رواية عشقها الاسد الفصل الحادي عشر 11 - بقلم رباب عبد الصمد
الفصل الحادي عشر
اخذت تبكى وهى انفطر قلبه لاجلها وكاد ان يحتضنها فعلا وليكن ما يكون ولكن الاسد دائما ما يتحكم فى رغبته فاستطاع ان يتحامل على نفسه ويكتم لهفته لحضنها ويقول فى نفسه انا احتاج لحضنك اكثر منك فالرجل مهما كانت قوته لا يهدا الا فى حضن امراته ولو علمتى ان لمساتك وكلماتك هى سر قوتى لهداتى ولو عرفتى مقدار خوفى عليكى لاستقويتى بى ولكنى افعل هذا لكى قبلى فلابد ان اعود للحياه اقوى مما كنت حتى اظل فى عينيكى اسدا
هدات هنا قليلا وقامت وهى تمسح دموعها وبدات فى سحب زوج امها من يديه لتخرجه خارج الفيلا قبل ان يعود لوعيه وما ان انتهت من ذلك الا واتصلت بزياد ليحضر لمساعدتها
وصل زياد وهو فى قمة قلقه فقد اتصلت به بعد منتصف الليل وما ان سمع منها ما حدث الا وهدا من روعها وقال لا عليكى ساحمله انا والقى به فى اى جانب طريق وان وجده احد فبالطبع لن يعترف على نفسه انه جاء لهنا فى الليل ليتحرش بكى ولكنه اثناء ما كان يتكلم اخذ يختلس النظرات ليحيى ليحاول ان يستشف منه اى شىء فقال من فضلك اعطينى كوبا من الماء فقد تملكنى الذعر عليكم جميعا وحمل يوسف من يدها الذى كان يرتعد خوفا مما راه وما ان خرجت الا وعرف من يحيى انه هو من ضربه فضحك له وقال / يبدوا ان المركز الرياضى اتى بثماره معك وعدت اكثر قوة واستعدت نشاطك
يحيى بضيق / الحيوان كاد ان يعتدى عليها ولم يكمل كلامه فقد سمع قرب خطوات هنا فعاد لوضعه
جاءت هنا ودموعها لم تجف
زياد / اهداى ساخلصك من كل شىء
هنا / انا لا ابكى عليه انا ابكى على حالى والكوارث تتوالى على واصبحت مشتتة الاراء والافكار ولا احسن اى تصرف فزوج امى من جهة ومسئولية يوسف التى تركته امه لى دون حتى ان تعطينى تليفونا لها وبين الدكتور حسام الذى اصبح يلاحقنى فى كل خطوة وبين اشقاء يحيى ومراوغتهم لى وتوترى دائما ان يمضوننى على شىء لا افهمه واتسبب فى ضياع مال مدام صفاء ثم تنهدت بضيق
زياد / هذا طبيعى فالحياة لا تسير على وتيرة واحدة ولا على خط مستقيم فالمواقف هى التى تظهر معادن الناس ولن تنجحى الا اذا فشلتى وتعلمتى ولن تصمدى الا بعد ان تتوالى عليكى الابتلاءات والكوارث ولكن عليكى بالصبر والامل فهما مفتاحى الحياه
بدات هنا تهدا وتشكره على وقفته معها
انتهت الليلة الغريبة التى عاشتها هنا ولكنها ظلت ساهرة جالسة على كرسى بجوار يحيى تفكر فى حالها حتى الصباح واخيرا قالت لنفسها لا يهتم احد لامرى فيجب ان اكون بنفسى مكتفيه وذهبت الى عملها دون ان تنام
ولان الابتلاءات لا تكون الا لجبر ولقياس الصبر فتوالت على هنا الابتلاءات فما ان عادت الى البيت الا ورن جرس الباب وما ان سمعته الا وارتجفت فقد اصبح صوت الجرس كصوت التنبيه بالخطر ولم يخفى ارتجاف جسدها عن يحيى الذى يتابعها فى صمت فتوتر لاجلها وود ان يقول لا تخافى ما دمتى معى واخيرا تحركت ببطء لتفتح الباب وما ان فتحته الا ووجدت اشقاء يحيى على الباب . تعجبت لزياراتهم المفاجاة وقبل ان تسال بادرها هشام قائلا / لقد استاذنا منكى انفا اننا سنزور اخانا قريبا
هنا بتوتر / مرحبا واشارت لهم بالدخول وسبقتهم على حجرة يحيى ولكنها تذكرت امر يوسف فحملته بسرعة قبل ان يلاحظوا الشبه بينهم واسرعت به لحجرة اخرى ولحسن حظها انه كان نائم فلن يبكى ان تركته
عادت اليهم فوجدت احدهم يحدق فيه ويتامله عن قرب والاخر يحرك فيه ليتاكد انه لا يزال فاقد لوعيه والاخر يسال الاثنان ليطمئن قلبه انه لم يعد للحياه بعد
هنا ركضت نحو يحيى بسرعة وبصوت عالى قالت / ما بالكم ولما تقلبون فيه هكذا فقد ظننت اننى اتى اجدكم تاخذونه بالاحضان
هشام بخبث / اتخافين على اخينا اكثر منا
هنا / لقد اصبح صغيرى وقطعة منى
هشام بنفس خبثه / اعشقتيه ؟
قبل ان تنطق وجدت ابراهيم يطلق ضحكة خبيثة ويقول / اجننتى لتعشقى ميت
هنا بسرعة وهى تبعدهم عنه وكانه صغيرها حقا وتخاف عليه / وما الداعى لذكر ما تتفوهون به انا لست اكثر من طبيبة مع مريضها وواجبى ان احافظ عليه
هشام عاد مرة اخرى وسال بخبث / ومن ذاك الصغير
هنا بتلعثم / ابن صديقتى تركته معى لحين عودتها من واجب عزاء
ابراهيم / امممم يبدوا انكى تتعاملين وكان البيت بيتك
هنا بتلعثم / انا لم اتعدى حدودى فى البيت
هشام / بيتنا .. تقصدين بيتنا ثم اخذ نفس عميق واقترب منها وقال . لقد جئنا لنعقد معكى صفقة رابحة
هنا بخوف من لهجته وبصوت متقطع من قربه منها / اى صفقة هذه التى ستكون بينى وبينكم
هشام اقترب منها اكثر ومال عليها مما افزعها اكثر ووترها وهذا ما كان يريده اللعب على اعصابها واخافتها ثم قال / نريد منك مجرد حقنة هواء صغيرة
هنا شهقت وقد فهمت غرضهم ولكن هشام بخبث وحقد كرر كلامه وقال/ نريد منكى حقنة هواء تخلصنا من ذاك الميت وحقنه اخرى لوالدته فقد علمنا انها لازالت حية
هنا وهى تبتعد عنه بخوف / اذن انت من حاولت قتلها
اطلق هشام ضحكة خبيثة وقال / لقد اخذت وقتها وعمرها بما فيه الكفاية وتمتعت بحياتها وقد ارحتها حتى لا ترى ابنها وهو يدفن امامها ثم اشار بغيظ على يحيى وقال اما ذاك الراقد امامك فهو ميت . ميت فلما الانتظار اذن
ثم عاد للهدوءه الخبيث مرة اخرى وقال / اما انت فسوف اترك لكى ماكتبته والدته باسمك مقابل معاونتك لنا
هنا تحركت من امامه بسرعه وفى سرها حمدت الله انها لم تكشف سر ابنه يوسف امامهم فقد يخطفونه منها ويقتلونه ايضا ثم اقتربت من يحيى وجلست بجواره وحضنته وقالت لن اسمح لكم باذيته مهما كان حتى وان كان الثمن حياتى انا قبله
ضحك الثلاثة وقال ابراهيم / لا تتحدثين بكل عشم وكانكى امنتى غدرنا فنحن اخترنا الطريق الاسهل والاقصر ولكن هذا ليس معناه اننا ليس عندنا بديل ولكن فى هذه الحاله سيرتفع عدد الضحايا لثلاثة فالبطبع ستدخلين معهم ما دمتى عرفتى سرنا
قامت هنا من مكانها واخذت تنهرهم وتوبخهم
هشام اقترب منها بغيظ وامسكها من ذراعها وهو يلويه خلفها ويضغط عليها حتى صرخت وقال لها هامسا بالقرب من اذنها وكانه افعى تدس سمها فى ضحيتها / اسمعينى جيدا وتعقلى كلامى الراقد امامك ميت . ميت ولن نرجع فى قرارنا وان لم تساعدينا ستسبقينه وقد اعذر من انذر ولعلمك ان فكرتى ان تبلغى الشرطة سيرتفع عدد الضحايا ليشمل امك واشقاءك وسانتظر منك الرد خلال اسبوع ثم دفعها باقصى قوته فوقعت ارضا تتاوه من ذراعها
بينما يحيى قد كان يتاجج نارا مما سمع فلاول مرة يرى حقيقة اخوته البشعة وشعر انه كان محقا لان يظل ميت ليرى من حوله على حقيقتهم ولكنه فى ذات الوقت كان يتاجج حبا ولهفة على تلك الملقاه امامه فبرغم ضعفها وفقرها لم تفرط فيه وقاومتهم وشعر بقلبه كاد ان يخرج من بين اضلعه ليحتضنها عندما قامت اليه مرة ثانية واحتضنته وهى تبكى وتقول / لن اسمح لاحد بان يؤذيك حتى وان كان الثمن عمرى يا حبيبى
طربت اذن يحيى لتلك الكلمة فلاول مرة تنطقها وود فى تلك اللحظة ان يحتضنها ويقول لها بل انا الذى لا اسمح لاحد ان يؤذيكى وكم كان سعيد بقربها منه وقبلاتها له حتى وان كانت من جبينه ولكنها كانت صادقه وهذا يكفيه
قامت هنا بسرعة لتطمئن على يوسف ثم عادت واتصلت على الفور بزياد لياتى لها على الفور بينما يحيى يراقبها ليعرف كيف ستتصرف
وصل زياد وهو لايزال غير مصدق لما سمعه منها فى التليفون
زياد / من فضلك اعيدى على ما قولتيه لعلنى استوعب واصدق
هنا بتوتر وهى تلملم ملابس يحيى فى حقيبة / ليس لدينا اى وقت الان المهم ان تساعدنى كى ارحل بصغيرى من هنا هو وابنه قبل ان يصيبه سوء
زياد بتعجب على توترها وهو يعلم ان يحيى عنده الحل ولكنه سالها / لماذا دوما تقولى صغيرى وهو يكبرك باكثر من ثمان سنوات
هنا وهى تاخذ نفس عميق / لانى فعلا اشعر انى امه وهو صغيرى ثم ابتسمت ابتسامة حزينة وهى تنظر ليحيى وقالت / ما ان رايته الا وشعرت انى مسئوله عنه وعندما بدات اطعمه واغسله وابدل له ملابسه تحركت فى بالفعل غريزة الامومة فشعرت انه طفلى واحتويته حتى اروى هو شعورى بالامومه وعندما رايته يتعامل مع خطيبته ورايت رومانسيته ورجولته وجدته اروانى ايضا بالمشاعر والاحاسيس حتى وان لم يقصدنى انا
زياد بتعجب لحالها وعما تقوله / الهذا الحد عشقتيه
هنا / ان كان امامى اى خيار اخر غير عشقه لكان عندى البديل ولكن عشقه كان قدرى واختيارى معا
زياد كان يعلم ان صديقه مستمتع بهذا الحديث فاراد ان يسعده اكثر فقال / وكيف تعشقين ميت
هنا / انا لم اعشق جسد انا عشقت روح والروح باقيه كما انى عشقته ولا انتظر عشقه ولكنى اكتفيت بحبه يسكن قلبى
زياد / وماذا ان عاد واختار شهندة للمرة الثانيه
هنا / ساسعد لسعادته فقد قلت لك عشقه كان قدرى واختيارى وان اخطات فى اختيارى فقدرى لم يخطانى لانه من عند الله
زياد / لكن ان عاد للحياه لابد له ان يعرف انك تحبينه لهذا الحد حتى يحبك
هنا / الحب لا يحتاج الى وسيلة تبرير او تعريف الحب شعور واحساس وان لم يحسنى فيكفينى انى انا حسيته ولن اندم على حبى يوما فما دمت عشقته وانا فاقدة الامل فيه فساظل احبه وانا عندى امل فيه
قلت انى احبك وانا اعنى كلامى
واليزم اقول سانتظرك وهذا قرارى
وعندما اختار شيئا لا ارجع عن اختيارى
سانتظرك ولو احترق قلبى من نار اشواقى
فان لم تكن يوما اختيارى فانت قدرى وانا اؤمن بالاقدار
ابتسم زياد لها وقال / يعجبنى اصرارك على حبك
ابتسمت هنا له وقالت لكن اياك ان تجرب مثلى فالحب بهذه الطريقة يرهق القلب
زياد / لقد جربته فقد عشقت قلب ليس خالى
فهمت هنا انه يقصدها فغيرت لب الموضوع كله وقالت / اين ساختفى بصغيرى ؟
زياد تذكر انه لابد ان يعرف من يحيى كيف سيتصرف فقال / اتركينى لحظات لافكر
هنا / حسنا ساذهب لاجهز يوسف
وما ان خرجت هنا الا ونظر زياد الى يحيى الذى وجده مبتسما بهيام فقال له على اى شىء تبتسم ونحن فى مصيبة
يحيى / اكبر مصيبة هى اننى الان اريد ان ادخلها بين اضلعى واخفيها داخل قلبى . اكبر مصيبة هى اننى اريد ان ارتوى من قبلاتها ومحروم منها
زياد / يبدو اننى اخطات المجىء فكنت اظن اننى جئت لاحل معضلة وجدتنى بين عاشقين يلتهبان شوقا لبعضهما
احبك اكثر من زمانى احبك اكثر ما فى المعانى
انتى الحب الذى اعترانى واياكى ان تحرقى قلبى فانتى فيه
لا تقطع عنى صوتك فانا لا اطيق الحرمان
يحيى بجدية / انا اشفق عليها كثيرا قفد اذاها الوغد هشام واستقوى برجولته المزيفة عليها
زياد / وما على فعله الان ستدخل على وتسالنى فبما اجيبها ؟
يحيى / خذنا الى شقتى انا وشهندة فهم لا يعرفون عنها شيئا ولن احتاج لكاميرات فهى مجهزة بكل شىء ويبدوا ان الوقت قد حان لاعود لحياتى فى اسرع وقت
دخلت هنا بسرعة فاستكان يحيى وكانه لم يتحدث قط
بادرها زياد قبل ان تسال وقال / سنذهب الى شقة يحيى
توقفت هنا مكانها وبدهشة سالت وهل لديه شقة اخرى
•تابع الفصل التالي "رواية عشقها الاسد" اضغط على اسم الرواية