Ads by Google X

رواية جوازة ابريل الفصل الخامس و العشرون و الاخير- بقلم نورهان محسن

الصفحة الرئيسية

    

رواية جوازة ابريل الفصل الخامس و العشرون و الاخير- بقلم نورهان محسن

  

الفصل الخامس والعشرون 
(اتفقنا علي الخلاف)
نهاية الجزء الأول من جوازة ابريل



بدأت الحكاية بشرارات فيروزية قادتني إلى غيبيات القدر معكِ ، مروراً بإنبعاث روحي الممزقة بين ذراعيكِ الدافئتين ، حتى تدفقت مشاعري تجاهكِ بغزارة غامضة ، كالبركان الذي لم يستطع احتواء نار الانتقام التي أحرقتني من الداخل ، فلم أنتبه لما أصابكِ جزاء إقترابكِ منى ، ثم اكتشفت بصدمة أنكِ من أشعلتِ لهيب الجنون في قلبي.



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



فى المنصورة



عند أحمد



داخل إحدى المقاهى



أخرج أحمد الكثير من دخان السيجارة من فمه ، وهو شارد الذهن قبل أن يلتقط علبة سجائره من الطاولة ، ثم نهض من مقعده ، تزامناً مع مجيئ شاب أقصر منه بقليل من خلفه ، قائلا بصوت مرح : ايه يا عمنا انت رايح فين مش هتكمل معانا السهرة



وضع أحمد علبة السجائر داخل جيب بنطاله ، قائلا على مضض : ماليش مزاج كملوا انتو يا هشام .. 



رفع هشام حاجبيه غير راضً ، فتابع أحمد موضحاً : معلش عايز انام بدري عارف ورايا سفر



سأل هشام بتوجس : لسه مصمم علي اللي في راسك يا احمد؟!



أخبره أحمد على الفور بحزم شديد : ومفيش حاجة هترجعني عنه



تمتم هشام متنهداً : طيب تعالي نطلع نتمشي لحد البيت و نتكلم شوية



☼بـ-ـقـ-❥ـلـ-ـم نـ-❥-ـورهـ-❥ـان مـ-ـحـ-❥-ـسـ-ـن☼



خلال ذلك الوقت



عند ابريل



أضاف باسم غاضبًا ، وهو يقترب منها بحركة مفاجئة ، ليمسك فكها بأطراف أصابعه حتي يرفعه ، ممَ يجعل وجهها مقابلاً لوجهه ، ثم مهسهساً بحدة وقسوة ، ناظراً إلى عينيها الفيروزيتين اللتين كانتا تتألقان بالدموع من الألم ، لكنه لم يهتم لها بتاتاً : انتي بت منافقة وليكي وشيين .. شكل في هدف من ورا تصرفاتك دي معايا .. عايزة تفضحيني وتشوهي سمعتي بأي طريقة .. ومش بعيد كنتي قاصدة الموقف اللي عملتيه معايا من يومين ولما خطتك فشلت .. ف جاية انهاردة بتكرري نفس النمرة .. بس المرة دي قصاد بيتي .. بس وحياة ابوكي ما هسيبك تفلتي مني الا لما اعرف مين اللي وراكي؟


   
                
خرج صوت ابريل متلعثماً من الصدمة : هلعب عليك عشان ايه ؟! هو انا اللي طلعت دبلة من جيبي واتقدمتلك .. انا قولت جملة واحدة قدام كام صحفي .. بس انت قولت قصايد شعر فيا قدام الناس كلها .. 



أردفت تصيح بصوت متحشرج من شدة غضبها ، وهي تضع أصابعها فوق قبضته : وانت واخد في نفسك قلم علي ايه ؟! ابعد عني بدل ما اصرخ واعملك فضيحة بحق وحقيقي



أجابها باسم بسخرية لاذعة ، وهو ينظر إليها بعينين تلمعان بالازدراء والشماتة : اصرخي كدا ووريني لعلعة صوتك .. وريني ازاي هتقدري تكلمي وتنكري قدام اهلك اللي قولتيه بلسانك من شوية



قالها باسم ، وهو يهددها بنظرات متحدية ، ثم تراجع للخلف بعد أن ترك فكها يفلت من سجن أصابعه ، لترفع أناملها المرتعشة تلقائيًا ، وبدأت تتحسس خديها بألم.



صمتت ابريل للحظة ، ملامحها عابسة من تهديده لها ، بينما أسنانها تضغط على شفتيها بعنف ، ثم دمدمت بنفاذ صبر : علي فكرة انت اكيد مختل عقليا .. عايز توصل لإيه بالظبط؟



أجاب باسم مشددًا علي كل حرف من كلماته بوعيد ، وهو يرفع إصبعه أمام وجهها بغطرسة تليق به ، غير مبالٍ بنيران الكراهية المنبعثة من فيروزتيها إتجاهه : اتقلي لسه الجنان هيطلع علي جتتك .. 



تابع حديثه منهالاً عليها بتساؤلات عديدة دفعة واحدة فى فضول وحيرة شديدين : كنتي ناوية تروحي علي فين من شباك الحمام؟ وعايزة تهربي من اهلك عشان ايه ومين اللي عايزة تهربي وتروحيلو ومصممة اوي كدا؟ فاكرة نفسك هتعرفي تخرجي من الكومبوند بالسهولة دي ؟! او هتقدري تهربي مني بعد ماورطتيني معاكي؟ 



قال باسم أخر سؤال بحاجب مرفوع ونبرة مغتاظة ، ثم صمت ينتظر إجاباتها ، لكنها لم تتفوه بكلمة لبضع ثوان ، وغزت الشكوك عقلها ، يحثها علي عدم الثقة به ، أما باسم قاطع تدفق أفكارها بزمجرة غاضبة ، ارتجف جسدها علي أثرها ، وتبعثرت أفكارها مرة أخرى : انا هسحب منك الكلام ماتنطقي عملتي دا كله ليه..!!!



ظلت ابريل تطرف بعينها ، وهي تحدق به دون رد فعل ، لتقرر أن تشهر سلاح الهجوم ضده ، وهي تهز رأسها برفض ، رافعة كف يدها أمامه ، وقالت بعناد : حيلك حيلك .. الزم حدودك نازل اسئلة وكأنك قابض عليا .. عشان ايه! وافهمك ليه؟ يخصك في ايه من اساسه!!



اقترب باسم منها ، ورفع راحتيه إلى كتفيها ، يهزها بقوة ، بعد أن تمكنت من إخراج وحوش غضبه عن نطاق السيطرة بردودها الوقحة ، ليزمجر فيها بصوت عالٍ حاد ، وتغضنت ملامحه بعدم رضا : اسمعي .. انا مش ناقص جنان اللي خلفوكي دا .. وفوقه اني مابشوفكيش الا ويحصلي كارثة بعدها .. هتطولي لسانك تاني هقصهولك بطريقة مش هيعجبك




        
          
                
قالها باسم ، بينما عينيه تنزلق تلقائياً نحو شفتيها ، بنظرة لم ترتاح لها مطلقاً ، فعجز لسانها عن الرد ، بينما قلبها يقرع مثل الطبلة من قربه المفرط ، وبدأ الهواء المحيط بها يتقلص ، فأدارت وجهها بعيدًا عنه ، لكنه كان لها بالمرصاد ، ليثبتها بعناد أمام وجهه ، يريد أن يتأكد كلياً من ظنونه ، ليسألها فى غموض بشرر مخيف تطاير من رماديتيه مثل الصواعق المهلكة التي تخترق فيروزتيها المذعورة : مش هي اللي خلتك تعملي كدا ولا زقاكي عليا مش كدا؟



☼بـ-ـقـ-❥ـلـ-ـم نـ-❥-ـورهـ-❥ـان مـ-ـحـ-❥-ـسـ-ـن☼



فى نفس الوقت



عند أحمد



يتحدث أحمد وصديقه وهما يسيران على الأقدام ، قائلاً أحمد بوجل : خايف عليها من امبارح لا حس و لا خبر وتليفونها مقفول



هشام بتساءل : هو انت مالقتش تليفون الراجل اللي بيشتغل عند ابوها؟



_لاقيته بس طلع مع حد تاني شكله غير الرقم بقالو كتير



تابع أحمد ، وهو يركل الأرض بحنق : هجنن ويطلع النهار مش قادر اصبر



وضع هشام يديه فى جيوبه ، متحدثاً بتبرم : اقولك الصراحة و ماتزعلش مني .. انت غلطان افرض كانت مابتردش عشان جرالها حاجة من تحت عملتك هتبقي مبسوط ساعتها



اعتصر احمد قبضته بقلق ، وبصوت مختنق رد : دا اللي هيجنني .. بس عقلي طار لحظة ما عرفت انها اتخطبت وانا مسافر .. معرفش ايه جرالي كنت عايز انزل بأي طريقة واروحلها بس كان صعب انزل علي مصر .. 



أكمل حديثه بأعين متوعدة تبرق بالحقد : وماصدقت عرفت ان خطيبها متجوز مامسكتش نفسي مش فاضل علي فرحهم كتير كان لازم اتصرف بسرعة كان كل اللي يهمني انها تسيبو بأي طريقة



هز هشام رأسه ، قائلا بغلاظة : بس ارجع واقولك يا صاحبي انت بتلف في دايرة مقفولة .. يعني رايح تكشفلها كدبة الراجل عليها .. وفاكرها لما تشوفك هتترمي في حضنك وتوافق ترجع هنا تاني



سأل أحمد بضيق يثقل صدره : و ماتوافقش ليه؟



هتف هشام بنبرة ساخرة احتدت قليلًا : انت عبيط ولا شكلك كدا .. في واحدة داقت طعم العز وعاشت في الشيخ زايد الفخفخة كلها وهترضي بالعيشة هنا تاني



بدأت أنفاسه تهدأ تدريجيًا ، ثم أجاب بدهاء وثقة : وانا متأكد انها هترجع .. ماتنساش عريس الغفلة قريب مرات ابوها وبعد اللي حصل ابريل كرامتها مش هتسمحلها تقعد معاهم تاني وهتروح علي فين هتيجي عند ستها .. ساعتها هعرف أأثر عليها و اخليها توافق نتجوز




        
          
                
مرت لحظات مغمورة بالصمت، قبل أن يبادر هشام بالقول بلهجة ممتعضة : بس في حاجة عدت عليك .. منين هي هتسيب خطيبها لما تعرف انه متجوز و هتوافق تتجوزك بسهولة وانت متجوز بالعقل كدا؟!



ضيّق أحمد عينيه بغضب ، وخاطبه بصوتٍ منفعل غلفه الخشونة : عشان انا غير اي حد في حياتها .. انا كنت حياتها كلها من صغرها ماعرفتش غيري انا حبها الوحيد فهمت .. هي ماحبتش الحيوان التاني .. انا عارف ابريل كويس مش بسهولة تفتح قلبها لحد وبعد مني هي يستحيل تحب .. وواثق اني هقدر اخليها ترجعلي



وقف كلاهما تحت العمارة ، ليتحدث هشام بإستفهام : و مراتك؟!



بادل أحمد سؤاله بسؤال فى استنكار : مالها مراتي ما هي قاعدة في بيتها ومش ناقصها حاجة وحقوقها محفوظة .. بس انا راجل حر حقي مثني وثلاث ورباع ايه المشكلة مش فاهم؟!



تنهد هشام قائلا بإستسلام ، وهو يفرك مؤخرة رأسه : شكلك داخل علي هم كبير انت مش واخد منه والخطوة دي مش سهلة زي ما انت فاكر



عبست ملامح أحمد بغير رضى ، قائلا بضجر : وحياة امك الغالية بلاش مواعظ يلا انا طالع انام احسن



ضحك هشام بخفة على عصبية الآخر ، قبل أن يقول بقنوط : ماتتزربنش عليا اوي كدا .. انت ابن خالتي وعليا بالنصيحة وانت حر في حياتك يا عم



☼بـ-ـقـ-❥ـلـ-ـم نـ-❥-ـورهـ-❥ـان مـ-ـحـ-❥-ـسـ-ـن☼



عند باسم



اتسعت عيناها ، ولم تفهم ما قاله ، فأجابت بغرابة ، يتخللها إستنكار تام : مين هي دي!! وسيبني بقي ايه الوقاحة اللي انت فيها دي .. بأي حق تتصرف معايا بالشكل دا!!؟



حاولت دفعه عنها ، لتحرير ذراعيها منه ، لكنه شدد قبضته على كتفيها بإحكام ، ممَ أدى إلى هروب أنين متألم من بين شفتيها ، ليجذبها إليه أكثر ، وهو يزأر فيها بملامح لا تبشر بالخير ، والشك يفتك به : مش سايب ان شاء الله دراعك يتكسر في ايدي غير لما تقولي هي اللي وزتك تعملي كدا ودبرتوها مع بعض ولالا ..انطقي!!



ابريل تقاوم غضبها حتى لا تزداد حالتها سوءًا ، لكنها تكاد تفقد عقلها من اتهاماته الغامضة ضدها ، لتصرخ بإنكار ممزوجًا بالصدمة : محدش وزني عليك .. انا مكنتش هقدر اتصرف لوحدي وسطهم عشان كدا استنجدت بيك .. بس كنت غلطانة انت فعلا مجنون ومش طبيعي .. بتعمل ايه وبتقول ايه؟ انا مش فاهمة حاجة!!!



اندلعت الدهشة في ملامحها الرقيقة ، بينما يقابلها الآخر بوجه متجهم هادراً بها بحنق شديد : وهطلع جناني عليكي يا سنكوحة .. انتي شكلك من البنات اللي بيرموا نفسهم علي الرجالة عشان تدبسهم




        
          
                
جن جنونها من بتعديه الصريح بغير وجه حق ، لتقول بصوت محتد تنفي اتهامه عنها : اخرس!! انت بني ادم مش محترم



أنهت ابريل كلامها وشعرت بارتفاع الأدرينالين في جسدها من إهانته لها ، وأصبح صدرها يغلي مثل إناء فقد غطاءه ، ممَ جعلها تدفعه بقوة في صدره ، ليتراجع خطوتين للوراء بترنح ، بينما هي رفعت يدها لتصفعه ، لكنه سارع وأمسك كفها فى الهواء قبل أن يصل إلى وجهه ، ليقترب منها وأحاط خصرها بذراع ، وبالأخري سحبها إليه ، وهو يلوي إحدى ذراعيها خلف ظهرها ، ليرد عليها ببرود مخيف : وعملتك السودة دي هي اللي محترمة!! في وحدة محترمة تقول علي واحد متعرفوش انه خطيبها منتظرة هيعمل معاكي ايه!!



تجمعت الدموع فى عينيها خوفًا وضعفًا وعجزًا من عدم قدرتها على كبحه ، لكنها رفضت أن تظهر له هذا الجانب منها ، قائلة بعناد مزوج بخشخشة زادت في تنفسها : مش بقولك كان استنجدي بيك غلطة مني .. اي حد غيرك ممكن يكون محترم .. بس انت ماتعرفش حاجة عن الاحترام .. يعني ماتفرحش بنفسك اوي وتفتكر اني ميته عليك .. انا مش طايقاك من الاساس



اختتمت ابريل كلماتها بإشمئزاز ، لتدفعه عنها ، واعتدلت في مواجهته ، فارتخت ملامحه الغاضبة قليلا ، ولوي فمه ساخرا ، دلالة على عدم تصديقه لكلماتها الساخرة المنبثقة من لسانها السليط ، وسرعان ما انفجر ضاحكا قبل أن يرفع ذقنه ، قائلا بغطرسة تتخللها القسوة : وكأني انا واقع في غرامك مثلا .. شكلك كدا بتحبي تلعبي علي الرجالة المشهورة .. وعندك استعداد ترمي نفسك في احضانهم عشان تطلعي منهم بمصلحة او شهرة .. ولو معرفتيش بتخلعي زي ماكنتي عايزة تعملي



شحب وجه أبريل بسبب الصدمة ، ممَ جعلها تصاب بالدوار بمجرد أن سمعت المزيد من الإهانات منه ، ثم لكزته في صدره بقوة ، لتزمجر به بشراسة : لا انت اتعديت حدودك وزودتها اوي .. انت اللي واحد تفكيره سافل ومنحط و..



زاد شعورها بالسخط تجاهه ، عندما رأت ابتسامة تتراقص على شفتيه الغليظة دون اهتمام بما تقوله ، لكنها ابتلعت بقية الشتائم التي تلقيها عليه في جوفها ، حينما شد على عجل مؤخرة رأسها من الخلف ، رافعاً رأسها تجاهه بيده الآخرى ، لتقترب من وجهه ، وأزال المسافة بينهما تمامًا ، لتشعر بشفتيه إلتصقت بشفتيها برفق دون تقبيلها ، فاتسعت عيناها وأعاقتها الصدمة تمامًا من فعل شيء كما لو أن عقلها قد تجمد من التفكير السليم.



☼بـ-ـقـ-❥ـلـ-ـم نـ-❥-ـورهـ-❥ـان مـ-ـحـ-❥-ـسـ-ـن☼



فى ذات الوقت



فى بانكوك



خرج من الحمام يدندن بكلمات مقطوعة غنائية بصوت منخفض ، وهو يرتدي شورتًا قطنيًا أزرق داكنًا وقميصًا أبيض.




        
          
                
وأخيراً ، انتهى هذا اليوم المليء بمقابلات العمل المرهقة.



ذهب إلى السرير ، وجلس عليه ، يجفف لحيته وعنقه بالمنشفة ، ثم وضعها على حافة السرير قبل أن يلتقط الهاتف من الطاولة بتنهد ، نقر على أحد الأرقام ، ليرفعه إلى أذنه منتظرا الرد الذي جاء بعد عدة ثواني فقال بصوت خشن جذاب : ازيك يا امي



أتاه صوت والدته الحنون : حبيبي عامل ايه طمني عليك



أجابها مصطفى مبتسماً : انا بخير يا حبيبتي .. طمنيني اخباركو ايه وبابا صحته عاملة ايه دلوقتي



ردت هناء بدماثة : كلنا كويسين ماتقلقش علينا وابوك كمان جنبي وبيسلم عليك عليك .. المهم انت تمام



غمغم مصطفى مطمئناً إياها ، ثم تابع بإستفهام : الحمدلله .. ايه انتو في العربية ولا ايه؟



هناء مجيبة بصوت هادئ : ايوه خلاص قربنا علي البيت اهو



إتكئ مصطفى على الفراش بكفه قبل أن يتساءل : وكانت الحفلة اخبارها ايه؟



أخبرته هناء بسلاسة : تمام جدا علي فكرة سألونا عنك .. وكمان شوفنا حماك وحماتك المستقبليين هناك



طرح عليها سؤال جوهرياً هو السبب فى إتصاله بهذا الوقت المتأخر : ابريل كانت هناك كمان؟!



_لا ماشوفتهاش ولما سألت سلمي عنها قالتلي محبتش جو الحفلات والدوشة .. بس بصراحة ماقتنعتش بكلامها



مسح مصطفى وجهه بضيق ، لأنه لم يصل إلى مبتغاه ، ثم رد بهدوء : فعلا هي مابترتحش في الجو دا وقيلالي انها مش هتروح وانا مهتمتش عشان سفري .. بس كنت بسألك لان تليفونها مقفول من امبارح مش عارف اوصلها .. ولما كلمت سلمي مافهمتش منها حاجة



قال مصطفى كلماته الأخيرة بمقت ، فتحدثت هناء بصوت مطمئن عندما لاحظت انزعاج ابنها : عادي يا حبيبي ماتقلقش ان شاء الله خير .. تحب اعدي عليهم بكرا واطمنلك عليها



نفخ مصطفى بإنزعاج قلب ، قائلا بنهى : لا خلاص مفيش داعي يا ماما هحاول اكلمها تاني



_ابوك بيسأل انت ناوي ترجع متي؟!



تنفس مصطفى بهدوء قبل أن يخبرها بإختصار : كام يوم كدا



قالت هناء بحنان : طيب يا حبيبي خد بالك من نفسك



_مع السلامة



أغلق مصطفى الهاتف ، ووضع الهاتف على الطاولة بعد أن حسم أمره ، ثم رفع سماعة الخط الأرضي ليتصل بأحد الأرقام. 




        
          
                
تلقى الرد بعد ثوان من موظف الاستقبال ، فتحدث إليه بنبرة جدية : "مرحبًا ، من فضلك ، أود أن أستيقظ مبكرا لأنني سأغادر الفندق صباح الغد".



☼بـ-ـقـ-❥ـلـ-ـم نـ-❥-ـورهـ-❥ـان مـ-ـحـ-❥-ـسـ-ـن☼



فى فيلا صلاح الشندويلى



سارت لميس في الحديقة ، وهي تشعر بالضياع الشديد بسبب فظاعة الوضع الذي شهدته ، فبعد أن تأكدت من خروجهم ، ذهبت إلى الحمام تنفرد بنفسها ، وغسلت وجهها من الدموع ، ثم خرجت لتستنشق الهواء النقي ، على أمل أن يساعدها على جمع أفكارها المتناثرة من صدمتها ، كانت ترى دائمًا فى عمها ، الرجل المثالي الذي يحب زوجته ، كيف استطاع أن يخونها مع زوجة أخيه الراحل ، كيف إستطاعوا خداعهم ، ومن المؤكد أنه إذا تم الكشف عن هذا الأمر أمام الجميع ، فسوف تندلع حرب أهلية بين أفراد الأسرة.



توقفت لميس عن المشي لتلتقط أنفاسها ، واستندت على إحدى الأشجار لعدة لحظات.



وصل لأذنيها صوتا من خلفها ، فأدارت جسدها ، واتسعت عيناها فى مفاجأة ، لتحفر مخالب القهر بقسوة في قلبها مم جعلها توقفت متجمدة على الأرض ، تراقب باسم مقترباً بأبريل بجرأة ، ويبدو أنهما يقبلان بعضهما البعض ، وهذا ما لا تتحمل أن يحدث أمامها ، خاصة وهي في هذه الحالة الضعيفة.



أجبرت لميس قدميها على التحرك تنوي العودة إلى الحفلة ، لكنها تفاجأت بشخص يقف خلفها.



☼بـ-ـقـ-❥ـلـ-ـم نـ-❥-ـورهـ-❥ـان مـ-ـحـ-❥-ـسـ-ـن☼



فى الحفلة



على طاولة سلمى و فهمى



وصل يوسف الحفل قبل قليل ، وبعد أن قدم التهنئة للعروسين ، توجه إلى حيث كان يجلس والديه ، فوبخته سلمى بحدة شديدة عند اقترابه منهم : يوسف!! انت جاي متأخر ليه؟! بكلمك من بدري مابتردش عليا ليه؟



لاحت الدهشة على قسمات وجهه ، وأشار لها متحدثاً بتنبيه : براحة عليا يا ماما معايا ضيفة صديقة ليا من لبنان



نظرت سلمى إلى الفتاة الجميلة التي تقف بجانب ابنها ، وهي تبتسم بتوتر ، وتقول بنبرة لطيفة : هلا يا طنط حضرتك تاخدي العقل ماشاء الله عليكي



صافحت سلمى يدها ببرود بعد أن قامت من مقعدها ، وأمسكت بكتف يوسف المعضل قائلة بسرعة : ميرسي يا حبيبتي .. معلش بس لحظة واحدة



جلست شيرين على الطاولة بهدوء ، وقالت بإبتسامة لطيفة : اي اكيد اتفضلوا ماتقلق عليا يوسف انا هون



استفسر يوسف بعدم فهم ، بعد أن إبتعدوا قليلا عن الطاولة : ايه يا ماما ليه كل العصبية دي؟




        
          
                
هدرت سلمى من تحت أسنانها بغضب : اختك اتجننت في عقلها وعملت كارثة هتخرب بيتنا كلنا



إزدادت ملامحه إندهاشًا متسائلا بحيرة : اختي مين فيهم؟



حدجته سلمي بسخط وجمجمت بنبرة مقيتة : ابريل يا يوسف



☼بـ-ـقـ-❥ـلـ-ـم نـ-❥-ـورهـ-❥ـان مـ-ـحـ-❥-ـسـ-ـن☼



عند باسم



ابتعد باسم عنها قليلًا بعد أن سمع صوتًا صاخبًا ينبعث من أنفها ، وهي تكافح لالتقاط أنفاسها التي سُرقت بسبب تصرفه الجريء ، واندفعت الحمرة تفترش ملامحها البيضاء بسبب الإحراج والتوتر الذي التهمها كالوحش الضارى ، وهذه من بوادر ضيق التنفس الذي زاد معها ، مع ألم ينهش صدرها.



ضاقت عيناه عليها بقلق حائر ، إذ لم يكن له نية فيما فعله ، لكنه لجأ إليه حين لمح شخصًا في الظلام مختبئًا وراء شجرة ، فهمس محذراً ، وأنفاسه الحارة تداعب جانب خدها الناعم دون قصد : ماتتحركيش في حد بيراقبنا ولو حس اننا بنتخانق هنتفضح قدام الكل المرة دي بجد



رمق الاتجاه الآخر بطرف عينه ، ثم زفر الهواء من صدره بعد أن إختفى عن نظره ، وقال بهدوء وهو يتراجع خطوة إلى الوراء : خلاص مشي مااا...



قاطعته بأقوى صفعة في جعبتها على خده ، لدرجة جعلت رأسه يستدير إلى الجانب الآخر ، وللحظة غمرت السعادة حواسها لأنها شعرت بالنصر عليه ، لكن سرعان ما تلاشت الابتسامة الساخرة من شفتيها بنوع من الخوف ، عندما حدق فيها بعيون جاحظة في غضب صاعق.



همت ابريل بالتحرك محاولة الهرب ، لكن الآخر سحبها من ذراعها ، وثبتها في مكانها ، وكأنها غزال وديع في قبضة نمر بري ، كادت تنهار من الرعب ، ففي كل الأحوال يقف أمامها ، ولن تتمكن من الهروب منه ، لكنها حاولت لملمت شجاعتها ، ونطقت بكلمات غير مترابطة بنبرة واهنة : خليني .. كفاية .. اابعد



☼بـ-ـقـ-❥ـلـ-ـم نـ-❥-ـورهـ-❥ـان مـ-ـحـ-❥-ـسـ-ـن☼



خلال ذلك الوقت



كانت ريهام تتمشى في الحديقة ، بحثًا عن مكان وجود باسم وأبريل ، اللذين اختفيا بشكل مفاجئ من الحفلة منذ عدة دقائق.



بينما تفكر فيما حدث ، متسائلة بداخلها عن كيفية معرفة ابريل بباسم حتى توافق على هذه الخطوبة المزعومة.



بالتأكيد فعلت هذا التصرف حتى تقطع على مصطفى طريق العودة إليها ، واتجهت أفكارها إلى غاية باسم مؤكد أيضاً أنه فعل ذلك عمدا انتقاما منها ، وكسرا لكبريائها ولإبعادها عنه ، إذن هذه المسرحية الخرافية لن تستمر طويلاً.




        
          
                
ضيقت ريهام عيناها ، حالما رأت لميس واقفة بجسد متصلب خلف الشجرة ، فأخذتها قدماها إلى مكانها ، بينما استدارت لميس عازمة على المغادرة ، فتفاجأت بوقوف ريهام ، التي عقدت حاجبيها بإرتياب حينما رأت وجهها المبهوت ، ولم ينتبه الاثنان للصفعة التي تلقاها باسم من يد إبريل ، بينما لميس لم تمنح ريهام أي مجال للاستفسار عن سبب وقوفها بهذا المكان ، لأنها اندفعت نحو الحفلة بسرعة البرق دون أن تنطق بكلمة واحدة ، فتحرك فضول ريهام لمعرفة ما رأته جعلها في هذه الحالة المزرية ، لتنظر إلى نفس المكان الذي كانت تحدق فيه منذ فترة قصيرة مع التدقيق الشديد في الظلام ، ودخل عقلها في حالة من الذهول واضطربت دواخلها مما رأت.



☼بـ-ـقـ-❥ـلـ-ـم نـ-❥-ـورهـ-❥ـان مـ-ـحـ-❥-ـسـ-ـن☼



عند يارا



يارا ترقص مع الشاب الوسيم ، وعقلها يهيم في مكان آخر ، مرت عدة دقائق دون أن ينتبه لها ياسر لأنه ما زال مشغولا بالضيوف وأحاديثه التافهة مع منافستها هالة التي كانت تتثامر معه وعلى شفتيها ابتسامة سعيدة بإهتمامه.



خرجت يارا من أفكارها على صوت صوته الرجولي الهادئ ، بعد أن تشجع على بدء الحديث معها ، حتى يخرجا من الصمت الثقيل عليه : علي فكرة انا اسمي طارق



تحدثت يارا بكياسة : وانا...



قاطعها طارق على الفور : يارا



دهشت يارا بأنه يعرف اسمها ، فأخبرها بصدق : تزعلي اذا صارحتك وقولتلك ان من لحظة ما شوفتك وانا مركز معاكي ومن اول ما سمعتهم بيقولوا اسمك حفظته



أمالت يارا رأسها إلى الجانب ، وابتسمت برقة ويملؤها اليأس لعدم ملاحظة ياسر لها ، أجابت بنعومة : طالما اكلمت بصراحة يبقي مش هزعل



شجعه جوابها أكثر على رفع التكلفة ، قال بضحكة تقطر رجولة : طيب بما اننا فتحنا باب الصراحة عندي اعتراف تاني بس اشد خطورة



ضحكت يارا بلطافة مستفسرة بفضول : وايه هو؟



أخبرها طارق بصوت خافت مليء بالإعجاب : انتي أجمل بنت فى المكان كله



لمحت يارا أحدهم بطرف عينيها أتى نحوهم ، فأخفضت رأسها بسرعة ، واتسعت البسمة على شفتيها دون أن تعقب ، فظن طارق أنها تخجل منه ، ليحاول الاعتذار بلباقة حتى لا تنفر منه : طيب اذا اتكسفتي انا اسف .. لكن انا بقول الحقيقة ومش بجامل



_وليها اسم تالت شكلك ماتعرفش اسمه عديت حدودك!!



قال ياسر ذلك بتعبير بارد مقتضب للغاية ، وهو يسحب يارا من معصمها من حضن طارق لتقف خلف ظهره ، وداخلها تكاد تموت من الفرحة من نجاح خطتها لإثارة غيرته عليها ، ففلتت منها إبتسامة منتصرة ، وهى ترى هالة على مقربة منهم بملامح واجمة.




        
          
                
الرواية حصريا علي منصة الواتباد والفيس بوك
في جروب روايات بقلم نورهان محسن
واعملوا بحث ع جوجل بإسم الرواية وهتظهر علس الواتباد و اعملوا فولوا للحساب



☼بـ-ـقـ-❥ـلـ-ـم نـ-❥-ـورهـ-❥ـان مـ-ـحـ-❥-ـسـ-ـن☼



فى تلك الأثناء



عند ابريل



مرت لحظة صمت ثقيلة علي قلبها ، حيث أخافها صمته ، وعيناه الثاقبة تركزان عليها ببريق شر جعلته مخيف اكثر.



أدار وجهه عنها محاولاً قمع غضبه بأعجوبة ، ثم اتسعت مقلتاه وهو يرى في الظلام بريق حقيبة ريهام البيضاء ، فأدرك بذكاء أن من كانت هناك ورحلت ليست هي كما كان يتوقع ، بينما حاولت إبريل اغتنام الفرصة للإفلات من براثنه بينما كان ينظر إلى شيء مجهول عنها وبدا منشغلاً به ، لتكرر محاولة الهروب منه. 



فى اللحظة الأخيرة وجدته ، ليلصقها بالحائط على حين غرة ، وإنقض على شفتيها بقبلة عنيفة ، لم تكن عقاباً على ما فعلته منذ قليل ، فلا يهمه شيء سوى أن تراهم ريهام في هذا الموقف حتى يثبت لها بالبرهان أنه فضل أختها عليها ، ليسقيها كأس الإهانة ، وعقابًا لها لتدخلها بغير حق في حياته.



تغضنت ملامح ريهام من الألم واللذوعة الجمة ، وألسنة النيران الملتهبة في عينيها الزرقاوين تشتعل بالقوة والجنون ، وتسحق شفتها السفلية بأسنانها بشراسة وغيرة عمياء ، من شاهدته يقبل أختها بشغف عاشق ، مم جعل القهر يغلي في ثنايا قلبها ، عادت إلى وعيها حتى شعرت بطعم الدم في فمها ، وهي تسمع صوت رنين هاتفها المحمول ، فأخرجته بسرعة من حقيبتها ، وأخذت نفسًا عميقًا ، وتلقت المكالمة وهي تدير ظهرها لهم ، ثم غادرت على الفور.



خلال ذلك الوقت



التقطت أذن باسم صوت الهاتف ، وعلم أن ريهام قد غادرت المكان ، ليدق جرس إنذار في عقله يخبره أن عليه إطلاق سراح المرأة المتخبطة بين ذراعيه ، لكن النار المشتعلة في قلبه ، والتي شاركت فيها شياطين الشغف تغذى شعلة جنونه بمنتهى المهارة متجاهلاً جميع إنذارات التعقل ، وهناك شعور غامض يحثه على عدم الإبتعاد عنها ، وكان مصدره انجذابا وهياماً قويا جعله لا يستطيع السيطرة على نفسه ، بل يتعمق في تقبيل شفتيها بنهم أكبر.



أما ابريل إنخطفت أنفاسها ، وهى تقاوم بشكل هستيري هجومه العنيف ، وهي تشعر بالاختناق الرهيب فى رئتيها ، كأنها غريق يتصارع مع أمواج البحر الثائرة دون ذرة أمل بأن ينجو بحياته ، وبدأ يجتاحها دوار مؤلم ، وتدريجياً تباطأت حركتها ، ليظن أنها استسلمت له ، لكن أطراف جسدها أصيبت بالخدر حتى شعرت أنها ثلجت كلياً ، ويحيطها الظلام ، يرحب بها في هاوية شديدة العمق والبرودة ، لتسقط بين ذراعيه مسلوبة الأنفاس.



فتح باسم جفنيه بسرعة ، حينما ألقت بثقلها عليه بالكامل ، فأسند جسدها بكلتا ذراعيه ، ليمنعها من السقوط على الأرض ، متسائلاً بعدم فهم : ايه مالك .. انتي كويسة؟



لم ترد عليه ، بل لم تستجب لنداءاته ، فتسلل الخوف إلى قلبه ، وهو يصفع وجهها بقوة طفيفة ، على أمل أن تستيقظ معه ، ثم بلع ريقه بتوتر ، وهمس بإرتياع : ابريل .. بلاش الحركات دي معايا .. مابترديش عليا ليه؟



نبش الرعب بمخالبه في جدران روحه بشراسة ، فزفر بعصبية من عدم قدرته على رؤية وجهها جيداً في هذا الظلام الذي يلفهم ، مما جعله يمسك خصرها جيداً بيد واحدة حتى يتمكن من إخراج الهاتف من جيبه ، ويفتح الشاشة ببصمة إصبعه ، ثم أشعل المصباح يوجهه نحو وجهها.



جحظت عيناه تكاد تخرج من محجرها ، فور أن لاحظ وجهها الشاحب الأزرق كالأموات ، لعدم قدرة الهواء على الوصول إلى رئتيها. 



انصعق باسم حالما رآها في هذا المنظر المرعب ، ثم انهارت قدماه على الأرض ، وركع على ركبتيه وهي جثة باردة بين ذراعيه.



تدفقت العبرات من عينيه لا إرادياً ، وتباطأت نبضات قلبه مع ألم قاتل في صدره بسبب حدث قديم مغمور في الذاكرة ، مر من جديد أمام عينيه ، مما جعله مبهوت حرفياً ، وتعطلت وظائف أعضائه للحظات فور انتعاش أسوأ كوابيسه فى عالم الواقع ، وتجسدت مشاهد مخزنة في عقله الباطن لشخص ملطخ بدمه ، ولا يستجيب قلبه للصعقات الكهربائية ، ثم صور أخرى أكثر قسوة ، وهم يدفنون جسده تحت التراب ، مما أدى إلى خروج دمعات حارقة من مقلتى عينه ، وكان هناك شعور عنيف بالضغط يسيطر على روحه ، بينما يضغط لا إرادياً فوق قلب إبريل الساكنة بين يديه.



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

خلصنا الجزء الأول من الرواية علي خير الحمدلله
توقعاتكم ايه للجزء الثاني ؟

 
هستني كل الاراء والتوقعات للاحداث بعد قرائتكم

 
 
google-playkhamsatmostaqltradent