رواية عراك التماسيح الفصل التاسع عشر 19 - بقلم منه عماره
الحلقه (19)
صعدت بالسياره جواره بخوف منه ومن بطشه
جهز هو كل شئ وأردف لها بتهديد قبل أن يدير المحرك ويقود :
- عارفه يا شاهى ، أقسملك برب العزه لو فتحتى بوقك بكلمه زياده عن اللى أنا معرفهولك ، لهاعمل فيكى حاجات إنتِ لا يمكن تتخيليها ..
إبلعت غصه مريره بحلقها ونكست رائسها بصمت ، نظر لها برهه ودار المحرك وأنطلق بالسياره
ظل الصمت يخيم على المكان وهو يختلس اليها النظرات دون أن تشعر ، الى أن أوقف السياره بداخل القصر مردداً :
- أنزلى
إنصاعت هى لأمره بتوتر ، وهى تبتلع ريقها بتوجس من المقبل
سبقها هو بخطوات طفيفه ، بينما إتبعته هى تقدم قدم وتأخر الأخرى
دلفا الى الداخل ليجد العائله جميعها مجتمعه يتسامرون وتتعالى ضحكاتهم
خيم الصمت على المكان فور أن وقفا أمامهم ،، وصدمه إحتلت أوجهه الجميع فور أن وجدو شاهى بصحبته
هرع الجميع إليها وأولهم عاصم ينظر اليها بتدقق ليتأكد أنه لا يتوهم وأن من تقف أمامه هى شاهى أبنة ناهد حقيقتاً
عاصم بتوتر : شاهى آآ
وقفت هى تفرك كفيها بعصبيه ، لاعنه آياه بداخلها ألاف المرات
تعرفت على عاصم ، تذكرته منذ أن كانت طفله وكانت والدتها تلتقى به ، وبالتأكيد تعرفت على سرين والشرقاوى الكبير ، وأدركت الآن أن هذا الأياس ينتمى الى هذه العائله ..
للحظه تمرد تفكيها وهى تناظرهم جميعاً بتوتر ، لربما ان أخبرتهم بما فعله بها هذا الوغد لإستطاعوا حمايتها منه ،،
هاكذا كان فكرها الذى أحتد بمجرد أن نظرت اليه لتلتقى بأعينه التى ترمقها بنظرات تحذيريه ،،
أخرجها من كل هذا صوت عاصم الذى يردد لإبنه بإستفسار :
- أنت لاقتها فين يا ابنى؟؟..
تنهد إياس تنهيده طويله قبل أن يقول ، ملقياً قنبله من العيار الثقيل فوق رؤسهم :
- شاهى مراتى .. يا بابا
صدمه قويه أعتلت أوجهه الجميع فور ان نطق بكلماته
ليصيح عاصم بهياج :
- مراتك ازااااااى يعنى ؟؟ أنتوا بتستعبطوووووا ....!!!
أردف بتبرير : يا بابا آآآ
قاطعه صارخاً بوجهه :
- بابا ايييييه وزفت ايه ، إنت خليت فيها بابا ، رايح تتجوز من ورايا يا إياس .... خلاص أنا موووووت علشان تتصرف من نفسك من غير ما ترجعلى
ضمته سرين سريعاً مردده :
- بعد الشر عليك يا بابا ، إهدى أنت بس وهو يفهمنا عمل كدا ليه
أكمل عاصم بهدوء وبحزن جم :
- يفهمنا ايه يا بنتى ، ما خلاص الباشا راح اتجوز .. ومين؟!.. شاهى
إنسابت عبارات شاهى بغزاره لم تتوقع أن تكون موقع أتهام ، ولكن تصلبت مكانها عندما إستمعت الى عاصم يردد مكملاً حديثه بهياج :
- راح أتجوز شاهى اللى أمها موصيانى عليها قبل ما تموت
خنجر مسموم غُرز بقلبها لتوه ، عدة طعنات تلقتها لتوها
أمها .. أكسير الحياه بالنسبة لها تركتها ... ورحلت
بدايتاً ذهب والدها وتركها لذئاب بشريه تنهش بها وتود سلب روحها
والآن والدتها تذهب بنفس الطريقه لتتركها لذئاب أخرى
تمتمت بقهر : أمــــــى
للحظه لم تعد قدميها تمتلك القدره على حمل ثقل جسدها الهزيل
لتسقط أرضاً مغادره هذا الواقع بإرادتها البحته
إلتقطتها يداه سريعاً وهو ينظر اليها بخوف ،،
كان يخشى عليها من هذه اللحظه كان مدرك كامل الأدراك أنها ستنهار ، يعلم أن والدتها أهم شئ بحياتها
كانت نظراته تنم عن رعبه عليها
تبادلت النظرات بالمجلس بين القلق والتوتر ،، لم يهتم هو بأى كان وقام بحملها سريعاً ضاماً إياها الى صدره
متجهاً بها الى غرفته لفحصها ،،
دفع الباب بقدميه وتوجهه صوب الفراش واضعاً إياها برفق وكأنها جوهرته الثمينه الذى يخشى عليها حتى من الهواء
وقف يلتف حوله بتوهان ، بحث بعينيه عن اجهزته الطبيه الذى يحتفظ بها بغرفته للطوارئ الى أن وجدها
هرول إليها سريعاً وأخذها وبدأت يتفحصها بتركيز
يبدو أنها بحاله هزيله للغايه ، الشحوب يعتلى وجهها ، وشفتيها زرقاء
أزال حجابها لتستطيع التنفس فإنسدلت خصله حريريه مظلمه فوق وجنتها
دقق النظر بوجهها الذابل ليخفق قلبه بقوه على هذه الحاله التى آلات إليها
نظر الى هذه العبارات المعلقه بأهدابها الطويله ، ورفع يده بتلقائيه لإزالتها
سرت رجفه سريعه بجسده فور أن لامست يداه وجنتها الناعمه
سمعها تتمتم بشئ ما غير مفهوم فآقترب منها بأذنيه ليستمع ما تتمتم :
- مـ ماتسبنيش ، يا ماما .. أنا ماليش غيرك .. مـ اتسـ بنيش
نظر لها بألم مبتلعاً هذه الغصه المريره بحلقه ،،
رفعها برفق ضاماً إياها بحنان متناهى وربت على ظهرها وشعرها مردداً :
- إهدى يا حبيبتى .. أنا معاكى ولا يمكن أسيبك يا شاهى
¤¤•¤¤•¤¤•¤¤•¤¤•¤¤•¤¤
- شذا ممكن تكونى مكانى إنهردا مع الدكتور
أردفت بهذه الكلمات فتاه ما وهى تقف أمام شذا
نظرت لها بضيق وأردفت :
- أيوه بس أنا خلصت الشيفت بتاعى إنهردا
رمقتها الأخرى برجاء ، قائله بتوسل :
- أرجوكى يا شذا ، أنا لازم أروح بدرى إنهردا أصل سايبه الواد مع ماما وهيا لسه مكلمانى وبتقولى حرارته مرتفعه وتعبان
تنهدت مردده : ماشى يا ليلى روحى خدى أذن وامشى وانا هاكمل شغلك ، وابقى طمنينى على إبنك
ليلى مبتسمه : تسلمى حبيبتى
وتوجهت صوب الخارج ركداً ، بينما إستعدت شذا فيبدوا أنها اليوم سوف تبيت بالمشفى لتكمل عمل زميلتها !!..
¤¤•¤¤•¤¤•¤¤•¤¤•¤¤•¤¤•
جلست بغرفتها وهى تشعر بوغزه بداخل قلبها بعد الذى صرح عنه إياس علنناً
ضمت مليكه ركبتيها الى صدرها وهى تتذكر ما حدث للمره التى لا تعرف عددها ..
كانت مشاعرها أبتدت بالتحرك نحوه ، ولكن بعد ما أعلن عن زيجته ، أنطفأت جميع الأمال بداخلها..
أمتلأت مقلتيها بالعبرات فيبدو أن هذه المشاعر ستظل بداخلها ، ولا يسمح لها بالبوح بها ،،
وأغمضت عينيها عاقده العزم على التخلص من هذه المشاعر .....
¤¤•¤¤•¤¤•¤¤•¤¤•¤¤•¤¤•
أستعدت للذهاب للقوات الخاصه بعد أتصال اللواء مهاب بها طالباً إياها
قرعت الباب بخفوت ، وتقدمت دالفه عندما أستمعت الى صوته يأذن لها بذالك ،،
جلست أمامه وهى توزع أنظارها بين كنان الجالس بهدوء ويبدو عليه الا مبالاه ، وعلاء كذالك
نظرت للواء وأردفت :
- خير يا سيادة اللوا حضرتك طلبتنى
اللواء(مهاب) : ايوا يا سرين ، كنت عاوزك تعرفى أن قضية نهى أتحكم فيها
إنتصب كل تركيزها عليه ليكمل قوله :
- وتم القبض على كمال الشناوى لما أتأكدو أنو متورط
إتسعت إبتسامتها عندما أخبرها اللواء بهذا الخبر السار ..
وأخيراً .. تخلصت من هذا الرجل الذى تبغضه كثيراً
رددت : الحمدلله اننا خلصنا منه ، دا كان على قلبى زى السم ...
كنان : ايوا بس هو كدا حياته فى خطر
رددت : ليه يعنى ؟
كنان : لأنهم أكيد هايحاولوا يخلصوا منو اما يحسو أنه خطر عليهم
أخذت تفكر بكلماته جيداً ، فأستأنف هو ليصدمها :
- علشان كدا إنتِ هاتكونى المحاميه بتاعته
- نـــعــــم ....!!!
صاحت بصدمه ، فرمقها بنظرات كادت تحرقها فإبتلعت لسانها تماماً
علاء : سرين أحنا لازم ناخد منو معلومات ، وماينفعش نجيب محامى غير ، ولا نثق بحد غيرك وخصوصاً فى الموضوع دا
صمت قليلاً تفكر بعمليه بحديثه الذى يبدو أقنعها قليلاً ، أردفت بضيق :
- أيوا بس آآآ
قاطعها التمساح بحزم :
- مابسش ، فرصه قدامنا ومش هانضيعها ..
نظرت له قليلاً وصمتت تماماً
¤¤•¤¤•¤¤•¤¤•¤¤•¤¤•¤¤•
دلفت شذا بصحبة الطبيب بعد أن اخذت العمل الأضافى
ربت الطبيب علي كتف أسلام برفق مردداً بعمليه :
- عامل ايه انهردا يا سيادة النقيب
إبتسم له إسلام بألم طفيف وأردف :
- تعبان والله يا دكتور
الطبيب : معلش ، لازم تتالم فى الفتره الحاليه لأن جروحك لسه مالمتش ، ان شاء الله تتحسن ف أقرب وقت
وخرج ومعه شذا ، أردف :
- تديلو حقنة (..) كل ست ساعات يا شذا وتابعى حالته بإستمرار
رددت : حاضر يا دكتور
¤¤•¤¤•¤¤•¤¤•¤¤•¤¤•¤¤•
دلفت مليكه غرفتها وهى تحمل بيدها فلاشه أعطتها لها أحد رفقاتها
لتجمع لها عليها بعض الأشياء
ولكن لسوء الحظ هذه الفلاشه تشبه فلاشة سرين بدرجه كبيره
قامت بقتح أحد الأدراج وقامت بإلقائها بداخله حالياً.....
¤¤•¤¤•¤¤•¤¤•¤¤•¤¤•¤¤•
كان يجلس أمامها ينظرها وهى نائمه مثل الملائكه تذكرها منذ ان كانت صغيره .
فهو لاقاها من قبل عندما اتت والدتها الى أبيه تحدثه بشأن والدته وهى كانت معها
أفاق من شروده بها عندما فتحت عينيها ببطء ،،
رفعت يدها بوهن واضعه اياها فوق رائسها التى كادت تنفجر من الألم
نظر لها مبتسماً فيبدو انها أستعادت وعيها الأن
كادت أن تقوم من نومتها ، ولكنه وضع أنامله على كتفها ، مانعاً إياها من النهوض وهو يردد بخفوت :
- خليكى مرتاحه
إنصاعت له بصمت وظلت بوضعيتها السابقه
ظلت صامته شارده أمامها بوجوم جامد مسلطه ناظربها على نقطه ما فى الفراغ وهى تتذكر والدتها وما سمعته من عاصم قبل مغادرتها هذا الواقع المؤلم
ظلت على هذا الوضع فتره بينما شعر هو بغصه مريره بحلقه وهو يراها بهذه الحاله منتظراً منها أى ردة فعل
إقترب منها ورفعها ضاماً إياها الى صدره بحنان بالغ وردد بألم :
- شاهى عيطى أصرخى أعملى أى حاجه بس بلاش تفضلى على الوضع دا
ظلت بين يديه ساكنه تماماً تتحرك مع يده التى تهزها وكأنها مسلوبة الإراده
كل ما بداخلها وأمام عينيها الآن هى والدتها التى تركتها وغادرت بعد أبيها
تركها لذئاب بشريه متجسده علي هيئة أخوانها ، لا تعرف الرحمه الطريق الى قلوبهم ..
هزها هو مجدداً وهو يردد بقلق :
- شاهى ، ماينفعش تفضلى كدا ، صدقينى هاتتعبى ...
أغمضت عينيها بألم متجاهله كلماته تماماً
ضمها مجدداً وبعد دقائق شعر بألنفاسها المنتظمه ، فتأكد من نومها فوضعها برفق على الفراش داثاً إياها جيداً بالغطاء ، لتنعم بنوم هادئ مريح
** فى مكان مظلم كانت تسير بالكاد تكون أن ترى ما أمامها
سمعت صوت مألوف عليها يناديها فإلتفتت بسرعه لترى والدتها تقف مرتديه فستان هادئ من اللون الأبيض
إقتربت منها عدة خطوات ورددت وإبتسامه سعيده تزين خصرها :
- أمى إنتِ بجد حقيقى ، ماموتيش ، إنتِ قدامى
أكملت بدموع : واحشتينى أوى يا مامى
والدتها (ناهد) : مش عاوزاكى تعيطى يا شاهى ، أرجوكى كونى مبسوطه يا حبيبتى
أردفت : إزاى وانتِ بعيده عنى ، انا محدش بيحبنى غيرك
رددت الأخرى بنفى :
- لا يا حبيبتى ناس كتير بتحبك ونفسها تبقى معاها
شاهى : مامى آآآ
قاطعتها بحزم : ماتقوليش حاجه يا شاهى ، إتبسطى فى حياتك يا حبيبتى ، وماتزعليش ولا تبكى ، دموعك بتعذبنى ...
وأخذ طيف والدتها يبتعد تدريجياً ، الى أن أختفى تماماً ، أمتلأ المكان بالعتمه
أخذت تتلفت حولها وهى تقول بهستيريه :
- مـاامـى ... مـاااامــى .. إنتٍ روووحتى فين؟؟....
- مـااااامــــــااااا
صرخت شاهى بها وهى تنتفض مذعوره من الفراش
نهض من جوارها بخوف فور أن استمع الى صرختها
ثوانى حتى أستوعبت الموقف فإنفجرت باكيه بحسره ،،
نظر لها بإشفاق وحزن ظاهر على محياه ، وسرعان ما سحبها برفق الى صدره ضاماً إياها بحنان
إستسلمت هى له واضعه رائسها على صدره وأردفت بصوت متقطع من البكاء :
- ليـ ـه .. ليه مـ مشيت وسا بتنى؟؟ ، ليـ ـه أنـ اا محتا جها اووووووى
شدد على ضمها وهو يمسح على خصلاتها وظهرها برفق حانى وردد :
- ششششش أهدى ، هيا دلوقتى فى مكان أحسن من هنا بكتيييير
أردفت بصوت متقطع :
- سـ سابـ تنى .. لـ لوحدى
زاد من ضمها ، لو كان بإمكانه إدخالها بين ضلوعه الأن لفعل هذا بدون ادنى تردد
وضع إصبعيه أسفل ذقنها رافعاً وجهها ، لتلتقى أعينهم وهو يردد بثقه :
- أنا معاكى ومستحيييييييل أسيبك ....
- يتبع الفصل التالي اضغط على (عراك التماسيح) اسم الرواية