Ads by Google X

رواية معدن فضة الفصل العشرون 20 - بقلم لولي سامي

الصفحة الرئيسية

  رواية معدن فضة الفصل العشرون 20 - بقلم لولي سامي

البارت العشرون
كما تتلاحق نبضات قلوبنا بعضها
تتلاحق خطوات اقدامنا 
لنجد أنفسنا نسير بنفس الطريق
وكأنها مسيرة غير مخيرة
بعد أن هدأ محمد قليلا وجد أنه كلما حاول التقرب من ماسة يكن عن طريق انشغالهم في حل مشاكل عائلته فاتخذ قراره بمحاولته للتقرب من ماسه قبل حدوث أي مشاكل أخري فتوجه مباشرة لعملها دون إبلاغها فكلما ابلغها باحتياجه لمقابلتها اما أن تكون بسبب حدوث شئ ما أو يحدث أمر طارئ أثناء المقابلة فقرر أن يذهب إليها بدون الاتفاق مسبقا ،
وبالفعل توجه مباشرة الي المدرسة حتي يتسنى له أيضا مقابلة أخته للاطمئنان عليها فمنذ أن رجعت إلى منزل الزوجية وهو لم يقابلها حتى الآن .
انتظر قليلا أمام المدرسة مستندا على سيارة عاقدا قدمه أمامه ناظرا للهاتف في يده 
حتى وجد من تحدثه قائلة/
_ هو حضرتك منتظر ميار ؟
انتبه محمد فاعتدل قائما ونظر لمن تحدثه وجدها فتاة يبدو أنها زميلة أخته فابتسم مجاملا ثم قال /
_ اه فعلا انا منتظر ميار ......... اختي.
التمعت عيون الفتاه فرحه ومدت يدها بالسلام قائلة /
_ اخوها !!
يا اهلا وسهلا اهلا اهلا ...... انا سهيلة صاحبتها.
نظر محمد ليدها ورفع يده يرد سلامها فاطبقت على يده مشددة في السلام فتعجب محمد من أسلوبها لتكمل سهيلة وهي ما زالت ممسكة يده مدعية السلام /
_ اهلا بيك انا افتكرتك جوزها وكنت هسألك عنها أصلها مجتش النهارده ،بس بصراحة متوقعتش انك اخوها ،
صحيح ميار حلوة فلازم اخوها يبقى حلو كمان.
_ والله وايه كمان ؟؟
نطقت بها ماسة من خلفهم فانتبه محمد وسهيلة على صوتها فسحبت سهيلة مسرعة يدها من يدي محمد الذي أدرك للتو أن يده ما زالت بيدها فنظر بيدها ثم لماسه الذي رأها تنظر ليده ثم له وفي عيونها نظرة غريبة عنه ولكنه يمكن أن يصفها أنها نظرة شرسة.
تحمحت سهيلة لهذا الموقف الحرج وابتسمت مدعية اللامبالاة قائلة /
_ ماسة كويس انك جيتي الاستاذ كان بيسال عن ميار انتي تعرفيه اكيد.
ابتسمت ماسه لسهيلة ابتسامة صفراء ثم قالت / 
_اه طبعا اعرفه دانا مع ميار من زمان .
ثم نظرت تجاه محمد وكأنها تريد أن تعرف رد فعله من نظراته سائلة سؤال استنكاري / 
_ولا ايه يا محمد؟
وتعمدت إزالة أي القاب لتوجيه رسالة لزميلتها 
بينما محمد توسعت نظراته ورفع حاجبيه متعجبا أسلوبها الجديد وشراستها التي لم يعهدها من قبل فكررت سؤالها مرة أخري بنبرة أكثر شراسة ليحاول محمد اخفاء ضحكته واجاب بصوت يملؤه السعادة / 
_ طبعا احنا مع بعض من زمن ..
واراد أن يرسل برسالته هو الآخر ليطمئنها ويريح قلبها فاستطرد قائلا وهو ينظر تجاهها بنظرة طمئنتها كثيرا /
_ وان شاء الله هنكمل مع بعض دايما ومحدش هيفرقنا ابدا.
نظرت سهيلة لكليهما واطلقت زفيرا عاليا فقد فهمت رسالة كلا منهم جيدا ثم استأذنت للانصراف محاولة الحفاظ على ماء وجهها.
بعد أن انصرفت سهيلة ظلت ماسة تنظر له بغضب فحاول محمد الهاء ماسة عما حدث فسألها متعجبا /
_ هو صحيح ميار مجتش ليه النهارده ؟
_ اخت جوزها جايلها عريس النهاردة فاخدت إجازة علشان تساعدها .
نطقت بها ماسة ثم تذكرت ما تم منذ قليل فاستوحشت نظراتها مجددا سألة محمد بنبرة حادة /
_ ايه بقي موضوع ست سهيلة والسلامات والابتسامات اللي انا شفتها ده ان شاء الله ؟؟
التمعت عيون محمد فابتسم قليلا ثم قال / 
_ ابدا واحدة جت بتعرفني علي نفسها انها صاحبة اختي مسلمش عليها يعني ولا اضحك في وشها؟
توسعت نظرات ماسة فقالت مندهشه/ 
_ يا سلااااام اي واحدة تقولك صاحبة اختك تضحكلها وتسلم عليها كمان عادي كدة !؟
اتسعت ابتسامة محمد قائلا مدعيا الاندهاش/ 
_ يعني هكشر في وش الناس ليه بس .
_ اه تكشر في وش الناس متضحكش للي رايح واللي جاي علشان في ناس بتفهم ده غلط .
نطقت بها ماسة بطريقة حادة وكأنها تلقي أوامرها وعليه السماع والطاعة ليجيبها محمد بكل بساطة /
_ حاضر يا ستي اي أوامر تانية ؟؟
عقدت جبينها مكملة / 
_ ثم تعالي هنا قولي ايه موضوع انت حلو دا ؟
_ والله هي اللي قالت مش انا !
نطق بها محمد ببراءة تامة لتكمل ماسة سيل اسئلتها مكملة/
_ وهو اي حد يقولك انت حلو تسكت كدة؟
_ واحدة بتقول رأيها مقدرش اعترض لكن لو انتي عندك رأي تاني معنديش مانع ابدا اسمعه منك دانا اتمنى كمان .
نطق بها محمد قاصدا بعثرة مشاعرها وقد نجح في ذلك .
فقد رأى علامات الخجل على وجهها فقد احتقن وجهها بدماء الخجل ونظرت للاسفل بعد أن كانت تنظر له مباشرة فأكمل هو مستغلا الموقف / 
_ طب احنا بقالنا ساعة واقفين في الشارع ممكن اعزمك على حاجه ونكمل خناقنا بالمرة .
اومأت ماسة برأسها خجلا دون النظر له ثم قالت / 
_ هستاذن ماما بس الاول.
_ طب باصة في الأرض ليه ما كنتي دلوقتي بتبصيلي عادي؟؟
أراد محمد أن يزيل الحرج عنها ولكنها شعرت بالخجل أكثر فحاولت تبرير حالها وقالت /
_ ده كان علشان سهيلة واقفة مش اكثر .
ضحك محمد وتنهد قائلا / 
_ بركاتك يا ست سهيلة ،المهم يالا كلمي والدتك علشان مأخركيش.
اومأت برأسها إيجابا لتخرج هاتفها من حقيبتها فوجدت أن والدتها اتصلت عليها بالفعل منذ قليل وربما منذ فترة عراكها مع من تسمى سهيلة ومن احتدام الموقف لم تستمع للهاتف فاجرت اتصالا سريعا لوالدتها وهي تقول لمحمد/
_ ده ماما اتصلت اصلا وانا مسمعتش ....
_ أيوة يا ماما...... مالك يا حبيبتي....... انا جاية حالا متقلقيش.
قلق محمد من نبرتها في حديثها مع والدتها وتعابير وجهها التي تحولت للقلق فقال لها فور إغلاقها للهاتف/
_ خير يا ماسة في ايه.
بدأت الدموع تتجمع في ملقتيها وأجابت بنبرة مهزوزة/ 
_ ماما اتصلت علشان تعبانة وممعهاش حد يوديها المستشفى ،عن اذنك يا محمد.
أوقفها محمد قائلا / عن اذنك ايه بس استني انا جاي معاكي ،
ثم تمتم بداخله / 
_ شكل الموضوع كله نحس.
اوقف سيارة أجرة قبل أن تبدي اي اعتراض متوجهين سويا الي والدتها ثم أخذ والدتها الي اقرب مشفى.
...............................................
انتفض من مقعده فور سماع ما ينطق به نضال ململما كل اشياءه قائلا/ انا جاي حالا يا نضال .... اوعي تخليها تمشي........ لو جت اتحجج باي حاجة يا اخي ..... عيوني حاضر...... حاضر........ حاضر بقي انت هتذلني.
ثم اغلق الخط وقد وصل لباب المحال وخرج بالفعل ثم تذكر طلبات وأوامر نضال له فعاد مرة أخرى الي المحال يأخذ كل ما لذ وطاب من افضل واجود الحلويات بالمحال أمام العمال الذين أصبحوا معتادين على أفعاله الغير عادية .
ثم توجه مسرعا الي جامعة نضال يشعر وكأنه قد وصل لمبتغاه لا يعرف سبب سعادته عند سماعه لهذا الخبر هل لتنفيذ ما يدور برأسه فقط ام بسبب أنه سيراها مرة أخري ويعرف كل ما لم يعرفه عنها من قبل.
وصل يزن بوقت قياسي ودخل مباشرة الي نضال الذي كان قد ترك خبر علي بوابة الجامعة بقدومة وإدخاله فور حضوره.
دخل يزن مكتب نضال بطريقته الهمجية المعتادة قائلا بصوت عالي يملؤه السعادة/
_ اسمها ايه ،وريني كدة الكارنيه بتاعها لتكون مش هي؟؟
ابتسم نضال وشعر بسعادة يزن من فرحة صوته ولهفته فحاول تهدأته قائلا/ 
_ مكنتش اعرف انك مدلوق اوي كدة ،
امال عملي سمعه انك تقيل على الفاضي ليه؟
شعر يزن بسخرية نضال له فجلس بالمقعد أمامه محاولا ادعاء الثبات قليلا/ 
_ ولا مدلوق ولا حاجه انت فهمت غلط ،كل ما هنالك ما صدقت لاقتها وخايف لتمشي ومعرفش عنها حاجه لكن وحياتك هتشوف بكرة مين هيجرى وراء مين.
ضحك نضال ضحكة ساخرة ثم قال/ 
_ واستني لبكرة ليه مانا شايف من دلوقتي.
تجاهل يزن ما يشير إليه نضال فقال /
_ المهم وريني الكارنيه عايزة اتاكد أنها هي ولا لأ.
حاول نضال التلاعب باعصابه قليلا فقال له/
_ للاسف اتاخرت يا زيزو جت واخدت الكارنيه.
انتفض يزن من مكانه وبخطوة واحدة كان تقريبا فوق قدم نضال ممسكا بمقدمة قميصه قائلا بصوت عالي/ 
_ لييييه لييييه يا نضال قولتلك متمشهاش.
ازاحه نضال قليلا عنه وحاول هندمة ثيابه وهو يقول/
_ الله يخرب بيتك كل ده ومش مدلوق ،
اتبط شوية لسه موجودة .
أطلق يزن تنهيدة راحة ثم قال/ 
_ بتعصبني ليه يا اخي وريني الكارنيه.
اخرج نضال بطاقتها واعطاها إليه ،امسك يزن بطاقة الهوية الخاصة بها ونظر تجاه الصورة حتى تأكد انها هي ،
نعم هي بملامحها الطفولية وعيونها الشقية فقد حفظ ملامحها عن ظهر قلب بل كان يحاول تذكرها دائما خوفا من أن ينساها فابتسم قليلا ثم نظر تجاه الاسم لينطق اسمها وكأنه يتذوقه / غزل .... غ ز ل 
جفنه علم الغزل .
غنى بها نضال فور نطق يزن لاسمها حتى يفيقه من حالة الشرود الذي أصبح عليه فاعتدل يزن وذهب للمقعد جالسا عليه ونظر تجاه نضال وقد التمعت عيونه بلمعة المكر قائلا لنضال / بص بقي واسمعني كويس علشان تعرف هنعمل ايه.........
........................................
بمنزل ميار ذهبت ماجدة إليها فمنذ عودة ميار لمنزل الزوجية وقد أخذت على عاتقها مسؤولية حماية اختها فهي تعلم كيف يبغضها أهل حسن لسلاطة لسانها كما يقولون ولم يعترفوا أنها سليطة اللسان مع من يستحق ولكن ماجدة غير عابئة برأيهم بها وأصبحت تذهب لأختها كل يومين حتى اعتبرته واجب أسبوعي عليها والاخرون اعتبروا زيارتها عقابا لهم ففي كل زيارة تحاول مضايقة أحد من أفراد عائلة حسن وكأنه جدول أسبوعي ينتظر كلا منهم دوره ويحاولون الاستعداد له.
بعد انتهت ماجدة من محاضرتها توجهت الي منزل اختها ودلفت الي منزل حماة ميار وبابتسامة صفراء اعتادت أن تتقمصها عند دلوف هذا المنزل بعد أن فتحت لها غادة الباب وجدت كثير من الأهل يجلسون فقالت وما زال الباب مفتوحا / سلام عليكم يا حاجه اننننوااار ، 
سلام عليكم جميعا عقبال عندكم.
رد الجميع عليها مرحبين بها بينما انوار زفرت أنفاسها الساخنه تعبيرا عن ضيقتها وادارت وجهها لجهة التلفاز هامسه لنفسها / انتي جيتي يا بوز الأخص.
رأت ماجدة شفاهها وهي تمتم فهي كانت مسلطة انظارها تجاهها ولكن لم تستطع ادارك ما تفوهت به لتقول لها ماجدة محاولة استفزازها/ بتقولي حاجه يا حاجة ؟؟
أدارت انوار وجهها إليها وبشبه ابتسامة قالت/
_ بقولك نورتي يا اختي ،الا انتي فاضية يعني وكل يومين والتاني تنطلنا هنا ،ايه معندكيش مذاكرة ؟
اصدرت ماجدة شهيقا عاليا مدعية المفاجأة وحاولت الصاق الخطأ بأنوار فهي تعلم جيدا أن أمثالهم مهما فعلوا من أخطاء لا يريدون أن يظهروا بدور المخطئ لذلك هي تتعمد إثارة غضبهم وإلصاق الخطأ بهم كما يفعلون مع اختها فقالت ماجدة بلهجة متأثرة وبصوت عالي حتى يستمع إليها الجميع فمثلهم يخشون الفضيحة ونظرة المجتمع لهم /
_ انتي بتطرديني يا حاجه!!؟
بتضرديني من بيتك وانا جاية اسلم عليكم ،
واهني وابارك لغادة وقولت اشوف اختي بالمرة ،مكنش العشم مكنش العشم ابدا.
سحبتها غادة للداخل وأغلقت الباب من خلفها بعد أن نظرت يمينا ويسارا تطمئن حالها بعدم وجود أحد بالخارج قد سمع ذلك وخاصة اليوم فهو يوم خطبتها ولا تريد أن يشاع اي احاديث سيئة لاهل خطيبها ثم قالت لماجدة بوجه بشوش لتحافظ على مظهرهم أمام المتواجدين /
_ لا يا حبيبتي انتي فهمتي ماما غلط ،
تتفضلي طبعا في أي وقت البيت بيتك بس هي يعني قصدها مصلحتك علشان متسقطيش بعد الشر مش اكتر يعني.
ادعت ماجدة التفهم فما كانت تريده حدث بالفعل فابتسمت قائلة/ 
_ اه الظاهر فهمتها غلط .
ثم أدارت وجهها الانوار وبابتسامتها المعتادة قالت/
_ تسلمي يا حاجه ،بس متخافيش عليا انا افوت في الحديد .
أدارت انوار وجهها للجهه المقابلة هامسة لذاتها/ 
_ يكش الحديدة تقع علي دماغك تجيب اجلك بنت قليلة الربابة صحيح. 
ثم أدارت ماجدة وجهها لغادة وبنفس ابتسامتها محذرة إياها قائلة بصوت عال/ 
_ مبروووك يا عروسة 
ثم اقتربت من غادة هامسه لها / 
_ وخلي بالك من عريسك يوصله كلمة كدة أو كلمة كدة !
انتي عارفه الإنسان سمعه ،
وانتي ما شاء الله كبرتي اوي واحلويتي ،
فخلي بالك ليطير من ايديكم ،
ثم ارتفع صوتها مرة أخري قائلة / 
_ ولو احتاجتوا اي حاجه قولولي بس انا يوم المنى يوم ما اخدمكم بعنيا، 
انا فوق هطلع لأختي ومتخافوش قاعدة معاكم النهارده علشان اشوف عريسك واهنيه بنفسي ،يالا اسيبكم انا بقي .
واستدارت تفتح الباب والإبتسامة على وجهها وهي تكاد تجزم بأنهم يستشيطون غيظا من خلفها .
توجهت ماجدة الي شقة اختها لتجدها مشغولة تماما في المطبخ تعد كل ما لذ وطاب من مأكولات وعصائر لسهرة اليوم لتدلف ماجدة عليها قاضبة حاجبيها قائلة/
_ هو انتي مفيش فايدة فيكي مهما يعملوا فيكي بترجعي تساعديهم؟؟ 
وبلهجة حادة صرخت بها قائلة/ 
_ انتي بتهببي ايه دلوقتي؟
مسحت ميار عرق جبينها بأكمام جلبابها وقد ظهر عليها الإعياء والاجهاد الشديد فقالت بصوت واهي وانفاسا متلاحقة وكأنها بمارثون عدو / 
_ معلش يا ماجي انا خلصت الفطار ونزلته ويادوب اخلص الغدا علشان الناس اللي تحت تلحق تتغدى قبل ما العريس وأهله يجوا انتي عارفه بقي ده خطوبة غادة ومفيش حد يساعدهم.
تحدثت ميار وهي تذهب تعود بالمطبخ محاولة الانتهاء من كل ما بدأت به لتمسكها ماجدة من ذراعها قائلة بلهجة حادة/
_ بس اقفي هنا شوية انتي مش قادرة تاخدي نفسك ،
عملتي فطار وبتعملي غدا للجربأ ده كله وكلهم قاعدين يرغوا ويقطعوا في فروتك تحت وانتي هنا بتخدميهم .
وقفت ميار أمام اختها تحاول تهداة أنفاسها فقالت/ 
_ طب يعني اعمل ايه لاقتهم من امبارح جهزوا كل حاجه وطلعوها هنا وقالوا الطبخ هيكون عندي علشان تحت يفضي للناس اللي جاية وفجأة لاقيتهم الصبح بدري اوي بيصحوني علشان ابدا في الفطار قبل الناس ما تيجي افتكرت حد من بنات خالات غادة اللي بايتين معاهم تحت هيطلعوا يساعدوني بس ملاقتش حد يادوب عقبال ما خلصت الفطار لوحدي كانت الناس كلها جت واخدوا الفطار ونزلوا وام حسن قالتلي الحق ابدا في الغدا علشان يتغدوا بدري قبل ما العريس وأهله يجوا.
عقدت ماجدة ذراعها انام صدرها وارتخت في وقفتها قائلة بسخرية/ 
_ وطبعا الهانم مفطرتش !؟ 
لا وبتسمع الكلام بجد وبتجهز الغدا وهما مهيصين تحت !!
طبعا حقهم ما هم لاقوا الخدامة اللي تشيل عنهم.
تأثرت ميار وبدى علي وجهها الحزن والتمتع عيونها بالدموع فاغمضت ماجدة عيونها ناهرة ذاتها عما تفوهت به ثم زفرت أنفاسها وفتحت عيونها مرة أخري وامسكت بذراع اختها تسحبها خلفها حتى جلسا على أريكة بالردهه فقالت ماجدة معتذرة/ 
_ انا اسفة يا ميرو ،اسفة بجد مكنش قصدي اكيد وانتي عارفه كدة.
اومأت ميار برأسها دون أن تنطق بكلمة وبدأت دموعها تتلاحق على وجنتيها فمسحت ماجدة دموع اختها بابهامها ثم امسكت برأسها قائلة/ 
_ انا مقصدش أهينك ابدا يا حبيبتي انا قصدي اوصلك نظرتهم ليكي ،
لما يسبوكي كدة من غير اي حد يساعدك والليلة ليلتهم اصلا وانتي بتعملي من نفسك ،
وكمان مقالوش ليكي تعالي افطري معانا ،
لا دول بيدوكي الاوردر اللي بعده يبقى لازم تعرفي هما بيتعاملوا معاكي على اي اساس.
تحدثت ميار باختناق من وسط دموعها قائلة/ 
_ عارفه يا ماجي بس انا مبعرفش اقول لا ،
ولو قولت لا هقول لا ليه ؟
زمت ماجدة شفتيها فهي تعلم كم طيبة اختها فقالت لها /
_ اللي تحت دول مطلعوش معاكي ليه؟ 
حركت ميار كتفها قائلة/ 
_ في اللي قال مش قادر وفي اللي قال حاضر بس مطلعش وانا مش هفضل قاعدة لحد ما يطلعوا والحاجة عندي انا.
_ لا تفضلي قاعدة لحد ما يطلعوا ،
وتنزلي كدة وتوريهم نفسك انك قاعدة قدامهم ومفيش حاجه هتخلص لو انتي لوحدك ولو حد كلمك قوللهم مش هعرف اخلص لوحدي وش كدة.
نطقت بها ماجدة بطريقة عصبية لتقول ميار موضحه تفكيرها /
_ طب ماهو ممكن يطلعوا ويقعدوا هنا وبرضه ميعملوش حاجه واعمل برضه كل حاجه ويبقى اسمهم طلعوا وهما في الأصل معملوش حاجه.
صمتت ماجدة قليلا وضيقت عيونها تفكر قليلا ثم ابتسمت قائلة/
_ انا بقي هقولك تعملي ايه واخليهم يعملوا كل حاجه ويخدموكي كمان بس الاول تفطري احلي فطار ونشرب انا وانتي العصير اللي تعبتي فيه جوة ده والباقي نشيلة بالفريزر تاخدي منه كل يوم وانتي رائحة الشغل تروقي حالك بيهم .
نطقت ميار متعجبة/
_ طب والاكل مين هيكمله ومين هيعمل عصير تاني .
التمعت أعين ماجدة واستقامت قائلة/
_ لما اعملك احلي فطار اقولك.
مفيش وقت يا ماجي كدة هيتاخروا اوي ومش هيلحقوا يعملوا حاجه.
اتسعت ابتسامة ماجدة قائلة/ 
_ وده المطلوب علشان ميلحقوش يفكروا أو يعترضوا يكش حتى يشتروا اكل من برة هما مش فقرا. 
.......................................
بالمحال يجلس يزيد حزينا بعد انصراف يزن أخيه كالمجذوب دون حتى اللحاق به لإيقافه أو سؤاله عن سبب ذهابه كما يفعل دائما فكان باله مشغول بسبب عدم استجابة غرام لاي رسالة من رسائله وأصبحت لم تحضر للمحال وكأنها تريد إيصال فكرة عدم تقبلها له فلام نفسه كثيرا وشعر أنه تسرع في الإفصاح عن مكنونات قلبه ولكن غيابها اشعره بضرورة المصارحة بمشاعره فجلس حائرا حزينا ينهر ذاته قائلا/
_ مش لو كنت صبرت شوية كان زمانها بتيجي كل يوم ،انا غبي.
ثم قضب جبينه متذكرا شئ ما فقال لذاته/
_ لا بس هي لما جت قالت إنها جاية تبلغني أنها مش هتقدر تيجي تاني ، يا تري ايه اللي مانعها ؟؟
ثم تجدد داخله الامل أن سبب عدم ردها ربما لمانع ليس بيدها فأمسك هاتفه مرة أخري ودون رسالة جديدة وحاول أن تكون فحواها اقرب للتوسل فكتب /
_ اريد فقط الاطمئنان عليكي حتى ولو كان قرار اجابتك بالرفض ،
كما ارجوكي لا تحرمينا من طلتك علينا ولو حتى من أجل الحلوى فقط.
ثم أضاف للرسالة وجه معبر عن التوسل واغلق الهاتف وهو ميقن أنه لم تأتيه أي إجابة حاليا ولكن يمني نفسه برسالة واحدة في وقت ما .
استقام يزيد ليتابع العمال ووضع هاتفه بجزلانه ولكن قبل أن يخطو خطوته الأولي سمع اشعار برسالة قد وصلت لهاتفه فأخرجه سريعا ونظر له واتسعت حدقتيه حين رأي اسمها يزين شاشة هاتفه فاتسعت ابتسامته وفتح الرسالة سريعا التي لم تكن سوى كلمتين فقط............( انا بخير)
..........................
اتمني البارت يكون عجبكم🙈🙈 ومنتظرة تعليقاتكم علي الأحداث حتى الآن وتوقعاتكم للقادم.❤❤


  •تابع الفصل التالي "رواية معدن فضة" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent