رواية عتاب الفصل الرابع عشر 14 - بقلم علا السعدني
وقفت (عتاب) تشعر بصداع حاد فذهبت للحمام كى تأخذ دواء خاص بذلك الصداع الذى يأتيها من وقت للآخر بسبب كثرة العمل والأجهاد الذى تشعر به فوجدت مشرفة معها ترتدى ثياب انيقة وتضع مساحيق التجميل ظنت فى البداية أنها ستخرج وبعدها خرجت من الحمام فخرجت (عتاب) خلفها ووجدتها تسير بدلال وخفة فزمت شفتاها بعدم رضا على تصرفات تلك البلهاء حينها قابلت صديقتها فى الدار التى تعمل كطابخة وهم يسيروا فى أحدى الممرات فأقتربت منها (عتاب) وقالت بصوت خافت
-مالها دى ؟!
ضحكت (ندا) كثيراً ثم قالت بصوت خافت
-اصل صاحب الدار بيجى النهاردة وهى ايه واقعة فيه لشوشتها الهبلة فاكرة أنه هيبصلها مثلاز
هزت (عتاب) رأسها بآسى ولكنها نظرت ل (ندا) قائلة
-بس ده مبيجيش كتير ع كده من ساعة ما اشتغلت مشوفتوش
-ييجى فى الشهر مرة كده المرة اللى فاتت كنتى بتزورى قرايبك
هزت (عتاب) رأسها بالإيجاب فهى قد اخبرت (ندا) أن (ريان) ووالداتها اقارب لا فلم تستطع أن تخبر احد بطبيعة العلاقة بينها وبين (ريان) لذا قالت
-أنا هروح اقف فى مكانى بقى ٠٠ فاضل ع ميعاد نومهم ساعتين
-ماشى يا حبيبتى ٠٠ وأنا هكمل شغل
حينها ذهبت (عتاب) إلى الدور الذى تعمل به ودلفت للداخل لكى تلعب مع الأطفال مثلما تفعل كل يوم وبعد مرور ساعة كاملة خرجت (عتاب) من غرفة الأطفال واستنشقت بعد الهواء لتجد زميلتها المتيمة بالمدير تسير خلف رجل وهى تتحدث ويبدو عليه التأفف ابتسمت قليلا ورفعت رأسها لكى تتأمل ملامح وجهه أكثر ولكن فوجئت به فقد كان (فضل) ٠٠ مرة ثانية لقد ظنت أن تلك اللعنة التى اسمها (فضل) قد انتهت فقد كانت سعيدة لأنها لم تعد ترى شئ أو تتخيل شئ يخصه لذا قررت تمر من جانبه كأنها لم ترى شئ وحين تخطته إلتف هو مسرعاًوأمسك يدها وجعلها تلتلف وتنظر فى عينيه فأبتلعت ريقها وشعرت بتوتر غريب بينما هو نظر لها وهو يتفحص معالم وجهها ثم قال
-إنتى ؟!
شعرت هى بخوف شديد ثم قال
-ا٠٠ أنا مين ؟!
حينها نظر (رائد) نظرة جانبية لتلك الفتاة التى تلتصق بيه إينما ذهب ثم وجه نظره مرة آخرى إلى (عتاب) وقال
-افتكر تيجى ورايا المكتب احسن
قالها وهو مازال ممسك يدها وسحبها نحو المكتب الخاص به بينما ظلت تلك الفتاة الآخرى تشعر بغيظ شديد من (عتاب) وركلت قدامها فى الأرض غضباً وضجراً ٠٠
حاولت (عتاب) أن تتملص من يده بكل ما أوتيت من قوة لكنه لم يجعل لها مفر فقالت بصوت مرتفع قليلا
-ارجوك ميصحش كده
كان قد وصلا إلى باب المكتب الخاص به فترك يدها حين سمع صوتها ثم قال
-ا٠٠ أنا آسف
صمتت قليلاً فتابع هو
-أنا من ساعتها بدور عليكى
-ليه ؟!
-ممكن تتفضلى معايا جو
نظرت حولها وشعرت بتوتر عجيب ولكنها هزت رأسها بالإبجاب فدلفوا سوياز نحو الداخل وهم (رائد) ليغلق باب المكتب فتذكرت هى حين غلق باب الشقة فى منزله لا تعلم اتسمى تلك خيالات أم أوهام أم حقيقة فصرخت بصوت عالى
-لااااا ٠٠ متقفلش
شعر هو بخوفها ففتح الباب مرة آخرى وقال ثم نظر لها قائلاً
-ح٠٠حاضر مفتوح اهو
شعرت هى ببعض الراحة ثم وجهت نظرها له وقالت
-بدور عليا ليه ؟! ٠٠ مش قلت متعرفنيش
-حسيت بفضول مش قلتى تعرفينى وقولتى اسمى (فضل)
-وأنت قلت نه مش أنت ٠٠ يبقى الموضوع انتهى
تنحنح هو ثم قال
-معاكى حق
-عن اذنك
امسك يدها مرة آخرى ثم قال
-استنى هنا
نظرت هى ليده الممسكة بيدها فرفع هو يده لأعلى مسرعاً وقال
-بلاش البصة دى
اخفت بسمتها قليلاً ونظرت فى عينه فبادلها هو النظرة ووجد نفسه يقول
-اهى عينك دى متتنسيش ابداً
رمشت بعينها قليلاً ثم قالت
-أنا عندى شغل ٠٠ عن اذنك
-بس أنا نفسى اعرف اللى شبهى ده بتحبيه ولا بتكرهيه ٠٠ وحكاية الدكتور اللى كان معاكى ؟!
شعرت بالخوف من أن يفصلها عن العمل أن علم أنها مريضة نفسية فقالت
-ا٠٠ أنا بخير مش ٠٠ مش مريضة بس بس حد مات اعرفه شبهك دى كل الحكاية وجتلى حالة اكتئاب بتحصل لكل الناس
اخذ نفس عميق ثم قال
-ماشى
-عن اذنك
-اتفضلى
نظرت له فقد كان واقف أمام باب المكتب ولم تستطع الخروج بسببه فقالت
-طب ممكن اعدى
ظل واقفاً وقال بنبرة مازحة
-طب ما تعدى
-حضرتك واقف ٠٠ عدينى
فوقف جانباز ثم قال
-اتفضلى
حينها خرجت هى مسرعة نحو الخارج فابتسم هو وهز رأسه بآسى فتلك الفتاة ليست طبيعية أبداً ٠٠
******************
فى صباح اليوم التالى استعدت (روفيدا) للذهاب إلى امتحانها وقد اتفقت مع (أدهم) أن يأتى بعد إنتهاء الإمتحان كى يوصلها إلى المنزل وصلت إلى الجامعة قبل إمتحاانها بساعة لكى تراجع تلك المادة مع صديقتها ظلت يذكران لبعض الوقت حتى وقف أمامها شخص ما لاحظت ظل أحدهم أمامها مباشرة فرفعت بصرها لكى تراه والشمس زادت من لمعة عينيها العسلية ولكنها صدمت حين رأت أنه (أشرف) الذى كان يبتسم فى وجهها فشعرت هى بغضب شديد وقالت موجهة حديثها إلى صديقتها
-يلا نمشى من هنا
فقال (أشرف) بنبرة مترجية
-استنى بس
إجابته بلهجة حادة
-أنا مفيش بينى وبينك كلام
وهمت لتغادر فقال بنبرة أكثر
-10 دقايق بس مش طالب اكتر
-مينفعش اتكلم معاك
-عارف ٠٠ بس 10 دقايق بس
-عاوز ايه ؟!
نظر هو لصديقتها ثم قال
-تعالى بعيد شوية
ابتعدت معه كى تعلم ماذا يريد منه فقالت بنبرة غاضبة للغاية
-عاوز ايه ؟!
-أنا حبيت أبلغك إنى بقيت اشتغل واشتريت خاتم الخطوبة وإن شاء الله بعد الامتحانات هكلم اخوكى
اتسعت عينان (روفيدا) بعدم تصديق وقالت بنبرة اشبه بالخفوت
-أنت بتقول ايه ؟
-مستعد اقابل اخوكى ٠٠ كنت حابب اعملك ده مفاجأة
كررت بذهول
-مفاجأة !! ٠٠ ا٠٠ انت ازاى متقوليش يا (أشرف) ٠٠-أنا افتكرت أنك ٠٠
صمتت ولم تستطع تكملة الحديث فتابع هو حديثها
-أنى ندل مش كده ؟! ٠٠ أولاً أنتى مكنتيش مديانى فرصة اتكلم معاكى اصلاً ومكنتيش حابة تعملى شئ من ورا اخوكى وأنا احترمت ده فيكى واحترمت رغبتك جداً عشان كده بعدت زى ما طلبتى إنتى قولتيلى أن مفيش كلام بينا تانى هيحصل بدون علم (رائد) وأنا بس حبيت اقولك أنى بقيت اشتغل ومعتمد ع نفسى والحمد لله وإن شاء الله مفيش كلام جانبى بينى وبينك تانى لحد ما اكلم اخوكى
شعرت (روفيدا) وقتها بأن أحدهم قد غرز خنجر فى قلبها فهو لم يكن ذلك الجبان النذل حيث ظلت تردد ذلك بينها وبين نفسها حتى تكرهه ماذا لو علم أنها قد تمت خطبته ستكون هى الجبانة والنذلة فى نظره ليس هذا فحسب بل خائنة وضعت يدها خلف ظهرها حتى لا يتمكن من رؤية خاتم خطبتها من (أدهم) فليس لديها الشجاعة كى تخبره بأنها قد أصبحت تخص شخص آخر ليس هذا فحسب بل شخص هو يستشيط غضباً من رؤيته فقط بجواره لذا ابتلعت ريقها وقالت
-عن أذنك ٠٠
ثم سارت بعيداً عنه فشعر (أشرف) بخطب ما ولكنه علم جيداً أنها تؤنب نفسها على سوء الظن به بالتأكيد جلست (روفيدا) بجوار صديقتها وهى تتمتم قائلة
-دى كارثة ؟
-حصل ايه يا بنتى ؟!
-مصيبة يا (هبة)
-احنا مش قلنا ننسى (أشرف) وخليكى فى خطيبك
فقصت (روفيدا) ما اخبرها به (أشرف) فوضعت (هبة) يدها على فمها غير مصدقة ما سمعته للتو وشعرت بحزن صديقتها فبالفهل شئ محير للغاية هى مخطوبة الآن لرجل طيب القلب ليس به عيباً كما أن حبيبها السابق لم يكن ذلك النذل كانت (هبة) تعلم جيداً أن مهما ستقول لها لن يطفئ مافى قلبها لذا نظرت للساعة وجدت أن موعد الأمتحان قد اوشك لذا قالت
-يلا ع الأمتحان دلوقتي يا (روفيدا) ولما نخرج ربنا يحلها هنفكر كويس
هزت (روفيدا) رأسها بالإيجاب وسارت معها إلى اللجنة كالمغيبة ظلت شاردة طوال ساعتين المتحان ولكنها حاولت بكل جهدها أن تجيب بشكل صحيح وبعد أن انتهت وقفت وانتظرت صديقتها واقترب اصدقائها واصدقاء (أشرف) معاً ووقف (أشرف) معهم أيضاً مما جعلها مصابة بالتوتر وتحاول بكل الطرق الممكنة إخفاء ذلك الخاتم الذى بيدها لاحظت فتاة فى تلك المجموعة أنها تحاول إخفاء الخاتم وتوترها الحاد ونظرات العشق الذى ينظر بها (أشرف) ل (روفيدا) لقد ظنت فى البداية أنها هى و (أشرف) قد انفصلوا ولكن يبدو أن الأمر به الكثير وأنه لا يعلم خطوبتها برجل غيره فوجدتها فرصة جيدة لكى تدمر سعادة (روفيدا) تلك فهى تشعر بالغيرة من تلك الفتاة لأن الجميع يعجب ب (روفيدا) حتى الشاب الذى أحبته لم ينظر لها وأعجب ب (روفيدا) لذا نظرت إلى (أشرف) وقالت كأنها تفجر قنبلة فى وجه (أشرف)
-بقالنا كتير مش بنشوفك يا (أشرف)
-الشغل بقى
-اه ربنا معاك ٠٠ ده حصل حاجات كتير وأنت غايب ٠٠ مش تبارك ل (روفيدا) اتخطبت
اتسعت عينان (أشرف) ونظر إلى (روفيدا) كى تكذب تلك البلهاء ٠٠
عتاب
•تابع الفصل التالي "رواية عتاب" اضغط على اسم الرواية