رواية مسك الليل الفصل الثامن 8 - بقلم سارة طارق
الفصل الثامن( كل شيء هيبقا بخير)
_________________________________________
استيقظت بعد نومها المتأخر بسبب حزن أمها منها حزنها على نفسها وتفكيرها فكيف ستكون الأيام القادمة فاهى لاتريد أن تتزوج بدون رضاها أو تذهب من هذا البيت وبينهم مشاكل ، تعلم أنها مخطئه ولكنه بلال الرجل الذى لم تعرف غيره ولا تريد معرفة اى رجل غيره
تنهدت بعتب وقامت من فراشها بتثاقل تقدم قدم وتأخر الأخرى فاهى على يقين من انتظار والدتها لها لتكملت الحديث الذى انهته أمبارحه ، ابتلعت لعابها
اخذت نفسًا عميقًا وأخرجته بهدوء وفتحت الباب وخرجت ولكنها تصنمت مكانها عندما وجدت والدتها تجلس وتبكى بطريقه غريبه وتجهش بالبكاء
هرولت لوالدتها تحسها على الحديث معها لتعرف ما سبب بكائها وكانت تتمنى فى قرار نفسها أن تكون بعيدا تمام البعد عن سبب انهيارها على هذا
" أما ، أما ردى مالك بس؟ ، ايه لزمته البكا طيب! ، ... طب مين اللي عمل فيكى أكده ؟.. ياما"
رفعت زينات عيونها التى تشبه لون الدماء من كثرة بكائها ، كانت نظره لو تحولت لنيران لحترقت مسك فى لحظتها
صرخت مسك بقوة ودب الرعب في أوصالها عندما قبضت على شعرها وجذبتها تحت قدمها وظلت تضربها بكل قوتها ، ومسك من تحتها تصرخ وتستنجد بها وتحاول أن تستعطفها لتعفو عنها وتبتعد
ظلت زينات على حالة الهياج تلك لمدة لا تعرف عددها حتى أصبحت مسك تئن من الوجع لدرجه انها
لم تستطع حتى الصراخ فقط تبكى وتتكور على نفسها
وقعت زينات على الأرض وهى تلهث فقد تراخت كل قوتها فى الشجار والبكاء واخر ماتبقى عندها انهته على مسك وضربتها
اخذت تبكى وتولول على حالها ولا تعرف بإى احد تستنجد به ليس لها أى أحد ، بينما مسك تكورت على الأرض وهى تضم قدمها عند معدتها وتضم يدها معا حول قدمها وترتعش وتئن من الوجع فهى تشعر بأن كل قطعه فى جسدها تصرخ من الألم
كانت زينات تضرب على فخذها وهى تردد " أه ياميلت بختك فى بتك يازينات ، ياخبتك الجويه فى بنتك اللى هتجبلك العار والفضيحه لحد عندك وتشمت فينا اللي مايسووش ، يارب خدها جبل ما تيجبه ياتخدنى أنى وريحنى ... ." كانت تهذى زينات بتلك الكلمات بينما مسك متكوره كما هى تستمع لها وترتعش وتبكى فاهى حتى الأن لا تعرف ماذا فعلت
ليحدث معها كل هذا ، لأنها أحبت الا تلك الدرجه فعلت خطئاً فادحًا تعاقب عليه ، لأنا قلبها قد نبض للحب
أفاقت زينات من ولولتها وندبها لحظتها ، وفاقت مسك من شرودها عل صوت دقات الباب التى كادت أن تكسره وتجعله ينهار على الأرض
سندت زينات على يدها ووقفت لتفتح الباب ولكن مسحت دموعها ولكن تبقا الأثر
فتحت البات ولكن صدمت وأكتس وجهها بحمرة الغضب حتى كاد الدخان الوهمى يخرج من أذنها
ولكن ما فعلته لتجنب اى شجار فأغلقة الباب فى وجه الطارق الذى لم يكن غير بلال
طرق بعنف و يصرخ فى زينات أن تفتح له ، ولكنه لم يجد اى ردت فعل ، فأخذ يهدد فيها حتى تفتح ولكن لم تفعل كاد يجن ، كانت مسك فى الداخل تبكى بضعف تريد أن تركض الأن عنده وترتمى فى أحضانه ليأخذها ويبتعد عن البلده بأكملها
" ياست زينات ، الله يهديكى أفتحى هنتفاهم والله ، طب حقك عليا أنا بالله افتحى ، ياست زينات افتحى الباب والا هكسروا " ختم جملته بصراخ جعل الماره يتوقفوا يشاهدون ما يحدث
وماهى الا لحظات حتى كسر بلال الباب دون أن يعبئ بإى شئ ولم يهتم حتى بنظرات الناس المدهوشه بسبب فعلته تلك
صرخت زينات من فعلته تلك فيه لم تتوقع أن ينفذ تهديده هذا ويكسر لها الباب فعلا ويقتحم منزلها
دخل بلال وعيونه تتفحص المنزل بأكمله يبحث عنها حتى وقع قلبه بين قدميه عندما رأها منكمشه على نفسها وترتجف وتنظر أمامها وأثار الضرب على وجهها وأنفها ينزف ، لم يأخذ لحظات حتى هرول إليها ليطمئن عليها ولكن وقفت زينات حائل بينهم وضربته فى صدره ليبتعد ،. ولكن لم تؤثر الضربه
فيه كادت تدفعه مره أخره ولكن أمسك يدها واقترب ونظر لها نظره يملأها الغضب على ما تسببت به من جروح واذى لحبيبته
". نزل يدك يا أبن نجوان ، ولا انت وارث جلت الحيا منها ، جاى تفضحنى أهنه كمان ولا بتنفذ وعدها ليا وجاى توسخ شرف بتى بأسم العشج "
جز على أسنانه ونطق بصعوبه " هى كلمه واحدة ، أمى جت هنا قالت أيه خلاكى تموتى الغلبانه دى من الضرب"
انتزعت زينات يدها من يده بقوة وهى تصرخ فى وجهه
" ماتروح تسألها هى ، جايلى انا ليه ، بس يكون فى علمك انت وأمك ، لو هتبجا على موتى عمرك ماهتلمس شعره منها حتى لو أمك چت تبوس الأيادى ، مش هطولها ولا عمرها هتبجا بتعتك
يابلال ، يالا من هنا طريجك اخضر بره
وابجى جول لأمك أن احنا اللي مايشرفناش
نسبكم ، وابجى فهما انك انت اللي بتجرى وار
بتى مش العكس ، يالا من هنا بره "
لم يهتم بلال بأى كلامه قالتها ولكنه أستشفى الحوار الذى حصل مع زينات ونجوان فأمه لن تهدأ حتى تخرب عليه تلك الزيجه مادام ليست على هواها
قضم بلال على شفتيه ونظر لها بتحذير وكاد يتحدث
ولكن ما منعه هو صوت مسك المبوح من كثرة البكاء
" بلال ، أم ش ي عش ان خاطرى اامشى ، الناس بتتفرج علينا ، "
نظر لها بلال بحزن يؤلمه قلبه لرؤيتها كهذا ولكنه رضخ لأمرها ، ونظر لزينات نظره مرعبه قائلا
" همشى بس خليكى فكره أن مهما عملتى أنتى أو غيرك انى مش هبعد عن مسك وهتجوزها غصب عن أى حد سامعه " ثم ابتعد عنها حتى وصل أمام عتبة البيت وأدار رأسه لمسك مره وأخرى وذهب خطوتين فقط ولم يطاوعه قلبه أن يتركها كهذا ويرحل ضرب بحديث أمها عرض الحائط وتغاضى عن اى تقاليد وعادات بلده وركض إليها وحملها عنوة رغم محاولات زينات الفاشله بأخذ ابنتها الا أنه أخذها وحملها أمام كل الجيران الذين يتابعون ذلك الشجار من البداية
وقف بها فى الخارج فى منتصف الناس وضمها إليه أكثر كأنه يعلمهم أنها ملكيته الخاصه وصرخ قائلا
" اسمعوا يا أهل البلد مسك الليل بنت عم عوض هتبقا مراتى وأى حد أى حد هيحاول يقرب منها أو يأذيها بكلمه واحده مين ماكان هيشوف منى وش عمره مايتمنا فى يوم يشوفه ، ومن هنا ورايح هيبقا اسمها الست مسك حرم الدكتور بلال سعد المنسى ، يعنى اى حد شطانه هيلعب بيه ويخليه يفكر فيها حتى مجرد تفكير إذا كان حلو او وحش مش هخليه يعرف يمينه من شماله سامعين "
كانت مسك بين أحضانه لاتقوى حتى على الرفض أو القبول بما يحصل فاهى من كثرة ضرب أمها لها أصبح جسدها كله يئن ولا تقدر حتى على قول كلمة واحد حتى
وعلى بعد مسافه قليله من بلال يقف رضوان ومع أبيه ويتابعوا ما يحدث كاد جابر يتدخل ولكن منعه رضوان ولكن لم يتسمع له جابر وذهب بإتجاه بلال
لينهره على فعلته تلك وحمله لفتاة ليس له أى حق بلأقتراب منها حتى. لو أرادها زوجه له فاهى ليست زوجته ليحملها بتلك الطريقه
" نزل البت يابلال واديها لأمها ، وعيب يا ابن سعد تحضن بنات الناس بشكل ده ولا هو المرحوم ابوك معلمكش العيب " صاح فيه
نظر له بلال الذى كان على وشك الذهاب ونطق بغضف مكتوم
" ياريت تخليك فى حالك ، ومتدخلش بينى وبين مراتى " ثم صاح فى الناس كل واحد يروح لح. ..
ولكن لم يكمل جملته حتى أتاه صوت رضوان الذى كاد يضربه لولا يعد والده الذى منعه ورده للخلف ولكن هذا لم يمنع رضوان من الرد عليه
" لما تكلم مع كبير البلد تتكلم كويس ، بس الظاهر أن الست الولاده معرفتش تربيك صح وتعلمك ازاى تكلم مع اللى اكبر منك ، والظاهر أن اخلاقك كادكتور منفعتكش ، بس قسما بالله الواحد الأحد ،لو فكرت تكلم مع أبويا بشكل ده لهندمك وأعرفك مقامك كويس قدام الناس دى كلها "
نظر له بلال بثقه ونطق بإستهزاء قائلا " ولا انت ولا ابوك تعرفوا تعملوا حاجه وخدها منى نصيحه يا ابن جابر ابعد عن سكتى وسكت اللي يخصنى عشان مندمكش "
اقترب منه رضوان ورفع كفيه بإستفزاز قائلا " وانا نفسي اجرب الندم ده ، أصلى عمرى ماحسيت بيه وأنا بحسسه للى بيجى على سكتى أو بحطه فى دماغى ، فأنت اللى تخلى بالك منى يادكتور أصل انا مابندمش بندم بس ، ثم نظر لمسك التى بين أحضانه وهمس له " للي ما يحافظش على عرض الناس و ينهش فيه زى الصعرانين " كانت كلماته الاخيره ذات مغزى معين
جملته الاخيره تلك جعلت بلال يبتلع ريقه ويتراجع فى الحديث والرد عليه ونظر له ببعض الغضب كأنه يرسل له أن حديثه لا يفرق معه ولكنه عجزه أمامه وشعر رضوان أيضا بذلك العجز وعرف أن لتلك الفتاة تأثير قوى وتركه يذهب معها وهو يظهر ابتسامه خبيثه بعض الشيء وهو يريد تلقين هذا البلال درساً لن ينساه فى حياته ابدا ، سمع صوت والده من خلفه يسأل الناس عن هوية تلك الفتاة لكنه أوقفه واتاه سؤاله وأخذه وذهب قبل معرفة هوية مسك
_________________________________________
طار عقله من مكانه بسب تلك الحبسه التى حبسها له اخوه بعد اخر ليله جلبه فى تلك الشقه الكئيبه والمهجوره بسبب موقعها الصحراوى فقط مايحيطه به من كل ناحيه هو الفراغ التام من اى مبانى أو عماير فقط رمال من كل ناحيه فهو يراها كل يوم من ذلك الشباك الصغير. الذى فى الغرفه لأنه أخيه اغلق كل النوافذ ولم يترك له سو تلك حتى منعه من الوقوف فيها كثيرا فقط لبضع دقائق حتى لا يختنق
تنهد بملل فهو قد اشتاق لحياته القديمه كان يسهر ويلعب وكل ليلة كان يقضيها فى اى مولد شعبى يقام فى البلدان التى بالجوار ، ولكنه هو من تسبب فى تلك الحبسه هو مسؤول عن تلك الكارثه التى أتى بها لنفسه ولأخيه أيضا لأنضمامه لتلك الجماعه والاستماع لهم وتسليم عقله لهم دون الفهم أو النقاش معهم فى اى أمر ما يفعلونه فقط يهزو رأسهم مثل الدميه الخشبيه التى بها خيط ويتحكم بها الأخرون ، كان يشعر أنه جماد حي لتنفيذ المهام وقول حاضر فقط غير ذلك هو جماد لايسمع لايرى لا يتكلم ومن الممكن أن لو منعهم من التنفس كان فعلها وأصبح فى خبر كان
أغمض عينيه بقوة ويهز رأسه بصعوبه ويضع كلتا يده على أذنه يمنع صوت صراخها ويحاول أن يتلاشى صورتها وهى تستنجد به ولكنه لم يلبى رجائها وكسرها ،بل اذلها لا لا بل قتلها وجعلها
بلا روح لانه قتل روحها وأصبحت مثل الإنسان الالي
الذى يتحرك دون مشاعر أو حتى قلب لقد دمروها كلياً
ضرب الطاوله التى أمامه بقوة حتى كسرت أحد أرجالها وصرخ بألم بسبب ضميره الذى يؤنبه وفى كل لحظه يذكره بضعفه
" هى السبب هى اللى دخلت هى اللى فضولها خلها تدخل مكان مهجور زى ده عشان ترضى فضولها وتعرف مين اللى جوه ، يارتها كانت مشيت يارتها مشيت ومكانش حصل اللى حصل ، انتى السبب ياورد انتى السبب ، ااااه " صرخ بتلك الكلمه فصوت صراخها يكاد يصم أذنيه كأنها تصرخ أمامه الأن يضغط بيده بقوة على أذنيه يحاول منع صوتها وهى تستنجد به يضغط على عينيه بقوة كأنه يمنع صورتها من الظهور أمامه فهو لايعرف للنوم طعم منذ تلك الليله وكأن الراحه خاصمته وللابد
_________________________________________
يمسك بذلك المفتاح الخاص بتصليح المعدات الزراعيه ، ويصلح تلك الأله الزراعيه التى توقفت أثناء عمله كان منهمك فى عمله ، وشعر بمن يجلس خلفه لمحه بطرف عينه وعرفه هويته هو كان ينتظره ولكن الحرس واجب كما يقولون
تحدث هو مازال يعمل على تصليح تلك الأله " اتأخرت ودا مش فى صلحنا كل دقيقه هضيعها فى التأخير شغلنا اولى بيها "
نطق الأخر هو يتابع الماره بهدوء تام ويهمس " غصب عنى كان فى حوار كده هبقا أقولك عليه ، أيه الجديد وصلت لحاجه " قالها وهو يتمدد على ظهره للخلف لتمويه فقط حتى لا يشعر به أحد رغم ابتعادهم عن البلده
" عرفنا أن الجماعه بيدوره على حجاج وقلبين عليه الدنيا والأمير طالب أنه يجى من تحت الأرض بس هو اختفى ومحدش قادر يعرف مكانه منهم لحد دلوقتي"
جحظت عين رضوان وأنتابه بعض القلق " كده يبقا بيجهزوا عمليه جديده وعاوزين حجاج عشان يصنعلهم المتفجرات اللى محتاجنها "
" بظبط بس هما لحد دلوقتي محدش عارف يجيبه فأكيد أنهم ممكن يستعينوا بمهندس تانى غير حجاج بس المشكله أن حجاج كان مخلص كل الشغل بس
" بس أيه ماتكلم على طول "
" المشكله أن حجاج لم صنع عدد المتفجرات كان فى قنبله متواصله برقم معين ميعرفهوش غير حجاج والقنبله دى من غير الرقم ملهاش لزمه ومش هتشتغل "
طب ماهو ممكن يجيبه مهندس تانى يعمل قنبله من اول جديد والتانيه ملهاش اى لازمه يرمهموها "
" لاء القنبله التانيه هتاخد وقت كبير لحد ماتتعمل ، فاحنا دورنا أن حجاج يختفى عن العين تماماً لحد مانمشوف وقت ونوصلهوم "
" بس انا مش معاك فى الفكره دى احنا ممكن نخليهم يوصله لحجاج ويقولهم أن هينفذ وعده لحد احنا منكسب وقت ونوصلهم عن طريق حجاج بيتهيألى كده هيبقا احسن واسهل "
رد الآخر بجفاء " ملكش دعوه ياحضرت الظابط انت توافق وبس احنا عارفين بنعمل أيه كويس "
وقف رضوان وهو ينظر أمامه كأن الأخر لم يحذره
" وأنا كمان عارف أنا بعمل أيه ، ولو أنتوا صح شايفين شغلكم كويس كنتوا عرفته العملية هتم فين ، وانا مش هستنى لما أشوف البلد بتولع قدامى وانا متكتف مش عارف أعمل حاجه عشان الأوامر"
ألتفت له الأخر رغم أن التعامل يبقا فى السر الا أنه لم يعير تلك الأوامر أى شئ بعد ما فهم مغذى حديثه
" قصدك أنك ت"
" أنا هستقيل وأتعامل براحتى الأقل من غير قيود "
تجرأ الأخر وامسكه من تلابيب ملابسه " أنت أكيد اتجننت ، انت مفكر انك بعدما تستقيل هتعرف تعمل اللى انت عاوزه ، تبقا بتحلم ياحضرت الظابط "
" أنا ابقى مجنون بجد لو سبت البلد تضيع ، انا ، أنا خايف خايف لحد يخسر عزيز عليه ويتوجع زيي خايف اشوف كسرة أم وهى شايفه ابنها غرقان فى دمه زى ما امى شافت رشاد ، أنا أمى من بعدها أنحنى ظهرها ، خايف اشوف عجزى فى شاب عايز يجيب حق أخوه بس مش عارف عشان القانون والأوامر أو اى بنت هنا تتعرض للاغتصاب كمان مره عشان معندهاش اللى يحميها زى ورد ، أنا ابن كبير البلد دى قبل ما ابقى ظابط فى الجيش ، يعنى بشوف فى عيون الناس شكوها قبل ماتكلم ، أنا دلوقتى كأنى شايفهم بيستنجدو بيا الحقهم بس انا متكتف مستنى الأوامر تجيلى " نطق من كثرة الضغط والخوف الذى يتاعيش معه
حاول الأخر الهدوء لانه علم أن رضوان ليس فى حالته الطبيعية الأن وحاول الحديث بتعقل
" رضوان احنا كلنا حاسيين بيك وعارفين النار الى مشعلله جواك على فراق اخوك ، بس صدقني احنا بنتعامل مع كل حاجه بحذر تام وعمرنا ماهنسمح لحد من أهل البلد يجراله حاجه على رقبينا ياصاحبى ، بس لازم تكون عارف أن اى حرب ليها ضحيا ، أن شاء الله نبقا احنا الضحيه عشان أهل البلد ، أجمد يارضوان ومتخليش خسرتك لأخوك تغلبك وتسيطر عليك ، احنا مش متعودين على. كده منك طول عمرك العاقل فينا ، عاوز اقولك على حاجه أن حق رشاد مسؤليتنا كلنا.... ، قبل ماتقول ، كنت لسه هكمل ، بس محدش هيجيبه غيرك بس مش هتجيبه الا ببدلتك الميرى "
هز رضوان رأسه ونظر أمامه يحاول تهدأت عقله من تلك الأفكار الجنونيه التى يود أن يفعلها فهو من الممكن تجعله يعرض حياة الأبرياء للخطر ، فهو بالكاد يحترق بنار الفراق التى لو. أخرجها لحترق الأخضر واليابس ، فهو لم يتعافى حتى اليوم من فقدان شقيقه الأكبر ومن الواضح أنه لن يتعافى أبدا
_________________________________________
تجلس بكل هدوء فى غرفتها تحتسى فنجان القهوه بعد أن هدأت قلبها كأم ، وأبعدت تلك المسك عن طريق ابنها هو يستحق فتاه أكثر جمالا وجاذبية عن تلك السمراء ، رغم اقتناعها أن سمار مسك مميز إلا أنها تحاول أرضاء غرورها من بنت زينات التى امتلكت عن والدتها تلك البشرة السمراء التى تجعله لها جاذيبه تجذب الراجل كما فعلت أمها فى السابق
ولكن وقع فنجانها عليها واتسخ فستانها على أثر تلك الركله التى تلقاها باب غرفتها من قدم بلال
صرخت فيه " أنت اتجننت ازاى تعمل كده ، دى طريقة دخول حيوانات مش بنى ادمين " قالت وهى تنظف فستانها من القهوة التى ملئته
رفعت نظرها له فهو كان يقف وينظر لها فقط وكأنه يستكشفها من جديد كأنه لاول مره يراها
ارتبكت قليلا" انت بتبصلى كده ليه ، اه هى السنيوره لحقت تحكيلك وتبلغك بالى حصل " ولكنه لايرد عليها فقط يتطلع عليه بنظره تجعلها لا تستطيع الوقوف أمام عينيه تلك ، فأصبحت لاتشعر براحه من تلك النظرات
جاهدت لتصرخ به وتبعد عينيها عنه " متبصليش كده ورد عليا زى مابكلمك ، أنت مش هتقف زى الأخرس كده "
هنا نطق بلال بأسف من أفعال أمه التى يراها لأول مره تظهر منها قائلا
" للاسف لازم ابقا اخرس بعد الفضيحه اللى عملتيها لبنت ملهاش اى ذنب غير أنها حبت ابنك ، ابنك اللى حفى وراها عشان بس تديله نظره واحده تريح قلبه ، مش عارف اعمل فيكى أيه بعد مفضحتيها هى. وأمها ، لاء وأنا بغبائى رايح أكمل عليهم ، أنت بسببك مسك مرميه في المستشفى بسبب ضرب أمها ليها وكلامك اللى ملوش أى أساس من الصحه أصلا ، أنا كنت حتى وناوى على حاجات وتصرفات ماكنتش هتعجبك أبدا ، بس لما وقفت قدامك حاسس أنى متقيد ومش عارف أعمل حاجه لأنك للاسف أمى "
بكت نجوان من كلمة ابنها ونطقت بإرتعاشه " للاسف "
" أيوه يا أمى للاسف ، لأنى بقيت شايفك زيك زى صفيه درتك مفرقتيش عنها حاجه وطلعت اذية الناس وفضحتهم سهلين بنسبالك ، وكأن النهش فى عرض الولايه سهل يانجوان هانم مش كده " صاح فى اخر جملة نطقها
تبادلت معه الصياح أيضا قائله " وطى صوتك ، وأياك تصرخ فى وشى كده تانى .....، ولما هو شرف الناس مهم بنسبالك كده مهرب أخوك ليه ، ليه مسلمتهوش وجبت حق اختها ورد ، ها قولى ضيعت حق الولايا اللي بتقول عليه ده ليه ، ضيعته ليه وخفيت على أخوك ، لاء وكمان ضيعت حق راجل ميت بسبب أخوك برده ....، ماترد ساكت ليه تحب اقولك أنا ليه "
هنا لانت نبرة صوتها قليلا كأنها تستطعفه بنبرتها تلك
" لأن ده أخوك مسؤول منك أنت ، وعشان انت الكبير بتاعه ، فأنت على درايه بصح والغلط ، وعشان كده خفيته بعيد عنهم عشان عارف ان اللى عمله واللي هيعمله كان غلطه كبيره اوى فى حقه وحق نفسه وانت اتصرفت بفطرتك كأخ ، زى ما انا عملت كده أتصرفت فطرتى كأم خايفه على ابنها ومصلحته ، كان لازم تشوف منى وشى تانى كان لازم يظهر لما اشوف ابنى بيضع عمره مع بنت مش هتقدر توصل لعقليتك كادكتور ولا حتى هتعرف تذاكر لولادك أو تربيهم ، منظرك قصاد الناس ايه لما تبقا دكتور محترم ملو هدومك ومراتك مجرد فلاحه معها دبلوم دى مش هتعرف حتى تتناقش معاك فى اى موضوع تفتحوا سوا "
نظر لها بلال بسخط ونطق مدافعًا عنها " مسك اللى بتقللى منها دى وبتقول أنها معها دبلوم دى عندها معلومات مش عندك أنتى بكل شهاداتك وتعليمك اللى كان على أعلى مستوى ، مسك اللى بتقولى عليها مش هتقدر تتناقش معايا فا أحب أصدمك ، وأقولك أنى أنا اللى مش هقدر أتناقش معها لأنها صاحبة رأى وجهة نظرها دائما اللى صح ، هى أه يمكن معها دبلوم بس دماغها توزن بلد ، وعندها معلومات تكفيها وتغنيها عن أى شهادة جامعيه من أكبر الجامعات ، غير أنها تبحب تقرأ وتعلم نفسها ، الثقافه والتفكير ملهاش دعوه بشهادة الجامعيه رغم أهميتها ، بس ملهاش علاقه، ياما ناس معها شهادات بس مبتفهمش ولا بتقدر ، وفضيحت الناس عندها سهله " رمى بكلامه الجارح لها وذهب وتركها بمفردها مجددا ، ولكن تبكى على طريقة أهانة ابنها لها الا تلك الدرجه لم تعد تعنيه ، وأصبح يقلل من شأنها بسهوله بلال الذى لايتحمل عليها حتى الهواء الطائر ، أصبح إهانة أمه والتقليل منها شئ سهل بنسبة له ، لمجرد أنها تحاول أن تبعده عن تلك الفتاة ، أرادة له حياة سعيدة مع غيرها فقط ألهذا أذنبت هى
_________________________________________
كانت بداخل تلك الحفرة العميقه جدا ، تحاول إنقاذ نفسها ولكن يدها اليسرى مكبله بسوار حديدي ، تجعلها تفشل فى إنقاذ نفسها ظلت تصرخ وتستنجد بإى أحد ينقذها قبل أن تموت هنا وحدها ولا يشعر بها بوجودها أحد
وتظهر يد شخص من فوقها يمد لها يده يحاول أنقاذها ، ابتلعت ريقها عندما اتضح لها وجهه كان
أخر شخص تظن أنه يمكن أن ينقذها
همست " رضوان " ولكن تلاشت دهشتها عندما استمعت لصوته الدافئ الذى جعلها تشعر ببعض الراحه واستدارت له، وهمست بفرحه " بلال"
ولكن صرخ فيها رضوان " لاء يامسك بلاش هاتى أيدك فى أيدى انا تعالى يا مسك ليا متخافيش "
صاح بلال أيضا " لا يامسك متسمعيش كلامه ، انتى مش هتيجى غير ليا أنا صح ، مش هتروحى لغيرى يامسك يالا مدى ايدك فى ايدى يالا يامسك " هزت راسها له كأنه يعرف نقطة ضعفها ، وبفطرتها مدت يدها لبلال ومجرد أن لامسته أصابتها صعقه كهربائيه جعلتها ترتد للخلف لانها ألمتها بشده بسبب تلك الأسوره الحديده المربوطه فى يدها
" تعالى ليا أنا يا مسك ، بلاش تروحى معاه ، وعد منى هحميكى " قالها رضوان وهو يمد يده لها ثانياً
كانت تنظر له فاصدق يخرج من عينيه كأنه يلامس قلبها ويجعله يطمئن ولكن تلاش تفكيرها على صوت بلال الذى أصبح أقوى من. السابق يدعوها له من جديد فستجيب له كدميه وتمد له يدها من جديد
وبمجرد اقتراب يدها من يده ابعدتها بسرعه كبيره ، لتحول يد بلال لنيران وكأنها تشبه الجمر
وعلت صرخاتها وهى ترى الأتربه تنهال عليها من جديد لردم تلك الحفره التى بها ، جائها صوته من جديد ويمد لها يده لم يكل ابدا من إنقاذها
صرخ رضوان بها لتستفيق " بسرعه يامسك بسرعه هاتى أيدك ،. ومتخافيش كل شئ هيبقا بخير وعد منى " كأنه يعيد لها الحياة بتلك الكلمات البسيطه وتمد له يدها لينقذها وبمجرد تلامس يدها مع يده أنفكت تلك الأسوارة الحديده ، وأمسكها كأنها شئ ثمين يخشى الضياع منه
أغمضت عيونها تلك بعد أن أمسكت يد رضوان ، كلماته ترن فى اذنها من جديد " متخافيش كل شئ هيبقا بخير" وكأنها كانت تحتاج لأحد فى حياتها يخبرها أن كل شئ سيكون على مايرام دائما
فتحت عينها ونظرت حولها لم تجد أى شئ نظرت ليدها اليسرى لم تجد اى علامة لتلك الأسواره رغم أنها كانت ضيقه عليها جدا ولكن لم تجد اى أثر على يدها ولا حتى مجرد احمرار بسيط ، حتى الدنيا من أمامها ساكنه هادئه وكأنها لم تجدها تنهار بها منذ قليل ، وجدت نفسها بين أحضانه كانت تنظر حولها تبحث عن بلال ولم تجده بجانبها أرادت النداء عليه ولكن لم تنطق اسمه بل قالت " رضوان" صدمت عندما نطقت أسمه هو كانت تريد قول بلال قالت رضوان كيف هذا ، وكأن الأخر. لب طلبها وأخرجها من أحضانه وهو ينظر لها وعلى وجهه ابتسامه صافيه جدا ، ظلت على حالة جمودها هذا ،
هز رضوان بخفه وهو ينادى عليها " مسك ، مسك ، أصحى مسك " لم يجد منها إلا شهقه عنفيه اخرجتها
انتفضت بقوة وهى تنظر حولها برعب شديد ، انتفضت أكثر عندما أحست بشئ ما يوضع عليها نظرت بجانبها وقالت بصدمه
" ورد "
_________________________________________
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية مسك الليل) اسم الرواية