رواية عشقها الاسد الفصل العاشر 10 - بقلم رباب عبد الصمد
الفصل العاشر
انتهت المكالمة بعد ان دعت مدام صفاء لها بالخير كله وبعد لحظة صمت سمعت هنا للوهلة الاولى يوسف وهو يلاعب نفسه وينطق اسم يحيى بطلاقة فتعجبت له وجلست بجواره وقالت قل بابا
يوسف بصوت طفولى / لا يحيى
هنا باستغراب / من علمك ان تقول يحيى
اشار يوسف باصبعه على يحيى النائم وقال بطفوليه / بابا هذا
اخذ قلب يحيى ينبض بزيادة فكاد ان يفتضح امره الا ان انقذه صوت جرس الباب الخارجى
نظرت هنا فى ساعتها وظنت الطارق زياد فارتدت اسدالها ورفعت يوسف واجلسته بجوار يحيى على السرير وخرجت لتفتح الباب وما ان فتحت الا وصدمت فلم يكن الطارق سوى الدكتور حسام بطوله الفارع يسد امامها فتحة الباب
هنا بتلعثم / دكتور حسام ؟
حسام بابتسامة / تسمحيلى ادخل
هنا بتوتر اشارت له بالدخول
دخل الدكتور حسام وبديهى جلس على اقرب كرسى فى الصالون واضطرت هنا ان تجلس قبالته وهى متوترة
بدا الدكتور حسام الكلام بهدوء تام على غير عادته وهو يبتسم وهذا ما وترهنا اكثرفهى لم تعتاد ان تراه بهذا الوجه البشوش ابدا ولكنها لم تعرف ان هنالك فى الداخل من يستشيط غيظا وغيرة ليعرف شخصية من تجلس معه فما ان سمع صوته الرجولى الغير مالوف الا ودبت غيرة العشق فى قلبه لاول مرة
الدكتور حسام / جئت اليكى قبل ان تذهبى للعمل لاجد الفرصة المناسبة لاتحدث اليكى و...قطع بداية كلامه صوت صريخ يوسف الصغير فقد قرصه يحيى ليبكى لتاتى هى ومن معها اليه فقد وصل لقمة غيرته
حسام منزعجا من صوت الطفل وقبل ان يسال اجابت هنا هذا ابن صديقتى تركته عندى امانه لحين عودتها من زيارة مريض وقامت من مكانها واشارت له بان يدخل معها
وبالفعل دخل حسام وما ان راى يحيى الراقد امامه الا واطال النظر اليه متعجبا على حالته الميؤس منها وتلك التى تؤكد شفاؤه
اشارت له بالجلوس وجلست هى بجوار يحيى على طرف السرير وهى تحمل يوسف
الدكتور حسام معيدا كلامه / جئتك قبل ان تذهبى للمستشفى لاتحدث معكى بعيدا عن المرضى والممرضات وجو المستشفى المشحون بالاضطرابات
هنا بتعجب / وما هو الموضوع الهام الذى جعلك تمثل الهدوء قبل البدء فى حديثك
الدكتور حسام / هذه هى طبيعتى ولكن جو المستشفى هو من يحتم على التصرف بحدة والكلام ايضا بحدة ولكن ما علينا المهم الان اننى جئت لاوضح لكى اولا موقفى وثانيا ...
قاطعته هنا بحده / موقفك فى ماذا فى اصرارك على توبيخى ليل نهار لدرجة جعلتنى لا اثق فى نفسى ام لابعادى عن الرعاية التى فيها عشقى ام لطردك لى من المستشفى وانت تعرف انه ليس لدى اى سكن ام لضغطك على لان تستولى على ابحاثى ام كذبك على بانك تريد الزواج منى
الدكتور حسام بسرعة / انا لم اكذب عليكى يوما وحقا انا اهواكى واتمنى الزواج منكى اما ..
قاطعته للمرة الثانية ولكن قد خانتها دموعها وبدا صوتها يختنق وقالت / اى عشق هذا الذى تتحدث عنه وانا لم ارى منك سوى الاهانات والمعايرة لظروفى وقد نسيت انى اولا واخيرا انسانة ولى مشاعر وكبرياء .. انت لم تعشقنى يوما ولكنك عشقت تمردى على الحياة ومصابرتى على العناء الذى اراه منك . انت عشقت صمودى امامك ليس اكثر فقد اردت ان تكسرنى ولكن فشلت فقررت ان تكسرنى بطريقة اخرى
قام بسرعة الدكتور حسام ووقف قبالتها وامسكها من ذراعيها وساعدها على الوقوف امامه الا انها ابعدت يده بسرعة عنها وقالت / ليست كل بنات حواء سهلة المنال وانا احترم دينى واعرف حدودى فارجوا الا تلمسنى مرة اخرى
الدكتور حسام باشفاق على حالها قال / اسف على كل ما سببته لكى ولكنى غشيم فى حبى وكل رجل له طريقته فى التعبير فانا كنت اضيق عليكى الخناق خوفا عليكى فقد كنتى تهلكين نفسك فى الرعاية ليل نهار حتى انك قبلتى ان تعملى اليوم كاملا فهل هذا يعقل وكنت متوهم انى ان حاوطتك ستقعين فى حبى وتشعرين بما اكنه لكى
هنا بصريخ / المراة لا تحب الا من تشعر من ناحيته بالامان فالمراة ايا كانت جنسيتها لا تحتاج الا لسند رجل يحتويها ويضمها ويرويها من حنانه وتكتفى به عن العالم اجمع وتشعر ان الكون كله فى احضانه فقل لى كيف كنت اشعر بحنانك امام اهانتك لى . كيف كنت اشعر بحبك وانت تحاول جاهدا بكسرى ..اى عشق هذا . ما تتحدث عنه هو عشق الجحيم بينما السعادة فى الحب تكمن فيما تستطيع اعطاؤه وليس فيما تستطيع الحصول عليه وانت لم تعطينى الا الشقاء
ثم انهمرت دموعها اكثر وقالت انت لم تحتاجنى بجوارك لنواجه الحياه معا انت تحتاجنى بشكل مؤقت وهذا يجدر بى ان اتجاهلك للابد
الدكتور حسام متاثرا على حالها / اهداى واعطينى فرصة لاتغير فانا لا اريد ان اتغير الا لاجلك انتى ثم استطرد قالئلا انا لست بملاك بلا اخطاء ولكنى حتما لا اخدع من احب وعليكى فقط الا تقابلى اسائتى بقساوتك بل تحملينى ووقوينى انتى بحنانك ثم مد يده ليمسح دموعها وهو يبتسم ويقول سمعت ان دموع الحب جميلة ان وجدت من يمسحها
ارتعدت هنا من لمسته وابتعدت بسرعه عنه
هنا / من فضلك يا دكتور حسام لا تستخدم اسلوب الضغط على بمعذوب كلماتك
الدكتور حسام وهو يبتسم / اخيرا وجدتى فى صفة جيدة
بدات هنا تمسح دموعها ولم تشعر بان يحيى كاد ان يفتك بذاك الواقف امامه وهو يستمع له يسترسل فى كلمات الحب لقطته فقد اصبح بين كل ثانية واخرى مرهون بافتضاح امره فقد اصبح يشعر بانه مسئول عنها ويريد ان ياخذها تحت جناحه وبين احضانه ليعوضها عما آسته
رن جرس الباب مرة اخرى وكان الطارق هذه المرة زياد ففتحت له ودخل بتلقائية عند يحيى ولكنه فوجىء بالدكتور حسام فعرفتهم ببعضهما وبالطبع شعر زياد بما يجول فى صدر يحيى ولكنه لم يعلق ولكن تعابير وجهه كانت واضحه كانها تريد الاستفهام عن سبب وجوده
هنا / لقد تاخرت على يا زياد وتاخرت انا عن موعد عملى
كاد زياد ان يد ولكن سبقه الدكتور حسام قائلا / بدلى ملابسك وسانتظرك لاخذك معى
لم تعترض هنا وذهبت لتبدل ملابسها بينما خرج الدكتور حسام ينتظرها فى سيارته
وما ان خرج الا وهمس يحيى بكل عصبية لزياد اياك ان تتركها تذهب مع هذا السفيه بل قم انت بتوصيلها
ابتسم زياد على غيرته الواضحة واشار له بالهدوء والا سيفتضح امره وما ان جاءت هنا الا وقال لها زياد / ساقوم انا بتوصيلك وساخذ معى يوسف واعود به فاريد ان اتحدث معكى فى امر هام
هنا / حسنا ساعتذر للدكتور حسام
زياد / لا داعى لقد قمت انا بالواجب
مرت ساعة وعاد زياد ليحيى بعد توصيل هنا
يحيى بلهفة وهو يمد يده ليوسف لياخذه من زياد / ها ماذا قلت لها
زياد / شرحت لها انه ستكون المسئوله عن متابعة حالة والدتك واخذت موافقة من الدكتور امجد بوصول والدتك من المطار عليهم
يحيى / وماذا عن هذا السفيه
زياد / لا تقلق بشانه فقد تحدثت معها بشانه وقصت لى ما دار بينهم وسالتها عن رايها فيه فوجدتها ترفضه بشدة فلا داعى لقلقك الزائد هذا
يحيى / وكيف لا اقلق وانا رايته بعينى يتفحض فى كل انش فيها ؟ ثم اكمل قائلا عليك من الان ان تجعل بكل ركن فى الفيلا كاميرا مراقبه فقد كنت سأجن وانا اسمع صوتها معه فى الخارج ولا اراهم امامى
..............
فى المساء اخذت هنا تطعم يوسف وتلاعبه واخيرا نيمته ثم بدات بتبديل ملابس يحيى وتعطيره ثم قامت كذلك باطعامه والغريب انه اصبح يتلذذ وهوة يتذوق طعامها فاصبح مدمنه
واخيرا جلست جواره واخذت تحدثه وهى تمرر اصابعها بين خصلات شعره وتبتسم وتقول / لم اعرف ما سبب هجومى على الدكتور حسام بهذا الشكل و فى الحقيقة شعرت باننى اهاجمه لانه ليس مثلك فاصبحت لا ارى غير وجهك ولا استنشق الا عبير عطرك ولا اتمنى الا ان ابقى تحت جناحك فاصبحت ارى كل الوجوه فيك واراك انت فى كل الوجوه ثم تنهدت بعمق ومددت جسدها واستغرقت فى نومها ويوسف كالعادة بينهم اما يحيى فابتسم على كلامها الذى يلهبه شوقا ورغبة فيها
انسحبت روحى منى لتسكن بين اضلاعك
احبتتك فكنتى كالفيضان الجارف
يجرفنى التيار اليكى
ادمنت حبك ويا ليتك كنتى بحرا
لارمى نفسى فى اعماقك فاغرق واموت فى احشائك
لقد اذقتينى الشهد والسكر واعطيتينى ما فكرت وما لم افكر
............
فزعت هنا من نومها على طرقات عالية فقامت ولم يسعها فزعها ان تدرك انها كانت نائمة على صدر يحيى وان يوسف نائم فى الجهة الاخرى
خرجت بسرعة وهى ترتدى اسدالها ومتوترة من الطرقات المتلاحقة
اما يحيى فقد فزع هو الاخر ولكن سرعان ما عدل وضعه ووضع يوسف
فجاة سمع صريخها وهى تركض نحوه ويركض خلفها زوج امها وهو فى حالة سكر تام
هنا بذعر / ما الذى جاء بك فى هذا الوقت المتاخر و...
قاطعها هو بجذبها اليه بكل قوته وحاول ان يقبلها عنوة ولكنها استطاعت الافلات منه وهى تصرخ ولكنه لم ينتهى وركض خلفها مرة اخرى وهو يقول لقد اصبح البيت بارد من يوم ان فارقتيه وكل يوم اشتاقك اكثر
هنا وهى تبتعد بخوف عنه وهو يقترب منها كالوحش / لقد سلبت الخمور والمخدرات عقلك فانت زوج امى فى مقام والدى فكيف ترانى هكذا
زوج امها وهو يقترب ببطء / انا زوج امك ولكنى رجل ولى قلب يحب ويشتهى ويرغب ولم ارغب الا فيكى فانتى الوحيدة من تثير جنونى
هنا ارتطمت بظهرها فجاة للحائط خلفها فانتهز هو الفرصة وهجم عليها مرة اخرى ولكن فزعه صوت يوسف الذى استيقظ لتوه مذعورا فانتهزت هى الفرصة وابتعدت عنه بسرعة ولكن هيهات فقد ركض خلفها مرة اخرى
هنا بصريخ / اتركنى وساتيك كل ما معى من اموال ... ارجوك عد الى عقلك
زوج امها / انتى عقلى فتعالى فى احضانى ليعود لى عقلى
استطاعت هنا ان تفلت منه مرة اخرى وحملت يوسف بيدها بسرعة وخرجت وفى بالها ان تخرج نهائيا خارج الفيلا لتستنجد باى شخص وكاد ان يركض خلفها ولكنه وجد يد من حديد كبلته من خلفه فالتفت مذعورا فاذا بيحيى يقف خلفه ويقول بصوت صارم ولكنه خافت قطتى خط احمر وضربه براسه ثم لكمه فى وجهه فصاح الرجل من شدة الضربة وسقط مغشيا عليه
هنا سمعت صراخه وهى فى حديقة الفيلا فتوترت وبدات تدخل على وجل وهى تنظر حولها من الخوف ان ينقض عليها مرة اخرى ولكنها وجدت هدوء تام فبدات تسرع فى خطواتها فصعقت عندما وجدته راكضا ارضا مغشيا عليه بجوار حافة السرير فصرخت من منظره ولكنها لم تشك ابدا فى يحيى فقد وجدته كما هو مستكينا فى سريره ولكنها اعتقدت انه من سكره تعرقل فى شىء فادى الى سقوطه وارتطامه فى حافة السرير ولكنها انهارت باكية على حالها ووضعت يوسف ارضا وجلست هى بجوار السرير واخذت تهز فى يحيى وتقول / متى ستعود لحياتك فانا فى اشد الحاجة اليك ام انك ستتخلى عنى مثل الجميع واخذت تصرخ وتهزه وتقول ارجوك عد لحياتك اتسمعنييييى افيييق لم اعد اتحمل فلماذا كنت لها كل شىء كن لى انا اى شىء ولو لساعة واحدة اشعرنى بسندك لى فانا لا احتاج ان الجأ لغيرك ارجووووك ااااه
•تابع الفصل التالي "رواية عشقها الاسد" اضغط على اسم الرواية