رواية مسك الليل الفصل التاسع 9 - بقلم سارة طارق
الفصل التاسع (أصبحت صغيره فى عينى)
ابتسمت زينات بسخريه وهى تجلس أمام ابنتها
لتوقظ ضميرها الذى أعطته اجازه قصيره حتى
لايؤنبها على أفعالها مع بلال
" أوعاكى يانن عين أمك مفكره أن الحرمانيه
فى اللمس بس لاه ،. الحرمانيه فى الكلمه اللى
بتخرچ من جلبك لجلبه ، الحرمانيه فى النظره اللى
يتخليه يتأمل فيكى وتتأمل فيه كأنك تخصيه
الحرمانيه لخروچك زى. الحراميه وأنتى راحه
تجابليه من ورا أهلك ومن ورا الناس كلها عشان
محدش يشوفك ، الحرمانيه أنك تبجى عارفه أن
اللي بتعمليه دا غلط وتستمرى فيه ومكملاه بأسم
الحب ، حب أيه ده اللى يخلى راچل زى ده يخلى اللى بيحبها عرضه لأى كلمه ممكن تتجال عليها
بعد ماحد يشوفها معاه ويدمر سمعتها وسمعت
أهلها فى التراب ويخلى اللى رايح والجاى ينسل
عليهم كأنه بيدهسهم تحت رچليه ها " ثم بدأت تجهش مجددا في البكاء وقائلا بنبره تملأها المراره
والضعف والخوف " لأول مره فى حياتى بعد موت أبوكى أكون مبسوطه فعلا أن مات عشان ،
مايجيش عليه اليوم اللى يشوف بنته فيه
بتحنى دهره جدام الناس " قالتها وهى تخرج مبتعدا
عن ورد ومسك التى تبكى بندم فحديث أمها جعلها
تشعر بمدى حقارتها ووضاعتها لأول مر تشعر
أنها صغيرة جدا لدرجه لاتوصف فى عين نفسها وأمها أيضا ، وهل هى صغيره هكذا فى عين بلال بسبب حديثها السري معه
_________________________________________
يركض بسرعه كبيره يتجه للغرفه التى يجلس بها أميرهم لم ينتظر حتى يدق الباب ويطلب الأستئذان
بل فتح الباب بقوة لدرجه انه جعل صاحب الغرفه ينتفض من مكانه كاد يوخه ولكن سبقه الأخر ونطق هو يكاد يأخذ أنفاسه بصعوبه
" أميرنا ، لقد عرفت كلمة السر الخاصه بتشغيل القنبله التى صنعها حجاج"
اتسعت عين الأخر وهلت اسارير وجهه كأنه علم لتو أنه فاز فى. مسابقه ما وليس أنه علم كيف يتم تفعيل قنبله لقتل الألاف من الأبرياء
وقف أمامه ينظر له بأمل كبير " هل انت متأكد من حديثك هذا "
هز الآخر رأسه بثقه كبيره " نعم يا أمير لقد عرفت كلمت السر ، وعلمت كيف يتم تفعيلها كل ماعليك هو ضبط الوقت الذى تريد الانفجار فيه "
ابتسم الآخر بفرحه كبيره فعند تنفيذ تلك العملية الصغيره سوف يطلب معونه كبيرة من المال مايجعله يرضى طمعه ولكن مهما أخذ لن يرضيه ابدا
فاق من شروده على صوت جمال قائلا " يا أمير أريد طلب صغير اتمنا أن تحققه لي "
نطق الأخر بسعاده قائلا " لقد بشرتنى بشرة خير الان ، فلك كل ما تريد ، فقط احلم واطلب وانا سوف أجلب لكل لما تريد عندك "
ابتسم جمال قائلا بتمنى " ما أريده لا تسطيع جلبه لى يا أمير ما أريده صعب جدا عليك أو من المستحيل أن تجلبه لي ، بل أنا من يجب أن يذهب إليه حتى لو كلفنى هذا عمرى كله "
استغرب الأمير كثيرا من حديثه ولكن فهم بعد أن أكمل جمال باقى كلامه
" أنا أريد الجنه ، والجنه لا تأتى إلينا بل نحن من نعافر من أجلها حتى نذهب لبابها "
" لم افهم بعد مقصدك كيف تريد الذهاب للجنه وانت ماذلت حى "
" أنا أريد أن انفذ تلك العمليه بنفسى حتى احصل على الشهاده واذهب إلى الجنه ونعيمها مباشرتاً "
ربط الأمير على كتفيه برضى هو يقول بفخر له " لقد أرضانى الله برجل مثلك ياجمال ، فإن أرت الشهاده فهى لك ، ولا تخف على اولادك وزوچتك فهم سوف يكونوا فى حمايتى وتحت رعايتى للأبد ، سوف اجهز ابنك جواد حتى يكون مكان أبيه ليتفتخر بك وتفتخر انت به أيضا "
فرح الآخر وقد أنار وجهه واحتضن الأمير من فرحته كأنه سوف ينال الشهادة فى الجهاد فى سبيل الله وليس فى قتل البشر والأطفال ، أه كم يؤلمنى قلبى لرؤية شباب مثله يضيعون عمرهم وهم يظنون أنه فى سبيل لربه وليس ضد الله وحكمه ودينه
خرج وهو يحمد الله على نيله هذا الحلم الذى طلما تمنا أن يحققه منذ أن دخل الجماعه هنا ، تابعه الآخر بأبتسامه ماكرة وكأنه يريد الضحك على غباء جمال ولكن تماسك حتى لا يفضح أمره أمام أحد ، فهذا الأحمق يظن أنه كهذا يدافع عن دين الله وعقيدته ولا يعلم أن ما سوف يفعل هو ضد العقيده الاسلاميه لا محاله ، ولكنه لم يهتم كثيرا فقط كل ماشغل باله كم سيطلب من العمال بإى عمله يريدها ام يطلب أكثر من عمله واحده ام يأخذ حقه ذهب ويرسلها لخزانته التى فى خارج مصر "
_________________________________________
ظلت تضرب كف بلاخر من عناد أبنها معها فاهى سوف تفعل ما تريده مهما فعل ، فهو يتعب نفسه على الفاضى
" يابنى جولتلك هروح بكره يعنى هروحلها بكره خلاص كلمة جولتها ومش رجعا فيها أبدا ،
فماتتعبش نفسك وريح راسك ولسانك اللى عايز جطعه من لغلوغه ده " قالتها بغيظ شديد من رضوان
مما جعل الآخر يستاء من عنادها " ياما جولتلك مش هينفع تروحى انتى خابره لو أبويا عرف انك هتروحلها من وراه هميل مننا مفروم ويعبينا فى كياس ويفرزنا ، استهدى بالله أكده وكلميها فى التلفون احسن انا ممكن
اخليكى تشفيها كمان وانتى فمكانك هنا وتشوفى
عيالها كمان من غير ماتسفرى وتتبعى نفسك "
تنهدت رجاء بتعب وأدمعت عيناها قائلا بحزن " وهى يا ابنى شوفتها على التليفون دى اللى هختلينى اطمن عليها ولا هتريح بالى عليها ، لاه عمر الصورة اللى بتتحرك على التليفون دى ماتشبعنى منها أبدا
ولا تخليى شوجى (شُوقى) ليها يقل ابدا بل بالعكس هيزيد وهخلينى عاوزه أچرى عليها وأرميها فى حضنى وابصى فعنيها وأتمالا منها لحد ماشبع "
وضعت يدها على وجه رضوان قائلا برجاء " سبنى ياولدى أروحلها ، ومتجلجش عليا من أبوك ، انت خابر أنه بيعمل أكده من ورا جلبه بس هو من جواه
بيكون فرحان أن حد رحلها واطمن عليها ، منتا خابر روحه فيها طول عمره بس بيكابر "
" هى. اللى عملت فى نفسها كده لما بعدت عننا وراحت تهرب مع واحد لمجرد أن ابوها رفضه " قالها وهو يبعد يد أمه عن وجهه
ربطت عليه رجاء بحنان " معلش ياولد العشج أكده بيخلى الواحد يعمل حاچات عمره مايفكره أنه ممكن يعملها ابدا العاشج معلهش لوم ولا عتاب ياولدى
هز رضوان رأسه برفض " لاء ياما يبقا عليه عتاب لو مشى ورا شطانه واتصرف بطريقه مترضيش ربنا يبقا عليا عتاب ، بس احنا للاسف اى غلط بنعمله مع الحبيب بنلزقه فى الحب وكأن الحب ده هو الشيطان اللى بيوسوسلك عشان تغلط وتعدى الخطوط الحمرا اللى ربنا حذرنا منها ، زى مابنتك عملت كده وعدت الخطوط من غير حتى ماتندم ولو لمره ، واهى هربت واتجوزت وخلفت من ورانا باسم الحب ، اللى متعرفوش بقا ياما أن الحب نفسه متبرى من الناس دى لانه ربنا خلق الحب له حدود واللى يتعدها يبقا مايعرفش يعنى ايه حب ولا الحب نفسه يعرفلهم سكه مجرد مايتجوزه هوب تلاقى المشاكل الكره اوتلد فى قلبهم مكان الحب وهوب طلاق ومحاكم وأطفال تتشرد ، بس اللى بيحب بجد وعارف حدوده ربنا بيبعتله حاجه اسمها بركة ، بيقا عنده فى حياته بركه ، بركه فى الحب العمر الصحه والأطفال كمان بركه حتى فى حبهم لبعض عشان يفضل يزيد طول العمر ، هو دا ياما العشق هو دا الحب الطاهر الصافى اللى ربنا خلقه وقالنا عليه سيدنا رسول. الله "
قبل راس أمه قائلا " خلاص ياما بكره الصبح هوصلك بنفسى. لمحطة القطر ، وهبعت معاكى عم حسن عشان لو احتاجتى حاجه ، وخدى سعاد كمان عشان تونسك فى السكه وانتى راحه " كم كان يريد أن يقول لها أن تسلم عليها وتتصل به ليطمئن عليها
" هطمنك عليها وابعتلها السلام منك كمان " كأنها قرأت أفكاره مما جعله يبتسم بسخرية ويتركها ليصعد غرفته قائلا بعناد " وأنا مطلبتش منك كده ، أنا مش عاوز أسمع سرتها بصدفه حتى "
هزت راسها بقلة حيله هو ورث العناد من أبيه ومن الصعب أن يبوح بما يشعر به يكفيها أنها أمه تقرأ أفكاره وتشعر بكل مايريد قوله دون أن يتحدث ، فهذه ميزة كل ام مع ابنائها
_________________________________________
" يامسك ماتتعبنيش معاكى بجا ، واسمع كلامى وتعالى باتى عندى الليله دى و بدر هيبات مع أمه ، وانتى هتباتى معايا فى أوضتى" قالتها بتعب فأختها مصره على عنادها وتريد أن تذهب للبيت ، وهى تخش أن تتشاجر هى وأمها مجددا
نطقت مسك بتعب " جولتلك هروح يعنى هروح خلاص متتعبيش نفسك وبعدين مايصحش اجى اجلبلكم نومتكم أكده عيب ، خلى جوزك ينام على سريره وانا كمان مش برتاح غير. على فرشتى "
" طب خلاص هاچى أبات معاكى النهارده ايه رايك " قالت ورد
" لاه انتى هنتام فى بيت جوزك وبعدين انا ماصدجت انك اتجوزتى وبجا ليكى بيت لوحدك وسبتيلى الأوضه ليا وحدى وبجيت أنام على السرير لوحدى براحتى من غير مالاجى نفسى فى النهار مزنوقه تحت رجليكى وأنتى نايمه على الفرشه كلها لوحدك وانا فى أخر السرير نائمه ورجلك فى بُقى "
ضحكت ورد وهى تتذكر طريقتها فى النوم ، فعلا هى تنام بطريقه غريبه جدا تجعل كل من ينام معها يقسم أن نومه على الارض الرتبه والصلبه اهون بكثير من نومه معها على ريش نعام
" طب ولله بدر جوزى له الجنة ، لانه ساكت ومش بيتكلم لما بيلاقى نفسه فى الاخر نايم على الأرض بعد ما وقعه وهو نايم چمبى "
" أنا سمعت حد چايب سرتى " قالها بدر وهو يدخل عليهم
"اه مراتك لسه بتشكر فيك جوى لانك لحد دلوك صابر على نومتك اللى بتبجا على الأرض فى آخر الليل " قالتها وهى تضحك تحاول أن تتناسى الم جسدها
برطم بدر بإستنكار " هعمل ايه يعنى أدى الله وأدى حكمته ، نصيبى اللى ربنا بعتهولى لازم اصبر واحستب " قالها وهو يرفع يده لسماء بنره يملائها المزاح
رفعت ورد حاجبها الأيسر له " بجا أكده. ماشى يابدر بس خليك فاكر بجا انك لما نروح هتنام على الأرض على طول ومش هتجرب من السرير تانى أنا اللى هنام عليه وحدى "
" واهون عليكى ياوردتى أنام على الأرض من غير رفسك ليا على الأرض آخر الليل " قالها بسخريه منها
مما جعل مسك تنفجر من الضحك وهى ترى الشراري يتطاير من عينيها مما جعل بدر يبتلع لعابه خوفاً منها
" أنا بهزر معاكى ياحببتى بجا انا أقدر استغنى عنك ولا عن رفسك ، أنتى كل حاجه فيكى بحلوها بمرها عجبانى وحابب الوحش قبل الحلو كمان "
لفت رأسها الأتجاه الآخر حتى لاتضعف من جمال حديثه كل مره ، وتحكمت فى تعبير وجهها حتى لا تلين بسرعه من حلوة حديثه
ضرب كتفه بكتفها عندما وجدها تخبئ وجهها عنه
" يابت خلاص بجا متزعليش كنت بهزر ولله انتى اى حاچه منك على جلبي زى الشربات الورد ياوردة قلبى ، وبعدين انتى هتفضلى طول عمرك الورده الوحيده اللى بتزين بستان قلبى " قالها وهو يغمز لها حتى تلين
ابتسمت رغماً عنها عندما سمعت لجملته التى تعشقها منه فهى عندما تسمعها تشعر انها هى الوحيده فى هذا العالم المتملكه لقلبه دائما
صدح صوت مسك من بينهم وهى تحمحم
" أيه يابا أنت وهى فى عيانه هنا فى وسطيكم ، ارحمونا من المشاهد الحمضانه بتعتكم دى راعوا مشاعر طيب دا انا حتى لسه سنجل "
" بجولك ايه ياوردتى ماتيجى نودى أختك بجا لأمها وتبجى نروح نرتاح شويه جبل من نسافر بكره "
" خلاص ماشى اللى تؤمر بيه ياسي بدر " قالتها برقه وصوت ناعم
صدمت مسك من جواب اختها وندالتها فهى كانت منذ دقائق تتحايل عليها أن تأتى وتبات معها ولأجل زوجها باعتها
". اه ياوطيه دا انتى لسه طلبه منى أبات معاكى ، فچأه أكده بعتينى عشان خاطر جوزك وكمان عاوزه تسبينى وتسافرى معاه "
تشنج بدر من حديثها " انتى كمان بصلنا فى السفريه ، مش كفايه أتأجلت بسببك النهارده وضاع عليا حجز التذاكر"
ربطت ورد عليه قائلا " معلش ياحبيبى ربنا يعوض عليك "
دفعت مسك جسد اختها وهى تقوم بتطردها " أمشى يابت خدى جوزك وغورى من اهنه يالا جبر يلم العفش كله بلاهم انى هروح لحالى. يلا دا الواحد يعتمد على جوز شربات ولا يعتمدش عليكم ياجوز جذم "
امسك بدر يد زوجته متعمدا لاغاظت مسك قائلا " يالا ياوردتى من هنا عشان شكلها أكده اتچننت "
أمسكت مسك بعلبة الدواء التى على الطاوله بجانبها
" طب ولله لوريك الچنان على أصوله "
بعد أن اوصلوها على باب البيت ابتسمت لهم مسك وشكرتهم على مساعدتها وبعدها أصرت أن تذهب اختها مع زوجها ووعدتها أنها سوف تكون معها عندها غدا لتوديعها
تنهدت قليلا قبل أن تدخل للبيت ، وجدت والدتها تجلس أمامها كأنها تعلم أنها سوف تأتى ، لم تقف مسك لحظات وحدها بل وجدت نفسها بين أحضان والدتها التى تبكى وتعتذر منها وتتطلب السماح ، وتبرر فعلتها بأنها كانت خائفه عليها من الفضيحه يكف أن الله ستر على اختها خافت أن تنفضح هى وتأتى لهم بالعار كما يقولون أهل الصعيد.
_________________________________________
أوقف سيارته ونزل منها وظل يبحث بعينه عن صديقه الذى أصر عليه الحضور والأن فقد أصبح الوقت متأخرا جدا من الليل ولا يوجد أى حد مستيقظ الان والظلام يحيط البلدهزمن كل اتجاه
وجد صديقه يظهر أمامه ومن خلفه يجد اخر شخص كان يتوقع أن يكون معه ويراه الان
نطق رضوان بدهشه " بلال "
وبعد دقائق من الحديث الذى انقلب لشجار
صرخ فيهم بلال قائلا " قولتلكم انا معرفش حجاج فين وبعدين أخويا عمره مانضم لجماعه اللى بتقوله عليها دى ، ملقتوش اللى حجاج وتلبسوه التهمه دى "
تحدث صديق ضوان الضابط صادق " اسمع يادكتور. بلال انا حابب بس اعرفك أن احنا عارفين كل حاجه اخوك عملها إذا كان هو أو جماعته احنا مش عيال صغيره قدام منك عشان نتهم اخوك زور ، أنا حايبك هنا عشان نقدر نساعدك ونساعد اخوك "
" واحنا مش محتاجين مساعده من حد ، وللمرة الالف انا مش عارف مكان حجاج فين"
هنا رضوان نطق بسخرية وبرود " أوعا تكون مفكر أن الشقه اللى انت مقعده فيها دى بعيده عننا ، توء ، احنا لو عايزين نجيبه هنجيبه بسهوله جدا ،. بس احنا هدفنا مش حجاج اصلا ولا يلزمنا منه حاجه "
ابتلع بلال ريقه وهربت الدماء من وجهه وهو يحاول خلق اى كذبه ولكن توقف الحديث فى حلقه ولم يستطع أخراجه
اقترب منه صادق مأكد حديث رضوان " زى ماقالك راضوان حجاج مش هدفنا احنا "
" اومال هدف من " هكذا نطق بلال بصعوبه
" الجماعه محتاجين اخوك عشان يقدره يشغله القنبله اللى صنعها ليهم لانه عاملها ببسورد خاص بيه هو ومحدش عارفه غيره وهو اكيد عارف المكان اللى هيتزرع فيه القنبله دى " قال صادق
" فأكيد هما قالبين على أخوك البلد كلها لا دا مش اكيد دا فعلا قالبين البلد على أخوك حتى انت متراقب شخصيا ولولا صادق كان زمانك متراقب لحد دلوقتي لانه اكيد أتخلص من اللى كان بيرقبك عشان يجيبك هنا "قال رضوان
هنا دب الرعب فى قلب بلال على أخيه " طب والعمل ايه هما ممكن يعرفه مكان حجاج وياخدوه ولما بشغلهم الزقته دى ممكن يعمله فى حاجه "
" عشان كده يادكتور لازم تتعاون معانا عشان نقدر نساعد أخوك ولو ساعتنا دا هيخلى موقف أخوك احسن بكتير أثناء التحقيق معاه "
" وانا ايه اليضمنلى انكم متغدروش بخويا ، أو تعرضه حياته للخطر "
مسح رضوان وجهه بيده ونظره لصادق نظره فهمها الآخر فورا
صادق " احنا محتاجين اخوك يرجع لجماعه تانى ، بس بطريقتنا احنا "
بلال " انت أكيد اتجننت يرجع لمين ، بقا انا بحافظ عليه وبخبيه كل ده منهم عشان انتوا ترجعوا "
رضوان " يابلال أفهم اخوك هو الوحيد اللى يقدر يكون قريب من الجماعه دى لانه اهم واحد فيهم ، عشان قدره بثقه فيه ويخلوه يصنع ليهم المتفجرات دى ، يعنى اكيد عارف شكل الأمير بتاعهم وبطرقتنا احنا هنخليه يقدر يقرب منه لدرجة أنه يثق يمكن نعرف نحدد أى دوله بظبط اللى بتمولهم ، بلال انت قرار واحد منك بس هينقذ بلد بحاله ،او ممكن يدمرها على حسب ضميرك انت "
نطق صادق متعمدا الضغط عليه " يا دكتور بلال أنت لازم توافق احنا ممكن فى ثوانى نلاقى البلد بتولع بدل ماكنت خايف على أخوك بس صدقنى لو سبنا الناس دى مش هتخاف على أخوك بس هتخاف على. أهل بيتك كلهم حتى أهل القريه كمان ممكن فى ثانيه نخسرهم ، فلازم تجمد قلبك وتسلمنا أنت اخوك واوعدك أنه طول ماهو ماشى زى ماخططنا عمره ماهيتأزى أبدا ولا هيتشك فيه احنا كان ممكن نتعامل مع اخوك على طول من غير الرجوع ليك بي احنا قرارنا انك انت أقرب واحد لأخوك ممكن تقنعه يكون معانا برضاه "
صمت بلال وهو يفكر ولكن قلقه وخوفه الشديد على أخيه جعل عقله يتوقف ، نظر لهم وحاول الثبات والتحدث بهدوء قائلا
" طب سبونى أفكر وهرد عليكم بكره ، بس لازم ادورها فى دماغى عشان أتأكد فعلا أن أخويا مش هيجراله حاجه ، معلش اعذرونى أنا مليش غيرها فى الدنيا دى ، دا اخويا الصغير ومسؤل منى انا فلازم اضمن حياته "
صادق بهدوء " يا دكتور بلال الأعمار بيد الله وحده "
هز بلال رأسه وتركهم وذهب
نظر صادق لرضوان بشك " تفتكر هيوافق "
ضحك رضوان بسخريه ونظر له " بلال أوطى من أنه يسلم اخوه بسهوله دى ، هو كل ده بياخدنا على قد عقلنا ومفكرنا مش فاهمين ، ربنا يستر لأن قلبى مش مرتاح له بعد مجيته دى ...، أنا همشى لأنى مش قادر افتح عنيه وبكره نتقابل "
" تمام تصبح على خير ، متقلقش البلد محصره يعنى فى اى وقت اى حد هيقل عقله هيلقينا فى وشه ، اطمن انت ونام "
كس الغضب وجه رضوان قائلا" عمرى ماهقدر اطمن غير وولاد ....، دول فى السجن ويتعدمه على أيدى دى "
ضحك صادق بقوة " ولما هما يتعدمه على ايدك ، عشماوى هيعمل ايه يتفرج عليك "
ضحك رضوان" معلش هبقا اعوضهاله فى عمليه تانيه واجبله حبه حلوين يعدم فيهم برحته تعوضي عن اللى عدمتهم انا "
ذهب رضوان وترك صادق فى مكانه وذهب بمفرده لانه لايجب رؤيتهم مع بعض فهم يختارون أكثر الأماكن بعدا عن البلد ويلتقون فيها
_________________________________________
اللهم انت ربي لا اله الا انت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي فإنه لا يغفر الذنوب الا انت
_________________________________________
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية مسك الليل) اسم الرواية