Ads by Google X

رواية ممرضة دمرت حياتي الفصل الثالث عشر 13 - بقلم شيماء سعيد

الصفحة الرئيسية

  

  رواية ممرضة دمرت حياتي الفصل الثالث عشر 13 - بقلم شيماء سعيد 


بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله ❤️
كيف لإنسان يرى طريق هلاكه أمام عينيه ولكنه يغمض عينيه ويسير به بكل إرادته
……..
تأثرت حنين بحالة اختها الحزينة، كما حزنت من أجل العاشق غنيم فهمست بحزن :
..والله حالكم أنتم الاتنين يصعب على الكافر ،منهم لله عياله ، بس هو اكيد غلطان ، عشان لو رباهم تربية نضيفة مكنوش طلعوا كده .

أكدت حلا …هو فعلا دلعهم زيادة ، وبينى وبينك الدلع كتره وحش ، وبرده الفلوس الزيادة برده وحشة .
حنين باندهاش …الفلوس الزيادة وحشة ليه إن شاء الله يا حكيمة زمانك .
مش برده خير ونعمة من ربنا ولا انا غلطانة .
حلا …اكيد نعمة من عند ربنا ،بس كل نعمة لازم نستخدمها بما يرضى الله بدون بزخ ، فى الاعتدال يعنى لقوله تعالى
إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ ۖ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا
حنين …والله جدعة يا حلا ،وعندك حق .
بس يعنى برده صعبانة عليه أنتِ وهو .
ما تستهدى بالله كده وتشوفوا طريقة ، تقنعوا بيها عياله وتجوزوا .
حلا …مأظنش دى أشكال حد يقنعها ابدا ،انتِ مشوفتكيش عينيهم ولا تصرفاتهم عاملة ازاى ؟
حنين ….الله يهديهم ،بس حرام والله كسروا فرحتكم .
……..
بينما كانت حلا تعانى من الفراق كان أيضا غنيم يعانى ، بل كان أشد ألما .
فلأول مرة بعد وفاة زوجته منذ سنوات طويلة ، يعرف الدمع طريقا الى عينيه .
فقد بكى طويلا وهو ساجد بين يدى الله ، يطلب منه أن تكون حلا من نصيبه وأن لا يفرق بينهما .
وعندما انتهى من صلاته شعر بالآم تجتاح جسده شديدة .
فالحزن يمرض الجسد ، وتحولت الآلام لتشنجات عصبية .
فاتصل سريعا على أولاده ورأى كل منهم الاتصال ولكن للأسف لم يستجيبوا وكان رد كل واحد منهم كالاتى .
فهمى بغضب وانفعال ….هو ليه عين يتصل بيه بعد اللى عملوا فينا !!
خليه يتصل من هنا لبكرة ، مش هرد عليه ابدا .

لغاية ما يجيلى بنفسه ويعتذرلى على اللى حصل منه .
أما مروة فرددت بسخرية ….ده بيتصل بيه ليه الشايب العايب ده ؟
مش مكسوف من دمه ، وهو قاعد مع بنت اصغر منى فى كافتيريا وبيحب فيها .
يارتنى كنت جبت أجلها لما حطيت رجلى قدمها وكعبلتها وخلصت منها مقصوفة الرقبة دى .
بس نصيبها بقا كده ،اه يا نارى لو كان بيتصل عشان يتحايل عليا أوافق عشان يجوزها .
لا ده لا يمكن أبدا ، ده على جثتى ، ومش هرد عليه .
خليه يزن كده لغاية ما يزهق .
أما نورا فقالت بحدة ….بيتصل ليه بيه ، اكيد عشان عايزنى أقنع اخواتى أنه يجوز البت المسهوكة دى .
لا ده بعينه .
ده راجل غريب بشكل ، عايز يجوز يجوز وحدة فى سنه .
لكن بنت قد عياله وتعمل رأسها براسنا لا والف لا .
وخليه يرن لغاية الصبح مش هرد عليه .
أشتد ألم غنيم وفشل فى أن يرد عليه أحدا من أبنائه ، ففرت الدموع من عينيه مرة ألما ومرة لجحود أبنائه لتلك الدرجة .
فردد…لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
ليه كدا بس ؟
انا عملت فيكم ايه ؟ عشان تعملوا فيا كده .
ثم لم يجد مفر سوى الاتصال بصديقه المقرب الحاج محمد .
الوووو يا محمد ، ارجوك الحقنى بسرعة .
ثم وقع مغشيا عليه ولم يستكمل المكالمة .

ففزع الحاج محمد قائلا …غنيم ، غنيم .
مالك يا صاحبى ، حصلك ايه بس ؟
لا حول ولا قوة الا بالله .
ثم اتصل سريعا بالاسعاف ،وخرج سريعا ليصل إلى منزله فى أقرب وقت ممكن .
فوصل قبل أن تأتى حتى الإسعاف ، وفتح بالنسخة التى معه .
التى قد أعطاها له غنيم من قبل ، تحسبا لأى ظروف طارئة كتلك .
وولج الحاج محمد للداخل باحثا عليه ، فوجده فى غرفة النوم ساقطا مغشيا عليه .
فصرخ غنيم وحاول افاقته ولكنه لم يستطع .
حتى جاءت سيارة الإسعاف ، فحملوه المسعفين بها ، إلى المستشفى سريعا .
لتبين إصابته بجلطة فى رأسه من الحزن الشديد .
الطبيب بعد ما أن اطمئن على حالته بعد إنقاذه بأعجوبة وفضل من الله عز وجل .
خرج وحدث صديقه المقرب محمد قائلا …الحمد لله انك جبته فى الوقت المناسب ، لو كنت اتأخرت شوية كمان ، كان لا قدر الله راح فيها أو حصله شلل
الحاج محمد …الحمد لله يا دكتور .
وطمنى عامل ايه دلوقتى؟ فاق اقدر أكلمه ؟
الدكتور …ايوه فاق ، بس طبعا محتاج راحة كبيرة .
وتقدر اه تشوفه بس متجهدهوش فى الكلام .
الحاج محمد …تمام يا دكتور .
الطبيب…بس تعرف واحدة اسمها حلا ؟
الحاج محمد بتذكر ….حلا ، حلا .

دى تقريبا وحدة بتشتغل عنده فى المحل .
الطبيب …شكلها غالية عليه اوى ، لانه مبطلش يقول اسمها حتى وهو فاقد الوعى .
تعجب الحاج محمد من كلام الطبيب ولكنه قال ….الله اعلم يا دكتور .
على العموم انا هدخله واشوف ايه الحكاية ؟
الطبيب …اه بس زى ما قولتلك ،متكترش عليه فى الكلام .
الحاج محمد …حاضر .
……….
امجد فى اتصاله بروان بعد ما نطقت اسمه من غير القاب كما طلب منها ……الله أول مرة حد ينطق أسمى بالحلاوة دى .
روان …بدال عجبك منى ،هقوله على طول كده .
امجد بمكر ….ياريت .
وبقولك لو أنتِ فاضية ،ما تيجى العيادة نكلم شوية قبل الشغل .
شهقت روان وحدثت نفسها ….يخربيتك ده طلع من إياهم .
بس وماله ،انا خلاص معنديش حاجة اخسرها قد اللى خسرته خلاص .
بس مش هكون ساذجة تانى وعبيطة ،وكله هيبقا بحسابه .
وهخليه يدفع دم قلبه .
فقامت وارتدت ملابسها على اجمل نحو ،وتزينت بالكامل ثم خرجت ،فقابلت زوجة أبيها ، فاستوقفتها قائلة …..أنتِ يا بت ، على فين العزم ؟
روان بنفور…..ولو أنتِ ملكيش فيه ،او مفروض عارفة بس هى غلاسة وخلاص .
رايحة الشغل ، عايزة حاجة ؟
فنظرت لها مديحة مطولا من مخمص قدميها إلى أعلى رأسها قائلة بسخرية …وهو اللى بيروح الشغل ، بيروح كده على سنجة عشرة ،وكل دى بويا حطاها فى وشك .

ولا ريحتك اللى مفحفحة فى المكان كله .
كانك رايحة فرح مش شغل !!
روان …والله انا بحب اهتم بنفسى حبتين ، فى كل مكان اروحه حتى لو كان شغل .
هو ده يضايقك فى حاجة !
مديحة …لا يضايقنى ليه؟
على الله تعرفى تنشكلى عريس ، عشان نخلص بقا
واعيش براحتى فى بيتى .
فرمقتها روان بنظرة غاضبة ، ثم تركتها وغادرت متوجهة نحو عيادة دكتور أمجد.
رددت مديحة…البت دى مش مظبوطة ابدا ، وأقطع دراعى ليكون وراها سر ولزمن ولابد اعرفه .
اما روان فكانت تائهة أثناء طريقها إلى امجد ، تفكر كيف ستجعله طوع أمرها ،عندما تسلم له نفسها على طبق من ذهب ولكن بمقابل مادى كبير ، تستطيع منه أن يوفر لها عيشة كانت تحلم بها كثيرا .
عيشة مرفهة بعيد عن أبيها وزوجته الطاغية وأطفاله .
روان …هشوف كده هيعمل ايه ده كمان ؟
مهو انا مش هبيع نفسى ببلاش ، لازم اخد اللى اقدر عليه منه .
أما امجد فكان ينتظرها بفارغ الصبر ، وهيىء نفسه لما يريد وتعطر بعطره المفضل .
وجلس ينتظرها حتى أتت اللحظة المعهودة ووجدها امامه ، تنظر له بشوق وعيون راغبة وبكامل زينتها .
فوقف مذهولا بها قائلا ..ايه الحلاوة دى كلها يا رورو .
وليه اتأخرتى اوى عليا كده ؟

روان بدلال….ايه وحشتك !
امجد …طبعا وحشتينى اوى .
فتصنعت الخجل ، ثم رددت لتغير مسار الحديث ..
روان …بس قولى كنت عايزنى فى ايه ؟
امجد ..عايزك أنتِ يا رورو ،ولا مش حاسه بقلبى ، وشوقى ليكى .
ثم اقترب منها بشدة ، ولكنها ابتعدت قائلة …ايه قصدك ايه ؟ ويتقرب منى ليه كده ؟
لا انت فاكرنى وحدة من إياهم ولا ايه ؟
ثم اصطنعت البكاء مرددة …انا صحيح حبيتك ، بس انا شريفة مش كده .
امجد بتذمر …وانا كمان حبيتك يا رورو ، بس اركنى موضوع الشرف ده على جمب شوية ، سورى يعنى فى اللفظ ومتزعليش منى ،مش باين عليكى .
تألمت روان من كلماته ، فلم تكن تتصور أنه بهذه الحقارة رغم ملامحه البريئة .
وكأنه يعلم ما يدور بداخلها ، رغم اصطناعها الخجل .
فقالت ..قصدك ايه يعنى ؟
امجد …قصدى أنتِ عرفاه كويس .
بصى عشان مضيعش وقت ،وننجز قبل ما يجى معاد العيادة والناس تهل علينا .
انا عايزك ، ولى تطلبيه أنا موافق عليه ، ها قولتى إيه ؟
أما لو مصممة على الدور اللى بتحولى تمثليه ده .
فانا يا ستى مش هغصب عليكى ، بس سورى ،يلا مع الف سلامة ملكيش شغل عندى .
ابتلعت روان ريقها بغصة مريرة قائلة ..ماشى ،بس أسلوبك زفت ميشجعكش .
أمجد بابتسامة ماكرة …مقولنا متزعليش ، بس نبدء وهتشوفى معايا كل الحب واحلى كلمات وأسلوب يعجبك يا رورو .

روان غامزة له ..تمام بس الليلة بألفين .
فضحك أمجد …تصورى انتى فعلا غلبانة اوى ،كنت بفكر هتطلبى اكتر من كده .
ده دول انا بتعشى بيهم .
فلمعت عين روان طمعا ..مهو هتعزمنى على العشا برده ولا ايه ؟
امجد …طبعا عيونى .
ثم اقترب منها وعناقها بشدة واغمرها بحبه حتى تركت له نفسها بدون ندم أو شعور بالإثم .
لتبدء روان من تلك الليلة التحول من فتاة مغلوبة على أمرها إلى فتاة عابثة لا يهمها شىء إلا جلب المال بأى طريقة ، حتى لو على حساب نفسها .
فكيف سينتهى بها ما أقدمت عليه ؟؟
……..
اعتذرت حنين إلى روان بقولها ..معلش يا قلب اختك انتِ عارفة انى لسه شغالة فى مستشفى امبارح ومينفعش اغيب من تانى يوم كده .
فاعذرينى لازم امشى .
ولولا كده والله كنت قعدت معاكى يا قلبى ، راعيتك .
ومسبتكيش ابدا فى حالتك دى .
فربتت حلا على كتف حنين بحنو قائلة…متقلقيش عليا يا حبيبتى ، انا بخير.
قومى أنتِ ألبسى وروحى شغلك يلا .
فقبلتها حنين قبلة حانية على وجنتيها ، ثم رددت ..ادعيلى كده وأنتِ تعبانة ربنا يسترها فى الشغل ده .
عشان مش مطمناله ابدا .
حلا بذعر ..ليه كده ؟
حنين …بلاش أشغل دماغك ، كفاية اللى أنتِ فيه .

حلا …لا قولى ،فيع ايه ؟
قلقتينى عليكى .
حنين ..لا متخافيش ، اختك بمليون راجل .
على العموم ، مفيش وقت احكيلك دلوقتى ،خليها لما ارجع عشان اتأخرت .
دعواتك بس يا قلب اختك .
حلا …ربنا ينور طريقك يا حبيبتى وترجعى بألف سلامة .
كان طلعت فى انتظار قدوم حنين للمستشفى ، وأخذ يسير فى طرقات المستشفى متلهفا لرؤيتها .
فتسائل …ايه مالك يا طلعت ؟
الموضوع بدء لعبة مش اكتر زى لعبك اللى متعود عليها .
وان كل حاجة حلوة لازم تاخدها من ايد صاحبها .
ده طبعك من وانت صغير ،ومش بترتاح غير لما تاخدها .
وبعدين ترميها ، بس المهم تخدها وخلاص .
لكن لدرجة ، انك تكون منتظرها على أحر من الجمر بالشكل ده ، ومش على بعضك ومش مركز فى شغلك .
ده مش طبيعى ابدا يا طلعت .
لااا انت مش كده ، ومش بتاع حب ولا عمرك كنت ضعيف ابدا .
والحب ضعف ،متخلهوش يتملك منه للدرجة دى .
…ايوه لا انا مش بحبها ،ده مجرد اعجاب بس ببنت حلوة ،متمردة ومش ميالة ليك ، لأنها بتحب واحد تانى.
وهو ده اللى شدك ليها مش اكتر .
لكن هو مش حب ابدا .

…ثم ردد
لكن انا فعلا مش عارف أسيطر على نفسى ، وعايز أشوفها بجد وإملى عينى بيها .
هى اتأخرت ليه كده ؟
ثم لمح طيفها من بعيد ، فابتسم ولمعت عيناه وتقدم منها .
لتجده حنين فى مقابلتها ، فتضم شفتيها قلقا ثم تحدث نفسها …هو ايه ده ،هو زى العفريت هيطلعلى فى كل حتة فى المستشفى ولا ايه ؟
ثم وقفت بمقابلته وافترشت بنظرها الأرض خجلا ، فتحولت وجنتيها للون التفاح ، فتأثر قلب طلعت أكثر .
طلعت بإعجاب …هو لسه يا اخواتى بنات بتكسف كده وخددوها تحمر من الكسوف .
هتجننى البنت دى ، وتخلينى اتعلق بيها اكتر .
ثم همس لها …حنين ، اتأخرتى ليه ؟
انا كنت مستنيكى من بدرى .
حنين بخجل …اسفة يا دكتور طلعت ،اختى كانت تعبانة شوية بس .
طلعت ..الف سلامة عليها ، طيب مجبتهاش تكشف ليه هنا ؟
المستشفى تحت امرها فى اى وقت ، أنتِ بس تأمرى يا حنين وانا أنفذ.
ابتسمت حنين بحرج وحدثت نفسها …وبعدين معاه ده ؟
مش عارفه وهو ليه مهتم بيه اوى كده ؟
مهو لو بتاع بنات ، كنت قولت هو كده مع الكل ، وزيه زى خالد عايز يوصل لحاجة فى دماغه وخلاص .
لكن المشكلة أنه مش كده مع كل البنات ، بالعكس صارم وجد اوى ،والكل بيخاف منه على عكس خالد تماما .
امال ماله معايا كده ليه ؟
معقول يكون يعنى حبنى ؟

بس ازاى بسرعة دى ؟
هو الحب سهل كده ؟
وليه اصلا يحبنى ، انا اصلا فى الشكل عادية مش جميلة اوى ،وكمان على قد الحال وهو دكتور كبير .
فيبصلى على ايه مش فاهمة ؟
وكمان ياريت قلبى خالى ، لكن أنا قلبى متعلق بـ حكيم .
مفيش غيره فى قلبى ولا بشوف بعينيه غيره .
فياريت ميطلعش حب ويكون مجرد اعجاب عابر يزول مع الوقت .
حنين بخجل ..مش عارفه اقول لحضرتك ايه والله ؟
بس يعنى تسلم كلك ذوق .
ثم رن هاتفها من حكيم .
فشعرت برجفة تنتاب جسدها كأنه يحدثها لأول مرة ، فمجرد اسمه على الهاتف يسعد قلبها ويجعله يتراقص مع نغمات الهاتف .
فابتسمت بسعادة واستأذنت طلعت بقولها..
بعد اذن حضرتك هرد على المكالمة وانا فى طريقى لقسم الجراحة .
شعر طلعت بالغيرة عندما رآها تبتسم لرؤية من على الهاتف وظن أنه هو ابن خالتها ولكنه اومأ برأسه خجلا ..اى نعم تفضلى .
فتقدمت بخطوات عنه حنين ثم استجابت لـ حكيم قائلة …حكيم ازيك ؟
حكيم بعاتب …ايه يا حنون ، دى تانى مرة ارن عليكى .
مش بتردى ليه يا قلبى بسرعة ؟
مينفعش كده ، انا بقلق عليكى بجد .
ابتسمت حنين لذلك المحب قائلة ….معلش يا حكيم ، انت بترن وانا فى المستشفى ،ومعايا ناس ، فعقبال ما بعدت عنهم شوية ، عشان اعرف اكلمك .

حكيم بغيرة …مين الناس دول ،واوعى يكون اللى اسمه طلعت ده بيضايقك ؟
انا نبهت عليكى لو حصل منه اى حاجة تبلغينى على طول.
صح ولا ايه ؟
حنين بتعلثم وقلق حتى لا تغضبه …لا متقلقش مفيش حاجة ،متوترش نفسك على الفاضى .
وركز فى مذكرتك عشان تعدى الايام دى على خير .
حكيم ..هتعدى بيكى ، يا احلى حاجة فى حياتى .
حنين بخجل …وبعدين معاك ، يلا نقفل بقا عشان انا ورايا شغل .
حكيم ..كده مش عايزة تكلمينى ؟
حنين …مش قصدى ، بس عشان محدش يقول سايبة الشغل ومقضياها كلام .
حكيم …تمام ولا يهمك يا قلبى انا ، يلا نقفل ، بس خلى بالك من نفسك كويس .
ولما تخلصى رنيلى .
حنين …وهو كذلك يا باشمهندس .
حكيم …احلى باشمهندس منك يا حنون .
حنين …متحرمش منك ويلا سلام .
اكلت الغيرة قلب طلعت وهو يرى وجهها تعلوه الابتسامة وهى تتحدث مع حكيم وعندما رآها قد أنهت المكالمة ، كان قد بلغ به الغضب مبلغه ، ولم يشعر بنفسه الا وهو يتقدم منها ويقف بمقابلتها قائلا بحدة …..انسه حنين !
حنين ..نعم يا دكتور طلعت ؟
طلعت غاضبا …أظن ده مكان عمل ،مش مكان كلام ومسخرة وحب وقلة أدب فى التليفونات ، فياريت تحترمى المكان المحترم اللى حضرتك شغالة فيه .
والا هيكون ليه كلام تانى معاكى بعد كده .

ثم قال بعد اذنك وتركها وغادر ولم يترك لها حتى فرصة أن ترد عليه بأى كلمات .
أثرت كلمات طلعت المنفعلة فى حنين حتى أنها لمعت عيناها بالدموع حزنا وحرجا أيضا .
حنين ..انااااا بتاعة قلة ومسخرة ، انااا على اخر الزمن يتقلى كده .
وأخذت تردد الكلمات حتى غلت الدماء فى عروقها واحمرت عينيها من الدموع .
ثم حاولت أن تسيطر على نفسها بعض الشىء ، حتى لا يلاحظ أحد دموعها .
حنين بأسف …استغفر الله العظيم ، ربنا يسامحك ياكتور طلعت .
ووالله لولا الحاجة للشغل انا مكنتش قعدتلك فيها ثانية تانى ، بس اعمل ايه ، الحوجة وحشة اوى .
وانا مش عارفة ايه بدله كده ؟
ده كان من ثوانى كويس ومش عجبنى كمان ، يقوم يقلب عليه القلبة السودة دى .
لا ده شكله فعلا فيه حاجة ، أو مش طبيعى.
ثم رددت …يارب استرها معايا ده انا غلبانة اوى والله .
…………
دلف الحاج محمد إلى الحاج غنيم بعد أن استفاق قليلا فى حجرة المشفى .
ابتسم غنيم لرؤيته ،وأشار له بيده ليجلس .
الحاج محمد تقدم منه وقبل جبينه قائلا….الف حمدالله على سلامتك يا راجل .
خضتنى عليك ، واهو الحمد لله كانت حاجة بسيطة وبقيت زى الحصان اهو ،وعينى باردة عليك .
غنيم ببعض الألم …الله يسلمك يا محمد .
وانا صراحة مش عارف اشكرك ازاي ؟
لولاك كان زمانى مع الاموات دلوقتى ، ربنا يخليك ليا ويبارك فى عمرك .

الحاج محمد …يا راجل متقولش كده ، احنا اخوات وربنا يعلم معزتك عندى قد ايه ؟
غنيم بآسى…فعلا والله ، واكتر من أخ كمان ،وطلعت حتى احسن من عيالى اللى من صلبى ، اللى محدش عبرنى فيهم ، لما رنيت عليهم عشان يلحقونى.
الحاج محمد …معلش متحطش فى بالك ، يمكن مش سامعينه ولا نايمين ولا حاجة.
الله اعلم بالظروف .
وانا اهو يا سيدى معاك ،ولا انا مش مكفيك ولا ايه ؟
ابتسم غنيم قائلا …انت الخير والبركة والله يا محمد .
الحاج محمد بمكر …والله انا بس ،ولت يمكن فيه حد تانى انا مش عارفه ؟
غنيم متعجبا …حد مين ده ؟
الحاج محمد بضحك …هو مش حد ، هو وحدة .
قصدى يعنى حلا ، مش حلا دى برده البنت اللى شغالة عندك فى المحل .
تلون وجه غنيم واغمض عينيه وابتسم لمجرد ذكر اسمه أمامه ، ليحدث نفسه …حلا ، يا ترى أنتِ عاملة ايه دلوقتى ؟
وحشتينى اوى .
انا مكنتش متخيل فعلا انى بحبك للدرجة دى .
انى اتعب من كتر الحزن والتفكير فيكى .
الحاج محمد بمداعبة …لا وشك كده بيقول حكايات ، انا مش عارفها .
والموضوع فعلا محتاج قعدة كبيرة .
ثم قام بجذب مقعد وجلس عليه بجانبه قائلا ….يلا يا سيدى اشجينى من اول طأطأ لغاية سلامو عليكو.
بس ازاى يعنى ده يحصل وحصل امتى ؟
وازاى متقوليش حاجة زى دى ؟

ده انا اخوك وصاحبك الوحيد .
ابتسم غنيم ثم تنهد بمرارة قائلا …والله يا خويا ، الموضوع مكنش على البال ولا على النية .
وفجأة نمت وصحيت متعلق بيها .
وبعد ما كنت شايفها على انها بنت من بناتى وبعاملها على كده فعلا .
فى لحظة شوفتها كل حياتى ،وهى املى فى الدنيا .
وحبيتها فعلا من كل قلبى .
ومبقتش أتصور حياتى من غيرها .
الحاج محمد ….سيدى يا سيدى ،وايه كمان يا حاج غنيم ؟
ده انت طلعت نمس بجد يا راجل .
حلا مرة واحدة ،ودى هتقدر عليها .
ويلا عشان تجدد شبابك يا غنيم .
تنهد غنيم بغصة مريرة قائلا ….ايوه حلا ، بس للأسف مفيش فرحة بتكمل ابدا .
وكانت باللنسبالى حلم جميل بس فوقت منه على كابوس .
الحاج محمد….ليه كده ؟
هى رفضتك ولا ايه ؟
عشان فرق السن يعنى .
بس مش مشكلة السن اوى ، بدال قادر والحمد لله معاك تخليها أسعد وحدة فى الدنيا .
غنيم …هى ترفضنى عشان السن !
بالعكس دى هى اللى بتحبنى وانا مكنتش واخد بالى عشان أنا اللى مكنتش مصدق ، أنها تحبنى كده عشان فرق السن .

ولما حسيت بحبها ده ، موت انا فى هواها ،وحسيت فعلا أن الدنيا بدئت تضحكلى تانى .
وانى هقدر اعيش اللى باقى من حياتى فى سعادة وحب ، اتحرمت منه سنين .
وفعلا طلبتها للجواز وهى كانت طايرة من الفرحة ؟
الحاج محمد ..كل ده حلو وتمام وزى الفل.
امال ايه حصل ، فهمنى ؟
الحاج غنيم …ولادى ، ربنا يسامحهم ، رافضين انى اتجوز .
وخصوصا وحدة فى سنها .
وبيقولوا عليها طمعانه فى فلوسى .
ومش عارف اعمل ايه ولا اتصرف ازاى دبرنى يا صاحبى .
google-playkhamsatmostaqltradent