Ads by Google X

رواية معدن فضة الفصل الثاني عشر 12 - بقلم لولي سامي

الصفحة الرئيسية

 رواية معدن فضة الفصل الثاني عشر 12 - بقلم لولي سامي

اااه لحسرة قلبي
كان يتعشم بفرصة أخرى ولكن القدر لم يمهله بل وتقريبا قطع عليه كل السبل.
ظل محمد امام الهاتف مترددا في الرد على المكالمة فالوقت قد تأخر ولكن يعرف جيدا أنها قلقة جدا فهو طوال اليوم لم يحدثها برغم تأكيدها عليه أكثر من مرة على أن يطمئنها ولكن احداث اليوم قد شغلته كثيرا لذلك قرر أن يستقبل المكالمة وخاصة بعد انتهاء الرنين وإعادة الاتصال مجددا .
فتح الخط قائلا/ سلام عليكم يا ماسة
ماسة وقد تناست كل أساليب وطرق الحوار الحسن لتهدر به محاسبة إياه بطريقة حادة متناسية صفته بالنسبة لها تتسارع كلماتها على لسانها دون التفكير بها قائلة/ اخيرا رديت !؟ 
حرام عليك يا اخي ، 
عجبك القلق اللي سيبتني فيه طول اليوم ده، 
دانا حتى انا اللي بتصل علشان متقولش انك انشغلت ونسيت تتصل تطمني ، 
لكن لا وتطمني ليه ؟هو انا افرق معاكم في حاجة انا حيالله زميلة اختك؟
ثم صمتت اخيرا عند استشعارها صمته الغريب لم يتفوه بكلمة واحدة فظنت أنها تخطت حدودها.
عفوا هل هذا ظن!؟
عند تذكرها لما نطقت به تأكدت أنها تخطت كل الحدود لتحمم بصوتها وتسأله بتوتر واضطراب ظهر بصوتها قائلة/ انت.... انت .....زعلت يا محمد؟ مالك ساكت ليه؟
نطق محمد بعد الاستماع لكلامها قائلا لها بنبرة حانية دافئة/ لا مزعلتش بالعكس أنا تخيلتك وانتي بتكلميني وبتعاتبيني بعد الجواز، بجد فرحت اوي انك شيلتي الحساسية والتكلف اللي كان بينا.
شعرت ماسة بالخجل الشديد لاطراءه عليها ولكنها حاولت استعادة الحوار لمجراه فقالت بصوت منخفض معاكس لطريقة حديثها بالبداية سائلة إياه/ المهم طمني عملت ايه مع ميار وهي اخبارها ايه دلوقتي؟
سحب محمد نفسا عميقا وجاهد حاله في تذكره لكل ما تم وبدأ يسرد احداث اليوم.
.................................
بمنزل حسن عادت انوار وابنتها الي منزلهم ولم تصبر للصباح برغم عودتها بوقت متأخر بل أخرجت هاتفها وقامت بالاتصال على ابنها الذى رد عليها فور اتصالها له ليقول متلهفا وبصوت مضطرب/ ايه كل ده يا اما ،كنت قاعد مستنيك وقلقان ،حصل ايه طمنيني.
جلست انوار على المقعد آمرة ابنتها بجلب كوب مياه لها ثم قالت/ قلقان على ايه يا خويا ،دانت تحمد ربك وتبوس ايدك وش وضهر أن انك كسرت عضمها.
اندهش محمد من حديث والدته ليسألها متعجبا/ ليه يا اما ايه اللي حصل؟؟
أطلقت انوار صوتا بشفتيها ثم قالت/ البت طلعت معيوبة وكويس أننا عرفنا من اولها والله اتكلموا ولا فتحوا بقوهم هنقولهم ده معاملتنا ومعندناش غيرها ،طلبوا الطلاق انت الكسبان، ده محتاجة دكاترة وأدوية وفلوس ياما ،متكلموش خلاص يبقى عارفين أن بنتهم محدش هيقبلها على عيبها وبرضه هيسكتوا.
لم يعي محمد الحديث ليعيد التساؤل مرة أخرى قائلا/ معيوبة ايه وأدوية ايه ما توضحي يا اما انا ركبي سايبة ليكون حصلها حاجه من ضربي وعملولي محضر ولا حاجه ومش حمل تخمين.
تحدثت انوار باستهانة شديدة قائلة/ متخافش يالا ومعملوش حاجه ولا يقدروا يعملوا.
أطلق محمد زفيرا عاليا ليقول / اللهم طولك يا روح ،ما توضحي يا اما ورحمة ابوكي.
_ ميار طلع عندها مرض مش عارفه ايه كدة في الدم وهياخد منهم وقت وفلوس كتير اوي ،علشان كدة بقولك معيوبة.
نطقت بها انوار موضحة حديثها لابنها فعقد حسن حاجبية متعجبا لينطق قائلا/ طب وبعدين اعمل ايه!؟ 
كدة اصالحها وارجعها؟ بس هتغرمني جامد وانا اساسا مش لاقي شغل.
تشدقت انوار بشفتيها قائلة
_ قال ترجعها قال ولا تصالخها ولا ترجعها انا قولتلهم انك عند خالك ،انت مش حمل مصاريف ،هما اكتشفوا الموضوع ده وهي في بيت ابوها يبقي ابوها أولي بيها، وكمان هم بعضمة لسانهم قالوا سيبوها أعصابها ترتاح شوية ،فانت كل يومين تلاتة كدة تعمل نفسك بتطمن عليها وانك اول ما هتنزل هتجيلها كدة يعني.
اومأ محمد برأسه وكأنها تراه من شدة اقتناعه بحديث والدته ليؤكد على حديثها قائلا/ تمام يا اما يالا ادينا نرتاح منها شوية ونشوف الموضوع هيوصل لايه ،انا بس كان قصدي ارجعها علشانك بس معلش استحملوا بقي.
نظرت انوار لابنتها قائلة/ ما هي اختك معايا هتساعدني اهي ،ربنا يهديها.
لوحت رشا بيدها قائلة وهي تستقيم قائلة/ ولا يهديني ولا يعفرتني انا فيا اللي مكفيني ملكوش دعوة بيا. 
ثم توجهت إلى غرفتها بعد أن سمعت كل شيء وتوقعت انتهاء الحديث الي هنا فقررت الانسحاب لتدلف الي حجرتها وهي تتمتم قائلة / مش حاسين بيا ابدا بيتكلموا في مشكلة حسن ومرات حسن وانا اللي بنتهم واكبر من مرات حسن متجوزتش لحد دلوقتي ،جاتهم الهم ما يسيبوني في حالي بقي .
.....................................................
بغرفة ماجدة أمسكت الهاتف لتجيب على المتصل بعصبيتها المعهودة بكلمة واحدة وصوت مقتضب/ خيييير؟
رفع چواد الهاتف من على أذنه ونظر له ثم اعاده مرة أخري على أذنه بعد أن تحمحم سائلا بتعجب/ ماجدة!؟
زمت ماجدة شفتيها واطلقت تنهيدة وهي تنظر لأختها سائلة باستنكار/ امال كنت عايز مين؟
شعر چواد بالاحراج فحاول لملمة حالة قائلا/ ابدا........ انا كنت عايز اطمن علي مي.... مدام ميار ،هي احسن دلوقتي؟
أطلقت ماجدة تنهيدة أسى وأغلقت عيونها تأثرا من حال چواد ومن دموع ميار التي تنساب دون إرادتها ثم قالت بنبرة يملؤها التأثر / ميار احسن يا چواد الحمد لله ،وشكرا لسؤالك ،بس برضه احب أكد عليك وقت ما تحب تطمن ابقي اتصل على فوني انا علشان طبعا انت عارف انها مينفعش ترد عليك حاليا.
اومأ چواد برأسه ،يعلم أن ما قالته صحيح ويعلم أن ما فعلة خطأ جاسم ولكنه لم يستطع تحمل عدم التفكير بها والاطمئنان عليها لذلك قال لماجدة/ صح انتي صح يا ماجدة ،انا اسف ،عن اذنك.
لم يستطع التحكم بذاته أكثر من ذلك فرأسه كادت أن تنفجر من كثرة الضغط عليها وشعر كأنها حلبة مصارعة بين ما هو صحيح وما يريده لذلك فضل إنهاء الحوار سريعا ومحاولة التفكير في كيفية إنهاء الموضوع من جهته برمته كما انتهي من جهتها حتى ولو كرها كحالتها.
بالجانب الاخر أغلقت ماجدة الهاتف ناظرة لأختها فوجدتها على شفى الانهيار فتركت الهاتف جانبا وجلست بجوارها أخذه إياها في أحضانها لتطلق ميار كل ما بجعبتها في احضان اختها تبكي بمرارة من المعاناه التى تشعر بها والالم الذي يفتك بمشاعرها قبل جسدها واشتياق لكل ما هو ماض تطلق كلمة واحدة بين أنفاسها اللاهثة من شدة البكاء وتكرارها مرارا وتكرارا وكان كل كلمة تقصد بها جملة كاملة / لييه؟؟.......ليية؟.........ليية؟.........
تستمع ماجدة جيدا لكلمتها كما تعي مقصدها في كل مرة ولكن ما باليد حيلة فليس في مقدورها شئ ولا حتى في قاموس كلماتها كلمة تخفف عنها ما تشعر به أو كلمة وعد يغير ما هو آت ، لم تقدر على نطق كلمة واحدة بل أطبقت شفتيها واطلقت لدموعها العنان على حال اختها.
فليس بيدها غير التربيت على كتفها وظهرها ومحاولة بث الطمأنينة بها برغم فقدانها لها.
بالخارج تسمرت الام علي باب غرفة ابنتها وهي تستمع للحوار الباكي الذي لا يحمل سوى كلمة واحدة تعرف اجابتها جيدا ونياط قلبها يتمزق من الالم عليها وربما حملت نفسها وزر ما يحدث لها فلو كانت اعترضت على قرار زوجها أو اتخذت جانب ابنتها وشددت من موقفها لما كان حدث ذلك ولكن سلبيتها وخضوعها هما السبب ،تعلم أن زوجها كان يريد الخير لابنته وان نيته هو مصلحتها ولكنها حملته القرار برمته وهذا خطأ تحمل وزره.
فلما جعل الله القرار شورى بين الزوجين؟ حتى يتخذ أحدهم طريق العقل ويرى الاخر طريق القلب فيصلون معا للقرار الصائب ،لذلك لم تسطع أن تحمله كل اللوم فهي أيضا مُلامة ،وكلا منهم يجلد ذاته لما آلت أمر ابنتهم له ،لتعود إدراجها الي غرفتها لتري توفيق زوجها يجلس على الفراش ناظرا للاشئ فعرفت حاله الذي ليس بالغريب عن حالها.
................................................
أسدل الليل ستاره ليواري احداث بعضها نتمني أن تنتهي بانتهاء الليل بل ونتمنى أن تبدأ بداية جديدة كبداية الشمس مع اشراقتها بالصباح ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه. ففي الصباح ذهب نضال لعمله المعتاد بحرس الجامعه ظل يتابع اخبار چواد والمحل مع زيدان ويزن ولا يخلو الأمر من بعض التسلية ببنات الجامعة الذي يسمحون له بالتطاول بعض الشئ بغرض التسلية لكلا منهم حتى صدح هاتفه باتصال من چواد فأراد التملص بلباقة من فتاة اليوم فقال لها/ ياااه يا خسارة حبكت يجي تليفون دلوقتي وانا مع الجمال كله ؟؟انسان ثقيل صحيح.
ابتسمت الفتاة بميوعة واضحه قائلة بتلاعب / لو مش مهم سيبك منه.
زم نضال شفتاه ورفع حاجبيها ببراءة قايلا / للاسف يا قمر ده تليفون شغل وضروري ارد عليه ،بصي اقولك روحي محاضراتك أو الكافتيريا عقبال ما اخلص التليفون ولو حد كلمك.
اقترب منها ناظرا بعيونها وهو يغمز باحدي عيونه مردفا بصوت هامس قائلا / قوليلة انا تبع نضال باشا وملكيش دعوة.
أطلقت الفتاة ضحكة صاخبة لينظر نضال حوله دافعا إياه بعيدا عنه قليلا قائلا / يخرب بيتك هتفضحينا ،امشي من هنا ،امشي.
ابتعد هو الآخر ليمسك الهاتف ويعيد الاتصال بچواد الذي اتصل عدة مرات ليجد چواد يرد عليه وصوته يدل على حاله فسأله نضال/ مالك يا چواد فيك ايه ؟
أطلق چواد تنهيدة ثم قال / مش عارف يا نضال بجد مش عارف اللي حصل امبارح خلاني قولت لازم افوق شوية أن مكانش لنفسي يبقي ليها، هي متستحقش يتقال عليها ربع كلمة وحشه.
تعجب نضال من حديثه ولكنه لم يعي ماذا يقصد صديقه ليسأله / انت بتتكلم منين؟
چواد برد مختصر/ من المكتب .
اومأ نضال قائلا/ تمام هخلص ورديتي واجيلك على طول علشان عايز افهم الحوار من أوله.
وافق چواد قائلا/ تمام وانا مستنيك.
................................................ 
بمنزل اخر ينم اثاثه على الرقي في الذوق والنظام والنظافة. تلح الفتاتان غزل وغرام علي والدتهم على حضور عيد ميلاد صديقتهم في المساء فهي ليست ببعيدة وبرغم رفض والدتهم لطلبهم من أجل خوفها عليهم فهم فتيات في مقتبل العمر وتخاف عليهم كثيرا من الاندماج مع المجتمع وخاصة بعد وفاة والدهم فهي أصبحت بمثابة الام والاب لهم ولكن غزل لم تيأس فهي لديها سلاح جبار يخضع أمامه الكثير ألا وهو الزن والإلحاح دون كَل أو مَل مما جعل والدتهم وافقت بعد عناء وتحت شروط جما من ضمنها الاتصال بها مع كل خطوة وعدم التأخر ليلا حتى لو لم تبدأ الحفل فيكفي ذهابهم وتقديم التهنئة ليوافق الفتاتين ويقبلا والدتهم ويتوجهوا للاستعداد للذهاب للحفل.
اختارت كلا منهم فستانا يتشابه في تفاصيله ولكن يختلف في ألوانه من قماش الشيفون وله تلبيسة من الاسفل ولكن ترتفع قليلا عن طول الفستان ضيق من الخصر فيظهر جمال خصرهم وصغره بينما ينزل باتساع للاسفل يمتد طوله لاسفل الركبه قليلا ولكن لم يصل للكعبين مطرز بالزهور من أعلي الخصر للاسفل قليلا وكأنه يعبر عن حالهم وكأنهم زهور في ربيع عمرهم بكامل ازدهارها وألوانها الخلابه.
ارتدوا ملابسهم واخذت غزل تدور حول نفسها أمام المرآة لتري جمال فستانها قائلة لغرام اختها / جميل عليا يا غرام صح ؟
ابتسمت غرام بهدوء يناسب شخصيتها قائلة/ جميل جدا يا حبيبتي بس يالا علشان نلحق نقعد مع صاحبتك علشان منتاخرش زي ما ماما قالت .
رفعت غزل كتفها بلا مبالاه قائلة / ولا نتاخر عليها مش مهم نقعد معاها اوي يعني المهم نقولها كل سنة وانتي طيبة ونقدملها حاجه ونمشي على طول.
عقدت غرام حاجبيها مرددة ما قالته اختها بتعجب قائلة/ مش مهم نقعد معاها !؟ لا واضح انك بتعزيها اوي!!
ولما هو مش مهم نقعد معاها كان ايه لزومة الزن اللي كلتي بيه وداني من امبارح ولازم اروحلها يا غرام ،وهتزعل يا غرام، والكلام ده؟؟ وخلتيني انا اللي اطلب من ماما اكنها صاحبتي انا؟؟
توترت غزل وزاغت ابصارها يمينا ويسارا وأدركت حينها الخطأ الذي أوقعت نفسها به لتحاول اللحاق بنفسها قائلة بتلجلج / ها .... لا انتي مفهمتنيش..... انا قصدي أني كنت متخانقة معاها يعني والأصول بتقول حتى لو ممتخانقين مسيبهاش في مناسباتها ف..ف....فأنا هروح يعني اعمل الواجب واهنيها بعيد ميلادها وامشي علشان يعني مكنش محروجه وعلشان هي متفتكرش اني برمي نفسي عليها .
ضيقت غرام عيونها تتفحص وجه اختها وحالتها لتشعر بعدم راحة قائلة لها / مش مرتحالك يا بت وحساكي مخبية حاجه عليا!!
تلجلجت غزل وحاولت إزاحة التهمة عنها فاقتربت من اختها وجلست بجوارها محاولة تشتيت فكر اختها فتأبطت ذراعها ونظرت لها ابتسامتها الشقية قائلة/ انا اقدر اخبي عنك حاجة يا غرامي انتي ،يالا بقي نمشي علشان منتاخرش .
ازدادت غرام من حيرتها لتنعتها بالجنون لتسحبها غزل لخارج الغرفة قائلة/ يالا بقي انتي اللي مأخرانا اهو .
خطوا كلاهما خارج الغرفة لتستأذن غرام وتعود مهرولة للغرفة في لحظة لتنثر على نفسها بعض من العطر المميز عندها للاوقات المهمة والمناسبات وتنظر للمرآة للمرة المليون ثم توجهت لأختها ساحبه إياها تحت نظرات غرام المندهشة من أفعال اختها.
...............................................
بمنزل ميار ظلت في سباتها فترة طويلة حتي بعد أن استيقظ كلا من بالمنزل وكلا ذهب لطريقه فمحمد ذهب لشركة الأدوية الذي يعمل بها محاسب مقرر محاولة الوصول لأفضل طبيب لحالة اختيه ،كما ذهبت ماجدة لكليتها التي تمقتها ولا يعجبها بها أحد لا طلبة ولا دكاترة وتنتظر بفارغ الصبر الانتهاء منها مقررة المكوث بالمنزل بلا عمل ،بينما ظلت ميار بفراشها تدعي النوم وكأنها تهرب من حاضرها .
ظل توفيق وعزة بالخارج لا احد يتحدث في شئ وكأنهم أصابهم الخرص من هول ما يشعرون به بداخلهم فهم يشعرون انه يفوق حروف وكلمات اللغة ، لا يعرفون ماذا يستطيعون أن يفعلوه من أجل فلذة كبدهم فتوجهت عزة لتعد الافطار بينما حاول توفيق التفكير مليا في حل لمعضلة ابنته فإذا سعى لتطليقها بعد زواجها الذى لم يدوم أكثر من ثلاثة أشهر فتسوء سمعتها وخاصة من أهل زوجها الذي خُدع فيهم فكانوا يدعون الطيبة ومعرفة الأصول قبل الزواج حتى والد زوجها الذي ظن أنه مسؤول ويستطيع توجيه ابنه وإرشاده إذا أخطأ ولكن كل هذا تغير وظهروا على حقيقتهم ليقر بنفسه أنه اخطأ حين فضل حسن علي چواد ،حين نظر للجنسية ولم ينظر للتربية فكلاهما عربي وكلاهما مسلم ولكن من منهم رجل بمعنى الكلمة ويطبق شريعة دينة في الحفاظ على زوجته.
علم وقتها أن تفكيره مخطئ عندما كان يبحث عن عائلة بها من سيقوَّم الرجل الذى يتزوج ابنته وعلم أن لا أحد يستطيع أن يحكم رجلا مهما كانت عائلته إلا أخلاقه ودينه ليرشده تفكيره لفكرة أخرى وهي إذا تم تطليق ابنته وطلبها چواد مرة أخرى فلم يهتم لسمعتها فچواد يعرفهم جيدا ولكن ......
لم يستطيع أن يفاتح چواد في هذا الموضوع فهل سيقبل من مكانة ابنته ويعرضها عليه؟ إضافة إلي نقطة هامة وهي هل چواد سيقبل بابنته بعد أن أصبحت مطلقة ام لا ؟ كما هل ستقبل والدة چواد بابنته وهي في هذه الحاله؟؟؟
ولكنه رأى بعيونه خوفه وقلقه على ابنته عندما كانوا بالمشفى .
حرك توفيق رأسه منفضا عن عقله كل هذه الأفكار فيجب عليه الآن أن يهتم بمرض ابنته اولا ثم يفكر في كل هذا فيما بعد ،ولكن إحساسه بالذنب هو من وجه تفكيره لكل هذه الأفكار.
توجهت عزة لغرفة ابنتها لايقاظها فقد ظلت وقت طويل في نومها وهذا ليس من عادة ميار.....
اشعر وكانني مفككة ككقطع البازل 
وكأنني فُتات انثى 
كنت اتمنى من يعيد تكويني لأصبح به اكثر صلابه 
ولكن جاء من بعثرني لأصبح من بعده أكثر تشتتًا.
.........................

  •تابع الفصل التالي "رواية معدن فضة" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent