رواية انا اولا الفصل الثامن 8 - بقلم براءة
Hou ya:
الفصل الثامن
هدى وهي تنظر للمرآة الصغيرة الموضوعة فوق رأسها وهي تربط شعرها بشكل كعكة لتضع بعدها الشال
" ليلى ينفع استعير منك شالك يلي باللون البيج ؟"
ليلى"خديه . اهو موضوع فوق الرف !"
هدى بابتسامة " شكرا"
ليلى" العفو"
كانت ليلى جالسة على الكرسي في مكتبها تذاكر مادرسته خلال هذه الايام قبل العودة الى منزلها .
فهي تريد انهاء كامل أعمالها والحصول بعدها على عطلة ولو كانت بالقصيرة.
ورغم تعبها الشديد بسبب كمية المحاضرات . إلا أنها اخدت تلخصها في دفترها بكل اخلاص
هدى بصدمة " ياربي عملت ايه؟!"
ليلى بخضة وهي تضع القلم على الطاولة ثم تنهض تتجه سريعا إليها
" مالك ؟ آذيتي حالك؟"
هدى " لا .." ثم تابعت وهي تنظر إليها بنظرات قلقة متوترة
وهي تحمل شال ليلى الملطخ ببقعة كبيرة
" الفانديشين بتاعي انكب على شالك . ..والله ماقصدتش يحصل كدة ."
نظرت ليلى بتمعن الى شالها . ثم رفعت راسها وقالت بابتسامة مزيفة " عادي حصل خير"
هدى بابتسامة مصدومة " بجد؟! انتي مش زعلانة مني؟!"
ليلى" اكيد لا . هو رح يتنظف بالاخر."
هدى بابتسامة" هو انا ماشفتش بطيبتك أبدا ياليلى . هو لو كانت اختي لبهدلتني بهدلة محترمة وماخلتش الامر يعدي بالسهولة"
ضحكت ليلى بخفة .
لكنها ضحكتها سرعان مااختفت وتحولت الى عبوس شديد
وهي ترى هدى تضع الشال باهمال فوق السرير .
ثم تخطف شالا آخر من سريرها بلون مغاير
ليلى باستفسار" مش حتلبسي الشال؟"
هدى بضحكة مستغربة" ازاي البسه وهو مش نظيف ."
ثم تابعت وهي تدقق في المرآة
" ماتقلقيش رح مشي يومي بالشال وامري لله "
لم تجد ليلى ماتقوله . ماذا تسمي هذا وقاحة او قلة احترام ؟؟
هي لم تتعرض لمثل هذا الموقف أبدا .
ولم تظن يوما انها ستقابله مثل هذا النوع من البشر .
اخدت هدى حقيبتها بعد ان انتهت من ارتداء حذائها
وقالت وهي توشك على المغادرة
" انا خارجة دلوقتي ..."
ثم انتبهت الى الشال المرمي والذي لم تتخلى عينا ليلى الحادتين
" لما ارجع هغسلهولك . يلا باي"
فاكتفت ليلى بالقاء ابتسامة مزيفة مع هزة يد صغيرة .
____
كانت مروة تسير بخطوات سريعة وهالة بسيطة
فقد كان وجهها خال من اي نقطة مكياج يعاني قليلا من حب الشباب
وشال موضوع باهمال مع فستان عريض وطويل عليها اخدت تسحبه من الاعلى حتى لاتقع .
ناحية كشك يبيع وجبات سريعة .
وهو كشك يقع في نفس شارع السكن الذي تقيم فيه ولايبعد عنه بالكثير .
والذي لطالما اعتادت الشراء منه.
استمرت في السير وهي تدندن كلمات أغنية تركية
حتى دخلت اليه
" السلام عليكم !"
رد عليها البائع السلام ثم اخد طلبها .
ليطلب منها الانتظار قليلا ريثما يجهز الطلب والذي كان عبارة عن صحن كشري كبير .
اخدت تعبث بهاتفها قليلا ريثما يجهز طلبها وإذ بها تفاجأ بصوت تحطم ...تحطم شيئ زجاجي
يرافقه حديث احدهم بعتب وخروج شخص لم تتوقع رؤيته أبدا .
تغيرت ملامحها الى الصدمة كليا وهي ترى خالد يتحدث الى البائع بلطف شديد
" اعمل ايه مالصحن وقع من إيدي بالغلط ؟! "
رد عليه البائع بنفاذ صبر" هي المرة الرابعة يابني ! متاكد انها بالغلط"
خالد بثقة " والله العظيم مش قاصد "
تنهد البائع بقلة حيلة ثم قال" انجز روح جيب الطلبية وخد الحساب "
خالد بابتسامة عريضة" أمرك يامعلم ياغالي ! "
البائع وهو يرتب نفسه للخروج" خليك بالكشك عندي شغل وراجع ...واذا بدك وقفلي هالغزل الزايد"
لم ينتبه خالد في البداية على تلك الواقفة امامه تنظر اليه بعينين متسعتين من فرط الصدمة
وقال" اعذريني على التاخير حضرتك رح جيبلك طلبيتك فورا"
" خالد بتعمل اي هنا؟؟" فاجاته بسؤالها فدقق بوجهها ليتعرف بعد ذلك على هويتها
عاد الى الخلف من هول صدمته حتى كاد يصصدم بالجدار الحجري الذي يقع خلفه او ربما اصطدم به
" مروة؟! ! " ثم تابع بعد ان استعاد.رباطة جأشه وابتسم ابتسامته العريضة المعتادة
" انتي ايه لي جابك هنا؟!"
مروة باستنكار" جاية اشتري مالكشك قريب مني .
انت يلي بتعمل ايه ؟! هو انت ليه بتنطلي بكل مكان كدة؟!"
خالد وهو يتجاهل ماقالته ويستمر في الابتسام " شايفة الصدف!"
مروة بسخرية" ايه شايفتها"
ثم تابعت بلكنة آمرة" يلا عجل جيبلي طلبيتي مش حضل ناطراها للفجر"
خالد وهو يمسح يديه من الصابون في مأزره الطويل
" ثواني بس "
ثم تركها للحظات قصيرة امضتها هي بطرح الاسئلة على نفسها
" تفضلي يامروة"
قال ذلك وهو يناولها طلبيتها
لتاخدها منه وتدفع الحساب .
توقفت قليلا قبل المغادرة ورغم صراع الافكار في راسها إلا أنها سالته مرة واحدة وبمنتهى الجدية
" اي لي جابك هنا؟"
" بشتغل"
" هنا؟!"
" ايه "
" بس ولاعمري شفتك ."
" ولاانا ...." ثم ضحك وقال" ماانا جديد وماصرليش فترة لهيك ماشفناش بعض "
"بس الظاهر رح تنطرد عن قريب "
" لا ماتاكليش همي ...مش حنطرد "
" ليه؟! هو المكان بتاع ابوك ؟!"
" لابتاع صاحبه"
" اي دا؟"
" المعلم هنا بيكون صاحب بابا ودخلني عنده لاربح شوية مصروف واجرب الاستقلالية "
" حلو "
كانت على وشك المغادرة هذه المرة لكنه اوقفها لثوان متسمرة تعطيه بظهرها وهو يقول بلطف شديد " يا خربيت جمالك بلاميكب "
لتهم بالمغادرة تاركة خلفها رجلا ازدادت ابتسامته اتساعا وازدادت دقات قلبه صخبا .
____
ليلى ...
مابعرفش اديش ضليت وانا بدرس .
لحد مالدنيا كادت تظلم
فقمت الحق اصلي المغرب و العشاء مع بعض .
مش آكلة شي من الصبح وبطني عم توجعني من شدة الجوع.
بس انا بستاهل ! ماانا دايما كدة .
لما أبدا مذاكرة انسى حالي وانسى الدنيا كلهاو اغطس بعالم ثان...
اشتقتلك ياماما!
ماهي يلي كانت دايما تجيبلي الاكل لحد عندي وتحرص أني آكل ومروة بردو لأنه هي من النوع يلي مايقدرش يركز وبطنه تصفر
بعدما صليت قررت اني انزل مقصف السكن يادوب الحق اشتري حاجة خفيفة آكلها.
شكلي رح اخس كتير هالسنة .
اشتريت ورجعت على الاوضة سريعا .
كانت هدى ونور مرتاحين على اسرتهم يذاكروا
طلبت منهم أنه يجو ياكلو معاي بس رفضو بحجة انهم شبعانين.
خلصت اكلي بسلام وقمت ارمي كيس الزبالة
اكرمكم الله .
وإذ بي الحظ شالي مرمي مع جملة من الثياب داخل سلة متوسطة
سلة هدى كانت .
لا هيك كتير ...زودتها ...
رميت الكيس بعيد عني ورجعت سالتها
هدى بابتسامة " لا ياروحي مانسيته بس والله اليوم تعبانة كتير بكرة اغسلهولك"
شفت معاها بحدة. ماعدتش قادرة اتحمل اكثر من كدة .
نور باستفسار" تغسليلها ايه مش فاهمة؟ " ثم نظرت لي نور وقالت باستنكار" هي انتي عم تخليها تغسلك ثيابك؟!"
قلت بصدمة" نعم !! اكيد لا "
نور باستفهمام" وايه يعني؟!"
جيت اشرح حالي لكن قاطعتني هدى وهي بتقول بعدما اعتدلت في قعدتها" دي شالها ياانور ماانا خربتهالها الصبح من غير مااقصد ونسيت اني اغسلها "
ليلى باستنكار" مش على اساس تعبانة يعني انتي نسيتيها!"
هدى بتردد " مش قصدي ...يعني اكيد مش نسيتها ..."
نور" ايه المشكلة اذا بتحتاجيها ياليلى خديها واغسليها . "
ليلى" ازاي ماهي وسختها"
نور" هو انتي رح تعملي منها قصة وين المشكلة اذا غسلتيها انتي ؟! "
حاولت أتفهم قدر استطاعتي بس ماقدرتش .
خاصة ونور تقولي بكل برود ومنتهى الوقاحة كانه عم تقطع النقاش وتخلي اخرسي
" لو خلصتي أكلك ومش عايزة الانارة طفيها ."
ليلى بعصبية" انتي ماتعرفيش تقولي لو سمحتي او من فضلك؟! وبعدين انا مش خدامتك لتؤمروني طول الوقت ؟!"
نور " ايه قصدك ياختي؟! ...وبعدين امتى امرتك انا يامفترية؟!"
هدى بدهشة" ليلى مالك ؟"
ليلى بانفعال" امتى؟! ...من لما تقابلنا ياختي ؟!
ليلى اطفي الضو ! ليلى لو سمحتي اغسليلي هادي معاكي ! ليلى جيبيلي معاكي! ليلى عايز اكلم ماما وماعنديش رصيد ...ليلى عايزة سماعاتك ! سماعاتي يلي اخدتيها من غير اذني وخربتيها !كل هذا وماامرتيني "
نور تنهض من السرير وتتجه إليها لتقف قبالتها و تتحدث بصدمة" ايه دا!! كل دا مخبيتيه جوا قلبك وساكتة !
شوية وحترجعيني عم استغلك !"
ليلى " لو كان دا مش استغلال بالنسبة ليكي يبقى مفهوم الاستغلال ايه!"
هدى " عيب عليكي ياليلى تحكي مع نور بالهطريقة!"
ليلى باستنكار" ومش عيب عليكي تخربي حاجة غيرك لا وتنسي انك ترجعيهاله زي ماكانت بردو !"
نور بحدة" من الاول قولي مش عايزة اعير اشيائي! ...ليه بتعملي فيها البنت الكويسة يلي بتحب تساعد الكل وبعدين تقلب عليهم !!"
ليلى بصدمة " انا قلبت امتى؟! ...هو لما ادافع عن حالي ارجع مش كويسة؟!"
نور " دفاع ايه يابنتي؟! ...هو انا سرقتك شي؟! "
ليلى باسف" بتعرفي طلع معاكي حق . من الاول ماكانش لازم اكون ذويقة وكريمة لهالدرجة . لانه بس اعطي مرة من باب الادب اصير لازم اعطي دايما ."
وبعديها اخدت فوني ومفاتيحي وطلعت من الاوضة بدون مااشوف لورائي خالص
كنت برتعش وانا قاعدة على الكرسي اراقب السماء يلي كانت مليانة نجوم هذي الليلة
برتعش مش من البرد بل من فرط الغضب يلي جواتي
هي اول مرة بحياتي انفعل بالهطريقة على حدا غريب عني .
بس طفح الكيل!
اديش كنت هبلة وانا البي طلبات نور وهدى على طول !
اديش كنت هبلة وانا اعطي بلامقابل طول الوقت !
اديش كنت هبلة وانا مفكرة كدة اني رح اكون بنت كويسة ومنيحة !
اديش كنت هبلة وانا بكتم يلي جواتي ومااحكي لحتى ماابين بخيلة وقليلة أصل !
بس طلعت انا الخسرانة لانه في كتير ناس استغلالية بالهدنيا. على قد ماتطعميها على قد ماتزيد تجوع وتصير عايزة اكثر
الفصل الثامن
هدى وهي تنظر للمرآة الصغيرة الموضوعة فوق رأسها وهي تربط شعرها بشكل كعكة لتضع بعدها الشال
" ليلى ينفع استعير منك شالك يلي باللون البيج ؟"
ليلى"خديه . اهو موضوع فوق الرف !"
هدى بابتسامة " شكرا"
ليلى" العفو"
كانت ليلى جالسة على الكرسي في مكتبها تذاكر مادرسته خلال هذه الايام قبل العودة الى منزلها .
فهي تريد انهاء كامل أعمالها والحصول بعدها على عطلة ولو كانت بالقصيرة.
ورغم تعبها الشديد بسبب كمية المحاضرات . إلا أنها اخدت تلخصها في دفترها بكل اخلاص
هدى بصدمة " ياربي عملت ايه؟!"
ليلى بخضة وهي تضع القلم على الطاولة ثم تنهض تتجه سريعا إليها
" مالك ؟ آذيتي حالك؟"
هدى " لا .." ثم تابعت وهي تنظر إليها بنظرات قلقة متوترة
وهي تحمل شال ليلى الملطخ ببقعة كبيرة
" الفانديشين بتاعي انكب على شالك . ..والله ماقصدتش يحصل كدة ."
نظرت ليلى بتمعن الى شالها . ثم رفعت راسها وقالت بابتسامة مزيفة " عادي حصل خير"
هدى بابتسامة مصدومة " بجد؟! انتي مش زعلانة مني؟!"
ليلى" اكيد لا . هو رح يتنظف بالاخر."
هدى بابتسامة" هو انا ماشفتش بطيبتك أبدا ياليلى . هو لو كانت اختي لبهدلتني بهدلة محترمة وماخلتش الامر يعدي بالسهولة"
ضحكت ليلى بخفة .
لكنها ضحكتها سرعان مااختفت وتحولت الى عبوس شديد
وهي ترى هدى تضع الشال باهمال فوق السرير .
ثم تخطف شالا آخر من سريرها بلون مغاير
ليلى باستفسار" مش حتلبسي الشال؟"
هدى بضحكة مستغربة" ازاي البسه وهو مش نظيف ."
ثم تابعت وهي تدقق في المرآة
" ماتقلقيش رح مشي يومي بالشال وامري لله "
لم تجد ليلى ماتقوله . ماذا تسمي هذا وقاحة او قلة احترام ؟؟
هي لم تتعرض لمثل هذا الموقف أبدا .
ولم تظن يوما انها ستقابله مثل هذا النوع من البشر .
اخدت هدى حقيبتها بعد ان انتهت من ارتداء حذائها
وقالت وهي توشك على المغادرة
" انا خارجة دلوقتي ..."
ثم انتبهت الى الشال المرمي والذي لم تتخلى عينا ليلى الحادتين
" لما ارجع هغسلهولك . يلا باي"
فاكتفت ليلى بالقاء ابتسامة مزيفة مع هزة يد صغيرة .
____
كانت مروة تسير بخطوات سريعة وهالة بسيطة
فقد كان وجهها خال من اي نقطة مكياج يعاني قليلا من حب الشباب
وشال موضوع باهمال مع فستان عريض وطويل عليها اخدت تسحبه من الاعلى حتى لاتقع .
ناحية كشك يبيع وجبات سريعة .
وهو كشك يقع في نفس شارع السكن الذي تقيم فيه ولايبعد عنه بالكثير .
والذي لطالما اعتادت الشراء منه.
استمرت في السير وهي تدندن كلمات أغنية تركية
حتى دخلت اليه
" السلام عليكم !"
رد عليها البائع السلام ثم اخد طلبها .
ليطلب منها الانتظار قليلا ريثما يجهز الطلب والذي كان عبارة عن صحن كشري كبير .
اخدت تعبث بهاتفها قليلا ريثما يجهز طلبها وإذ بها تفاجأ بصوت تحطم ...تحطم شيئ زجاجي
يرافقه حديث احدهم بعتب وخروج شخص لم تتوقع رؤيته أبدا .
تغيرت ملامحها الى الصدمة كليا وهي ترى خالد يتحدث الى البائع بلطف شديد
" اعمل ايه مالصحن وقع من إيدي بالغلط ؟! "
رد عليه البائع بنفاذ صبر" هي المرة الرابعة يابني ! متاكد انها بالغلط"
خالد بثقة " والله العظيم مش قاصد "
تنهد البائع بقلة حيلة ثم قال" انجز روح جيب الطلبية وخد الحساب "
خالد بابتسامة عريضة" أمرك يامعلم ياغالي ! "
البائع وهو يرتب نفسه للخروج" خليك بالكشك عندي شغل وراجع ...واذا بدك وقفلي هالغزل الزايد"
لم ينتبه خالد في البداية على تلك الواقفة امامه تنظر اليه بعينين متسعتين من فرط الصدمة
وقال" اعذريني على التاخير حضرتك رح جيبلك طلبيتك فورا"
" خالد بتعمل اي هنا؟؟" فاجاته بسؤالها فدقق بوجهها ليتعرف بعد ذلك على هويتها
عاد الى الخلف من هول صدمته حتى كاد يصصدم بالجدار الحجري الذي يقع خلفه او ربما اصطدم به
" مروة؟! ! " ثم تابع بعد ان استعاد.رباطة جأشه وابتسم ابتسامته العريضة المعتادة
" انتي ايه لي جابك هنا؟!"
مروة باستنكار" جاية اشتري مالكشك قريب مني .
انت يلي بتعمل ايه ؟! هو انت ليه بتنطلي بكل مكان كدة؟!"
خالد وهو يتجاهل ماقالته ويستمر في الابتسام " شايفة الصدف!"
مروة بسخرية" ايه شايفتها"
ثم تابعت بلكنة آمرة" يلا عجل جيبلي طلبيتي مش حضل ناطراها للفجر"
خالد وهو يمسح يديه من الصابون في مأزره الطويل
" ثواني بس "
ثم تركها للحظات قصيرة امضتها هي بطرح الاسئلة على نفسها
" تفضلي يامروة"
قال ذلك وهو يناولها طلبيتها
لتاخدها منه وتدفع الحساب .
توقفت قليلا قبل المغادرة ورغم صراع الافكار في راسها إلا أنها سالته مرة واحدة وبمنتهى الجدية
" اي لي جابك هنا؟"
" بشتغل"
" هنا؟!"
" ايه "
" بس ولاعمري شفتك ."
" ولاانا ...." ثم ضحك وقال" ماانا جديد وماصرليش فترة لهيك ماشفناش بعض "
"بس الظاهر رح تنطرد عن قريب "
" لا ماتاكليش همي ...مش حنطرد "
" ليه؟! هو المكان بتاع ابوك ؟!"
" لابتاع صاحبه"
" اي دا؟"
" المعلم هنا بيكون صاحب بابا ودخلني عنده لاربح شوية مصروف واجرب الاستقلالية "
" حلو "
كانت على وشك المغادرة هذه المرة لكنه اوقفها لثوان متسمرة تعطيه بظهرها وهو يقول بلطف شديد " يا خربيت جمالك بلاميكب "
لتهم بالمغادرة تاركة خلفها رجلا ازدادت ابتسامته اتساعا وازدادت دقات قلبه صخبا .
____
ليلى ...
مابعرفش اديش ضليت وانا بدرس .
لحد مالدنيا كادت تظلم
فقمت الحق اصلي المغرب و العشاء مع بعض .
مش آكلة شي من الصبح وبطني عم توجعني من شدة الجوع.
بس انا بستاهل ! ماانا دايما كدة .
لما أبدا مذاكرة انسى حالي وانسى الدنيا كلهاو اغطس بعالم ثان...
اشتقتلك ياماما!
ماهي يلي كانت دايما تجيبلي الاكل لحد عندي وتحرص أني آكل ومروة بردو لأنه هي من النوع يلي مايقدرش يركز وبطنه تصفر
بعدما صليت قررت اني انزل مقصف السكن يادوب الحق اشتري حاجة خفيفة آكلها.
شكلي رح اخس كتير هالسنة .
اشتريت ورجعت على الاوضة سريعا .
كانت هدى ونور مرتاحين على اسرتهم يذاكروا
طلبت منهم أنه يجو ياكلو معاي بس رفضو بحجة انهم شبعانين.
خلصت اكلي بسلام وقمت ارمي كيس الزبالة
اكرمكم الله .
وإذ بي الحظ شالي مرمي مع جملة من الثياب داخل سلة متوسطة
سلة هدى كانت .
لا هيك كتير ...زودتها ...
رميت الكيس بعيد عني ورجعت سالتها
هدى بابتسامة " لا ياروحي مانسيته بس والله اليوم تعبانة كتير بكرة اغسلهولك"
شفت معاها بحدة. ماعدتش قادرة اتحمل اكثر من كدة .
نور باستفسار" تغسليلها ايه مش فاهمة؟ " ثم نظرت لي نور وقالت باستنكار" هي انتي عم تخليها تغسلك ثيابك؟!"
قلت بصدمة" نعم !! اكيد لا "
نور باستفهمام" وايه يعني؟!"
جيت اشرح حالي لكن قاطعتني هدى وهي بتقول بعدما اعتدلت في قعدتها" دي شالها ياانور ماانا خربتهالها الصبح من غير مااقصد ونسيت اني اغسلها "
ليلى باستنكار" مش على اساس تعبانة يعني انتي نسيتيها!"
هدى بتردد " مش قصدي ...يعني اكيد مش نسيتها ..."
نور" ايه المشكلة اذا بتحتاجيها ياليلى خديها واغسليها . "
ليلى" ازاي ماهي وسختها"
نور" هو انتي رح تعملي منها قصة وين المشكلة اذا غسلتيها انتي ؟! "
حاولت أتفهم قدر استطاعتي بس ماقدرتش .
خاصة ونور تقولي بكل برود ومنتهى الوقاحة كانه عم تقطع النقاش وتخلي اخرسي
" لو خلصتي أكلك ومش عايزة الانارة طفيها ."
ليلى بعصبية" انتي ماتعرفيش تقولي لو سمحتي او من فضلك؟! وبعدين انا مش خدامتك لتؤمروني طول الوقت ؟!"
نور " ايه قصدك ياختي؟! ...وبعدين امتى امرتك انا يامفترية؟!"
هدى بدهشة" ليلى مالك ؟"
ليلى بانفعال" امتى؟! ...من لما تقابلنا ياختي ؟!
ليلى اطفي الضو ! ليلى لو سمحتي اغسليلي هادي معاكي ! ليلى جيبيلي معاكي! ليلى عايز اكلم ماما وماعنديش رصيد ...ليلى عايزة سماعاتك ! سماعاتي يلي اخدتيها من غير اذني وخربتيها !كل هذا وماامرتيني "
نور تنهض من السرير وتتجه إليها لتقف قبالتها و تتحدث بصدمة" ايه دا!! كل دا مخبيتيه جوا قلبك وساكتة !
شوية وحترجعيني عم استغلك !"
ليلى " لو كان دا مش استغلال بالنسبة ليكي يبقى مفهوم الاستغلال ايه!"
هدى " عيب عليكي ياليلى تحكي مع نور بالهطريقة!"
ليلى باستنكار" ومش عيب عليكي تخربي حاجة غيرك لا وتنسي انك ترجعيهاله زي ماكانت بردو !"
نور بحدة" من الاول قولي مش عايزة اعير اشيائي! ...ليه بتعملي فيها البنت الكويسة يلي بتحب تساعد الكل وبعدين تقلب عليهم !!"
ليلى بصدمة " انا قلبت امتى؟! ...هو لما ادافع عن حالي ارجع مش كويسة؟!"
نور " دفاع ايه يابنتي؟! ...هو انا سرقتك شي؟! "
ليلى باسف" بتعرفي طلع معاكي حق . من الاول ماكانش لازم اكون ذويقة وكريمة لهالدرجة . لانه بس اعطي مرة من باب الادب اصير لازم اعطي دايما ."
وبعديها اخدت فوني ومفاتيحي وطلعت من الاوضة بدون مااشوف لورائي خالص
كنت برتعش وانا قاعدة على الكرسي اراقب السماء يلي كانت مليانة نجوم هذي الليلة
برتعش مش من البرد بل من فرط الغضب يلي جواتي
هي اول مرة بحياتي انفعل بالهطريقة على حدا غريب عني .
بس طفح الكيل!
اديش كنت هبلة وانا البي طلبات نور وهدى على طول !
اديش كنت هبلة وانا اعطي بلامقابل طول الوقت !
اديش كنت هبلة وانا مفكرة كدة اني رح اكون بنت كويسة ومنيحة !
اديش كنت هبلة وانا بكتم يلي جواتي ومااحكي لحتى ماابين بخيلة وقليلة أصل !
بس طلعت انا الخسرانة لانه في كتير ناس استغلالية بالهدنيا. على قد ماتطعميها على قد ماتزيد تجوع وتصير عايزة اكثر
•تابع الفصل التالي "رواية انا اولا" اضغط على اسم الرواية