رواية حصونه المهلكة الفصل الثامن 8 - بقلم شيماء الجندي
“خدعه!”
تفرق شمل العائلة الأرستقراطية ، اختفي “فهد” منذ تلك الليله المشؤمه و قد كان أنسب الحلول فلم يعد أحد يطيق رؤيته ، بغضه الجميع لعنفه و وحشيته نحو تلك الأنثى الناعمه ..
بدأت “أسيف” تتعافي من جروح جسدها الخارجيه .. لكن أصبح لها رفيق جديد .. لم يكن سوي الشرود و الذى غالباً ما يتبعه اجهاش مرير بالبكاء داخل أحضان الأخ الحنون و رفيق الدرب الأوحد ….
تحول “تيم” لوحش ضاري يبحث عن ذلك الفهد بجميع الأنحاء ينشر معارفه و رجاله لمعرفه أين يكمن ، لكن كأنه تبخر بالهواء ، حاول الجد بكل عزمه اقصاء “تيم” عن الحفيده الانانيه كى لا يفتك بها لكن ها هو يجذب خصلاتها بعنف هابطاً بها السلالم و قد أوشكت علي السقوط بين يديه العنيفه القاسيه ، يصرخ بها أمام اهل المنزل بعد أن غافل عمته و عمه و “نائل” و أخذها من الردهه الواسعه بملابس نومها أثناء خروجها و صراخها بالخادمه التى سلطها عليها لتستفزهااا :
– اخووووكِ فيننننن هااا … مستخبي فين ال ×××××× عديم الرجوله هاااا !! بتتشطروا علي أسيف !!!! انا بقي هفضل اطلع في عين اللي خلفوكِ لحد ما يظهر الحامي بتااعك الراااجل اللي سلمته أختي .. ولا نسيت ده مستخبي زي الحريم بالظبط …
اندفع “نائل” إليه يحاول فك قبضته عنها و هو يصرخ به :
– ايه اللي جرالك يااتيم أنت هتعمل زيه !!!
ازاحه “تيم” بقوه و هو يلكزه بعنف بكتفه صارخاً بهم و هو يلقي جسدها علي الأرضية الرخاميه بعد أن صفعها بقوه أدمت شفتيها ..
– ياريتني قاااادر اعمل زيه ، ياااريت اقدر ادفن الخاينه للامانه و الثقه دي حيه ، بس رجولتي منعاني استقوي علي الحريم زيه ال ×××××× النجس ما عمل في اختي ، ياريتني قاادر الاقيه و اخد حقها قصاد عينيها عشان ترجع زي الأول حتي !!!! انا أختي اتكسرت و اتذلت واتهاااانت وانااا مغفل ، بفسح الهانم وبشتريلهاا هدايااا ومعيشها أحلي عيشه ، كانت آخر الليل بتنام في حضني وهي عارفه إني حته مني بتموت لوحدها مع واحد و××× بيتشطر علي الحريم ، أسيف كل مره ابعد عنها لازم تحصلها كاارثه ، و انتوا عاارفين انها اضعف واحده فينااا ، عارفين ان اللي حصلها عدي عليها بالعافيه و لولا ستر ربنا عليها كان زمانها راااحت مني ؟!
ثم وجه نظراته للجد المنكس لرأسه بأعين دامعه يستمع إلي الحفيد المطعون بصميم قلبه وكبرياؤه … يصرخ به :
– مش انتتتتت قولتلهااا انك مش ممكن تأذيهااا ، اديك دمرتهااا ، رفضت و محدش فيكم سمعني ، كلكمممم ساعدتوه !!
ادار جسده للجده الباكيه و صرخ بها :
– انا اتحايلت عليكِ تكلميهاااا و تطمنيني … ليه كدبتي علياااا وقولتي انها ردت هااا لييييه !!!
بكت الجده وصرخت لأول مره به بقهر وصوت متحشرج :
– مكنتش اعررررف ، ندي قالتلي انك خايف زياده وانك هتبوظ حياتكم كده ، وفهد قالي انها نااايمه واني اقولك كده عشان متبوظش حياتك !!!!!
نفرت عروقه و ازدادت وتيره تنفسه و عنفه ليتجه إلي تلك التي اختبأت خلف عمها تصرخ برعب :
– انا عملت كده عشاااان بحبك والله ماا …
قاطعها صارخا بهاا باحتقار :
– اخرسي ، أنتِ تعرفي ربناااا أنتِ ؟!!!!
اتجه اليه “نائل” الذي دمعت عيناه من فرط حزنه علي تلك الضعيفه و شقيقها المجروح أجلى حنجرته وقال بهدوء :
– تيم احنا حاسين بيك .. أ ..
قاطعه وهو يصرخ به :
– لا محدش حاسس محدش اتبهدل و اتهان غير اللي نايمه فوق بالمهدأت … انتوا تعرفوا انها طول الليل بتصرخ من الكوابيس و اسم واحد بس اللي بتقوله … فهد … سيبني يافهد .. ارحمني يااافهد … ارجوك ياازفتتتتت … تعرف ايه احساسي و أنا بحاول افوقها ، عاارف إيه احساسي و أختي بتترجي واحد يرحمها ، عاارف إيه احساسي و انا متأكد انها كانت بتترجاه كده سااااعتها !!! عاااارف احساااااس العجز ؟؟؟؟؟؟! رد عليااااا !!!!
سالت الدموع علي حال الصبيه المؤلم ، الجميع يعلم مدي صعوبه الأمر علي أى فتاه و أى أخ ، فماذا إن كانت الفتاه رقيقه القلب و الحال مثل “أسيف” و الأخ محب جائع و متعطش لسفك الدماء من أجلها هي فقط .. مثل “تيم” !!!!
أكمل و هو ينظر إلي عيني ابن عمه الذي سيطر الحزن علي قلبه و ربت علي كتفه بصمت :
– هتعمل ايه لو كنت مكاني يااائل ، هتهدي قبل ما تطلع روووحه !!!!
هز الاخير رأسه بالسلب و هو يقول متنهداً بحرارة و دمعه خائنه فرت من عينيه :
– لا مش ههدي ياتيم !! مش ههدي ….
سالت دموع تلك الخائنه علي حالته و ارتجف جسدها بعنف هي تعشقه .. رغم جميع ما حدث فعلت ذلك من فرط العشق … بدأت شهقاتها تتصاعد بصوت واضح لتتحول لها الأنظار الغاضبه و أخري مشفقه علي مرضها بالانانيه و أخري مندهشه من حالتها … لكن الغضب كان أقواهم و صرخ بعنف :
– اخرسي قولتلك … و لعلمك كل مااشوف وشك هعمل كده لحد ماالجبان اخوكِ يظهر واخد حق أختي منه و نسيبلكم القصر كله .. اشبعوا بيه !!
هرعت العمه اليه تهتف بلهفه من خلف بعد أن ادار نظراته بينهم ثم كاد ينصرف عائداً لفتاته النائمه بالوقت الحالي ..
– تيم !! استني من فضلك !!!
وقف بمحله فهو لا يستطيع رفض طلب تلك الحنون التي طالما اشبعتهم جميعاً بحنانها رغم ظروفها … ليستمع إلي صوتها المتردد القلق يقول :
– أسيف لازم تروح لدكتور نفسي ياتيم .. عمايلك دي غلط !! أنت قولت من كام سنه أنها بقيت تمام .. لكن واضح من رفضها .. لفهد انها لسه …ا.ا.
قاطعها بنظرات صارمه غاضبه :
-أنتِ صدقتي إنه عمل كده عشان خافت منه و حتي و لو ده مبرر !
هزت رأسها تنفي مسرعه واتسعت اعينها الجميلة تقول بتلهف واضح :
– لا لا طبعا ياحبيبي محدش مأيده … ده غلط و جريمه كمان ، بس أنت لسه قايل أسيف بتحصلها كوابيس و بقيت تنام بحقن مهدئه احنا بقالنا أكتر من أسبوعين كده ياتيم .. حتي الجناح مبتخرجش منه …
ثم سالت دموعها مره أخري تقول بحزن :
– أسيف بنتي و أنت عارف كده ياتيم و حالتها بقيت صعبه دي بتخاف إني أنا اقرب منهاا ..
ثم اجهشت بالبكاء الذي أصبح عاده الجميع تلك الايام … اتجه “مراد” إليها يربت علي خصلاتها برفق مؤيدا حديثها و هو يردف بعقلانيه :
-كلام عمتك صح ياتيم ،أسيف لازم تتتعرض علي دكتور نفسي ، تمسكها بيك كده هيبقي مرض يابني !
نظر إليهم لحظات يصمت تام ثم أكمل سيره إلى الأعلى دون إعطاء رفض أو موافقه .. أحوال شقيقته تخصه هو و هي وحدهم و لن يطلعهم علي شيئ يكفيه ماحدث ….
فور أن أعلن “تيم” انها خائنه للثقه و الامانه أمام جميع أفراد الأسرة أصبحت تعاني الويلاات بقراره نفسها…
اختفي أخيها منذ أيام ، و تركها زوجها لسبب واحد فقط “أسيف” … قطعه قلبه كما كان يخبرهاا .. ها هو يقف بظهرها يدعمها أمام الجميع و تنعم بأحضانه التي هي من حقها …
هي أولى بالحب و الرعايه منها … هي من ماتت أمها و هي رضيعه و تربت بين زوجات العم و العمه .. هي من أحبته أكثر من نفسها و لن تتنازل عنه !!!
وققت بجسد مرتعش و كادت تنصرف من أمامهم لكن صوت الجد الصارم أوقفها و هو يقول بغضب :
– انا مكنتش اتخيل انك تكوني انانيه بالشكل المريض ده ، انا اكتشفت إني معرفتش اربي فعلاا ، إذا كنتي أنتِ أو اخوكِ ، ربيت شويه تعابين نهشت لحم بنت عمهم الغلبانه الضعيفه ….
ظلت تستمتع إلي حديثه المعاتب و نقطه الكره السوداء تتفاقم داخلها ، أضرم الجد نيران الحقد أيضاً داخل قلبها الاناني ، هي خسرت الجميع ، تكفي تلك النظرات التي تراها بأعينهم ، بينما الأخرى تحصل علي الحنان و الشفقه ، حتي ابن العم يميل دوما إليها عنها !!!
اسودت عينيها و لم تتفوه بحرف وقفت تنظر إليه نظرات مبهمه لم يفهمها أحد ثم رفعت رأسها تقول بيرود :
-انا عاوزه ميراث بابا بتاعي عشان انفصل عن القصر ده !!
لم يجيبها الجد بل صاح “نائل” غاضباً :
– ما تتنيلي تتهدي بقي مكفاكيش اللي حصل ده كله !!!! و بعدين ميراث ايه أبوكِ ملهوش في الشركات الكبيره بتاعه العيله !!!
زجره أبيه بنظره غاضبه ثم قال :
– نائل !! محدش طلب تفاصيل زي دي …
ضيقت عينيها و هي تنظر إليه و صاحت بغضب رغم الألم المبرح بفكها و وجهها الذي تسبب به “تيم” لهاا :
– ازااي يعني ملهوش !!
وقف الجد و هو يمد يده للجده المستأه الصامته من أفعال حفيدتها و قال :
– يلا يامريم خلينا نطلع نرتاح شويه ..
اطاعته الجده ثم اردفت بهدوء و هي تمر بجانب حفيدتها:
-هتندمي ياندي أوي علي كل السواد اللي كنتِ مخبياه ده ، هتيجي ندمانه و مش هتلاقي غير القصر اللي عاوزه تسبيه ده ، واضح إنك مكنتيش بتحبي تيم ، و اننا ضحينا بأسيف علي الفاضي …
أحاط الجد كتفها فور أن أنهت كلماتها بوقار و هدوء اتجها معا إلي الأعلي تبعهم العم و “نائل” .. لتقف “سمر” أمامها تردف بهدوء ظاهري :
– تيم مش هيرجعلك بالشكل ده ياندي ، مش هيرحع غير لما تحبي حبه لأسيف و تتعايشي معاه و ده عادي المفروض أنها صاحبتك .. غير كده مش هيرجع !!
نظرت لها بصمت ثم حبست دموعها و هي تقول بغضب :
– وانا مش عاوزاه خليه للجبانه اللي فوق تشبع بيه ….
رغم صدمه العمه من تخليها عنه إلا أنها أردفت بتهكم :
– طيب وطي صوتك عشان ماينزلش يكمل عليكِ قصادنا تاني … لعلمك أنتِ فعلا ماتستاهليش تيم .. بس خدي بالك لأنه موجوع علي أسيف ومحدش ضامن تصرفاته ..
ثم أعطتها ظهرها تتجه إلي الحديقه بعد أن رمقتها بنظرات أم حزينه لحال ابنتها ….
-***-
أغمضت “أسيف” عينيها فور شعورها بدخول أخيها إلى الغرفه .. خشت أن يراها يقظه فيتركها و يرحل و لم يعد لها مأمن سوي أحضانه …
وضع “تيم” متعلقاته فوق الطاوله ثم توجه إليها يتفقدها عن كثب قبل أن يتجه إلى المرحاض ينعش جسده و يهدأ عقله بحمام دافئ لتفتح عينيها بحزن ..
يؤنبها ضميرها و هي تري أخيها الحبيب يعطل جميع أحواله و أشغاله لأجلها ، لم تحزن لأمر طلاقه لندي ، إنها كانت ترتعب عليه معها بعد فعلتها الشنيعه معها ، خانتها و سوف تخون أخيها ايضاا ، لكن حزنها علي قلب أخيها المكلوم .. المتألم بصمت تااام !!
تعرف أن كوابيسها قد طالت ، لكن رعبها من اختفاء ذلك الوحش الكاسر أصبح هاجس داخلي ، تشعر أنها سوف تفتح عينيها تراه فوق رأسها ، لكن إن مكثت بأحضان حاميها لن يحدث ذلك .. لن يعود ذاك المفترس المرعب لن يتطاول في ظل وجود أخيها ..
اعتدلت فوق الفراش و هي تأن من الألم المبرح بعظامها و ذكريات ذلك المُجرم تدور بعقلها هو من أوصل الجميع لتلك الحاله ، لم تخشي أحد هكذا من قبل ، حتي حادثه التحرش خاصتها ذابت ببحور النسيان بعد أن أصبح أخيها معها علي الدوام ، كانت تظن أنه سوف يفعل مثل أخيها ، كانت علي أتم الاستعداد لتصبح زوجه مطيعه له ، لكنه طامع انهك جسدها و روحها بهمجيته و قسوته اللاذعه …
أفاقت من شرودها الحزين علي خروج أخيها من المرحاض يرتدي بورنص أسود يجفف خصلاته متجها ناحيتها حين وجدها مستيقظه جالسه أعلى الفراش :
مال علي رأسها يقبلها بهدوء و حنو لترفع ذراعها السليم تحيط خصره بدعوه واضحه منها بمجاورتها ، ابتسم ثم جاورها بالفعل يحيطها داخل أحضانه بذراعيه هامساً لها برزانته المعهوده :
– صباح الخير ياقلب أخوكِ !
ابتسمت نصف ابتسامه و ردت بهدوء :
-صباح النور ، كنت فين !
ابتسم هي لأول مره منذ أيام تبدأ معه حديث ليجيبها بهدوء :
– كنت في مشوار صغير و عديت علي العياده الدكتور بتاعك مسافر لمؤتمر … و كان عاوزني عشان يقولي كورس العلاج هيمشي ازاي الفتره الجايه و هيجي بليل تاني يشوفك ..
هزت رأسها تردف بخوف و هي تشد ذراعها حول بقوه :
– لاا مش عايزه حد يشوفني !!
عقد حاجبيه مندهشاً من رفضها الغريب فهي لم تلتقى بالطبيب ابداا كان يأتي و يذهب و هي تحت تأثير المخدر .. و المهدئات لما ترفضه !!!
ابتلع رمقه و هو يقول بهدوء رابتاً علي خصلاتها ..
– ليه ياسوفي ده هيجي مخصوص يطمن علي صحتك بس و أنتِ فايقه كده ….
هزت رأسها تقول بحزن و صوت يبدو علي مشارف البكاء :
– ارجووك ياتيم متخليش حد يشوفني !!
لقد فقدت شقيقته ثقتها بنفسها بالفعل !!!!! أصبحت تعتمد علي شخصيته هو !!!! لم تكذب العمه كانت محقه ، “أسيف” على مشارف الذهاب بطريق بلاعوده …
بلل شفتيه و هو يحاول التفكير كيف يقنعها الآن بالطبيب النفسي !!!
خرج صوته متوتراً قليلاً و هو يقول بقلق من رده فعلها :
– أسيف ! أنتِ عارفه انا بحبك قد ايه ولا لا !!
اومأت علي الفور بالموافقه و رفعت رأسها الصغير تنظر داخل رماديتيه تقول بتوجس :
– اوعي تكون هتنزل تاني !!
عقد حاجبيه ببادئ الأمر ثم سرعان ما ترآى أنها تخشى أن تكون تلك مقدمه عن مغادرته !!!
ابتسم لتلك الطفله التي ما كان عليها الخروج أبداً من أحضانه الحانيه .. لكنه مُخطئ بتلك أيضا لقد أوشكت شقيقته علي الدخول إلى مرض نفسي بسببه إن لم تكن داخله !!
هز رأسه نافضاّ تلك الأفكار ثم قال بهدوء و رزانه :
– إيه رأيك لو واحد صاحبي جيه يقعد معايا يتكلم معانا شويه !
عقدت حاجبيها و؛هزت رأسها بحزن و هي تقول :
– انا عارفه انك عاوز تنزل .. بس انا خايفه يااتيم منهم كلهممم !!
أغمض عينيه بحزن و قد صرفت ذهنه عن باقي حديثه من أجل علاجها بكلماتها الخائفه التي لأول مره تشاركه بها ، فمن الواضح أن هاجسها أكبر مما يتخيل ..
تنهد و هو يقبل خصلاتها ثم همس لها بعد أن طال صمته :
– لا ياأسيف مش عاوز انزل إلا لو أنتِ هتيجي معايا !!
كالعاده هزات رأسها الرافضه كانت خير اجابه …
مد يده للهاتف يطلب طعامها لتتناول الدواء الخاص بها فعلي الأقل لتتعافى جسدياً اولااااا ……
-***-
جلست “ندي” بجناحها تضم ساقيها لجسدها و هي تفتح جهازها اللوحي أمام أعينها الباكيه المرهقه … تراقب بصمت تام تلك اللقطات الخاصه بعرسها …
راقبت جسدها الذي كان داخل أحضانه الحانيه الدافئه و التي تحولت إلى ابنه عمها الطامعه ، “أسيف” الملعونه ، منذ الصغر و هي تمتاز بالمحبه الصافيه عنها ، لا تنكر أن ضحكاتها البشوش و تلقائيتها البريئه كان لها مفعول السحر علي القلوب ، و أنها كانت طفله سيئه مشاغبه .. لكنها كانت تريد عائله مثل “أسيف” .. تريد أب حاني بدلاً عن أبيها لم يكن ينظر لوجهها … معتبراً إياها نسخه مصغره من أمها … و أخذ شقيقها الي شقتهم الخاصه و تركها هنااا وحيده و انضم إليها “فهد” بعد وفاه الأب و كان عمره ثمانيه عشره عامااا !!!
كان عمها والد “تيم” و “أسيف” هو الأب الراقي الحنون لها لكنها كانت تريد ابيها هي .. و ليس اب “أسيف” المدلله .. و لكن لين قلب “أسيف” جذبها شيئا فشيئ و أصبحت لا تمقتهاا اطلاقا .. لكن لا مانع من محبه ذلك الشاب الجميل الشقيق الوحيد لتلك الفاتنه .. و الذي كان يُغرقها محبه و دلال أمام أعينها العاشقه لأقل تصرف منه …..
دفعت الجهاز اللوحي بغضب صارخه بعنف من فرط الإرهاق النفسي الذي تتعرض له يوميااا منذ اهانه “تيم” الأخيره لها .. هي تحبه و لن تتركه لن تتخلي عنه لن تترك القصر ابداااا ..
وقفت و الغضب اللاهب يتراقص بمقلتيها القاتمه و هرعت خارج الجناح و هي تقرر القاء آخر كلمات لديها و عليها و علي اعدائها !!!!!!!
علي الجانب الآخر بجناح “أسيف” حيث اجتماع العائله من أجل اخراجها من حزنها أو اقناعها علي الأقل بترك شقيقها لأعماله …
رفع الجد يده و راح يربت علي خصلات حفيدته الشارده برفق و لين ثم قبل رأسها يقول بهدوء …
– ايه رأيك ننزل نفطر في الجنينه سوا ياقلب جدك ؟!
لأول مره لم تستقبل الحفيده الإقتراح بحفاوه و ترحيب بل ظلت علي حالها تحيط خصر أخيها الذي جلس بجانبها يربت علي ظهرها بهدوء …
هز الجد رأسه بألم ينظر تجاه “نائل” الذي يتابع بصمت محاولات الجد اليائسه .. استقام و هو يتجه إليها ثم جلس أمام عينيها يطرقع أصابعه بالهواء أمام وجهها حتي يلفت انتباهها لكنها كما هى …
ساكنه ، صامته ، مندسه بأحضانه الأخويه ليقول بصوت عميق هادئ و هو ينظر إلى ابن عمه بحيره قليله :
-و بعدين ياتيم … احنا بقالنا ٣ اسابيع علي الحاله دي معاها !! انت حتي شغلك مبقتش تنزله ، الوضع ده بقي صعب !!
رمقته ابنه العم بنظره حزينه ثم خرجت من أحضان أخيها تتكور فوق الفراش مجهشه ببكاء صامت حزين … هي مرعوبه خائفه .. لم تعد تأمن أى أحد منهم سواه … لكنها تُدمر حياه أخيها و لم تعد تفرق عن “ندى” شيئ … و على سيره الخائنه بعقلها .. وجدا باب الجناح يندفع بقوه و تتقدم منهم “ندى” صارخه بهم بغضب و هي مشعثه الهيئه :
– أسيف … أسيف … مفيش غيرها في الدنيا كلهاااا … انا بموت لوحدي كل يوم محدش فيكم بص علياااا حتي !! انا بكرهكمممم !! فهد كان ليه حق كلكم مُجرمين و قتلتوا بابااااا !!!
توقفت الأنفاس مع تلك الكلمات حيث رفعت الجده والعمه و الجد أعينهم ناحيتها باندهاش ليقول “نائل” ثائراً بها لتبتعد عن تلك التي عادت لأحضان أخيها كطفله تخشي ارتفاع الأصوات :
– أنتِ اتجننتي أبوكي ايه اللي قتلوه … أنتِ عاوزه علاج !
بادلته الصراخ باقوى منه و هي تقول بعنف :
– لااا متجننتش مذكرااات بابا اللي كنتوا سارقينهاا كلهاااا مع فهد وقراااهم كلهممم !!!!
أتسعت الأعين و وقف الجد يواجه الحفيده الغاضبه بأعين ملتهبه و صوت غاضب قاسي يحاول ردعها :
-مذكراات ابوكي ايه اللي سرقناها ياقليله الريايه أنتِ ؟!!
وقفت العمه تحيل بينهم مسرعه و قد كادت الفتاه تتطاول أكثر .. لكن تلك الكلمات الصارمه القاسيه التي خرجت من فمه هو تحديدااا اردعتهااا علي الفور :
-اطلعي حالا براااا ومش عاوز سيرتك أنتِ او أبوكِ او الكلب الهربان تيجي قصادي تااااني ….
ملحمه جديده علي وشك الابتداء وثأر السنوات يخرج إلى النور حين دلف الفهد يتبختر بخطواته و أعينه تحدد وجهتها يقول بهدوء :
– فهد البراري مابيهربش ياابن امككك !!!!
ليهب الثور الهائج و تندس أكثر داخل أحضانه تلك الغزاله الناعمه و التي أصبحت محط الأنظار باللحظات التاااليه…..
كاد “تيم” أن يندفع نحوه لكن يدين شقيقته التي أحاطت خصره تبكي بخوف أوقفته لحظه يحاول إبعادها لينتقم لهاا لكنه اعتدلت تندفع داخل أحضانه واقفه بصعوبه على قدمها التي لازالت مصابه .. تصيح بتوسل :
– متسبنيش عشان خااطري … !!!
انتفض جسدها داخل أحضانه التي تغلي الآن و هو يري ذلك البارد يثبت نظراته علي شقيقته المختبئه بذعر شديد بأحضانه صاح الجد بغضب :
– انتوا اتجننتوا خلاص محتاجين تتعالجوا زي أبوكم ، أنت تتهجم علي مراتك و أختك عديمه الربايه تتهمني بقتل ابني !!!!
اتجهت الأعين المصدومه إلى الجد و دلف العم إلى ساحه القتال و أصبح المشهد كالآتي ياساااده …
“نائل” واقف حائل بين “فهد” و “تيم” ..
تيم ! الذي يحاول بكل الطرق نزع شقيقته من أحضانه صارخااا بعنف :
– سيبني ياااأسيف اجيب حقكككككك !!!!
و لكنها التقصت به تنتفض برعب و اشتعلت نيران غضبه أكثر من نظرات ذلك الوقح لها ….. أصبح بين نارين نار حنوه علي شقيقته التي علي وشك الموت من فرط الرعب و نار ثأره من ذلك المدنس لأجلها أيضاً .. توقف عقله عن العمل وصرخ به :
– طلقهاا دلووقتتت حااالا خليك رااجل لمره واحده !!!
لم يجيبه بل اتجهت أنظاره الغاضبه إلى الجد يصيح به :
– ابو مين اللي كان بيتعااالج !!!! انت خرفت علي كبر !!
جأر العم بصوته منفعلاً علي أبيه يصرخ بابن الأخ الوقح :
– اخررررس قطع لساانك !! ابوك كاااان مجنون مريض نفسي وكنا بنعالجه من قبل ما يتجوز امكككككك !!
أتسعت الأعين و صمت الجميع وصرخت الجده بالابن :
– اسكتتت يااامرااااد أنت اتجننت ؟!!!
اسرعت “سمر” إلى “أسيف” التي بدأت حالتها تسوء تربت علي خصلاتها و هي تحاول اخرجها من أحضان أخيها و من تلك المعركه .. معركه الماضي و سجلات تفتح نيران و لهب علي الجميع !!!!!
ليصيح العم فجأه :
– كفاايه ياامي العيال هتقتل بعض و أنا بنتفرج الماضي دااخل تاني القصر و لاااازم يتصفي حالا ، مش هستني حد منهم يقتل التااني !!!
ثم توجه بكلماته الصارمه لفهد يردف بقوه …
– مذاكرات أبوك دي خدعه مش أكتر !!!!!!
أصبحت الأجواء مشحونه بالمشاعر … و الجميع متأهب لأقل تصرف من الآخر …
الخُدعه علي وشك الانكشااااف !!!!
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية حصونه المهلكة) اسم الرواية