Ads by Google X

رواية اسمنجون الفصل الخامس عشر والاخير 15 - بقلم مريم محمد

الصفحة الرئيسية

 رواية اسمنجون الفصل الخامس عشر والاخير 15 - بقلم مريم محمد

سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته 
بقلم/ مريم محمد عبد القادر

(عودة)

تمكن كينا أخيرا من الوصل الى ليڤون الذي انحنى قليلا ليستمع الى ما يريد كينا قوله فهمس إليه كينا في أذنه بما حدث ثم أعطاه الرسالة التي تركتها زمرد له .. فترك ليڤون الملكة سيرا جالسة على كرسيها وذهب راكضا متجها الى بيته 

كينا : ليڤ.... 

نهضت الملكة من مكانها وألتفتت الى كينا وقالت غاضبة من تصرف ليڤون : ما الذي يحدث هنا ؟ 

قام كينا بشرح الأمر للملكة وترجاها ألا تغضب من ليڤون وألا تسئ فهمه وقد كانت متفهمة لموقفه للغاية 

وصل ليڤون الى منزله ودلف الى غرفته باندفاع فلم يجد فيها سوى أيلا التي كانت جالسة على الأرض واضعة رأسها على ركبتيها وتبكي بحرقة فجثى ليڤون بأحد قدمية على الأرض ونظر لأيلا التي كانت تقول بكلمات غير واضحة بسبب البكاء : سيدي .. لماذا تأخرت هكذا ؟ 

ليڤون : أين هي ؟ 

أيلا : لقد ذهبت مع برسين

كان ليڤون يعرف المكان الذي اتجهت إليه زمرد فقد كانت أخبرته بكل شئ سابقا -بقلم/مريم عبدالقادر- خرج من منزله راكضا متجهة الى التمثال المجنح 

*****
زمرد : حان موعد الوداع 

برسين : أتمنى لك العودة سالمة 

بصوت متعب وأنفاس متقطعة : الى أين ... تظنين نفسك ذاهبة ... بتلك ... الطريقة ؟ 

ألتفتت زمرد فوجدت ليڤون يقف خلفها تتلاحق أنفاسه وقطرات العرق تتلألأ على جبينه .. ألتقط ليڤون قطرات العرق بأنامله ومسح ذقنه بظهر يده اليمنى ثم أخذ نفسا عميقا وقال وهو ينظر الى وجه زمرد : وبدون وداع حتى !!

ثم اخرج الرسالة التي أرسلتها زمرد له وقال : وما هذا ؟رسالة !؟.. أهذا كل شئ ؟؟ 

انفرط عقد من الدموع من عيني زمرد الجميلة فدفنت نظراتها في الأرض لتخفي دموعها وقبضت على ثيابها بيديها الرقيقتين وعضت على شفتيها الشاحبتين وهي تحاول التحكم في أنفاسها ودقات قلبها المتسارعه

تقدم ليڤون قليلا ووقف أمام زمرد قريبا منها فمسحت زمرد دموعها بهدوء وأخذت نفسا عميقا ثم رفعت عينيها ونظرت الى ليڤون وقالت: إنها تحمل كل المعاني التي أريد ايصالها.. ألا يكفي هذا ؟ 

أستمر ليڤون بالنظر الي عيني زمرد فأربكها هذا وحاولت أن تقطع خيط هذا الصمت المحرج وقالت : على كلٍ .. مادمت هنا بالفعل فأريد أن أشكرك حقا على مساعدتك لي أيها الفارس .. لقد اتعبت نفسك كثيراً لكي أتمكن من إتمام مهمتي .. شكرا كثيرا لك يا سيد ... ل ... ليڤون 

نظر ليڤون إلى زمرد نظرات كان يعلم أنها الأخيرة وهي تنظر إليه بنظرات امتنان وشكر ثم ارتسمت على شفتيها الأرجوانيتان ابتسامة رقيقة دافئة 

قال ليڤون بحزن : هل تسمحين لي بشئ أخير ؟

زمرد : تفضل 

أقترب ليڤون منها وقام باحتضانها بقوة مما جعلها تذهل .. ظلت في احضانه لعدة ثوان وهي متردد في مبادلته لهذا العناق 

رفعت يديها بتردد وقبل ان تلمس اناملها الرقيقة ظهره تم إلقاء الأمر بتنفيذ الإعدام .. وفور أن ضرب الفارس بسيفه على عنق الوزير ظهرت الدوامة السوداء مجددا خلف زمرد وقامت بابتلاعها في غمضة عين من بين احضان ليڤون الذي اغمض عينيه بقوة وألم وهو يعلم انه لن يراها مرة آخرى وهمس بدموع وقلب محطم : كوني بخير يا مولاتي .. أحبك

*****
عادت زمرد الى عالمها .. فتحت عينيها فوجدت نفسها مستلقية في سريها داخل غرفتها الهادئة .. كان النهوض شاقا جدا عليها ولكنها نهضت في النهاية وتوجهت نحو نافذة غرفتها وقامت بفتحها لتعانق نسمات الهواء الدافئة بوجهها وتتحدث الى أشعة الشمس التي تلَألأتَْ في الفضاء بعينيها .. ثم توجهت الى المرآة ونظرت الى وجهها بعد مدة طويلة فوجدت نفسها في حالتها مزرية للغاية .. بعدها ركضت في وجل لترى والدتها عندما سمعت صوت حركتها خارجا وفور أن رأتها ركضت تجاهها وقامت بمعانقتها بقوة وهي تبكي على كتفها وتقول: أمي .. أمي .. حبيبتي لقد اشتقت إليكِ كثيرا .. أعرف أنك اشتقت اليّ أيضا .. آسفة على إقلاقك 

بعد لحظة من الصمت أبعدت السيدة هديل زمرد عنها وهي تقول بتعجب : لماذا سأشتاق إليك بين ليلة وضحاها ألست أنتِ من قمت بحبس نفسك في غرفتك منذ الأمس؟ فلماذا أنت مشتاقة لي الآن ؟ 

زمرد : ماذا أمس !! 

نظرت زمرد الى التاريخ والوقت فوجدتهما يشيران الى صباح اليوم التالي من ذهابها الى مكتبة بهاء فأدركت أن الوقت في مملكة أسمنجون كان يمر بشكل مختلف عن عالمها فبعض الشهور هناك ما هم إلا عدة ساعات هنا

هديل : ما كل هذا الغبار على وجهك ؟ وما هذه الثياب التي ترتدينها ؟ما الذي كنت تقومين به الليلة الماضية ؟

نظرت زمرد الى ثيابها الغبراء وجلست على الأرض تتذكر كل ما مرت به من أحداث ثم أمسكت بالقماش الذي أعطاها إياه ليڤون لتغطي به شعرها وأجهشت بالبكاء 

فزعت السيدة هديل جدا من تصرف زمرد هذا وجلست بجانبها على الأرض وأخذت تربت على ظهرها وتمسح على شعرها ثم أمسكت بوجهها بين يديها الدافئتين وسألتها عن سبب بكائها بتلك الطريقة ولكن زمرد لم تتمكن من الرد بسبب بكائها وتلاحق أنفاسها 

ظلت زمرد تبكي لوقت طويل بعد ان أدركت أنها لن ترى ليڤون مرة آخرى ابدا .. لن تتمكن من لقاءه بعد ان تعلقت به هكذا 

بعد الكثير من البكاء نهضت زمرد وأخذت حماما دافئا وبدلت ثياب أسمنجون اخيرا ثم ولجت الى غرفتها ولكنها لم تغلق باب الغرفة كعادتها فقد كانت خائفة بعض الشئ وتقوقعت على سريرها تحت الغطاء وغطت في النوم 

وبعد القليل من الساعات الهادئة استيقظت زمرد من نومها نهضت وتوضأت وصلت العصر ثم ذهبت تساعد والدتها في المنزل وعاشت حياتها الهادئة العادية كما كانت قبل رحلتها الخيالية

*****
بعد عدة شهور ذهبت زمرد مرة آخرى الى مكتبة العجوز بهاء بعد مدة طويلة دخلت الي الحانوت فوجدت بهاء جالس على كرسيه كعادته .. رجل في السبعينيات نحيل للغاية متوسط القامة ذا بشرة داكنة ملامحة السمحة التي زينتها تلك التجاعيد بما تحمله من الكثير من الذكريات 

كان العجوز جالسا على مكتبه المتواضع بجانب باب الحانوت يحمل بين يديه كتاب عتيق يقرأ صفحاته باهتمام وينظر الى كلماته بعينيه اللامعتان اللتان تضبان بالحياة رغم كبير سنهما .. عينا ولهان .. وكأنه عاشق ينظر الى محبوبته -بقلم/مريم عبدالقادر -كانت بعض شعيَّعات الشمس القرمزية تتخلل المكان الذي يعانقه هدوء ساعات العصر .. لوحة فنية لا يمكن وصفها .. لطالما أحبت زمرد النظر اليها 

طرقت زمرد بطرقات خافتة على مكتب العجوز بهاء وألقت عليه السلام بصوتها الشجن فتوقف العجوز بهاء عن القراءة ونظر اليها من فوق عويناته المعدنية .. ورد عليها والسلام .. ثم قال بصوته الرخيم الذي يضفي هدوء على النفس : مرحبا بك يا ابنتي .. لقد مرت مدة طويلة للغاية منذ أن أتيتِ آخر مرة 

زمرد : لقد كنت مشغولة لبعض الوقت يا سيدي .. كيف كان حالك ؟ 

بهاء : الحمد لله في نعمة 

اعتادت زمرد ان تنادي السيد بهاء بسيدي - تبجيلا - لأنها تحترمه جدا 

دلفت زمرد الى المكتبة بتؤدة ثم رفعت يدها ووضعتها علي رف الكتب بجانبها ومررت أناملها الرقيقة على الكتب وهي تسير بخطوات هادئة ثم توقفت أمام أحد الكتب الذي لفت انتباهها .. أمسكت الكتاب ومسحت بيدها على غلافه بهدوء وتمعنت في عنوانه «زرقة السماء» 

هربت دمعة من عين زمرد وقالت بصوت يحمل الكثير من الاشتياق وهي تبتسم بحزن : أسْمَنْجُون

______ تمت بحمد اللّٰه 

شكرا لمتابعتكم .. أتمنى ان اكون قد تمكنت من جعل خيالكم يعيش معي في أحداث تلك القصة 

أود ان أعرف ارائكم اللطيفة حول الأحداث 

______________

قولولي رأيكم في طريقة السرد .. عجبكم السرد بالفصحى ولا العامية أكتر .. وشكرا مرة تانية لكل واحد عطى الرواية فرصة 

والي اللقاء في موعد آخر مع رواية جديدة
مع تحياتي / مريم محمد عبد القادر 
ميمووو

لقراءة و متابعة روايات جديده و حصريه انضم الينا هنا:- اضغط هنا 

  •تابع الفصل التالي "رواية اسمنجون" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent