رواية عشقها الاسد الفصل السابع عشر 17 - بقلم رباب عبد الصمد
البارت السابع عشر
لم تستطع هنا حبس دموعها اكثر من ذلك فانهمرت رغما عنها وهو لا يزال واضعا يده تحت ذقمنها فمسحها مرة اخر وقال لا تبكى فبكاكى يقطع فى ذاتى
ارجوكى يا هنا تمسكى بى وخذى ثقتك من وجودى معكى كما اخذ انا قوتى من وجودك معى
هنا بصوت مهزوز / ولكنى حقا لا ارتقى اليها
يحيى / لا تقولى هذا فكرامتك منى واعلمى انكى عندى اعلى من اى شخص على وجه الارض وهذا يكفيكى وقد اضطررت ان افعل هذا لاجعلك تشعرين بما اشعر انا به فاطمانى يا صغيريتى فانا حقك انتى ولن يشارككى في غيرك ولكن عليكى ان تعلمى ايضا ان ثقتك وكرامتك منى فاعتزى بهما لانك تعلين من شانى معكى فانتى منى
ثم ربت على كتفها مرة اخرى وقال / ارجو ان تستوعبى كلامى وسترينى سعيدا بتمسكك بى
ابتسمت هنا ولم ترد
اكمل هو قائلا / لابد ان تعلمى ان الحب يحتاج لطاقة كبيرة للحفاظ عليه لانه لا ياتى ابدا الا ومعه الكثير من المعوقات واعلمى ان الرجل الذى يكافح ويكابد من اجل حبه فهو عاش متيم و ان عشقه فاق الحد لان الرجل من طبعه الجمود والصمود وعدم الاعتراف بالحب بسهوله ولكن ان اعترف فيا ويل من عشقها فهو يكون لها الحصن الحصين ولكن فى ذات الوقت يكون لها النارالمتاججة التى تحرقها لانه ان صدم فيمن احبها يتحول حصنه الى اشواك ونار تحرقه وتحرقها فحب الرجل يختلف عن حب المراة يا هنايا وتاكدى ان قال الرجل للمراة انا حقك فقد خرج عن المالوف لان الرجل لا يعترف بهذا الا ان وصل لذروة حبه الصادق ويا ويل حواءه ان حولته لنار فاياكى يا هنا ان تحولينى لنار تحرقك وتحرقنى من قبلك
انتى جنة فى صورة بنت
انتى اجمل مما انا حلمت
احتوينى فيكى جوا
وخلينى اعيش انا وانتى فى الجنة
المشاعر اللى فيكى ميكفهاش الحب
الشعر مخلوق ليكى وروحى هيمانه فيكى
انتى اجمل بنت ممكن يوم تتحب
صدقينى فى كم المشاعر اللى ليكى جوة منى ومبتنطقش
حبك ليه ارض وحبى ليكى جيش
انا ممكن عشانك اعلنها حرب
هزت هنا راسها بمعنى موافقة فاقترب منها واسند جبينه بجبينها وقال بهمس تنهدى
استغربت من طلبه وابتعدت قليلا ولكنه الصقها مرة اخرى بجبينه وقال تنهدى
فهمست وهى متوترة من قربه ذاك وقالت لا افهم ما تعنيه
قال لها باصرار / تنهدى بعد ان تاخذين نفس عميق
لم تجد اى مفر الا من تلبيه طلبه فصدمت عندما وجدته يستنشق انفاسها وهو مغمض العينين وكانها تعطية هواء يحيه
ابتسم وقال انفاسك هى سر حياتى وهى ما تصبرنى عن بعدك عنى ثم ابتسم وابتعد عنها وهو يقول والان ابتعدى عنى افضل لكى لانى لا اضمن نفسى جاءت لتبتعد عنه فجذبها مرة اخرى وقال اوعدينى يا هنا ان لو الكون كله باعنى انتى هتشترينى وتبقى اقرب منى ليه تبقى كل حاجة ليه تبقى حبيبتى واختى وامى وبنتى تبقى فيا جوة دمى خليكى دايما واحدة تغنينى عن العالم خلينى عايز اعيش معاكى لاخر سنينى
ردت عليه وهى مرتجفه من اثر كلماته وقالت بهمس انت بالنسبالى مش حب انت بالنسبالى حياه وروح يعيش بيك يا اما اموت انت امنى وامانى ومأمنى وامنيتى . انت روحى وراحتى وسكنى ومسكنى وسكينتى
واذا تعتقدين ان اقول بعد تلك الكلمات فقد اصهرتينى عشقا بين ثنايا قلبك ثم قال اتعرفين ماذا اقول انا لقلبى الخافق بشدة الان
اومات براسها بعدم المعرفة
ابتسم وقال / اقول له اهدا فها هى بالقرب منك تتوسد صدرى وتدثرك بانفاسها فلا تخف فلن تفارقك بعد اليوم فاهدا وكن قرير النبض وخفف من روعتها فها هى قد وعدتك
ابتعد وهى خجلة منه فقد انصهرت من كلماته العذبة التى تقويها وتعطيها املا فى الحياة
بدا يحيى يتوسع فى شركته وبدا يذاع اسم يوسف يحيى كشاب جديد صاحب طموح بدا يثبت ذاته بين قطاعات الاستثمار وبدا يصنع له اسما يخافه الجميع ولكنه ظل يظهر اسمه ولا يظهر شكله
فى يوم هنا وهى عند يحيى نظرت له مليا على لحيته فقد طالت فابتسمك هو عليها فقد فهم ما يجول بعقلها فقال /لقد اشتقت لان تحلقى لى لحيتى ولكن ما باليد حيلة فانا اتخفى خلفها واعلم انك تشمئزين من مظهرى ولكن تحملينى فهذا قدرك واعدك ساعود وسيما
ابتسمت بخجل وقال / لقد ازدت جاذبية بها
ابتسم لها وقال / ولكنى اشتقت للمسات يديكى على وجهى
ارتعدت اوصالها ولم ترد
دخلت مدام صفاء عليهم وزياد وبداوا يتناقشون فى العمل
زياد / احب ان ازف اليكم البشرى الكبرى فقد فزنا باكبر مناقصة وورست علينا بعدما كان المتوقع انها سوف ترسو حتما على اشقاءك كما العادة ولهذا هم الان فى قمة غضبهم ويريدون مقابلة يوسف يحيى ذاك الرجل المتخفى
مدام صفاء / الفضل كله لرابط الهكر الذى فتح لنا شبكتهم لنتطلع على دسائسهم حيث لم اتوقع انهم بهذه الدناءة وكنت لا اصدق ان اخبرنى احد انهم يتاجرون فى السلاح والمخدرات لولا ان رايت بام عينى ثم تنهدت وقالت باسف لو انهم كانوا تذوقوا طعم الشقاء من اجل اعلاء اسم تلك المجموعه لما فرطوا فيها بهذا الشكل
يحيى / الان انا اسد عليهم كل شىء فقد اصبحت استمع لجميع مكالماتهم وحساباتهم واسد عليهم كل باب وقد ابلغت عنهم الضرائب وسلمت لها صورة من كشف الحساب الحقيقى
دخلت عليهم شهندة فجاة فقطعوا الكلام فلاحظت ذلك فازداد غيظها منهم اذ انهم يتحدثون امام هنا بينما يصمتون امامها هى فقالت بضيق / ساذهب الى النادى انا ويوسف
يحيى بضيق / لن تخرجى انتى ولا يوسف
قاطعته شهندة بعصبية / ولما تمنعنى من الخروج هل انا حبيسة هنا ؟
يحيى تمثل البرود فقال / لا حبيبتى بالطبع انتى لست محبوسة ولكنى اغار عليكى ان تخرجين لحالك هكذ وكل العيون تحدق فيكى وانا عاجز عن الخروج معكى ثم انى لا اريد ان اعرض حياة يوسف للخطر فانتى تعلمين ما انا فيه
انشرحت اسارير شهندة فقد ظنته يغار عليها حقا فقد اصبحت اسيرة كلمات العشق منه حتى وان كانت مزيفة لانها اصبحت لا تنالها الا بعد عذاب بعد ان كانت تنالها بين اللحظة واللحظة فابتسمت قائلة اذن سانتظرك يا حبيبى فى حجرتنا
كادت هنا ان تتمزق اشلاء من كلماتها فهى تشعر بالغيرة حقا فاصعب ما يمر به الانسان ان يرى حبيبه امامه مملوكا لغيره ولا يستطيع ان يدافع عن حبه او يسمع اى كلمة تبرد ولع قلبه
انهى الجميع الاجتماع ورحل زياد وصعدت مدام صفاء لحجرتها وهمت هنا ان تغادر الا انه جذبها من يدها واجلسها بجواره مرة اخرى وقال / اصبحت لا استطيع الانتظار اكثر من هذا فلعلك ترحمين تمزق قلبى وتوفقين على الزواج العرفى
هنا بخجل وبصوت خافض / ارجوك يا يحيى لا تعيد الكلام فى هذا الموضوع فان كنت غالية عند اجعل زواجى فى النور
يحيى / انه سيكون فى النور يا هنا انا ساشهر امام اهلى واهلك وهذا ما يهم عالاقل الان وساوثقه فور حصولى على اهليتى القانونية فانتى ترين حتى شركتى الجديدة كل اوراقها باسم زياد ولم املك فيها سوى الاسم الظاهرى فقط ثم مد يده وامسك يدها بين كفه وقال / الم تشتاقين انتى الاخرى لوجودك جوارى وللنوم على صدرى
توترت هنا ولم تعرف بما تجيب
اكمل هو قائلا / على راحتك لن اجبرك على شىء ولكن طمنينى هل انتى بخير وانتى تسكنين مع والدتك ام ان زوجها لازال يضايقك
هنا بتوتر وبتلعثم قالت على الفور لا وحاولت تدارى الحقيقة المريرة وهو انه لا زال يضايقها
يحيى / من الغد ساجهز مكتبى لكى لتستانفى مرة اخرى مذاكرتك فانا اعرف قد عطلتك كثيرا
هنا / ان شاء الله ووقفت وسحبت يدها من يده استعدادا للرحيل فاذا به تفاجات به وقف وجذبها الى حضنه على حين غرة ودفن راسه فى رقبتها واخذ يستنشق عطرها
شهقت هيا وحاولت ان تبتعد فامسك براسها بين كفيه وقال لها تنهدى بعمق
توترت هنا وقالت بهمس / ارجوك انت دوما ما توترنى وتضغطت على اعصابى
يحيى لم يسمعها وظل مسندا بجبهته عليها وقال / قلت تنهدى
تنهدت هنا فاستنشق انفاسها وقال هذه هى قبلة الحياة فانفاسك تصبرنى على الحياة حتى يجمعنا بيت واحد
واخيرا حررها منه وقال لها ساوصلك
بينما كانت شهندة تراقبهم وتستمع لهم وكم غارت عندما وجدت قلب الاسد عاشق متيم وهو يتنفس انفاسها فدبت فيها الغيرة وقررت الانتقام
مرت ايام وهنا عادت تهتم برسالتها ويحيى يهتم بعمله وقد ضاق الخناق حول اشقاءه فقد اصبحوا مكبلين بالديون والقروض محاولين الوقوف من جديد على اقدامهم ولكن يحيى لم يترك امامهم اى ثغرة الا وسدها امامهم واخذ هو يذيع صيت شركته بينما يضمحل اسم مجموعته الاولى وان كان هذا يسبب له ازمة نفسية فهو لم يريدذلك يوما ولكن ما باليد حيله ولكنه كان على ثقة انه ما ان ياخذ حكما باهليته الا وسيعو لمجموعته ويعلى اسمها من جديد
كانت هنا فى مكتبه تذاكر وكان هو فى شركته مع زياد ودخلت عليها الخادمة وهى تشتكى م يوسف الذى يرفض ان ياكل منيدها فابتسمت هى لها وتركت كتبها وركعت امام الصغير وفتحت له ذراعيها فركض عليها واخذ يقبلها بينما هى اخذت الطعام من يد الخادمة وقالت لها اتركيه ساطعمه انا
حضر يحيى و دخل عليها وهو مشتاق اليها فابتسم عندما وجها تطعم صغيره وهى تلعب معه فقال كيف احوال صغارى ؟
ابتسمت وقالت نحن بخير ما دمت بخير
نظر لمكتبه والى اوراقها فابتسم وهو يرى رسمه مصغرة لجمجمة وقال لمناغشا لها اين عقلى انا هنا فى هذه الرسمة
ابتسمت هى وقامت اعتدلت ومدت يدها واحضرت رسمة قديم قد رسمتها هى لمخه قديما وقالت / هذا هو عقلك
اخذ يتامل الصورة مركزا فيها وابتسم قائلا ولكنك نسيتى شيئا هاما
هنا بعدم فهم وباستغراب ايضا / اممم اراك اصبحت طبيبا ومع ذلك ماذا وجدتنى نسيت
يحيى بخبث اقتر منها وامسك الرسمه ومعه قلم رصاص وقال / هذا ما نسيتيه واخذ يكتب فى كل اجزاء الرسمه اسمها
فابتسمت ولم تعلق
فقال / عقلى لا يفكر الا فيكى اما قلبى فمسكين ميت من الاشتياق
ابتعدت عنه وهى تمسك بيد يوسف فقد اعتبرته منقذها الوحيد من براثنه
يحيى بخبث / اذهب الان يا يوسف
سمع الطفل الكلام وترك يدها وركض للخارج
ابتسم هو واقترب منها هو وهمس قائلا / ان اردتى ان تحتمى منى فاحتمى في
توترت من وابتسمت ابتسامة عذبة وقالت / لكنى لم اخاف منك لاحتمى منك فيك
يحيى بخبث / اممم اذن هكذا انتى ايضا لا تخافين منى وجذبها بين يديه لحضنه على غفلة منها فشهقت فقال / لا ملجا منى الا الى فما فعلك الان
افلتت منه بهوء وقالت / اراك جائعا
عاد مناغشا لها ومربكا اياها قائلا / قلد افلتك برغبتى وعامة ان كنتى ستطعمينى كما السابق فانا اموت جوعا وان لم يكن ذلك فانا لست بحاجة الى اى طعام
ابتسمت وقالت / بل ساطعمك بيدى ولكتن عليك ان تجلس باحترامك
يحيى بخبث / ساتمالك نفسى كما كنت اتمالكها وانتى تطعمينى وتعتقدين انى ميت بينما انا اتلذذ بالطعام من يدك
خرجت من امامه لاحضار الطعام وهى مرتبكة فهو دوما ما يتلاعب باعصابها ويجعلها مشتتة الافكار
بينما ضحك هو على صغيرته الكثيرة الخجل والتى قد اسرت قلب الاسد
•تابع الفصل التالي "رواية عشقها الاسد" اضغط على اسم الرواية