رواية وابقى بدون لقاء الفصل العاشر 10 - بقلم حور طه
«في منزل سامر»
*****************
رحمة، تستيقظ بفزع وتضع يدها على قلبها: “ماما خديجة… أكيد في حاجة غلط.”
سامر ،يستيقظ ويطمنها::ايه اللي حصل؟ ،تمام لا تخافي،”
رحمة تأخذ نفسًا عميقًا: “حاسّة إن فيه حاجة حصلت مع ماما خديجة. لازم نروح نشوفها.”
سامر يستجمع نفسه: “طيب، أنا هجهز نفسي ونروح. بس أهدئي، كل شيء هيكون تمام.”
رحمة تتردد: “بس أنا حاسة إن فيه حاجة مش تمام.”
سامر يضع يده على كتفها: “اسمعيني، هنروح ونشوفها مع بعض. متخافيش، ماما قوية.”
رحمة تتطلع له بقلق: “أتمنى تكون بخير.”
سامر يبتسم بحنان: “أكيد، يلا نتحرك قبل ما يتأخر الوقت.”
ينزلوا ويركبوا السيارة متجهين إلى خديجة.
سامر ينظر إليها وهو يقود: “رحمة، حاولي تريحّي نفسك. كل حاجه هتكون بخير، إن شاء الله.”
رحمة تتنهد بعمق، عيونها مشدودة: “مش قادرة أهدأ. حاسة إن فيه حاجة سيئة هتحصل.”
سامر: “طيب، فكّري في شيء إيجابي. تفتكري آخر مرة شفتِي ماما كانت مبسوطة فيها؟”
رحمة تحاول التذكر: “أيوة، كانت عندنا في البيت كنا بنتعشى ومبسوطين بس…”
سامر يبتسم برفق: “صحيح. وهي بتحبك جدًا، أكيد هتكون بخير.”
رحمة تُحدق في النافذة: “بس مش قادرة أتجاهل الشعور ده. كأن قلبي بيقول لي إن في حاجة غلط.”
سامر يقلل السرعة، وينظر إليها بجدية: “أسمعي، في أوقات بنكون متوترين من غير سبب. يمكن تكون مجرد ضغوط أو قلق.”
رحمة تُفكر: “يمكن… لكن مش قادرة أوقف الأفكار.”
سامر يضع يده على يدها: “عايزك تركزّي على التنفس. خدّي شهيق وزفير ببطء.”
رحمة تستجيب بتردد، وتأخذ نفسًا عميقًا: “شهيق… وزفير…”
سامر يشجعها: “ممتاز! دلوقتي، فكّري في الأشياء اللي بتحبيها.”
رحمة تبتسم قليلاً: “بحب لما بنروح مع بعض الحديقة الحيوانات.”
سامر يضحك بخفة: “أيوة، وماما كانت بتحضر لنا أكل لذيذ هناك.”
رحمة تبتسم بخجل: “كان طعم الفطائر بتاعتها لذيذ.”
سامر بتفاؤل:ايوا “انسي خوفك، وافتكري الحاجات الحلوة. هنوصل لها بعد دقائق وأنت ترتاحي.”
وصلوا إلى بيت خديجة، ووقفوا أمام الباب. سامر يضغط على الجرس، لكن لا يأتي أي صوت من الداخل.
رحمة بقلق: “سامر، ليه مفيش حد؟ أكيد فيه حاجة غلط.”
سامر ينظر حوله بقلق: “يمكن تكون نائمة. احنا لسه الصبح بدري، حاولي تهدّي نفسك.”
رحمة تضع يدها على قلبها: “لا، مش مرتاحة. افتح الباب بالنسخة اللي معاك.”
سامر يخرج النسخة من جيبه ويفتح الباب بحذر: “خلي بالك، إحنا داخلين.”
يدخلون إلى المنزل، ويسود صمت مخيف. يشمّون رائحة الطعام في المطبخ.
رحمة تتلفت حولها: “ماما خديجة!”
لا يوجد رد، وتبدأ رحلة القلق تتصاعد. يذهبون إلى غرفة المعيشة، ويجدون خديجة ملقاة على الأرض.
رحمة تصرخ: “ماما خديجة!”
سامر ينحني عليها: “ماما، ردّي علينا!”
تحاول رحمة أن تلمس وجه خديجة، لكن لا توجد استجابة. يتبادلان النظرات القلقة.
رحمة تبتعد قليلاً عن الخوف: “لازم نساعدها. يمكن تكون في غيبوبة!”
سامر بسرعة: “تعالي نرفعها.”
يحملان خديجة برفق، ويوجهانها على الأريكة. يلاحظ سامر أن وجهها شاحب.
سامر يحاول أن يبقيها مستيقظة: “ماما! فوقي! احنا هنا.”
رحمة تلمس يديها بلطف: “ماما، لو سمحتي، افتحي عينيك.”
بعد لحظات من القلق، تتنفس خديجة بصعوبة وتفتح عينيها قليلاً. بصوت ضعيف: “مين… فين أنا؟”
سامر يطمئنها: “إحنا هنا، يا ماما. رحمة معايا. كنتِ في حالة غيبوبة.”
رحمة تلمع عينيها بالدموع: “ماما، ما كانتش كويسة!”
خديجة تستعيد وعيها ببطء: “إيه اللي حصل؟”
سامر يحاول مساعدتها للجلوس: “أكيد كان عندك غيبوبة سكر. لازم نشوف دكتور.”
رحمة تخاف: “يعني لازم نديها أي سكريات، بسرعة!”
تسرع إلى المطبخ وتعود بسرعة بكوب من العصير والحلويات. تقدمها لها: “اشربي ده، يا ماما. هيساعدك.”
خديجة تأخذ ببطء، ويبدو عليها التحسن تدريجيًا.
سامر يضع يده على كتف رحمة: “تمام، اهدي ماما بقت كويسة.”
رحمة تشعر بالارتياح: “أنا قلقت عليكِي جدًا، يا ماما خديجة.”
خديجة تبتسم برفق: “ما تقلقيش يا حبيبتي أنا بقيت كويسة، بس قولوا لي إيه اللي جابكم على الصبح.”
سامر ينظر لرحمة: “رحمة فجأة قامت من النوم مخضوضة وحست إنك فيكي حاجة، فآثرت إننا نيجي ونطمن عليك.
خديجة تبص لرحمة باستغراب، لكن عينيها تحملان الحب والامتنان: “يمكن لو ما كانتش رحمة حست بده، مش عارفة إيه اللي كان هيحصل لي.”
رحمة تقبل يدها برفق: “الف سلامة عليكِ يا ماما. احنا مش هنسيبك لوحدك تاني، لازم تيجي تعيشي معانا.”
سامر يدعم قرار رحمة بحماس: “وانا من بكرة هحاول أشوف بيت يكون أوسع وأكبر علشان نقعد فيه كلنا مع بعض. ومش عايز أي اعتراض.”
خديجة تعبر عن اعتراضها بحب: “يا ابني، يا حبيبي، أنا ما بعرفش أقعد غير في بيتي. ما أقدرش أبعد عن البيت ده.”
تتجمد لحظة في الجو، وتبدأ رحمة في الضغط على يدي خديجة: “ماما، إحنا نقدر نعيد ترتيب،كل حاجه في البيت ونخليه زي هنا بالظبط المكان مش مهم، الأهم إننا نكون مع بعض.”
سامر يبتسم برقة: “إحنا عاوزين نكون جنبك، ودعمك مهم لينا.”
خديجة تتنهد، وتظهر على وجهها تعبير مختلط من القلق والحنان: “بس البيت ده مليان ذكريات، وما أقدرش اسيبه.”
رحمة تستمر في الاحتضان: “الذكريات هتكون معانا فين ما رحنا، ومش هنسى كل اللحظات الحلوة اللي عشناها في البيت ده.”
سامر يضيف بابتسامة: “بس كل واحد فينا هيكون موجود لتجديد الذكريات، نقدر نخلق لحظات جديدة مع بعض.”
تظهر نظرة أمل في عيني خديجة، فتشعر ببعض الاطمئنان: “يمكن… إذا كنتوا معايا، أقدر أتحمل أي حاجه.”
رحمة: “طبعًا، إحنا عيلة واحدة. ولازم نبقى مع بعض في كل الأوقات.”
تبدأ الأجواء تتحسن، وابتسامة خفيفة تظهر على وجه خديجة، مما يعكس الحب والوحدة التي تجمعهم.
**************************
«عند الدجال»
*************
في غرفة مظلمة مضاءة بالشمع، يجلس الدجال مع الست، محاطًا بمجموعة من الأدوات الغامضة.
دجال بصوت منخفض:: بصي، لو عايزة الجن يساعدك، لازم نعمل الطقوس بشكل صحيح.
الست تشعر بالتوتر:: طقوس إيه تاني؟ إنت متأكد إن ده هيشتغل؟
دجال يبتسم بطريقة غامضة::أيوه، لازم نعمل حاجات معينة. الجن قوي، بس محتاجين نطلب مساعدته بطريقة صحيحة.
الست تتردد:: يعني هنعمل إيه؟
دجال يقترب منها::أول حاجة، لازم تختاري وقت مناسب. كل شيء له طقوسه، وبالأخص في الليل.
الست تسأل بفضول:: وده هيأثر على الشخص اللي عايزة أذيته؟
دجال بثقة:: طبعًا. لازم نحدد اسم الشخص ونكتب له تعويذة. وبعدين، نستخدم الرموز اللي عندي هنا.
الست تشعر بقلق:: طيب، لو الحاجة دي اتعملت، هيتأذى بجد؟
دجال يضحك بهدوء::مش بس هيتاذي، ده هيتعذب. الجن هيساعدنا عشان تخلي الشخص ده مش مرتاح في حياته.
الست تبدأ تشعر بالتحمس:: طيب، و إنت هتكون معايا في كل الخطوات؟
دجال يومئ برأسه::أيوه. أنا هنا علشان أرشدك. هنعمل ده سوا. وبكده، هتقدر تحققي هدفك.
الست بثقة متزايدة:: يعني أقدر أخلي حياتهم جحيم؟
دجال يبتسم بخبث:: بالضبط. بس لازم نلتزم بالطقوس ونركز على نوايانا.
تشعر الست باندفاع قوي بينما يتحدث الدجال، وتبدأ في التفكير في النتيجة التي تريدها بشغف.تتجه الست نحو الدجال بقلق بينما تجلس على الكرسي.بتردد::بس، احنا عملنا الطقوس دي قبل كدا. وعملت علاقة معاك، بس هم رجعوا لبعض تاني.
دجال يبتسم بذكاء:: أيوه، بس المرة دي الوضع مختلف. الطقوس كانت ناقصة، وعشان تجيب نتيجة فعلًا، محتاجين نعملها بشكل كامل.
الست تبدو مشوشة:: يعني إيه ناقصة؟
دجال يشرح ببطء:: الناقصة كانت النية والتركيز. ولما نعمل العلاقة مرة تانية، هنجمع قوتنا مع الطقوس، وهيساعد الجن في تدمير حياتهم.
الست تفكر في كلامه::طيب، يعني لو عملنا كده، هيكون فيه تأثير أقوى؟
دجال يومئ برأسه:: بالضبط. العلاقة دي مش بس جسدية، هي جزء من الطقوس. بعد ما نعملها، هتكوني قادرة تحكمي فيهم وتدمريهم.
الست بثقة متزايدة:: و إنت هتساعدني في كل حاجة؟
دجال يبتسم بثقة::طبعًا، أنا هنا علشان أساعدك. بعد ثلاث مرات من العلاقة، هتحسي إنك بدأت تتحكمين في حياتهم بشكل كامل.
الست تشعر بالإثارة:: وده معناه إنهم مش هيكونوا مرتاحين ولا لحظة؟
دجال يضحك بخبث:: أيوه. هتكوني قادرة تخليهم يعيشوا في جحيم. الجن هيساعدك لو ركزتي كويس.
الست تشعر بالقوة::طيب، نبدأ من دلوقتي. أنا عايزة أنهي الموضوع ده.
دجال بثقة:: تمام. هنتبع كل الخطوات، و هنجمع قوتنا ونبدأ الطقوس.
تشعر الست بمزيج من الحماس والقلق، بينما يخططان معًا للخطوات القادمة.
**************************
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية وابقى بدون لقاء) اسم الرواية