رواية عشقها الاسد الفصل التاسع عشر 19 - بقلم رباب عبد الصمد
عشقها الاسد الجزء الثانى
البارت التاسع عشر
بينما هنا كانت قد حضرت بالفعل منذ اكثر من نصف ساعة ولكن السكرتيرة لم تاذن لها بالدخول حيث انه كان فى اجتماع مغلق مع زياد
اخذت هنا تجول بعينيها فى ارجاء المكان وتتامل ذوقه فى اختيار اثاث شركته وتفحصت مليا سكرتيرته فكم كانت جميلة وانيقة وترتدى ملابس قصيرة وضيقة وشعرها منساب على اكتافها وقد لاحظت انها تعيد من هندمة نفسها قبل ان تدخل له بالاوراق بين الحين والاخر ففيما يبدوا انها معجبة به
فقالت فى نفسها / لقد صدقت شهندة فيحيى ذواق فى اختيار كل شىء حتى فى اختيار سكرتيرته وانكمشت فى نفسها فملابسها تدل على انها انسانة ابسط من البساطة وان كانت جميلة حقا ولكنها لا تعترف بجمالها امام تلك الفاتنات المزيفات وقالت اين انا امام تلك الفاتنات واين عيونه هو عنهم ثم تنهدت بعمق وقالت انك لفاتن يا يحياى وجاذب لعيون كل الفاتنات
خرج زياد وخرج خلفه يحيى يوصله فوقعت عيناهم على تلك الجالسة فى الريسبشن امام السكرتيرة فجحظت عينا كلا من يحيى وزياد
زياد للسكرتيرة / لقد اوقعتى نفسك فى شر اعمالك
لم ترد عله السكرتيرة لانهالم تفهم ما يعنيه
بينما اسرع يحيى نحو هنا وهو يقول بصوت عالى ولا يحسب ان احد سمعه فقد كان فى عالم اخر عندما راى طلتها فقال لها هنايا لما تجلسين هنا ولم تدخلى مباشرة
كادت ان تتكلم الا ان السكرتيرة بدات هى بالكلام قائلة / انا جعلتها تنتظر حتى تنهى سيادتك اجتماعك المغلق فانت لم تعطى لى اوامر ان ادخل عليك اى زائر
اقترب يحيى منها ووضع يده خلف خصرها وسحبها بجواره وهو يقول بعصبية ايتها البلهاء الدكتورة هنا هى زوجتى وفى اى وقت تاتى تدخل مباشرة فهذه شركتها هى
السكرتيرة
حدقت السكرتيرة فيها وبدون شعور منها جالت ببصرها على جسد هنا من اخمص قدميها حتى قمة راسها وهى غير مصدقة احقا هذه زوجته . فكيف لذاك الجذاب ان يختار تلك ولكن كانت قمة صدمتها وهى ترى عيناه تنظر لها بعشق وهو يسلم عليها ويقبلها من جبينها
دخل يحيى وهنا غرفة المكتب بينما ظلت السكرتيرة فى صدمتها وقالت فى نفسها ولم تعى ان صوتها سمعه زياد المبتسم على منظرها فقالت / حقا الحب اعمى فكيف للسيد يحيى الذى تتمناه كبرى بنات العائلات ان يتزوج من تلك الفقيرة
قال لها زياد بصوت مسموع وهو يطرق على مكتبها / اممم انه العشق يا عزيزتى
ابتلعت السكرتيرة ريقها بصعوبه فصدمتها جعلتها تنسى وجود زياد جوارها
ضحك عليها زياد وقال / قلب الاسد عندما يعشق لا يرى الا معشوقته وان عرفتى كم عشقه لها لالفتى عليها روايات واشعار ثم ضحك مرة اخرى وتركها وخرج وهى تتحسر على حالها فقد ضاع املها فى ان تجعله ينجذب لها
فى الداخل عند يحيى وهنا
يحيى لما لم تدخلى مباشرة ؟
هنا / اردت اتباع الاصول
يحيى / اى اصول هل بين الازواج اصول او استئذان
اضطربت هنا من الكلمة واختلطت عليها المشاعر هل تفرح ام تخاف من القادم ام تخاف من انها قد تهدم بيته مع شهندة واخيرا نطقت سائلة / لما قلت للسكرتيرة اننى زوجتك ؟
يحيى بتعجب / وهل انتى لستى بزوجتى
اضطربت مرة اخرى ولم تعرف بما ترد فهى حقا ليست بزوجته
اقترب منها ووضع يده على كتفيها وابتسم لها وقال / قلت لكى ان الزواج اشهار وانتى لا توافين على الزواج العرفى الان فما بيدى الا ان اعترف امام الجميع بانك زوجتى لاثبات حبى لكى فهذا ما املكه الان وقد عاهدت نفسى منذ ان عدت الى حياتى انى حقك انتى وان لم اكون لكى فلن اكون لغيرك ومثلما جعلك القدر قدرى وجعلنى ابصر الكون من عيناكى فرفض قلبى ان ينبض لغيرك
اقترب منها اكثر والصق جبينه بجبينها وقال لها تنهدى
اضطربت وحاولت ان تبتعد ولكن هيهات ان تبتعد من بين احضان الاسد فشد على كتفيها اكثر وقال تنهدى
اضطربت وقالت بصوت مهزوز متلعثم ارجوك انت توترنى وترعد اوصالى اتركنى بالله عليك فانت فى مكان عملك
لم يستمع لاى حرف وكرر / تنهدى
لم تستطع الفرار مثل كل مرة ولم يكن امامها الاان تتنهد وهى ترتعد وانقبض قلبها وهى تراه يستنشق نفاسها وهو مغمض العينين وسعيد
عجبت منك ومنى يا منية المتمنى
ادنيتنى منك حتى ظننت انك انى
وغبت فى وجدى حتى افنيتنى عنى
يا نعمتى فى حياتى وراحتى حتى بعد دفنى
ابتعد عنها وهو مبتسم وقال دوما ما تنسينى الدنيا وانا بين يديكى وجلس خلف مكتبه
اما هى فهى فظلت مكانها شاردة ومتوتره من كلماته ومن قربه منها ومن اعلانها بانها زوجته
لاحظ هو ذلك فابتسم على حالها وقال الا تجلسين
اقتربت ببطء وجلست امامه دون ان تنطق ثم تذكرت امر سكرتيرته قالت / انت ذواق فى اختيار موظفينك
لم يفهم يحيى ما تعنيه فاكملت هى قائلة / لقد اخترت موظفينك وخاصة سكتيرتك على قدر عالى من الجمال والشياكة
ضحك يحيى فزادت وسامته وقال / فى هذه عندك حق فانا ذواق فى اختياراتى والدليل اننى قد اخترتك دونهم
لم تتوقع هى رده هذا فزادت فرحتها الداخلية لكنها قالت / هذا رايك انت ولكنها متيمة فقد رايتها تهندم من حالها وتنثر عطرها قبل الدخول اليك
شعر هو بما يجول فى خلدها فقام من مكانه وجلس على الكرسى المقابل لها ومال عليها وامسك يدها وقال ان كانت تعرف انى اعشق من هى اجمل منها بل اجمل نساء الكون لوفرت على نفسها ما تفعله . وان علمت انى لا اعشق الا عطر انفاس من ملكتنى لوفرت على نفسها ما نثر عطرها
ثم ابتعد قليلا عنها واعتدل فى جلسته وقال اردت ان اشترى لكى ملابس على ذوقى ولكنى خشيت الا يعجبك ذوقى
تجمعت فجاة الدموع فى عينيها فصدم مما راى وحدق فيها دون ان ينطق فهو لم يفهم سبب تلك الدموع فبكت بحرقة وقالت / اعلم ان مظهرى لا يليق بك وانت من اشيك الرجال واعظمهم واعلم اننى لا احمل من الجمال بما يقارن بشهندة او غيرها واعلم ان مستواى وبيئتى لا تتوافق معك والان انت تعترف لى بكل هذا ولكن بطريقة لا تجرحنى ولكنى اقول لك انى موافقة على كل ما ستفعله لى فانا بين يديك اعمل فى ما شئت حتى تجعلنى اليق بك ولن اتدخل باى راى يخصنى فانا احبك وارضى باى شىء يوصلنى لك ويجعلنى اليق بك و...
مد يده بسرعه ووضع كفه على فمها ليمنعها ان تكمل ما تهذى به وهو مصدوم فاغرقت دموعها كفه فارتعدت اوصاله فمد يده ومسح دموعها وهو لا يزال مصدوما من كلامها وجثى على ركبتيه امامها وقال / اهذا رايك في يا هنايا ؟اترينى احببت مظهرك ؟ الم تصدقى كل كلامى ؟ الم تصدقى كل شعورى واحساسى تجاهك ؟ ان كنتى حقا لا تصدقين فضعى يدك هنا وامسك يديها الاثنتين ووضع احداهما على قلبه والاخرى على رسغه وقال انتى طبيبة ولن اقول اكثر من انك تعدى نبضات قلبى عند رؤيتك او تقيسين معدل اشارات مخى الذى احييته بعد موته ستجدين ان كل شىء فى يتوتر وانا معكى فهل اضطرابى هذا لم يكن حب
ثم تنهد بعمق وقال يا هنايا انا لم اعد ارى غيرك وليس ذنبى ان تعلق بكى قلبى وانغلق عن غيرك صدقينى انا لم ارى اى جمال الا جمالك ولم تبصر عينى فى الكون اجمع الا انتى فالكون كله من حولى خلاء الا منكى
مستحيل انك تبعد حبيب عنك
حبيب لقى فيك كل اللى يتمناه
مستحيل تهرب ارتاح بقى وقرب
اصل اللى يحبك مايعرفش كلمة لأ
قلبك بقى حتة منى ارضى وطاوعنى
جواك سامعنى وليه مانعنى نعيش حياتنا وحبنا
لقد احببتينى وانا ميت فهل كنتى تعشقين فى جاذبيتى فاى جاذبية هذه فى شخص ميت . هل عشقتى اناقتى فاى اناقة هذه لميت بكفنه اسير سرير اتعتقدين انى اقل منكى عشقا لا والله لقد دخلت فى غيبوبتى وانا مع شهندة ولكن عقلى كان معكى وقد فديتها بنفسى لاحساسى اتجاهها بالذنب فانا المخطىء لانى كنت اسرع بالسيارة وعقلى مشغول بكى . مشغول بطيف امراة رايتها للحظات سلبتنى عقلى ورحلت
وعندما عدت للحياة وجدتك جوارى فمت على صورتك وحييت عليها وانتى لا تعلمين افلم يكن هذا عشق ؟
يا هنايا انتى اعدتى لى حياتى وانا سعيد بها لانى ساكملها معكى ولكنى اردت ان اهادى زوجتى ليس الا
وللمرة الالف اقول لكى انتى منى وانتى مرآتى فان كنتى ترين نفسك قليلة فانتى ترينى انا قليل
اغمض عينيه واخذ نفس عميق ولكنه شعر بملس كفيها يحتضن وجهه وتقول بهمس وانا لازلت عند رايى حبيبى انا ملك لك فافعل معى ما شئت فانا زوجتك وانت فقط من تملكنى
جذب راسها على حين غرة وقبلها قبله بث لها فيه شوقه اليها ولكنها مدت يدها فى صدره وابعدته عنها ولم تنطق
يا خافقى اهدا ها هى تتوسد صدرى
اهدا واخبر جسدى الا يرتعش
ها هى تدثرنى بجسدها وتخبرك لا تخف فلن نفترق
استكن فى يدها وخفف من روعتك
ونم بين جفنيها ومنها ومنى لا ترحل
وانعم بسكناك بقلبها ولا يراودك الشك فى غيابها
هى من اروتك العشق وصبت عليك غرامها
يا قلب لا تخف لن تبارحك فلا تزعجها بنبضك فى وريدها..
الشاعراحمد سليم
قام هو من امامها ومد يده لها وقال هيا يا سيدتى لنبدا رحلتنا
فى الفيلا عند يحيى
لقد سمعت مدام صفاء شهندةهى تكلم هشام وتقول له انها عندها اخبار هامة ولكنها لم تكمل كلامها عندما لاحظت ان مدام صفاء قد سمعتها
•تابع الفصل التالي "رواية عشقها الاسد" اضغط على اسم الرواية