Ads by Google X

رواية عتاب الفصل السادس عشر 16 - بقلم علا السعدني

الصفحة الرئيسية

 رواية عتاب الفصل السادس عشر 16 - بقلم علا السعدني 

فى صباح اليوم التالى ٠٠
وصل (أدهم) للشركة وهو يشعر بغضب شديد يفكر فيما يجب أن يفعله مع (روفيدا) ايتزوجها رغماً عنها فقط لكى يرد كرامته أم أن كرامته وقتها لن تكون موجودة حين يجبر فتاة على الزواج منه هو لم ينم طوال الليل من التفكير فمنذ أعوام وهو يفكر فى (روفيدا) كزوجة ربما سماعه لوالداته ووالدة (روفيدا) وهما يتفقان على زواجهم حين يكبران هو من عزز تلك الفكرة أكثر وأكثر وجعله يرى (روفيدا) كأنثى ولكنها وافقت به فقط من أجل ارضاء شقيقها لأنها كانت تظن أن حبيبها قد خذلها أما هو فمجرد ورقة بيضاء فى حياتها ليس به شئ يجعلها تحتفظ به فى ذلك الوقت دلفت (جميلة) إلى مكتبه حاملة كوب من القهوة ووضعته أعلى المكتب
-القهوة بتاعتك يا فندم
نظر لها بغضب شديد ثم قال
-وهو أنا طلبت منك قهوة أصلاً
اندهشت (جميلة) من اسلوبه ذاك معاها وقالت
-ده الميعاد بتاع القهوة بتاع كل يوم يا فندم
-أنا اطلب تجيبى لكن متجبيش من نفسك
قالها وهو يصرخ فى وجهها فشعرت هى بالحزن وقالت
-ح٠٠ حاضر ٠٠ حاضر يا فندم ٠٠ أنا آسفة 
ثم أخذت كوب القهوة من أعلى مكتبه فأمسك هو رأسه ثم قال
-أ٠٠ أنا آسف يا (جميلة)
-م٠٠ مفيش حاجة يا فندم ٠٠ عن أذنك
-استنى ٠٠ عاوز أخد رأيك فى حاجة إنتى عارفة أنا بثق فيكى اد إيه ؟!
نظرت له بغرابة شديدة فمنذ ثوان فقط كان يصرخ بها والآن يتحدث بنبرة توسل لها فقالت
-خير يا فندم ؟!
-ا٠٠ أنا ليا واحد صاحبى واقع فى مشكلة
-اللى هى ؟!
-خطيبته مبتحبهوش وافقت بس بيه عشان ترضى اخوها و ٠٠ و هى كانت بتحب واحد تانى بس هى لما رفضت تتقابل مع حبيبها من ورا اخوها حبيبها مسئلش فيها شهور واتخطبت لصاحبى ده وبعدها رجع حبيبها وقالها إنه كان بيشتغل عشان يبقى جدير بيها ويعرف يكلم أهلها والبنت دلوقتي كارهة صاحبى اوووى حاسة انه هو واقف عقبة بينها وبين حبيبها
-فين المشكلة طيب ؟!
-كل اللى بحكيه مش مشكلة عندك ؟! صاحبى يعمل إيه ؟! عاوز يتجوزها برده عشان شكله ومظهره ميقلش قدام نفسه
-بس لو عنده دم يسيبها
ابتلع (أدهم) ريقه وسئلها
-تقصدى إيه ؟! ٠٠ هى اللى غلطانة وافقت عليه ليه ادته أمل ليه علقته بيها ليه ؟
-هى غلطانة طبعاً ٠٠ وأنا لو من حبيبها اربيها ومرجعش ليها بسهولة كمان ٠٠ لكن صاحبك لازم يحفظ كرامته بدل ما يتجوزها ويدمر نفسه ويدمرها ويدمر حبيبها
-ب٠٠ بس
قاطعته قائلة
-ده رأيى يا فندم
-وهو هينسى حبه ليها بسهولة كده ؟!
-بس هو مبيحبهاش
نظر لها بذهول وابتلع ريقه وقال
-ل٠٠ ليه بتقولى كده ؟!
-عشان لو حبها بجد مكنش اتردد لحظة واحدة فى أنه يسيبها مع حبيبها ويخرج بارة حياتهم مكنش سمح لنفسه يبقى شوكة فى ظهر حبيبته ٠٠ لو مكنش كسب حب حبيبته ع الاقل يكسب احترامها ليه وتقديرها ليه طول العمر ٠٠ لكن صاحبك مبيحبهاش فكر فى نفسه بس الحب عطاء يا فندم وعطاء بلا حدود مش إنتقام ولا دى قصاد دى
ابتسم لها قليلاً ثم قال
-أنا متشكر يا (جميلة)
-ع٠٠ عن اذنك يا فندم ورايا شغل
-اتفضلى
تركته (جميلة) وذهبت للخارج بينما وضع هو رأسه بين يديه وظل يفكر فى حديث (جميلة) له هى محقة بكل ما قالته ٠٠
******************
مر يومان لم يحدث بهم أى شئ جديد سوى أن (روفيدا) تفكر فى طريقة ما تجعل بها (أشرف) يسامحها على ما صدر منها بينما (أدهم) يفكر فى طريقة ما ليخبر بها (رائد) أنه يريد أن ينفصل عن (روفيدا) فأن ذلك الموضوع محرج للغاية للجميع ولا يعرف كيف سيقوم بأخباره ٠٠
بعد أن أنتهت (روفيدا) من الأمتحان الخاص بها بحثت بعينها عن (أشرف) فى الخارج فى اللجنة الخاصة به وجدته مازال بالداخل ابتسمت قليلاً وظلت منتظرة أمام اللجنة حتى تطلب منه الحديث وتعتذر له رغم أنها تعلم أن أى أعتذار لن يكون كافى لقد جرحته جرح كبير تخشى أن تقضى عمرها كله تعتذر له وجدته يخرج من اللجنة ولن يكن منتبهاز لوجودها فوقفت أمامه وقالت
-ممكن اتكلم معاك يا (أشرف) ؟
علم صوتها جيداً لذا لم يرفع بصره حتى كى ينظر لها واكتفى بأن يتحرك من أمامها فأمسكت ذراعه بتوسل
-أىجوك اسمعنى يا (أشرف)
آبعد يده عنها كأنه ينفض شئ ما عن ذراعه وقال دون أن ينظر لها
-هو اخوكى علمك متكلميش حد من وراه بس ٠٠ معلمكيش لما تبقى مع راجل متبصيش لغيره
قالها ثم ذهب بعيداً عنها بعد أن تراخت أعصابها وأنهارت من البكاء حينها أتت صديقتها وحدثتها قائلة
-مالك يا روفى ؟!
-رافض يكلمنى ٠٠ رافض يسمعنى ٠٠ رافض يشوفنى يا (نانسى)
شعرت (نانسى) بالحزن على صديقتها وربتت على كتفاها وقالت
-تحبى اكلمه أنا 
-تفتكرى هيسمع من أى حد يخصنى
ثم بكت بحرقة وتابعت
-كرهنى ٠٠ كرهنى خلاص ٠٠
صمتت صديقتها ولم تستطع أن تفعل من أجلها شئ ولكنها ظلت تربت على كتفاها لعلها تخفف ما فى قلبها ٠٠
*******************
جلست (هانيا) على الشاطئ بجوار أبنتها وهى تشعر بسعادة كبيرة بعد أن تبدل معها حال (طلال) وأصبح يهتم بها هى وأبنتها وتتذكر الأيام الماضية بينهم كيف تبدل حاله لعاشق متيم لها وضعت يدها على وجنتها بهيام حتى أتى هو من خلفها وأنحنى ثم قبل وجنتها وقال
-وحشتينى اوووى
ابتسمت ثم أمسكت يده وجعلته يجلس بجوارها
-أنا عايزة ايس كريم ٠٠ نفسى فيه
ابتسم لها (طلال) ثم قال
-حاضر
بعدها وجه نظره إلى (مايا) وقال
-وإنتى يا برنسيس يا صغيرة عاوزة إيه ؟!
-ايس كريم ويكون بالشكولا يا بابى
-ماشى حبيبتى
وهم ليقف مرة ثانية فقالت (مايا)
-وعاوزة حاجة تانية يا بابى
-إيه يا حبيبتى ؟!
-عاوزك كده ع طول يا بابى تهتم بينا
انحنى مرة آخرى وقبل رأسها ثم تحدث
-ماشى يا قردة يا صغيرة
بعدها ذهب ليبتاع لهم المثلجات وبعد دقائق قليلة كان قد عاد وأعطى كلاً منهما الكوب الخاص بالمثلجات خاصتهد وبدئوا يتناولون المثلجات وأطعمت (هانيا) (طلال)  فى فمه الذى ابتسم لها ابتسامته الرائعة التى تعشقها وبعد أن انتهوا من تناوله أخرجت (مايا) الكرة الخاصة بها وقالت
-يلا عشان تلعبوا معايا
نظر (طلال) إلى (هانيا) وغمز لها بمشاكسة ثم قال
-يلا
وبدئوا ثلاثتهم فى اللعب بالكرة كلاً منهما يقذفها نحو الآخر وهم يضحكون ويشعرون بسعادة كبيرة ٠٠
********************
جلست (عتاب) فى الدار فى مكانها المعتاد مع الأطفال المسئولة عنهم وتنظر لهم وهم يلعبون أمامها فأتت (ندا) من المطبخ بعد أن أنتهت من عملها وجلست بجوار (عتاب) وهى تقول
-كنت مشغولة عنك طول اليوم ٠٠
-ربنا يكون فى عونك ٠٠ مكرهش فى حياتى اد وقفة المطبخ والطبيخ وكده
ضحكت (ندا) كثيراً ثم قالت
-أنا بحب الأكل أوووى وبحب اعمله ٠٠ الأكل ده فن فى عمايله وحتى فى أكله ٠٠ وكل مرة الأكلة منك ليها كذا طعم حسب حالتك المزاجية
-فعلاً ٠٠ عشان كده اكلى ع طول وحش
-اممم أنا مدوقتش اكلك بس دوقت التورتة اللى عملتيها انتى و (حفصة) كانت تجنن
-لأنى بحب الحلويات أوووى
غمزت لها (ندا) بمشاكسة وقالت
-أو بتحبى اللى عملتى ليه للتورتة
عضت (عتاب) شفتاها بخجل ثم قالت
-إيه اللى بتقوليه ده يا (ندا) عيب كده
-عيب ليه نفسى أفهم ٠٠ حتى لاحظت هو كمان مهتم بيكى
نهضت (عتاب) من مكانها وقالت بضجر شديد
-لو هتستمرى فى الكلام ده ٠٠ أنا مش عاوزة اسمع
قالتها وذهبت للشرفة التى بالغرفة الجالسين فيها فزمت (ندا) شفتاها وقالت بصوت خافت
-مالها قلبت كده ليه ؟!
فنهضت هى الأخرى وذهبت تجاه الشرفة ووقفت بجوارها
-إنتى زعلتى ليه ؟! هو الحب وحش يا (عتاب) ده أحلى شئ فى الدنيا
-مفيش حاجة اسمها حب ٠٠ كله قرف وخداع
-مش معنى أنك عانتى مرة من الحب يبقى الحب مش موجود ٠٠ يعنى عاوزة تفهمينى أن مامتك وبابكى مكنوش بيحبوا بعض !!
ابتسمت (عتاب) بسخرية حين تذكرت والداها وقالت بنبرة بها مرارة
-حبوا بعض بس حب ناقص ناقص كتيييير ٠٠ لأنه من طرف واحد
وتذكرت ذلك الشئ الذى مدفون فى قلبها كيف قصت لوالداتها ما جرى ولم تصدقها واتهمتها أنها طفلة لا تفهم شئ شعرت بأنه يجب أن تتحدث إلى (ريان) وتخبره ربما ذلك سيفيد فى تعافيها لاحظت (ندا) شرود (عتاب) وسئلتها
-مالك يا بنتى ؟!
ابتلعت (عتاب) ريقها ولم تعرف بماذا يجب عليها أن تجيب ولكن أنقذها دخول (رائد) للغرفة وهو مبتسم وفى يده عدة حقائب حينما وجدته (ندا) آمامها شعرت بالأحراج وركضت نحو الخارج لتذهب للمطبخ وهى تقول
-عن أذنك يا فندم
تفاجئت (عتاب) بوجود (رائد) ولكنها وجدته يعطى لكل فتاة من المسئولة عنهم حقيبة بلاستيكية تحتوى على فستان جديد نظرت لبسمة كل طفلة للفستان وسعادتهم به فشعرت بفرح كبير فى قلبها لهؤلاء الآطفال ظل (رائد) يوزع الفستاين عليهم حتى وصل إلى (عتاب) وأعطى لها هى الآخرى حقيبة بلاستيكية فعقدت حاجبيها بدون فهم ونظرت لتلك الحقيبة وعلامات أستفهام على وجهها فأبتسم (رائد)
-تصدقى مخدتش بالى وافتكرتك بنت من البنات
-يا سلااام !!
-فعلاً
هزت رأسها بآسى وزمت شفتاها ونظرت جانباً فتابع (رائد)
-طب خديه بقى عشان خاطرى هتكسفى إيدى ؟
-اعمل إيه أنا بفستان اطفال ؟! ما تروح تديهم لباقى الاطفال
-بعت ليهم وبيوزعوا عليهم
ضيقت (عتاب) ما بين حاجبيها وأخذت الحقيبة منها لتفتحها وتتفاجئ بفستان كبير يبدو وأنه قد ابتاعه خصيصا لهاً فنظرت له وبادلها هو النظرة بأبتسامة وقالت
-ويا ترى بقى جايب لكل مشرفة فستان كده ؟!
ابتلع (رائد) ريقه وصمت فلم يعرف بماذا يجيب فألقت الحقيبة البلاستيكية فى وجهه وخرجت للخارج فشعر (رائد) بأحراج كبير خصوصاً وأن ذلك حدث أمام الأطفال فأبتلع ريقه وكرامته معاً التى بعثرتها تلك الفتاة التى يبدو وأنها سرقت قلبه بالكامل فلو أن أنثى غيرها هى من فعلت ذلك كانت ستكون حفرت قبرها بيدها لذا أسرع خلفها  نحو الخارج ووجدها واقفة أمام باب الغرفة فأغلق الباب وقال بنبرة تبدو أنها هادئة ولكن يتخللها بركان يثور
-لو كان حد غيرك اللى عمل كده مكنش هيقعد يوم تانى فى الدار دى ؟
نظرت فى عينه ورأى هو عينيها التى تلمع لأختباء دموعها خلفها وهى تقول
-واشمعنا انا ؟! ٠٠ أنا عاوزة أعرف اشمعنا أنا
-إنتى ليه عملاها حكاية دى هدية ؟!
-هقولك ليه بمنتهى الصراحة لأن هديتك من غير سبب وأنا مش هقدر اهاديك بشئ يساوى تمن الفستان ده
-وأنا مطلبتش مقابل
-وأنا مش هاخد من غير ما ادى واللى زيى معندوش غير شئ واحد مستحيل اديه ٠٠ يأما أنت بتهنى وبتعتبرنى شحاتة بتعطف عليا
-(ع٠٠ عتاب) أنا لا قصدت لا ده ولا ده
-يبقى مفيش غير حاجة تالتة أنك معجب بيا مثلاً ٠٠ وبرده أنا ملاقش بيك أنا واحدة فقيرة ومنفعكش
-ع فكرة أنا مبصش للفقر والغنى و٠٠
قاطعته هى صارخة بوجهه
-أنا بكرهه ٠٠ بكرهه وأنت شبهه مش عاوزة اشوفك اعتبرينى مستقيلة
قالتها وهى مغمضة العينان بنبرة حزن وألم شديدان وهمت لكى ترحل من أمامه فأمسك هو يدها وقال
-عمرى ما كرهت شكلى اد النهاردة ٠٠ خليكى هنا أنا اللى ماشى
قالها ثم تركها وغادر المكان فلم تستطع هى الصمود فجلست على الأرضية وهى تبكى بحرقة شديدة وتتزايد عدد شهاقتها من الحزن ووضعت يدها أعلى قدمها حتى تكام دموعها وشهاقتها تلك ٠٠
*********************
عاد (رائد) إلى المنزل فقد كان صامتاً لا يريد أن يتحدث مع أى شخص دلف للمكتب الخاص به وأخرج علبة سجائره من جيب المعطف الخاص ببذلته وبعدها ظل يدخن سيجارة تلو الآخرى هو لم يعد بأستطاعته الآن إنكار أنه يهتم بأمرها ولكن يبدو وأن قصتهما معاً قد أنتهت قبل أن تبدء ٠٠ أستمع لصوت أحدهم يطرق باب مكتبه وقد قاطع افكاره المشتتة لذا قال بنبرة غاضبة
-ادخل
حينها دلف (أدهم) للداخل الذى لاحظ أن (رائد) ليس كالمعتاد ويبدو أنه قد آاى فى وقت غير ملائم ولكن عليه أن ينهى تلك المهزلة وأن يحرر (روفيدا) من تلك العلاقة التى لا أساس لها لذا اقترب من المكتب وجلس على المقعد المقابل له ثم قال
-مساء الخير يا (رائد)
تحدث (رائد) بقلة ذوق باحتة
-جاى ليه دلوقتى ؟
أخذ (أدهم) نفس عميق فهو قد أعتاد قلة زوق (رائد) عندما يكون غاضباً ولكنه قرر أن يفجر أمامه القنبلة هو غاضب لذا فليغضب أكثر وينسى غضبه صباحاً
-أنا و (روفيدا) مش مرتاحيين  مع بعض وأنا عاوز افسخ الخطوبة ٠٠

عتاب

  •تابع الفصل التالي "رواية عتاب" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent