رواية ليه يا زمن الجزء الثاني 2 الفصل السابع 7 - بقلم نسرين بلعجيلي
ليه يازمن بقلم نسرين بلعجيلي
الفصل السابع....
كان صمت رهيب في القاعه، الكل مستني طارق حيقول إيه...
طارق لف ورا يشوف وجوه الحاضرين، علي وجهه كان مخطوف.
طارق : ياه الكل مستني!!! حضرة القاضي، التحاليل اللي عندك بتقول إيه؟؟
القاضي توثر جدا...
فتح الملف يشوف فيه، بس كل وثيقة مختلفه عن الثانية.
القاضي : مجموعه تحاليل، كل تحليل مختلف.
طارق : أيوه بالظبط. ولو سعادتك ركزت في أسامي المختبر هتلاقيه نفسه. فيه واحد مثلا، نتيجته إيجابية إن علي الزيات هو الإبن الشرعي لسعد الزيات. ونفس المختبر مطلع نتيجه تانيه سلبيه، و إن مافيش تطابق في الجينات. و معنى كده إنه مش إبنه الشرعي. طب إيه اللي خلا مختبر معروف لدكتور من أبرز دكاترة مصر، يطلع 2 من التحاليل الغير المتاطبقه لبعضها؟؟ فيا النتيجه الأولى صح، إن فعلا علي إبن سعد الزيات، يا النتيجه الثانية اللي تثبت إنه مش إبنه هي اللي صح. على العموم ده مش موضوعي.
أنا بقى عملت تحاليل تثبت إن زهره مش بنت محمد وفاطمه، لا و وسط التحاليل في تحليل بيقول إن محمد أبو علي. تصدقو!!!!
كان اعتراض كبير في القاعه...
علي : أعترض يا سعادة القاضي على المراوغات اللي بيعملها زميلي، وبارفض رفض تام إنه يشكك في نسبي. ومش فاهم إيه علاقة ده بالقضيه. أب ولا مش إبنه،فيه عندنا مجرمه هنا قتلت، ولازم تتعاقب على جريمتها.
طارق : سعادة القاضي، الماثله أمامكم بريئة من كل التهم المنسوبه إليها، والمحامي علي بيحاول بكل الطرق إنه يتهمها. كل الوقائع اللي في الملفات مزوره:
طريقه موت المعلم..
ولا الدوا..
ولا السبب الرئيسي في موت المعلم..
وانا مش بشكك في حاجه، أنا باتكلم عن يقين. أهو محمد هنا إسأله أمك مين. واسأله هو غلط مع مين وحملت منه. فاكر يا محمد الغزيه نواعم اللي طردتها من الأوضه اللي كنت مأجرها ليها؟؟ إنت أصلا ماجيتش عند المعلم كده، لأن نواعم هي اللي بعثتك. و زي ما هي فهمت المعلم ان علي إبنه، وهو جابو للحاجه رحمه تربيه على أساس إبنكم.
علي : أعترض، وكفايه أسلوبك المستفز.
طارق : إحنا في مرافعه في قضيه، وده من ضمن القضيه لأن القاتل ممكن يكون إنت ولا محمد و لا نوال ولا كريم. صحيح، هو أخوك فين؟؟
علي : سعادة القاضي، بارفض بشده طريقته في المرافعه و التشكيك في نسبي. لا وكمان يتهم الناس كده.
القاضي : هل عندك دليل؟؟
طارق : طبعا يا سعادة القاضي. لحظه بس.
طارق راح ورا وأخذ ملف كان محطوط على كرسي في القاعه، ورجع.
والكل مش فاهم....
نسرين بلعجيلي
طارق : معلش، أصل الملف بتاعي اتغير، و حتى بتاع خالد. فكان لازم أعمل احتياطي. هنا الإثباتات، وطبعا خليت واحد يكون عنده نسخه يسيبها ليا هنا في القاعه. وحفاظا على سلامته، يحطها ويمشي علشان ماحدش يعرفه. ما احنا زي ما قولنا، بنتعامل مع ناس كلها فساد. أي حاجه ممكن يعملوها.
من وقت مش بعيد كنت هنا في نفس القاعه، ومع نفس الدفاع علي الزيات، ونفس القاضي علشان قضية مراتي الله يرحمها. وكإن الزمن بيعيد نفسه، وبدافع عن أخت مراتي مع نفس العصابه. سبحان الله، أكيد فيه حكمه من ده. وساعتها كنت قدمت كل الدلائل بس كانت اللعبه ملعوبه صح. زي ما حقدمها دلوقتي.
وجه قدام الصحافه وفتح الملف...
ده إثباب بيقول إن زهره مش بنت محمد ولا فاطمه.
وده بيقول إن علي إبن محمد.
وده بيقول إنه مش إبن المعلم سعد الله يرحمه.
وده بيقول إنه مش إبن الحاجه رحمه.
وده بيقول إن سميره وفرح بنات المعلم و الحاجه رحمه.
وده بيقول إن الوفاه ما كانتش بسبب الطعنه اللي أخذها المعلم، ولا الدوا اللي زهره كانت بتديهولو.
ودي تقارير بتقول إن الدوا اللي كان بياخذه المعلم بيقلل الرغبه الجنسيه بس، ما بيعملش عجز جنسي.
و فيه تحليل بيقول إن المعلم كان بياخذ الدوا ده قبل ما يتجوز زهره.
يبقى هنا السؤال: مين ليه إيد في ده؟؟ الحاجه رحمه أكيد لأ، بس الكل عارف مراته الثانيه نوال وحبها المجنون للمعلم. أي حد يروح الحاره ويسأل على نوال، حيقولوا إنها بتعبد المعلم وبتحبه حب جنوني، اللي بسببه أهملت ولادها، والحاجه رحمه هي اللي ربت سماح الله يرحمها وكريم.
و على ذكر سماح الله يرحمها، بسبب إهمال أمها، قتلت جوزها اللي متجوزاه في السر وكانت حامل منه، و اتمسكت واتقتلت في التخشيبه، وطلعوا شهادة وفاة إنها ماتت من مغص جالها، زي ما تقال في الحاره.
هنا نوال ابتدت تعيط..
نوال : كذاب، بنتي أشرف من الشرف يا ضلالي. بنتي كويسه.
القاضي : هدوء لو سمحتم. إطلعي من القاعه لو سمحتي.
طارق : لا يا سعادة القاضي، قبل ما أوجه ليها الاتهام، نوال هي اللي كانت بتدي الدوا للمعلم، وهي مشاركه في جريمة قتله لأنها راحت ليه في المحل واتخانقت معاه. وساعتها المعلم بعت زهره تروح تقفل المحلات. وطبعا بقدرة قادر، كاميرات المراقبة مكانتش شغاله، يعني اليوم ده كانوا عارفين المعلم حيموت ومخططين لدا.
علي : أعترض يا سعادة القاضي، إتهام باطل من غير دليل. وفيه شهادة أمي بتقول إن زهره كانت مع المعلم.
طارق : بس أنا عندي شاهد تاني بيقول حاجه ثانيه. أنده عليه يا سعادة القاضي؟
القاضي فضل يبص يمين و شمال.
القاضي : لأ، لأن إسمه مش مكتوب هنا ضمن الناس اللي حتشهد.
طارق : بس الشاهد ده مهم في القضيه جدا. وكمان مش كل الناس اللي شهدت زور موجوده هنا، المفروض يدلوا بشاهدتهم مره تانيه. أرجوك يا سعادة القاضي.
القاضي اتحط في موقف لا يحسد عليه...
القاضي : نادي على الشاهد.
Nisrine Bellaajili
طارق راح باب القاعه وفتحه، ودخل محمد جوز سميره.
زهره لما شافته، فضلت تحمد ربنا. أما سميره، وشها كان متعصب.
طارق : إتفضل يا محمد.
راح المكان المخصص للشهادة...
القاضي : إسمك وسنك.
محمد : محمد عليوه حسنين، 38 سنه.
القاضي : قول القسم: أقسم بالله العلي العظيم إني أقول الحق.
محمد : أقسم بالله العلي العظيم أقول الحق.
القاضي : يتفضل الدفاع بالسؤال.
طارق : شكرا يا سعادة القاضي، انا مقدر مجهودات حضرتك في القضيه دي.
القاضي فهم رساله اللي طارق بيحاول يوصلها ليه. كان فيه نظرات بينهم.
طارق : قولي يا محمد كل اللي حصل يومها.
محمد : اليوم ده، المعلم كان كويس جدا و فرحان. بس لما دخل المكتب إتصل بيه تاجر و قاله إن الفلوس ماوصلتش. المعلم اتصل بكريم إبنه، جا عنده، وحصلت خناقه. بعدها جا عنده واحد أول مره اشوفه، إتكلم مع المعلم. ساعتها زهره كانت معايا كنا بنعاين البضاعه. لما رجعنا...
طارق : معلش، إنت وزهره كنتوا فين؟ و مين إللي جا عند المعلم؟
محمد : اللي جا عند المعلم واحد لابس بدله، قعد معاه. المعلم بعتني أروح عند زهره أساعدها، لأن اليوم دا التجار بيبعثوا البضاعه. وفعلا روحت، وكانوا معانا 4 من العمال. شويه زهره قلقت على المعلم سابتنا وراحت.
أنا لما خلصت شغلي روحت محل الحاجه رحمه. بعد ساعتين جات عندنا زهره و وشها مخطوف و قلقانه، و الحاجه سألتها مالك، قالت ليها إن نوال متعصبه و موجوده عند المعلم.
وإحنا بنتكلم جا علي يجري و كان شايل ملفات، و وقف معانا.
طارق : لحظه! بتقول إن إنت و الحاجه و زهره كنتوا واقفين مع بعض، و شوفتوا علي اللي جا عندكم؟؟
محمد : أيوه، وأنا سيبتهم ومشيت.
طارق : و بعدين؟؟
محمد : شوفت علي ركب عربيته وزهره راحت، وأنا رجعت عند الحاجه. وكنا ماشيين لحد ما دخلنا المحل، وسمعنا زهره بتعيط وتصرخ.
وبصراحه أنا أول ما شوفت السكينه في إيديها قولتلها قتلتيه؟
طارق : إيه اللي خلاك تقول إنها هي اللي قتلت المعلم ؟؟
محمد : لأني لما كنا جايين على المحل، فيه واحد كان طالع يجري من الحمل، ويقول زهره قتلت المعلم.
طارق : سمعت يا سعادة القاضي؟ فيه حد هو اللي بيقول كده، ومش بعيد يكون هو اللي قتل. بس الغريبه ليه النيابه العامه ماتحرتش على الموضوع؟ ليه النيابه ما عملتش مجهود في القضيه دي؟ هما على طول إتهموا موكلتي.
قولي يا محمد تعرف إيه عن زهره ؟
محمد : زهره ست بي ميت راجل، وسيرتها كويسه على كل لسان. وحتى قبل ما تتجوز المعلم، كانت بنت مؤدبه جدا، وما حدش كان يعرف إنها مرتبطه بي علي. بس عرفت إنهم خطبوها. و الحاره كلها عارفه إن زهره هربت بفستان الفرح يوم كتب الكتاب، وعملت حادثه. والكل عارف ليلة اغتصاب المعلم ليها وهي كانت بتصرخ وتنده على علي ينقذها. والحاجة رحمه ما استحملتش جالها شلل نصفي. بس بعدين زهره رضيت بالأمر الواقع، وكانت بتعامل المعلم بما يرضي الله، وكانت ست ولا كل الستات، والمعلم كان بيثق فيها. وما شاء الله الخير زاد جدا وبقوا المحلات كثيره.
علي كان بيسمع و مش مصدق...
طارق : شكرا يا محمد على شهادة الحق.
محمد : ده واجب، وبعدين الحاجه رحمه بعثت ليا رساله إني أجيبها هنا المحكمه تشهد بالحق.
طارق : معاك الرساله؟؟
محمد : أيوه.
وطلع تليفونه، وفتح رساله صوتيه والحاجه بتقول ليه ياخذها المحكمه علشان تشهد بالحق.
طارق : أنا كمان عندي مكالمه مسجله. وطلعها..
من خلال المكالمه طارق كان بيتحاور معاها، و جرها في الكلام، وهي قالت ليه من ساعة ما شهدت زور و هي تعبانه وعايزه تشهد بالحق إن زهره كانت معاهم، ومش هي اللي قتلت المعلم. حتى الست فكريه كانت حتيجي تشهد، بس حسبي الله ونعم الوكيل، حرقوا ليها أرضها و جوزها اتوفى في الحريقه.
علي لف بسرعه لسالم، كان اختفى مش موجود جوه القاعه.
القاضي : الدليل من غير إذن النيابه.
محمد وهو هيطلع من القاعه...
محمد : تسمحلي يا سعاده القاضي،
عايز أقول لأم أولادي إنت طالق. مايشرفنيش وحده كل همها الفلوس، و وحده ظالمه.
وطلع...
سميره فتحت بؤها من الصدمه مش مصدقه.
القاضي : هدوء.
هل عندك ما تضيف ؟
طارق : سعادة القاضي، أنا قلت اللي عندي، طبعا مش كله، لأني عارف ببساطه الحكم.
معلش يا زهره، حاولت على قد ماقدر رغم إني تعبان. الحادثه كانت قويه لولا ستر ربنا. بس متخافيش في عداله إلاهيه هتنصفك وانت بريئه، وأكيد ربنا مش هسيبك.
ورجع مكانه...
القاضي : عايزه تقولي حاجه يا زهره؟
زهره : عايزه أقول حسبي الله ونعم الوكيل في كل ظالم ومفتري، حسبي الله فيكم. حسبي الله ونعم الوكيل فيك يا علي، مش مسامحاك ليوم الدين. عايزه أقول إن ربنا رحيم بعدك عن طريقي، لأنه كان عارف إنك مش كويس، نيتك كانت وحشه. لو بجد حبتني، كنت اتجوزتني. وأقولك روح دور على نفسك لأنك توهتها. ربنا انتقامه كبير، قتلتوا المعلم لأنكم خايفين إنكم تتفضحوا
طارق : زهره كفايه.
زهره : لا مش كفايه. والله لافضحكم، ورحمة المعلم لافضحكم.
طارق : بصوت عالي: زهره مش وقته.
زهره : حاضر يا طارق. الراجل ده إللي انتم اتهمتوني إني ماشيه معاه في الحرام، راجل محترم جدا. والمعلم كان بيثق فيه، وهو اللي واقف جنبي لأنه عارف إني بريئه. أنا سلمت أمري لله، وعارفه إن ربنا هينصرني.
القاضي : الحكم بعد المداوله.....
طارق راح بسرعه عند زهره..
زهره : شكرا يا طارق.
طارق : مافيش شكر، بس اجمدي زي ما قولتلك. هو حيديكي حكم، وأنا أوعدك أطلعك برائه في الاستئناف.
زهره : طنط حنان وسيلا فين؟
طارق : ما تخافيش هما في أمان.
علي طلع بره القاعه، إتصل بسالم..
سالم : متخافش، أنا مزبط كل حاجه.
علي : أنا لازم افهم الحقيقه كلها.
سالم : بعد المحكمه تعالا عندي.
أما فاطمه مسكت في خناقة محمد.
خلصت المداوله...
القاضي : بعد المداوله و الإطلاع على كل الملفات والأدله و الاثباتات، حكمت المحكمه حضوريا على المتهمه زهره محمد علي وفقا للماده 243 بالسجن المؤبد...
رفعت الجلسه....
زهره أول ما سمعت الحكم أغمي عليها.
طارق راح لعلي..
طارق : اللعبه لسه ماخلصتش، وذنب زهره في رقبتك، وحاحرق قلبك زي ما حرقت قلبي. و إوعى تفتكر إنها خلصت على كده، لا. قول للناس اللي مشغلينك، لو زهره حصل ليها حاجه، الملفات هتتسلم، وساعتها قولوا على نفسكم السلامه.
حياة زهره قصاد حياتكم.....
•تابع الفصل التالي "رواية ليه يا زمن الجزء الثاني 2" اضغط على اسم الرواية