Ads by Google X

رواية هل بعد الفراق يا امي لقاء الفصل الثالث عشر 13 - بقلم اية حسين

الصفحة الرئيسية

   

رواية هل بعد الفراق يا امي لقاء الفصل الثالث عشر 13 - بقلم اية حسين

الفصل الثالث عشر: هدنة
                                    
                                          
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 
أعتذر جدًا على التأخير



قبل الحوار الصاعق بساعة....
كان "إسماعيل" جالسًا في مكتبه و هو يعيد و يفكر في صحة القرارات التي اتخذها قريبًا، لقد أصرَّ أخوه "إبراهيم" على العودة لمنزله و لم يقدر على منعه، لكنه خشي من "عمر" الذي كان "إسماعيل" يعلم بأنه مازال يفتش حول ذاك البيت، فقرر تشتيته بذات الطريقة التي وصل للبيت بها، ورقةٌ بها عنوان.
بعث له الورقة التي حوت عنوان مكانٍ تمّ هدّه أو سيتمّ قريبًا و ليس له أي علاقة بمكان أبويه.



ضعيف، كلمةٌ ظلَّ "إسماعيل" يصارعها محاولًا نفيها و لكن لا مفرّ، هو متيقنٌ من أنه ضعيف، حتى عندما سعى للانتقام من أخيه و زوجته لم يقوَ على المواجهة، كانت رؤيته لهما يتحسران على فقدان ولديهما أو يتألمان في السجن تهوّن عليه شعوره بالضعف. يتودد لهما و هو يتمنى لهما الشرّ، كان كلّما رآهما سعيدين يتصنع السعادة لأجلهما و داخله نارٌ تتسعر، فيعود لبيته ليطفئ ناره في ابنيهما.
خرج من شركته ليلقى "عمر" و يدور بينهما الحوار.



- أيوة أهلك كانوا عايشين السنين ديه كلها.



كانت جملة "إسماعيل" صاعقة بحق، و كأن قنبلة تفجرت في وجه "عمر" تلك اللحظة، تركه "عمر" و هو يلهث، ثم نظر له شزرًا منتظرًا منه الاستكمال، قال "إسماعيل":
- أهلك كانوا عايشين لكنهم اختاروا ييتموك، هم الي اختاروا يسيبوك و يفهموك إنهم ميتين، و طبعًا ما كانش فيه حد يلمك أنت و أختك غيري.



كان كلام "إسماعيل" غريبًا غير مقنع لم يجد له "عمر" ردًّا فسكت في حين تابع "إسماعيل":
- بس ما تحاولش تدور عليهم لأنهم ماتوا، من مدة قصيرة ماتتعداش الشهر، في حاثة عربية خدتهم مع بعض.



صعُبَ على "عمر" تصديق قول "إسماعيل"، كيف يصدّق على أبويه اللذَين يحلم كل يوم بلقائهما و لا يذكر لهما إلا كل طيب؟ و كيف يصدّق أنهما ماتا هكذا فجأة؟ فقال لعمه:
- و أنا أصدقك ليه؟
أجاب "إسماعيل" مستهينًا:
- ماعنديش أي ضمانات ولا إثباتات، أنت براحتك تصدق أو ماتصدقش، بس لو صدقت هتبقى كل حاجة اتقفلت و هترجع لحياتك، إنما لو ماصدقتش هتفضل زي ما أنت متعلق مش لاقي برّ ترسى عليه.



أقنعته كلمات عمّه الأخيرة، ربما عليه أن يصدّق كي ينتهي كل هذا، لكن التصديق كان صعبًا كذلك، فكّر كثيرًا بالفعل في أن يكون أبواه قد تركاه بإرادتهما لكن أن تُقال له صراحةً كانت بمثابة صفعة قوية.
سأل بنبرة متألمة و هو مائلٌ إلى التصديق:
- و هم عملوا كده ليه؟! 
- الظروف ماكانتش كويسة، ده غير شوية مشاكل و عداوات بينهم و بين ناس ثانية فخافوا عليك أنت و أختك.



 انصرف "عمر" و هو حائر.... أيصدّق و يخون ثقته و ذكراياته بأهله؟ أم يكذّب و يخون عمره بقضائه بين شكوك؟



                                   ∆∆∆∆∆∆∆∆∆



كان الحوار الذي جمع "آية" بوالدتها حوارًا حارًّا مليئًا بالدموع، اعتذرت كلٌّ منهما عن خطئها تجاه الأخرى، الذي أثار تعجب "آية" أن أمها اعتذرت عمّا كانت تقوله لها، شَكَتْ كثيرًا دون جدوى، لماذا الآن؟ كانت تعلم أن "أسماء" حدثتها في الموضوع لكنها لم تتوقع أن يكون لكلام "أسماء" كل هذا التأثير. كانت "أسماء" هي من تحلّ المشكلة دومًا، ربما هكذا يكون الإخوة الكبار.



  
كانت والدة "آية" تتذكر حوارها مع "أسماء" الذي جعلها تكتشف أنها كانت مخطئة، حين جاءتها "أسماء" قالت بنبرةٍ حاولت أن تكون محبة و ألّا تحمل أي مشاحنة:
- بصراحة أنا بلاحظ ساعات كلامك ليها بلاقيه محبط جدًا، يعني لو اتقال لي هكره نفسي و العيشة كلها، يعني أحرجتيها كذا مرة.
ثم أسرعت فجأة تقول كالمتهم يدافع عن نفسه:
- بس هي غلطت لما زعقت كده طبعًا، احنا مهما كبرنا مستحيل نكبر عليكِ يا ست الكل.
قالت كلماتها الأخيرة مداعبةً في محاولة استرضاء قبل أن تردف لائمة:
- أنا عارفة إن حضرتك خايفة على مصلحتها و عايزاها تخس بس مش قدام الناس كده يعني، و مش قدام خالتو ديه مابتصدق.
قالت والدتها معترضة:
- و هي خالتك ديه حد غريب؟! ديه أمكم الثانية!



- أيوة يا ماما بس الموضوع محرج برضو حتى لو كانت خالتو قريبة مننا، النصيحة المفروض تبقى بينك و بينها بس، يبقى سر بينكم. و حتى لو بينكم بس، لازم تحسييها إنك بتحبيها في أي حالة هي فيها، مايبقاش حبك مشروط بأي حاجة، يعني النصيحة ييقى ليها وقت محدد مش طول الوقت، لازم يبقى فيه الوقت الي بتقضوا فيه وقت مع بعض من غير نقد و نصايح، وقت تكوّنوا فيه ذكريات و تنبسطوا عشان ماحدش عارف ايه الي هيحصل بكرة و مين هيبقى موجود و مين لا.



هتفت الأم مستنكرة:
- أنتِ بتفولي عليّ يا "أسماء"؟!
- لا طبعًا يا ماما بعد الشر عليكِ ربنا يحفظك مش قصدي، و بعدين ممكن مش حضرتك الي تمشي الأول.
قالت أمها ساخطة:
- يابت بلاش الكلام الشؤم ده!
- حاضر بلاش الكلام الشؤم،
ثم قالت و هي تلتفت للفراغ أمامها و تفرد ذراعها:
- تطلعي معايا للمستقبل.
قال الوالدة ساخرة:
- نتطلع يا ستي ماشي.
- عندك بنت جميلة اسمها "آية" بتكره نفسها بسبب وزنها الي الناس بتتنمر عليه، عايزة أمها تحبها لكنها بتكرهها
قاطعتها والدتها فورًا قائلة:
- ما أقدرش أكرهها
- أيوة ما أنا عارفة طبعًا إنك بتحبيها بس هي مش هتبقى عارفة، هي شايفة إنك مابتكلميهاش غير في وزنها الزايد، هي ماشافتش الحب ده في صورة واضحة. بتشوف نفسها كائن مقرف، عندها نعم كثير حواليها لكن مش قادرة تتبسط بيها بسبب إنها شايفة إنها ما تستحقش كل النعم ديه فتاخد أكبر قرار غلط في حياتها.... و تنتحر! عشان هي مش شايفة إنها تستحق تعيش حتى.... بسبب التنمر.



علّقت والدتها متهكمة:
- تنتحر! مش وسعت منك ديه؟



انتهى الحوار بين أخذٍ و رد من الطرفين و قد بدأت الأم تقتنع.
كان صعبًا عليها أن تتقبل أنها مخطئة و أن ابنتها التي عاشت نصف عمرها فقط هي من تصوّب لها أخطاءها، استنكرت ذلك في البداية لكنها تداركت أنه شيءٌ طبيعي و أننا كبشر نكمل بعضنا.



دخلت "آية" غرفتها و هي سعيدة بالهدنة التي حدثت بينها و بين والدتها ثم سمعت صوت رنين هاتفها المحمول، فشهقت فرحةً حين قرأت الاسم.... كانت المتصلة "إسراء".



                                   ∆∆∆∆∆∆∆∆∆∆



دخلت "أروى" المطبخ، لم تُجِد الطبخ لكنها تعتمد على نفسها، كانت تعدُّ الخطوات لتتأكد أنها تقف عند الدرج الصحيح لعمل كوب شاي. كانت "جنة" - ابنة خالها- متواجدةً في المطبخ آنذاك فعرضت المساعدة قبل أن ترفض "أروى" ببعضٍ من الحدّة. تمكنّت من إعداد كوب الشاي لنفسها بمساعدة بعض الحيل التي تعلمتها. 
أحضرت كوب الشاي لتنفرد بنفسها في الغرفة و هي تشرب أثناء سماعها لبرنامجٍ ما من الهاتف المحمول.
دخلت عليها "إيناس"- ابنة خالها الكبرى- التي تشاركها الغرفة و هي تسأل:
- ما قعدتيش معانا برة ليه؟
- مخنوقة شوية
قالت "إيناس" بخيبة:
- قصدك على "جنة" طبعًا.
لم تعلّق "أروى" في حين قالت "إيناس":
- طب والله البنت اتغيرت و نفسها تسامحيها.
قالت "أروى" بغير إكتراث:
- ماشي
كانت "إيناس" تدرك ألّا فائدة من فتح ذلك الموضوع فقالت مغيّرةً الموضوع:
- طب اسمعي بقى عشان في حاجة تخصك عايزة أعرف رأيك فيها.
أزالت "أروى" السماعات من أذنها كي تستمع لقول "إيناس" فقالت "إيناس":
- لما جيتي لي امبارح المستشفى في ممرض شافك
قاطعتها "أروى" متهكمة:
- ممرض شافني؟ جايبالي عريس ولا ايه؟
قالت "إيناس" بانزعاج وقد انكمش وجهها:
- غلسة على فكرة.
ثم أكملت ما كانت تقوله:
- هو شافك و خد باله إنك مابتشوفيش و كده و سمع بالصدفة كلامك عن إن العمى مش عائق يمنعك عن الحياة و إنك ممكن يبقى عندك مستقبل و كده فكان عايزك تتعرفي على أخته عشان هي من ييجي شهرين حصل لها حادثة و فقدت البصر و نفسيتها وحشة اوي، فقال يمكن لو اتكلمت مع بنت في سنها و عدت باللي بيحصل لها قبلها تحس إن الدنيا أحسن.

 

 
google-playkhamsatmostaqltradent