Ads by Google X

رواية جوازة ابريل (2) الفصل الثاني و العشرون 22 - بقلم نورهان محسن

الصفحة الرئيسية

       

رواية جوازة ابريل (2) الفصل الثاني و العشرون 22 - بقلم نورهان محسن

الفصل الثاني والعشرون (استغلينا بعض) ج2
                                    
                                          
 


لمس بلطف جزءًا فى قلبي ، بينما كان كل شيء من حولي قاسيًا ومؤذيًا.



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



فتحت أبريل عينيها بعد أن استيقظت من نومها العميق ، في صباح اليوم التالي على صوت رنين هاتفها.



نظرت إلى الساعة من خلال جفنيها المغمضين ، علي الفور جحظت عيناها خوفاً من تأخرها في النوم حتى العاشرة صباحاً.



أخذت نفسا طويلا قبل أن تضغط على زر الرد ، ليأتيها صوت رجولى جذاب يقول : صباح الجمال



عقدت ابريل حاجبيها اندهاشاً ، وردت بنبرة ناعسة : صباح النور .. مين معايا؟



أتاها صوته ببحة جذابة ممزوجة بالمكر : بقي في واحدة تنسي صوت خطيبها حبيبها يا بندقة .. هتزعليني منك وانا زعلي صعب اوي .. 



استقامت بظهرها علي السرير بمجرد أن أدركت هويته ، لتسمعه يتابع بنبرة أكثر خبثًا : مجرباه انتي .. ولا دي كمان نسيتيها؟



جفلت خفقات قلبها خجلاً فور سماعها كلماته الوقحة ، ثم دمدمت سخطاً من بين أسنانها : اظاهر ان مفيش حل في قلة ادبك دي .. ثم انت جبت رقمي منين!! 



ختمت ابريل حديثها بذلك السؤال بحيرة ، ليجيب عليها بشفافية : لما سيبتيني عندك لوحدي في اوضتك وروحتي تجبيلي التلج



استولت الدهشه علي نطقها بسؤال مضحك : يعني نشلت الرقم؟!



استمعت أبريل إلى ضحكاته الرجولية قبل أن يرد عليها بهمس ساحر أربك نبضها : اعمل ايه في اللي مغلباني ومكنتيش راضية اخد رقم تليفونها .. مالقتش غير اني اعتمدت علي نفسي عشان اوصل لأرق بندقة شافتها عينيا



انتفضت ابريل من الفراش واقفة بتوتر ، وصاحت بنفاذ صبر : ممكن تجيب من الاخر وتقولي متصل من النجمة عشان ايه؟



_وحشتيني .. ربع ساعة وهعدي عليكي تكوني جاهزة عشان رايحين مشوار



أنهى باسم كلامه بنبرة آمره ، وجاءه صوتها مستنكرًا ببحتها الناعمة : دا ايه العشم اللي بتكلم بيه دا وانا اجي معاك مشاوير بأمارة ايه؟!



رد عليها ساخراً : بأمارة اني خطيبك يا قرة عيني .. و مش كل مرة هتقومي من النوم مشدودة فيشة مخك كدا



قهقهت أبريل بشكل مصطنع ، وهي تلعب بأطراف ضفيرتها الأشعث ، وتضع يدها على خصرها قبل أن تخبره بترفع : لذيذ اوي .. سوري مضطرة احرجك وارفض .. عندي انترفيو مهم خلي مشوارك دا يوم تاني



 
                
حادثها باسم بصيغة مماثلة : ماينفعش مشغول الكام يوم دول وبالعافية فضيت نفسي عشان نعمل المشوار دا



استفهمت ابريل بفضول : ويطلع ايه مشوار المستعجل دا



باسم بإيجاز : لما اشوفك هقولك



ابريل بحدة : والانترفيو؟



باسم بتفكير : هو ضروري يعني؟



هتفت ابريل بإصرار : طبعا ومهم جدا كمان .. دا مستقبلي مش كفاية السفرية اللي فوتها عليا



صمت باسم عدة ثوان مفكراً ، ثم قال بهدوء : خلاص جهزي نفسك وهعدي عليكي اوديكي الانترفيو .. وبعد الضهر نشوف مشوارنا يا روح قلبي



هزت رأسها نافياً ، وكأنه يرآها ، قبل أن تهتف باعتراض متكهم : لا ماتعديش .. مش عيلة هتوديني المدرسة؟



باسم بنبرة متسلطة : لو بعد 15 دقيقة ماكنتيش قدام باب البيت واقفة ومستنياني الدقيقة ال16 هكون جوا اوضتك



_ما...



نظرت إلى الهاتف بعينين جاحظتين بعدم تصديق ، حالما انقطعت المكالمة فجأة ، وتمتمت بترنيمة غاضبة : دا قفل في وشي بجد ماشوفتش حد قليل الذوق وبجح زي البني ادم دا .. يالهوي لا يعملها المجنون دا!!!



هكذا أنهت حديثها مع نفسها بتوتر ، وهي تتجه نحو خزانتها ، وفي داخلها علامات استفهام كثيرة حول هذا الباسم الذي يبدو أحياناً دافئاً وحنوناً عند الحديث معها ، وأحياناً أخرى يتحول إلى شخص جريء ومستفز ومتسلط ، بينما بدأ عقلها في إستعادة ما حدث بينهما الليلة الماضية.



flash back



جلسا كلاهما على العشب الأخضر في الحديقة الأمامية عند باب شرفة غرفتها ، بناء على طلب أبريل ، التي شعرت بالهواء من حولهما ينسحب بسبب حرجها من انفراده بها فى غرفتها.



_وماهربتيش ليه لما جبتلك الفرصة دي .. ايه غيرلك رأيك في يومين بس؟!



باغتها بهذا السؤال المباشر ، حالما انتهت من سرد ما حدث في مقابلتها مع مراد ، فيما صبغ الارتباك ملامحها وإستملك بالقوة على نغمة صوتها عندما قالت : يعني خطر في بالي انه يكون فخ من مصطفي .. عشان كدا انكرت خالص اي حاجة تربطني بيه .. وفهمت اللي اسمه مراد دا ان اللي اتكتب فعلا اشاعة انا...



تمركزت نظراته الثاقبة داخل فيروزيتها ، محاوراً اياها بثقة : حتي لو فخ .. انتي متأكدة انه كان هيسفرك .. وكان هيقدملك فرصة الشغل اللي بتحلمي بيها .. كان هيعمل اي حاجة يخليكي بيها تبعدي عني وتقربي منه تاني




        
          
                
برمت ابريل شفتيها ، وهي تفكر في صدق كلامه ، ثم تمتمت بهدوء مخالفا لاضطراب عقلها : اقرب من واحد عايزني نزوة في حياته .. وكل الاحتمالات اللي قولتها انا فكرت فعلا فيها .. بس هو كان هيعمل كدا لوقت معين ولما يوصل لغرضه هيسيبني يعني في كل الاحوال هيرجع يغدر بيا



تابعت بصوت يملاءه العزم : وانا مش هرضاها علي نفسي مهما كان التمن اللي هيقدمه ليا



مرت ثواني ، وهو يفكر في شيء ما قبل أن يمد يده إلى جيب بنطاله الخلفي ، ليخرج دفتراً ، ثم أخذ يديها ووضعه بينهما ، وهو يتحدث بصوت هادئ : باسبورك دلوقتي بين ايديكي وليكي حرية الاختيار عايزة تكملي ولا لسه عايزة تهربي؟!



أخفضت بصرها إلى جواز السفر بين كفيها للحظات قبل أن تعيد نظرتها المتفاجئة من موقفه الذي تغير تماما في يومين فقط ، ثم أجابته بنبرة صادقة : لما كنت بهرب زي ما انت مسميها دا عشان مكنش جنبي حد ولا في ايد بتتمد وتلحقني .. فكان لازم اعتمد علي نفسي واخد القرار لوحدي .. حتي لو هيوجعني .. حتي لو من جوايا مش عايزة امشي .. يمكن اللي خلاني مهربتش المرة دي .. عشان مابقتش حاسة شايلة الشيلة لوحدي .. عشان بقي موجود للي يقاسمني فيها.. 



_ولا انت ناوي تخلع؟



مازحته بهمساً مرتعشاً ، تباعثت الرعشات في جسدها فور أن مال بجذعه نحوها ، ليمسح قطرات دموعها التي سقطت دون وعي منها ، بينما هى محدقة فى ابتسامة ذات جاذبية لا تقاوم تعلو فمه بعينين مهتزتين ، ووجنتاها مشتعلتين خجلاً من صمته المربك ، قبل أن تكمل قائلة بعذوبة مبحوحة نقشت على جدران ذاكرته : ايه البصة دي خلاص ماتتغرش في نفسك اوي كدا .. يارب ماندمش علي قراري دا بعدين



ضحك بصوت عالٍ على مزحتها ، قبل أن يخبرها بلهجته الواثقة الجذابة : مش هتندمي .. تعرفي عجبتيني لما سمعت بحكاية حرقك لفستان فرحك قبل ما تهربي وكمان بتعجبني اوي نظرة القطة الشرسة اللي جوا عيونك دي انتقامها مش هين خالص



تحولت نظراته اللينة إلى أخرى غامضة ، وهو يتابع حديثه بهدوء يتخلله تحذير جدي : بس القطط معروفة بغدرها .. وانا الغدر عندي خط احمر يا ابريل



ضيقت ابريل عينيها بنظرات حائرة من تناقضه الغريب ، لتقول بدهشة ملحوظة : هي مش حاجة تضحك ان واحد بأخلاقك وطباعك بيكره الغدر؟



هب الهواء اللطيف من حولهم ، مداعباً شعره الناعم ، ليرفعه عن جبهته كما يفضله ، ثم سأل بصوت متعجب : لدرجة دي فكرتك عني هباب اوي كدا!! ممكن اكون بكدب كتير وبخترع قصص اكتر عشان امشي اموري وبعرف اتعامل مع البشر كويس وخصوصا مع الستات .. بس عمري ماغدرت وصدقيني معنديش اي نية وحشة ناحيتك .. كل اللي محتاجه منك انك ماتغدريش 




        
          
                
لمع الصدق في عينيها تحت ضوء القمر الذي يسطع عليهما من السماء المرصعة بالنجوم : انا مش غدارة .. لما عملت اللي عملته .. كنت في عز صدمتي .. مش سهل ابدا تحط املك وايمانك في شخص ويخونك او يغدر بيك او يبيعك 



_بس انتي مكنتيش حاطة كل املك في مصطفي ماتنكريش عشان شايفاها في عينكي .. والا مكنتيش قدرتي بسهولة اوي كدا تسيبيه ودا اللي مخليه محروق اوي منك



تابع مؤكداً حينما لم يأتيه أي رد منها : مادام ماجادلتيش زي عوايدك يبقي انا كلامي صح



للمرة الثانية لم تعقب علي ما قاله ، بل وجهت له سؤالاً حذراً : ممكن سؤال وتجاوبني بصراحة؟



وافق بإيماء من عينيه ، فتساءلت بحيرة : ايه خلاك تسكت قدام الصحافة مع ان كان عندك فرصة تسكتني؟



_يمكن اللعبة عجبتني



رد عليها بلهجته العبثية بعد أن قرر أن يلعب معها قليلا لتلطيف الجو الحزين الذى سيطر عليهم ، فنفخت خدودها بتذمر محبب ، وهي تقوم من الأرض : تاني بتراوغ مفيش فايدة فيك



نهض خلفها على الفور ، ولف أصابعه حول عضدها بعد أن دلفت إلى الداخل ، جاذباً اياها نحوه بخفة ، وقال بغضب مكبوت : ما انتي كمان بتمشي من دماغك وانا ماكلمتش



ارتجف جسدها نتيجة اقترابه الشديد ، فتقهقرت خطوة إلى الوراء بعد أن سحبت ذراعها من قبضته مع الدهشة الواضحة في سؤالها : يعني ايه مش فاهمة؟!



ضاقت عيناه الرماديتان بنظرة خطيرة ، واقترب منها خطوة مجيبا سؤالا بسؤال مستعجب : بتركبي عربية مع ناس غريبة ليه؟! تعرفيهم قبل كدا عشان يقولولك تركبي تروحي تركبي ببساطة كدا!!!



تراجعت ابريل خطوة إلى الوراء ، وسألته وهي تشير إليه بإصبعها السبابة بإستخفاف استفزه : اومال كنت هتصل بيك قبلها عشان استأذن منك مثلا؟!



أنهت عبارتها بسخرية تامة ، ففرك ذقنه الخشنة بأصابع يده مردداً بهدوء غريب يحتوي على الغضب والسخط من هذا التصرف الأحمق من جانبها ، حتى لو كان هذا الموقف من تخطيطه الخاص : بتتريقي صح .. وفيها ايه لو اتصلتي تاخدي اذني قبلها؟!



مع كل كلمة كان يخطو نحوها خطوة ، وهي تتراجع خطوة مماثلة إلى الخلف ، ناظرة إليه بعينيها الساحرتين بتحدٍ يتناسب مع لهجتها الساخرة : وانا اخد اذنك عشان ايه فاكر نفسك مين..؟



أخذ خطوة أكبر إليها ، فابتعدتْ بسرعة الى الخلف ، فاصطدم ظهرها بالحائط مم جعل صرخة خافتة تهرب من بين شفتيها ، وهو يدنو إلى مستواها ، في مواجهة عينيها بخاصته الرماديتين اللتين أشعل بداخلهما شغفًا غريبًا ، وهو يتمتم بهمس تحذيري : وبعدين في لسانك للي اطول منك دا...




        
          
                
حبست أنفاسها في صدرها بترقب خائف لمع بفيروزيتها ، فأضاف بحزم صارم : مهما حصل بعد كدا ماتركبيش عربيات مع اي حد ماتعرفيهوش فهمتي ولا اعيد من الاول؟



أدارت رقبتها إلى اليسار بإنزعاج ، وهى تمسح الرذاذ الذى خرج من فمه أثناء حديثه متطايراً عليها ، مرددة على مضض ، وهي تدفعه بعيدًا عنها بنفاذ صبر : طيب .. بس كفاية تفافه بقي .. كفاية هتخرم عيني!!



نفخت الهواء من صدرها بارتياح عندما ارتفع بقامته ، وتراجع خطوتين إلى الخلف ، فنظرت إليه متحدثة بصوت مرتبك ، مغيرة مجرى الحديث : ايه حكاية البنت اللي كانت معاك في المطعم .. انت كنت بتقدملها خاتم خطوبة مش كدا؟



نظر إليها باسم بصمت للحظات ، مصدومًا من سؤالها ، قبل أن يدير لها ظهره ، ويتجه نحو الأريكة ، ليجلس عليها، ويجيبها بهدوء. : حاجة زي كدا .. بس انا كنت ناوي في الحفلة اعرفها بعيلتي



تقدمت منه أبريل ، وجاورته على نفس الأريكة ، ولكن حرصت على ترك مسافة بينهما ، ثم تابعت أسئلتها بتوجس : وليه ماكنتش موجودة؟



استرخى في جلسته ، شابكاً يديه خلف رأسه ، ونظر إلى الأمام ، وخرجت من جوفه تنهيدة عميقة : عشان غدرت بيا .. وماجتش في المعاد وسافرت



إتسعت عينيها بدهشة ، ثم وجهت إليه إتهاماً مندفعاً : دلوقتي بس فهمت انت استغلتني عشان تنقذ موقفك قدام عيلتك



أعاد عدستيه الفضية إلى فيروزيتيها متلاطمة الأمواج ، يتعمق في بحورها ، ليقول بصوت أجش : انا وانتي استغلينا بعض .. انا وانتي احتاجنا نفس الحاجة في نفس اللحظة



أربكها تحديقه المستمر لها ، فعقفت حاجبيها ، وقالت بإستفهام ناعم النّبرة : وهي سابتك ليه؟



رفع باسم كتفيه العريضتين متظاهرا بأنه لا يعرفه ، ثم تمتم بذات النبرة ، وهو يتأمل ملامح وجهها الرقيق : بس عارفة انا حاسس دلوقتي نفس احساسك ناحية مصطفي .. عشان مكنتش حاطط املي الكامل فيها



انكمشت ملامحها بإعتراض على حديثه ، وردت بلهجة حانقة : ماتقارنش نفسك بيا انا كنت هتجوز ودلوقتي كان زماني بخطط لجوازي .. كنت مبسوطة وانا بختار جهازي .. بس انت كان باين عليك انك بتستغل البنت دي لغرض في دماغك .. تقدر تنكر؟



إبتسم لها ببرود مستفز ، قبل أن يتمتم بخفوت : لا مابنكرش



حمحم باسم بخشونة ، وتابع بنبرة اكثر اتزاناً وعمقاً : خلينا في الاهم لازم نحاسب كويس جدا علي تصرفاتنا قدام الناس ونبقي مخططين لخطواتنا وكلامنا مع اهالينا فهمتي .. اذا حصل اي غلطة او غدر من واحد فينا لتاني دا هيخسرنا كتير .. الطريق دا اتجاه واحد يا ابريل وهنكمله مع بعض للاخر .. لحد ما يعدي فترة معقولة وكل واحد مننا يروح لحاله بكل احترام ومن اي غير فضايح .. والا ناس كتير جدا هيشمتو فينا واولهم خطيبك السابق




        
          
                
back



ابتسمت أبريل بخفة لانعكاس صورتها في المرآة ، ولسانها يردد مع كلمات الأغنية التى تسمعها من خلال هاتفها ، ثم مررت أصابعها على جديلتها الشقراء ذات اللون البني الداكن ، ونفضتها خلف ظهرها ، وهى تتساءل بداخلها بشرود هل حقاً كانت تظلمه؟ هل من الممكن أن يكون فعلا جدير بالثقة؟



لما لا تعطيه فرصة لتختبر مصدقيته معها؟



ألقت نظرة أخيرة على ملابسها التي تتكون من بدلة باللون الأخضر نسقتها مع حذاء أبيض وحقيبة سوداء صغيرة ، ثم استدارت وأخذت الملف الذي يحتوي على أوراقها ، وغادرت الغرفة بهدوء.



☼بـ-ـقـ-❥ـلـ-ـم نـ-❥-ـورهـ-❥ـان مـ-ـحـ-❥-ـسـ-ـن☼



فى شقة حازم الأخ الأكبر لـ منى



_ناوي تكلم عز علي امتي يا حازم؟



هذا ما سألته سوسن ، وهي تجلس في غرفة المعيشة بجانب زوجة ابنها ، فيما يرشف حازم من كوب الشاي قبل أن يجلى صوته ويتحدث بلهجة رصينة : انا شايف يا ماما اننا نصبر شوية عليهم .. خصوصا انه هو مستعد يستناها اعصابها تهدي .. يبقي خلينا نصبر ونشوف هي عايزة ايه وايه قرارها النهائي علي راحتها؟!



وافقت زوجة حازم علي هذا الكلام بصوتها اللطيف : انا مع حازم في رأيه يا ماما .. خلينا نستني لحد ما مني تشد حيلها وتقوم بالسلامة في الاول..



سوسن بإعتراض : لالا انا بنتي مش ممكن ترجع تاني للبني ادم دا .. كفاية اللي جرالها لحد كدا علي ايده ايه هستني لما تروح مني خالص



_بعد الشر عليها يا ماما .. بس يكون في علمك مني غلطانة هي كمان اللوم مش عليه لوحده عشان مانظلمش



_عارفة انها غلطانة .. بس مش شايف الحالة اللي هي فيها قلبها محروق ومكسورة من بعد اللي جرالها..



_مساء الخير



قالتها مني بصوتها الناعم ، فتهللت اساير وجه سوسن البشوش من رؤيتها لها ، وقالت بنبرة قلقة : حبيبتي اخيرا طلعتي من اوضتك حاسة بحاجة حاجة وجعاكي



جلست مني علي المقعد المقابل لها ، مغمغمة بإبتسامة هادئة : ماتخافيش عليا يا ماما انا الحمدلله احسن دلوقتي



سوسن بحنان : دايما يارب يا عيني تعالي اقعدي



إتجهت بنظراتها صوب شقيقها ، قائلة بنبرة متحشرجة : حازم .. ممكن لو سمحت تكلمه وتحدد معاه معاد نروح فيه للمؤذون عشان نطلق رسمي في اسرع وقت 



غلف صوتها جمودًا ، وهي تنهي جملتها ، مما كان له تأثير صادم في ذهن شقيقها الذي كان يعلم جيدًا مدى حبها لزوجها ، لذا تأهب فى جلسته إلى الأمام يتلفظ مستفهماً : انتي متأكدة يا مني دا اللي انتي عايزاه؟!



ردت بإيماءة تأكيد من رأسها ، وفي داخلها تصميم على حرق ما بقي بينهما في أسرع وقت ، متغافلة عن ردة الفعل التي سيتخذها هذا العاشق المجنون بمجرد وصول قرارها النهائي بالإنفصال إليه.

 
        

google-playkhamsatmostaqltradent