رواية بستان حياتي الفصل الخامس عشر 15 - بقلم سلوى عوض
بستان_حياتي 💥💥💥
بارت 15
عمر: بما إن الحبايب كلهم هنا، وأولهم جدي، فأنا بستغل الفرصة دي وبطلب إيد ليلى.
(وقف الجميع في دهشة تامة، والأنظار كلها اتجهت لعمر، بينما كانت ليلى مصدومة وكأنها لا تصدق ما تسمعه. ساد صمت لبضع ثوانٍ قبل أن تنطلق ردود الفعل.)
جمال: أنا موافق، بس خد رأي جدك الأول.
الجد (بهدوء وغمزة خفيفة لجمال وسليم): أنا مش موافق.
عمر (بدهشة): ليه بس يا جدي؟ ده أنا طيب وحنين والله.
الجميع (بتوسل): أرجوك وافق يا جدي.
الجد (يضحك): أنا موافق طبعًا، بس كنت باعكسك زي ما بتعاكسنا... بس لازم ناخد رأي ليلى وأمها الأول.
صافي : أنا موافقة.
ليلى (بابتسامة خجولة): وأنا كمان طبعًا موافقة.
عمر (بسعادة): متزغرطي يا صبوحة... ولا أقولك، أنا اللي هزغرط!
(بدأ عمر يزغرد ويصفق من فرط فرحته، وسط ضحكات الجميع.)
صباح (بمزاح): مبروك يا بنتي... بس الله يعينك عليه، هيقلبلك البيت مستشفى مجانين.
عمر: يا ستي قولي كلمة حلوة بقى!
صافي: والله انت سكر يا عمر.
عمر (مازحًا): وانتِ قمر يا مرات عمي.
(ثم اتجه عمر نحو فريد بابتسامة مشجعة.)
عمر: يا فريد، اتشجع زي أخوك. أنا اتشجعت وعملتها... اتشجع أنت كمان.
(نظر الجد لفريد الذي بدا عليه الحيرة.)
الجد: يا جمال، ليَّ عندك طلب... لو ينفع طبعًا.
جمال: خير يا بوي، انت تؤمر.
الجد: لو ينفع ناخد نور لفريد عشان فرحتنا تكمل... ولا إيه رأيك يا فريد؟
فريد: ياريت يا جدي، أنا أتمنى ده.
الجد: وإيه رأيك يا جمال؟
جمال: موافق طبعًا، أنا عمري ما هلاقي أحسن من ولاد أخويا لولادي... وإيه رأيك يا نور؟
نور (بخجل): اللي حضرتك تشوفه.
صافي (ضاحكة): ما قالتلك اللي تشوفه، مش لازم تكسفها بقى!
نادية: الله على الفرحة يا ولاد... ارتاح يا مصطفى، ولادك ربنا رزقهم باللي يصونوهم ويحبوهم.
صافي: عشان كده قررت نعمل حفلة صغيرة. كنت محضراها لسيمو وبوسي، لكن دلوقتي هنعملها للكل.
عمر: إيه رأيكم نكتب كتابنا إحنا كمان؟ تبقى حفلة كبيرة بجد.
الجد: ياريت يا ولدي... عشان أسافر أعمل العملية وأنا مطمن. لو حان الأجل، أبقى مطمن عليكم.
الجميع: ربنا يرجعك لينا بالسلامة، وكلنا موافقين.
صافي: ممكن طلب يا عمي؟
جمال: إيه؟ هتعترضي على حاجة؟
صافي: لا طبعًا، بس كنت عايزة أقول نسافر معاك وانت بتعمل العملية.
الجد (بفرح): على راسي يا بنتي.
نادية: وأنا كمان هسافر معاكم.
حسين: يا صاحبي، لولا البلد والعمدية، كنت جيت معاك.
الجد: كتر خيرك يا خوي، بس انت ونادية لازم ترجعوا البلد تنفذوا الي طلبته منكم
نادية: لا، أنا هروح معاك
الجد: لا يا بت ابوي ، اسمعي الكلام وروحي مع جوزك وكمان عشان تاخدي بالك من نجوى
نادية: ناهد هناك مع نجوى.
الجد (بحزم): اسمعي الكلام عشان في فائدة للكل
(التفت الجد لجمال.)
الجد: كلم المأذون يا جمال، خليه يجي يكتب كتاب الأولاد، وكمان عمتهم وعمهم العمدة هنا.
جمال: حاضر يا بوي.
(سليم الحفيد وقف وتوجه للجد.)
سليم: بعد إذنك يا جدي، لغاية ما يجي المأذون، هاخد بُستان مشوار.
عمر: وإحنا نيجي معاك.
سليم: لا يا حبيبي، انت لسه ما كتبتش كتابك.
الجد: روحوا يا ولدي، بس متتأخروش.
(نظرت بستان إلى جدها تستأذنه، فأشار بالموافقة.)
(ركب سليم وبستان السيارة.)
بستان (بتردد): خير يا سليم، في إيه؟
سليم: هنقعد في مكان هادي... عشان عايز أتكلم معاكي.
.................................
(بعد ربع ساعة في الكافيه، الجو هادئ، وبستان تشعر بتوتر خفيف بسبب صمت سليم.)
سليم: بستان، أنا عايز أقولك على حاجة عشان نبدأ جوازنا من غير أي أسرار.
(شعرت بستان بقلبها يدق بسرعة، وعقلها بدأ يرسم سيناريوهات عديدة. هل ممكن يكون مجبر عليها؟ أو في سر كبير في حياته؟)
بستان (بتوتر): قول يا سليم، قلقتني.
(يقطع حديثهما دخول الويتر بالمشروب، ليضع أمام بستان كوب النسكافيه كما تحبه، مرسوم عليه قلب صغير. ابتسمت بستان بتلقائية وهي تنظر إلى المشروب.)
بستان: إيه ده؟ انت عرفت منين أنا بحب النسكافيه كده؟
سليم (بهدوء): هتستغربي لما تعرفي إني عارف عنك كل حاجة.
(بستان تأخذ رشفة صغيرة من المشروب، لكن ملامحها تعكس مزيجًا من الدهشة والتوتر.)
بستان: قول بقى، في إيه؟ مش معقول تكون جايبني هنا بس عشان أشرب نسكافيه!
سليم (يبتسم): طب اهدى شوية... هقولك.
بستان (بفضول): ها يا سيدي، عرفت عني كل حاجة إزاي؟
سليم: زي ما أنتِ عارفة عني كل حاجة... أنا متابعك من زمان، فمتقلقيش. هو انتي مسألتيش نفسك أنا ليه وافقت على كتب الكتاب بسرعة؟
بستان (بتوتر): فعلاً، رغم إننا ما قعدناش مع بعض كتير ولا حتى شوفنا بعض كتير.
سليم: هقولك. لما عمي مصطفى الله يرحمه توفى، وأنا جيت البلد مع بابا، شفتك لأول مرة. كنتِ قاعدة في ركن لوحدك، بتعيطي وبتقولي: سايبني لمين يا أبويا؟ فريد أخويا مش حنين، وعمر ما يعرفش حاجة.
بستان (باندهاش): فاكر ده؟
سليم: طبعًا، أنا حتى طبطبت عليكِ وقتها وقلتلك: أنا جنبك. ولما طلعتي تجيبي توت ووقعتي، كنت جنبك.
بستان: عمتي نادية قالتلي إنك كنت هناك بس ما قالتش التفاصيل.
سليم: بس اللي هي مشفتهوش إني قلتلك: أنتِ بتاعتي، وعمرك ما هتبقي لغيري. ومن يومها، كنتي في بالي.
(بستان تنظر إليه، وملامحها مختلطة بين دهشة وسعادة خفية.)
سليم: لما خلصت الجامعة، سألت جدي عنك. جدي وقتها قالي: أنت دايمًا بتسأل عليها ليه؟ فقلتله: لما أقف على رجلي والعلاقات تتصلح بيني وبين بابا، هخطب بستان. ومن يومها جدي وعدني إنه مش هيخلي أي عريس يهوب ناحيتك.
بستان (بضحكة خفيفة): آه يا ناصح يا جدو... عشان كده لما صاحب عمر اتقدملي رفض وقال إني لسه صغيرة ومركزة في تعليمي. وكان دايمًا يقعد يجيب سيرتك ويحكيلي عنك... قد إيه انت مكافح وطموح.
سليم (يضحك): وبعدين؟
بستان (بخجل): ومن كلام جدي عنك... حسيت إني معجبة بيك من غير حتى ما أتعامل معاك.
سليم (بمزاح): معجبة بس؟ ما تتكسفيش... أنا زي جوزك يعني!
بستان (بكسوف): يلا بينا، هنتأخر عليهم.
سليم: خليكي كده على طول مكسوفة... عجباني كده.
(خرج الاثنان من الكافيه متجهين إلى السيارة. أثناء السير، أمسك سليم هاتفه وأجرى مكالمة سريعة.)
سليم (في الهاتف): هبعتلك اللوكيشن... بس تجيبلي أحسن حاجة عندك.
(أنهى المكالمة ثم ركب السيارة مع بستان.)
.............................
(في منزل العمري بالقاهرة، بعد وصول سليم وبستان، الجو مليء بالبهجة والاستعدادات.)
جمال: بقى كده يا سليم؟ ما سبتليش حاجة أعملها.
سليم (بدهشة): قصدك إيه ؟
جمال: بتصل بالصايغ عشان الشبكة، يرد عليا ويقول لي: حضرتك متأخر، ابن حضرتك كلمنا وخلص كل حاجة.
سليم (يضحك): كنت مستعجل يا حج... عايز أفرح الكل بسرعة.
فريد (مقاطعًا): بعد إذنك يا عمي، أنا اللي هجيب الشبكة لخطيبتي.
الجد: وإحنا إيه؟ وأنتو إيه؟
فريد: سامحني يا جدي، بس لازم الشبكة تكون من مالي الخاص. أنت ناسي إني كنت بشتغل؟ ومعايا فلوس تكفي والحمد لله. صح يا عم عمر؟
عمر: طبعًا صح يا فريد... متنساش يا جدي إننا رجالة، وبنشتغل، وعندنا مسئولية ويعتمد علينا.
الجد (بابتسامة): أول مرة في حياتك تتكلم كلام جد يا عمر.
جمال: يا ولاد، الماديات عمرها ما فرقت معايا، لكن اللي مفرحني بجد إني شايف بناتي هيبقوا في عصمة رجالة يعتمد عليهم.
(يأتي الصايغ، والجميع يتحرك لاختيار الشبكة.)
سليم: تعالي يا بستان، اختاري شبكتك. يلا يا بنات، كلكم اختاروا اللي يعجبكم، متتكسفوش .
سليم (يبتسم لليلى): أي حاجه عمر ياثر فيها ، انا سداد
عمر (يضحك): لا تقلق، إحنا سدادين أوي.
صباح: يلا يا بنات، اختاروا اللي عاوزينه... دي شبكتكم، لكن بعد إذن الكل، يا عمي، أنا هختار لكل واحدة هدية خاصة مني. دول الغاليين عروسات الغالين
بستان (مازحة): وأنا كده خلاص راحت عليا.
سليم (بحنية): إزاي؟ أنتِ أغلى من الكل... أقصد يعني، غالية جدًا.
(الجميع يضحك، ويبدأ اختيار الشبكة. بعد قليل، يصل المأذون.)
المأذون: بارك الله لكما، وبارك عليكما، وجمع بينكما في خير.
عمر (بحماس): بعد ما جدي يعمل العملية ويرجع بالسلامة، هنعمل فرحنا في أحسن فندق في مصر.
الجد (بصرامة وابتسامة): يا عمر، إن شاء الله لما ربنا يكتب لي السلامة، هنفرحكم في الصعيد. أختك هتخرج عروسة من بيت جدها، وعرايسكم كمان هيخرجوا من بيت جدهم. ولا نسيتوا إني كبيركم يا ولاد العمري؟
جمال: نطمن عليك الأول يا بوي، وبعدها كل حاجة تحصل.
فريد (بتوتر): إزاي بس يا جدي؟ هنعمل الفرح في الصعيد وأنت عارف اللي حصل من عمي فؤاد؟ وأنا وعدتك ما أعملش حاجة تزعل.
(الجد ينظر إلى سليم الحفيد، وسليم يبتسم ويتبادل نظرات فهم مع جده، ثم يضحك
•تابع الفصل التالي "رواية بستان حياتي" اضغط على اسم الرواية