رواية حواء بين سلاسل القدر الفصل التاسع عشر 19 - بقلم لادو غنيم
من قال أن الفراق جراح 'و'أن القرب شفاء'و من قال أن الحرمان إبتلاء' و من أدلى بأن أبن أدم عاصى'و'أنَ أبنت حواء منكسره'ألف كلمه'و'كلمه تقال لكنَ لا توجد كلمه تـصحح الجراح'و'تمحى الخيبات' من قلبً عاصى'و'قلبً منكسراً
ـــــــــــــ"
اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد 🌼
"
يدها الملوثه بدمائهِ و'بجانبهِ الإيسر مقصاً مزروعاً يذيد من تدفق دمائهِ لم يكن يصدق أنها قد طعنتهِ لتتخلص منهِ:
فزعت مخالب ثورتهِ تود الفكاك بها: لـكن هيئتها الخائفه بـرتعادً'جـعلتهِ يخمد ثورتهِ محاولاً الأسترخاء لـسحب المقص'فـاغمض عينيه لـبرهه'و'أمسك بـقبضة المقص متنفساً بـستعدادً'و'سحبهِ على الفور معلناً بـصوتاً متحشرج بـالإلم عما شعرا بهِ'و'القى بـالمقص أرضاً'تزمناً معا وضع يدهِ على جانبهِ لـيحبس من تدفق دمائهِ'
و'نظرا إليها فـوجدها تذداد أرتجافاً بدموعاً متدفقه مثل دمائهِ'فـقتربا خطوه إليها ليهدئها بصوتهِ الهادئ:
متخفيش أنا كويس'أهدي و خدي نفس أنا كويس"؟
تقابلت جميع أوجاعها لـتشن حروباً بلون قدرها'تثور عليهِ مثل العاصفه التى تود الفكاك بـجنس البشر:تعاتبهِ بصرخاة صوتيه مدوايه لـمجارحها:
أنا كنت عاوزاك تموت'زي ما موت أبويا'
كنت عاوزه أشوفك ميت قدام عينى عشان أرتاح'؟ أنتَ إيه أزي قادر تكون بـالقرف دا قاتل و خاين و جاحد معندش دم و الا مشاعر'!!رمتنى في المستشفى زي الكلبه و أنتَ هنا مقضيها قرف معا الحيوانه بتاعتك و على سريري'
أنتَ مفكر نفسك ايه فوق أنتَ و الا حاجه سامع و الا حاجه يا "جواد" أنتَ متستهلش حتى النفس اللي بتتنفسه أنسان أنانى و بشع'أنا عمري ما كرهت حد فى حياتى قد ما كرهتك'؟ أنا بكره الحظه اللى فكرتك فيها أمانى و قولت عنك حضنى الوحيد'بس لاء لو حضنى هيبقي معاك فـانا مستعده أرمى نفسي فى حضن النار هيبقي أشرفلى من أنى أرمى نفسي فى حضن واحد زيك'
واحد قاتل مجرم'خد منى أبويا و خد منى أمانى'و'فوق كل دا بيقطع فى مشاعري معا واحده زباله'معندهاش و الا خشا و الا حيا فيها بجاحة الدنيا'بس هى شبهك أنتو الأتنين زي بعض'
أنتَ أوحش حاجه فى حياتى أنا بكرهك سامعنى بكرهك"؟!
أستقبل عتابها الصارخ بـلون الدموع'بـصدراً عانق أوجاعها'رغم ثقل الحديث علي مسمعهِ فقد رآه ذاتهِ شاهد قيمتهِ داخلها'فكم شعر بأنهِ ضئيلاً بعينيها'صارة كلماتها مثل الثرب المهاجر ينهش بـخلايه يفتك بها'
لكنهِ حاول الثبات بقدر الأمكان'و'لم يعطيها أجابه لتلك التساولات التى لإزمة صراخها: و: بتلع حديثها ياويه بصندوق قلبهِ'
ثمَ صاره من أمامها متجهاً للحمام: لـيداوي جرحهِ فقد طعنتهِ بمقص الأسعافات فكانَ صغيراً فقط تسبب بجرحً بعرض عقلة الأصبع:
و حينما أصبح بـالداخل'أغلق الباب عليهِ'صاره للمرآة يبصر بهيئتهِ'و'باذنهِ مازالت تترددت كلماتها القابضة لأنفاسهِ: تعمق النظر أكثر'و'أكثر إلى هيئتهِ'و'كانهِ يبحث عن ما كانت تراه بعيونها الأيام القليله الماضيه'تلك العيون التى أعطت الأمر لفمها لتخرج ذلك الأعتراف القاتل لـكيانهِ:
رآه بشاعتهِ'و'ضعفهِ'و'أنكسارهِ'و'تلوثهِ'بحديثها الذي كانَ مثل الصفعه التى وقعت عليه لـتزيل الغمامه القذريه'من علي غشاوتهِ'
فـاخذ نفساً عميقاً'و'فـرغهِ بـالخلا'و'بدا بمداوة جرحهِ'
'و'بعد بضع دقائق دلف للخرج'
فرئها تـقف أمام المرآة'فـى حاله من الرهبه'تنظر ليداها الملوثتان بدمائهِ'و'تفوح من مقلتيها رائحة الدموع الدفينه بحزنها عما فعلتهِ'
فـتنهدا بـسترخاء، يعذب قلبهِ على حالها'
و'ذهبَ'و'احضر مناديل'و'عاده إليها مجدداً'ثمَ وقف أمامها ممسكاً بكفوفها'يزيل الدماء عنها'
فـرفعت مقلتيها تعاتبهِ بـقلبً مختنق من تراكم الإلإم:
ليه عملت فيا كدا: ليه تقتل أبويا'و'ليه توجعنى بـالطريقه دي'ليه ترمينى فى المستشفى و تيجى تقضيها على سريري مع "نهى" ليه بتكرهنى كدا'!!
تنهدا بـحديثاً هادئ دون النظر لها:
أولاً أنا مقتلتش أبوكى'غوايش'كدبة عليكِ'هى عملت كدا عشان'ياسر'هو اللى طلب منها كدا عشان يخليكِ تكرهينى و تبعدي عنى'أما موضوع المستشفى أنا مسبتكيش بمزاجى كان غصبن عنى لإنى رجعت شغلى فى الداخليه''كنت مجبور أفصل هناك أخلص شغل مهم بأمر من الواء'و'مرجعتش البيت نهائي غير من ساعه تقريباً'أما "نهى" فـانا مقربتش منها'هى فعلاً دخلت الأوضة من شويه بس أنا طردتها'و'دخلت الحمام عشان أخد دوش لأنى كان بقالى يومين مرجعتش البيت'و'ربنا شاهد آنى ملمستش حتى شعره منها'و'لو كنت عاوز أعمل معاها حاجه كنت عملتها فى أوضتها'و'عشان متقوليش عليا كداب هخليكِ تسمعى كل حاجه عشان تتاكدى بنفسك'؟
ترك المناديل من يدهِ بعدما أنتها من تطهير الدماء من عليها'و'صاره للفراش ونحنى و أخذ الجوال'
ثمَ عاده لها'و'جعلها تسمع المكالمه المسجله بين"غوايش"و'البارون'التى تم الإتفاق فيها عن ما ستفعلهِ لتوقع بها:
أصيبت بدهشه بعدما سمعت بأذنيها تلك المؤامره الوضيعه'فـذادة ترعداً بـشهقات بكائاً هزت وجدانها: كم أصيبت بخيبات أمل'تحاصرها مثلما تحاصر الذئاب الغزالاً الشارده بـاراضى الله'
اما هـو فلم يضيع الوقت أكثر'و'أكمل قول الحقيقه الكامله لها دفعه واحده ليفرغ ما يسكن قلبهِ:
جوازى منك كان مدبر'أطلب منى أتجوزك عشان أقدر أقبض علي "البارون" اللى مفهمك أن أسمه "ياسر" لأنه تاجر سلاح'
اما يوم الفرح أنتِ ممضتيش علي عقد الجواز يعنى بختصار بسيط بدون أمضتك العقد كان باطل'و'هو دا اللى كان مطلوب أن جوازنا يبقى باطل: عشان كدا يوم الفرح سبتك و مشيت عشان معملش، معاكى حاجه حرام'بس بعديها بيوم'و'أنتِ نايمه براحتك قدامى أستحرمتك علي عينى'و قومت و جبت قسميه الجواز السوري بتاعتنا'و'خليتك تبصمى
عليها و أنتِ نايمه'
عشان ميبقاش جوازي منك باطل'؟
و لما جاتى قولتيلى أنك متجوزانى محلل فكرتها لـعبه جديده من جوزك و فكرتك شريكته فى العبه'عشان كدا كنت بقسي عليكِ بـكلامى'لكن بعد كام يوم عرفت أن الكلب بيلعب بيكِ عشان كدا خوفت عليكِ لما'عرفة أنك متعرفيش حاجه عن لعبته'
أنا لو بشع زي ما بتقولى عنى كنت إستغليتك و عيشتك معايا فى الحرام و مخلتكيش بصمتى على عقد الجواز'بس مقدرتش أعمل فيكِ كدا حتى بعد ما تجوزتك مقبلتش أنى أقربلك عشان شوفة أنك عفيفه و طاهره'و'شوفت نفسي مدنس'متحرمه عليا لمستك عشان كدا قومت رغبتى فى أنى أملك
جسـ مك'لما الشيطان كان بيوسوسلى عشان أملكك كنت بستغفر و قول بينى و بين نفسى ليه عاوز تخليها مدنسه زيك ليه عاوزها تبقى زيك'
حرمتك علي قلبى و نفسي عشان تفضلى طاهره و عفيفه'يا "ريحانه" تصدقى أنك قبل ما تيجى كنت بقول لنفسي لإزم تتغير عشان تقدر تبقى معاها فيما بعد: بس بعد الكلام اللى قولتيه عنى عرفت إنى كنت هراهن علي حاجه خسرانه'
دلوقتى بقيت واثق أن قلبك عليا محرم حتى لو أتغيرت'
أستداره ليذهب من تلك الغرفه المليئه بـالجراح'لكنهِ توقف لثوانى'و'لتفت ينظر لها بجملتهِ الأخيره المحمله بـالحقيقه المؤاكده:
لو فى حاجه واحده حقيقيه في حياتك يا "ريحانه" فـ الحاجه دي هى أنا'
و'يكون فى علمك "نـهى"كنت محرمها عليا من يوم ما جأت هنا'أنا مش عارف هى قالتك إيه بس كفايه بقى لف و دوران الحد كدا'؟
التفت من جديد'و'غادر الغرفه بـسروالهِ فقط'اما هـى فلم تستطيع الوقوف علي ساقيها من شدة الخذلان'و'جلست على الإريكه'تـلوم حالها بـقطرات الإلإم' عم فعلتهِ'و'عما قالتهَ لهُ'
داخلها مثل مساكن قديمه يملئها الغبار الذي يخفى أثار المقتنيات الثمينه'فكانَ غبار قلبها يخبئ نغمات نبضها المطالبهَ بـعانقهِ و الأسف عما فعلتهُ بهِ'كم أصبحت فارغه من الداخل مثل الحفره الفارغه من المياه التى تسقيها'
مشاعرها المتدفقه بـحزناً عما فعلتهِ كانت مثل الحبل المتين الذي، يعقد عقدهِ حول قلبها ليذيد من أختناقها:
"
أما بـالحجره المجاوره فـتلقت "نـهى" صفعه أطاحت بها فـوق الفراش جعلته تثور بـستفسار:
ايه اللى بتعمله دا:؟
"جواد" حانقاً:
دأنا هطلع عين أهلك بقى أنا قضيت معاكِ وقت على سريرها'صحيح بجحه'
نـهضت بزمجره:
ااه هى الحكايه كدا'المزغوده بتاعتك خبصتلك عليا'ااه أنا قولتلها كدا عشان أكيدها:؟
تكديها ماشي يا روحمك خلى كيدك يفيدك'؟
القاها من أمامهِ بـقسوه'و'تجها للخزانه يفرغها من ثيابها تزمناً معا قولهِ الصاخب:
مش أنا اللى تعملينى لعبه'يلا خدي هدومك و مشوفش خلقتك تانى'؟
إتسعت مقلتيها بـذهولاً:
ايه متشوفش وشه تاتى لاء أنتَ بتهزر صح'
نظرا لها بـحتقارً!:
أنا فعلاً كنت بهزر لما كملت جوازي منك بس خلاص ناوي أصحح حاجات كتير قوى و أولهم أنتِ"
لأنك كنتِ غلطه و دفعة تمنها "ريحانه" يلا لمى هدومك و غوري من هنا أنتِ طالق سمعانى طالق يا "نهى"
تصادمة مشاعرها بنيران الرفض التى ذبحت قلبها'و'جعلتها تركض إليه بزمجره:
نعم طالق أنتَ بطلقنى عشانها'لاء يا "جواد" فوق مش أنا اللى أتساب عشان حتت بت زي الغندوره بتاعتك'أنتَ ملكى أنا و مش هسيبك لغيري'؟
القاها بعيداً عنهُ بـحنقاً:
أعلى ما فى خيلك أركبيه'يلا تلمى هدومك و تغوري من هنا'و'الورقه اللى بنا هتتقطع'و'بالله لو لمحتك بتقربي من مراتِ همحيكى من على وش الأرض'؟ و كلها دقايق لو ملقتكيش غورتى من البيت هنده على الأمن يطلعوكِ بره'؟
أعطاها ما تستحق من الكلمات'و ترك الغرفه'فـشنت صارخه بـرفضاً لما يحدث:
أنتَ بتاعى أنا و حتى لو سبتنى أنا مش هسيبك يا "جواد" مش هسيبك ليها"؟
ضربة الأرض بكفوفها'و'ظلت تفكر ماذا ستفعل لتعود له'و'تظل بـالمنزل:
ـــــــــــــــــــــــــــــــ يتبع
جزء صغنن من الحلقه عشان حبيباتى اللي بتتفاعل معايا♥و يكون في العلم باقي الحلقه مش، هتنزل غير لما ديه توصل لل 1500للايك أظن فى أكتر من 20أألف بنت بتقرء الروايه ودا حقي عليكم تتفاعله لأن أنا فى عز تعبي و خنقتى و الضغاطات اللي عليا بكتبلكم و بفضلكم علي مصلحتى الشخصيه
أتمنى توصله 1500 عشان أنزل باقى الحلقه🥺
انضمه لجروبي عشان تنزيل الريڤيوهات
رويات أديبة الأحساس العازف🎸لادو غنيم🌿
تركها تنوح بـصرخات باكيه متمرده على هذا القرار الضار لـكيانها'
ثمَ أتجها إلى حـجرة "فارس" حيث يغفوا أخيه'و'بجوارهِ "كريم'و'على الإريكه يجلس" مرعى"الذي لم يبدل ملابسهِ بـعد'و'فـور أن دخلا إليهم "جواد" بـسروالهِ فقط:
قطب"مرعى" جبهتهِ بـستفسار:
هـو الجو حر للدرجادي بره'!
"جواد" حانقاً تزمناً معا جـلوسهِ على التخت الفارغ:
"مرعى" اتمسا و قول يا مسا'
أدرك الأمر فقاله بـصوتاً منخفض:
قول كدا بقا مطرود من الأوضه'يا عينى عليك يا زمن بقا "جواد" باشا اللى كانت بتتهزله شنبات يطرد و بـى الباس من حتت شبر و نص حقيقي عجبت لك يا زمن'
رجعنا لبرطمة النسوان تانى يا "مرعى"
إستيقظ "فارس" على صياحهِ فـجلس بـستياء:
إستغفر الله العظيم يارب يا ناس عايز أنام شويه حرام عليكم'
"مرعى" بستياء:
و هـو دا بيت حد يعرف ينام فيه داحنا لو بنام فـى ئلب المعتئل مش هنصحا كل يوم على المصايب اللي بتحصل هنا'دأنا كلها يومين كمان و هحس أنى نايم فـى قلب معسكر اللي ميتسموش'
"فارس" بتائيد:
عندك حق و الله'
"جواد" بـصرامه:
بقولك ايه منك ليه ناموا و كفياكم كلام أنا مش ناقص صداع'؟
ناظرهُ أخيه بستيعاب:
ايه دا يا "جواد" أنتَ قاعد بـى البـوكسر كدا ليه؟!
"جواد" بـصرامه:
مزاجى جابنى أنى قعد كدا خلاص بقا خلصنا'!
"فارس" بستفسار:
هـو أنتَ مطرود من أوضتك و الا ايه'؟
فـزع من مجلسهِ بـزمجره:
مين دا اللي مطرود يالا أنتَ أتجننت و الا إيه'!!
تراجحت نظراتهِ بين الإثنين فـتلبك "مرعى" بـانكار:
أنتَ بتبصلى ليه هـو اللي قال مش أنا'
"فارس" بتصحيح:
أنا قصدي يعنى سايب أوضتك و قاعد بـالمنظر، دا ليه'
نام يا "فارس" و تمسا أنتَ و هـو'
هتفٕ حانقاً'و أخذ بنطال و تيشرت من الخزانه'و'رتداهم 'و'ترك الغرفه'فقاله أخيه:
شكلك مطرود يابن رضوان'
"مرعى" بتاكيد:
دا أكيد'يـخسارتك يا باشا تتطرد هقول ايه بس ربنا قوي علي كل قوي'
"فارس" بـسؤال:
بتقول حاجه يا "مرعى"
"مرعى" بـبسمه مرتبكه:
بقول ربنا ميطردلكم و لايه'
ــــــــــــــــ📌
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين "🌿للتذكره»
"
بذات الوقت بـغرفة "ريحانه" كانت تجلس برفقة"نسمه"التى تعانقها'لتخفف عنها'
"ريحانه" ببكاء:
دي كل حكايتى من أول ما تـجوزت ياسر الحد لما رجعت البيت النهارده:
أفصحت بكل ما بقلبها لـتفرغ قصتها بـفرحها و حزنها لنسمه'كم كانت تود أن يشاركها أحدهم هذا الحمل المرهق لـقلبها: و'بـعد أن إستمعت إليها بصدر رحب'ربتت علي ظهرها بـهدؤ:
أولاً شكراً من قلبى على ثقتك الغاليه دي'و'أوعدك أن سرك فى بير'
"ريحانه" بـتاكيد:
أنا متاكده من كدا و الا مكنتش هحكيلك كل حاجه'
عارفه يا حبيبتى و أن شاء الله مش هخذلك: خلينا بقا نتكلم فـى المهم أولاً "ياسر"اللى طلع أسمه" البارون"واحد حقير و ميستهلش يتقال عليه راجل أصلاً'و'خساره حتى أنك تفكري فيه'و'جوازك منه باطل لأنك بتقولى أنك ممضتيش على القسيمه'اما بـقى بـى النسبه "لجواد"مش هنكر أنه كان غلطان لما خدك طُعم عشان يوصل" للبارون" بس بردو حقيقى يعنى طلع جدع و شهم كفايه أنُه أتجوزك بجد و مقبلش انُه يعيشك معاه فـى الحرام'و'أثبت أنُه صريح لما جالك و حكالك كل حاجه بتفسه أحسن ما كنتِ تعرفيها من حد تانى'اما بـقى حوار الحيزبونه مرات أبوكِ دى فـى دا واحده أحقر من "البارون" مينفعش تسمعلها أصلاً لانها مش مصدر ثقه'و'اديكِ شوفتى بنفسك لما صدقتيها قـتلتى "جواد" دا لوله ستر الرب ليه كانَ زمانه ميت و كنتِ هتفضلى عايشه بذنبُه'؟
خرجت من عناقها تجفف دموعها بـجرح صوتى:
أنا معرفش عملت كدا أزي'أنا مقدرتش أمسك نفسى لما شوفت" نهى "على سريرى و سمعت منها الكلام اللى قالته'حسيت أن الدنيا أسودت و شوفت جواد هوَ السواد حسيت انُه سبب وجعى فى كل حاجه موت أبويا و خيانته ليا و حسيت بـى الوجع أكتر لما لقيتهُ مسالش عنى و سابنى مرميه فـى المستشفى'عشان كدا محستش بنفسى غير و أنا بـقتله'
ضيقت الأخري مقلتيهَ بـبتسامه:
طب بينى و بينك كدا من جواكِ مكنتيش خايفه عليه'؟
تنهدة بـحزناً مـغمور بـفيضان تدفق بمطر الشتاء'تناثرة نبضاتها بـتمرد فياض' يـمُطر عليها بـكلماتناً كـالنار بـ لليالى الشتاء القارصه:
لما ضربته بـالمقص حسيت بروحى بتتسحب منى'لما شوفت الدم كنت حسه أن قلبِ بيقتلنى'لـو كان جراله حاجه مكنتش هـقدر أكمل من غيرهِ'جواد'مش بس جوزي'لاء أنا بتعبره الأمير بتاعى الفارس اللى جالى و خدنى على حصانه بيرمح بيا لبعيد'تقدري تقولى كدا الحارس بتاعتى اللى متاكده أن لو حد فكر يقربلى هيكون مطلع روحه فـى أيدهُ'
جواد" بحس معاه بـخوف الأب اللى أتحرمت منهُ بحس أنى بنته دايما بيوجهنى و خايف عليا حتى لو بيحاول يخبئ'بحس معاه بحنان رهيب'أنا مش بس بشوفه "جوزي" لاء أنا بشوفه أبويا شعور غريب جميل عمرى ما حسيته معا أبويا اللى بجد:
تنهدة "نسمه" بـستحسان لكلماتها:
يخربيت مشاعرك يا "ريحانه" أنتِ دايبه دوب فى أبن خالى'أنتِ بتحبى "جواد"
كست الحُمره وجنتيها بـلون قرمزي بدموعً ممزوجه بكامل أوجاعها:
أنا معرفش إيه الحب يا "نسمه" بـس لو اللى حساه دا معناه إنى بـحبه فـ أنا عمرى ما هخليه يسبنى عشان متحرمش من الحاجه الحلوه اللى حساها دى'
و هـو مش هيسيبك يا حبيبتى'جواد'لو مش عاوزك بجد كانَ هيطلقك و مش هيهمه مهمه و الا غيرهُ'؟
طب موضوع "نهى" أنا مش، طيقاها'
مطقهاش المهم أنها غارت أنا قولتلك إنى شوفت "جواد" و هـو بيطلقها و بيضربها'يعنى خلاص ملهاش علاقه بيه تانى"جواد"لـريحانه و بس'
تـبسمت بنكسار:
ليا أيه بـقولك قالى أنى متحرمه عليه و على قلبهُ'؟
هـو قالك كدا لإنك عصبتيه أنما لـو غيرتى طريقتك معاه و تمسكتِ بيه صدقينى مش هيسببك و هيواجه قلبهُ و هيحبك بجد'
أصبحت ترتعد بـجبالاً ثلاجيه تـجلد بـقلبها الباكى بـحصار الفراق العليل لمخابئ قدرها'و'باحت بـنكسراً صوتى:
أنا مش هسيبُه لأنى من غيرهُ هبقى يتيمه بجد و أنا مش عاوزه أبقى يتيمه تانى'
لمست أوجاعها فكانت العون لها بـعناقاً أحتوئ رعدتها مربتَ عليها بـصوتاً متحشرج بـالبكاء تدعمها بـعطفاً:
أنتِ مش يتيمه أحنا كلنا معاكِ و ماما تبقى مامتك و خالو فوزي يبقى باباكِ أحنا كلنا معاكِ'
وجدت السلام بعناق قبطيه فـشددة من ذلك العناق الدافئ لتخمد ثورة أحزانها:
ـــــــــــــــ📌
يا حى يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شانى كله و الا تكلنى إلى نفسي طرفة عين«للتذكره🌿»
"
مرآ الوقت'و'عاده "جواد" للغرفه بـعدما هدآت ثورتهِ فـوجدها تغفوا على تختها فـ صارهَ إلى الإريكه'و'ممد جسدهِ لـياخذ قسطاً من الراحه'و'أغلق جفونهِ ليستقبل النوم'لكنهِ سمعها تـقول لهِ:
أنا أسفه'
قالتها'و'هـى تدفن رأسها بصدرهِ بعدما نـهضت من فوق تختها'و'آتت إليه تغفوا بـجوارهِ على الإريكه التى بـالكاد إتسعت لحملهُما'
لـم يُلبى نداء قلبهِ الذي يطالبهِ بـعناق خصرها و'الأجابه عليها'فـشعرت بـالحزن أكثر'و'عانقة صدرهِ بتمسك ذائد تزمناً معا كلماتها ذات البحه المكسوه بـغيمة البكاء:
عارفه إنى قولتلك كلام وحش بس قولت كدا لما فكرتك فعلاً قتلت أبويا و خونتنى معا"نهى"
أرجعى نامى مكانك يا "ريحانه"
حدثها بـهدؤ مغمض مقلتيهِ'فـشددة من التصاقها بهِ:
لاء أنا مكانى جانبك'
عارضها بذات الهدؤ المنافى لما يشعر بهِ من غضباً:
أسمعى الكلام'و'رجعى علي سريرك'أنا دراعى وجعنى و مش عارف أتحرك منك المكان ضيق'
طب تعالى نام جنبي علي السرير'
لاء مرتاح هنا'
و أنا راحتى معاك'و'مش هنام غير فى حضنك'
تنهدا بمحاربتاً لـنبضاتهِ التى ترهقهِ:
بلاش، مناهده و أسمعى الكلام قولتلك المكان ضيق و مش هيشيلك'
لو المكان مش هيشلنى شلنى أنتَ'
هـتفت ببحه منكسره من الخذلان'تجفف دموعها'و'لم تمضى سوا ثانيه و أعتلت فوقهِ تغفوا فـوق جسدهِ: ففتحَ جفونهِ بـتعجب ذادهِ أرهاقاً من ذلك القرب المحارب لهِ'فلم يكن يصدق ما فعلته فقد أطاحت ببرقع الحياء من عليها'و'صعدة فـوقهِ تغفوا فـاصبحَ جسداً واحد: و: قـبل أن يستوعب هذا الوضع النابش بصناديق شوقهِ إليها: سمعها تـقول ببحه ذادته أرهاقاً:
بما أن الكنبه مكنتش شلينى فـجسمك كفانى'و على فكره أنا عاوزه أبقى مراتك بجد'حتى لو أنتَ مش عاوزنى فـ أنا عوزاك'و'أول ما تخف عاوزاك تتمم جوازك منى أنتَ حقى'و'أنا عاوزه الحق دا'أنتَ قولت أنك شايفنى عفيفه و شايف نفسك مدنس عشان كدا محرمنى عليك'بس أنا شيفاك غير ما أنتَ شايف نفسك أنتَ طاهر و نقى حتى لو ملوث بشويه عيوب فـبقربى منك همحى كل التلوث و هظهر طهارتك بلاش تبعدنا و تحرمنا على بعض:'
ختمت جملتها برفع رأسها على صدرهِ'و'أبصرت بخضرويتيه التى تـهتز بـارهاق القلب و الجسد من حديثها الذي نشرا السرور و الشوق بكيانهِ'
مقابلة عينيهما مثل التقاء الشمس بـالقمر كونا هجين يجمع بين النيران و دفئ الليل هجيناً أوحى الكمال بـكيانهم و برز الشوق منهما'هجيناً أعطا الأنتعاش للقلب'و'الحاجه للجسد:
صدورهما إتحدت بنبضاً متبادل فوق بعضهما'و'أشارة العيون أتجاه رعدة الشفاه التى تسعى لتذوق هذا الشوق الجارف:
فكان الأقتحام حليف"جواد"الذي عانق وجنتها بيدهِ المتعافيه و حذبا وجهها إليه بـرفقاً لـيقبض على ورديتيها بـقبضان لوعتهِ بها:
يتبع
هستنا رايكم في الحلقه🥺
بعتذر من الكل لكن الأيام دي صعبه عليا جداً و عندي ضغوطات و مشاكل كتير و مش قادره أكتب و الا أفكر عشان كدا قررت أن الروايه هتقف الحد نهايه الشهر و من بدايه شهر 11 هيتم تكملت كتابتها يوم /11/1باذن الله: أتمنى محدش يزعل لكن ربنا اللى عالم بظروفى اللى حابب بنتظرنى هبقى مبسوطه جداً بيه و شكراً ليه مقدما♥🥺و اللي مش هيكمل متابعتها بشكره برده ♥ و بالله عليكم لا تدعولى كتير و اللى بيصلى مينسنيش في صلاته حقيقي محتاجه دعواتكم أوي والله🥺♥
•تابع الفصل التالي "رواية حواء بين سلاسل القدر" اضغط على اسم الرواية