رواية غفران العاصي الفصل السابع 7 - بقلم لولا
الفصل السابع
كانت تقف امام المرآة تضع اللمسات النهائية لكي تستعد للذهاب الي حفله آسر الراوي ….
كانت ترتدي فستان احمر ناري اللون ذو اكتاف عاريه نسبياً اظهر عنقها الابيض الطويل وعضه الترقوه خاصتها بسخاء ، قصير يصل الي ركبتيها وله ذيل طويل من الخلف يصل الي كاحلها ، واطلقت خصلاتها السوداء منسدلاً علي ظهرها في تمويجات كثيفه اعطاها مظهر ساحر ….
انتهت من وضع احمر شفاه ناري بنفس لون الفستان وقامت برش عطرها المميز علي عنقها وخلف اذنها ،وابتسمت برضا علي شكلها فهي كانت مزيج رائع من البراءة والانوثه!!!
خرج عاصي من غرفه الملابس وهو يلبس جاكيت بدلته السوداء التوكسيدو ولكن يده تعلقت في الهواء عندما ابصرها بتلك الهيئه المهلكه لاعصابه!!!
شعر بسخونه تجتاح جسده فقد اثاره مظهرها بشده، جسدها البض الملفوف باغواء داخل هذا الثوب المثير بلونه الساخن الناري الذي عكس بياض بشرتها الحليبه !!!!
ابتلع رمقه بصعوبه فقد جف حلقه من شده جمالها الاخاذ.!!!!
لمحته غفران في المرآه فقد انعكست صورته امامها حبست انفاسها داخل صدرها من شده وسامته وقفت تتطلع اليه مبهوره به ، اتسعت ابتسامتها بسعاده فهذا الوسيم زوجها اخذت تتلذذ بنطقها وشعور بالفرح يغمرها ….
نظرت اليه وهو يتطلع اليها بتلك الطريقه ولكنها لم تستطع تفسير نظراته وتسألت هل اعجبته طلتها ام لا؟؟
تحدثت تسأله عن رأيه فيها وهي تدور حول نفسها حتي يتثني له رؤيتها بوضوح: هاااا ايه رأيك عجبتك؟؟؟
هذا ما كان ينقصه ان تلف امامه بجسدها المهلك لاعصابه …
تحدث بهمس بالكاد وصل اليها : جداااًً ..تجنني .
اقتربت منه حتي وقفت امامه وقالت: بتقول ايه مش سمعاك عالي صوتك …
انتبه علي حاله وحمحم يجلي حنجرته وهتف بنبره متحشرجه من التوتر والاثاره: كويسه .
قالت باحباط من رده: كويسه …طيب…!!
ثم تابعت تضيف بجمود : عموماً انا جاهزه لو انت خلصت يالا علشان ما نتاخرش عليهم …
قطب جبينه بغضب وشعر بنار تحرق صدره لتخيله انها سوف تخرج ويراها الكثير والكثير من الرجال بتلك الطله المهلكه !!!!
سألها بعدم فهم : جاهزه ازاي يعني ، مش انتي لسه هتلبسي؟؟
نظرت له وكأنه نمي له رأس أخر فوق رأسه وهتفت تجيبه بتعجب: لسه هلبس ايه بس ، بقولك جاهزه ولابسه قدامك اهو ….’قالتها وهي تدور مره اخري حول نفسها امامه ..
نطق بغضب من بين اسنانه : ادخلي غيري اللي انتي مش لبساه ده والبسي حاجه تانيه …
نعععععععم!!! قالتها باستنكار شديد لما تفوه به ..
قال دون ان ينظر لها وهو بتابع ارتداء جاكيت بدلته : اللي سمعته مش هكرر كلامي .
اغتاظت من غطرسته وغروره وهتفت بعند: وانا مش هغير حاجه وهروح الحفله كده ….
ثم تحركت متجهه قاصده باب الجناح لتنزل الي اسفل وتتركه وحده ….
وقبل ان تصل الي باب الجناح كان يقبض علي معصمها بقبضته الفولاذيه ، جذبها بقوه وادارها اليه مما جعل جسدها يرتطم بقوه في صدره وهو يقول : استني هنا مفيش نزول …،
انحبست انفاسهم معاً ونفذ الهواء من حولهم في الغرفه ، اصبحوا يتنفسوا انفاس بعضهم سوياً …
فقد كانوا قريبين من بعضهم بشده لدرجه تلامست انوفهم معاً!!!
اغمضت غفران عينيها تستمتع بسحر لحظه قربه منها واستنشاق اكبر قدر من رائحته داخل صدرها ، لطالما حلمت كثيراً ان تكون بمثل هذا القرب منه ..
اما هو فقد تاه في قربها وجسدها البض الذي يلتصق بجسده الصلب بتناغم فطري وكانهم خلقوا لذلك …
ورائحتها المسكره التي خدرت والهبت حواسه ، رفع ذراعه لا ارادياً واحاط خصرها به يقربها منه اكثر .
فتحت غفران عينيها ببطيء عندما شعرت بيده تحيط بخصرها، هالها النظره الغريبه التي يناظرها بها …
كانت عينيه تحوي الكثير من المشاعر والمعاني التي لم تستطع قراءتها ولكن نظرته في تلك اللحظه مختلفه كلياً عن غيرها …
عندما رفعت نظراتها اليه ، سرح في بحر عينيها السوداء واخذ يسبح فيهم عله يجد شط يرسي عليه ،
ظلوا مده علي تلك الحاله واصبحت غفران ترتجف بين يديه كورقه شجر امام ريح عاتيه تعصف بها ، اما هو فكاد جسده ان ينفجر من شده ضخ الدماء وهدرها داخل عروقه …
اقترب اكثر واكثر حتي كادت ان تتلامس شفاههم ، اغمضت غفران عينيها مره اخري وهي في انتظار استقبال شفتيه لتحلق معه في سماء عشقه الذي لطالما حلمت به….
ولكن تعالي صوت الطرق علي باب الجناح وصوت دريه من خلفه ينادي عليه يستعجلهم .، اخرجهم من لچة مشاعرهم المحمومه !!!!
انتفض جسدهم معاً علي صوت الطرق علي الباب ، واول من فاق كان عاصي الذي نفض ذراعيه من عليها واعطاها ظهره وهو يتنفس بصعوبه وغضب ….
صمت لثواني يستجمع نفسه وهتف بجمود يداري به تأثره بها : قدامك عشر دقايق تغيري اللي انتي لبساه ده وتحصليني علي تحت ده لو انتي حابه تروحي الحفله …
ثم اختفي سريعاً من امامها يخرج من الجناح بخطوات سريعه غاضبه تاركها خلفه تجاهد لاستجماع نفسها بجسد مرتحف وقلب تحطم الي اشلاء تحت قدميه بفعل هروبه منها ورفضه لها وكانها وباء معدي يخاف علي نفسه منه ….!!!
…………………
في قصر الرواي ……
يقف آسر الراوي في وسط حديقه قصره الكبير المزينه علي احدث الطرز يستقبل المدعويين لحفلته …
كانت الحفله تجمع مجموعه كبيره من رجال المال والاعمال والسياسين وكريمه المجتمع المخملي …
*آسر الراوي: 32 سنه ،رجل اعمال ، وسيم ، مطلق ،و زيرنساء من الدرجه الاولي ، يغير ويبدل بين النساء كما يغير بدلاته !!!
دلف الي داخل الحفله بسير بخطوات ثابته قويه وطلته ذات الهيبه التي لا تليق الا به ،وهو يحيط بخصرها بحمايه وتملك …
التفت انظار الحضور نحوهم فهما دائماً محط انظار الاخرين ، فالنساء تحسدها عليه فهي الوحيده التي استطاعت ان تحظي به ، والرجال يحسدونه علي جمالها وسحرها الذي يزداد يوماً عن يوم …
اقترب منهم آسر الراوي وهتف مرحباً بهم : اهلاً اهلاً عاصم باشا نورت القصر واسكندريه كلها …
صافحه بجديه ووقار هو الاخر : اهلا بيك يا آسر اسكندريه منوره بأهلها …
مد يده لمصافحتها ولكنه وجد يد من فولاذ تقبض علي كف يده : المدام ما بتسلمش !!!
ابتسم آسر بحرج واشار اليه ليتقدم للداخل : اااه طبعاً مفهوم .. اتفضل يا باشا ترابيزتكم من هنا ….
سار بخطوات هادئه نحو مكان جلوسهم ، حدثته بهمس بالقرب من اذنه: مش ممكن ابداً اللي انت بتعمله ده ، احرجت الراجل …
ايدي مكانتش هتنقص منها حته لوكنت سلمت عليه علي فكره ، عيب كده ، انت احرجته واحرجتني…
سحب لها مقعدها واجلسها عليه ، ثم جلس علي المقعد بجانبها بعدما قربه منها حد الالتصاق ، وهتف من بين اسنانه المطبقه بتحذير: سوااااار…!!!
اظن الموضوع ده احنا انتهينا منه من زمان ، مفيش رجل خلقه ربنا يلمس شعره منك وانا موجود مش بس يسلم عليكي …
ثم نظر لها بغيظ وهو يمد يده الي حجابها فوق رأسها يعيد ادخال خصلاتها الحريريه تحت الحجاب قائلاً بغيظ : انا مش قلت لك مليون مره شعرك ما يبانش من تحت الطرحه …
اجابته بنزق: اعمله ايه هو اللي بيتزحلق كل شويه ..
رمقها بغيظ وغيره وهو يتلفت حوله يري اذا كان احد رأي خصلاتها من تحت حجابها …
ابتسمت بعشق علي غيرته وتملكه الذي يزداد كل يوم اكثر عن الذي قبله ، لفت ذراعيها حول ذراعه وهمست بغنج وهي تنظر لسوداويته تلك النظره التي تسلب عقله وقلبه: مش هتبطل غيرتك الزياده دي عليا ، احنا كبرنا وولادنا بقي عندهم تلات سنين …
نظر لها بعشق جارف فاض من نظراته قائلاً: اولاً ، عمري ما هيطل احبك واغير عليكي وهفضل كده حتي لما تكبري وتبقي جده وشعرك يبيض ../
ثانياً بقي ولادك اللي بتقولي عليهم دول مش عاوز اسمع سيرتهم ، كفايه انك من يوم ما خلفتيهم وانا مش بعرف اتلم عليكي ساعتين علي بعض وكله كوم وابن الكلب اللي اسمه مراد ده كوم تاني لوحده ..
ضحكت برقه علي غيرته التي تجعله يغار عليها حتي من اولاده وهتفت بدلال اشعل ناره: حرام عليك يا عاصومي ده مراد ده سكر …
زغر لها بعينيه يحذرها ولكنها تابعت : سكر علشان حته منك يا روحي في كل حاجه علشان كده انا بحبه ، بس بحبك انت اكتر…
تهللت اساريره بعد كلماتها التي انعشت روحه العاشقه لها وهمس لها بشغف: يعني الكلام الحلو ده لازم تقوليه واحنا وسط الناس …عموماً ملحوقه احنا ساعه بالكتير وهنمشي علشان اخدك احتفل معاكي بسنه جديده علينا واحنا مع بعض بس بطريقتي .. بطريقه عاصم ابوهيبه …
قالها وهو يغمز لها بعبث وعشق لم ولن ينضب فهو خلق لها ومن اجلها ……
…………………
وصلت عائله الجارحي الي قصر الراوي …
تقدمتهم دريه ونسرين وتبعهم عاصي وغفران بعد ان قامت بتغيير فستانها الي فستان اخر وغيرت تسريحه شعرها فهي قد اصيبت بالاحباط واليأس من افعاله معها …
كانت ترتدي فستان من اللون الوردي الفاتح وجمعت شعرها في تسريحه بسيطه للخلف واطقت بعض الخصل منسدله علي وجهها فاعطاها طله بسيطه ساحره ،جعلتها تزداد حلاوه واغراء في نظره…
ساروا معاً للداخل ولكن قبل ان يصلوا الي مكان آسر الرواي قاطعه رنين هاتفه فاعتذر منهم قائلاً : اسبقوني انتوا هرد علي مكالمه مهمه وهحصلكمً…
اقترب منهم آسر الرواي ورحب بهم بحفاوه ولباقه شديده: اهلاً اهلاً دريه هانم شرف ليا تشريفك لحفلتي المتواضعة.. ثم انحني مقبلاً يدها في حركه نبيله .
وفعل المثل مع نسرين واخذ يتفحصها بعينبه من راسها حتي اخمص قدميها فقد كانت ترتدي فستان من اللون الذهبي قصير بدون اكتاف ملتصق علي جسدها بشكل فج ولكنها ليست من النوع التي يستهويه …
بادلته نسرين تحيته وهي تمد يدها اليه بغرور وتعالي …
ظهرت غفران من خلف نسرين بطلتها الرقيقه والتي جعلت آسر الرواي يتجمد مكانه من شده حسنها ، فهو لاول مره يراها ولم يعرف حتي من تكون…
تحدث الي دريه بينما عينيه لا تتزحزح من فوق غفران قائلاً: مش تعرفيني يا دريه هانم ؟؟؟
ابتسمت دريه بمكر وقد ادركت ان آسر الراوي معجب بغفران من نظراته التي تكاد تلتهمها ، فوجدتها فرصه لتوقع غفران في مشكله مع عاصي عن طريق استغلال آسر الراوي ….
ابتسمت بخبث وهتفت تقول : غفران الجارحي حفيده منصور باشا الجارحي …
غفراااان … همس اسمها بين شفتيه باستغراب فهو لاول مره يسمع اسم هكذا ولكنه اعجبه بشده فهو غريب وفريد مثل صاحبته…
تقدم منها ومد يده اليها وحياها باحترام وهو يكاد يلتهمها بعينيه: آسر الراوي …اتشرفت بمعرفتك يا أنسه غفران …!!!ثم رفه كف يدها الي يده يلثمها برقه …
تلعثمت غفران وتوترت من فعلته ولم تعرف كيف تشرح لها انها حرم عاصي الجارحي خصوصاً بعدما وجدت دريه لم تقدمها بصفتها الصحيحه كونها زوجه ابنها …
وقبل ان يحدث شيء يعوق مخططها ، هتفت دريه تتحدث مع آسر في اي شيء حتي لا تدع الفرصه لغفران بقول اي شيء ….
وصلوا الي الطاوله الجالس عليها عاصم وزوجته وجلسوا برفقتهم ….
كانت نسرين تتلفت حولها بتوتر ، لتري هل وصل شريكها كما اتفقوا ام لا ….
اما غفران فكانت تنظر الي مدخل الحديقه كل دقيقه حيث اختفي عاصي ، فقد تأخر كثيراً …..
دقائق وتعالت اصوات الموسيقي تعلن عن رقصه افتتاح فقرات الحفل للثنائيات …
كان عاصم وسوار اول من افتتحوا الرقصه وتبعهم الكثير من الثنائيات …
وقف آسر امام غفران ومد يده اليها قائلاً: تسمح لي غفران هانم اني انول شرف الرقص معاها …
رفعت غفران اليه نظراتها ونقلتها بين يده الممدوده وبين وجهه ونظرت له بتوتر واستنكار في نفس الوقت ، فهي لم ترقص مع احد ابداً الا عاصي سواء قبل زواجهم او بعد ….
قلبت نسرين عينيها بملل ولم تعلق فهي لا يعنيها آسر في اي شيء هناك ما يشغل عقلها اكثر منه …
اما دريه فابتسمت بخبث وهتفت تقول بمكر : الشرف ليها يا آسر بيه… ثم نظرت الي غفران وتابعت: قومي يا غفران معاه ما يصحش تكسفي آسر بيه ويفضل واقف مستني كده ….
بس .. اصل .. عاصي .!!
كانت تتحدث بتلعثم وتنظر لها باستهجان من موقفها …
تابعت دريه وهي تبتسم بطيبه مزيفه: ما تقلاقيش يا حبيبتي عاصي مش هيضايق ولما يجي انا هفهمه …
هو فين صحيح انا ما شوفتوش؟؟ سال آسر بفضول.
اجابته دريه وهي بنفس الابتسامه السمجه: معاه تليفون شغل مهم تلاقيه واقف هنا ولا هنا …
يالا علشان تلحقوا الرقصه قبل ما تخلص …
سحب آسر المقعد بلباقه لغفران حتي تستطيع النهوض ، سار بجانبها وهي ترتجف من الرعب خوفاً من عاصي ، فهي لا تعرف كيف تتصرف فقد احرجتها زوجه عمها وجعلتها في وضع تحسد عليه ، ولكنها حسمت امرها وقررت انها ستقول له انها زوجه عاصي وتعتذز منه ….
وقفت واستدارت له ونادته برقه اذابت قلبه : آسر بيه ، كنت عاوزه اقول لحضرتك علي حاجه ….
نظرت نسرين في اثرهم بفاه مفتوح ولم تستوعب فعله خالتها للتو ، تحدثت تسألها : ايه اللي انتي عملتيه ده ، ده لو انا فهمته صح يبقي كده دقينا اول مسمار في نعش غفران …
اضجعت دريه علي مقعدها وهتفت بشماته وهي تنظر الي آسر وغفران وهما يبتعدون عنها : بالظبط كده ، قلت لك اقعدي واتفرجي علي اللي هيحصل ، انا مش هسيب بنت جميله تاخد مني كل حاجه ابداً….
في نفس الوقت ، انهي عاصم تليفونه وتوجه الي الداخل ، اخذ يبحث عنهم بعينيه حتي لمح مكان جلوس والدته ونسرين …/
وصل اليهم ولكنه لم يجد غفران معهم ، تسأل بعدم فهم وهو يهم بالجلوس علي احد المقاعد المجاوره لوالدته: اومال فين غفران ؟؟؟
اجابته والدته بمكر بعد ان غمزت بطرف عينيها الي نسرين : لسه قايمه حالاً ترقص مع آسر الراوي!!!
لم بتثني له الجلوس فقد تخشب في مكانه وهدر فيها بعنف جعلها تنتفض مكانها هي ونسرين من شده الفزع: ت تأييييييه… ترقص مع مين ؟؟!!!!!!
ردت نسرين تستفزه وتسكب البنزين فوق النار لتشعل الاجواء خاصه بعدما وجدت ملامحه تحولت الي الشراسه : آسر الراوي طلبها للرقص وهي ماصدقت قامت علي طول ، حتي ما سمعتش لانطي دريه وهي بتقولها مش هينفع علشان عاصي ، ردت وقالت لها مش مهم عاصي مش هيضايق ومشيت وراحت معاه !!!!
ثم نظرت الي خالتها وتابعت تسألها لتؤكد علي حديثها : مش كده يا آنطي…
اكدت دريه علي حديثها : ايوه صح كده ، زي ما نسرين بتقول …
احتدت معالم عاصي بغضب مخيف وهو بستمع الي حديثهم ، الهذه الدرجه تستهين به وبكرامته ؟؟؟
وهو الذي يحافظ علي كرامتها دائماً ، تهينه وتسمح لرجل مثل آسر الراوي ان يرقص معها ويلمس جسدها؟؟؟؟
عند هذه الفكره اشتعلت النار بصدره وتراقصت الشياطين امام عينيه وهو يسير بخطوات غاضبه يبحث عنهم حتي وجدهم يقفون قبل المكان المخصص للرقص يتحدثون معاً….
هدر صوته من خلفهم بنبره شرسه منادياً باسمها مما جعل قلبها يهوي ارضاً خوفاً منه: غفرااااان!!!!
لمحه آسر عندما سمع صوته ، وتقدم منه يرحب به باحترام شديد: عاصي باشا منور يا راجل ، فينك سألت عليك قالولي معاك تليفون …
نورت يا باشا والف مبروك علي الجواز اومال فين المدام مجاتش معاكم ليه …
انا ما شوفتش غير دريه هانم وبنت اختها …
ثم نظر الي غفران بنظرات اعجاب لم تخفي علي البركان الذي يقف بجانبه علي وشك الانفجار واضاف : والانسه غفران ….
الانسه غفرااااان …اممممم …
قالها بنبره خطره ، جعلت غفران ترتجف بشده …
ثم اقترب منها ولف يده حول خصرها يعتصره بتملك وغيره ونظر الي آسر وهتف بنبره بارده يخفي خلفها غضب شرس : واضح ان في سوء تفاهم ، احب اقدم لك مدام غفران .. مدام عاصي الجارحي !!!!
قالها وهو يضغظ علي كل حرف من حروف كلماته حاي يصل مغذاها اليه …
عن اذنك علشان عاوز ارقص مع المدام …
قالها وتحرك بها مغادراً نحو مكان الرقص وكل خليه من جسده تنتفض من شده الغضب ….
اما آسر فوق ينظر الي طيفهم بفاه مفتوح وهتف باحباط وتفاجيء: مراااااته!!!!!
…………………
احاط خصرها بقوه واخذ يتحرك معها علي انغام الموسيقي الهادئة وملامح وجهه لا تبشر بالخير …
كانت ترتجف بين يديه ، هل لم تخطيء ولم تتعدي حدودها وكانت سوف تعلم ذلك الآسر بحقيقه كونها زوجته ولكن لم يحالفها الحظ !!!
همست بنبره خفيضه مرتجفه وهي تتطلع الي وجهه المظلم : ع عاصي …ااانااا … انا كنت …
قاطعها هاتفاً بشراسه من بين اسنانه المطبقه: انتي ايه يا انسه غفران ؟؟؟
اطرقت برأسها ارضاً وهتفت تتحدث بارتجاف : والله كنت هقوله اني مراتك ، بس هو مدانيش فرصه ، حتي مامتك لما جيه يطلبني من الرقص وافقت علي طول ومقالتش ان انا مراتك …..
ضيق عينيه وسألها مستفهماً بشك: ماما ؟؟؟
ايوه …ولما قلت لها انك هتضايق قالت لي لا مش هيضايق واحرجتني قدامه واصرت عليا اقوم ارقص معاه …
والله العظيم هو ده اللي حصل انا مش بكذب عليك ورحمه بابا وماما هو ده اللي حصل ….
نظر لها دون ان يبدو علي ملامحه اي شيء تآثراً بحديثها ، فهو يعرفها جيداً لا تعرف الكذب ولا تجيد اللف والدوران ، صادقه الي ابعد حد …
كما ان نظره عينيها البريئة تلك ، لا تكذب ابداً …
هتف بنبره حاول جعلها تبدو هادئه رغم غضبه من والدته التي بدأت حرب الحماوات معها …
خلاص يا غفران …
نظرت له بتوتر وسألته : خلاص يعني مش زعلان .
اجابها بسأم : قلت لك خلاص مش عاوز رغي كتير..
نظرت له تلك النظره البريئه التي تجعله يتخبط في داخله ، وقالت: طب اضحك علشان خاطري لومش زعلان ….
ابتسم رغماً عنه قائلاً: خلاص يا ستي مش زعلان..
اهدته اجمل ابتسامه رآها في حياته واخذت تتمايل معه برقه وهو من دون شعور اقترب منها جدااااً واسند جبينه علي جبينها واحكم يديه حول خصرها بقوه مقرباً اياها منه مستمتعاً بحلاوه قربها منه، يريد ان يثبت للجميع انها تخصه ،ملكه وحده!!!!
اما هي فكادت ان تذوب بين يديه خجلاً من قربه الذي اصبح يثير بداخلها مشاعر كثيره….
احاط خصرها بتملك شديد وهو يسير بها نحو طاولتهم بعد انتهاء الرقصه ….
اشتعلت نظرات نسرين حقداً وكرهاً لغفران عندما وجدت عاصم يحتضن خصرها بتلك الطريقه وهو يسير بها وسط الجموع ويقدمها الي الناس بصفتها زوجته!!!
اما دريه فقد كانت تبتسم بسعاده وهي تتحدث مع احدي النساء ولكن تلاشت ابتسامتها وحل محلها الغيظ عندما وجدت ملامح عاصي هادئه مسترخيه وهو يضم غفران اليه بحمايه !!!!
التفت عاصي للخلف عندما وجد يد تضع علي كتفه وصوت صديقه يصدح ينادي عليه بمرح : عاش من شافك يا ابن الجارحي واحشني والله ….
ابتسم عاصي باتساع وهو بفتح ذراعيه يضم صديقه بحب : ابن ابوهيبه واحشني يا دنجوان !!!!
هتف عاصم بحب وهو يمسك يد سوار يرفعها الي فمه يقبلها بعشق : ولا دنجوان ولا بتاع ده كان زمان ، انا توبت الحمد الله والبركه في سوار….
هز عاصي رأسه بايمائة بسيطه يحيي بها سوار باحترام : اهلاً وسهلاً مدام سوار …
ثم نظر الي غفران وقدمها لهم : غفران الجارحي ..مراتي ..
تبادلت غفران وسوار اطراف الحديث وتركوا الصديقين يتحدثون معاً تحت انظار دريه ونسرين الحاقده!!!!
نظر عاصم في ساعه يده وهتف مسرعاً: اسيبك بقي واخلع انا دلوقتي ، بس لازم نتقابل ونتكلم في حاجات كتير عاوز اعرفها ، بقي انا اسافر شهر ارجع الاقيك اتجوزت ، لازم اعرف الحكايه من اولها …
اجابه عاصي بتاكيد : هكلمك وهجيلك لاني محتاج اتكلم معاك … بس انت ماشي بدري كده ليه ؟؟؟
اجابه عاصم بعبث : لا كده حلو اوي ، انا بحب احتفل بالسنه الجديده انا وسوار لوحدنا وبس ..سلام يا ابن الجارحي ….
هز عاصي رأسه بيأس من افعال صديقه المجنونه، والذي تحول الي انسان اخر منذ ان عشق زوجته …
صمت لبرهه يسأل نفسه هل العشق فعلا بغير البني ادم ويحوله الي شخص اخر ويجعله يقدم علي افعال كان من المستحيل ان يفعلها سابقاً ؟؟؟
كان بفكر هكذا وهو يري الابتسامه العاشقه المرتسمه علي وجه عاصم وهو يتحدث مع زوجته اثناء رحيلهم فمن يراهم يري العشق الواضح المتبادل ببنهم ….
دعا لهم ان يديم الله عليهم نعمه الحب والسعاده وان يرزقه مثل ذلك العشق !!!!!
دخل من بوابه القصر يمشي بغرور وعجزفه وخلفه يسير الحرس الخاص به من ذوي الاجساد الضخمه ،
يرتدي بنطال من الچينز وتيشيرت ابيض ومن فوقهم جاكيت بدله اسود مفتوح ، ويزين عنقه ببعض السلاسل الفضيه التي لا يتخلي عنها ابداً ، ويجمع شعره الطويل خلف رأسه في ذيل فرس صغير ..
فكان يعطي له مظهر عابث وخطير !!!
هو مازن الدالي .. ابن رجل الاعمال محمد الدالي صاحب اكبر توكيل سيارات في البلد …
شاب عابث ، مستهتر بكل ما تحمله الكلمه من معني،
النساء ترتمي تحت اقدامه ويبدلهم كما يبدل جواربه !!!!
يحصل علي اي شيء يريده مهما كان وباي ثمن …
عداها هي الوحيده التي وقفت امامه ورفضته ، منذ اول يوم رآها فيه في الجامعه وهو يريدها ظل اربع سنوات يلهث خلفها وهي ترفضه وتصده ، وفجأه ابتعد عنها دون سبب واختفي ….
ولكنه عاد للظهور مره اخري خاصه بعدما قابلته نسرين في احدي الحفلات وعرفته علي الفور فهي علمت بقصته مع غفران من احدي صديقاتها بعد زواج غفران وعاصي ….
فعملت نسرين علي التقرب منه ومصادقته وقامت بفتح موضوع غفران مره اخري واسباب زواجها من عاصي وطلبت منه مساعدتها في انهاء هذا الزواج مقابل حصوله علي غفران وبذلك تحصل هي علي عاصي!!!!!
فوافق علي الفور وبدا اولي خطواته اليوم بحضوره الحفل وظهوره امامها من جديد!!!!!
آمر الحرس الخاص به بالانصراف وتقدم الي داخل الحفل ، لمحها من بعيد تجلس بجانب عاصي وهو يحاوط عليها وكأنه يحميها من شيء ما ..!!!!
كانت جميله رقيقه كعادتها دائماً ، مختلفه عن اي فتاه عرفها في حياته ، الوحيده التي صمدت امام سحره ورفضته ولم تسعي اليه مثل غيرها من النساء…
لمحته نسرين من بعيد يقف في احد الزوايا المتواريه عن الاعين يختلس النظر الي غفران …
ابتسمت بخبث علي نجاح مخططها ، واخرجت هاتفها وارسلت له رساله تنص علي تنفيذ خطتهم حسب اتفاقهم ….
فتح هاتفه يقرأ الرساله ثم ابتسم بمكر وأماء برأسه بهزه بسيطه موافقاً في انتظارها …..
استغلت نسرين انشغال عاصي بالحديث مع احدي رجال الاعمال وتحدثت بعفويه قائله: انا هقوم اروح التواليت اظبط مكياجي ، ثم نظرت الي غفران وهتفت : ما تيجي معايا يا غافي بدل ما اروح لوحدي ، وانتي كمان تظبطي مكياجك….
نظرت لها غفران بحيره لا تعرف كيف تجيبها ، فمنذ متي تهتم بها نسرين ؟؟؟؟
ولكن نسرين لم تدعها تفكر فجذبتها من يدها تسحبها معها وهي تقول : انتي لسه هتفكري ، يالا قومي معايا علشان نرجع بسرعه .!!!!
ثم وجهت حديثها الي خالتها : انطي احنا في التواليت علشان لو عاصي سأل علينا ….
ثم تحركت صوب وجهتها وترتسم علي وجهها ابتسامه ماكره خبيثه….
بعدما انتهوا من تعديل زينتهم وتوجهوا الي الخارج ، هتفت نسرين بخبث : بقولك ايه تعالي نتمشي شويه بعيد عن الدوشه علشان صدعت …
نظرت لها غفران بتردد فهي تخشي ان تتصادف مع آسر مره اخري وهي في غني عن غضب عاصي منها ….
اجابتها بتردد: ما بلاش علشان عاصي ما يقلقش علينا …
علقت نسرين بمكر: ايه اللي هيخاليه يقلق احنا موجودين في نفس المكان ولو قلق هيكلمنا علي الموبايل او هيجي يشوفنا .. تعالي بس ….
سارت معها حتي وصلوا الي مكان منعزل نسبياً عن الناس ، وكان مازن يتابعهم من بعيد ويقف خلف احد الاشجار يتواري خلفها…
لمحت نسرين مازن يقف بعيداً ، فنظرت الي غفران وهتفت تتحدث بسرعه: خاليكي هنا ، هروح اجيب حاجه نشربها واجي لك علي طول …..
لم تدع لها فرصه للرد فقد اختفت من امامها في لمح البصر….!!!!!
وقفت غفران تنتظرها وهي تراقب مكان انصرافها بقلق ، سمعت صوت ينادي اسمها بهمس: غفران .!!
التفتت تتطلع الي مصدر الصوت ، ولكنها شهقت بفزع عندما وجدت اخر شخص يمكن ان تتوقع وجوده …هتفت بنبره مرتجفه : ااانت..!! انت ايه اللي جابك هنا ؟؟؟
اجابها بوضوح وهو يتطلع اليها بنظرات جريئه: جيت علشانك ..!!
علشاني !!! قالتها باستنكار شديد وهي تتطلع اليه بغضب …
ثم هتفت محذره اياه وهي ترفع اصبعها في وجهه: ابعد عني احسن لك ، انا ست متجوزه وبحب جوزي والمره دي هو اللي هيقف لك مش انا ،…
وانت ما تعرفش عاصي الجارحي ممكن يعمل فيك ايه لما يعرف انك اتعرضت لمراته .. فاهم .
ثم اولته ظهرها وتحركت مغادره المكان باكمله ، ولكن صوته الذي صدح من خلفها جمدها مكانها..
هتف بتهكم يخفي خلفه غضبه المشتعل من رفضها المستمر له ، هذا من جانب ومن الجانب الاخر احتمائها في المدعو زوجها …
تحدث بتهكم قائلاً: جوزك اللي اتجوزك علشان ينفذ وصيه ابوه وجده!!!!!
قبل قليل …
لاحظ عاصي عدم وجود غفران ، فاعتذر من الرجل الواقف معه وذهب الي والدته يسألها عنها : هي غفران فين ؟؟؟
اجابته بعدم اكثراث : راحت الحمام مع نسرين ..
نظر لها باستغراب ولكنه سرعان ما تحول الي قلق عندما وجد نسرين عائده بمفردها !!!
سألها عاصي بقلق: فين غفران ؟؟
ماما قالت لي انها راحت معاكي الحمام .!!!
اجابته وهي تدعي البراءه: ايوه كانت معايا وخرجنا قلنا نقف في حته هدوء بعيد عن الدوشه ، وبعدين روحت اجيب حاجه اشربها ورجعت لها ملقتهاش ،
فقلت اكيد رجعت هنا فقمت جيت انا كمان …
ثم تلفتت حولها تبحث عنها وتسألت : اومال هي فين؟؟
مارجعتش … قالها عاصي وهو يتحرك يبحث عنها وسار بالاتجاه الذي جاءت منه نسرين…!!!
بينما نسرين نظرت في اثره وهي تبتسم باتساع لنجاح خطتها …
اقتربت منها دريه وسألتها : انتي عملتي ايه ؟؟ وفين غفران ؟؟
تعالت ضحكت نسرين وهي تنظر لمكان اختفاء عاصي بشماته ، وهتفت يجيب خالتها : لو الامور مشيت زي ما انا مخططه يبقي احب اقولك ان غفران خلاص بحححح..!!
قالت دريه بسعاده: لاااا تعالي اقعدي كده واحكي لي الحكايه بالتفصيل …
ظل يبحث عنها في كل شبر في حديقه القصر،وصل الي مكان وقوفهم معاً ولكنه لم يراهم !!!
هم ان يتحرك ولكنه استمع الي صوتها عالياً ، تحرك مسرعاً نحوها ظناً منه ان هناك من يضايقها او ربما آسر تعرض لها فهو يعلم الاعيبه جيداً…..
اقترب منهم ولكنه تسمر مكانه عندما استمع الي حديثهم معاً …
هدرت الدماء داخل عروقه وانتفخت اوداجه غضباً واظلمت ملامحه بشكل مخيف …
ظهر امامهم فجأه وهتف بنبره خطره وهو ينظر لها بنظره جمدت الدماء في عروقها : مين ده ؟؟؟
نظرت له برعب وهتفت اسمه بزعر : ع عاااصي!!!
…………………………….
انتهي الفصل السابع ….
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية غفران العاصي) اسم الرواية