رواية اسد الصعيد الفصل التاسع 9 - بقلم إيمي عبده
رالفصل التاسع
مرت أيام وتقرر سفر صخر للإهتمام بالعمل فى المدينه فرافقه أسد ووالدته لأن حالتها النفسيه سيئه فذكرياتها مع والده هنا تجعلها تبكى دوما
أطفأ سيجارته بإنزعاج حينها سمع صوت صخر المتذمر
- أنا خلااااص فرقعت معدتش قادر على كده
- جرى إيه
بدى على وجهه التقزز : إنت مش ناوى تبطل الزفته دى
- أدينى بنفخ فيها زهقى
- طلع زهقك ف الشغل ولا تعالى الشركه طلعه على موظفين الهم اللى هناك
- إنت مالك هتطرشق كده ليه
- مش قادر عليهم أنا بقول نبيعها أحسن
نظر إليه بغضب : إنت إتجننت نضيع شقى أبويا عشان منتش قادر عليهم
لم يكن صخر صغير ليواجه المتاعب لكنه فشل فى مزاولة العمل بالشركه فالكل يستصغر سنه على إدارة مؤسسه بهذا الحجم وأصبح التلاعب بالعمل كثير حتى فاض به الكيل وحتى شياكته وقدرته على التحدث بلغة المدينه بسهوله لم يشفع له لقد كان أحمقاٍ ليظن أنه هكذا سيسيطر عليهم فلقد كان منصور حريص على لهجته الصعيديه وردائه البسيط ورغم هذا إكتسب إحترامهم بلا إستثناء فقد كان صارماً ذو هيبه يخشونها جميعاً بينما صخر مرتبك يشعر بثقل المسؤليه عليه
لذا رغم أنه تقرر أن أسد من سيرعى الأرض ويداوم على السفر إليها وصخر سيهتم بالشركه لكن يأس صخر وفشله فى تحمل أعباء الشركه أجبره على أن يقم هو بهذا العمل وقد كان الرجل المناسب رغم صغر سنه لكنه كان جسوراً بما يكفى ليخضع العاملين بالشركه لسلطته وكان لديه من الذكاء ما يرفع شأن الشركه عالياً أكثر مما كان لكنه إنشغل كثيراً بالعمل ولم يعد يرتاح أو يهنأ براحه وليس لديه وقت للتفكير أو الإطلاع على أخبار الغير حتى البذور التى بثرها بأرضه نمت لكنه لم يستطع مراعاتها ولم يعلم أن ورد رأتهم وبدأت ترعاهم رغم غضبها منه حتى حدثت الفاجعه ففى شجار بلا فائده قُتل أباها فثأر عمها من قاتل أباها فتحول الأمر إلى ثأر بين العائلتين وخشيت زوجة عمها على زوجها فقدم زوجها كفنه لعائلة القتيل ونفذ من الموت لكنه أصبح مذلولاً بين الناس مخزى بفعلته لذا قرر الرحيل إلى المدينه ومعهما ورد ووالدتها فلن يظلا هنا بلا معيل أو سند ولم تكن ورد بحاله تسمح لها بالتفكير أو الرفض لقد كانت مسلوبة الإراده منذ وصلها خبر والدها حزينه فاقده الرغبه ف الحياه
❈-❈-❈
مرت ثلاثه أشهر وعاد أسد إلى القريه فقد أصبح يتابع الأعمال بالمدينه وهناك من يرعى الأرض هنا براتب مجزى فجعفر وجد صقر الصغير ذكى يستوعب العمل بسهوله فأوكل له رعاية الماشيه والجياد وأصبح مسؤلاً عن الأرض بينما يأتى أسد كلما إستطاع ليرى بنفسه الأحوال ولاحظ أن المكان الذى زرع به الثمار به شيء آخر فسأل جعفر فأخبره أن ورد كانت ترعاها حتى توفى والدها وغادرت عائلتها من هنا ورغم أنه كان يسقيها لكن وكأنها كانت حزينه فلم تفلح ولم تطرح حتى ذبلت وحدها وماتت فخلعها من الأرض وأتم زراعة المساحه بباقى المحصول الذى يزرعه
لم يهتم أسد بكل هذا ولا بحال أرض ورد الباليه لكن ورد مات أباها! ورحلت إلى أين؟ ولم يجد من يعلم فالجميع يرفض الحديث عنهم لأنهم يستنكروا فعلة عمها كان يجب أن يتقبل الثأر ويموت برأس مرفوعه لا أنا يحيا برأس محنيه ورغم عدم مبالاته بهذه الأفكار لكنه إستمع لهم جيداً عله يصل إليها بلا فائده
❈-❈-❈
بعد سنوات قد يأس فيها أسد من إيجاد ورد ظهر إبن عمها فقد توفى والده وهو الوريث الوحيد وقد أتى ليرى أرضه التى بارت فلم يريدها أحد لا شراء ولا إستئجار قبل سفرهم وحتى الآن مازالت نفوسهم كارهه لأباه كما كانت قبل رحيلهم من القريه وإزداد بغضهم لهم بعد أن عاد فلقد عاد شخصاً آخر أكثر طمعاً وإستهتاراً أكثر خبثاً وحقداً لا يهتم لأحد وقد جعل الجميع يخشاه لذا حين قرر تأجير الأرض وجد الكثيرين فقط خوفاً من غضبه فقد إنتشر عنه أنه خطير مؤذى ومن لا يجاريه يندم لكنه لم يؤجر أرض ورد بل إستغلها أسوأ إستغلال وهو يدعى أنها باعته إياها وتوافق على كل ما يفعله كما أنها زوجته المستقبليه وشريكته فصدقه الجميع فقد كان والده سيء الطباع كذلك زوجته ووالدتها لا تفرق عنهما كثيراً لذا فمن ترعرت بينهم لابد وأنها أصبحت مثلهم رغم أنها كانت تشبه أباها فيما مضى لقد كان الرجل الجيد الوحيد بهذه العائله
❈-❈-❈
وصل الخبر إلى أسد كالسهم المسموم لقد ضاعت للأبد وهو المذنب فلو نفض عنه حزنه سريعاً أو لو رعاها وأسرع بالزواج منها لما حدث كل هذا فقد علم من والدته أن والده كان قد حدّث والدها بالأمر وإتقفا قبل الحادثه المشؤمه التى أودت بحياته لقد فقد من عاش يأمل أن يجدها يوماً والآن بعد أن أصبح ذو سلطه وهيبه وإستقرت الأعمال وأصبح صخر رجلاً يعتمد عليه وتهنأ فيروز بينهما فقد قلبه لذا سيستمر هكذا ما دام إختار هذا منذ البدايه فلو أحبته أى فتاه سيكون هناك شك بأن ذلك لماله فلم يصدق أحد أنه سيصل إلى هذا ظنوا صغر سنه سيجعله فريستهم ليسلوبوا ماله الذى جناه والده بعرق جبينه لكنه كان كالأسد المتوحش حقاً ومن سولت له نفسه الغدر به أذاقه من الندم ألوان شتى وتهافتت عليه النساء لكن جميعهن سواء ولن يجد كوردته التى أذبلها بديله
❈-❈-❈
الخمر سُم يغيب العقل ويخدر الجسم ويُعمى البصيره ويقود شاربه للهلاك ولا يحل المشاكل بل يزيدها فإذا ظن شاربه أنه يهرب من همه فهو مخطئ فقد يزيد على همه هماً ففهد ظن هذا لذا لم يكن يعود إلى منزله إلا مخموراً أو فاقد وعيه حيث كان وها هو اليوم لم يعد يرى جيداً وبالكاد يتحكم فى يده الممسكه بالكأس لكنه بمنتهى الغباء إدعى غير ذلك وأصر أن يقود سيارته بنفسه لكن الساقى لم يكن أبلهاً فقد لاحظه وهاتف صديقه (أمجد) الذى أسرع بسيارته للبحث عنه فى حين كانت تلك المسكينه (نور) تسير بخوف فى الطرقات المظلمه لتأتى بما طلبته منها زوجة أباها ولا تعلم من أين سطع ضوءاً مشعاً قوياً كاد أن يفقدها البصر من بين عتمة الليل الحزين ولم تستطع تفادى سيارته التى أوقفها متأخراً قليلاً فقد إصطدمت مقدمة سيارته بساقها ليست بقوه لكن بطريقه جعلتها تتألم بشده ونزل (فهد) يترنح فى مشيته حتى رآها فظل يتأمل جمالها البرئ الذى لم يره سابقاً فكل من يعرفهن عابثات حاقدات لا يعلمن ما تعنيه البرائه والطيبه ونسى تماما أنها تتألم جراء إصطدامه بها إلا حين صرخت به طالبه العون ليساعدها على النهوض وهى خائفه أن تكون قدمها قد كُسرت
أمسك بيدها ورفعها ببطأ حتى وقفت فإختل إتزانها ووجدت نفسها بين ذراعيه التى إستقبلاها سريعاً بترحاب قبل أن تسقط أرضا فخجلت ودفعته بخفه لكنه لم يتركها وحين همت بالحديث قاطعها بإلحاح راغباً فى أخذها للمشفى والإطمئنان عليها وهنا أدركت أنه سكير فرائحة فمه الكريهه وكلماته المبعثره ووقفته الغير ثابته تؤكد ذلك فدفعته بكل قوتها وكادت أن تقع أرضاً ولكنها إستندت على مقدمة سيارته وحينها أدركت أن إصابتها ليست بالسوء الذى اعتقدته تؤلمها وتنزف نعم لكن العظام لم تنكسر لذا حاولت التحامل على نفسها حتى تبتعد عنه لكنه لم يتركها وحاول مساعدتها فصرخت به توبخه على ما أصابها فلو كان بكامل تركيزه لإنتبه أكثر ولم تكن ستتعرض للأذى وحين حاول الإقتراب منها دفعته فسقط أرضاً فنظرت له بإحتقار
- مش مكسوف من نفسك ومن ضعفك ده أومال راجل إزاى وإنت مسطول ومش قادر تصلب طولك لزمتك إيه ف الدنيا وإنت مش دريان بنفسك
نهض بصعوبه وحاول الإقتراب منها ومنعها من إستكمال الحديث فصفعته بقوه وظلت تجاهد حتى إبتعدت عنه تماماً فى حين ظل هو متصنماً فى مكانه غير مستوعب لما حدث حتى وجد ظل رجل يقترب منه سريعاً فتراجع خطوتين لظنه أنه سيضربه هو الآخر لكنه حين إقترب أكثر وجده صديقه (أمجد) فتنهد بإرتياح
❈-❈-❈
بعد عدة أيام أتى المحامى إلى صخر وأخبره برغبة جيرانه ببيع أرضهم
- جيرانا مين؟!
- ورد
إتسعت عيناه بتفاجؤ : ورد كيف مش الأرض ويا واد عمها!
- مخابرش أنا لجيت محامى عيتلفنلى ويجولى إنها رايده تبعهالنا ف السر
قضب جبينه متعجباً : ف السر ليه؟!
- مانا جلجت من الحكايه دى جولت أتحرى عنيها خصوصى إن واد عمها عيجول إن الأرض إشتراها منيها
- ها وإلتجيت إيه؟
- واد عمها كداب ف كل اللى جاله لا هيا رايداه ولا داريه بأفعاله ف الأرض ولا باعتله حاچه ومزنوجه ف جرشين لجل ما تعمل عمليه واعره لأمها ومريداش واد عمها يدرى بيها مريداش تبيعهالو
أنصت له بإهتمام ثم سأله متعجباً: ومجاتش لينا من لول ليه ليه تشيع محامى؟
- ما جولتلك مريداش واد عمها يدرى بحاچه وتجريبا مريداش تجابل أسد بيه
- وليه إكده؟!
- مخبرش المحامى عيجول إنه واسطه بينها وبينا وهى مريداش تلتجى بيكم واصل وبخصوصى أسد بيه
أومأ بصمت وأمره أن يشرع فى إجراءات الشراء وبعد أن غادر هاتف أسد وأخبره بما كان
- أنا وافقت على شرا الأرض فرصه كويسه وأهو أحسن ما إبن عمها يفضل يرازى فينا
أجابه بصوتٍ غريب : خير ما عملت خلص الموضوع ده بسرعه وأنا راجع
- راجع إزاى والصفقه اللى المفروض هتتفق عليها بكره
- إنت اللى هتتفق عليها
- ولزومها إيه اللخبطه دى ماتخليك عندك وكده كده المحامى اللى هيخلص مع محاميها كل حاجه
- أنا محتاج أشوف المحامى بتاعها وأحضر البيعه دى
تنهد بيأس : اللى تشوفه
تم الأمر بسرعه وسلاسه لم يتخيلها محامى ورد وتفاجئ بالرقم الذى وضعه أسد ثمناً للأرض فقد رفع سعرها كثيراً كما أخبره أنه لو أرادت بيع دارها القديمه هنا سيرحب بشرائها بأى مبلغ ترتضيه كما أغدق عليه بمكافئه كبيره فى سبيل أن يرتب لقاءً له مع ورد فوافق سريعاً دون إستفسار عن شئ وحين إستلمت ورد أموالها لم تبدو يعيده فقط متفاجئه وحينها عرض عليها المحامى أن تلقى نظره أخيره على دارها علها تقتنع بفكرة بيعها لكنها رفضت بحده أجفلته
❈-❈-❈
أشرقت شمس يومٍ جديد أضاء عبوس الليل الحزين وأغرق الهواء بعطر الندى وقد مر الليل على ورد وهى بالطريق إلى قريتها فقد أنهكها كل شئ وأرادت أن تشعر بالهدوء والسكينه مره أخرى
جلست ورد على رأس أرضها كما إعتادت منذ الصغر تمنع دمعاتها أن تنزل بصعوبه
لم تجد حلا أمامها سوى الأرض التى كانت كل ما تبقى لها من والدها الغالى لكن لا بديل أمامها فرهن الأرض سيأخذ وقتاً أكثر من اللازم كما أن إبن عمها يستغل الأمر لصالحه أسوأ إستغلال يستغل نفوذه لتعطيل البيعه حتى تلجأ إليه وهى لن تبيعه الأرض أبداً لن تعالج والدتها بأموال حرام ودون تفكير أرسلت لمن يعرض الأرض على جيرانها رغم خوفها من ألا يشتروها أو يبخثو ثمنها لكن لا منفذ آخر أمامها وباليوم التالى تفاجأت أنهم أرسلو فى طلب شراء الأرض بمبلغ لم تكن تحلم به فهم يرغبون بضم أراضيهم حيث ان أرضها تقع بالمنتصف فوافقت وأنهت الصفقه فورا مع محاميهم وحين علم إبن عمها كان كمن صُفِعَ على وجهه فقد بائت خطته بالفشل فأرسل للمشترى لكى يثنيه عن البيع أو يشتريها منه لكن بلا فائده لذا حين شُفيت والدتها أخبرتها بما حدث ليشعل فتيل الغضب فى نفسها تجاه إبنتها
عاتبتها والدتها لفعلتها وأخبرتها أن موتها كان أهون من بيع الأرض فهى مازالت على عقيدتها القديمه أن الأرض عرض كما أن المال سيتبدد لكن الأرض كنز يحميهما من غدر الزمان فإتهتمتها بأنها مادامت فرطت بالأرض بسهوله ستفرط بنفسها لذا ستزوجها لإبن عمها قبل أن تجلب لها العار وحين إعترضت لأنها على يقين أنه يتاجر بالممنوعات لم تهتم والدتها وحين أظلمت كل السُبُل فى وجهها إلتجأت للأرض لتفرغ شكواها لها كما إعتادت غافله عن أمر بيعها السابق وما يؤلمها أن إبن عمها يستخدم الأرض بيدقاً فى حربه فقد كان يستأجرها منذ زمن ويعطيها الفُتات وهو يؤكد أن الأرض لا تعطى شيئاً وحين نضجت أصبحت فاتنه فأغدق عليها بالمال الوفير يدعى أنها خيرات الأرض والآن يخدع والدتها لتوافق على زواجه منها مدعياً أنه سيشترى الأرض وتصبح مهراً لزجتهما فجعل والدتها عمياء عما فى نفسه المريضه فهو يريدها بأى شكل كان ثم سيلقى بها حين يمل منها لم يحبها بل رغب بجمالها الذى يرغب الجميع بالتمتع به
حين أتت الآن إكتشفت أن إن عمها كان يهمل الأرض بشكل مؤذى وعلمت من المزارعين أنه أقام أعشاشاً للخمور والرزائل بها وعين حراساً لها حتى إذا حدثت مهاجمه من الشرطه لهم فر كل من كان بالمكان بسهوله مستغلين طيات ظلام الليل والدهاليز التى صنعها بالأرض لتساعدهم على الهرب وقد قام المالك الجديد فور شرائه لها بهدم الأعشاش وردم الدهاليز وسيبدا قريباً بإصلاح الأرض
تنهدت بضيق فيبدو أن صفقتها الرابحه فى بيع الأرض كانت صفقه خاسره لمشتريها فقد دفع أكثر من حقها وسيدفع المزيد لتعود لخصوبتها لكن لما يفعل هذا ذلك ما لم تعلمه ويشعرها بالقلق لكن الجميع يشيد به تراه علم بضائقتها وأشفق عليها لكن أى إن كانت أسبابه فليس لديها رغبه فى البحث بالأمر يكفيها ما هى به وما علمته فقد كان إبن عمها الحقير يستغل غيابها عن البلد ويؤكد للجميع أن الأرض له ويفعل بها مايريد دون الإهتمام لأخلاق أو الأعراف المتبعه ولا يحترم أحكام الكبار ويفعل أى شئ من أجل المال ولم يعد أحداً قادرا عليه ودوما يمنع أى أحد من التواصل معها لكى لا تأخذ الأرض منه
وقد إدعي أنه مالك الأرض وقد إشتراها منها حين عرض أحدهم شراء الأرض وحين أخطر محاميها جارها بأمر البيع عن طريق محاميه كان في ذهول لكنه وافق بعد أن أكد له محاميه أنها المالكه الحقيقيه للأرض وأن إبن عمها كاذب محترف فعل ذلك ليمنع أي أحد من تحذيرها أو محاولة بيع الأرض وهذا ما أخبرها به محاميها كذلك حين يحدث ما لا يحمد عقباه تنال هي العقوبه بدلا عنه
❈-❈-❈
أخبر المحامى أسد بتواجد ورد بالقريه وأغلب الظن أنها بدارها لكنه كان يعرفها أكثر مما تظن
لقد تعرف عليها دون أدني جهد يُبذل فملامحها الطفوليه لازالت كما هي كذلك مكانها بالجلوس لم يتغير فإقترب منها
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية اسد الصعيد) اسم الرواية