رواية سجينتي الحسناء الفصل الثامن عشر 18 - بقلم أسماء عادل
حينما يريد الله سوف يهيئ الظروف، و سوف يخلق الاسباب و المسببات ، و سوف يمكن لمن يريد ما يريد
الدكتور مصطفى محمود
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
انتفضت دارين على اثر صوت اخيها المنادى لها و ارتبك معه سيف فهو لم يرد مطلقا وضعها او وضع نفسه بهذا الموقف المخزى و لكن سلطان العشق قد خط بقلمه على صفحه قلبه المتيم بعشقها
وقف على الفور داعما اياها حتى لا يُسمعها اخيها ما قد يؤذى مشاعرها و لكن جمال اكتفى بالتحديق لها بخزى و هتف بصوت اجش
# روحى يا دارين ساعدى ماما فى المطبخ
هرعت من امامه حرجا و خزيا و رعبا ايضا من رده فعله ، اما سيف فاذدرد لعابه بتوتر جلى و هتف بثلعثم
# جمال ..اناااا….
قاطعه جمال بحده
# اقعد يا سيف
رمقه بنظرات حاده قويه فشعر الاخر و كأنه قد انسكب عليه دلو من الماء البارد فاطرق راسه بخزى حتى استمع له يردد بضيق
# لو بابا اللى دخل و شافكم كده كان الوضع حيبقى حاجه تانيه
رفع وجهه ينظر له بصمت و قوس فمه و اجابه
# انا مكنش قصدى حاجه وحشه بس …
صمت ليكمل عنه جمال
# انا فاهم كويس انك بقالك فتره كبيره من غير زوجه و …..
جحظت عينه من تفسيره المخجل فقاطعه بتأكيد
# لا يا جمال متدخلش الموضوع فى السكه دى … انا بحب اختك ، يعنى الموضوع مش شهوه زى ما انت بتلمح
اماء بتفهم و ردد يضيق
# و هو اللى يحب واحده يحطها فى الموقف ده ؟
اطرق راسه بخجل و ضغط على شفته و هتف بأسف
# اسف يا جمال و مش حتتكرر تانى
اكد عليه الاخر بصوت حاد
# و لا حتى بعد كتب الكتاب …لما تبقى فى بيتك ابقا اعمل اللى انت عاوزه
•••••••••••••••••••••••••••••••••
اتجه لمنزل والديه بعد ان تناول العشاء برفقه نسباءه و لم تتمالك منار نفسها عندما استمعت لوليدها يخبرهما بموعد عقد القران فصرخت برفض صريح
# انت بتقول ايه ؟ كتب كتاب ايه اللى اخر الشهر ده ؟ يعنى كمان خمسه و عشرين يوم ؟
اماء لها و السعاده ارتسمت على وجهه فضاقت بها الدنيا صارخه بحزن
# ليه السربعه دى ؟ ده لسه الخطوبه امبارح لحقو يكلفتوك و يسربعوك كده امتى ؟
حرك راسه معترضا على حوارها باستسلام و عاد ينظر لها بعد ان ازداد صراخها الحاد
# و دار مناسبات ايه اللى عايز تحجزها دى ؟ مش كفايه فضايح ….انت عايز الدنيا كلها تعرف بجوازه الندامه دى ؟
رمقها طلعت بنظرات محذره فور ان رأى تجهم وجه نجله البكرى فهدر يوبخها
# ما تلمى الدور شويه يا منار ….انتى ايه حكايتك عماله تهيبرى زياده و زياده كده ليه ؟ خلاص الولد اخد قراره و …..
قاطعته بصوت هادر
# قرار ايه ؟ قرار ايه ده اللى رايح يحجز لها دار مناسبات تبع شغله ، دى واحده كسر …مطلقه و لا انت فاهم بلاش الواحد يتكلم
انتفض سيف رافعا حاحبه بتقوس مخيف مزمجرا بشده
# لا اتكلمى …عايزه تقولى ايه اكتر من كده ؟
احتدت تعابيرها بغضب و هتفت
# ايوه يعنى مش البنوته البسكويته اللى يتعمل لها كل ده و كان اخرها تلبس الدبله و انتو واقفين عند بتاع الدهب و خلصت ، لكن انت عاملها بنت بنوت و عروسه بحق و رايح تعمل خطوبه و تشترى شبكه و شقه و تكتب كتاب فى دار المناسبات بتاعه الشرطه و لسه ناوى على فرح فى الدخله ، اللى يشوف كده يقول ياما هنا ياما هناك
ابتسم لها كابتا حنقه و غضبه و سألها باطناب
# و ايه كمان يا ست الكل ؟
نظراتها الصارخه بالغل و الكره تلمست وجدانه و هى تهتف
# لاااا ….لسه كتير اوى بس ده لو انت عايز تسمع لكن انت سادد ودانك عن كل حاجه كأنها سحرالك
ابتسم مهموما من طريقتها الفظه مجيبا اياها بتلاعب لفظى
# احلى سحر و اجمل عمل اتعملى فى حياتى يا امى
احنت راسها بدهشه هاتفه بتعجب
# للدرجه دى ؟ يا بنى انت تستحق احسن من كده ، ليه مقلل من نفسك و مكانتك بالشكل ده ؟ ده انت الف بنت تتمناك و بنات بنوت ….بسكوته كده تبقى طريه على سريرك
اجابها و لا زالت تلك البسمه الكريهه التى يتصنعها مرسومه على وجهه
# من ناحيه طريه ….فهى طريه اوى يا ماما
شوحت بيدها بحركه عصبيه منها هاتفه
# ده انت دوقت بقا ….. و انا اقول ملهوف على ايه ؟
تنفس اكبر قدر من الهواء و سحبه بشهيق عميق لداخله و زفره ببطئ محاولا تمالك اعصابه حتى لا يفقدها على من حملته و ربته و ردد بهدوء حذر لم يخلو من الاستفزاز المبطن
# دوقت من زمان يا ماما ، ما انتى قفشتينا سوا و هى لابسه البرنص بتاعى
قوست فمها بشكل سوقى و اطلقت سبه هاتفه
# انت ب **** يا سيف ؟ معقول المستوى انحدر بيك للدرجه دى ؟
اماء لها معقبا
# عيزانى ارد على كلامك بايه ؟ ادافع عن نفسى و عنها ؟
نظر لابيه الصامت و الذى يتابع ذلك الحوار بصمت مريب فسأله سيف بحيره
# هو حضرتك ساكت ليه يا بابا؟
اجاب بصوت رزين و هادئ
# اصل شغل الحريم ده انا مليش فيه
حاولت الاعتراض على سخريته و لكن سيف تحدث قبلها
# و انا يعنى اللى ليا فيه ؟ ما تفهمها و تعرفها انت مربينى ازاى ؟
اجابه ساخرا
# و هى متعرفش ؟ ده انت ابنها
اعقب على كلماته بضيق
# يمكن نسيت ؟ نسيت ابنها المصلى و اللى حافظ كتاب ربنا ، اللى معملش الغلط و هو مراهق فمش حيجى يعمله و هو شحط
جلست تبكى فاقترب منها و انحنى على ركبتيه امامها هاتفا بتوضيح
# انا عايز اتجوز ….لاسباب كتيره اوى يا امى ، بس اولها و اهمها انى بحب دارين و غير كده عايز يبقا ليا اسره بدل الوحده اللى انا فيها دى
اسند كفه على فخذها و لا يزال ينحنى امامها مكملا
# صحابى ولادهم فى المدارس ، و انا زى ما انتى شايفه
هتفت بصوت باكى
# كان نفسى تختار واحده تليق بيك ….
قاطعها و هو يمسح براحته على وجنتها
# بحححببببها
رددها و هو يؤكد على حروف تلك الكلمه و نظر بمقلتيها الباكيتين و استجدى حنانها الامومى مرددا
# منفسكيش تبقى جده ؟ و عيالى يجرو حواليكى ! منفسكيش تشوفينى سعيد و بضحك
نكست راسها تفكر فى الامر و لكنها بينها و بين نفسها لم تحبذ فكره زواجه منها مطلقا مردده فى عقلها
# نفسى فى احفاد بس مش منها ، و نفسى اشوفك سعيد بس مع غيرها
لم تتحدث و ظل عقلها يتنبأ بالاحداث فماذا سيحدث ان عارضت؟ سيزيده اصرارا فهى تعلم وليدها و رأسه اليابس مثل والده تماما فاختارت ان تتصنع الموافقه او على الاقل حتى تجد المخرج المناسب لتفريقهما فهتفت بفرحه مصطنعه
# خلاص يا سيف …طالما حتكون سعيد و مبسوط خلاص على بركه الله ، بس عرفها انها لو زعلتك فى يوم حزعلها و انا زعلى وحش
ربت على كتفها يهتف بمزاح
# اهدى يا وحش …البت مش قدك يا سياده المستشار
••••••••••••••••••••••••••••••••
دلف غرفتها و جلس بجوارها على طرف الفراش فاعتدلت بجلستها و نظرت له و هى منكسه رأسها بخزى فمد ساعده و اسند ذقنها بطرف سبابته و رفع وجهها ناحيته و نظر اليها بحب مرددا
# عامله ايه دلوقتى ؟
اماءت بصمت و هى تقضم اظافرها من فرط التوتر فحاول جمال اخراجها من توترها فردد بهدوء
# متخافيش انا مش ناوى ازعلك
حاولت رسم بسمه مزيفه على وجهها و لكنها فشلت لتحل محلها ملامح الحزن و الانكسار فردد باستنكار
# اللى حصل ده غلط بكل المقاييس و انا مش عايز ازعلك بس لازم تفهمى ان وضعك ممكن يخلى سيف يفكر فيكى تفكير مش كويس لو شاف منك تساهل ، انا عارف انه بيحبك لكن الراجل مننا غصب عنه ممكن يفكر بالشكل ده و محدش حيقدر يلومه ساعتها
نزلت عبراتها على وجنتيها بغزاره فربت على ظهرها بحنين و هتف بحب
# انا عارف انه شهم و راجل بجد …. بس بلاش اللى حصل ده يتكرر تانى عشانك انتى و عشان تقدرى ترفعى عينك فيه و فى اى حد عارف وضعك و بيلقح عليكى بالكلام
بالطبع كان يقصد والدة سيف التى لم تكف عن اطلاق شرارات الغضب بداخله بسبب تلميحاتها الوقحه التى أعقبت رفضها الصريح فابتلعت غصه بكاءها و اجابت بصوت متحشرج
# حاضر يا جمال و اسفه جدا و الله
لم يستطع التفريط بها اكثر و هو يراها منهاره امامه بذلك الشكل فابتسم بمرح و انحنى لاذنها يهتف بمداعبه
# بس قوليلى ….دى اول مره و لا عملها قبل كده ؟
نظرت له بارتباك فرفع حاجبه بالدهشه غير متوقعا ان يكن قد تجرأ الى هذا الحد معها صبيحه خطبتهما فمتى اذا كررها ليهتف متصنعا المرح
# ده واضح انه مش سهل ابدا ، و انا اللى كنت فاكره مؤدب
ضحك ساخرا حتى يجعلها تبتسم و لو قليلا و سألها بصوت هادئ
# اموت و اعرف كررها تانى امتى و فين ؟
عادت لتبتلع لعابها و هى تبلل طرفى شفتاها بلسانها محاوله استجماع شجاعه و ربما جرأه لتجيب اخاها الاكبر على استحياء
# فى المستشفى ….بس و الله يا جمال حصلت على سهوه و انا كنت تعبانه و فعلا مكنتش عامله حسابى انه حيعمل كده
اقتضب وجهه و تنفس بغضب محاولا اخفاء مشاعر الضيق التى اعترت صدره و اماء براسه معقبا
# ماشى يا دارين … المهم عندى انه ميتكررش تانى
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
لم تستطع ايجاد المكان الذى وصفته لها الا بعد ان سألت اكثر من شخص حتى وصلت لذلك الحى الشعبى المتواضع و صعدت العقار المنشود و طرقت على بابه ففتح لها رجل ضخم الجثه و طويل القامه و جسده ممتلئ بالعضلات بشكل مخيف
اذدردت لعابها بخوف و هتفت بصوت متقطع
# مش…د .دد.دى شقه ..عطوه المر ؟
لمعت عينه بشرر و احتدت ملامحه و هو يسألها
# انتى مين يا وليه ؟
ابتلعت مره اخرى بوجل و هتفت بتلعثم
# م..مرسال
تنحى جانبا و اشار بيده للدخول فدخلت و هى تلعن حظها الذى اوقعها بذلك الموقف و لم تنتبه لما يدور حولها الا عندما استمعت لصوت غلق الباب بصوت هادر فانتقض جسدها فزعا و التفتت تنظر للوراء فوجدته يقف خلفها يردد بصوت غليظ
# فى ايه ؟هو انا حاكلك ؟
جلست على الاريكه و اخرجت من حقيبتها مظروف ورقى و وضعته امامه فنظر لها بفضول رافعا حاجبه منتظرا منها ان تعطيه تفسيرا لما يحدث فهتفت موضحه
# المعلمه لواحظ هى اللى باعتانى
قوس شفته بكره و ردد بغضب
# عايزه ايه منى وش النحس دى ؟ مش كفايه اخويا اللى راح بسبب غباوتها
اماءت بحذر مردده
# ما هى بعتالك دول و بتقولك حتاخد قدهم اربع مرات بس تاخد بتار المعلم
انتفض فزعا صارخا بحده
# يا نهار ابوها اسود ….هى مكفهاش ضعيت كبيرنا ، جايه عايزه تخلص منى انا كمان ، عيزانى اخد بتارى من الحكومه
اماءت بلا على الفور موضحه
# لا …من السبب فى موته
استرعت انتباهه فجلس امامها و امسك بالمظروف و سألها بغلظه
# كام دول ؟
اجابته بتلقائيه
# ميه و خمسين الف يا اخويا
ضحك ساخرا و هتف
# و حتدينى قدهم اربع مرات حته واحده !
ليكمل و نوبه من الضحك قد اجتاحته
# و جايه على نفسها اوى كده ليه ؟ ده اخويا كان مِكنز ملايين و نايم على خميره حلوه، و انا المفروض ليا فيها النص بشرع ربنا
تهكمت بداخلها لتحدثه عن الشرع ، و هل يعلم امثاله شيئا عن الشرع و لكنها ارتدت قناع الصمود امامه حتى لا تقع فريسه له و لامثاله من معتادى الاجرام فهتفت تشرح له خطه لواحظ المحكمه للنيل ممن تسبب بقتل زوجها و اعاد الزج بها فى الحبس مؤكده
# المعلمه حتديلك كل اللى حتطلبه منها بس تنفذ بالحرف الواحد
اماء موافقا
# و ماله و اهو كله من خير اخويا
•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
تكملة الفصل الثامن عشر
من كان يصدق ان تمر الايام سريعا على الجميع الا عليه هو الذى ظل يذهب لعمله صباحا بعد ان يهاتفها فور انتهاءه من صلاه الفجر و حتى وصوله لابواب عمله بسجن النساء ، ثم يعود و يهاتفها بعد ان ينهى دوامه و يقود سيارته متجها لسمسار العقارات و يظل يرسل لها صور للشقق التى يشاهدها حتى تعطيه قرارها باحداها
وقف ينتصف تلك المساحه الشاسعه بداخل المنزل الذى يراه و هاتفها بمكالمه مرئيه و سألها باهتمام
# انا شايفها مناسبه و الشمس بتدخل لها و واسعه ، انتى ايه رايك ؟
ابتسمت و هو يلتف بهاتفه ليريها اركان المكان هنا و هناك فهتفت بسعاده
# تحفه ..بجد تحفه يا سيف ، و كل الشقق اللى فاتت كانو تحفه بس فعلا دى احلاهم
ابتسم لها بحب و غمز بطرف عينه يردد بوقاحه
# اوريكى اوضه النوم ؟
على الفور تحول وجهها لحمره الخجل و اطرقت راسها لاسفل فاستمعت له يهتف بغزل
# اوعى تدارى وشك عنى يا مولاتى احسن قلبى يقف
همست بخجل
# سيف …بطل تكسفنى
ابتسم و هو يشاكسها هاتفا
# بس بشرط ، تقوليلى الكلمه السحريه
تنهدت ببسمه عبثيه هى تعلم تماما ما يريد و لكنها تلاعبت بالكلمات هاتفه
# افندم يا سيفو ؟
رفع حاجبه لاعلى و ردد بصوت اجش
# انتى غاويه تتعبينى بقا ؟
خرجت ضحكاتها العفويه من فمها الرقيق و هتفت
# نعم يا حبيبى
تزين وجهه بنفس البسمه الشارده التى ترتسم على وجهه فور سماع كلمتها التى تلقى بسهام الغرام داخل قلبه الملتاع بعشقها فلم ينتبه لسمسار العقارات الذى يتابعه بصمت و هو يتغزل بمعشوقته هياما بها فتنحنح الاخير بحرج هاتفا
# باشا …ها ؟ نقول على بركه الله ؟
اماء موافقا و البسمه تزين ثغره هاتفا بسعاده
# تمام خلينا نمضى العقد
•••••••••••••••••••••••••••••
استيقظت باكرا على صوت آذان الفجر كعادتها المكتسبه منذ دخولها السجن و ايضا اعتادت منذ خطبتها ان يهاتفها فور انتهاءه من تأديه صلاته فانتهزت الفرصه لتغتسل و خرجت تلف منشفه طويله تغطى معظم جسدها
وقفت امام المرآه تجفف شعرها الغجرى و بدءت بارتداء ملابسها بعد ان ازالت اللاصقه المضاده للمياه و التى تضعها على مكان طعنات الغدر التى شوهت جسدها
لم يفت عليها ان تنظر لتلك الندبات و تتحسسها باناملها و هى تشعر بالحزن و الاسى على حالها
صدح رنين الهاتف بمكالمه مرئيه فآثرت الغاء الكاميرا لعدم ارتداءها شيئ سوى ملابسها التحتيه فتعجب الاخر هاتفا
# قافله الكاميرا ليه ؟ عايز اشوفك
حاولت اخفاء حزنها و هتفت بصوت هامس
# لسه واخده شاور حلبس و افتح الكاميرا على طول
عض على شفته باثاره و غمز لها بطرف عينه فهو يعلم انها تراه و ردد بمشاكسه وقحه
# لااا …ده انا لازم احط هكر على الموبايل عشان اعرف اتفرج براحتى
خجلت على الفور و صرخت بتضرع
# عشااان خاطررى بطل تكسفنى يا سيف ، انت ايه اللى جرالك مكنتش كده
اجابها و بسمته تتسع لاذنيه
# لا اتعودى بقا عشان انا كده و سيف معاون المأمور ده واحد تانى خالص و بيكون موجود من 6 صباحا ل 5 المغرب و بس
نظرت فى ساعه هاتفها موضحه
# يعنى فاضل ساعه و سياده المعاون يوصل
اماء لها و هتف بلهفه
# البسى و انا معاكى عشان وحشانى و عايز اشوفك
اماءت براسها و كأنه يراها و اتجهت لخزانه الملابس تخرج ثيابها فدلفت والدتها دون طرق الباب تهتف بموده
# خلصتى حمامك يا ديدو
اجابتها بايجاز
# ايوه يا ماما
اقتربت منها تتفحص جرحها و سألتها باهتمام
# اوعى تكونى جبتى ميه على الجرح زى المره اللى فاتت ، الدكتور مش عايز عليه ميه خالص
غمزت لها تشير لهاتفها فظهر امامها سيف الجالس يرتشف من فنجانه و يستمع بصمت للحوار الدائر بينهما فهتفت ترحب به
# صباح الخير يا سيف ، عامل ايه يا بنى ؟
اجابها بموده
# الحمد لله يا طنط حضرتك عامله ايه ؟
اجابته
# الحمد لله …اسيبكم تتكلمو
خرجت فهتف الاخر بفروغ صبر
# انجزى يا ديدو بقا
صمت ليعود و يتحدث بعصبيه
# من امتى مامتك بتقولك ديدو ؟
اجابته بعد ارتداءها ملابسها و فتح الكاميرا
# من ساعه ما سمعتك بتقولها
زفر بضيق و ردد برفض
# مش حابب حد يدلعك بيه غيرى
انزوت ما بين حاجبيها بمشاكسه مرحه و اجابت بتلاعب
# انت محدش بيقولك سيفو غيرى….اءاء و انت لأ
علت ضحكاته على برائتها و تصرفاتها الطفوليه و مزاحها اللذيذ و ظل يتفحص ملامحها البريئه هاتفا بغزل
# شكلك زى القمر كده و انتى خارجه من الحمام ؟ اومال شكلك ازاى و انتى حاطه ميك اب ؟
امالت راسها جانبا تداعبه
# مبحطش
اماء بعبث
# عارف يا مولاتى ، عشان انتى جميله الجميلات من غير مكياج
خفق قلبها و تسارعت دقاته من غزله و عشقه لها فظلت صامته ثم رددت بهمس
# انت اللى عينيك حلوه عشان كده شايفنى حلوه يا سيفو
ابتسم بحبور و غزل و اضاف
# بحبك
صمتت كعادتها و حمره الخجل تكتسح وجهها فنظر هو الى ساعته هاتفا باسف
# مضطر اقفل عشان انزل الشغل ، ادعيلى
رددت بابتسامه هادئه و هى تنظر له بحب
# ربنا يبعد عنك السوء يا رب و يحفظك ليا و لكل اللى ببحبوك
نظر لها بهيام و تأمل ملامحها بسكون و هتف متسائلا بمكر
# يعنى بتحبينى ؟
اماءت مؤيده فامال راسه للجانب بشكل اعتراضى على ايماءتها هاتفا
# و حرمانى ليه انى اسمعها منك
اطرقت راسها بخجل و رددت دون النظر اليه
# انت عارف
حرك راسه بحركات متتاليه رافضا خجلها العفيف هاتفا باصرار
# قوليها خلى يومى يبدء بدايه تفتح النفس
رفعت وجهها تنظر له و ملامحها تبدو اكثر اشراقا و حيويه بل و مثابره على كل ما مرت به و هتفتها صريحه دون خجل او استحياء
# بحبك
••••••••••••••••••••••••••••••••••••
ارتدى عباءته السوداء المزينه بعلم بلده الحبيب ممسكا بيده الكثير من الملفات ينظر لساعته يحتسب الوقت ليرددد داخل نفسه
# حتكون اسرع قضيه فى تاريخى ان شاء الله ، يا رب اقف جنبى
دلف الحاجب يهتف بصوت عالِ
# محكمه
وقف الجميع احتراما للقاضى و جلسوا بعد ان اشار لهم بالجلوس و بدءت المرافعه ما بين النيابه و محامى اكرم الذى وكلته له النيابه و انتهاءا بسعد الدين الذى فجر قنبلته الاخيره
# الدفاع يا ريس بيحاول يخلى القضيه تروح لقتل خطأ و القانون بيقول ان للقتل ثلاث انواع اولها هو القتل العمد اذا توافرت فيه الشروط
وقف الدفاع يقاطعه
# و مفيش فى القضيه و لا فى تسجيلات الكاميرا ما يشير للعمد و الأسباب وضحتها للمحكمه اهمها انه غير خبير بمواضع كسر الرقبه و العنق بالدرجه الكافيه اللى تخليه بحركه بسيطه و سريعه زى ما شفنا فى التسجيلات بانه يقتل
ابتسم سعد الدين لشعوره انه بمناظره و ليست مرافعه فنظر للقاضى يهتف باحترام
# يا ريس اظن ان الدفاع خلص مرافعته
احتدم النقاش على الاخير بينهما فاكمل سعد الدين مرافعته بعد ان نبه القاضى على الدفاع عدم مقاطعه المرافعه مره اخرى فاكمل سعد مرافعته هاتفا
# نرجع تانى لانواع القتل و اللى وضحت منها القتل العمد يا ريس و انا معايا كل الادله اللى بتأكد انه قتل عمد و مع سبق الاصرار و الترصد بل و الاكتر من كده انها جرائم متسلسه بقصد معين خطط لها المتهم و نفذها بحرفية شديده
تعجب القاضى و الحضور من ثقته فأخرج قرصا مدمجا و قام بتشغيله على شاشه العرض المرافقه لقاعه المحكمه و الذى يظهر تسجيلا قديما له يقف بالمطبخ يضع بضع اقراص بداخل فنجان القهوه و بعدها يقدمه لوالد زوجته و يتجه بعدها لمكان صف سيارته و يتلاعب بمحرك السياره
بعد فحص الدليل قدم مرافعته هاتفا
# اكرم المغربى يا سياده القاضى خطط و نفذ لقتل والد زوجته الراحله عشان تورث هى كل ثروته بعد ما عرف بحكم زواجه منها ان والدها كتب لها كل ثروته فى حاله وفاته و بعد ما نفذ المهمه فضلت مهمه التخلص من الوريث ده عشان يستولى هو على الثروه دى لوحده
همهمات الحضور و أصواتهم العاليه جعلت القاضى يطرق بمطرقته على المنطده امامه هاتفا بصوت محذرا
# هدوووء
استطرد مرافعته هاتفا
# انا بطالب بإخراج جثه عزيز مهران والد المجنى عليها و توقيع الكشف الجنائى لتبين نوع الاقراص اللى وضعت فى مشروبه يا ريس ادت للحادث المروع اللى اودى بحياته ، و بطالب كمان بفحص السياره المحتجزه من قبل المتهم بجراچ الڤيلا اللى كان بيسكنها مع المجنى عليها للتأكد من التلاعب اللى ظهر فى تسجيلات الكاميرا
وقف الدفاع يصرخ
# و انا بطعن فى صحه التسجيلات دى يا ريس
طرق القاضى مره اخرى بمطرقته و همس بجانبيه لمستشاريه و هتف
# حكمت المحكمه بتأجيل القضيه لحين اخراج جثه المجنى عليه عزيز مهران و توقيع الكشف الطبى عليها ، و احاله القضيه النيابه العامه مع ان ظهر اثر لعقار قد يؤدى لارتكاب الحادث او الوفاه …. رفعت الجلسه
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
وقف مزهوا بنفسه ينظر لها بحب و هى تتطلع لصفحه وجهه المنتصره و هتفت بفضول قاتل
# طمنى …كده القضيه رايحه لفين يا سعد ؟
ابتسم لها بمشاكسه من زاويه فمه و اجابها بغزل
# رايحه للمشنقه يا روح و قلب سعد من جوه
امسك راحتها و خلل اصابعه بخاصتها و سحبها معه باتجاه سيارته و هو يردد
# متقلقيش ….الادله كلها ضده و مش حيخرج منها ،و عنده كذا قضيه تانيه غير القضيتين دول تبع الاموال العامه فالحكايه كبيره خالص ، و لو ربنا رحيم به حياخد اعدام لان اى حكم تانى حياخده غير كده حيبقى تعذيب له اكتر و اكتر على جرايمه
دلفت و جلست بالمقعد المجاور لمقعده و قاد السياره و هو يردد
# عارفه ان سيف باشا عزمنى على كتب كتابه ؟
ابتسمت بفرحه و حركت وجهها ناحيته و هى تردد
# حيتجوزو خلاص ….و الله فرحت لهم اوى ، خصوصا دارين الغلبانه دى وقعت مع واحد مش سهل
أيدها مؤكدا
# فعلا ….و حاخد منه حقها و حقك و حق كل اللى ظلمهم ان شاء الله
غمز لها بمكر هاتفا
# عقبالى انا كمان
حاولت اخفاء ابتسامتها و هتفت بمداعبة
# و ايه اللى ماخرك يا متر ؟ تكونش بتكّون نفسك ؟
حرك راسه نافيا و اجاب
# لا…. بس عايز انفذ وعدى ليها و اكسب لها القضيه الاول
سعلت بغفله منها و رفعت حاجبها تهتف بضيق
# نعم ….انت لسه حتستنى لما تكسب القضيه ؟ احنا فين و القضيه فين يا سعد؟
ترك المقود من يديه و صفق فرحا صارخا بصوت جهورى
# الله اكبر …. الجميل مستعجل اكتر منى
وكزته بيدها عنيفا ضاربه كتفه الايمن موبخه اياه
# كده برده يا سعد ….طيب انا زعلانه منك
اوقف سيارته على جانب الطريق و اعتدل بجلسته ممسكا راحتيها معا يضمهما بحنان و ردد برغبه عارمه
# انا مستعجل جدا جدا جدا …و بعد الايام عشان الڤيلا تخلص و نتجوز على طول يا نيللى و لو عليا كنت اتجوزتك دلوقتى و حالا بس مضطر استنى شويه ، و اهو زى ما امى بتقول دايما ان كل حاجه فى وقتها حلوه
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
ارتدت ملابسها و تجهزت واضعه قليل من الزينه و انتظرت ان تتجهز والدتها هى الاخرى فاقتربت منها زوجه اخيها الاكبر و انحنت تهمس لها برفق
# هانت يا دارين …. ربنا اراد الخير
احتضنتها قويا و همست بتضرع
# خايفه اوى يا ليلى …مش عارفه ليه قلبى مقبوض؟ و المفروض اننا نازلين نتفرج على الشقه و نشترى الشبكه
ربتت على كتفها صعودا و هبوطا بطول زراعها تستحثها بحنان
# الخوف اللى انتى حساه امر طبيعى و مرينا بيه كلنا و انتى يمكن يكون الخوف زايد عندك شويه عشان قلقانه
اماءت صامته و نظرت فى ساعتها و سألتها
# هو جمال اتاخر ليه ؟ ده سيف زمانه فى الطريق خلاص هو و مامته
اتسعت ابتسامتها من لهفتها و اخبرتها
# جمال تحت بيسخن العربيه متقلقيش
لم يمر الكثير من الوقت حتى صدح رنين هاتفها فاتسعت حدقتيها بالعشق و السعاده عندما وجدت اسمه يزين شاشته فاقبلت على الهاتف بلهفه تلتقطه من امامها و اجابت
# سيف
ابتلع الاخر لعابه بنهم و ردد
# قلب سيف….انا تحت واقف مع جمال ، يلا انزلو
اماءت بصمت كأنه يراها و اغلقت الهاتف بوجهه و هرعت لوالدتها هاتفه بلهفه و اسرع
# يلا يا ماما سيف جه.. سيف جه
ضحكت كل من فدوى و ليلى على لهفتها و رددت الاولى
# طيب عرفنا ان سيف جه ….يلا خلينا ننزل بدل ما امه العقربه تقول كلمتين ملهمش لازمه
ضحكات ثلاثتهن ملئت العقار و المصعد حتى استمع لهن جمال و سيف من اسفل و فور ان فتح باب المصعد تجهم وجهه و ردد موبخا
# ايه الصوت العالى ده يا ماما بس ؟
اجابته فدوى بفرحه
# الله …فرحانين يا جمال ، حرام نفرح ؟
اجاب باقتضاب
# افرحى يا امى من غير الناس ما تتفرج علينا
دفعته برقه فى صدره هاتفه
# سيبنا نفرح يا جمال ، الواحد بقاله فتره مفرحش
اطرق راسه صامتا و اتجهن ناحيه السيارات فلمعت عين ذلك الواله الذى تسمرت حدقيته على جمالها الرقيق فابتلع بإثارة و نهم و اقبل عليها يقبل راحتها هاتفا
# مولاتى جميله الجميلات ، قلبى حيقف من الفرحه
ابتسمت له بخجل غير مدركين العيون المتلصصه التى تراقبهما عن كثب و تسجل كل تحركاتهما و بما ان دارين لا تخرج كثيرا او بالأحرى لا تخرج الا للضروره القصوى فكانت المراقبه من نصيبه هو
خرجت منار تسلم عليهم و هى ترسم سعاده وهميه على وجهها تردد بفرحه زائفه
# الف مبروك يا ولاد … ربنا يتمم فرحتكم على خير
تعجبن ثلاثتهن و معهن جمال من مودتها الغير مألوفة فابتسم سيف بسعاده و غمز لدارين بطرف عينه و استأذن جمال بحرج
# ممكن دارين تركب معايا انا و امى فى العربيه ؟
اماء جمال مجيبا
# مفيش مشاكل يا سيف
اتجه للباب الخلفى للسياره و فتحه و تقدمت دارين لتدلف و لكن سبقتها منار هاتفه بموده غير حقيقيه
# اقعدى انتى قدام يا دارين و انا حقعد ورا
ازدادت دهشتها من طيبتها الغريبه عليها و لكنها لم تعقب فاطرقت راسها و تنحت جانبا لتركب والدته فى الخلف و جلست هى بالمقعد المجاور له
امسك راحتها اثناء قيادته و لم يتركها مطلقا فظلت هى صامته حتى استرعى انتباهها زيه العسكرى فسألته بصوت منخفض
# انت لابس اللبس الميرى ليه ؟
اجابها و هو يركز بصره على الطريق امامه
# ملحقتش اروح البيت
رمقها بنظره مسائله
# شكلى وحش بيها و لا ايه ؟
لم تجيب فأجابت عنها منار
# زى القمر يا سيف ، يمكن تكون مش حابه تشوفك بيه عشان بيفكرها بايام وحشه
تنهدت بضيق فتنحنح سيف بطريقه محذره هاتفا
# ماما
وضعت يدها على فمها تردد بتذمر
# سكت اهو
•••••••••••••••••••••••••••••
اوصدت جفنيها بتنهيده حاره و عادت تفتحها ببطئ و اتجهت لمرآه الزينه و تمعنت النظر بتلك القلاده و الاسواره التى تشبهها و اغلقت العلبه من جديد و احتضنتها بسعاده و هى تتمنى من الله ان يديم عليها هذا الاستقرار النفسى و العاطفى
تذكرت سماعها لهمهمات بعض الجيران و هم يتحدثون فيما بينهم من شرفه منازلهم لتردد احدى الجارات
# عريسها حاجه تفرح القلب
اجابتها الاخرى
# كل الناس تلاقى العذاب فى السجن و هى لقت الحب ، محظوظه
اعقبت عليها الاخرى
# ما هى كانت مسجونه ظلم
هتفت تستوضح
# و هو حتى لو مظلومه ، بالساهل كده معاون المأمور يحبها مره واحده ؟
قوست فمها و اعقدت جبينها و هتفت
# نصيب
لتجيبها الاولى مؤكده
# قصدك حظوظ
لم يتوقفا عن الكلام حتى خرجت من شرفتها هى الأخرى لينتبها لها و يصمتا عن الثرثره
دلفت والدتها من خلفها تحثها على الإسراع هاتفه
# لسه ملبستيش يا دارين ؟
نظرت لها فوجدتها تحتضن العلبه المخملية و شارده بهيام فجلست بجوارها تبتسم بخبث هاتفه
# اللى واخد عقلك !
بللت طرفى شفتيها بخجل و سألتها بقلق
# تفتكرى سيف ممكن يغير رأيه ؟
تشكلت الدهشه على وجع والدتها و سألتها باستنكار
# ايه اللى بيخليكى تقولى كده
اجابت باسى
# حاسه انه كتير اوى عليا يا ماما
زمت شفتيها بضيق و حدثتها بتحذير
# لا يا دارين …اوعى تقللى من نفسك كده ، ده احنا ما صدقنا امه اتعدلت شويه معاكى
ضحكت بخفه و هتفت
# شوفتى و هى بتسلم علينا و لا لما قعدت ورا و سابتك تقعدى قدام
اماءت ايماءه طفيفه و هتفت بضيق
# بس لسه كلامها زى السم يا ماما ، مشفتيش قالت لى ايه فى العربيه ، يعنى متصدقيش الفرحه اللى رسماها على وشها دى ، واضح ان سيف ضاغط عليها جامد و مع ذلك برده بتحدف طوب
ربتت على فخذها هاتفه
# طيب يلا بسرعه خلينا نروح للدكتور عشان يشيل الدرنقه دى بقا
زفرت براحه و هتفت بفرحه
# اه يا ماما اخيرا …. ده انا كنت زهقت اوى منها
اماءت فدوى و اعقبت
# و بالمره نتفرج شويه على الفساتين عشان تختارى حاجه حلوه كده و شيك لكتب الكتاب
ذهبا برفقه هشام للطبيب و لا تزال تلك الأعين الخفيه التى تراقب كل تحركاتهم تتبعهم فى كل مكان
••••••••••••••••••••••••••••••
انتظرت و انتظرت و لكن فاض بها الكيل فاتجهت راسا لمنزله و حدثت مساعده حتى يدخلها بسرعه كالمره الماضيه و فور ان دلفت اهتاجت بحده صارخه
# جوازهم الاسبوع ده و اللى انت وعدتنى بيه محصلش
أجابها بهدوء و هو يلقى بحفنه من البخور داخل المشعل الذى امامه
# انا قلتلك اربعين يوم ، و لسه الاربعين يوم معدوش
صرخت تستجديه
# لا ابوس ايدك …اربعين يوم يكونو كتبو الكتاب
ابتسم و هتف موضحا
# بس برده المراد هيحصل
امتعض وجهها تهتف بتذمر
# بعد خراب مالطه
احتدت تعابيرها و جحظت عينها تهتف بغل
# اسمع …. الموضوع ده لازم يتحل و يخلص قبل كتب الكتاب ، فاهم و لا لأ؟
ابتسم بزوايه فمه هاتفا بتفسير
# مينفعش طبعا …الحاجات دى ليها اصول و مش اى كلام و لا لعب عيال
نظرت له بفضول فاستطرد
# العمل بيدفن فى تربه لسه جديده ، ظازه و فى اربعين الميت العمل بيحصل
ثم تربع بجسده على الاريكه يردد بزهو و كأن ما يقوله واقعا
# مش سلق بيض هو !
زفرت باختناق و اصرت بغضب
# مليش فيه …اتصرف و انت واخد على قلبك قد كده ، و اللى حتطلبه حتاخده
امال راسه للجانب بطريقه تفحصيه و هتف بجشع
# اللى حطلبه ؟ اصل الموضوع كده حيدخل فى سكه تانيه خالص
قوست حاجبيها و سألت
# سكه ايه ؟
أجابها
# يعنى لازم تجيبى قطرها و انا حعملك عمل يجيب نتيجه فى بحر يومين مش اسبوع
بللت طرفى شفتيها و رددت
# و انا اجيب قطرها ازاى بس ؟
حرك كتفاه بلامبالاه هاتفا
# معرفش ، اتصرفى
اجابت بضيق
# مش حعرف ….مليش اى صرفه عشان اوصل لقطرها
ضيق ما بين جفنيه و سألها
# و تقدرى توصلى لقطره هو ؟
لمعت عينها بالحده و وقفت تعترض
# انا قلتلك اوعى تأذيه
ابتسم و اجاب
# و مين قالك انى حأذيه ؟
صمتت قليلا و عادت تسأله
# اومال عايز قطره ليه ؟
اجاب كمن يمتلك العالم باسره
# بسيطه حعمله العمل انه يبقا مش طايقها و لا عايزها
سألت باهتمام حذر
# و بعد ما يسيبها حيرجع طبيعى و لا حيأثر عليه فى حاجه؟
حرك راسه رافضا و أجابها
# مفيش حاجه حتحصله غير انه حيكرهها و ده المطلوب انهم يسيبو بعض
صمتت تفكر و هى تضع سبابتها على طرف شفتها فسألها
# ها … انا مش فاضى ، حتعرفى تجيبى القطر و لا نكمل الاربعين يوم ؟
وقفت متسرعة تهتف بلهفه
# لا لا …حعرف حعرف ، بس زى ما وعدتنى مش حتأذيه
ابتسم ابتسامه عريضه كشفت عن اسنانه الصفراء المعوجه و اجاب
# متخافيش يا ست الكل!!
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية سجينتي الحسناء) اسم الرواية