رواية عتاب الفصل الثامن عشر 18 - بقلم علا السعدني
الفصل الثامن عشر
طلب (رائد) (عتاب) فى مكتبه على الفور التى حينما سمعت لنبرة صوته الغاضبة أسرعت على الفور فى مكتبه حتى أنها نست أن تطرق باب المكتب ودلفت للداخل وهى تلهث قائلة
-حضرتك طلبتنى ؟!
نظر لها ثم قال
-إنتى فى علاقة تانية بتربطك مع (ريان) ده غير أنه دكتورك ؟!
أتسعت عينان (عتاب) بدهشة فتابع (رائد)
-ردى عليا
شعرت بغرابة من طريقة حديثه ثم قالت
-أنا حقيقى مش فاهمة ٠٠ تقصد ايه بكلامك ده
-ريحينى وردى
-(ريان) مش دكتورى وبس ده صديق عزيز كمان غير أن والداته ليها فضل عليا
ضم قبضة يده بضيق شديد وصمت لبعض الوقت ثم قال
-ده إنسان مش محترم بالمرة ٠٠ وأنا مستحيل إنى اشغله هنا فى الدار
-حضرتك اكيد بتكلم عن حد تانى غير (ريان) ٠٠ (ريان) ده انبل انسان شوفته فى حياتى
نهض (رائد) عن مقعده ونظر للشرفة الخاصة بمكتبه فقالت (عتاب)
-حضرتك مضايق ليه ؟!
لم يجب عليها وبعد صمت قد طال قال
-إنتى لازم تقطعى علاقتك بيه
-ليه ؟! وازاى اصلاً حضرتك تدخل فى علاقتى مع أى حد بصفة ايه ؟!
نظر فى عينيها ثم قال بصدق
-إنى خايف عليكى يا (عتاب) ٠٠ أنا خايف عليكى بجد
-من ايه طيب ؟!
-منه ٠٠ منه يا (عتاب) ٠٠ عموماً أنا هشوف دكتور تانى للدار ٠٠ إنما هو ٠٠ هو مينفعش خالص
شعرت (عتاب) بغرابة فسئلته
-ط٠٠ طب هو ضايق حضرتك ازاى ؟
-ارجوكى ٠٠ عاوزة تثقى فيا وتصدقينى ماشى مش عاوزة براحتك ٠٠ إنتى كبيرة بما فيه الكفاية
نظرت حولها ووجدت نفسها وحدها معه تنهدت قليلاً واقتربت منه أكثر وأكثر ثم وضعت يدها على يده فاتسعت عيناه وهو ينظر لها بغرابة فشعرت هى بوجوده ليست أوهام من عقلها فسحبت يدها وهى تبكى فسئلها بقلق
-فى ايه ؟!
-مش هتفهم ٠٠ مش هتفهم
قالتها وإلتفت كى ترحل فأمسك يدها مانعاً إياها الرحيل وسئلها مرة آخرى بإصرار أكبر
-قلت فى ايه ؟!
-بخاف لما ببقى معاك لوحدى مش عارفة بيبقى بجد ولا مجرد حلم
سحب يده من يدها وكرر بذهول
-حلم !!
-رد عليا احنا بنتكلم بجد
-إنتى شايفة ايه ؟!
-ممكن لما اهدى نتكلم
-اتفضلى
تركته وأتجهت نحو خارج المكتب وجلست فى مكان وحدها وهى تبكى بحرقة بعدها مسحت دموعها لم تكن تعلم اتصدق ما يحدث لها أم أنه مجرد وهم آخر فى تلك اللحظة كان (ريان) يبحث عنها حتى وجدها فى ركن هادئ والدموع تغطى وجهها ركض نحو وجلس بجوارها وقال
-فى ايه ؟
تحدثت بهدوء
-م٠٠ مفيش
-قوليلى يا (عتاب) ٠٠ هو (رائد) ضايقك ؟!
-ل٠٠ ليه بتقول كده ؟!
ابتلع ريقه ثم قال
-ا٠٠ أنا بسئل بس وبطمن عليكى
-أنا كويسة
-أنا شايف يا (عتاب) أنك لازم تسيبى الشغل هنا
أتسعت عيناها ونظرت له بعدم فهم فتابع هو
-وجودك هنا فى الدار ملوش لازمة خصوصاً بقرب واحد يشبه (فضل) تماماً ممكن تتعرضى لأى انتكاسة والشغل هنا متعب والمرتب مش مجزى
نظرت (عتاب) بعيداً وتذكرت حديثها الأخير مع (رائد) الذى لا تعرف هل حدث بالفعل أم لا ثم قالت
-ا٠٠ أنا مبسوطة هنا ومش ممكن اسيب الشغل ٠٠ اتعلقت بالاطفال هنا و ٠٠
-بس ٠٠
قاطعته قائلة
-أنا معنديش إستعداد ارجع لبيتى أنت عارف إنى بقيت اترعب من هناك
-وجودك هنا جنب اللى شبهه ممكن يخليكى مشوشة أكتر أنا شايف تبعدى
نهضت (عتاب) من مكانها ثم قالت
-أنا عندى شغل
قالتها ثم ذهبت بعيداً دون أن تنتظر رده فحك هو يده بمؤخرة ذقنه وهو يقول
-الموضوع مش سهل زى ما كنت مفكر ٠٠
****************
فى تلك الأثناء كان (أشرف) قد انتهى من إمتحانه وقرر التحدث مع (روفيدا) فيجب إنهاء ذلك الأمر وأن يحدثها بما يشعر حقيقة ويعتابها فلا شئ يتبقى بينهم الآن سوى مجرد عتاب عما حدث ولأول مرة منذ بداية الأمتحانات وقف هو أمام اللجنة الخاصة بها ينتظرها حين تخرج وماهى إلا دقائق حتى وجدها تخرج من اللجنة هائمة على وجهها غير منتبهة لما يحدث من حولها لذا وقف أمامها وتحدث بثبات
-اعتقد فى كلام لازم يتقال بينا
قفز قلبها بمجرد سماعها لصوته ورفعت رأسها كى تتأكد أنه هو وأنها لا تتوهم وجوده وابتسمت ابتسامة عذبة ثم قالت بنبرة صادقة
-وحشتنى اووووى
تنحنح (أشرف) قليلاً ثم قال
-تعالى نقعد فى مكان هادي
شعرت بالحزن لأنه سمع ما قالته ورغم ذلك تصرف كأنه لم يسمع ولكنها سارت خلفه فيكفيها أنه تحدث إليها تلك المرة ولم يتجاهلها وبالفعل جلسوا سوياً على مقعد ما بجوار بعضهم البعض فنظرت هى له كى تسمع ماذا يريد قوله ولكنه لم يتحدث يبدو وأنه يرتب أفكاره وما سيقوله لها لذا قررت هى البدء
-ا٠٠ أنا عارفة أن مفيش أى كلمة آسف هتكفى وان اللى عملته غلط وأنى منتظرتش فرصة حتى تكلمنى ولا تفهمنى فيها بس صدقنى اختفائك المفاجئ مع اخر كلام لينا سوا خلانى احس أنك خلاص بعتنى وأنك شلتنى من حساباتك أنك حتى كاره تيجى الجامعة المكان اللى أنا موجودة فيه
نظر لها نظرة طويلة ثم قال
-ياااااااه ٠٠ عرفتينى اد ما عرفتينى يا (روفيدا) ورغم كده مشوفتنيش إلا واحد ندل حقير ٠٠ إنتى كسرتينى يا (روفيدا) كسرتينى بجد إنى فى ال 3 شهور اللى مروا أنا كنت بفكر هيبقى شكلك عامل ازاى لما افاجئك بخاتم خطوبتنا ٠٠ لكن ٠٠ لكن الاقيكى بدلتينى بمنتهى السهولة بعد كم يوم من اختفائى حتى مش بعد شهر ولا شهرين ٠٠ لا أنا كنت مجرد شنطة أو جزمة عندك بتبدليهم وقت ما تحبى
بكت (روفيدا) كثيراً ووضعت يدها على وجهها وهى تسمع منه تلك الكلمات فتابع هو بنبرة ساخرة
-واللى زاد وغطى أنه مبررك لخطوبتك لراجل تانى أنك شايفانى ندل وحقير خلى بيكى يعنى خاينة وكمان معندكيش ثقة فيا
مسحت هى دموعها وقالت
-أرجوك كفاية
-ا٠٠ أنا لسه جوايا كتير لسه مخلصتش كلامى
-وأنا مش خاينة أرجوك متقولش عنى كده ٠٠ ممكن تقول تصرفاتى تصرفات واحدة طايشة بس مش خاينة مش هنكر إنى حاولت افتح قلبى لغيرك بس مقدرتش مقدرتش يا (اشرف) أنا تعاملى مع (أدهم) متغيرش عاملته زى ما كنت بعامله حاولت اقرب منه فى حاجات شوفتها فيه اعجبت بيها بس متخطتش حيز الاعجاب زى ما ممكن اعجب بتصرف أى شاب شوفته صدفة لكن قلبى كان عارف طريقه فين
-متجمليش الحقيقى يا (روفيدا)
-مبجملهاش ولو كنت حبيت (أدهم) ولو 1% مكنتش قولتله ع علاقتنا بعد رجوعك أنا مترددتش ثانية واحدة إنى احكيله يا (اشرف) ده ميشفعش ليا ٠٠ ميشفعش ليا كمان أنك أنت اللى اختفيت ميشفعش ليا أخر كلام بينا اللى هو أنت معندكش استعداد تخطبنى لما اخويا جاه يقولى (أدهم) متقدم ليكى كنت هقول لاخويا ايه معلش اصبر شوية اصل اللى بحبه معندوش استعداد يخطب دلوقتى ٠٠ ولا اقوله ايه عن (أدهم) ارفضه ليه ادينى سبب واحد واحدة ترفض بيه (أدهم) مش عشان هو واااو لا عشان هو حد محترم ومكافح ده غير أنه قريب اخويا واخويا متحيز ليه فى اسباب كتير شتتتنى خلتنى مش عارفة اتصرف بس رجوعك كان زى القلم اللى فوقتنى من غيبوبة كنت عايشة فيها لو قادر تنسى الغلطة دى قولى وأنا اعيش العمر كله مديونة ليك مش قادر تنساها خلاص عيش حياتك يا (أشرف) وشوف واحدة تستاهلك
صمت (أشرف) ولم يكن يعلم ماذا عليه أن يقول لذا نهضت (روفيدا) وقالت
-ردك وصل ٠٠ عموماً أنا هعيش عمرى كله ع أى ذكرى حلوة بينا ومش هكرر نفس الغلطة يمكن يمكن تسامحنى
قالتها وركضت من أمامه وهى تبكى بينما ضرب هو قدمه بكف يده وقال بصوت خافت
-مش قادر ٠٠ مش قادر اسامحها رغم إنى بحبها ٠٠
*****************
مر يومان لم يحدث بهم شئ سوى أن (شجن) كانت تحضر كل شئ من أجل زفافها فقد آتت بالمرأة التى ستضع لها ادوات التجميل وتصفف شعرها بالمنزل وبعد أن انتهت المرأة من عملها نظرت (شجن) إلى نفسها فى المرآة وشعرت بالرضا عن مظهرها فطرق (أدهم) باب الغرفة فسمحت له بالدخول تقدم نحوها بخطواط هادئة ثم قبل رأسها وقال
-مش قادر اتخيل أنك هتبعدى عنى تانى كنت اتعودت ع وجودك
شعرت هى بالحزن من أجل شقيقها ثم قالت
-أنت كمان هتوحشنى اووى
قالتها وقد ارتمت فى احضانه فربت على ظهرها بحنان ابتعدت عنه ثم قالت
-أنا من ساعة مانت فسخت خطوبتك مرضتش اكلمك بس أنا حاسة بيك اوووى جربت الأحساس ده قبل كده وعارفة اد ايه هو ٠٠
قاطعها قائلاً
-صدقينى نسيت كنت فاكر هتعذب اووى بس لاقيت نفسى مشغول فى حياتى أكتر ٠٠ مع إنى واثق إنى كنت بحبها ومشاعرى كانت صادقة بس يظهر مكنش الحب الحب يعنى اللى يخلينى أعمى عن كل شئ حواليا
ابتسمت (شجن) فتابع هو
-عارفة المشكلة ايه اننا كدبنا الكدبة وصدقناها لما سمعنا ماما وطنط (ناهد) بيكلموا إنى ل (روفيدا) وأنك ل (رائد)
-عارف أنا نفسى اروح اشكر (رائد) أنه رفضنى لأنه لو مكنش رفضنى مكنتش هعرف (وليد) ٠٠ مشكلة (وليد) فى السنة اللى عشنها سوا إنى لما كنت بطلب منه شئ بينفذه ٠٠ يعنى مثلاً اطلب منه يسكت فيسكت عشان يريحنى عاوزة اخرج يخرجنى ٠٠ (وليد) أنت كبير مينفعش تهزر كده ولا تكلم كده بيسمع كلامى كان بينفذ اللى عاوزه ونسى يعرفنى ع شخصيته بجد اللى حسيتها بعد ما بعدت عنه لما بقى يتصرف من دماغه حبيته رغم إنى متحفظة ع حاجات كتير بيعملها بس بقيت احبها منه لان دى شخصيته وأنا حبيته زى ماهو
-عارفة هو لو سمع الكلمتين دول ممكن يقع من طوله
-(وليد) مفيش منه بس هو كان فاكر أنه هيشترى قلبى بالهدايا الكتير اللى كان بيجبها ليا بمناسبة وغير مناسبة كان كل يوم يجبلى هدية صحيح لافتة كويسة منه بس كان دايماً عندى شعور هو بيعمل كده بس عشان يكسب قلبى كنت بتغاظ من الفكرة دى فكنت بقابل هداياه ببرود تام
-ربنا يخليكوا لبعض أنسى اللى فات
هزت رأسها بالإيجاب فسمع صوت هاتفه ووجد المتصل (وليد) فقال
-يلا يا هانم البيه مستنيكى تحت
ابتسمت له ثم تأبطت ذراعه وهبطوا بالأسفل فوجدت (وليد) بمقابلتها فابتسمت له وقابلها هو ببسمة عذبة تشير كم الراحة الذى يشعر بها ففتح لها باب السيارة كى تجلس ويجلس هو بجوارها فوجد (أدهم) يطلب من سائق سيارة (وليد) أن ينصرف ليقود هو السيارة أتسعت أعين (وليد) وهو يرى (أدهم) يستقل مكان القيادة ثم قال بضيق ملحوظ
-هو أنت اللى هتسوق ؟
-اه ومالك مضايق ليه كده ؟!
زم (وليد) شفتاه ثم قال
-ابداً ٠٠ اخو العروسة كابت ع نفسى ويا عروستى ٠٠ ده أنا سعيد ٠٠ أنا منشكح
قالها وهو يبتسم بأختناق واضح فكتم كل من (أدهم) و (شجن) بسمتهم ثم بدء (أدهم) بالقيادة لاحظ (وليد) إنشغال (أدهم) بالقيادة فحرك يده نحو يد (شجن) لكى يمسكها فضربته هى على يده بخفة وبعدها تفاجئ بصوت فرامل السيارة لتتوقف فجاءة ثم إلتف (أدهم) للمقعد الخلفى
-قسماً بالله لو ما احترمت نفسك يا (وليد) لحد ما نوصل وتكتب عليها لاهاخدها وارجع وابقى قابلنى لو عرفت ترجعها
عض (وليد) شفتاه بغيظ شديد ثم التصق بباب السيارة ونظر للفراغ الذى بينه وبين (شجن) وقال
-حلو كده ولا ارمى نفسى من الشباك
-يكون أحسن
فقالت (شجن) مسرعة
-بعد الشر عليه
ابتسم (وليد) بينما قال (أدهم)
-اتنيلى اسكتى ٠٠ أنا بدى افهم بس لو نمنتش ركبت العربية معاك كنت هتهبب ايه ؟!
فتحدث (وليد) بمشاكسة
-أنزل من العربية واصورلك
ضم (ادهم) قبضة يده وقال
-صبرنى يااااارب ٠٠
ثم نظر ل (وليد) وقال
-اخرس خااالص لحد ما نوصل القاعة وتكتبوا الكتاب وإلا هديك بونية تعلم فى عينك أسبوعين وابقى ورينى شكلك وأنت داخل القاعة يا عريس
ابتلع (وليد) ريقه ثم قال
-سووووق يا عم خلى المأذون يكتب بقى واجيلك أنا بونيتين وارتاح
ابتسمت (شجن) كثيراً عليه وبعدها بدء (أدهم) فى القيادة ثانية ووصلوا إلى القاعة وبعد مراسم الدخول بدء المأذون فى عقد القران ٠٠
شعر (أدهم) بفرحة كبيرة وهو يرى تلك السعادة على وجه شقيقته ووجد نفسه يفكر فى (جميلة) دون أن يشعر ما السبب الذى جعله يتذكرها وقرر أن يتصل بها ويطمئن عليها أمسك الهاتف ثم خرج خارج القاعة وحدثها عبر الهاتف فأتاه صوتها نائم
-الو
شعر بالضيق من نفسه ثم سئلها
-إنتى كنتى نايمة ؟!
-اه ٠٠ لا لا يافندم
شعر (أدهم) بإحراج شديد ثم قال
-أنا آسف مكنتش عارف أنك بتنامى بدرى كده ٠٠
فركت (جميلة) عينيها ثم قالت
-مش كده ٠٠ بس اصل مش بعرف انام وبفضل سهرانة لحد ما النوم يجيلى فجاءة
-اجبلك طب دكتور يشوف يمكن فى حاجة مضايقكى ؟
-شكراً يا فندم ٠٠ مفيش داعى هو الجبس رخم ده العادى يعنى
-كنت حابب اطمن عليكى ٠٠ وأختى رجعت لجوزها النهاردة فرحهم كان نفسى تكونى موجودة
ابتسمت هى بسعادة وقالت
-بجد ؟! ٠٠ أنا اتبسطت اووووى اووى بجد بصراحة دكتور (وليد) يستاهل كل خير ودايماً لما كان بيجى لحضرتك كنت بشوف حزن فى عينه
-اه ٠٠ اهو اتجوز
قالها كأنه يذكرها بأنه لم يعد خالى
-بلغه أنى بقوله مبروووك ٠٠
كان-هبلغه
-كان نفسى كمان اشوف اخت حضرتك أنا شوفتها فى خطوبتك كانت جميلة أووى وهادية أوووى
-اه ٠٠ أكيد هعرفكوا ع بعض
-إن شاء الله ٠٠
صمتت (جميلة) قليلاً ولم تعرف بماذا يجب أن تتحدث فسئلها هو
-هو ٠٠ هو إنتى لسه زعلانة منى عشان أخر مرة كلمتك فيها
-أنا اتعودت اسمع منك كلام زى ده كتير وبعدها بضطر اتعامل مع حضرتك عادى وكأن مفيش حاجة حصلت
ردد بذهول
-بتضطرى !!
تلعثمت قائلة
-ب٠٠ بحكم الشغل يعنى
-وهو بقى (جمال) لسه بيزورك برده
-اه يا فندم بيجيلى كل يوم يجبلى ورد ويطمن عليا
عض (ادهم) شفتاه بغيظ شديد ثم قال بغضب
-وازاى اصلاً مامتك تدخله كل يوم بالشكل ده وأنتوا اتنين ستات لوحدكوا وهو ولا قريبك ولا حتى زفت خطيبك عشان يبقى طالع داخل كده
-حضرتك تقصد ايه ؟! ٠٠ هو ليه كل ما انسى تفكرنى حضرتك ليه شايف اخلاقنا وحشة كده ؟! ٠٠ أنا بجد معدتش قادرة استحمل طولة لسانك دى
-طولة لسانى ؟!!
-ا٠٠ أيوة ٠٠ ارتاح منى خالص واعتبرنى مستقيلة أنا غلطانة أنى كلمتك عادى كالعادة بس مش كل مرة تسمعنى كلام يهينى ويهين أخلاقى وفوق ده كله يهين أمى كمان ولو اتصلت تانى مش هرد وشغل مش رايحة تانى بدل ما اخلى سمعة شركتك زى الزفت مادام أنا مش محترمة
قالتها وأغلقت الهاتف فى وجهه للمرة الثانية وظلت تبكى كالعادة فقد اعتادت كل مرة تحدثه أو تقابله تبكى بعدها كثيراً بينما عض شفتاه هو بغيظ شديد ثم قال
-هى كبرت الموضوع ليه كده ؟!
لاحظ (رائد) وجود (هانيا) بمفردها مع (مايا) فاقترب منها وهو يحيها ثم انحنى للصغيرة وقبلها وهو يقول
-وحشتينى أوووى يا (مايا)
-أنت كمان اوووى يا عمو
-اعمل ايه ابوكى خدك منى اليومين دول
-هو صحيح بابى بقى سكر اليومين دول بس مش بيعرف يلعب معايا زى مانت بتلعب معايا باللعب بتاعتى
ابتسم (رائد) ثم قال موجهاً حديثه ل (هانيا)
-اومال هو فين ؟! ٠٠ اوعى تقولى مجاش
-عنده حالة فى المصحة لازم يتابعها بنفسه وبصراحة هو اتغير كتير عن زمان فسبته ع راحته ماهو أكيد مش هيفضل لازق ليا وللبنت طول حياته
-يا سلااام ع العقل
-وأنت بقى مش ناوى تستقر كده
ابتسم (رائد) وهو يتذكر (عتاب) ثم قال
-ادعيلى لاحسن أنا داخل ع حرب
-أوووه شكل فى واحدة ٠٠ أوعى تقولى (ريما) !!
-(ريما) دى أختى
-كنت متأكدة ٠٠ بس (طلال) ليه رأى تانى
-(طلال) عاوزنى اتجوز واحدة هاى وكلاس وبنت ناس وشيك من الأخر موديل اتباهى بيها قصاد الناس
عضت (هانيا) شفتاها بعيظ شديد وقالت
-تقصد ايه ؟!ّ٠٠ تقصد أن (طلال) شايفنى كده !
ابتلع (رائد) ريقه لكنه أجابها بصدق
-أكيييد لا (طلال) بيحبك ولو كنتى معدمة كان هيحبك برده ٠٠ الفكرة أن (طلال) فاكر أنى أبنه مش أخوه وعاوز يجوزنى ع كيفه
-شكل اللى بتحبها ٠٠ (طلال) لو عرفها هيحصل بينكوا مشاكل كبيرة
-فعلاً
-فقيرة ؟!
-جداً ٠٠ بس فى نفس الوقت مش عارف مشاعرى احددها صح فى جزء جوايا متردد وخايف
-يبقى تستنى عشان متظلمهاش
صمت وشرد بعدها بعيداً ثم هز رأسه بالإيجاب ٠٠
**********************
جلست (عتاب) بالدار مع الأولاد كعادتها تلعب معهم قبل النوم فاقتربت منها (حفصة) وقد بدى على ملامحها بعض الحزن فاندهشت (عتاب) وسئلتها
-مالك يا (حفصة) ؟
-زعلانة اوووى من بابا
نظرت لها بعدم فهم
-ليه ؟!
-عشان آخر مرة جاه هنا مسلمش عليا ولا سئل عليا
شعرت (عتاب) بالحزن من آجل الفتاة الصغيرة ثم ربتت على ظهرها وقالت
-ده كان جاى فى شغل ٠٠ وبعدين هو مش دايماً بيجى وإنتى عارفة وع كلام الكل الشهر ده جاه كتيير
-عارفة ٠٠ عارفة يا ميس بس اللى مزعلنى أنه جاه هنا ومشافنيش لما كان مبيجيش كنت ببقى عارفة أنه مشغول لكن أنه يجى وميشوفنيش زعلتنى منه
-معلش حبيبتى هو كان مشغول بس
-لا أنا عاوزة اكلمه واقوله أنى زعلانة
-ب٠٠ بس أنا معييش رقمه
-أنا معايا رقمه ٠٠ كان مدينى الكارت بتاعه وقت ما اعوز أى حاجة اكلمه ٠٠ ممكن اكلمه من تليفونك يا ميس
عضت (عتاب) شفتاها ثم قالت
-م٠٠ ماشى ٠٠ هاتى رقمه
فذهبت الصغيرة إلى الدرج الخاص بالكوميدين الموضوع بجانب فراشها وأخذت من البطاقة التى عليها رقمه واعطتها إلى (عتاب) التى إتصلت به واعطتها الهاتف على الفور فهى تشعر بخجل شديد كونها اتصلت به ولكنه لم يجيب على (حفصة) فقالت بضيق
-مردش
ابتسمت (عتاب) براحة ثم قالت
-اتلاقيه مشغول بقى
-طب اجرب كمان مرة ٠٠ عشان خاطرى يا ميس
زمت شفتاها بضيق ثم قالت
-جربى
اتصلت مرة آخرى به فى ذلك الوقت وجد (رائد) اصرار ذلك الرقم على مهاتفته فخرج خارج القاعة وأجاب قائلاً
-السلام عليكم
-بابا ٠٠ اخيراً رديت ٠٠ بس لا أنا زعلانة منك
-(حفصة) !!! إنتى بتكلمى منين
-ده تليفون ميس (عتاب)
ابتسم (رائد) لا إرادياً ثم قال
-لااا ٠٠ إنتى تستاهلى بوسة يا (حفصة)
-بس أنا زعلانة منك
-ليه ؟! حصل ايه ؟!
-أخر مرة جيت فيها هنا مسلمتش عليا ومشيت بسرعة
تذكر (رائد) ما حدث بذلك اليوم وحديثه مع (ريان) وشعوره بالغضب فى ذلك اليوم لذا قال
-حقك عليا يا (حفصة) ٠٠ كنت تعبان شوية اليوم ده
-خلاص سامحتك أنت عارف أنى مش بعرف ازعل منك
ابتسم قليلاً ثم قال بخبث
-لا ابداً ده أنا لازم اجى مخصوص عشان اصالحك
ابتسمت الصغيرة بسعادة فتابع هو
-هى ميس (عتاب) جنبك ؟
-اه
-طب هاتيها اسلم عليها
-حاضر
اعطت (حفصة) الهاتف ل (عتاب) وقالت
-بابا عاوز يسلم عليكى يا ميس
شعرت (عتاب) بتوتر كبير للغاية ولكنها أخذت الهاتف وقالت
-حضرتك عاوز حاجة منى ؟!
-طب مش تسلمى الاول
ابتلعت ريقها وخرجت خارج الغرفة الخاصة بالفتيات وقالت
-لو حضرتك اضايقت أن (حفصة) كلمتك فانا آسفة بس هى قالتلى أن حضرتك مديها الرقم
-ابداً ووقت ما تحب تكلمني تكلمنى فى أى وقت
-اومال فيه ايه ؟
-كنت عاوز اسلم عليكى
-أنا الحمد لله كويسة
-يارب دايماً ٠٠
-فى صوت دوشة جنبك كبيرة
ابتسم هو بسعادة ثم قال
-عاوزة تعرفى أنا فين ؟!
شعرت بالخجل من نفسها وضربت مقدمة رأسها بكف يدها بخفة ثم قالت
-ا٠٠ أنا آسفة مقصدتش ادخل بس ٠٠
-أنا مضايقتش ٠٠ فى فرح بنت عمى
-اه ٠٠ مبروووك ٠٠
-الله يبارك فيكى
-صوتك فيه فرحة ٠٠
-اه اصل ٠٠ اصل فرحان اوووى ليها كانت بتحبنى زمان وأنا رفضت حبها ده واول مرة اشوف الفرحة فى عيونها هى تستاهل عشان كده مبسوط ليها
-ش٠٠ شكلى ادخلت فى اللى مليش فيه
-أنا لو مش عاوز احكى مش هحكى
ابتسمت هى بسعادة كبيرة ولا تعرف سببها فقال هو
-إنتى لسه مقطعتيش علاقتك بالدكتور إياه
-(ريان) طيب جداً واصدق حد شوفته فى حياتى
صمت قليلاً ولكنه ابتسم بسخرية ثم قال
-أنا نبهتك
-هو انتوا قلتوا لبعض ايه ؟ هو كمان عاوزنى اسيب الشغل فى الدار
ضم (رائد) قبضة يده بشدة ثم قال بنبرة هادئة ولكنها تحمل الكثير
-وإنتى هتسيبى الدار ؟
-لا اتعلقت بالاطفال هنا
ابتسم (رائد) مرة آخرى ثم قال
-و٠٠ وأنا هاجى بكرة إن شاء الله ٠٠ وعدت (حفصة) اصالحها بنفسى
-م٠٠ ماشى ٠٠ أنا لازم انيمهم دلوقتى عن اذنك
-تصبحى ع خير
-وأتت من اهله
**********************
وصل كلاً من (وليد) و (شجن) المنزل وعلى باب الشقة وقفت والداته خلفهم ثم احتضنت (وليد) كثيراً وأخبرته بأن إن احتاج لأى شئ يخبرها وأنها ستعد لهم الطعام صباحاً فابتسم (وليد) لأهتمامها ونظرت إلى (شجن) وباركت لها لكن وهى كارهة وجودها لأنها ترى أن (وليد) يستحق أفضل منها شعرت (شجن) ببرودة مشاعرها تجاهه لكنها لم تشأ أن تعكر صفو مزاجها ودلفت لداخل الشقة مع زوجها الذى ابتسم لها وقال
-نورتى البيت حقيقى ٠٠ كان ملوش طعم ولا روح من غيرك
ابتسمت لأنها استشعرت صدق تلك الكلمات ثم سئلته
-هو صحيح يا (وليد) ٠٠ مامتك تعرف احنا انفصلنا ليه ؟!
اندهش من سؤالها ذاك وقال
-ليه ؟!
-أنت متعرفش تجاوب وبس
ابتسم لها ثم قال
-متعرفش السبب الرئيسى بس لما كنت مدمر لما سبنا بعض قولتلها أنك عمرك ما حبتينى
هزت رأسها وكأنها تفهم الآن فتابع هو
-فى حاجة ضايقتك ؟!
امسكت يده بتملك شديد وقالت
-مفيش حاجة هتضايقنى وأنا معاك أبداً
قبل يدها وهو ينظر فى عينيها فشعرت بسعادة كبيرة ثم قالت
-أنا هدخل اجيب حاجة من اوضة النوم وجاية
-ماشى ٠٠ أنا هقعد مستنيكى هنا
دلفت (شجن) للداخل بينما جلس (وليد) على الأريكة وهو لا يصدق أن (شجن) قد عادت له فهى كل شئ بالنسبة له اغمض عينيه وعاد برأسه فى الخلف فعادت (شجن) من الداخل وقالت
-إيه ده أنت نمت ؟
فقال وهو يفتح عينيه
-عيب عليكى ٠٠ انام ايه بس ؟
نظر لها وجدها مازالت بفستان الزفاف فزم شفتاه قائلا
-اومال كنتى بتعملى ايه جو ؟!
اقتربت منه ثم جلست بجواره ووضعت أمامه المفكرة وهى تقول
-كنت بجيب دى
تذكر تلك المفكرة التى كانت سبب طلاقهم فحاول التحكم فى قسمات وجهه ففتحتها هى واخرجت بعض الورق المنزوع منها وقدمته له قائلة
-ده الورق بتاع (رائد) اللى كنت كاتبة فيه كل حاجة تخص (رائد)
نظر فى عينيها وكأنه يلومها أنها تجلب سيرته فى يوم كهذا ولكنه صدم حين قالت له
-احرقه
رفع احدى حاجبيه فكررت هى بإصرار
-أحرقه
وصاحبت كلماتها بابتسامة واسعة ثم تابعت حديثها
-مش عاوزة دفترى يبقى فيه إلا اسمك
فامسك هو يدها وقبلها ثم قال
-اهو أنا مهما اسمع منك كلام واعتراف مش هيبقى احلى من كلمتك دى
ابتسمت هى ثم أخذ منها الورق وقام بأشعاله كما ارادات ثم وضع الرماد فى سلة المهملات فاعطت له المفكرة وقالت
-ممكن تقرا أخر كلام كتبته عنك
أخذ المفكرة ثم قال
-هو احنا هنقضيها كلام ولا ايه
فابتسمت ثم نغزته فى كوع يده وقالت
-اقرا
فبدء بفتح الصفحات الأخيرة من المفكرة ووجد بعض الخواطر التى تكتبها
(وكأن ما مضى لم يكن حباً
فقلبى ذاق معه كافة المشاعر التى لم يتذوقها من قبل
اعجاب ،حب ،عشق ،غيرة ،جنون
عمله به نصيب بما فعله بى هو يقوم بولادة أطفال كثر
لكن معى قام بولادة العشق به داخل قلبى ٠٠
قلبى أصبح وليد جديد بالحب ٠٠
لم أعد أعلم نفسى وأنا معه لقد باتت البسمة لا تفارق وجههى كلما رأيته ٠٠ جعلنى شخص جديد لا أعرفه ولكنى كنت اتمناه
كم اكره تعامله مع النساء وأشعر بغيرة شديدة ولكن كلما يغرقنى بكلمات حبه أشعر بفخر شديد لأنى كل النساء فى عينه هى أنا ولا يرى سواى)
اغلق المفكرة ونظر لها بهيام فأرتمت بداخل احضانه لتقول
-بحبك اووى
ابتسم هو وابتعد عنها قليلاً ليرفع وجهها له ليرى حمرة الخجل التى تزين وجنتها ثم قال
-اهو أنا فى حياتى مشوفتش واحدة بتخجل زيك
وضعت يدها فى خصرها وقالت
-ولو شوفت هيحصل أيه يعنى ؟
رفع يديه بإستسلام وهو يقول
-ولا هيحصل أى حاجة يا باشا
ابتسمت هى كثيراً ونظرت لأسفل وانهارت رفع ذقنها بيده وغمز لها بمشاكسة فابتسمت له ثم تثائبت دون قصد منها ولا تمثيل ففتح هو فمه ثم قال
-والله لو نمتى منى ٠٠ النهاردة يعنى النهاردة
فضحكت هى كثيراً عليه وهزت رأسها بآسى لتتفاجئ به يحملها متجه بها لغرفة النوم الخاصة بهم ٠٠
*****************
فى صباح اليوم التالى
ذهب (ريان) كالعادة إلى عمله لكنه تفاجئ بأحدهم اخبره بأن (طلال الشناوى) يريد رؤيته اتجه نحو المكتب الخاص ب (طلال) وطرق باب الغرفة فسمح له بالدخول دلف للداخل ليجد (طلال) تشتعل عيناه غضباً فاندهش (ريان) كثيراً فهو لم يجد (طلال) بذلك الغضب يوماً لذا قال
-خير يا دكتور
-بقى أنت اللى هربت البنت اللى اختفت من المستشفى !! ٠٠
عتاب
•تابع الفصل التالي "رواية عتاب" اضغط على اسم الرواية