Ads by Google X

رواية معدن فضة الفصل الثامن عشر 18 - بقلم لولي سامي

الصفحة الرئيسية

  رواية معدن فضة الفصل الثامن عشر 18 - بقلم لولي سامي

البارت الثامن عشر
وصل يزن الي نضال بمقر الجامعه فرآه مع فتاة صارخة الجمال  ويبدو عليها التساهل في الحوار من طريقة وقفتها وضحكتها وملابسها التي لا تمت بصلة للحرم الجامعي.
فابتسم هامسا لذاته/ 
_ ما هاد الصاروخ!! لك انت ابن محظوظة نضال.
اقترب منهم يزن حتي أصبح بجوارهم فنظر تجاه الفتاة واقترب برأسه منها قائلا بلهجته السورية وبصوته اللعوب/
_  لك دخيل هالعيون وهالحواچب.....
بس دليني على بيت أهلك وانا بقوم بالواچب.
قضبت الفتاه حاجبيها ونظرت تجاه نضال من أعلاه لاسفله ثم التفتت الي نضال تسأله بتعجب وهي تهز رأسها/
_  مين ده نضال باشا ؟؟
وبيقول ايه؟؟
قبل أن يجيبها نضال كان رد يزن سريعا فقال مبتسما/
_  انا يزن باشا يا قمر .
ثم مد يده ليصافحها فمدت يدها وهي تنظر بعيون مستفسرة تجاه نضال الذي زفر أنفاسه ثم مد يده هو الآخر ليفصل سلامهم ثم قال/ 
_ ده يزن صديقي بس هو سوري فلهجته غريبة عنك شوية .
فابتسمت الفتاة ونظرت تجاه يزن بإعجاب قائلة/ 
_ اهلا يزن باشا .
ثم قضبت حاجبيها ونظرت بغتة تجاه نضال سائلة/ 
_ بس ازاي سوري وباشا ؟؟
ليبتسم نضال ويشير ليزن بالرد فضحك يزن ثم قال /
_ مانا باشا بس في منطقتي.
وضع نضال يده على وجهه وزفر نفسا عاليا ثم نظر تجاه الفتاه محاولا إنهاء الحوار فقال لها/ 
_ طب يا جميل روحي دلوقتي علشان اشوف يزن باشا عايزني في ايه وبينا مكالمات بقي .
لينطق يزن قبل أن ترد الفتاة قائلا/
_  اه يا جاحد يعني حقيقي ومكالمات كمان .
لتطلق الفتاه ضحكة صاخبة وتشير لهم بالسلام وتغادر بينما يزن فور استماع ضحكتها سال لعابه فابتلع ريقه واتسعت حدقتيه قائلا / 
_ تئبرني هالضحكة.
وجد يزن من يسحب ذراعه متجها الي مكتب الحرس الجامعي ودلف نضال ساحبا يزن هادرا به بغضب قائلا/ 
_ ايه اللي انت عملته ده؟
أشار يزن لنفسه بكل براءة قائلا/ 
_ انا عملت حاجه اصلا؟ 
انا جيت لاقيتك انت عامل كل حاجه يا جاحد .
نظر له نضال رافعا حاجبيه سائلا بلهجة حادة/
_ ايه اللي جابك دلوقتي يا يزن ؟
ابتسم يزن بسماجه ثم أجاب/ 
_ من حسن حظي وسوء حظك يا باشا ؟
استنشق نضال نفسا عميقا محاولا تهداة حاله ثم قال بجدية/
_ يا يزن انا بتكلم بجد ايه اللي جابك؟
جلس يزن على مقعد مكتب نضال واضعا قدم على الاخرى وأخذ يلعب بادواته وملفاته وهو يقول/ 
_ لما مردتش عليا جيت اشوف وصلت لحاجة ولا لسه ؟ 
ثم سأله وما زال يتلاعب بكل ما على المكتب /
_ دورت يا استاذ في ملفات الجامعة عن البنت اللي مش عارفنلها حاجه ده؟؟
امسك نضال أدواته وملفاته من ايدي يزن وارجع كل شيء لمكانه وسحبه ليستقيم بعيدا عن مكتبه ثم قال/
_  اديك قولت مش عارفنلها حاجه وانا مش ساحر يا اخي ! ولو على البحث اه دورت بسجلات الجامعة لما جالي حول وملقيتش حاجه خالص؟؟
_ ازااااي ؟؟
وساحر ايه بس دانا افتكرتك هتجيبلي تاريخ عيلتها كله!! 
امال عملي فيها ظابط وبتاع!؟
نطق بها يزن متعجبا ثم أردف مكملا/ 
_ما يمكن مدورتش كويس ،
ما تخليني ادور معاك؟؟
_ ولا ما تتعدل يالا تدور معايا فين !؟؟
ده اسرار الجامعة يا بابا مش لعبة هي ،
وكمان ما تفكك بقي من الحوار ده انا اصلا مش موافق عليه.
هدر به نضال ولكن يزن قال له ببروده المعتاد/ 
_ مش موافق عليه ليه يا باشا ؟
مانت عايش حياتك وزي الفل اهو مش شيخ جامع يعني!؟
أدار نضال وجه وزفر أنفاسه ثم استدار له مرة أخرى قائلا/
_ يا بني ادم افهم ، 
اللي كنت واقف معاها ده مش محتاج توقعها ده هي اللي بتلف ورايا علشان توقعني وانا وهي عارفين اننا بنتسلي وهي موافقة مش غاصبها ولا رامي نفسي عليها ،
لكن اللي بتدور عليها ده شكلها محترمه وملهاش في سككتك ومش هنعاقبها لمجرد أنها مرضيتش باستظرافك.
حاول يزن خداعه فقال له بنبره اقرب للتوسل/
_  وانا مش بدور عليها علشان اعاقبها أو ادخلها في سككي يا نضال ،
انا اصلا عجبتني علشان محترمة وبجد مشغول بيها وبدور عليها.
ضيق نضال عيونه ثم قال/ 
_ مش مصدقك يالا ،
المهم انا عملت اللي عليا والبنت ده حاجه من الاتنين يا في جامعة تانية ، 
يا في كلية خارج الحرم الجامعي ودول ليهم سجلاتهم الخاصة .
ضيف يزن عيونه وبدا عليه التفكير قليلا في أمر ما وقبل أن يتحدث وكأن نضال قرأ ما يفكر به فقال له محذرا باصبعه/ 
_اوعي تفكر ،
لا يمكن أبدا اطلب سجلات كلية بره ،
كدة هثير عليا الشكوك ،
ده غير أن زي ما قولتلك ممكن تكون في جامعة تانية خالص .
_ طب وبعدين؟؟
نطق بها يزن بخيبة أمل ليقول له نضال/
_  استقر بقي شوية بالمحل بدل ما انت عامل زي الفرقعلوز ومبتقعدش ساعتين على بعض فيه، 
يمكن تيجي تاني تشتري حلويات وساعتها تحاول تجيب اي معلومة منها أو عنها أن شالله تمشي وراها حتي لو فعلا مهتم ،
مقدامكش غير كدة.
زم يزن شفتيه واومأ برأسه واستقام بخيبة امل متوجها لخارج المكتب ووجه يحمل ملامح الحزن حتى بدأ نضال يصدق صدق مشاعره وقبل أن يولج خارج المكتب استدار قائلا/ 
_ طب ما تديني رقم البنت اللي كانت معاك اهو اتسلي معاها شوية وانا قاعد بالمحل.
اغتاظ نضال من سماجة يزن ونظر حوله يبحث عن شئ ما حتى فهم يزن ماذا يريد وفي ذات الوقت امسك نضال بمطفأة السجائر التي أمامه وحاول تصويبها علي يزن وقذفها عليه بالفعل لولا سرعة يزن وخروجه مسرعا من المكتب واغلق الباب خلفه ليستمع من خلف الباب صوت ارتطام المطفأة به ثم تهشيمها أرضا فتنهد مرتاحا قائلا/
_ الحمد لله ،
مش عارف ماله اتجنن كدة ليه ،
يالا خليها علينا .
وانطلق متوجها للمحل حتي يصل بميعاده كما وعد چواد وربما يصدق نضال في توقعه وتأتي الفتاة المجهولة.

......................
عاد يزن من مقابلة نضال سافر اليدين فدلف للمحال فوجد يزيد يحدثه بغضب قائلا/ 
_ برضه خرجت وسيبتني لوحدي يا يزن ؟؟
لوح يزن له بيده بلامبالاه متمتما بصوت خفيض/ 
_ وياريت عرفت اعمل حاجه.
ثم توجه لمكتب چواد الذي كان منكب علي بعض السجلات ليلاحظ دلوف يزن عليه مقتضب الجبين ليساله قائلا/
_  غريبة يعني رجعت بدري انا قولت هتتاخر كعادتك.
_ ماهي متقضتش.
نطق بها يزن بيأس تام ليعقد چواد جبينه سائلا/ 
_ هي ايه اللي متقضتش.
نظر له يزن قائلا بإحباط/ 
_ مفضلش غيرك،
هبقي اقولك وامري لله بس بعد خطوبتك نبقي نقعد نتكلم مع بعض يمكن الحل يجي منك مع اني اشك.
عقد چواد حاجبيه متعجبا من حديث يزن ونبرته اليأسة فيقول /
_  تمام اخلص ليلتي وافضالك .
اومأ يزن دون أن ينطق بكلمة فتعجب چواد من حال يزن ولكنه انطلق متوجها لوجهته وجلس يزن بمكانه راجعا رأسه للخلف يفكر كيفية الوصول لها .
..................................... 
عند اقتراب موعد انتهاء اليوم الدراسي انطلق محمد والجا من المنزل دون أن ينطق بكلمة واحدة وصفق الباب خلفه مما أفزع والدته مكانها وتنهد الاب متمتما / 
_ ربنا يستر.
توجه محمد حيث مقر مدرسة ماسة وميار وتخفى بعيدا عن الأنظار حتى لا تراه أخته فهو في قمة غضبه ولا يريد إفراغ غضبه بها.
فهي لا تقوى على تحمل كل هذه الصعاب وايضا اللوم على تفكيرها ،
يعلم أن هناك سبب قوى من وجه نظرها لهذه المعضلة ولذلك فكر بطريقة لتوجيه تفكيرها عن طريق صديقة عمرها فربما تستمع إليها فهي الأقرب لها وتعلم كيف تحاول إقناعها بدلا من تعنيفها لذلك قرر مقابلة ماسة التي لا يعلم لما باتت كل لقائاتهم عبارة عن التحدث عن مشاكل عائلته!؟ 
متي سيلتقون اللقاء الذي لطالما تمناه في احلامه .
انتبه محمد علي خروج ماسة وميار التي يبدو عليها الحزن فوقفوا كلاهما كلا منهم تنظر حولها باحثين عنه فتخفى عن أنظارهم ليلاحظ سلامهم على بعضهم بعد فترة وجيزة من الحديث ورحيل أخته.
بالجهة الأخري أثناء رؤية محمد لهم تتلفت كلا منهم حولهم باحثين عنه حتى نطقت ماسة قائلة بتذمر /
_  شكله لسه مجاش متمشيش وتسبيني واقفة لوحدي خليكي معايا لحد ما يجي.
التفتت لها ميار قائلة بشبه ابتسامة علي ثغرها ولكن بصوت حزين/ 
_ على فكره ممكن يكون جه وشايفنا اصلا ،
بس مادام قالك عايزك لوحدك يبقي مش عايز يقابلني دلوقتي ، 
ده غير أنه لا يمكن يسيبك واقفة كدة في الشارع لوحدك.
_ وانتي اشعرفك!؟
ضحكت ميار باستهزاء قائلة/
_  اخويا بقي وعارفاه، 
يالا هسيبك دلوقتي ومتخافيش هتلاقيه قدامك على طول .
ذهبت ميار وتركت ماسة خلفها وقبل أن تخطو الخطوة العاشرة التفتت للخلف لترى أخيها يعبر الطريق متجها إلى ماسه فابتسمت على صدق توقعها وأشارت لسيارة تقلها الي منزل والدها.
..............................................
منذ قليل توجه كلا من حسن ووالدته الي منزل والد ميار بعد أن اتفقا على كل ما سيقال ومتى سيتحدث ومتي سيصمت وعند اقترابهم وجدا محمد يولج من باب المنزل فتوارى حسن ووالدته قليلا حتى اطمئنوا لذهابه فأطلق حسن تنهيدة اطمئنان ثم قال/ 
_ دحنا جايين دلوقتي علشان يكون هو في الشغل نيجي نلاقيه لسه خارج !!
ده ايه الحظ ده ياربي .
ربتت انوار على كتفيه قائلة/ 
_ كويس أنه خرج دلوقتي نلحق نطلع احنا ونشوف هنعمل ايه قبل ما يرجع يالا بينا.
وصعدا الدرج حتى وصلا لشقة والد ميار وضغطا على الجرس.
فوجئ والد ميار ووالدته بجرس الباب بعد ذهاب محمد مباشرة فنظرا لبعضهم وتوقعا عودة محمد مرة أخري ليستقيم توفيق ذاهبا للباب قائلا/ 
_ خليكي يا ام محمد اشوفه انا ربنا يهديه.
فتح توفيق الباب ليتفاجأ بحسن ووالدته فعقد حاجبيه وزفر بانفاسه ثم أوسع لهم الطريق قائلا بضيق ظاهر بنبرة صوته/
_ اهلا يا حسن اتفضل يا ابني ،
اتفضلي يا ام حسن.
دلفا كلا من حسن ووالدته داخل المنزل لتتفاجأ عزة بهم وتهم واقفة ترحب بهم فهي تعلم الأصول وواجب الزيارة مهما يكن .
احضرت عزة مشروبا غازيا ووضعته على المنضدة دون أن تتفوه بكلمة فقلبها قد انغلق من ناحيتهم ،
وجلست بجوار زوجها الذي ظل صامتا منتظر بداية الحديث من جهتهم بما انهم الجانب المخطئ فيجب عليهم تقديم الاعتذارات اللازمة، 
ولكن انوار تعلم ذلك لهذا صمتت حتى تتلاعب باعصابهم وحين جلست عزة بدأت انوار بالتحدث وهي تتناول كأس من امامها قائلة بأريحية تامة وبجاحة مقصودة/
_  تسلمي وتعيشي يا ام محمد.
ثم ارتشفت قليلا من كأسها والتفتت لحسن تشجعه على تناول كأسه وكأن شيئا لم يكن فقالت له/ 
_ ما تاخد كوبايتك يا حسن ،
هو انت غريب مستني عزومة يا حبيبي!؟ 
ده بيت حماك يا ابني يعني زي بيت ابوك بالظبط ولا ايه يا ابو محمد؟
نظر توفيق وعزة لبعضهم متعجبين من كم التبجح وعدم اللامبالاه التي بهم بينما حسن تناول بالفعل كأسه.
فتشدقت عزة وتمتمت بداخلها قائلة/ 
_ ربنا يكون في عونك يا بنتي ،
دول ميتعاشروش والله. 
ضيق توفيق عيونه ليرى أنه لا مناص من بداية الحوار من جهته فهم أشخاص يتلاعبون بالمواقف ليقول لهم بعد أن تجاهل طلب انوار منه بالترحيب بها وبابنها وحاول توجيه حواره لحسن علي اعتبار أنه الرجل الوحيد بهذه الجلسة/
_  يعني ابو حسن مجاش معاكم يا حسن ،
انا مش قايلك محتاج ابوك ضروري؟
قبل أن يتفوه حسن كانت انوار تنطق بصوت يملؤه الشجن مدعية الحزن قائلة/ 
_ والنبي يا اخويا ولا لك عليا حلفان ابو حسن كان جاي معانا تو ما سمع من حسن انك طالبه بس هو كان تعبان بقاله يومين ،
السكر بعيد عنك مبهدله خالص ، 
وكان خلاص بيلبس بس داخ يا عيني وقالي يا ام حسن روحي انتي واعتذري للناس بالنيابة عني ،
واحنا في الاول والاخر أهل مفيش بينا فرق يعني ولا ايه!؟
اغمض توفيق عينيه وزفر أنفاسه بينما تحدثت عزة بضيق قائلة/ 
_ ولما احنا مفيش بينا فرق يا ام حسن البت ترجعلنا مضروبه وتعبانة والبيه جوزها ميسالش عليها ولا يعبرها،
ده كلام ولا ده اصول!؟
حاولت انوار ارتداء لباس الدهشة لتنظر لولدها قائلة بعتاب /
_  اخص عليك يا حسن ،
انت يا واد مش كنت بسالك علي ميار وتقولي اطمنت عليها !؟
ليرد حسن علي والدته ليكمل تمثيل الدور قائلا/
_  اه والنبي يا اما كنت بتصل بيها على فونها مكنتش بترد ،
وكنت بزعل اوي ،
كان نفسي ترد عليا علشان اعتذرلها بس مش مدياني فرصة ولما حج توفيق كان بيكلمني كنت بطمن عليها منه.
نظرت انوار تجاه عزة وكأنها منتظرة التصفيق الحار لأداء دورها البارع مدعية البراءة لتكمل قائلة/ 
_ شفتي يا ام محمد ،
احنا مقصرناش يا اختي يكش هي المحروسة بس كانت واخدة على خاطرها بزيادة.
فتمسكت عزة باعترافها قائلة / يعني فعلا ضربها وانتوا نكرتوا قبل كدة!!
تشدقت انوار قائلة بتعجب وكأن ما تحدثت به عزة شئ بديهي لا يستحق الوقوف عنده /
_ يوه واحنا جينا اهو لحد عندها نطيب خاطرها ونستسمحها .
ثم التفتت مرة أخري لحسن ناكزة إياه بكتفها قائلة/
_ مش كدة ولا لأ يا واد ؟؟
انتبه حسن بنكز والدته له ليقول مسرعا / 
_ أيوة طبعا ،
انا مقدرش على زعل ميار ،
دانا حتى بحبها اوي وبغير عليها اوي،
لولا بس تأخرها برة البيت ومن غير ما تقولي ولا تاخد اذني ده اللي جنني وخلاني مش شايف قصادي ،
اصلي بغيير عليها اوي واعتقد ده حقي يا عمي.
حاول توفيق إنهاء هذه المسرحية ليقول منهيا/ 
_ بص يا ابني انا طبعا مكنتش احب الكلام ده يحصل من غير ابوك ما يكون قاعد وأخوها كمان علشان تبقي قعدة رجالة اللي يقصر فيها يبقي عليه الحق لكن بما انك جيت والمفروض زي ما بتقول ندمان وقبل كل ده هنعتبر اللي حصل ده اول غلطة ليك فمقدرش اقولك غير اني موافق مبدئيا أنها ترجعلك بس ده طبعا بعد ما تعتذرلها ولو وافقت على اعتذارك وقبلت ترجع انا معنديش مانع.
في ذات الوقت وصلت ميار واستمعت لآخر جملة قالها والدها لنتذكر ما حدث فاغمضت عيونها برهه ثم فتحتهم ودلفت عليهم قائلة/
_  سلام عليكم.
نظروا جميعهم للخلف ليروا ميار تقف خلفهم وقد احتقنت عيونها باللون الاحمر القاني تعبيرا عن احتباس الدموع بها لتراها والدتها فهبت منطلقة تجاهها قائلة/ 
_ انتي جيتي يا حبيبتي حمدالله على السلامه ،
ده حسن كان جاي يصالحك ويعتذرلك كمان.
نكزته والدته فهب واقفا يقول/
_  ازيك يا ميار وحشتيني.
واقترب منها وأخذها باحضانه قائلا بصوتا عالي/ 
_ حقك عليا يا حبيبتي.
أغمضت ميار عيونها وانكمش جسدها عندما دخلت بأحضان حسن فلم تستطع التحكم بحالها لتخونها دموعها وتنطلق خارج اهدابها معلنة التمرد على تمسكها الواهي.
شعر بها والدها فأخذها باحضانه وربت على ظهرها وكأنه شعر للتو ما تشعر به ابنته عند رؤيته لانكماشها بأحضان زوجها فقال محاولا اللحاق بإصلاح الأمر أو إقناع نفسه بذلك/
_ لو مش عايزة ترجعيله يا ميار خلاص يا حبيبتي.
حاول حسن تدارك الأمر وارتدى قناع العشق فقال معتذرا/
_  حقك عليا يا ميار انا اسف يا حبيبتي ،
والله اللي حصل ده من حبي ليكي وغيرتي عليكي ،
حقك عليا يا حبيبتي واوعدك مش هيحصل كدة تاني ابدا.
ظل والدها يربت على ظهرها وهي تحاول التخفي بين ذراع والدها وكأنها تحتمي به لتنطق عزة والدتها بحرقة بدلا من ابنتها / 
_ ماهو برضه مش علشان بتحبها وتغير عليها تقوم تهنها وتضربها بالشكل ده ،
بنتنا مش متعودة على الإهانة ولا تستحق كدة ابدا.
لتتحدث انوار ببجاحتها المعهودة مدافعة عن ابنها قائلة /
_ ماهو برضه راجل ودمه حامي، 
ميصحش مراته تتأخر برة البيت ومن غير اذنه وميتنرفزش واهو جه بنفسه اهو يعتذر يعمل ايه تاني يعني؟؟
شعرت ميار أن الحوار سيتخذ مجرى اخر لتخرج من احضان والدها وتلتفت لوالدتها وقبل أن ترد والدتها قالت في وسط شهقاتها وهي تجفف دموعها/ 
_ خلاص يا ماما ...... بعد اذنك.
ثم التفتت لوالدها مرة أخرى قائلة/
_  انا موافقة يا بابا أن ارجع لحسن.......... بس يوعدني......... ميحصلش كدة تاني .
ليسرع حسن بالرد وقد انتعش صدره بالفرحة لاقترابه من هدفه قائلا/
_  اوعدك طبعا يا قلبي وحقك عليا مرة تانية.
نظر والدها داخل عيونها وبرغم شعوره بحالها وفهمه لكيفية تفكيرها في احتواء الموقف إلا أنه لم يرى أمامه سوى هذا الحل لينطق وقد اتخذ قراره الذي توصل له للتو محاولا إنقاذ ما يمكن انقاذه قائلا/
_  ومادام بنتي موافقة علي الرجوع مقدميش غير اني اوافق.
ثم التفت إلي حسن الذي كانت عيونه تتراقص من الفرحة باقترابه من تنفيذ ما يريد لينظر له بقوة واردف مكملا/
_ لكن بعد ما حسن يمضيلي على تعهد بعدم تكرار الأمر تاني والا ساعتها ميلومش الا حاله.
..............................................
منذ قليل عند المدرسة بعد رحيل ميار توجه محمد مباشرة لماسه فور رحيل اخته وصل امام ماسة عاقدا جبينه لرؤيته لاختيه وعدم قدرته على الحديث معها لتقول له ماسة معاتبه كمحاولة إخراجه من حزنه والتخفيف عنه / 
_ مفيش مرة قابلتني وانت بتضحك ، 
كل مرة مكشر كدة؟؟ 
حد جابرك يا عم علي مقابلتي.
ابتسم محمد نصف ابتسامة ثم اعتذر قائلا/
انا اسف ،الواضح اني نكدي شوية .
ماسة بابتسامة عذبه /
ولا يهمك نحاول نستحملك وامري لله.
ثم قالت بدهاء حتى تغير من مزاجه/ 
يالا اخو صاحبتي زي اخويا برضه.
التفت محمد بغتة ثم ضيق عيونه واقترب من وجهها سائلا بجدية /
_  ايه؟؟ قولتي ايه ؟؟ عيدي كدة تاني.
اضطربت ماسه من نظراته وعلمت أنها بالفعل غيرت من مزاجه ولكن من الواضح أنه قد تغير للاسوأ فازدرأ لعابها وقالت محاولة تغيير الحوار/ 
_ هو احنا هنقضي كلامنا علي الواقف ولا ايه مش هتعزمني على عصير قصب حتى؟؟
علم محمد أنها تهرب من إجابة السؤال فرفع حاجبيه قائلا بمراوغة /
_  لا ازاي وده تيجي !؟ 
اختي .... حبيبتي ........ولازم أعزمها واكرمها اخر كرم.
احتقن وجه ماسه خجلا من ذكره لكلمة حبيبيتي وقد شعرت أنه يقصد أن يقول الكلمة بمفردها عندما فصلها عن باقي الجملة وضغط على حروفها وكأنه يوجه رسالة واضحة المعنى.
رمشت باهدابها وتسمرت قدماها وزمت شفتيها فشعر محمد بخجلها وما تفكر به ليقرر مراوغتها أكثر فقد أعجبته اللعبه وهي من بدأت بها فلتتحمل.
فاقترب من أذنها قائلا بهمس/ 
_ علي فكرة أنا قاصدها.
جحظت عيناها وشعرت وكان قلبها على وشك التوقف من شدة سرعة ضرباته .
رأف بحالها محمد ليبتسم قائلا/ 
_ مادام مش قد اللعب معايا متبقيش تلعبي تاني سامعة.
اومأت برأسها سريعا دون أن تنظر له فتنهد ثم قال/ 
_ هنفضل واقفين في الشارع كدة ؟؟
يالا بينا علشان نلحق نقول الكلمتين اللي جايبك علشانهم .
ثم أكمل بنبرة هازئة/
_ وتلحقي تشربي عصير القصب اللي طلبتيه.
كتمت ضحكتها بيدها من مزحته ليوقف هو سيارة تقلهم للمكان المنشود الذي بات يشهد على مقابلاتهم العائلية .
دلفا سويا داخل الكافيه وبعد أن أدلى بطلباته للنادل أشار لها بالاقتراب فاقتربت بجزعها فهي تجلس بالجهة المقابلة له ليميل هو الآخر تجاهها ثم التفتت يمينا ويسارا وقال بصوت خفيض/ 
_ ابقي فكريني نغير المكان يمكن يتفك النحس .
ضحكت ماسة مرة أخري ولكن بصوت مسموع فاخرصت ضحكتها بيدها عندما وجدت نظراته قد توحشت ثم بدأ هو بسرد ما تم من أخته وكم غضب منها كثيرا وطلب من ماسة بمساعدته بنصحها بألا ترمي نفسها بالتهلكة لتقول ماسه معلقة/ 
_ والله هي برضه لسه موصياني اني اقنعك أن اللي عملته ده صح او على الاقل اقل ضررا لها وليكوا وخاصة بعد اللي تم.
قضب محمد جبينه متعجبا مما قالته ليتسائل قائلا/ 
_اللي هو ازاي يعني اقل ضررا لينا وليها !؟ 
وايه بالظبط اللي تم!؟
زفر محمد أنفاسه قائلا /
_  ياريت يا ماسة متخبيش عني حاجه علشان اقدر افهم ميار بتفكر ازاي.
اومأت ماسه برأسها وأخذت تسرد له عن خطبة چواد وان الامل الوحيد قد انقطع ولم يصبح أمامها سواء فرصة حسن أو الاسوأ منه على كل الاحوال.
ليغضب محمد ويطرق الطاولة ففزعت ماسه ليعتذر لها ثم يقول/ 
_ الغبية ،الغبية ازاي تفكر كدة .
نظر حوله وكأنه يبحث عن كلماته فاستطرد قائلا/
_ هي متخيلة مهما تقول عليها ام زفت كلام احنا هنصدقه ؟؟ ولا لو جالها حد اوحش من حسن هنقبل نجوزها لمجرد نخلص منها؟؟.
حتي لو چواد اتجوز مش هدمر حياتي علشان ماخدتش اللي عايزاه .
حاولت ماسه تهدأته فقالت/
_  اهدي يا محمد ،وانا والله قولتلها الأمور متتاخدتش كدة ،
بس الواضح أنها عندها فكر تاني مش عارفه ليه!؟
هب محمد واقفا وأخرج محفظته ليخرج منها بعض النقود ويضعهم على الطاولة قائلا/ 
_ معلش يا ماسة هنضطر نمشي دلوقتي هروحك والحق اوصل البيت قبل ما ميار ترجع لحسن .
انطلق محمد يحاول جاهدا اللحاق باخته بعد أن أوصل ماسه لمنزلها متجها بالسيارة إلى منزلهم.
.........................................
_ بقيتي تحبي الحلويات فجأة الايام ده يا غرام بالرغم أنك كنتي بتنصحيني مكترش منها يعني!!
باترى ايه السر؟؟
نطقت بها غزل متهكمة وهي تجلس القرفصاء على المقعد بينما غرام تستعد للنزول لإحضار حلوى كما تفعل كل يوم بهذة الفترة لتشعر غرام بالاضطراب والتوتر وتحاول عدم اظهار حالها لتجلس بجوار اختها مدعية المبالاه وعدم الاهتمام قائلة بعد أن تحمحمت /
_  اححم انا الحق عليا اني بجيب لك الكنافة اللي بتحبيها ،
خلاص يا ستي بلاش انا حتى تعبانة ومش قادرة انزل.
ابتسمت غزل فقد نجحت خطتها فاختها تحضر الحلوى من نفس المحل فقد لاحظت اسم المحل علي العلبة وعند اقتراحها بإحضار الحلوى هي ترفض والدتها بحجة أنها لديها كثير من الأعمال يجب أن تنجزها كالمذاكرة ،
كما أنها لديها الفرصة بالخروج عند ذهابها للجامعة بينما غرام لم تخرج كثيرا ولذلك أصبح مشوار شراء الاشياء والحلوى من اختصاص غرام.
هبت غزل ناطقة بدهاء/
_ خلاص مش مهم تنزلي انتي النهارده اروح اجيب انا وخليكي انتي باين عليكي التعب فعلا.
لتنهرها والدتها قائلة/ 
_ لا انتي ولا هي ،انا زهقت من الحلويات بلاها النهارده خالص ،
ولو حد فيكم عايز يحلي التلاجة مليانة جوة .
ثم استقامت والدتهم تمتم وهي ذاهبة لحجرتها قائلة /
_  ايه ده اتسعروا هما الاتنين على الحلويات مرة واحدة ياربي؟؟ 
ودلفت لغرفتها بينما الاختين بالخارج تنظر كلا منهم للآخرى لتهب غزل ذاهبة لغرفتها وهي تدبدب على الأرض بقدميها معبرة عن كم الغضب الذي كان نتيجة إخفاق خطتها ،
بينما غزل اكتفت بزم شفتيها ووضع يدها أسفل وجنتها تفكر في حال من لم تراه اليوم ،
هل سينشغل باله؟
هل سيلاحظ عدم حضورها ؟
هل سيشتاق لرؤياها كما تشتاق الى رؤياه ؟
ظلت جالسة على مقعدها عقلها يسبح في افكارها بينما بالداخل تزرع غزل ارض الغرفة ذهابا وإيابا وتعض باسنانها على أصابعها من شدة الغيظ فقد كانت قاب قوسين أو أدنى من أن تحقق هدفها وتذهب للمحل فهي عادة تمر من أمامه بالصباح وتجده مغلق أو بالعصر ولم تجد من تبحث عنه وفرصتها الوحيدة أن تذهب في المساء ربما هذا ميعاد عمله المعتاد وحدث شئ ما جعله يتواجد في الصباح في اليوم المعهود ولكن كل أمانيها تحطمت .
لحظة!!! 
توقفت وسط الغرفة وكأن هاجس أوقفها ليدير ضفة تفكيرها الي مسار اخر.
تراجعت للخلف وتمددت على الفراش تفكر هل يتذكرها هو من الأساس ؟؟ 
هل يسعى لرؤيتها كما تسعى هي ؟
هي حتى لم تعلم اسمه بالكاد علمت أنه صاحب هذا المحال ،
ولكن هل يوجد صاحب محال يترك محله كل هذا الوقت ؟
ماذا لو لم يكن صاحب المحل وصديقة كان يعبث بتفكيرها؟
ماذا لو لم يكن نضال والوحيد الذي علمت اسمه ومهنته لم يكن في الحقيقة ضابط وكان كل هذا هراء .
استنشقت نفسا عميقا وقررت أن لا تشغل عقلها به مرة أخرى فالواضح أن القدر لا يريد أن يجمعهم مرة أخري ثم التقطت هاتفها محاوله تغيير أفكارها وطلبت أحد زميلاتها للتحدث معها وقررا التجمع غدا لتقضية اليوم معا.
بينما بالجهة الأخري بالمحال يجلس يزن مكان چواد بعد أن ذهب لعقد خطبته وانشغل قليلا بالسجلات والحسابات ليلاحظ انقضاء الوقت سريعا كما لاحظ جلوس يزيد شاردا بزاوية بعيدا عن العمال وهذا ليس من طبعه فعقد حاجبيه قائلا بتهكم /
_ لا الواد كل مادة حالته بتزيد اخلص اللي في أيدي وأقوم اغتت شوية واطمن عليه .
بينما يزيد جلس منتظرا دلوف معشوقته نعم فقد تعلق قلبه بها كثيرا وينتظر حضورها بفروغ الصبر ،يتمني رؤية عيناها ويسكن بين اهدابها عند النظر بداخلهم .
يتمنى أن يرى شفتيها وهى تتحدث ويعيش في أحلامه بأنه سيتذوقها في يوم ما .
لما لم تأتي اليوم؟
هل ملت من رؤيته ؟؟
هل تشتاق إليه كما يشتاق إليها ؟
هل اكتفت من حلواه ؟؟ 
ثم سأل حاله لما لم يفاتحها في أمره حتى الآن ربما كلت من انتظاره في أن يفاتحها ؟
نعم فقد تأخر كثيرا فغدا سيفاتحها في حبه لها وسيعترف بمكنونات صدره وإذا لم تحضر غدا سيذهب هو لها فقد علم اسمها وعلم أن بيتها ليس ببعيد فإذا سأل عن اسم والدها فمن المؤكد سيجد من سيدله على منزلهم.
_ سرحان في ايه؟
انتفض يزيد فجأة عند استماعه ....... 
.........................................

  •تابع الفصل التالي "رواية معدن فضة" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent