Ads by Google X

رواية انصاف القدر الفصل الخامس عشر 15 - بقلم سوما العربي

الصفحة الرئيسية

 رواية انصاف القدر الفصل الخامس عشر 15 - بقلم سوما العربي

الفصل الخامس عشر

صباح يوم جديد

تأنقت بزى كاجول رقيق... مكون من بنطال ابيض وقميص متوسط الطول من اللون الزيتى... تجمع شعرها فى جنب واحد على احد كتفيها.

حذاء ارضى مناسب مع شنطه ظهر عملية وشيك.

خرجت من غرفتها من يراها للتو يشعر وكأنها مليكه اخرى غير تلك التي عهدوها.

هذا بالفعل ماشعر به الجميع اول ما رأوها.

هو نفسه عينه لم تتزحزح عنها... يريد أن يعرف من اين يكمن الاختلاف.

هل من شخصها ام من هيئتها الجديدة ام من روحها.

جملة... رقيقة بزيها هذا كأنها تخبرهم انها تخطت مرحله البنت الصغيره وهى الان فى مرحلة الانثى التى على وشك النضوج.

مرت بهدوء تجلس على مقعدها المعتاد بجوار فادى.

شعر بالغيرة الشديدة وهى جنبا لجنب مع فادى وقريبة من نادر الذى تحدث :ايه الجمال ده كله يا ميكا... مابقيناش صغننين خلاص.

ابتسمت ابستامه صغيره :وهو انا هفضل صغيره يعنى.. كل حاجه بتتغير.. حتى نفوسنا..
نظرت لعامر تقول بقوه طفيفه:وقلوبنا.

بالطبع لن يشعر من حوله انه اهتز.. هو لن يظهر ذلك عليه ولكنه بالفعل اهتز داخليا... على الأقل اهتز قلبه.

لكن مظهره الخارجى... ثابت ثابت ثابت.

وعلى نفس الطاوله بالطرف المقابل تجلس كارما تقلب فى صحنها بهدوء.. لا تنظر لمحمد نهائيا.. وكأنها منذ ذلك اليوم قد فقدت الشغف نحوه... او ربما شئ آخر... شئ لا يقال ولا يشرح... احساس مختلط.. مشاعر مبهمة... لابد من فك طلاسمها أولاً لكن ما باتت تعمله علم اليقين الان انها لم تحبه يوما ولن تكمل معه.

كل اللوم على ذلك الذى عشقته سراً وتركها وسافر بعيداً لسنوات.. أصبحت تمقته حتى أكثر من محمد.

وقفت من مقعدها فجأة تقول:انا شبعت.. عنئذنكوا.

محمد :رايحه فين اكلك زى ماهو.

لم تجيب عليه إنما قالت :هقولهم يحضرولنا القهوة.

ثم تركتهم وغادرت لا يشعر بكل تلك المشاعر التى تتشاجر داخلها الا مليكه.

ونادر ينظر لها بغيظ وضيق شديد.

كل ذلك وهو عينه عليها يراها تاكل بهدوء... تكمل طعامها كله.. لا يبدو عليها اى حزن او تغيير.

وجدها فجأة ترفع عينيها له تقول :ابيه لو سمحت انا عايزه عربيتى.

لما تتحدث بهدوء هكذا... لا يبدو بحديثها اى نبره حزن.. غضب منه.. او حتى تحاول أن تتحدث بجفاء... فكرة انها تتحدث باعتياد وكأنه لم يحدث شئ تقتله أكثر... كأنها تخبره انه لا موضوع من الأساس... انت لا شئ.

لو كانت ثارت... او غضبت.. تجنبته وعاملته بازدراء لأيام لكان ارتاح اكثر.. لعلم انه يفرق معها.. انه موجود.

بطريقتها هذه تخبره بمنتهى البراعه والوضوح (انت لا شئ)

هذه الفكرة احزنت قلبه.. يعلم مليكه عن ظهر قلب... هى أنثى رقيه والأكثر انها ذكية جدا ولماحه.

 تصوب نحو هدفها بالصميم.

اخذ نفس عميق يكبح غضبه.. يخفى حزنه.. يجب أن يبدو طبيعي أمام الجميع وقال بهدوء:ليه... مانا بوصلك وبجيبك.

مليكه بنفس الثبات الانفعالى:لا مانا مش عايزه اتعبك.. انا كبرت وعايزه اروح واجى لوحدى.
عامر :انا مش تعبان.. وانتى لسه صغيره ماكبرتيش.

وقفت بهدوء تقول :هممم.. تمام.. انا النهاردة متأخره ومافيش وقت عندى لكلامى مع حضرتك.. ياريت لو سمحت ارجع النهاردة الاقى مفاتيح العربية مع تيتا.. لو سمحت يا فادى ممكن توصلنى.

فادى :طبعا ده احنا عنينا يعنى.

استعدوا للمغادرة وهو يقبض على يده من شدة العضب الذى تتسبب به.

استوقفهم بصوت خرج غاضباً رغما عنه :استنوا.

كان مازال يجلس على مقعده وهم خلف ظهره.

وقف واستدار ينظر لها قائلاً :انا الى بوصلك كل يوم ولا نسيتى.

ابتسمت بجانب فمها وقالت ترفع حاجب واحد :تؤ.. اصل سواقة حضرتك مابقتش تعجبنى.. بتعمل حساب للمرور والردار... خلينى انا مع فادى... شاب متهور زيى وبيحب الحوادث.

وقف متخشب منها ومن حديثها الساخر المبطن.. أطلقت كل كلمه تصيب هدفها بشده... أصبحت بارعة في الجلد.

استدار ينظر ناحية محمد.. وجده يضع شريحة من الانشون فى الخبز ويقطمها عادى.

كأن لا شئ يحدث حوله.. لا ذهاب كارما ولا تجنب فادى له.. ولا حتى تغير مليكه.

لكن هناك أسهم غاضبه تنطلق من أعين أحدهم جعلته ينتبه يستدير لها... زوجة عمه الفت.. كأنه قتل لها قتيل.

تأمر إحدى الخادمات ان توصلها بكرسيها المتحرك الى غرفتها.

اغمض عينيه بغضب.. من نفسه قبل أن يكون من حبيبته او من أحد.. هو المخطئ الوحيد... هو من بادر بالخطأ.

هم للذهاب لعمله ولكن همت هدى تلكز ابنتها.

هديل تلك الفتاة التى أصبحت تمقت ذلك الدور السخيف الذى تلعبه.

نظرت لها بغضب ولم تبادر لفعل شئ.. لكن هدى لن تصمت... تحدثت هى بسرعه :عامر... استنى.

توقف على مضض.. وهل كان ينقصه:فى حاجة؟

هدى:لا بس دى هديل بقالها فتره عايزه تتعلم شغل الاتش ار عندك فى الشركه.

عامر :اتش آر؟! هديل تخصص برمجة مالها هى بشغل الاتش آر؟

هدى:عشان ماتبقاش تحت رحمة حد لو مدير الاتش آر عندها مشى فى وقت شغلها مايتعطلش وماتبقاش تحت رحمة حد.

رحبت ناهد بالفكرة جدا وقالت:صح جدا.. خدها معاك يا عامر واكيد هتفيدك فى شغلك انت كمان.

هدى :طبعاً.. هديل شاطره وذكيه كمان.

ابتسم بصعوبه وقال:اوكى ماعنديش مشكله... اتفضلى معايا يا هديل.

وعلى آخر الزمان أصبحت دمية تحركها امها وتلصقها بالاخرين وهى أيضاً عليها أن تكن لذيذه ومسليه.

أصبحت غاضبه من كل شئ... حتى عامر نفسه.. فلا فرق بينهما الان.

_____________________________

لو رقص فرحا الان فى وسط الحاره هل سينعتوه بالجنون.. لقد وافقت الست حكمت على الزواج منه.. حتى ابنته مى سليطه اللسان فرحت ورحبت بذلك بشده.

ولكن هناك عقبه واحده وكبيره... صديقه رجب.. كيف سيخبره انه يود الزواج من طليقته وام ابنه.

رد فعله طبيعى ومعروف لأى رجل حتى لو كان طلقها نهائيا.. حتى لو لم يحبها يوما وحتى لو يحب اخرى ويريد الزواج منها ولكن.. واقعيا وبالورقه والقلم رد فعله مثله مثل اى رجل شرقى عادى لو أتى إليه أقرب أصدقاءه يخبره انه يريد الزواج من طليقته.. كم الأفكار السيئه التى من المؤكد أنها ستندلع من رأسه رهيبه ومعروفة.

حرفيا كان يدور حول نفسه.. لايعلم كيف يبدأ الموضوع مع صديقه... كلما فكر بطريقة يجدها بالنهايه لن تفلح.

كان يفكر بعمق وهو يجلس على باب ورشته شاردا.

انتبه إلى صوت أحدهم يقول :جرى ايه يا اخى ده السلام لله... واد يا سيد.. انت ياولا... مش بسلم عليك.

رفع عينيه التى التمعت وكأن النجدة قد واتته من السماء :شييييييخ منتصر.. اهلا وسهلا.. فينك يا راجل.

الشيخ منتصر:لا والله.... امال مين اللي ماكنش بيرد عليا السلام دلوقتي.

سحب له أحد المقاعد بسرعه يقول بلهفة :سامحنى ماعلش. ده انا فى كلاب سعرانه بتجرى ورا بعض فى دماغى.

جلس الشيخ منتصر يقول :خير يا خويا...  ده انت حتى راجل حر وعاذب ولاعندكش واحده تهريك زن.
سيد :مانا قررت اجيب حد يزنلى.

الشيخ منتصر :هتتجوز.. الف الف مبروك والله فرحتلك.

سيد :بص يا شيخنا انا وقعت من السما وانت استلقتنى.

الشيخ منتصر:رقبتى والله.. خير.

ابتلع سيد رمقه ثم اخذ يخبره كل شئ.

وبعد أن انتهى وجد الشيخ منتصر صامت بحيرة فقال هو:هااا... ايه يا شيخنا مش تنورنى.

الشيخ منتصر:والله ياسيد مش عارف اقولك ايه.. من ناحية هى ست اتطلقت ووفت عديتها ولا حرج عليها من الزواج وبنتك حباها ومرحبه والست ام يوسف شهادة لله ست كومل ومحترمه وعلى خلق.. لكن من ناحية تانية كله هيقولك مالقتش الا مرات صاحبك.

سيد:مانت لسه قايلها اتطلقت منه.

الشيخ منتصر :ده فى الشرع وانا بحكم بيه لكن انا وانت عارفين ان العرف والى ماشى بين الناس حاجة تانية خصوصا لما يبقى في منطقة شعبيه هنا.. بتحكمنا العادات والتقاليد والعيب والصح مش سايبه هى ولازم انا اشترى خاطرك وانت تشترى خاطري.

سيد :يعنى اعمل ايه اسيب الست حكمت بعد ما صدقت لاقيت واحدة كويسه وبنتى مرحبه ومبسوطه.. و وبينى وبينك انت مش غريب.. ااانا ميال.

تنهد الشيخ منتصر:همممم. ماهى ميال دى يا سيد.. كله هيقولك من امتى؟

سيد :لا والله يا شيخنا... ده من قريب.. يعنى ماهى مطلقه من فتره وجت نقلت من بيت سيد للشقه الى جنبى وانا مراتى كانت ميتة بردو وماكنش فى حاجة.. وانا مش طالب حاجة حرام.

تنهد منتصر فقال هو:انا بس عايزك تمهدله الموضوع وتاخده على حجرك كده وتجبهاله واحدة واحدة وانت راجل محترم وحكمك ماشى على الحاره كلها.

تنهد منتصر وقال:سيبها لله.. وانا هعمل الى يقدرنى عليه ربنا ان شاء الله.

تنهد سيد يعطى لنفسه جرعه من الأمل.

_____________________________

جلست مليكه مع ندى التى تندب حظها:اااه. اشوفو بس مازن المعفن ده.. الا مافتكرنى بأى حاجة.. ماشوفتيش المعلم رجب إلى هدومه غرقانه دم وزفاره.. جايب لامى بوكس الشتا.. شرابات دفايه.. مج حرارى على شكل كاميرا... هوت شوكلت وسحلب.. شوكلاته انواع.. اربع كوفيات من الجداد الشيك دول.. وايس كاب على شكل قطه... جوانتى تريكو بفرو... عينى عليا وعلى حظى يانا.

مليكه بزهول :يانهار اسود.. انتى عديتهيم.

ندى:من حسرتى.. من حسرتى ياختى.. المعلم رجب رومانسى اكتر من مازن.

مليكه :ندى هو انتى ليه لا مستغربه ولا معترضه الى بيحصل ده.

ندى :مين قالك.. فى الاول استغربت.. بس انا كشفته من اول ما جابلها اكلة السمين وكل يوم والتانى يعمل اى حاجة حجته.. باينه اوى يعني... بس امى ياعينى عشان ماجربتش ولا سمعت عن الحاجات دى لسه مش فاهمة ولا مستوعبه او ممكن كمان فكرة ان مستحيل حد فى سنه وسنها يعيش قصه حب زى اللى بتيجى فى التليفزيون دى.. الست اللي عدت الأربعين بس اصبى من الى فى العشرينات ده كلام تمثيل او مجتمع معين بس ...لكن فى الحقيقة الست الى من سن امى كده خلاص زى ماتقولى اتحددت إقامتها وغصب عنها دى بتبقى زى عقيده... لعلمك أمى مبسوطه بالى هو بيعمله بس هى ياحبيبتى مش عارفة تستوعب انه ممكن يكون معجب او بيحبها من كتر ما اترسخ جواها انه هى حياتها لبنتها وان خلاص زمنها خلص وراحت عليها.

مليكة :طب وايه؟ مش معترضه؟

ندى:انا ولا ماما.

مليكه :لا انتى.
ندى:بصى بصراحة فى الاول اتضايقت الى هو نعم؟ انت بترسم على امى وبتصطاد فى الميه العكره وكده بس بصراحة مع الوقت وخصوصاً لما انا ومازن اتخطبنا غيرت تفكيرى فى كل حاجة.. يعنى بابا طول عمره بيعاملها وحش.. وحش جدا وهى استحملت وعاشت علشانى.. مافتكرش يوم شوفتها فيه فرحانه وبتضحك.. مافيش يوم جابلها فيه حتى كيلو فاكهة وهو راجع كل كلامه الفلوس معاكى هاتى الى عايزاه بلاش دلع هو انا هشتغل برا وجوا... مليكه انا عمرى ماشوفت ماما فرحانه ومبسوطه وحاسه بنفسها إلا اليومين دول ومن الى بيعمله عم رجب... قعدت وفكرت.. طب وبعدين.. مانا سنة ولا اتنين واتجوز.. طب وهى؟! ترجع لعيشتها مع بابا.. ولا احجزلها في دار مسنين بقا... هى كتر خيرها كده.. سبيها تعيش العيشه الى هى تختارها انا شايفه بصراحة انها كده عملت الى عليها ناحيتى.. واستحملت العيشه الذل دى علشانى.. لازم اسيبها تعيش بقا.

مليكه :طب وباباكى؟
ندى:بصى هو ممكن يكون زوج مش كويس بس انا الى يخصنى انه اب كويس فخلاص نتعامل على الأساس ده.. اه بزعل عشان ماما بس طب هو بابا هعمل ايه؟ لازم اتعامل.

تنهدت ملكيه:عندك حق.

ندى:بت.. فيكى ايه؟

صمتت قليلاً وإجابة :هحكيلك.

فى نهاية اليوم.

خرجت من الجامعه وجدته يجلس بسيارته ينتظرها.

ندى:ماتروحيش معاه؟ ده ماعندوش دم.

مليكه :لا ودى تيجى.. ده ابيه.. هروح معاه.

ندى:بت.. اعقلى كده وخدى موقف ماينفعش كده لازم يتعلم الادب.
مليكه :انا حافظة عامر كويس.. لو تجاهلته او اخدت موقف يبقى هو فارق وفارق اوى كمان... الى بعمله ده أقوى واحسن أدب ليه... اتفرجى واتعلمى.

تركتها وغادرت تسير نحو سيارته دون اى اعتراض او احتجاج.. تفتح باب السيارة تقول :مساء الخير يا ابيه.

ثم تغلق بابها وتجلس بهدوء... كأنه والدها... او اخيها.. اى شئ غير عامر الذى من المفترض انها تحترق بنيران حبه... تخفى اى الم بداخلها.. لن ترحمه منذ اليوم.

اما هو... فهو على حافة الجنون الان منها.. ماهذه المعاملة؟

لن يستطيع الصمت أكثر من ذلك.. خمسة عشر دقيقة للان وهو يقود ولا يوجد اى صوت غير صوت أنفاسه الغاضبة وصوت نقرها على الهاتف تراسل وتستقبل رسائل من أحدهم.

تحدث بغضب :انا عايز اعرف هو فى ايه؟

مليكه :ايه؟ مش فاهمة؟ هو حصل حاجة ؟

عامر :حصل حاجة؟! مالك بتتعاملى كده وكأن مافيش حاجة مابينا.

مليكه بهدوء : وهو احنا بينا حاجة؟!

فلتت أعصابه التى جاهد للتحكم بها أمام الجميع وهو من كثرة كبحها فقد سيطرته عليها الآن فصاح بحده وهو يقود :يعنى ايه مافيش بن... توقف عن الحديث وه تصيح بخوف :حااسب.

لم يشعر الا وهو ينحرف يسيارته قليلا يضرب بقوه مقدمة سياره كانت تسير بجانبه وتتقدم عنه قليلاً.

أوقف سيارته يقول بخوف وهو يتحسس وجهها يستكشف اى أثر به:انتى كويسه... انا اسف.... حصلك حاجة.

حاولت التنفس تقول بخوف :كويسه كويسه... بس انت فشفشت العربية الى جنبنا.

نظر بجانبه وجد صاحب السيارة يفتح بابها ويترجل منها ليرى ما اصاب سيارته.

اغمض عينيه يهدئ نفسه.. سيدفع له اى تعويض وينتهى الأمر.. حمدا لله لم تتأذى صغيرته.

ترجل هو الآخر من سيارته وذهب لذلك الشاب.

عامر وهو ينظر للسياره :انا اسف ياباشا جت بسيطة... واى تكاليف على حسابي.

رفع الشاب عيينيه بغضب نحوه ولكنه تفاجئ قائلاً :عامر باشا.

عامر بزهول :عدى المناويشى؟! مش معقول.

عدى :كده تخبطلى العربيه يا راجل.. ده انا لسه مستلمها من كام يوم.

عامر :لا حقك عليا.. تتصلح فورا ياباشا.

عدى :ياسيدي حصل خير... المهم انك بخير وال.. نظر ناحية سيارته نحو مليكه يقول :والانسه بخير.

كانت تجلس لا تفهم  شئ مما يحدث قررت ان تهبط لترى مايحدث.

ابتسم عدى باتساع وهو يرى تلك الجميلة تتضح ملامحها له وتتجه نحوهم... كم هى جميله تلك الفتاه.

نظر لها بغضب وقال :ايه الى نزلك.

همت لتجيب عليه لكن قاطعها عدى بصوت به كل الوان الغزل:ياخى من من حظى الحلو عشان اشوف الشمس والقمر فى وقت واحد فى عز النهار

نظر له عامر بغضب وهو يراه يتغزل بها بل ويمد يده للسلام قائلا:انا عدى المناويشى... اعرف عيلة الخطيب من زمان.. وصاحب محمد بس اول مره اشوفك.

مد عامر يده يلتقطها قبل ان يلمس حبيبته وقال :فى حاجة يا عدى.. شايفك مش على بعضك كده... ماتظبط بدل ما تبقى انت والعربيه فى يوم واحد.

عدى بإعجاب وهيام :مش مهم... كله عشان القمر... الى لسه مش عارف اسمه.

ردت سريعا تقول :مليكه.

عدى :يالهوى واسم حلو كمان.. كده كتير.

عامر بوجه محمر غضبا :فعلاً كتير اوى.

قبض على يدها يجرها لسيارته يقول :ادخلى هنا حسابك معايا بعدين.

استدار يذهب لمقعده يقول لعدى:هبعتلك حد يوديها التوكيل حالا والحساب كله عندى.

عدى :لا حساب ايه بس... انا لازم اعملكوا زياره النهاردة نشوف الموضوع ده.

عامر من بين اسنانه:ماقولنا خلاص... عربيتك وهتتصلح فى ايه تانى.

عدى :وصاحبى.. صاحبى الى بقالى كتير مقصر في حقه وهو عنده حاجات حلوه كده وانا مش دارى.

عامر :بتقول ايه؟

عدى :بقول انى لازم ولابد اعمل زيارة لصديقى النهاردة انا مش قليل الاصل.

عامر بغضب :لا مالوش لزوم كتير خيرك.. انا هوصلوا سلامك.

عدى:والله ابدا.. لازم ازوكوا.. ينفع كده الشمس جايه على البياض ده كله.

نظر ناحية مليكه وجدها تجلس داخل سيارته بذراعيها ووجهها ناصعا البياض تحت أشعة الشمس فقال :بص قدامك.. سلام.

دخل سيارته وقاد بها سريعاً للبيت يقول :انا عايز افهم انتى ايه الى نزلك من العربيه... وشيفاه واقف عينه هتطلع عليكى ومكمله وكمان تقوليلو اسمك.

كل هذا وهى صامته... لا تجيب. 

حتى لم تتأثر بصوته العالى... تركته يتحدث كأن الأمر لا يخصها.

حتى أنه وصل للبيت وتوقف أمام الباب الداخلى للقصر ومازال يتحدث ويصرخ بها بغضب وهى فقط تنظر له نظرة هدوء وبرود غريبه.

والاكثر انه وهو وسط حديثه حملت اشيائها وفتحت الباب وذهبت لغرفتها.

كأن أحدهم صفعه على مؤخرة عنقه الان؟!

مالذي فعلته للتو؟! هل تركته يثرثر وينفعل.. يثور ويحتج ثم وبكل هدووووء ذهبت.. كأنه ذبابة اشاحتها عن وجهها وذهبت.

مستغلة الوضع.

 لن يقدر على الصراخ او الذهاب خلفها امام الجميع.

لقد كبرت مليكه كثيراً.. حتى أنها كبرت عليه هو.

ذهب لغرفته بعدما مر على غرفتها وجدها قد اغلقتها من الداخل :ماشى.. ماشى يا مليكه.. انا هوريكى... انا هعرفك انتى بتاعت مين.

ذهب سريعاً الى احد الإدراج المغلقه يبحث بينها عن شئ ما.

بعد مده من البحث وجدهم... تلك النسخة الاحتياطية من كل مفاتيح البيت.

ظل يقف أمام باب غرفتها مستغل انشغال الجميع بالغداء.. يجرب واحد تلو الآخر حتى فتح الباب.

كانت قد ابدلت ثيابها للتو.. ارتدت تلك المنامه التى تعشقها.

نظرت له بتفاجئ...كيف دلف لهنا... هى متأكده انها قد أغلقت الباب.

كأنه فهم عليها فقال بهدوء:ناسيه انى كبير البيت ومعايا نسخه احتياطى لكل مفتاح هنا.

اغمضت عينيها ثم فتحتهم تقول :عايز ايه يا ابيه.

تقدم منها بغضب :انا عامر.. مش ابيه.. انا حبيبك.

اولته ظهرها تقول بنفاذ صبر:لا انت ابيه... ابيه وبس. قولى عايز ايه عشان راجعه تعبانه.

استدار لها يقول :ايه الى بتعمليه ده.. بتتصرفى كده ليه... إزاى تسبينى بكلمك وتمشى زى ما اكون كلب بيهوهو جنبك.

مليكه ببساطه :لأن كلامك بالنسبه لى غريب... مش عارفة انت بتقول كده ليه اصلا... مشيت لأن الكلام مش عاجبنى.

عامر :كلام ايه اللي مش عاجبك.. انتى غلطانه وبتتكلمى.

مليكه :بتعلم منك يا كبير العيله مانت اكتر واحد بتبقى غلطان وتتكلم عادى واكبر دليل دلوقتي اهو.

عامر :عندك ده أكبر غلط يا مليكه... واعرفى انى مش هسيبك تتكلمى ولا تتعاملى مع رجاله ابدا سامعه.

تحاول أن تبدو هادئه بارده وذلك عكس طبيعتها تماما... وهو الآن يخرجها عن شعورها بحديثه المتملك والمتحكم هذا.

بالفعل خرجت عن السيطرة تقول :لا هتعامل.. وهعمل كل الى انا عايزاه.. ولما انت متعصب اوى كده ليه ماقولتلوش شيل عينك عنها دى تخصنى.. لما تبقى قادر على الى برا ابقى تعالة اقدر عليا الاول.

همت لتغادر لكنه قبض على يدها يجذبها نحووه يقبلها بجنون... يغرس يده بشعرها يعتصرها بين ذراعيه.

غاضبه منه بشده ومن تصرفاته.. فصلت قبلته تنظر له بغضب:ايه الى بتعمله ده.. انت.. قاطعها يضع يده على شفتيها يقول :طب انا عندى حل.. حل مؤقت بس توافقى.

نظرت له باستغراب... تشعر أن ذلك العرض سيكون غير لائق وغير مرضى تماماً لها.....

 •تابع الفصل التالي "رواية انصاف القدر" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent