رواية عتاب الفصل الخامس عشر 15 - بقلم علا السعدني
الفصل الخامس عشر
دلف (وليد) لداخل الحفل فقد ظل طوال الليل يفكر فيما قالته فهى محقة تماماً يجب أن تكون الثقة متبادلة بينهم يجب أن يجعلها تراه واقفاً بجانب (رائد) ويتأكد أن عينيها لا تنظر لسواه لماذا يشعر بالخوف من تعامل (شجن) مع (رائد) فلو لم تكن متأكدة من حبها له لن تطلب منه أن يكون مع (رائد) ستفضل عدم رؤية (رائد) حتى لا تفتضح مشاعرها هى محقة فى كل ما قالته لو لم يتخطى (رائد) فى حياته ستفشل حياتهم للمرة الثانية بحث بعينيه عن (شجن) لكن عينيه تقابلت بأعين (رائد) فتمتم قائلاً
-النمرة غلط أكيد
لكنه توجه نحوه وابتسم بهدوء وقال
-كل سنة وانت طيب يا (رائد)
-وانت طيب يا (وليد)
ثم قدم له علبه متوسطة الحجم مغلفة فقال (رائد)
-مكنش ليه لازمة
ابتسم له (وليد) دون أن يعلق فتابع (رائد) بغمزة
-(شجن) واقفة فى الجنينة بارة
ابتسم له (وليد) مرة آخرى وقال
-متشكر
قالها ثم توجه نحو الخارج ليبحث بعينيه عليها بينما ابتسم عليه (رائد) وهز رأسه بآسى صديق طفولته الذى ابتعد عنه منذ أن تزوج لن يتغير ابدا صحيح أنه يفتقده بشدة ولكن أحياناً يكون البعد أفضل ٠٠
ظل (وليد) يبحث بعينه عليها حتى وجدها واقفة أمام مجموعة من الورود فأقترب منها وقال
-ا٠٠ أنا آسف
استمعت إلى صوته وشعرت بالضيق وهمت لتتحرك دون أن تنظر له فمازالت تعطى له ظهرها فأمسك رسغها ليمنعها وهو يقول
-أرجوكى !!
-أرجوك سبنى
قالتها وهى رافضة أن تنظر فى عينيه فقال هو
-للدرجة دى مش عاوزة تبصيلى
-أنت ايه اللى جابك يا (وليد) ٠٠ أنا خاينة بحب (رائد) وبخونك ايه اللى جابك
-بصيلى أرجوكى
-سبنى أنت أرجوك
-(شجن) ٠٠ متحسسنيش أنى ندل أوووى كده
-أنت مش ندل ٠٠ أنا خاينة
-(شجن) متقوليش ع نفسك كده
قالها ثم جعلها تلتلف له بالقوة فنظرت هى لأسفل وانهارت من البكاء ليتابع هو
-أنا تور ٠٠ أنا حمار ٠٠ أنا بهيم بس متعيطيش
رفع ذقنها لينظر داخل عينيها فلاحظ تورم عينيها فزفر بضيق وهو ينظر بعيداً ثم قال
-أنا اللى خليتك تعيطى كل ده ؟! أنا حيوان
نظرت فى عينيه وقالت
-أيه اللى جابك ؟!
-جيت عشان بحبك ٠٠ جيت عشان واثق فيكى ٠٠ جيت عشان عارف أنك بتحبينى بجد ٠٠ جيت عشان مفيش واحدة غيرك ممكن تشيل اسمى ٠٠ وجيت عشان (رائد) عزمنى
نظرت فى عينيه وزمت شفتاها بدلال
-لا مقدرش ع كده ٠٠ أنا اروح اجيب المأذون
-ومين وافق اصلاً
-كفاية كده أنا هحمض
ابتسمت قليلاً عليه ونظرت فى عينه
-عارف كنت مراهنة نفسى أنك مش هتغير من (رائد) بس خذلتنى
-حقك عليا ٠٠ إنتى كان معاكى حق ٠٠ بس إنتى كروتينى
عقدت حاجبيها بعدم فهم فتابع هو
-ايوة كروتينى بقى امبارح أول مرة تشبكى كلمة الحب بيا وتقولى صحيح حبيتك فى الفترة الاخيرة وعمرك ما قولتيلى بحبك يرضيكى كده ايه الكروتة دى
ابتسمت بسعادة عليه وقالت
-لما نتجوز
-ايدى ع كتفك
وهم ليضع يده على كتفاها فقالت وهى تبعد يده
-لا حط ايدك فى أيد اخويا
-اخص
ضحكت هى كثيراً ثم قالت
-عشان نتجوز
-عارف ٠٠ بس أنا نفسى أمسك إيدك اروح أمسك ايد الجحش أخوكى
-احترم نفسك
ضحك هو كثيرا. ثم قال
-بكرة ؟!!
رددت بدهشة
-بكرة !!
-اه بكرة أنا خلاص هقتلك لو متجوزتكيش
-بس أنا عاوزة فستان من أولل جديد وخاتم جديد وكل حاجة تبقى جديدة ٠٠ لأن كل حاجة المرة دى مختلفة
-الفرحة فى القلب
-أنت عمرك ما كنت بخيل كده
-مش بخل بس أنا صبرت كتير الصراحة
ضمت أصبعها الابهام فوق السبابة وقالت
-شوية كمان اد كده
نظر هو لأعلى ثم قال
-الصبر من عندك يااااارب
بينما فى الشرفة وقف (أدهم) خلف (روفيدا) ويعتلى وجهه الدهشة وردد بخفوت
-(أشرف) !!
سمعت (روفيدا) صوته وشعرت برجفة خوف تسرى فى جسدها وإلتفت ببطئ لتقول
-(أ٠٠أدهم) !!
-ممكن أفهم فيه ايه ؟!
-م٠٠ مفيش
أغمض (أدهم) عيناه ثم فتحها مرة آخرى
-(روفيدا) أنا تعبت أنا نفسى أفهم فيه إيه مالك إيه اللى بيحصل معاكى ٠٠ أنا يوم احس إننا أحسن اتنين مخطوبين ويوم احس إننا بعاد عن بعض جداً ومبقتش فاهم إيه اللى بيحصل
انفجرت (روفيدا) باكية فزفر هو بضيق ثم قال
-قوليلى فى إيه ؟! من حقى أفهم
-ا٠٠ أرجوك مش دلوقتى
-أرجوكى إنتى دلوقتى لأن معادش فيا أعصاب خلاص تعبت من تصرفاتك تعبت من تبدل مزاجك فى اليوم 5000 مرة ٠٠ أنا وصل بيا لأنى مبقتش فاهم علاقتنا دى ماشية ازاى ٠٠ اوقات احس إنك بتعاملينى احسن معاملة وأوقات احس إنك حتى مش طايقة تبصى فى وشى فيه إيه ؟! واللى زاد وغطى أنك تنطقى اسم راجل تانى وإنتى بتعيطى
بكت (روفيدا) كثيراً ولكنها قصت عليه كل شئ منذ البداية وكيف وافقت بخطبتهم وإنها قد ظلمت (أشرف) كثيراً وظلمته هو أيضاً أحمرت عيناه من الغضب وتقدم نحوها فشعرت هى بالخوف يتملكها وعادت للخلف خوفاً من أن يضربها ولكنه ضم قبضة يده بغضب شديد ولم يستطع أن يجادلها فى أى شئ فالغضب الذى تملكه كان أقوى منه لذا ترك الشرفة وخرج نحو الحديقة ولاحظ بطرف عينه أن (شجن) تقف مع (وليد) فأتجه نحوهم ثم أمسك يدها وقال
-يلا عشان نروح
لم يعطى لها فرصة وسحبها نحو الخارج فشعر كلاز من (وليد) و (شجن) بخطب كبير فى (أدهم) ولكنهم يعلمان عادة (أدهم) جيداً اذا غضب لا يتكلم يجب أن يهدأ أولاً فقررا أن يتحدثا معه فيما بعد ٠٠
*******************
•تابع الفصل التالي "رواية عتاب" اضغط على اسم الرواية