رواية انا اولا الفصل التاسع 9 - بقلم براءة
Hou ya:
الفصل التاسع
ومع بداية شهر اكتوبر ...
حيث كانت ليلى تسير رفقة مروة باتجاه المستشفى الجامعي .
وإذ بها تلمح دكتورها الفاضل يجاهد لاصلاح سيارته البيضاء .
اخدت ليلى تحدق اليه من بعيد غير مهتمة بسماع ثرثرة صديقتها المعتادة .
بدا عليه التوتر الشديد وهو يعبث بمحركها
أيظن أنه قادر على اصلاحها ؟ هذا مافكرت به ليلى قبل أن تنتبه الى شيئ ما .
انها المرة الاولى التي تراه بدون مئزر وتدقق في ملابسه .
لم يكن كغيره من الدكاترة الذي يفضلون ارتداء الملابس الرسمية والجذابة
بل كان يرتدي سروال اسودا داكنا فضفاضا فوقها كنزة زرقاء من النوع الخفيف .
ورغم أنه لم يكن ناجحا في تنسيق الالوان
الا أن وجهه كان كفيلا بان يغطي هذا النقص خاصة وهو يرتدي نظارته البنية العريضة .
بعد ان ودعت ليلى صديقتها واتجهت الى القاعة حيث ارتدت مئزرها . جلست في اول مكان راته امامها واخدت تنظر الى شاشة هاتفها او بالاحرى الى الساعة المعروضة امامها
لتتمتم بخبث " حانشوف حتلحق حضرتك في الميعاد أو لا."
كانت تعد الوقت بالثواني وهي تنظر تارة الى شاشة هاتفها وتارة أخرى الى الباب في انتظار قدومه او بالاخرى في انتظار قدومه متاخرا
صحيح انها لاتنكر ان الدكتور آدم قد اصبح اكثر لينا في تعامله معها ومع الطلبة الآخرين
الا أنه لايزال يحاول اصطياد اخطائهم ويستمر في إلقاء كلماته القاسية عليهم .
لكن عملية الترقب توقفت فورا بعد ان سمعت حديث الفتاة الجالسة خلفها وهي تقول
" اليوم رح تكون آخر حصة مع الدكتور آدم . مالشهر خلص و الدكتورة مي راجعة !"
ردت فتاة اخرى" بجد؟! ...بس رح يوحشني!"
" يوحشك ازاي؟! هو انتي ازاي قدرتي تحبيه مش متذكرة عمل معانا ايه بهالفترة القليلة ! هو كلمة وحشة بحقنا ماتركها وماقالها!"
" بعرف ...بس بردو ..."
" لا انتي شكلكي جنيتي على الاخير"
لقد نست هذا الامر كليا! نست ان الدكتور آدم الذي لطالما اعتاد على توبيخها ليس بدكتورها الحقيقي
فماهو الا بديل الدكتورة مي . الدكتورة التي اعتبرتها قدوتها منذ اول يوم ...
لكن لما تشعر بالحزن في اعماقها ؟!
كانت تنظر اليه بنظرات غير مفهومة وهو يدخل بعجل الى القاعة ويرمي بحقيبته على المكتب سريعا ثم يقول باسف شديد " بعتذر على تضييع وقتكم لاسباب قاهرة ."
ثم تابع وهو يرتدي مئزره بسرعة" رح اعوضلكم الوقت الضايع"
" ولايهمك يادكتور كلها 10 دقائق ماتعبش حالك !" قال احد الطلبة الرافضين الفكرة التعويض
الدكتور آدم بنبرة الجدية الممزوجة بالحدة "انت مش عارف أن ال10 دقائق يلي اخدتها من وقتك رح يجي اليوم وتندم عليها ! "
ثم تجاهله واخد يخرج ادواته الطبية
" جهزوا حالكم رح نعمل تورن سريع على واحد من المرضى لتتعلموا ازاي بتقيسو الضغط "
كانت تتبعه طيلة الطريق تسير خلفه هي زملائها في الغروب .
تراقب خطواته وهو يقيس الضغط لامراة مسنة هذه المرة
ورغم انها حاولت التركيز اكثر من مرة الا أن عقلها كان كثير الشرود
افاقها صوته وهو يقول في حزم لكن بصوت خافت حتى لايزعج المريضة
" ماتصحصحوا معاي شوية ! مش وقت نوم أبدا!"
لا تدري لما شعرت ان كلامه موجه إليها لكن فور استدارته براسها للخلف قليلا رات بعضا من زملائها يمسحون وجوههم ويعدلون من ملابسهم
فاصابها الاحباط ! لقد خاب احساسها هذه المرة !
بعد وقت وجيز...
انقسم الطلاب جميعا كل الى ثنائي من اجل قياس ضغط بعضهم
وقد تمكنت ليلى وبعد محاولة فشل بسيطة في قراءة الضغط من النجاح . ونجاحها الاكبر كان عدم سماع سخرية دكتورها المغادر
الذي لم يغير قراره واضاف 10 دقائق ...
ظنت أنه سيقدم درسا جديدا إلا أنها فوجئت به وهو يقول في هدوء شديد
" أظن أن الكل عارف أنه هي آخر مرة ادرسكم فيها باعتبار اني جيت بديل الدكتورة مي المشرفة عليكم .
انشاء الله اكون قدرت اوصل المعلومة وفهمته على اسلوبي يلي أظن أنه مختلف كليا عن حضرة الدكتورة . "
ثم تابع وهو ينظر الى وجوه الجميع بمافيهم ليلى الجالسة تنظر اليه باهتمام شديد
" يلي عنده سؤال يقدر يتفضل اشرحهوله ريثما تعدي هالعشر دقايق يلي متعباكم "
ثم جلس على كرسيه .
اخد بعض الطلبة الشجعان يتقدمون ليطرحوا اسئلتهم .
وكم بدا جادا وهو يشرح لهم بدون كلل او ملل .
تحمس البعض الاخر وقرر الذهاب اليه .
لكن ليلى ظلت متسمرة في مكانها تنظر اليه مرة كل مرة
حتى انتهى الوقت . وبعد ان شكره الطلبة وودعوه من باب الاحترام
غادرت ليلى سريعا فهي لم ترد البقاء معه في القاعة فلقد اعتاد ان يكون آخر من يخرج منها .
كانت تسير بخطوات سريعة رغم حجابها
وهي تتحدث بالهاتف" مش اتفقنا الاقيكي بالمقصف هو انتي وين ؟!"
" زهقت من الانتظار فقلت خليني استناكي برا احسن "
" وليه ماقلتيش من قبل ؟! مطلعاني لحد الطابق الثالث وبعدين مالاقيكيش!"
" اعمل ايه مافكرتش؟! وبعدين الغلط منك انتي يلي تاخرتي علي؟!""
" ايه!! ...مش غلطي الدكتور هو يلي أتأخر وزاد الوقت"
توقفت مكانها تنظر اليه وهو يتحدث بمنتهى الجدية و الهدوء الى الدكتورة مي التي كانت تبتسم
لاتدري ليلى كيف اغلقت الخط في وجه صديقتها
بعد ان سمعت الدكتورة مي ترمي بوابل من التشكرات اليه وهو يكتفي بهز راسه
" مش عارفة اشكرك ازاي؟! فوق ماقبلت تهتم بصفي بعدما كل الدكاترة الخائنين رفضوا بحجة مشغولين .قدرت انك تمشي معاهم بالمنهج ! والله العظيم بتشكرك من قلبي . "
" العفو يادكتورة" ثم تابع وهو يراها تستمر في شكره
" مافيش تعب ابدا . وبعدين الطلبة جادين ومهتمين لهيك قدرت امشي معاهم في المنهج كويس"
ابتسمت ! ...ابتسمت ليلى من كلماته ...رغم انها كانت متفاجئة من شكره لصفها
إلا أنها سعدت بما قاله كما اعتادت ان تسعد مؤخرا من ملاحظاته البسيطة
لم تتوقع أن يكون هو الدكتور الوحيد الذي قبل أن يعوض الدكتورة المشرفة على صفها .
ماذا كان سيحدث لو لم يأتي ؟!
هل كان سياتي دكتور اخر؟! هل كان سيكون كالدكتور آدم ؟!
كلا لااظن ! فالدكتور آدم مميز ! أنه مختلف عن بقية الدكاترة
فهو رغم توبيخه الشديد لطلبته وتمجيده للوقت
وسوء أستخدامه الكلمات
الا أنه كان جادا في تعليمهم جميعا
ولم يبخل في تقديم المساعدة لهم ولالدكتورتهم
اذا هو ربما ليس سيئا بعد كل شيئ
هذا ماكانت تفكر فيه وهي تستدير للخلف وتغادر من طريق آخر
الفصل التاسع
ومع بداية شهر اكتوبر ...
حيث كانت ليلى تسير رفقة مروة باتجاه المستشفى الجامعي .
وإذ بها تلمح دكتورها الفاضل يجاهد لاصلاح سيارته البيضاء .
اخدت ليلى تحدق اليه من بعيد غير مهتمة بسماع ثرثرة صديقتها المعتادة .
بدا عليه التوتر الشديد وهو يعبث بمحركها
أيظن أنه قادر على اصلاحها ؟ هذا مافكرت به ليلى قبل أن تنتبه الى شيئ ما .
انها المرة الاولى التي تراه بدون مئزر وتدقق في ملابسه .
لم يكن كغيره من الدكاترة الذي يفضلون ارتداء الملابس الرسمية والجذابة
بل كان يرتدي سروال اسودا داكنا فضفاضا فوقها كنزة زرقاء من النوع الخفيف .
ورغم أنه لم يكن ناجحا في تنسيق الالوان
الا أن وجهه كان كفيلا بان يغطي هذا النقص خاصة وهو يرتدي نظارته البنية العريضة .
بعد ان ودعت ليلى صديقتها واتجهت الى القاعة حيث ارتدت مئزرها . جلست في اول مكان راته امامها واخدت تنظر الى شاشة هاتفها او بالاحرى الى الساعة المعروضة امامها
لتتمتم بخبث " حانشوف حتلحق حضرتك في الميعاد أو لا."
كانت تعد الوقت بالثواني وهي تنظر تارة الى شاشة هاتفها وتارة أخرى الى الباب في انتظار قدومه او بالاخرى في انتظار قدومه متاخرا
صحيح انها لاتنكر ان الدكتور آدم قد اصبح اكثر لينا في تعامله معها ومع الطلبة الآخرين
الا أنه لايزال يحاول اصطياد اخطائهم ويستمر في إلقاء كلماته القاسية عليهم .
لكن عملية الترقب توقفت فورا بعد ان سمعت حديث الفتاة الجالسة خلفها وهي تقول
" اليوم رح تكون آخر حصة مع الدكتور آدم . مالشهر خلص و الدكتورة مي راجعة !"
ردت فتاة اخرى" بجد؟! ...بس رح يوحشني!"
" يوحشك ازاي؟! هو انتي ازاي قدرتي تحبيه مش متذكرة عمل معانا ايه بهالفترة القليلة ! هو كلمة وحشة بحقنا ماتركها وماقالها!"
" بعرف ...بس بردو ..."
" لا انتي شكلكي جنيتي على الاخير"
لقد نست هذا الامر كليا! نست ان الدكتور آدم الذي لطالما اعتاد على توبيخها ليس بدكتورها الحقيقي
فماهو الا بديل الدكتورة مي . الدكتورة التي اعتبرتها قدوتها منذ اول يوم ...
لكن لما تشعر بالحزن في اعماقها ؟!
كانت تنظر اليه بنظرات غير مفهومة وهو يدخل بعجل الى القاعة ويرمي بحقيبته على المكتب سريعا ثم يقول باسف شديد " بعتذر على تضييع وقتكم لاسباب قاهرة ."
ثم تابع وهو يرتدي مئزره بسرعة" رح اعوضلكم الوقت الضايع"
" ولايهمك يادكتور كلها 10 دقائق ماتعبش حالك !" قال احد الطلبة الرافضين الفكرة التعويض
الدكتور آدم بنبرة الجدية الممزوجة بالحدة "انت مش عارف أن ال10 دقائق يلي اخدتها من وقتك رح يجي اليوم وتندم عليها ! "
ثم تجاهله واخد يخرج ادواته الطبية
" جهزوا حالكم رح نعمل تورن سريع على واحد من المرضى لتتعلموا ازاي بتقيسو الضغط "
كانت تتبعه طيلة الطريق تسير خلفه هي زملائها في الغروب .
تراقب خطواته وهو يقيس الضغط لامراة مسنة هذه المرة
ورغم انها حاولت التركيز اكثر من مرة الا أن عقلها كان كثير الشرود
افاقها صوته وهو يقول في حزم لكن بصوت خافت حتى لايزعج المريضة
" ماتصحصحوا معاي شوية ! مش وقت نوم أبدا!"
لا تدري لما شعرت ان كلامه موجه إليها لكن فور استدارته براسها للخلف قليلا رات بعضا من زملائها يمسحون وجوههم ويعدلون من ملابسهم
فاصابها الاحباط ! لقد خاب احساسها هذه المرة !
بعد وقت وجيز...
انقسم الطلاب جميعا كل الى ثنائي من اجل قياس ضغط بعضهم
وقد تمكنت ليلى وبعد محاولة فشل بسيطة في قراءة الضغط من النجاح . ونجاحها الاكبر كان عدم سماع سخرية دكتورها المغادر
الذي لم يغير قراره واضاف 10 دقائق ...
ظنت أنه سيقدم درسا جديدا إلا أنها فوجئت به وهو يقول في هدوء شديد
" أظن أن الكل عارف أنه هي آخر مرة ادرسكم فيها باعتبار اني جيت بديل الدكتورة مي المشرفة عليكم .
انشاء الله اكون قدرت اوصل المعلومة وفهمته على اسلوبي يلي أظن أنه مختلف كليا عن حضرة الدكتورة . "
ثم تابع وهو ينظر الى وجوه الجميع بمافيهم ليلى الجالسة تنظر اليه باهتمام شديد
" يلي عنده سؤال يقدر يتفضل اشرحهوله ريثما تعدي هالعشر دقايق يلي متعباكم "
ثم جلس على كرسيه .
اخد بعض الطلبة الشجعان يتقدمون ليطرحوا اسئلتهم .
وكم بدا جادا وهو يشرح لهم بدون كلل او ملل .
تحمس البعض الاخر وقرر الذهاب اليه .
لكن ليلى ظلت متسمرة في مكانها تنظر اليه مرة كل مرة
حتى انتهى الوقت . وبعد ان شكره الطلبة وودعوه من باب الاحترام
غادرت ليلى سريعا فهي لم ترد البقاء معه في القاعة فلقد اعتاد ان يكون آخر من يخرج منها .
كانت تسير بخطوات سريعة رغم حجابها
وهي تتحدث بالهاتف" مش اتفقنا الاقيكي بالمقصف هو انتي وين ؟!"
" زهقت من الانتظار فقلت خليني استناكي برا احسن "
" وليه ماقلتيش من قبل ؟! مطلعاني لحد الطابق الثالث وبعدين مالاقيكيش!"
" اعمل ايه مافكرتش؟! وبعدين الغلط منك انتي يلي تاخرتي علي؟!""
" ايه!! ...مش غلطي الدكتور هو يلي أتأخر وزاد الوقت"
توقفت مكانها تنظر اليه وهو يتحدث بمنتهى الجدية و الهدوء الى الدكتورة مي التي كانت تبتسم
لاتدري ليلى كيف اغلقت الخط في وجه صديقتها
بعد ان سمعت الدكتورة مي ترمي بوابل من التشكرات اليه وهو يكتفي بهز راسه
" مش عارفة اشكرك ازاي؟! فوق ماقبلت تهتم بصفي بعدما كل الدكاترة الخائنين رفضوا بحجة مشغولين .قدرت انك تمشي معاهم بالمنهج ! والله العظيم بتشكرك من قلبي . "
" العفو يادكتورة" ثم تابع وهو يراها تستمر في شكره
" مافيش تعب ابدا . وبعدين الطلبة جادين ومهتمين لهيك قدرت امشي معاهم في المنهج كويس"
ابتسمت ! ...ابتسمت ليلى من كلماته ...رغم انها كانت متفاجئة من شكره لصفها
إلا أنها سعدت بما قاله كما اعتادت ان تسعد مؤخرا من ملاحظاته البسيطة
لم تتوقع أن يكون هو الدكتور الوحيد الذي قبل أن يعوض الدكتورة المشرفة على صفها .
ماذا كان سيحدث لو لم يأتي ؟!
هل كان سياتي دكتور اخر؟! هل كان سيكون كالدكتور آدم ؟!
كلا لااظن ! فالدكتور آدم مميز ! أنه مختلف عن بقية الدكاترة
فهو رغم توبيخه الشديد لطلبته وتمجيده للوقت
وسوء أستخدامه الكلمات
الا أنه كان جادا في تعليمهم جميعا
ولم يبخل في تقديم المساعدة لهم ولالدكتورتهم
اذا هو ربما ليس سيئا بعد كل شيئ
هذا ماكانت تفكر فيه وهي تستدير للخلف وتغادر من طريق آخر
•تابع الفصل التالي "رواية انا اولا" اضغط على اسم الرواية