Ads by Google X

رواية عشقها الاسد الجزء الثاني 2 الفصل الحادي عشر 11 - بقلم رباب عبد الصمد

الصفحة الرئيسية

 رواية عشقها الاسد الفصل الحادي عشر 11 - بقلم رباب عبد الصمد 

البارت الحادى عشر

 مادام بى نفس فلن اتركها فاما هى واما الموت 
 علم زياد ان قلب الاسد اوشك الدخول لحرب الله وحده يعرف نهايتها فهول ليس من المستسلمين ابدا وخاصة ان كان الدفاع عن حبه
 مدام صفاء خشت ان يكرهها ابنها بسبب ضغطها على فلم تنطق بحرف ولكن عيونها المملوء هى من قالت كل شىء فقام اليها يحيى وحضن راسها فى صدره وقبل جبينها وقال المراة الحديدية لا تبكى ابدا ثم انك اقترحتى الحل العادل فابن قلب الاسد لابد ان يكون مرفوع الراس كما انه ليس من شيم الرجال ترك لحمهم فى العراء
 انفجرت امه باكية فى حضنه فهى تعلم كم الالم الذى يعانيه ابنها ولكنه يكابر بالاعتراف 
 ابعدها يحيى عن صدره وبدا ينظر فى ساعته فوجد الوقت قد تاخر فقال لزياد فى الصباح ستتولى انت امر احضار محامى وشاهد اخر معك 
 بينما خرجت مدام صفاء لتبلغ شهندة بما توصلوا اليه 
 اما عند هنا فقد مر الوقت عليها عصيبا وكم كانت تشعر بالذنب تجاه حسام ولكنها تعجبت من عدم حضور يحيى وظلت جالسة بجوار حسام حتى استغرقت فى النوم وهى جالسة جواره 
 بدا حسام يفيق وانخفضتت حرارته وبدا يفتح عينيه ينظر حوله ليتبين ما حدث له فوجد هنا نائمة بجواره على الكرسى فابتسم عليها ونظر لنفسه فوجدها قد اغلقت له ازراره ودثرته جيدا 
 بدا يقوم ببطء من مكانه واخذ ما كان مدثرا به ودثرها هى به وخرج من الغرفه ببطء حتى لا يوقظها ودخل المطبخ سرع فى صنع فنجان قهوته وبعدها جلس فى غرفة اخرى واسند راسه للخلف وبدا يتذكر ليلة امس وانب نفسه على الطريقة التى حدثها بها ولام نفسه على ظلمه اياها فهى مهما مهما كان عاشقين ومعرضين للحظات الضعف بينهم خاصة وهم محرومين من الاساس من بعض فهذا يثير من غريز الاقتراب اكثر وان لم تكن هنا طيبة القلب ونقية ما كانت اعترفت له من الاساس ويكفيه انها شعرت تجاهه بالذنب فهذا اكبر تقدير منها له فهو من الاساس لا يمثل لها شىء سوى انها ارتبطت باسمه فى ظل ظروف اجبرت عليها وان كانت عاشقه له لكان ضعف امامها كما ضعف يحيى 
 وقطع شروده صوتها وهى تقول له بخجل / حمدا لك على سلامتك
 ابتسم لها حتى يزيل عنها احراجها ومد لها يده وهو جالس فتعجبت هى ومدت له يدها ولكن نظراتها كانت متسائلة 
 ابتسم هو لانه شعر بارتباكها فاجلسها جواره وقال بهدوء اسف 
 هنا وتوترت وقالت بهمس / الواجب انا التى اعتذر مرات ومرات فانا المخطئة و...
 قاطعها قائلا / انتى لم تخطئى يا هنا كل ما فعلتموه انكما ترجمتم ما يقوله قلبكم وهنا يلغى العقل وهذا حال كل العاشقين ولست وحدك وانا اعترف ان كنت انا مكانه وفى وضعه لتكرر هذا الوضع بيننا ثم ابتسم بالم قائلا ولكن ما يهمنى الان انه اصبح لا مجال لوجودى ويجب ان انسحب لتتوجا حبكما فى النور 
 ابتسمت هنا قفد ازال عنها هما كبيرا وقبل ان تشكره اكمل قائلا والان قومى بدلى ملابسك وساذهب انا معكى وساتولى انا امرك ولكن المهم الان انك قد نسيتى امرا هاما 
 سالته هنا مستفهمة فقال لقد اتصلتى بوالدتك واخبرتيها اننا عدنا ولكن من الان لابد ان تظهرى لها ان بيننا بعض التوترات لعدم التوافق بيننا حتى يصير الطلاق طبيعى واخذ نفسا عميقا واكمل ومن يوم طلاقنا يحل لكى الزواج من يحيى فانت ليس عليك عدة المطلقة لانكى من الاساس لم تكونى زوجه 
 خجلت هنا منه فهى قد فهمت قصدره ولكنها لم ترد بل هربت من امامه لتبدل ملابسها بينما هو اطفا سيجارته فى منفضة السجائر ومرر اصابعه بين خصلات شعره ثم اسندها للخلف محاولا تهياة نفسه على الفراق فاصعب شعور ان تقدم من تحب وتهوى لشخص اخر وبنفسك فما اصعب هذا الموقف الذى تجبر فيه قلبك على عدم النبض فكانك تقتله بسكين بارد ببطء 
 بينما ظل يحيى فى غرفته لم يغادرها وظل جاسا امام نافذه مكتبه شاردا فى هناه وكيف ستواجه لموقف عندما تعلم 
 دخل عليه زياد وهو مكفهر ليخبره بوجود المحامى والشاهد 
 قام يحيى فى تثاقل دون ان ينطق باى حرف وكانه الة تتحرك لتؤدى عملها دون احساسها باى شعور 
 وفى الخارج كانت تجلس شهندة وقد ارتدت فستانا غاية فى الجمال والاغراء فى ذات الوقت فكون المرء سعيدا فيظهر كل شىء حوله سعيدا حتى ملابسه تشع سعادة وبهجة وهذا كان حالها فهى حقا كانت سعيدة انها ستتزوجه ولكن سعادتها لم تكن لانها تحبه بل سعادة لانها اخيرا ستحصل على المال الذى تحتاجه بكل سهوله دون ان ترتمى كل ليلة فى احضان رجل مختلف وفى النهاية فهى كانت سعادة ولكنها سعادة من نوع اخر يناسبها 
 فكل منا يرسم لنفسه سعادة تختلف من وقت لاخر فقد تكون السعادة اليوم لاكتسابنا لقلب شخص ما وقد تكون قمة السعادة غدا هى لفقدنا لنفس الشخص فسعادتنا نحن من نصنعها فالحياة والايام تتوالى بطريقة واحدة ولكن شعورنا هو الذى يتغير مع تغير المواقف 
 اخيرا انتهى المحامى من كتابة العقد العرفى فى حضور الجميع وقد جلس يحيى قبالة شهندة ولكنه لم ينظر اليها ولا لجمالها الصارخ فقد اكتشف انه جمال مزيف 
 وما ان مضت شهندة والشهود على العقد الا ورن جرس الباب 
 خفق قلب يحيى وشعور داخلى قال له انها ملهمته ولكنه دعا الله ان يخيب ظنه فهو لا يحب ان تراه فى ذلك الموقف ابدا فلاول مرة يتفق هو معها بانه سينهى وضعها مع حسام وللاسف هو من يرجع فى كلامه فلن يتحمل نظرة الانكسار لنفسه فى عينيها 
 اخذ قلبه يخفق ويخفق وكاد ان يتوقف بسبب ضعف دقاته وبدا نفسه يختنق وشعر بضيق المكان حوله 
 ولم يكن الوضع مختلف عند مدام صفاء وزياد وان كان الامر عندهم هينا فهم ليسوا مثله عاشقين 
 مرت لحظات صمت مخيمة على الجميع ولا صوت الا صوت الجرس والكل خائف من اللحظة الحاسمة ولم يجروء ايا منهم على ان يفتح الباب 
 شهندة شعرت بان هناك امر ما ولم تفهم ما هو وان كانت اهتمت من الاساس بالسؤال عن هنا لعلمت كل شىء ولكن هذا لم يكن يهمها على الاطلاق ولكن موقفهم هكذا ارابها مما جعلها تطلب من زياد ان يقوم ويفتح الباب 
 قام زياد متثاقلا تحت عيون يحيى المراقبة والزائغة 
 اخيرا بدا زياد يحرك المقبض وكانه يحرك معه تابوت وفاة يحيى 
 واخيرا فتح الباب ووجدوا من توقعوه ومن ان سمع يحيى صوتها الا ودفن وجهه بين كفيه واسند براسه على ساقيه فهو غير قادر على مواجهتها وغير متحمل نفسه وهو ضعيف 
 كانت هنا داخلة عليهم ووجهها يحمل فرحه العالم كله فى ملامحها ولكن ما ان رات ملامح زياد المتجهمة الا وتوترت هى الاخرى وتحولت ملامحها للخوف وبصوت عالى قالت ما بك يا زياد هل اصاب صغيرى شىء وازاحت زياد من طريقها وتوجهت ناحية يحيى 
 ما ان سمع يحيى لهفتها تلك الا واحترق اكثر لاجلها وكم شعر ان جسده يتلاشىء شيئا فشئيا فكم اصبح صغيرا فى نظرها . كم اصبح لا شىء . كم هدم احلامها . كم كسرها فكل شىء يهون الا كسر الروح والكرامة 
 ركضت هنا نحوه وهى لا تنطق الا بصغيرى كيف حالك بينما هو لازال دافنا وجهه بين كفيه ولا يستطيع المواجهة 
 بينما حدقت فيها شهندة وهى غير مستوعبه لحقيقة الموقف ولا تفهم ما يحدث حولها بينما قامت مدام صفاء من المجلس نهائيا لتختفى من امامها فهى تشعر بتانيب ضميرها 
 جثت هنا اما يحيى وهى لم تشعر بما يحدث حولها حتى انها لم تنتبه لوجود المحامى وشهندة واخذت تهزه بلهفة وتقول ضغيرى وحبيبى ماذا حل بك لما تجلس هكذا . ارفع وجهك لاجلى . طمانى عليك فقد جئت ومعى حسام ليكون وكيلى فى زواجنا 
 ما ان سمعت شهندة تلك الجمله الا وصدمت 
 بينما ظل زياد واقفا خلف هنا مرتبك ولا يعرف كيف سيمر الموقف 
 بينما حسام فهم الموقف برمته فهو نظر للمشهد من خارج الدائرة غير تلك المتلهفة العاشقة 
 كل هذا ويحيى غير قادر على ان يرفع وجهه لينظر اليها لا يستطيع ان ينظر لعينيها ويرى فيهم كسرتها وندمها فهو لن يتنازل عنها وكان سيشرح لها ولكنه لم يكن يتمنى ابدا ان تراه فى ذاك الموقف 
 مدت يدها وازاحت يده عن وجهه فنظر له بجمود ولم ينطق فسالته بلهفة ما بك يا صغيرى هل اصابك سوء . رد على فقد اصبحت لا استانس الا لصوتك 
 كلامها كان يقطع فيه اكثر ويوجعه اكثر 
 شعرت هنا ان فى الامر شىء فنظرت لزياد وهى لازالت جاثية امام يحيى وسالته ولكن زياد هو الاخر لم ينطق ولم يتكلم احد الا حسام الذى قال لها بهدوء وهو خائف عليها مما سيصيبها قومى يا هنا لم يعد لكى مكان هنا 
 نظرت له هنا بصدمة وعادت لتنظر ليحيى الذى ظل خافضا نظره للارض ولم يجروء للنظر لها بينما يده لا زالت بين يديها وشعرت ان هناك شىء ما فسالت حسام وهى تنظر ليحيى بجمود ماذا حدث يا حسام 
 هنا ردت شهندة بعصبيه فقد استفزها الموقف وقد تاكدت ان يحيى يعشق تلك الجاثية امامه فليس من طباعه ان يظل هكذا ساكنا فى مثل تلك المواقف ولم يكن ابدا ضعيف فهيبته وجبروته دائما هى صاحبة اللمعة الطاغية اما موقفه هذا فلا يدل الا انه عاشق بل وبكل جوارحه فقالت بعصبية / ماذا تريدى انتى من زوجى وكيف تناديه بصغيرى الا عندك ذرة حياء 
 لم تنطق هنا من صدمتها وتلقت الكلمة وهى لازالت ناظرة ليحيى وتيبست يدها حول يده وكادت انفاسها ان تختنق حد الموت وكانت الكلمة كالسهم الذى يخترق الصدر وهو يعلم مكان استقراره اخترقت قلبها وكادت ان تقطعه الا ان دمعة وحيدة انهمرت من عينيها المتحجرة والثابته عليه فنزلت على يده المحضونه بين كفيها مجرد قطرة دمعة صغيرة ولكنها كانت نار حارقة عليه 
من خوفى عليك هجرت عينيك .. طلبت البعد عنك كى لا ابكيك
ومن خوفى عليك عاتبت قلبى .. وسحبت يدى من دفء يديك
وطويت كل قصصى معك..وابقيت القلب للحب يهديك
بعدى عنك ليس بخاطرى . بل القدر شاء بالفراق يبكيك
فانا كما انا ما تغيرت عليك.. وما زلت من عمرى اعطيك
لا تقول انى هجرتك والشعر ما زال يناجيك
خوفى عليك اكبر من خوفى على نفسى ومن نفسك عليك
سابعد قليلا كى لا اجلب لك حزنا وهما يشقيك
لا تظن انى مفارق هواك فقلبى ما زال حيا بين يديك
ينبض بك وحياته تحلو طالما بالشوق لهفة ياتيك
 ظل كلاهما مختنق الانفاس ولم تشعر هنا بمن حولها فكان العالم انتهى حولها ولم يعد هناك غيرها 
 تنبهت اخيا على يد حسام ترفعها فاستسلمت له وقامت معه ولم تنطق 
 تحركت خطواتهم نحو الباب ولم ينطق اى من الموجودين اى حرف وما كاد حسام يفتح الباب الا وقالت بصوت مخنوق انتظر يا حسام لحظة ثم عادت بخطوات متثاقلة للخلف نحو المحامى وطلبت منه ورقه وقلم

  •تابع الفصل التالي "رواية عشقها الاسد" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent