رواية انصاف القدر الفصل الرابع عشر 14 - بقلم سوما العربي
الفصل الرابع عشر
كان يعود بها من الجامعه يقود سيارته بغضب.. حذرها مرارا وتكرارا من غيرته وغضبه.
الا تتعامل مع اى ذكور... الا تكون صداقات معهم... الا تفتح اى مجال لأى حوار بينها وبين اى شاب.. وهى؛
هى تخالف كل هذا.
كانت تجلس لجواره تنظر له بريبه... وجهه محمر وعروقه منتفخه بعض الشئ... يقبض بيده على مقود السياره من شدة عصبيته.
تحدثت بتعلثم:والله يا عامر انا ماليش كلام معاه هو الى وقفنى فجأه بيسألنى على معاد المحاضره.
ثم تمتت:على حظى الأسود كنت انت جاى.
رد عليها بغضب :وايه.. مافيش زفت جدول متعلق.. ولا الكليه فضيت ومافيهاش غيرك... عبيط انا ولا مش عارف الحركات دى.
مليكه :حتى لو انا ذنبى ايه تتعصب عليا
ضرب على مقود السياره يقول :ماهو ايه اللي يجرأه انه يوفقك يتكلم معاكى.. ها؟
اتسعت عينيها تقول :ايه.. انت تقصد ايه... تقصد انى فتحتله المجال لكده؟
عامر :مليكه ماتخليهاش تهب منك انا على اخرى.
مليكه :انت مش سامع نفسك بتقول ايه.. انا بعمل كده؟ مش واخد بالك مثلا انى حلوه والف واحد بيحالو يصاحبونى من اول الدراسة.
توقف بسيارته فجأه وكان قد وصل للبيت :نعم... مين دول.. وبيقولولك ايه؟
مليكه بجنون وقد نفذت كل طاقتها :كده كتير... كتير اوى.. مش هرد عليك بجد.
فتحت باب سيارتها وهرولت لاعلى بغضب تعلم لن يقدر على الركض خلفها أمام الجميع.
دلفت لغرفتها واغلقت الباب.. ألقت مابيدها على الفراش ثم جلست على حافته تزفر بغضب.
وكما توقعت وجدت الباب يفتح دون استئذان وهو يدلف منه ويغلقه خلفه بغضب.
عامر :ايه الى عملتيه حالا ده.
مليكه بنفاذ صبر:ايه عملت ايه.. مش عايزه اكمل كلام فى حاجه ضايقتنى وكويس اصلاً أنى سكت وبلعتها.. جريت على فوق وانا عارفه مش هتقدر تجرى ورايا قدام الكل كده... اصلك ابيه عامر وانا مليكه الصغيرة.
عامر :تمااام... يعنى أولها بتستغفلينى وبتقفى مع شباب وتانيها بتستغلى نقط الضعف وتضغطى.
مليكه :مانا مش قطة سيامى رابطها بطوق شيق هتحركها لهنا وهنا على هواك انا بنى ادمه.. موقف اتحطيت فيه انا ذنبى ايه... تقوم كمان تيجى تغلطنى وتلزق فيا تهمه زى دى... تقولى بتعرفى شباب... الكلمة كبيره وكبيره اوى كمان... انا ايه يخلينى أرضى بوضع زى ده... الحب ده انا ماخدتش منه غير الذل والتحكم وقلة القيمة.
شعر انه تعدى معها كل حدود الصبر وهو يراها تنفجر الان بوجهه من كثرة ضغطه عليها.. حاول تهدئه روعها يقول :طيب اهدى.. اهدى ونتكلم براحه.
لن يستطيع الابتعاد... لن يتحمل تركها له... يعلم أن طباعه صعبه ولكن لا يستطيع السيطرة على حاله فى العشق.
كلماته لم تزيدها الا غضبا... حتى عصبيتها يتحكم بها.. متى تهدأ. متى تصمت.. متى تتحدث.
مليكه :لا مش هسكت.. سكت كتير.. شهر ورا شهر وانا فى الدرا.. فى الخفا.. بينى وبينك عامر وقصاد الناس ابيه... هديل بتتلزق فيك وتقعد جنبك فى اى حته وانا....انا اقعد هناك بعيييييد فى طرف اخر كرسى.
تقدم يسمح على ذراعيها يقول :انا اسف.. عارف انى ضاغط عليكى كتير بس والله انا مش هفضل ساكت.
مليكه :امتى... امتى هتتكلم... مستنى ايه.. مستنى لما حد ييجى يخطبنى منك.
ترك ذراعيها يقول بقوه واصرار:مش هوافق ولا هسمح بكده.. مافيش حد هيقرب منك.
ابتسمت بسخرية وقالت :صحيح مانت ولى امرى طيب ايه قولك لو هما اللي خطبوك.. خالتك ليل نهار بتلمح لخطوبتك من بنتها وامك واختك مش ممانعين والاكتر انك نفسك فاهم ومش بتعترض ولا بتحط النقط فوق الحروف... قولى مين يستحمل وضع زى ده.
اغمض عينيه.. يعلم معها حق بكل حرف.
تقدم منها مره اخرى يقول :عندك حق.. عندك حق فى كل كلمه...وانا هبدا اتكلم من النهاردة.. هعرفهم كلهم.
صممت تنظر له لا تعلم هل تحيا على ذلك الامل ام سيخذلها مجدداً.
صعب عليه نظرتها هذه.. لن يتحمل بعدها.. تقدم منها يضمها لحضنه يقول :هعمل كل حاجه عشان تبقى معايا... عشان خاطرى ماتسبينيش.. انا عمرى ما قولت كده لحد ولا عمرى كنت محتاج حد جنبى زى مانا محتاجك...مليكه انتى مش عارفة انتى بقيتى بالنسبة لى ايه.
شددت من احتضانه تسمعه وهى تغمض عينيها بألم تسأل ما النهايه لكل هذا.
_________________________
جلست جليلة أمام حكمت بسخط تقول : انا يابت مش قولتلك تعدى عليا عشان نشوف حل للوقعه المنيله الى واقعين فيها دى... يفوت شهر فى التانى وانتى لا تعدى ولا تسألى.. طب بلاش فوتى شقرى على خالتك يمكن محتاجه حاجه ولا يمكن موت.
حكمت:بعد الشر عليكى يا خالتى بس سكه وطريق كده انا مارديتش اجى.. عارفة انى لو جيت هتفتحى معايا السيره دى وانا مش عايزه ولا ناويه افتحه تانى الموضوع ده.
جليلة :يعنى ايه يابنت اعتماد
حكمت: يعنى انا وهو خلاص عيشنا مع بعض انقطع لحد كده كل واحد بقا يشوف طريقه.
وضعت جليه اصبعها تحت ذقنها تقول :يبقى الى بلغنى بصحيح بقا.
حكمت :بلغك؟!بلغك ايه يا خالتى؟!
جليلة :الأسطى سيد الى داخل خارج وعامل الاكل حجته... الاسطى سيد صاحب جوزك وواكل معاه عيش وملح.
هبت من مقعدها تقول بغضب :ايه الى بتقوليه ده يا خالتى... ده أنا حكمت ...انا تجيبى سيرتى فى كلام بطال زى ده.. وتطلع منك انتى ياخالتى... وايه الأسطى سيد داخل خارج ايه هى كباريه.. انا ست عايشه بشرفى.. مين قالك الكلام الفاضي ده وانا اكدبهولك فى نن عينه.
جليلة :يوسف ابنك.
تملكتها الصدمه وجحزت عينيها لا تصدق... يوسف.. ولدها... يقول عنها هذا
جلست على كرسيها باهمال وتعب:يوسف.. ابنى انا هو الى يقول عليا كده.
ظلت على صدمتها لساعات حتى لم تشعر لا بذهاب خالتها ولا بوقوفها معها تودعها.
همت لغلق الباب فى نفس اللحظة التي خرج بها الأسطى سيد من شقته:ست حكمت.. مالك فيكى حاجة؟
انتبهت له وللهفته وقالت:لا ولا حاجة يابو مى... تعيش.
تهور سيد قائلا:انا منايا اعيشلك ياست حكمت.
نظرت له بأعين متسعه مصدومه فاستجمع شجاعته بعدما وقع لسانه وقال :انا طالب ايدك بالحلال ياست حكمت وكل طلباتك مجابه ومش خايف على بنتى انا عارف انها بتحبك وأنتى قلبك طيب وهتعامليها زى بنتك واكتر.
همت لتجيب عليه بالرفض قطعا فلا مجال لذلك... مصيرها معروف هى وسيدات كثير مثلها بعد الطلاق تحيا لتربى اولادها.
قطع حديثها وقال :سايق عليكى الاوليا ماتقولى لأ دلوقتي على الاقل خدى شوية وقت تفكرى.. جايز ربنا يكرم وتغيرى رأيك.... سلام عليكم.
تركها وغادر بعدما واخيرا قال ما كان يحبسه بداخله لفتره كبيره.
أما المعلم رجب.... جلس امام محل الجزاره لا تسعه فرحته... اليوم وصلت ورقه طلاق نجلاء من ذلك الخنزير على حد تعبيره.
كلها ثلاثة اشهر ويستطيع أن يعقد عليها.
رفع يديه للسماء :يارب.. قرب البعيد لاجل حبيبك النبى.
لمح سيد من بعيد يتجه لورشته فنادى عليه بلهفة :سيد... يا سيد... خد تعالى.
تقدم سيد منه فقال :مش تباركلى.
سيد:على ايه؟
امتعض وجع رجب يقول:ياخى طب قول مبروك الأول ماتبقاش جلف كده.
سيد بتوتر:مبروك ياسيدى.. على ايه بقا؟
رجب بابتسامة متسعه:توفيق طلق ام ندى النهاردة.
سيد :بجد.. طب الحمد لله ربنا يكملها على خير بقا.
رجب :هتكمل.. وحياتك لاتكمل.. انت مالك كده حالك مش عاجبنى.
توتر سيد قليلا ثم سحب معقد وجلس أمامه يقول :انا بصراحة بفكر اتجوز.
رجب :كده خبط لازق... اه يابن ال****اكيد فى واحدة عينك عليها... انا عارفك ليك نوع مخصوص.. من أنصار دلال عبد العزيز.
سيد بتوتر :اييه الى بتقولو ده عيب.
رجب:الللعب.. ده شكل فى واحدة وانت غيران من كلامى عليها... قر ياض واعترف هى مين؟.
وقف سيد يغادر بتوتر :انت فايق ورايق. انا ماشى.
رجب بصوت عالي :بشوقك... هتجيلى تانى ماهو مين هيخطبلك غيرى.
التف له سيد يشير بيده بمعنى (سيحتلى فى المنطقة).
ضحك رجب بعلو صوته ثم تنهد قائلا :يارب هون.
نظر لاعلى يفكر ثم وضع يده تحت ذقنه يسأل بلهفه: عدى اد ايه من ال3 شهور؟
بالأعلى فى شقه نجلاء.
كانت تجلس على السفره تقبض بيدها على ورقه طلاقها.... تحاول أن تستكشف ماهية شعورها.. لقد طلقت توا... رسمياً... اين انهيار اى امرأة عند طلاقها؟!
لطالما سمعت عن ذلك بتجارب شخصيه.. هى نفسها كانت تشعر بانهيار العالم من حولها فى كل مره يلقى عليها يمين الطلاق ولكن؛
هذه المرة غير... أيضا الان ليست جملة فقط... لقد طلقها رسميا... لما لا تشعر بالحزن والانهيار... ولما أيضاً لا تشعر بالسعاده... هل توقف قلبها عن الشعور؟
ولكن مع اهتزاز هاتفها برساله مضمونها (نزلى السبت ياست البنات).
علمت؛
قلبها وشعورها مازال على عمله.. فهى الان سعيده ومتحمسه لترى ماذا جلب لها هذه المره.
ظلت تجر (السبت) إليها حتى وصل بما يحتويه... وهنا كانت الصدمه من نصيبها ونصيب ندى المسكينه التى رددت بلوع:بوكس الشتا... المعلم رجب عملها ومازن لأ... عاااااااااا.
فتحت ذلك الكارت الرقيق لجواره وقرأت :الشتا هل.. اخاف عليكى من البرد ياست البنات.
لن تتحمل تلك الندى المسكينه:سندينى هقع من طولى... ده مازن المعفن مافتكرنيش حتى بكيس اندومى.... ااااااااااه
__________________________
يجلس فى غرفة مكتبه بتوتر أمام محمد.. الأقرب إليه عمرا وبالتأكيد هو من سيفهمه.
تنحنح بحرج يقول :احمم عايز اكلمك فى موضوع.
محمد :ايه.. قول... اكيد على فادى المتخلف وجوازته.. انا غلبت معاه وهو راكب دماغه.. خليه يشيل بقا.
عامر :احمم.. لا.. انا عايزك فى موضوع يخصني انا.. انا ومليكه.
كانت تسير لجوار مكتبه... استمعت لاسمها فاتجت تحاول استراق السمع.
محمد باستغراب :ايه.. هههههه.. انت ومليكه فى جمله واحدة....غريبه.
زاد توتره وقال:و غريبه ليه.
محمد :هههه لا بس انت فى حته وهى فى حته بس كده.
استجمع قواه(يبدو أنه اليوم العالمى لاستجماع القوه)
وقال:محمد انا عايز اتجوز مليكه.
جحزت عينيه وقال:ايه.. عامر.. انت واعى للى بتقولو... اكيد بتهزر.
عامر:لا مش بهزر يامحمد.. انا عايز اتجوزها فعلاً.
محمد بصوت عالى :انت جرى لمخك حاجة.. هو ايه اللي حصل لرجالة البيت ده مرة واحدة كده... البيه يتجوز واحده فلاحه مش من توبنا.. وانت.. انت ياكبير عايز تتجوز مليكه... مليكه ياعامر؟!!
عامر :وفيها ايه... ده جواز على سنة الله ورسوله.
محمد :لا يابيه فيها.. ولو انت مش عارف ولا واخد بالك اقولك انا... دى أصغر منك.. واصغر منك بكتير اوى عايز الناس تقول علينا ايه.. عامر الخطيب اتهبل.. ريل على العيلة الصغيره الى المفروض انه هو مربيها.. مين هيأتمنا على اى شغل بنا وبينهم.. إسهمنا.. اسهمنا هتقع فى الأرض لأن احنا فى الاول والآخر تجار... تجار لابسه بدل اوعى تنسى ده... الناس هتبصلك على انك راجل اهبل بص لعيله لحد وسطه.. هتبقى مسخره كل النوادى والحفلات... كرسى المجلس... كرسى المجلس هيضيع عليك وعلينا وتعك على الكل.. عامر اصحى للكلام وخد بالك.. انت مش ملك نفسك واى تصرف ليك يا يطلع عيلة الخطيب لفوق يا يرزعها سابع ارض... انت مش حر فى نفسك وأنا مش هسيبك تدمرنا ولو على الجواز فانت كتير بنات تتمناك وهتعيش معاهم مبسوط.
القى له الكلام خلف بعضه...دفعه واحده من حقائق الجمته.
اغمض عينيه بألم... المواجه أصعب بكثير.
فتح الباب على مصرعيه ففتح عينيه و جدها تنظر له بأعين مدمعه حمراء.. كأنها ترجوه أن يصر على عشقها ويحكم رأيه... ألا يخذلها.. ان يفى بوعده.. الا يتقهقر عند أول مشكله واول اعتراض.
لكنها وجدت بعينيه جواب واحد.
الاستسلام.
كانت ستفر لغرفتها هربا بدموعها التى تحبسها بصعوبة لكن ولسوء حظها.
وجدت ناهد والدته تتقدم قائله :مليكه واقفه كده ليه.. فى ايه يا محمد؟
محمد بهدوء :مافيش حاجة.
ناهد مبتسمة :طب تعالى يا ميكا.. تعالى احضرينا فى الموضوع ده.
محمد :خير موضوع ايه.
كل هذا وهو عينه عليها.. على الدموع الملتمعه بعينيها ونظرة الخذلان.
ناهد :تعالى ياميكا اقنعيه معايا.. بصراحة انا شايفه ان هديل مناسبه ليه اوى.. ومن كل حاجه... السن والتعليم والشغل والتفكير ده غير الأدب والجمال.
التمعت اعين محمد وقال:ااه وباباها راجل تقيل فى البلد وله وزنه هيفيدك كتير فى حملتك الانتخابية يا عامر... هى دى الجوازه الصح وفى الوقت الصح.
ناهد :تعالى... تعالى ياميكا اقنعيه معانا.
كل هذا كثير.. الا يكفى ما حدث هل أيضا مطالب منها ان تقنعه بالزواج من اخرى... والله كثير.. هذا كثير.
كان ينظر لعينيها بعجز والم... حبيبته امامه تتألم وحديث محمد يدوى فى أذنه كالرصاص.
شعور العجز مؤلم خصوصا امام من تحب.. بالاخص إذا كنت عاجز امام ما تريده انت... اذا كنت مكبل بأشياء كثيرة لا فكاك منها.. المسؤليه.. المظهر الاجتماعى.. سمعة عائلتك.. مستقبل العمل.. حتى أرباح واسهم الشركة وجد نفسه مسؤل عنها... إذا سقطت سمعه الخطيب فلن يسقط هو فقط...خلفه عائلة بالكامل ستسقط معه لو فعل مايريد.
لم ولن تستوعب كل هذا.. يعلم الجواب الوحيد الذي يدور بذهنها... لو اردت لتركت كل شئ خلفك وأتيت لى.
حاولت حبس دموعها.. ان تطمثها بقوه وتحدثت بصوت رغما عنها خرج متحشرج:مبروك يا ابيه... اسمع كلامهم.. هديل فعلاً مناسبه ليك وهتفيدك فى الانتخابات.
نظر لها بألم لو بيده لبكى الان وهو يراها تبتسم بسخرية وتخبرهم:ههه اتحايلوا عليه شويه صغيرين بس وهيوافق... ماهو مارفضش بقوه من بداية الكلام يعنى شويه زن كمان هيروح يطلب ايدها والنهارده كمان.
ضحكت ناهد تقول :تصدقى عندك حق.. هو كده طالع لابوه... تقيل ويحب الى يتحايل عليه... بس لو كده بسيطة.
نظرت لهم بقهر ثم استدارت تغادر بخطوات مرتعشه.. لن تنهار أمامهم الان.
فى ساعة متأخرة من الليل.
كانت تجلس على فراشها تحكى لجودى كل شئ.. تشكى لها الالم المتفاقم داخلها... ذلك السكين الغادر الذى تشعر به قد غرس بصدرها.
كتبت جودى :لو سمحتى ممكن بقى تطلعى الموضوع ده من دماغك... انا شايفه انه مايستحقش كل دموعك دى.. انتى لسه صغيره وحلوه وبكرا تلاقى الف واحد يتمنوا نظره منك.. بلاش تستنفذى قلبك ومشاعرك وروحك فى علاقه واحده وتيجى بعدها ماتلاقيش عندك حاجة تديها لحد وممكن يكون الحد ده هو الشخص الصح.
مسحت دموعها وكتبت :جودى انا عارفه كل الى قولتيه وعايزه تقوليه بس هو صعب... انا عيشت طول عمرى احلم بيه وماصدقت حس بيا.
جودى :وهو كان حس بجد؟ ده حتى عمره ما صرح انه بيحبك.
مليكه :عندك حق.
وكعادته.. يقتحم عليها غرفتها دون اى استئذان.
وجدته فجأة يقف أمامها فقالت بهدوء شديد:ايه الى جابك هنا؟
عامر :مليكه لو سمحتي ممكن نتكلم وتفهمينى.
مليكه :مافيش اى كلام بينا... هنتكلم فى ايه مثلاً.. انك فضلت الشغل والفلوس عليا.. انك اتراجعت مع أول واحد رفض الى بنا مع ان المفروض اننا هنتجوز على سنة الله ورسوله زى ماقولت.. ههه وبتاخد رأى مين.. محمد؟! محمد الى شايف ان جوازة فادى غلط حتى لو من واحدة بيحبها وبتحبه... محمد الى فضل ورا كارما لحد ما وقعها فيه وخطبها عشان يضمن نصيب اكتر من تركه الخطيب الى انت وهى واخدين نصيب الاسد فيها عشان كده وهمها بالحب وفاكر ان ماحدش فاهم وماحدش واخد باله بس انا بقا فاهمه وساكته من زمان مانا لو اتكلمت ماحدش هيسمع من عيله صغيره خصوصا لو هى شايفه حاجة عكس الى هما بيتمنوه... سكت وقولت يمكن اطلع ظلمته... بس اتكشفلى اكتر واتاكدت اكتر من احساسى لما رفض جوازة فادى.. ورفض علاقتى بيك بس انت مش واخد بالك ليه... محمد لسه عنده الأمل فى انى ممكن اتجوز فادى.. يعنى يا يفشكل خطوبته من البنت الى بيحبها او يقنعنى انه ارضى اكون زوجه تانيه المهم ان الورث مايخرجش براه هو واخوه وانت ماتاخدش اكتر من كده... الكل فاكرنى هفضل صغيره برضع مش هكبر ولا هفهم... مش هفهم كل الى بيخططله محمد.
كان يستمع لها بزهول... يعلم ان محمد لديه بعض الخبث فى شخصيته لكن ان يصل به التفكير لكل هذا استبعده.
حاول التحدث:ممكن يكون عندك حق فى كل ده... بس هو فعلا نبهنى لحاجات كتير ماكنتش واخد بالى منها.. انا مش لوحدى ولا ملك نفسى و.. قاطعته تقول :انت مش مضطر لا تفسر ولا تبرر.. وانا مش عايزه منك اصلا اى تفسير.. لو سمحت كلامك معايا يبقى بحدود بعد كده... ويستحسن تتجنبنى اصلاً.
عامر:يعنى ايه.. هتسبينى.
مليكه :اه... هسيبك.. روح بقا أخطب هديل هتنفعك لكن انا هوقعك واوقع العيله وسمعة العيله... لو سمحت اطلع برا.
وقف يغمض عينيه بألم الى اين وصل معها.
لا يجد رد.. ولا حتى وعد.. هو حتى لا يستطيع طلب فرصه اخرى ليصلح كل شئ.. فماذا سيصلح و هو يعلم النتيجة.
استدارت تذهب لشرفتها وتغلق الباب خلفها لما وجدته مازال واقفاً ولم يغادر.
حينها شعر ان مليكه أغلقت امامه كل الابواب والنوافذ ولا سبيل للعوده ابدا.
_______________________
فى نفس المساء
كانت تنتظره طوال اليوم وهو كالعادة ينهى عمله مع والده وبعدها يتسكع فى الطرقات مع أصدقائه ويعود فى وقت متأخر يطلب الطعام.
جلست مقابله على تلك السفره الصغيره تنظر له وهو يلتهم الدجاج بتلذذ.. الشعور بالحصره هو المسيطر عليها.. ابنها وفلذة كبدها هو من يشهر بها.
تحدثت له قائله :الا انت يايوسف عارف الساعه كام.
قال وهو يلك الطعام :2 باليل.
حكمت :2 باليل ولحد دلوقتي ماكلتش ومستنياك وانت عارف انى مابعرفش اكل لوحدى ومع ذلك بتتاخر ولا بيهمك.
اخذ قطعه اخرى من الدجاج وقال :مانا بحب اتفسح مع صحابى الله.
حكمت:هو انت يا يوسف كنت شوفت عليا حاجة غلط... ولا فى كلام فاضى بينى وبين الأسطى سيد.
يوسف:قطع لسانه ياما إلى يقول عليكى كده.
وقفت حكمت من مقعدها تقول :ماهو فعلاً قطع لسانه.. خصوصى لما يكون ابنى الى اديته لحمى ودمى.. أبنى الى المفروض لو شافنى عريانه يغطيني هو الى عرانى وراح يخبص عليا لستو.. ابنى الى جايب سيرتى فى كلام فاضى مع راجل تانى وماعملش حساب لحاجه.
جحظت عينيه
لقد فعلتها جدته واخبرة امه.. ظنها ستتصرف دون البوح بما قال فقد اوصاها بشده.
حكمت:ساكت ليه.. ماتقول.. ماترد يابن بطنى.. يابن عمرى.
يوسف :بصراحه ياما انا عملت كل ده عشان انتى وابويا ترجعوا لبعض بأى شكل وباى تمن.
حكمت:ليه.. على اساس اننا لو رجعنا او مارجعناش هيأثر فيك فى ايه... مانت من زمان طول اليوم برا ولاحتى عمرك سألت امى اكلت و لا لأ... يمكن محتاجه حاجه.. الا مافيييش.. حتى لما كنا عايشين مع ابوك في بيت واحد لسه كنت كده... بتيجى على النوم بعد ما تخلص صرمحه مع شلة الانس بتاعتك... دلوقتي قولت امى وابويا ويوم ماتحب ترجعنا تشنع على امك... طب ماعملتهاش مع ابوك ليه ماهو عايز يتجوز هو كمان ولا عشان هو الى معاه بحر الفلوس وممكن يقطعه عنك لكن امك... امك عادى اخبط فيها .
حاول التحدث قائلاً :ياما انا... قاطعته هى:انا الى هتكلم المره دى يا يوسف... الأسطى سيد اتقدملى النهاردة وانا بعد كلامك الى قولتو عليا قررت اوافق مانا مايخلصنيش أن سمعتى تبقى على كل لسان وانت تنضر مانا امك... واهو الراجل جاى يصلح غلطته يبقى اوافق والم الفضيحة يا ضنايا.
تركته جاحظ العينين وغادرت تغلق باب غرفتها بغضب.. لا سبيل لها لإعادة تأهيله غير هذا.
•تابع الفصل التالي "رواية انصاف القدر" اضغط على اسم الرواية