رواية خيوط الغرام الفصل الحادي والعشرون 21 - بقلم دينا ابراهيم
-طيب هتنامي علي طول ليه مش هتقعدي معايا شويه ...
نظرت له بخيبه امل قائله ...
-انا كنت فكراك هترجع جعان فقلت استني نتعشا سوا...
رفع حاجبيه ليردف ...
-انتي لسه متعشتيش ؟...
هزت رأسها بنفي وانزعاج وهي تلتفت حولها قائله....
-مش جعانه اصلا !!
علت صوت معدتها ليبتسم علي احمرار وجنتيها بأحراج ....اقترب منها يلمس وجنتها وهو يميل عليها يقبل جبهتها قائلا...
-واضح !
حاولت الابتعاد عنه بحرج و غيظ فضحك بشدة قائلا...
-بهزر خلاص ؛ يلا نتعشي سوا !!!
حاولت كبت ابتسامتها ولكنها فشلت في التحكم بترقبها وهو يجرها خلفه لتجهيز وجبه العشاء ...
جلس كلاهما يأكلان وسط انظارهم المتبادلة ....
-تسلم ايدك ، الاكل جميل اوي !!
اتسعت ابتسامتها بسعادة وهي تردف...
-انا مكنتش عارفه بتحب ايه فحاولت اعمل كذا حاجه ...
نظرت الي طريقته في الاكل وهو يقطع الدجاج و حاولت التقاط ما يمكنها تعلمه برغبه ملحه في مواكبه حياته ....
ابتسم داخله و هو يراها تسعي لتقليده بالشوكة والسكين ... فتنحنح وهو يتركهم من يده و يمسك قطعه صغيره من الطعام يقربها من فمها ...
رمشت مرتين قبل ان تفتح فمها برقه تتناولها منه ...اعاد الكره لتتناولها من يده بنهم و سعادة ....
سرحت في تصور حياتهم معا و
فهو يعطيها الامل بإمكانية نجاح تلك العلاقة ؛ فهي في اشد الحاجة لها لتشعر بالاستقرار و السعادة.....
خرجت من افكارها وهي تلعق شفتيها لتلامس اصبعه ...اتسعت عينيها ونظرت له فوجدته يطالعها بحب و عيون غائمة و لايزال اصبعه علي شفتيها يمرره ذهابا و ايابا ...
خجلت لتنظر الي اسفل تراقب ابهامه قبل ان يبعده ويضعه علي شفتيه .....
كادت تموت من الخجل فتنحنحت بحرج قائله....
-انا شبعت اوي ؛ تصبح علي خير بقي !!!!
ازاحت كرسيها و هرعت للخارج تناجي امان غرفتها فقلبها يتمرد بشده داخل صدرها .....
شهقت بخضه عندما امسك بذراعها يوقف تقدمها في منتصف الطريق ....
تحركت شفتيها ولكن لا صوت خرج منها ....امسك مروان بعينيها وقد اختفي المرح من علي وجهه ليستبدله شعور اخر عميق يغيم داخله...
لامس وجنتها فأغمضت عينيها بخجل و بعدم احتمال لتلك المشاعر التي تتدفق منه لها .....
خرجت شهقة لم تكتمل وهو يرفعها بين ذراعيه و يبتلع تلك الشهقة بين شفتيه....
كان يدور بها او انها فقط من تشعر بالدوار بسبب تلك القبلة ....
امسكت بكتفيه بقوة وهي تشعر بالسقوط و كأنها سفينه تهوي في الفضاء بلا ربان !!!
خرج عن طور الهدوء و التروي معها ولم يستطع مقاومتها وهو يشعر بها مستسلمة بين ذراعيه....
لتهون عليه جنونه بانه ليس الوحيد العاشق الهاوي بينهم ....
لا يدري كيف و متي انتهي بهم الامر يتسابقون مع الرياح في سباق الحب و لمسات الشوق و همسات الغرام ....
دارت بهم الدقائق او الساعات وانتهي سباقهم الخاص بتضخم قلبيهما برضا و انهاك ......
استقرت بين ذراعيه تمسكه بقوة وكأنها سيختفي !!!!
ابتسم وهو يضمها له و ماهي الا دقائق حتي هبط جفنيهما بعد نظرات عشق صامتة بينهم لفترة معلنان الاستلام للنوم و المستقبل يوعدهم برسم حياة سعيدة هانئة.....
(😁😈)
..............
مرت ايام اخري علي نفس المنوال بانشغال الثلاث اصدقاء بخطتهم وانشغال الفتيات بمواساة سلمي وتهيئه منار قبل رؤيتها لأهل مروان !!....
-يابنات بالدور المكالمه الجماعيه دي لخبطتني !!
اردفت شروق وهي تهز صغيرها وتتوسط يوسف و فريده اللذان اتخذا من ساقيها وساده لمشاهده احدي افلام الكرتون ....
لتردف منار بغيظ...
-ركزوا معايا انا دلوقتي !! احكولي عن والدته و اخته اللي جايين دول اكتر !!
-بقولك ايه انتي قلقانه ليه كده ، وانتي ضربتي ابنهم علي ايده و قوليله اتجوزني و بعدين انتي زي القمر و اصغر منه بكتير يعني يحمدوا ربنا !!
اردفت شروق بغيظ فقد سألت ظافر عن رد فعل اهل مروان عند العلم بزواجه ورده لم يبشر بالخير...
-ماتهدي يا شروق يا حبيبتي ، بصي يا منار خليكي هاديه و حاوي تبقي قليله الكلام وخليكي جنب مروان والموضوع هيعدي هوا !!
-يارب يا سلمي !!
دلف يزيد الي المنزل فوجدها متكوره علي الأريكة بغطاء وتتحدث في الهاتف ....
تركها واتجه لتغير ملابسه عندما رن هاتفه برقم التعيسة !!!
انكمشت ملامحه بضيق ولكن النهاية اقتربت ولم يبق سوي القليل...ففي ايام قليله استطاع ان يكون محور تفكيرها لا تطيق ان تمر ساعه دون ان تحادثه !!
-الو يا قلبي ، اخيرا افتكرتيني !!
سمعت سلمي حديثه فشعرت بغصة تقتلها واردفت بخفوت...
-عن اذنكم يا بنات انا هقفل !!
اغلقت و وقفت تتوجه نحوه بخفه تتنصت علي المكالمة بغضب الغيرة تأكلها ...
-خلاص هجيلك بكره !!
لا تعلم ما الذي طرأ عليها فوجدت نفسها تتقدم منه دون ادني اهتمام لنظراته المتعجبة و ابتسامته السمجة وهو يغلق الهاتف...
امسكت نظراته بشوق و حزن هاجم جدرانه و خطته بقوة فكاد يجثو امامها معترفا بكل شيء.....
فوجد نفسه يردف بلين ...
-انتي كويسه ؟!!
هزت رأسها بالنفي قبل ان تسمح لجسدها بالاقتراب اكثر فتستند رأسها علي صدره بوهن و تعب .....
وقف متسمرا مكانه بذهول ....و قد هبت مشاعرها عليه كالإعصار .....
هل انتهي الامر و عادت لصوابها ....
يرفض التفكير لقد اشتاق لها بشده !!
احاط ذراعيه حولها سريعا بأمل يضمها اليه يتمني لو يخترق جسدها ويخفيها داخل صدره بخوف.....
قبل رأسها وهو يشعر بها تضمه اليها بشوق لتزداد مفاجأته اكثر عندما ابعدت رأسها لترتفع علي اطراف اصابعها وتحيط وجهه بين كفيها ملتهمه شفتيه بقبله اشتياق غيبتهم عن الحياه .....
كاد قلبها ينفجر من الحب و الشوق وهي تذوب بين ذراعي الحبيب الذي يقتلها بقسوته ....
فتتفتت بين يديه و شفتيه مستسلمه كرمال الصحراء التي تنفرط فتتناثر في الهواء كالسراب .....
ابتعدت قليلا و قلبها مناجيا له يا من حبك ككثبان رملية مقاومتي لك تغرقني بك !!
أعفو عن روحي و اشفق علي اشتياقي إليك !!
وأبتعد وإياك بالاقتراب ومحاربتي للهرب اليك !!!
رفعت يدها المرتعشة الي صدره تفك ازرار قميصه معلنه عن رغبتها في الشعور به وهو يهيم بها للسحاب ...
ليكمل هو مهمتها وهو يمزق الباقي منه يلقيه بعيدا و يمد يده يجذبها من ملابسها نحوه و يكتسحها بمشاعره و قبلاتها ، حملها الي فراشهم ليذوب الاثنان فتنساب خيوط غرام متلاحمه معقده ترفض التقائهم معا !!!
•تابع الفصل التالي "رواية خيوط الغرام" اضغط على اسم الرواية