        
          
                
عبث وجه ورد قائلا " يعنى هلبس أيه ياحصره ، غير الجلابيه والطرحه والشال الطويل على دماغى "



نظرت مسك لها بمكر قائلا" لاه ما أحنا هنغير. الجلابيه "



بعد دقائق معدوده ، وقفت ورد أمام المرأه تنظر لنفسها ولطلتها الجديده



فكانت ترتدى فستان من اللون السكرى طويل وواسع يتوصته حزام من نفس قماش الفستان رفيع وفوقه طرحه من اللون السكرى وعليه شال طويل من نفس لون الطرحه ونظرت لنفسها بفرحه كبيره فكان شكلها جميل فى تلك الملابس البسيطه أحست أنها عروس وغدا زفافها و مختلفه قليلا لأول مره سوف تخرج بفستان بدلا من تلك العبائه التى دائما ترتديها 



مسك بفخر " ها ايه رأيك بجا فى تنقية أختك عشان بس تعرفى أن أنا مليش زى فى البلد ، والله انى مكانى مش هنا '



" اومال فين ياست مسك الليل" قالت ورد 



نطقت مسك بثقه " مكانى هناك چمب الست أميره شلبايه نجدم برنامج سوا عن چمال المرأة العربيه ، ونسميه ، جمالك مع مسك الليل"



نظرت لها اختها بسخريه " ولما هو أسم البرنامج هيبجا على أسمك أميره شلبايه هيبجا لزمتها ايه "



" يابت أميره دى وجودها لوحده ترند ، دى أول. واحدة تجول أن العيش بيتاكل الأول جبل ( قبل ) الملوخيه "



ظل يتمازحه قليلا حتى هدأت ورد وأحتضنت اختها 
بقوة وقبلتها من كتفها وأستنشقت رائحتها ثم ابتعدت بعد مدة طويلة ونظرة لمسك وقالت 



" خلى بالك على نفسك يامسك وحافظى عليها أوعى تفرطى فيها ، وحافظى على جلبك لليستاهل " ثم تئملتها وكأنها تملاء عينيها منها قائلا ببكاء 



" هتوحشك جوى ، سلميلى على أمى وجوليلها أنى مسمحها ومش هممنى حاچه فى الدنيا دى غير رضها عليا " مسمحت مسك دموع اختها بقلق ولكنها تعلم أنها تفعل كل هذا لأنها لأول مره سوف تبتعد عنهم حاولت تهدأتها ونجحت فى هذا 



نظرت مسك لساعة الحائط وجدت أن الوقت قد تأخر كثيرا وعليها الذهاب بسرعه لأن لايصح وجودها الأن فى بيت اختها لوقت متأخر 



قبلت مسك رأس اختها وتحركت للخارج ولكنها توقف عندما سمعت نداء اختها 



" مسك خلى بالك على روحك " قالت ورد ، ابتسمت لها مسك وهزت رأسها وذهبت بعد وداعها لورد وحماتها 



_________________________________________



صرخت فى وجه ابنها بعد معرفتها بهوية عروسه التى يريد الزواج منها 



" أنت أكيد اتجننت ، دا لو السما أطربقت على الأرض
مش هتخالف وصية أبوك وتجوز البت دى ، أنت رفضت بنت الدكتور مصطفى زى ما ابوك طلب منك قبل ما يموت ، فأوعى تفكر انك عشان ابوك مات هتعمل الانت عاوزه ، لا ياحبيبى أنا اللى هقف فى وشك ووصية أبوك هتتنفذ غصب عنك ، والبت دى رجليها مش هتعتب البيت ده طول ما انا عايشه فيه "




        
          
                
ثم اردفت بسخرية" ابقا استنانى بقا لما أموت وابقى اتجوزها " 



وقف أمامها وهو يغلق زر بدلته قائلا " اوكى ياماما زى  ما تحبى مسك مش هتخش البيت ده ابدا " 



لم تشعر براحه من حديثه ، فاهى تعلم أن ابنها ليس من النوع الذى يتنازل عن شيء يريده بتلك السهولة 



ولكنها صدمت عندما سمعت تكملت حديثه



" أنا هجبلها بيت بره ، أحسن بيت فى البلد كلها 
حتى لو هبنيه ليها من اول وجديد ، وهيبقا بأسمها
وهتبقا سراية مسك الليل ، وخليكى انتى قاعدة فى السرايا هنا مع درتك صفيه اهو تونسه بعض ماهى هتفضل وشها فى وشك كده على طول عشان انا مش هعتب البيت هنا بعد اللي قولتيه ، ومسك هتبقا مراتى لو الدنيا كلها أطربقت مش هسبها "
قال وبعده خرج من الغرفه بل من البيت بأكمله 



كان يسمع صراخ أمه عليه أنها لاتريد رؤيته بعد تفضيله لتلك المسك عليها هى أمه 



وقعت على اقرب اريكه وظلت تبكى وهى تنظر فى اثر ابنها بحسره فهو قد تغير كثيرا منذ موت أبيه
وكأن لم يعد هناك له اى رابط او  كبير يخشى منه



لعنت مسك فى سرها فاهى من تسببت بكل ما جرى لابنها منذ أن تعرف عليها حتى مشاكله مع أبيه كانت بسببها هى لقد ترك اجمل الفتيات وينظر لتلك السمراء الفقيره المعدومة 
ولكنها عزمت على أن تبعد تلك الفتاة بأى طريقة عن أبنها مهما كلفها الأمر ، حتى لو كسر قلب ابنها 
فلأيام كفيله بتجميع قلبه من جديد مع فتاة من اختيارها هى ، وستكون أية فى الجمال 



_________________________________________



دخلت بيتها لم تجد والدتها ، فعلمت أنها بغرفتها 
قررت تبديل ثيابها ، خلعت شالها الطويل من على رأسها وبدلت عبائتها بعبائه بيتيه مريحه وفردت شعرها على ظهرها 



دخلت غرفتي زينات وجدتها تنام على سريرها ولكنها مازالت مستيقظه ، اقتربت منها مسك ونامت بجانبها 
ونظرت لسقف الغرفه قائلا 



" ورد مسافره ونفسها تشوفك بكره "



لم ترد عليها زينات ومازالت على وضعية الصمت تلك 



اعتدلت مسك لها وحاولت التكلم بهدوء " أما ، خلاص بجا متأسيش على نفسك اكتر من كده 
والله ياما احنا فهمنا ان سكوتك ده عشان مصلحتى
أنا و ورد ، وبصراحه كده عندك حج احنا مش
قد اى حد ، احنا ولايه وملناش دهر نسند عليه"
تنهدت بتهكم " الأسم عندنا خال ، وهو مش شايفنا ولا حاسس بوجدنا اصلا ، وأديه سافر من غير حتى مايسلم ، ونبى فى حد فى الدنيا دى حظه وحش أكده غيرنا " قالت مسك أخر جمله بحزن لشعورها بعدم الأمان لعدم وجود أى سند لها ولأمها فاورد الأن اصبح لهازوج يعتمد عليه أما هى فا ليس لها غير بلال ولكنها لاتقدر أن تعتبره السند لها قبل أن تكون زوجته وعما قريب جدا ، ولكن قطع تفكيرها سؤال والدتها الذى جعلها تبتلع لعابها وتتوتر 



" لسه بتجبلى بلال يامسك " 



" أيوه ياما بجبله " قالتها ببعض القوة 



هزت زينات رأسها ببطء ، لم ترى مسك اى ردة فعل من والدتها عقب حديثها حتى لم يظهر على وجهها  معالم الضيق أو أى شئ ، فقط تعبيرها جامدا وصامته تماماً ، هذا جعلها تقلق فوالدتها ليست من النوع الصامت هكذا فاهى دائما صوتها يعلو عليها عندما تخالف أوامرها ولكن الأن صامته فقط لم تبدى اى ردت فعل لها 



" أخرجى عاوزه أنام " قالتها زينات ببرود حاد ولم تلتفت أو تنظر لها 



" أما بس اسمعينى بلال عمره مايرض بالغلط هو مايعرفش مكان حجاج أنا متأكدة من ده ..." 



" جولتلك أخرچى عاوزه أنام ، وانتى حره اعملى اللى كيفك فيه انتى معدش ليكى كاسر ، يالا ورچلك ماتخطيش الاوضه دى تانى " قالت زينات وهى تغمض عينها ولم تشعر بدموع ابنتها التى بللت وجنتيها وخرجت كما امرتها ولم تنبث بإى كلمة 



_________________________________________

 


google-playkhamsatmostaqltradent