رواية بستان حياتي الفصل الثالث عشر 13 - بقلم سلوى عوض
في منزل جمال العمري
جمال : صافي، أومال فين سليم؟ سألت عليه في الشركة قالولي مشي.
صافي (ببرود): يعني هيكون راح فين؟ أكيد عند جده. هو إحنا أصلاً بقينا نشوفه؟
جمال : وبعدين معاكي يا صافي؟ إذا كنت أنا سامحت، انتي مش هتسامحي؟
صافي : سامحت؟ انت عاوز تكتب كتاب ابني الوحيد من غير ما أعرف؟! غير إن علاقتك اتصلحت بأهلك فجأة. مش انت اللي كنت دايمًا تقول "أنا عمري ما هصالح أبويا أبدًا"؟! ده لسه كتب كتاب وخدوا ابني مني، أمال لما يتجوز هيعملوا إيه؟ هيمنعوه مني خالص؟ بقى حفيد عيسى المنصوري، اللي كل الناس بتحلم بيه، يتجوز من حتت بنت صغيرة من الصعيد بعد ما رفض بنات أكبر العائلات!
جمال : صافي، اتكلمي عدل. سليم حفيد سليم العمري، وبعدين بستان بنت أخويا، أدب وجمال وتعليم. ده غير إنها بنت عمه، يعني أحق واحدة بيه. نفسي أفهم، ليه مش بتحبيها؟
صافي : مش عارف ليه اخدت مني ابني سليم الي احن عليا من اي حد في الدنيا ابني الي شقي وتعب وحقق حلمه ابني الي كان بيشتغل ويتعب وهو بيدرس في الوقت الي كان فيه صحابه بيسافرو ويتفسحوا وهما في الصعيد عايشين في عز وانت حارمنا منه نسيت ظروفنا كانت عامله ازاي .. نسيت اني مكنتش بحضر اي فرح او مناسبه في عيلتي عشان مكنش عندنا لبس زي الناس انا وولادي ولا نسيت ان انا صافي بنت العز كنت بمسح واكنس واطبخ عشان مكناش نقدر نجيب حد يساعدني في البيت وكتير ابويا حب يقف جمبنا وانت رفضت وانا سكت عشان بحبك .. طب نسيت لما نور اتولدت وكانت لازم تدخل حضانه وانت روحت استلفت عشان تدخلها ..انا استحملت الفقر والعوز والحاجه ولما قولتلك كلم ولدك عشان يقف معانا قولتلي انه رفص يساعدنا الا لو روحنا عيشنا معاهم في الصعيد اذا كنت انت نسيت كل ده ياجمال ف انا منستش
جمال (بنبرة هادئة): صافي، أنا كدبت عليكي. أنا مكلمتش أبويا وقتها. قلبي كان شايل منه أوي. وعشان كده مكنتش عايز أسمعك تقوليلي تاني "كلم أبوك يساعدنا". حتى مصطفى الله يرحمه، عرض عليا مساعدات كتير، بس أنا رفضت.
صافي (ببرود): دلوقتي بتحاول تجمل صورتهم قدامي؟
جمال (بجدية): ده اللي حصل. وحياة ولادنا، ما بكدبش عليكي.
صافي (بتنهيدة): انت اللي خلتني مبقتش بحبهم يا جمال.
جمال (بحزن): معلش، سامحيني. أنا شايل جمايلك على راسي. انتي أول وآخر حب في حياتي.
صافي (باندهاش): ياه يا جمال، لسه فاكر تقول إنك بتحبني؟ أنا كنت نسيت ده من كتر إهمالك ليا.
جمال (بابتسامة): عدي بقى يا صافي. انتي القلب والروح.
صافي (بفرحة): بجد يا جمال؟ أنا لسه غالية عندك؟
جمال: والله انتي أغلى من نفسي. انتي شريكة حياتي وكفاحي يا حبة القلب.
صافي (بهدوء): خلاص، أنا أصالح الدنيا كلها عشان خاطرك.
جمال: طيب أنا عايز أقولك حاجة بس ما تتجننيش عليا.
صافي (بتردد): قول يا سيدي.
جمال: أنا حاسس إن عمر وفريد، ولاد أخويا، معجبين بليلى ونور.
صافي (ساخرة): ليه بقى؟ هو عرض واحد ومعاه هديتين؟ انت بتضحك؟ إيه اللي بيحصل بالضبط؟
جمال (يضحك): حلوة كلمة عرض دي.
صافي (بتفكير): بس عمر دمّه خفيف ومركزه حلو، أما فريد ده قفل أوي.
جمال: فريد طيب. وبكرة يتفتح يا ستي. ده كمان نزل الشغل مع سليم. ربنا يسهل لهم.
صافي (بتعجب): كمان نزل الشركة؟
جمال: ناسيه إنه مهندس زراعي كبير؟ هيبقى إضافة لسليم في الشغل. وارجوكي، عاملي بستان كويس.
صافي (بابتسامة): حاضر يا جيمي.
ليلى (تدخل وتنده على نور): الحقّي! فيه هنا جوز كناريا حلوين أوي.
نور (مستغربة): هما فين دول؟
ليلى (بضحكة): يا بنتي ! بابا وماما بيجددوا حبهم.
صافي (بكسوف): بنت، عيب كده.
ليلى: مامي بتتكسف يا نور!
نور: ربنا يخليكم لبعض ويخليكم لينا .
صافي: إيه رأيكم نروح المعادي عند عمي الحاج سليم؟ ناخد معانا حاجات حلوة كتير ونعملهم حفلة صغيرة. كتب الكتاب اتعمل من غير احتفال.
ليلى (بتعجب): انتي تعبانة يا ماما؟ لا سمح الله؟
جمال (بحنان): بس يا غلباوية. ماما زي الفل. هي بس كانت زعلانة شوية، وخلاص فهمت كل حاجة، مش كده يا صافي؟
صافي (بهدوء): كده يا حبيبي.
جمال: يلا يا حبايبي، اطلعوا جهزوا عشان نعملهم مفاجأة.
البنات: حاضر يا مامي.
ليلى (تتحدث لنور): أنا لازم أقول لبوسي وأقولها تعملي نفسك كأنك ما تعرفيش.
(تتصل بليلى ببستان وتحكي لها ما حدث).
بستان (بفرحة): بجد يا لولي؟
ليلى: آه والله.
بستان: طيب، أنا هقول لعمر وأقوله يعمل نفسه ما يعرفش.
(تغلق بستان الهاتف مع ليلى وتتحدث مع أخيها عمر).
عمر (بحماس): بجد يا بوسي؟ أنا جاي طيارة. بس لازم أعرف فريد كمان.
بستان (بحذر): يا ابني، ليلى قالت لي ما تقوليش لحد.
عمر (ساخرًا): هو انتي يعني ما تعرفيش إن أخوكي معجب بنور؟
بستان (تضحك): عارفة.
عمر: آه يا قرده ، عرفتي منين؟
بستان: اخلص يا عمر، وبطل رخامة.
(يغلق عمر الهاتف مع بستان، ثم يتصل بفريد ليخبره بما حدث استغراب فريد لكنه فرحه بس كان بيفكر في فرق السن اللي بيني وبين نور لكن خلاص القلب دق ولما القلب بيدق ما بيعترفش باي فروق
---------------------------
مع انشغال الجميع بالتجهيز، كانت البنات متحمسات لاختيار الملابس المناسبة للحفلة المفاجأة. ليلى ونور يتبادلن المزاح والضحك أثناء تجهيزهن، بينما صافي، رغم انشغالها بالتحضير، كانت تركز على اختيار هدية مميزة لبستان.
صافي (بتفكير): أنا عايزة حاجة تفرح بستان وتوريها إننا فعلاً راضين وموافقين على الجوازة دي.
تدخل صافي محل المجوهرات وتلفت نظرها سلسلة أنيقة تحمل قلادة على شكل قلب. طلبت من البائع تجهيزها، ثم وضعتها بعناية في علبة هدايا جميلة.
صافي (بابتسامة): السلسلة دي هتعبر عن اللي في قلبي أكتر من أي كلام.
بعدها، توجهت صافي مع جمال والبنات لشراء الحاجات اللي هياخدوها مع الحفلة: حلويات شرقية، تورتة كبيرة، وفواكه طازة.
ليلى (بمزاح): ماما، انت ناوية تفتحي محل حلويات ولا إيه؟
صافي (تضحك): لأ يا غلباوية، عايزين نفرحهم بجد.
نور (بحماس): دي أول مرة نعمل حاجة زي كده ونحس بجوا العيله ، وإن شاء الله تبقى حفلة حلوة.
مع انتهاء التحضيرات، كانت الفرحة تملأ قلوب الجميع. كل واحد فيهم كان عنده أمل إن المفاجأة دي تكون بداية صفحة جديدة مليانة حب وتفاهم بين العائله .
--------------------------------
بعد لحظات طويلة من الترقب والتجهيز، وصل جمال وصافي وأولادهم إلى الفيلا. في الداخل، كان الحاج سليم قد أنهى اجتماعه مع حفيده سليم وشقيقته نادية وزوجها العمدة. عند الباب، كانت صباح في استقبالهم بابتسامة، لكن ملامح الدهشة لم تفارقها.
صافي (تحتضن صباح): وحشتيني يا صبوحة.
صباح (بدهشة): مستغربة من اللي بيحصل.
تتجه صافي نحو نادية وتحتضنها بحب.
صافي: إيه ده! عمتي الحاجة نادية هنا؟ إزايك يا عمتو؟ نورتِ القاهرة.
وقف الجميع ينظرون بدهشة، حتى سليم الذي اقترب من والده ليسأل باندهاش:
سليم: هي أمي مالها؟
جمال (يبتسم): ده انت لسه هتتفاجئ.
بعد ذلك، سلمت صافي على الجميع بما فيهم العمدة والحاج سليم، ثم توجهت إلى صباح بلهفة:
صافي: أمال فين عروسة ابني؟
صباح (بتردد): فوق، هندهلها حالاً.
تركتهم صباح وصعدت إلى غرفة بستان، حيث وجدتها كالملاك ترتدي فستانًا أبيض أنيقًا تزينه ورود صغيرة باللون الأزرق، وشعرها مرتب بعناية.
صباح (تبتسم بإعجاب): صلاة النبي عليكِ يا بنتي، خمسة وخميسة في عين الحسود.
بستان (بخجل): ربنا يخليكي ليا يا أمي.
صباح (بتشكك): انتِ كنتِ عارفة إن عمك ومراته جاين؟
بستان (تضحك): يا لهوي! هو ده سر؟ ده أنا قلت لمصر كلها... خلاص يا أمي، طنط صافي بقت كويسة.
صباح: دي خدتني بالحضن!
بستان: مش قلت لك إنها بقت كويسة؟
صباح (بابتسامة): ربنا يهدي سرك يا بنتي.
نزلت بستان مع صباح، والكل مذهول بجمالها ورقتها. أما سليم، فكان ينظر إليها وكأنه لا يصدق نفسه. تقدمت بستان لتحيي صافي بحب.
صافي (تبتسم): أهلاً وسهلاً ببنتي الثالثة.
سليم (باندهاش): يا بابا، فهمني أمي مالها؟
جمال (يضحك): اهدى يا سليم، أمك بقت كويسة وبتحب العيلة.
وسط تلك الأجواء، أخرجت صافي السلسلة وقدمتها لبستان.
بستان (تقبل يدها): ربنا يخليكي ليا يا طنط.
صافي (تبتسم): طنط إيه بقى؟ قولي لي يا مامي زي سيمو وإخواته، ولا صباح تزعل.
صباح (بحب ): ، انتِ أمها برده يا أم سليم، وهي بقت بنتك دلوقتي. والله بقولها من قلبي يا صافي.
صافي (بحنان): حبيبتي انتِ يا صبوحة... ممكن أقول كلمة للجميع؟
الجد سليم: قولي يا بنتي.
صافي: ممكن كلكم تسامحوني على اللي كان بيحصل ونفتح صفحة جديدة؟
في هذه اللحظة، دخل عمر مبتسمًا، مقاطعًا الحديث.
عمر: الله! الحبايب كلهم متجمعين. أوعي تكونوا أكلتوا يا صباح، أنا جعان!
صباح (تضحك): طب سلم على الناس الأول، على طول همك على بطنك.
توجه عمر لتحية الجميع بحب:
عمر: إيه ده! عمتي الكبيرة وحشتيني أوي.
نادية (بحب): وإنت كمان يا مصطفى ياصغير .
عمر (ممازحًا): ده حتى عمي العمدة هنا وعم جمال وطنط صافي... وسليم الصغير! إيه ده؟ انت ناوي تتجوز يا جدي ولا إيه؟
الجد سليم (يضحك): يا واد اعقل!
عمر: والله أجيب لك عروسة عسل ترجع شبابك.
الجد: والله انت أهبل.
دخل فريد بعدها ورحب بالجميع، ثم توجه لسليم ليسأله عن أوضاع المزرعة.
سليم: عملت إيه يا فريد؟
فريد: الجنينه دي ما تنفعش، الفاكهة اللي فيها كلها ناشفة على الشجر.
سليم: والله راجل يا باشمهندس، صفقة زي دي لو كنت أخدتها وصدرتها كنت هخسر اسمي في السوق.
الجد سليم (يفخر): الله عليكم... خلفه تفرح.
عمر (ممازحًا): وأنا يعني مش معاهم؟
نادية: ده انت تشرف يا عمر.
في وسط الحديث، لمح عمر ليلى وقال باندهاش:
عمر: إيه ده؟ بنات عمي هنا كمان؟ معلش، الجوع خلاني ماخدتش بالي.
بستان (ممازحة): عمر، ممكن تقول لي آخر مرة أكلت فيها كانت إمتى؟
عمر: وأنا جاي أكلت 5 شاورما ع السريع.
بستان: 5 بس؟ يا عيني، انت كده لازم تبقى جعان.
صباح (تضحك): الله يكون في عون اللي هتتجوزك، مش هتخليلها أكل في البيت.
ليلى (تدافع بحب): بالعكس، ده عمر عسول وطيوب خالص.
عمر (بسعادة): أخيرًا لقيت حد يدافع عني في العيلة دي.
ليلى (بخجل): قصدي يعني... (وتسكت).
عمر ينتهز الفرصة، ويقف بثبات قائلاً:
عمر: بما إن الحبايب كلهم هنا، وأولهم جدي، فأنا بستغل الفرصة دي وبطلب إيد ليلى.
وقف الجميع ينظرون إليه باندهاش، والدهشة ارتسمت على وجه ليلى، بينما سادت لحظة من الصمت قبل أن تتضح ردود الفعل.
...............................................
•تابع الفصل التالي "رواية بستان حياتي" اضغط على اسم الرواية