Ads by Google X

رواية جوازة ابريل (2) الفصل الثامن و العشرون 28 - بقلم نورهان محسن

الصفحة الرئيسية

       

رواية جوازة ابريل (2) الفصل الثامن و العشرون 28 - بقلم نورهان محسن

     


الفصل الثامن والعشرون (اريدك في فراشي الليلة)
                                    
        

وفي خضم الصراعات وجدتها خلاصي من كل ما أشعله الحقد والانتقام في روحي المحترقة ، بعد أن توغلت دون أن أشعر في هويد ليلى تضيئه بفيروزيتيها المستهجنة ببريقاً استثنائياً طالما ، إنتوى كياني كله إلى العثور عليه.



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



في غرفة نوم باسم



مالت إبريل بحذعها العلوى نحو باسم على حافة السرير ، تثني ركبتها تحتها وتتكئ بيدها على كتفه العريض بتلقائية لتتوازن ، بينما تسارعت دقات قلبه وهو يتململ برأسه على الوسائد العديدة بدون استرخاء ، يرفرف برموشه في توتر و تيه من شدة قربها المهلك لأعصابه ، وعبيرها الفاتن يغطى بجبروت على رائحة مطهر الجروح الذي تستخدمه مما لا يساعده على الثبات ، بالإضافة إلى لمساتها الرقيقة التي تشعل لهباً حارقاً في أوردته ، وهي تمررها بقطنة على وجهه ، غير منتبه لنظراتها الحانقة من حركته المستمرة لا شعورياً ، غير مدركة للحرب التي تشن أسلحتها المدمرة على كيانه حتى فاجأها بلف قبضته حول معصمها ، يمنعها من الإكمال ، ويضع يده الأخرى على عينه اليسرى ، ليصرخ متألماً يحذرها : اخ .. حاسبي بتحرق!!!



وزعت ابريل نظراتها بتعجب بين يديهما المعلقتين في الهواء قبل أن تسحب يدها منه ، لتهتف بسخط : لو غمضت عينك مش هتحس بحاجة



إرتفع باسم بجذعه قليلا ، محاولاً إخفاء التوتر في جسده ، محدقا فيها بعين واحدة ، مدمدماً بامتعاض : ولو مكنتيش هربتي من الاول ماكنش دا كله حصل



حدجته بحاجب مرفوع استنكاراً قبل أن تجيبه بكبرياء أنثى : لو مكنتش وقفت في طريقي كان زماني دلوقتي في دبي



هتف باسم بحدة مفعمة بالسخرية ، بما يغذي غيرته بالظنون ، وواساوس الشياطين التي تحرقه بنيران مستعرة : او عند حبيب القلب القديم في المنصورة



وصلها مغزى جملته ، منعشاً ذاكرتها بكلماته الجارحة في شجارهما الأخير ، فتصاعدت ألسنة الغضب في ذهنها ، وبدون تفكير ، دفعته في صدره حتى تمدد أمامها ، ثم أخذت كيس الثلج من على الطاولة ، وضغطت بعدائية على أعلى خده ، فتجعدت معالمه متأوهاً غيظاً واستنكارًا : اه بتستغلي الموقف .. خفي ايدك شوية



_لو مش عجبك خد اعمل لنفسك



قالتها أبريل بتحدى بارد ، ووضعت كيس الثلج في يده ، فإعتصره بقوة مسبباً ألماً حارقاً فى باطن كفه ، ثم رفعه إلى وجهه العابس ، قائلاً بضيق ممزوج بالتقريع : بقي كدا هو دا جزائي عشان كنت بحاول احميكي؟!




 
                
_كان من باب اولي تحميني من نفسك



زوى باسم بين حاجبيه بعد أن فهم ما تعنيه بإجابتها المباغتة ، التي تسببت في وخزة مؤلمة شقت منتصف صدره ، فثبّت نظراته عليها ، ليسألها بهدوء مفتعل : هو لما انتي شايفاني ذئب بشري كدا .. ماوافقتيش ليه علي سفر دبي؟!



أربكت نبرته المتكدرة أحشائها ، لوهلة ندمت على تسرعها ، فلم تجد صيغة للرد تبرر شعورها بالخوف عليه والإنزعاج منه ، فتظاهرت بالتذمر فى قولها متثبتة كيس الثلج على وجهه : اهو اللي حصل



عض باسم شفته السفلى بيأس متألماً من ضغطها الشديد على خده لا إرادياً منها ، فحذرها بحدة : بطلي الغل دا بقي



☼بـ-ـقـ-❥ـلـ-ـم نـ-❥-ـورهـ-❥ـان مـ-ـحـ-❥-ـسـ-ـن☼



عند عز خارج الغرفة



وقف عز على شرفة البيت الخارجية ، متكئاً على سياج الزجاج ، وهو يتحدث عبر الهاتف بصوت هادئ.



_ اهو لسه واصلين عنده في البيت من شوية .. مرضيش يروح مستشفي ولا حتي خلاني اكلم هالة مع انه واخد علقة محترمة



سكت عز عن الحديث ، يستمع لما يقال من الطرف الآخر قبل أن يدوى صوته بانفعال طبيعي ، ليروي له تفاصيل ما حدث : وهو اداني فرصة افهم حاجة يا خالد .. انا لاقيت واحد الجارد بيتصل عليا بيقولي باسم بعتلهم رسالة بلوكيشن ومحدش يقرب لمراته .. فاتصلت ع تليفونه مقفول لما رنيت علي التليفون الاحتياط رد عليا قالي مكانه نزلت اجري علي عنده ولما وصلتلو كانت الحتة مقطوعة وهو متكوم مش قادر يسوق



تلقى استفساراً من خالد جعله يلوى فمه بنزق صدح في رده : واحنا من امتي بنعرف اللي ناوي عليه!؟ ماهو دايما بيفاجئنا بالمصايب وبعدين بنشوفلها حل



تنهد عز بضيق ممزوج بالإنهاك ، فهو لم ينل قسطاً من الراحة بعد وصوله من سفره ، وما إن أنهى خالد جملته حتى أخبره نافياً بإيجاز : لا مفيش داعي تيجي وماتقلقش لو في جديد هكلمك



☼بـ-ـقـ-❥ـلـ-ـم نـ-❥-ـورهـ-❥ـان مـ-ـحـ-❥-ـسـ-ـن☼



فى غرفة باسم



وضعت يدها علي جبينه ، لتجدها مثل الجمر المشتعل ، فتساءلت بغرابة : من ايه الحرارة دي؟



_دور برد من يوم اليخت



طرقات هادئة على الباب ، قاطعت إستفهمها عما يقوله ، أتبعه دخول عز ، ليسأل بهدوء : ايه الاخبار!! عامل ايه دلوقتي؟



_تمام



تبادل عز وباسم نظرات مبهمة لم تفهمها أبريل ، فصفّت حلقها مستفسرة : مفيش هنا دواء خافض للحرارة؟




        
          
                
باسم بنفى : لا



نهضت من مكانها لتقف عند رأسه ، ثم أخبرته بصوتها العذب : طب هكلم اقرب صيدلية يبعتولنا



✾♪✾♪✾♪✾♪✾



وبعد أن غادرت الغرفة ، طوى عز ذراعيه على صدره ، مشيراً برأسه ، قائلاً باستفهام : فهمني ليه ماكلمتش الرجالة تجي علي عندك بدل ماتسيبهم يعملو فيك كدا؟!



_لما لاقيت عربية مصطفي ورايا مافكرتش .. بعتهم علي عندها علي طول كنت حاسس انه هيغدر وحصل



بينما كان باسم يشرح له ما حدث له ، سار عز نحوه ليرمي جسده على السرير بقوة بجانبه ، فصرخ باسم من الألم الذي نخر عظامه من جلافة الأخر : اااخ يا اخي حاسب انت كمان!!!



مرر عز بصره فوقه ، بفم مقوس ، متصنعًا بالآسي في سؤاله الساخر : شكل ايديهم كانت تقيلة حبتين هما كانو كام واحد



نفخ باسم الهواء من فمه بنزق : يوووه مش ناقصك



وضع عز سبابته وإبهامه تحت ذقنه ، مفكرًا قبل أن يستفهم بسماجة : طيب هتداري من صلاح ازاي بخلقتك دي؟! دي هتاخدلها مش اقل من يومين علي ماتتظبط.. 



رمقه باسم من زاوية عينه ، متجاهلًا استفزازه له ، وقال بلا مبالاة : فكك مش دا اللي شاغلني من اصله .. انت رجعت امتي من سفرك صحيح؟!



رد عز علي سؤاله بهدوء : لسه من كام ساعة .. المهم ناوي علي ايه مع مصطفي؟!



نظر باسم إلى الأمام يتنهد بهدوء ، ثم أجابه بغموض : بعدين هتعرف



_هدوئك مش مريحني .. بلاش تتسرع خلينا نفكر نرد اللي عملو فيك بال...



باسم مقاطعة : اللي عملو زمانه بيتردلو دلوقتي



اعتدل عز علي الفور مستجوباً اياه بحيرة مرتابة : يعني ايه مش فاهم؟



☼بـ-ـقـ-❥ـلـ-ـم نـ-❥-ـورهـ-❥ـان مـ-ـحـ-❥-ـسـ-ـن☼



عند ابريل



وقفت داخل مطبخه الإيطالي تعد له الشاي ، عيناها تجوبه في إعجاب بتصميمه الرائع قبل أن تتكئ على الطاولة خلفها ، وتغمض جفونها في استرخاء وترفع رأسها للأعلى. 



أضاف الصمت من حولها الكثير من الأفكار إلى ذهنها لتطلق تنهيدة طويلة من صدرها الذي وضعت كفها عليه ، تستشعر نبضاته المضطربة بمشاعر متضاربة في أغوار خلدها حائرة بشأن أمره ، لا تعرف هل هو ملاذاً لها أم هلاكاً لها ، عندئذ تصاعدت الدموع في عينيها ، وهي لا تزال تشعر بقلبها ينزف بعد أن نهشها بأنياب كلماته السامة في المرة الأخيرة التي جرحتها في الصميم. 




        
          
                
في الوقت نفسه ، لم يفعل لها من قبل ما فعله هذا الرجل الباسم. 



بدأ عقلها يتذكر مواقفه السابقة معها ، بدءًا من مساعدته لها وإنقاذ حياتها ، وصولاً إلى دفاعه عنها وحمايتها أمام الجميع ، وتعريض حياته للخطر اليوم. 



أحاطت بها الأسئلة في حيرة من كل جانب ، لم تستطع أن تتغافل عن إرتيابها القوي تجاهه. 



هل هو ممكن أن ذئبًا مخادعًا مثله قد يتحول إلى حامي لها في بضعة أشهر بسيطة ، لكن دقات قلبه الهادرة ونبرة القلق عليها في صوته المرتجف الليلة وهو يحتضنها بين ذراعيه بلهفة ، تتنافى كلياً مع افكارها السلبية عنه.



زفرت ببطء قبل أن تلوح ابتسامة مرتبكة على شفتيها ، وهي تشعر بالسعادة الممزوجة بالقلق عليه لما فعله مصطفى به ، وعلى الفور فوجئت بوخزات متتالية في قلبها بعدم الارتياح.



أخرجها أزيز هاتفها من أعماق أفكارها المظلمة ، فالتفتت بسرعة وأخذته من على الطاولة ، لتفاجأ بإسم ريهام يضيء الشاشة ، صفت حلقها بخفة لتخفي توترها قبل أن تضغط على زر الرد.



☼بـ-ـقـ-❥ـلـ-ـم نـ-❥-ـورهـ-❥ـان مـ-ـحـ-❥-ـسـ-ـن☼



عند باسم



رن ضحك عز في الغرفة مندهشًا مما فعله باسم بعد أن غادر مصطفى ، تاركًا إياه مع رجاله في وسط الصحراء.



_يا ابن الابلسة يعني ثبت رجالته .. ووافقو يعملو كدا...!!!



_قدام الفلوس محدش بيقول لا .. ولا اترددوا لحظة واحدة وافقوا من غير فصال



هتف عز بنبرة متحمسة : طبيعي يوافقوا الرقم للي هتدفعو ليهم مش شوية .. بس انا ادفع اي مبلغ واشوف شكله بعد للي هيتعمل فيه



ضحك باسم بخفة ، وهو يخبره بإبتسامة لا تخلو من الغموض : من غير ما تغرم نفسك مليم



رفع باسم هاتفه من جانبه ، وضغط عليه لبضع لحظات ، يراسل شخصًا ما ، ثم سلمه إلى عز ، الذي أخذه منه بنظرات مرتبكة قبل أن تتسع عيناه ذهولًا عندما رأى باسم يفتح مكالمة فيديو عبر الإنترنت على الشاشة ، تلاها صوت مصطفى الغاضب يصرخ بعدم تصديق : ايه اللي بتعملوه دا يا شوية **** انتو اجننتو؟!!!



صرخ مصطفى بجنون غاضب محاولًا سحب ذراعيه من هؤلاء الرجال الذين يقيدوه من الجانبين في شارع مظلم ليس بعيدًا عن منزله.



رفع عز بصره نحو باسم مغمغما بإنشداه متعجب : ايه دا؟



اتسعت ابتسامة شيطانية على ملامح باسم ، كانت أبلغ رد علي هذا السؤال ، يستمع بصمت إلى أنين مصطفى من الألم فور أن وجه له رجل ضخم لكمة قوية تلتها أخرى في وجهه ، ثم صرخ بألم أكبر عندما ضربه الرجل بركبته في بطنه ، جعلته يحني ظهره يضغط على أسنانه بقوة ، لكنه توقف عن الشتم بمجرد سماعه صوت باسم الواثق مفعماً بالإستهانة : حبيبي يا درش ماهنش عليا اسيبك تنام الليلة وانت فاكر نفسك غالب .. قولت امسي عليك بتحية علي الماشي كدا .. بس عشان فكرت تنكشني .. 




        
          
                
تابع باسم بخشونة قاسية النبرات ممزوجة بتحذير سافر : وقسماً بعزة وجلالة الله مرة تانية عقلك يوزك تبص عليها من بعيد بس لا اخليك تتمنى الموت علي انك تعيش زيك زي اجدعها نعجة في الزريبة للي متربي فيها ..فاكرها قبل ما ربنا يفتح علي ابوك وتنسوا اصلكو



استشاط مصطفي غضبا من إهانات باسم المحتقرة له ، ليصرخ مهدداً : انا هربيكو يا شوية ****



_سامحنا يا مصطفي باشا .. احنا مالناش في اللي بينكو .. كلنا عندنا بيوت مفتوحة .. واحنا مع اللي مصلحتنا اكبر معاه وهو دفعلنا اكتر



قالها أحد الرجال بصوت غليظ مشوباً بالرجاء قبل أن يغادروا المكان جميعًا في سيارة سوداء ضخمة ، مما تسبب في صمت مميت يسود حول مصطفى ، الذي سقط جسده على الأرض في إرهاق شديد قبل أن يدوى صوت باسم في برود هازئ : نصيحة يا درش ابقي بحبح ايدك مع رجالتك الجداد اصل شكلك كنت منشفها علي الغلابة دول اول ماسمعو المبلغ نسيوا اللي خلفوك والصراحة يستاهلو للي هياخدوه عملو كل اللي وصيتهم بيه بالحرف



هتف عز بإستهزاء غلف صوته من خلال شاشة الهاتف : تعيش وتاكل غيرها يا ابو الدراويش



مسح مصطفى العرق المتصبب من جبينه ، وهو يضحك في عدم تصديق لا يخلو من الاستفزاز من بين أنفاسه اللاهثة : حقيقي حلوة منك فجئتني طلعت عيشتك برا وسط متسولين اروبا في السباقات الرخيصة علمتك حاجة



هز باسم كتفيه بفخر ينضح برجولة خاطفة للآنفاس في حديثه ، غير مبالٍ بالازدراء في كلمات مصطفى : يلا اديك عرفت اقل حاجة عند المتسولين شكلها عامل ازاي يا درش .. المرة دي كانت سريعة ماتتحسبش اكيد .. بس لو لسه خيالك مصورك انك هتقرب من للي يخصني وهقف اتفرج عليك يبقي ذكائك محدود



نطق مصطفي من بين اسنانه المطبقة بغل : الحساب هيجمع يا ابن الشندويلي



ضحك باسم بقوة تدوى مثل دقات طبول الحرب ثم قال ساخراً : صدقني ناوي اصفي حسابي معاك وهيحصل قريب اوي بس علي الله تبقا راجل لما تعوز تصفي حسابك تيجي لوحدك راجل قدام راجل .. وعلي العموم جدعنه من راجل محدش هيشوفك وانت بيتعلم عليك و الفيديو دا هحتفظ بيه للذكري في الحفظ والصون



انطفأت الشاشة في يد مصطفى بمجرد أن أنتهت المكالمة ، فألقى الهاتف جانبًا ، وعيناه السوداوان تلمعان بشراسة ، مهسهساً بلهجة تقطر حقداً : طيب صبرك عليا يا باسم الكلب ايامك الجاية سوده معايا



في الجهة الأخرى عند باسم



_هو مش هيسكت علي فكرة



قالها عز بتحذير هادئ ، وهو يسير خلف باسم إلى شرفة الغرفة ، فأمسك الآخر برأسه متألمًا ، هاتفاً بإمتعاض منزعج : بعدين نفكرلو يلا اسكت كفاياك رغي قبل ماترجع مش عايزها تعرف حاجة




        
          
                
رن الهاتف في يد عز معلناً عن اتصال ، فنظر إليه قبل أن يخبره : دا عمي صلاح



زفر باسم بضيق : اذا سألوك عني قولهم بايت هنا



بعد قليل



_الدواء وصل



قالتها إبريل بصوت أنثوي عذب من خلفهما بعد أن دخلت الشرفة ، متقدمة نحوهما فأخذ الحبة منها بابتسامة سريعة ، وضعها في فمه ، وابتلع بعض الماء خلفها ، فتساءل عز بنبرته المبحوحة عازماً على الذهاب : طيب محتاجين مني حاجة؟!



توجه باسم معه إلى الداخل حتى لا يصل الحديث إلى أذنيها قائلاً بجدية : ماتنساش تكلم حسان مدير البنك عشان الشيك اللي هيصرفوه الجارد اول ما الصبح هيطلع



همهم عز مازحاً بخبث : اوك .. بقولك ماتيجي نلعب جيم واهو ابقي بلهيك عن الشيطان و...



قاطعه باسم بفظاظة دافعاً اياه نحو الخارج ، فأخذ الأخر يضحك بمرح : العبه عند صلاح يا ابو الشهامة هنا مستغنيين عن خدماتك



✾♪✾♪✾♪✾♪✾



اتكأت ابريل بذراعيها على حافة جدار الشرفة ، مستمتعة بالنسائم اللطيفة التي أنعشت ذهنها ، وداعبت وجهها بلطافة حتى جاء ليجاورها ، فناولته الكوب الساخن بهدوءز، تشابه مع نظراته التي مرت على ملابسها المكونة من بنطال أسود واسع وكنزة أرجوانية برقبة عالية زادت من جاذبيتها الرقيقة.



قاطع باسم تأمله فيها وهو يخفض رأسه نحو الكوب ، بجبين مقتطب بعد أن أخذ رشفة منه ، متسائلًا بغرابة : طعم الشاي مالو عامل كدا ليه؟



_دا شاي بالزنجبيل



هكذا جاء ردها ببساطة جعلته ينبس بعبوس : مبحبش طعمه



رفعت ابريل ذقنها تسلط فيروزيتها عليه ، لتتحدث بعذوبة ممزوجة بالجدية : في التعب مفيش بتحب ومابتحبش يلا اشربه هيريحك



ابتسامة جذابة زينت شفتيه بغمازتين آسرتين ، مندهشًا فى حبور داخلى بهذه المبادرة الرقيقة منها للاعتناء به ، أنزل الكوب عن فمه لوهلة ، متسائلًا بهدوء لين : هو دا للي اخرك؟



_جاتلي مكالمة



_من مين؟



_ريهام.. 



قالت هذه الكلمة بمغزى خفي ، قاصدة نصب فخ له ، وفيروزيتها تفحص رد فعله بتمعن ، بينما أومأ الأخر برأسه يحثها على الإكمال ، فأكملت بنبرة لئيمة ، وهى تتمايل في دلال أنثوي مقصود : سألتني اتأخرت ليه دا كله برا .. حكيتلها للي حصل .. وبعدين سألتني هترجعي امتي؟ قولتلها هفضل مع جوزي لحد ما اطمن عليه




        
          
                
صعقته صدمة حقيقية فور أن أنهت جملتها ، غير مدرك إلى الخبث الممزوج بالغيرة في طيات سردها ، بل اهتدى عقله إلى شيء آخر ، فمد شفته السفلى إلى الخارج ، متظاهرًا بالتفكير قبل أن يتعجب بسخرية لعوبة : بقت كلمة جوزي سهلة علي لسانك دلوقتي وعاوزة تفضلي معايا كمان .. من امتي الحنية دي كلها!!



تشربت وجنتيها باحمرار الخجل الممزوج بالندم على اندفاعها فور أن داهمها برد فعل غير الذي كانت تتوقعه ، خاصة أنه لم يظهر عليه أي علامات توتر حين ذكرت اسم ريهام ، فخفضت بصرها إلى يديها المتشابكتين خوفاً من أن يكتشف غيرتها ، وهي تعى إلى السخرية منها في كلامه ، لكنها تابعت بهدوء : اللي انت فيه دلوقتي بسببي و..



قاطعها بجفاء علي الفور : شفقانة عليا يعني!!



لم يدع لها مجالاً للرد ، بل تابع مغلفاً طبقة صوته بحدة طفيفة : انا ماحبش حد يعملي حاجة بدافع الشفقة .. اطمني عليا انا كويس



لانت نبرته في نهاية جملته حين لاحظ ملامحها التي تغضنت حرجاً ، لتشيح ببصرها بعيداً عنه قبل أن تهمس بخفوت : طيب .. انا هرجع البيت



استدارت ابريل ومرت من جانبه بهدوء إلى الغرفة ، ثم وقفت لحظة ، ممسكة بمقبض الباب بشدة ، رافعةً وجهها إلى الأعلى ، محاولةً أن تتنفس بعمق لتسيطر على رغبتها في البكاء قبل أن تضغط على المقبض ، لتشعر بملمس باطن يده الدافئة ذات الأوردة البارزة فور الجلد الرقيق لكفها ، مخللاً أصابعه بين خاصتها بسلاسة ، لتسمعه يقول ببحته الهادئة الرجولية : اوام بترجعي في كلامك مش كنتي هتفضلي معايا!!



تلفظت أنفاسها بتثاقل ، مجيبة إياه تساءل خافت يهدد ثباتها بالإنهيار : وافضل ليه بعد محسستني ان وجودي مش مرغوب فيه؟



تحركت أصابعه إلى الأعلى ، دافعةً خصلات شعرها خلف أذنها ، هامساً بحرارة انتقلت عبر جسده إلى ظهرها ، أشعلت لهيباً في ثناياها ، وصل إلى الأطراف ، مما أضعف موقفها الدفاعي ضده : زي ماحسستيني لما ماكنتيش بتردي علي مكالماتي ورسايلي بالايام



أنهى باسم جملته ، يدنو منها متكئاً بذراعه الأخر على الباب ، لامساً جلد أذنها بشفتيه من الأعلى ولفحتها أنفاسه الملتهبة ، فتدلّت جفونها إلى الأسفل بذبذبات طفيفة ، لتهمس من بين شفتيها المزمومتين بقهر : عشان كنت قاسي في كلامك معايا



احتدت نبرته الهامسة بجوار أذنها فور أن كرر عقله الحانق كلماتها السابقة : انتي كمان استفزتيني بعنادك وبكلامك الفارغ للي قولتيه



عبست ملامحها فور أن نطق بهذه الجملة ، فالتفتت بجسدها حتى التقت عيناهما بينما قالت شفتاها في إستنكار ، متهمة إياه : تقوم تجرحني!! رغم انك كنت عارف اني بستفزك ومش قصدي للي بقوله.. 




        
          
                
ومضت عيناه الرماديتان بعواصف من غيرته المجنونة ، مما جعلها ترتجف بتوتر أمام هيمنة جسده الذي يحاصرها ، هادراً في هسهسة خشنة : مهما كان انا راجل مش لوح خشب .. ولا هو سهل عليا اسمع مراتي وهي بتقول كانت بتحب راجل تاني قدامي بالطريقة دي .. 



صمت باسم يلهث أنفاسه بغضب يضاهي إنفعالها حالما احتجت بلوم : دا مايدكش الحق تقولي اني بتنقل من واحد لواحد وانت ماتعرفش حاجة عني



ساهمت كلماتها المستهجنة في خروج وحوش غضبه الممتعضة ، لتدوى بزئيرها الجنونى في سؤاله : وهعرف منين؟ وامتي؟ وانتي مابتكلميش معايا كلمتين من غير ما تقلب خناقة!!!



صاحت ابريل بصوت مرتفع يشوبه اعتراض عنيد : وبأسلوبك البربري دا مش عاوزة اكلم معاك ا..



بتر بقية الجملة على شفتيها عندما انحنى ينهى المسافة بينهما ، ممسكًا بفكها بين براثن راحة يده الكبيرة بتملك ، مبدلاً مجادلته العبثية معها إلى قبلة حارة ، إلتهمت نيرانها كل غضبها منه في لحظة قبل أن يفك تشابك شفتيهما بتمهل مهلك



أدار باسم وجهه ، يمرر خده على خدها الناعم ، هامساً في أذنها بنبرة لينة مليئة بالأسف ، يبتر بها يدي المكابرة التى تخنق حلقه عن الاعتراف بما لا يدعه الكبرياء أن يبوح به : حقك عليا كان غصب عني وعارف اني اتسرعت في للي قولته .. بس ازاي هشوفه حاضنك وماتجننش!! 



تابع بلهجة مفعمة بالغيرة ، مسلطًا عينيه الرماديتين بعمق في عينيها اللامعتين بإنشداه منه : ماتعرفيش ازاي ولعتي فيا بنار قوية باللي قولتيه .. ماقدرتش اتحكم في نفسي ولا اتحمل فكرة ان فبالك حد تاني



إنصهر عقلها في بركة فضيته الذائبة لتهمس دون تردد : بس انا مفيش في بالي حد غيرك



اخترقت الصدمة حجاب عقلها فور أن اندفعت هذه الحروف عبر لسانها ، تعكس ما بداخل ثنايا قلبها ، ولم يكن حالته أفضل من حالها ، حيث تمركزت عيناه على شفتيها المنفرجتين اللتين تحدثتا بما هز كيانه ، مما تسبب في زوبعة ضخت مشاعر طاغية في خفقاته المجنونة.



مال بوجهه نحوها ببطء شديد ، يتحسس بنعومة شعرها في يده قبل أن يدفعه خلف كتفها ، متكئًا بيديه على الباب خلفها يحيط جسدها بذراعيه ، ليودع قبلة فى غاية الرقة على شفتيها ، فاستقبلتها بإستجابة وله ، لتدوم ثوان معدودة قبل أن تشعر بشفتيه تبتعدان عنها.



ازداد ذوبانه فيها ما إن بادرت برفع وجهها مقابل وجهه في مطالبة صامتة بإعادة الكرة فإستجاب لها بهوادة شديدة تتنافى مع صخب قلبه تلهفاً إليها ، ريثما أراحت يدها على صدره الصلب بتجاوب خجول واستسلام أنثوي هش أشعل الأجواء بالدفء حولهما ، بينما تتنقل رأسهما يمينًا ويسارًا في تناغم معزوف فوق أوتار نبضات تشتد جنوناً وهياماً.




        
          
                
أحاط باسم بجانب رقبتها بكفه مثبتا إياها ، وشفتيه تلتهم رحيق كرزيتها الناضجة بشغف حار ، لثوان قليلة فقط قبل أن يفصل قبلتهما بصعوبة ما إن لاحظ أنفاسها تتسارع كثيرا ، فخاف على رئتيها من الأذى.



تهدلت يديها إلى جانبها ، بينما صدره يرتفع وينخفض ​​في إثارة ، ولم تكن حالتها أفضل من حالته ، ليتمتم بخشونة محببة لأذنيها من بين أنفاسه المسلوبة عشقاً : انتي كويسة!!



_تقريبا؟



تقطعت حروف الكلمة على عتبة شفتيها المبتسمتين بإنشداه عن حالها ، وهي تزفر أنفاسها بنعومة على وجهه بلهيب ينبعث من ثنايا صدرها ، لتحرقه شوقاً وشغفاً بها، فوضع جبهته على جبهتها ، زافراً بهدوء.



خفضت ابريل بصرها إلى الأرض ، تستجمع أنفاسها المتحشرجة قبل أن تقول ، بتحذير موجهاً إلى نفسها قبل منه : اللي بنعمله دا خطر!!



همست بلهجتها الهش فى إغراء غير مقصود ، فأشعلت نيراناً داخل عروقه أشد فتنةً بها ، تشابكت عيناهما للحظات ، فاتسعت ابتسامته المهلكة حتى حُفرت غمازتان مثيرتان على جانبي فكه ، جعلت نبضاتها تتسابق في افتتان به ، ليقول بأنفاس متقطعة مشبعة باللهفة : طول عمري بعشق الخطر



نبست بهمس مماثل لهمسه : وانا طول عمري ببعد عنه



أغمضت عينيها فور أن زرع قبلة عميقة وحانية على جبينها ، فشعرت بدفء لذيذ كالعسل يتدفق عبر جسدها بالكامل ، ليخفض هو وجهه ويمرر شفتيه بنعومة على طرف أنفها ، بينما قال بهمسه الأجش والجريء : جربيه معايا المرة دي هتحبيه..



_باسم



لفظت أسمه بدلال عفوي أذابه ، فتقابلت الشفتان دون أن يتلامسان ، مغمغماً بحرارة وهو يتشرب أنفاسها بوله : طريقة نقطك اسمي بتعجبني وفي نفس الوقت بتعذبني يا بندقة



✾♪✾♪✾♪✾♪✾



بعد مرور فترة وجيزة



داخل مطبخه ذو التصميم الايطالي



_مغمضة ليه؟ حاسة بدوخة!!



سأل باسم باهتمام ، ففتحت عينيها بسرعة ، نافية بعد أن كانت متكئة على الحائط بهدوء لا يخلو من التفكير : لا ابدا..



_هما مين الناس الكتير دول للي كانو معاك؟



سألته بفضول من خلف ظهره ، وهو يعد لهم القهوة ، فأجاب بهدوء : رجالتي



مطت ابريل بإستغراب : مكنتش عارفة ان عندك جردات كتير بالمنظر دا



_دول مابيظهروش غير لما بكون محتاجهم بس بتوع المهمات الخاصة اصلا خنيقة فكرة الحرس وانا بميل العنف نهائي .. بس يوم ما بكون مضطر بفتحلو دراعتي




        
          
                
استدار باسم بجسده نحوها في آخر جملة قالها ، فاتحاً ذراعيه على اتساعهما بابتسامة جانبية ، فأدرك عقلها بسرعة ما يرمي إليه ، مطرقة ببصرها إلى الأسفل ، وهى تشعر بالخطر يطوق أفكارها بقلق ، غافلة عن من سارع بالاقتراب منها ، فشقت شهقتها في إرتعاب الأرجاء الساكنة ، وهو يحتضن خصرها ، رافعاً إياها بخفة وكأنها لا تزن شيئاً بالنسبة له ، فطوقت رقبته بكلتا يديها تلقائياً ، ليضعها فوق الطاولة الرخامية ويقف قبالتها تماماً دون أن يكف عن النظر إليها.



_مش عايزة تبصيلي ليه!! خايفة من منظري بعد ما اتحولت مسخ دميم؟



أنهي باسم كلامه ، مجعداُ ملامحه بمشاغبة حال أن لاحظها تحدق في كل اتجاه إلا هو ، ففشلت في كبت ضحكة تلقائية ، رنّت أنغامها بنعومة أثارته ، وهي تدفعه في كتفه مدعية الغضب ، لكن نبرتها خرجت كعتاب جاد : ليك نفس تهزر ازاي وانت كان ممكن يجرلك حاجة بسببي انهاردة



قبض علي كفها يأسره فوق قلبه النابض بقوة أربكت كيانها ، بينما كان عقله يردد عليه كلمات مصطفى الوقحة وتهديداته الماكرة بما قد يفعله لإيذائها ، فلم يستطع التحكم في انفعالاته ، تاركًا ذئبه يثأر لحمايتها دون التفكير في العواقب ، لكنه نفى بنبرة مطمئنة : ماتفكريش كدا



جذبت نفساً مرتجفاً قائلة بصوت خافت : حياتك اتقلبت من اليوم اللي دخلتها انا فيه



أمسك بذقنها بين أصابعه ورفعه ، فتشابكت فيروزيتها التائهتين في أعاصير متضاربة تشبه رماديتيه العاصفتين في زوبعة بعثرت دواخله بالشوق قبل أن يتحدث بصوت أجش لا يخلو من الجدية : هي اتقلبت فعلا بس عشان دا الوقت للي تترتب فيه بوجودك انتي معايا يا ابريل 



إستولت وساوس الشياطين على عقلها الذى صرخ محذرة إياها من بضرورة توخى الحذر ، فتحركت أصابعها لا إراديًا نحو جبينه ، تتحسسه برفق ، فأغمض عينيه مستمتعًا بلمستها ، ليتلاشى شعوره على الفور بعد أن تكلمت بتردد : هي دي تخاريف من حمي ولا دي كمان تمثيل



_عشان بحبك



صوت بداخله تمتم بهذه العبارة دون أن ينطق بلسانه ، فكان هذا هو التفسير الوحيد لكل انفعالاته الضارية ، وليتها تشعر بضجيج الحروب العنيفة في ثنايا صدره و تلهفاً عليها ، وخوفه الشديد عليها كي لا يمسها أذى يكاد يصيبه بالجنون ، كل ذلك يثبت له بما لا يدع مجالاً للشك أنها عبرت أعماقه التي لم يطأها أحد من قبل ، فبات مغرم بهواها ، وحالة من العذاب عزفت ألحاناً تمتزج بالشوق داخل قلبه ، لكن لا شيء في متناوله سوى عذرها ، فهو على يقين أن ثقتها بمن حولها تمزقت ، كما يعلم أن اسمه محفور على جدران بوابة المنافقين داخلها بنقوش نارية تحرقه الآن بقسوة. 




        
          
                
فإذ بصوت العقل يطرح عليه سؤالاً بإنشداه من أمره : متى أصبحت لها عاشق معذب بنارها المتمردة؟ فبادر القلب بالرد عليه : ما العيب في إنهيار قيود السلطة ليتحرر غرام مقدراً له أن يتدفق بسخاء؟ لقد حان الوقت لإسكات منطقك المتجبر ، فنحن في حاجة ماسة إلى إستراحة محارب ، دع عواطفي الجياشة تتولى زمام الإدارة ، لأجعلها تشعر بمدى شغفى بها ، ولتهدأ نيران لوعتى متنعماً في حضنها الدافئ.



طال صمته دون أن يعلق على كلماتها الأخيرة ، فندمت على إندفاعها ، وهمست بصوت يكنف رجفة : ساعات بكره نفسي لما بتخدع في ناس بحبهم بحس اني مغفلة وغبية



أومأ برأسه متفهمًا ، وبدت ملامحه الحادة أكثر وسامة بكلماته الجادة التي حرص على إخراجها صلبة وحازمة : عارف ان خوفك وخذلانك في اللي حواليكي هيمنعك تصدقيني دلوقتي بس دا مش هيمنعني اوصل لقلبك يا بندقة وهكون امانك والزمن بينا هيثبتلك كلامي



اختتم عبارته بنظرات ثاقبة أكدت لها أن لا شيء سيمنعه من التسلل لاقتحام حصون قلعتها العنيدة ، و طالت لحظة السكون بينهما قبل أن يغير فجأة مجرى الحديث بسلاسة ، فتضاعفت دهشتها منه : تيجي نطلب عشا؟



هزت أكتافها بعدم إهتمام تجلى فى قولها : انا مش جعانة بس اذا جعان مفيش مانع



_لا طالبة معايا تفاح .. بتحبيه؟!!



سألها باسم مستفسرًا ، وهو يخرج طبقًا مليئًا بالتفاح الأحمر من الثلاجة ، فهمهمت بالموافقة ، فقام بتقطيع ثمرة إلى قطع صغيرة بسكين حاد ، ثم قرب إحداهما من شفتيها حتى تقضم جزءًا منها ، فالتهم الجزء الآخر في فمه بلذة ، مستفسرًا بنبرة متلاعبة : حلو!!



همهمت ابريل ببراءة قبل أن تجفل أنفاسها مضطربة ، حالما طبع قبلة عميقة على خدها ، مغمغماً بصوت متحشرج بإفتتان : دا طعمه احلي



_لاحظ انك اخدت عليا جامد



همست ابريل له بتحذير خجول ، وخفضت بصرها إلى الأسفل ، وهي تشعر به يداعب عنقها بإبهامه ، ثم أرخى مرفقه الآخر على الطاولة الرخامية ، واقترب منها حتى إلتصقت جبهتهما ، فتسارعت دقات قلبها بقوة وهي تشعر بأنفاسه الدافئة تدغدغ بشرتها الناعمة ، وبنفس صياغة جملتها ، ردد بمرح جريء تجلى في نبرة صوته الضاحكة ، مستمتعًا بتأثيره عليها : ومالو!! خدي انتي من دا كتير اوي بقي



_تعالي



هكذا قال باسم ، وهو ينزلها علي الأرض بسرعة أنزلها ، ليخرج معها من المطبخ ، فإستفسرت متعجبة : علي فين؟



تقف عن السير وإلتفت إليها ، يعتقل خصلة من شعرها بين أصابعه ، ووضعها خلف أذنها ، وهمس بما أربك خفقات قلبها بعنف : عاوزك الليلة تنامي في سريري



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 
google-playkhamsatmostaqltradent