رواية عتاب الفصل الثاني والعشرون 22 - بقلم علا السعدني
وقفت (أسما) فى منتصف شقة واسعة بجانب شاب فى أوائل الثلاثين من عمره الذى نظر لها هائماً وامسك ذراعها ليقربها منه وهو ينظر لشفتاها
-جبتلك العيادة اللى إنتى طلبتيها مستهلش مكافئة بقى
شعرت (أسما) بالخوف وهى تقف وحدها معه وابتسمت ابتسامة خفيفة وهى تتملص من ذراعه ثم قالت
-شكراً ٠٠ شكراً اوووى يا (تامر)
نظر لها بخبث ثم قال
-شكراً بس !!
-ا٠٠ أنت عارف وقولتلك قبل كده مينفعش أى حاجة تحصل بينا قبل الجواز
زم شفتاه بعدم رضا ثم قال
-ماشى يا ستى
-بس سبتى المصحة ليه ؟!
عادت بذاكرتها لذلك اليوم الذى اخبرت فيه (ريان) بخطبتها وكيف لم يهتم حتى بأنها ستكون لغيره شعرت وقتها أن عليها أن تكسره أكثر وأكثر طلبت فيه مقابلة (طلال الشناوى) وقدمت له استقالتها وأخبرته أنها تشعر بالذنب بسبب ما فعلته ولكن (ريان) هو من أجبرها على ذلك وكيف قاموا بتهريب (عتاب) من المصحة عادت للواقع بعد أن سمعت صوته يقول
-روحتى فين ؟
ارتبكت قليلاً ثم قالت
-ا٠٠ اه ٠٠ اصله مكنتش ينفع اكمل فيها ٠٠ محبتهاش ٠٠ يلا بقى ننزل من هنا
-هتبدئى شغل فيها من بكرة ؟
-إن شاء الله ٠٠
*****************
جلست (عتاب) تتناول طعام العشاء مع (ندا) وهم يتحدثان ويضحكان سوياً كعادتهم فقد أصبحت (ندا) صديقتها المقربة فلم يصدف أن وجدت (عتاب) فتاة تحبها وتعتبرها شقيقة لها مثلما شعرت (ندا) فدوماً تصادف أم فتيات تغار منها أم لا يستلطفونها أبداً حتى عندما كانت تعمل فى متجر للملابس كانت الفتيات معها يتسابقون فى العمل ولم تحبها أى واحدة حتى دلفت فى تلك اللحظة (هبة) واصدقائها تلك الفتاة المعجبة ب (رائد) فقالت إحدى صديقات (هبة) بصوت مرتفع قليلاً وهم يجلسون على مائدة الطعام
-مش ملاحظة أن أستاذ (رائد) بقى يجى كتير اليومين دول يا (هبة) ؟
ابتسمت (هبة) بسخرية ثم نظرت إلى (عتاب) وقالت
-اه لاحظت من يوم ما جت الملونة اللى أسمها (عتاب) دى وهو مبقاش ع بعضه وكله يومين والتانى هنا
اندهشت (عتاب) لما سمعته ونظرت لهم وهى لا تصدق ما سمعته للتو فتابعت (هبة) قائلة
-شكلها كده عجبته وعاوز يضمها للقايمة
فصخكت آخرى وقالت
-يضمها ؟! ٠٠ هو لسه هيضمها !! إنتى طيبة اووووى يا (هبة) اومال بتدخل كل يوم فى مكتبه بالساعة تعمل ايه بتعمله قهوة مثلاً !!
قالتها ثم ضحكوا جميعاً فنهضت (عتاب) والدموع تترقرق من عينيها فدوماً الجميع يتهمها فى شرفها لم تكن تلك أول مرة تسمع بها كلام مثل ذلك لذا قالت من بين دموعهت
-أنتوا ايه الى بتقولوه ده ٠٠
ولم تستطع أن تتحدث أكثر من ذلك فشعرت (ندا) بغضب شديد من هؤلاء الفتيات ثم قالت
-أنتوا لا عندكوا دم ولا اخلاق حتى وإنتى اللىق بتكلمى يا (هبة) ناسية فضايحك ولا ايه أنا مش عاوزة ابقى سافلة زيك واتكلم فى شئ زى كده
لم تتحمل (عتاب) سماع المزيد من تلك الترهات فركضت نحو الخارج وهى تبكى فشعرت (هبة) بغضب شديد من كلمات (ندا) وقالت بغضب
-ابعدى إنتى يا (ندا) متخلنيش احطك فى دماغى
-أنا بقى عاوزكى تحطينى فى دماغك عشان اكسرها يا (هبة) إنتى عرفانى كويس وعارفة أنا بنت مين وممكن أعمل ايه .. أنا دمى حامى وإللى زيك بعرف اطرقعلهم كويس وأنا بحذرك لو جيتى جنب (عتاب) تانى ولا اتكلمتى الكلام السخيف ده فضايحك كلها الكل هيتكلم عنها فى الدار
-محدش هيصدق
ابتسمت (ندا) بسخرية ثم قالت
-مش بيقولوا العيار اللى ميصبش يدوش والكل عارف حركاتك ومرقعتك يعنى سهل يصدقوا
عضت (هبة) شفتاها بغضب شديد بينما ذهبت (ندا) لتبحث عن (عتاب) وجدتها تقف منزوية فى احدى الأركان وهى تبكى فركضت نحوها واحتضنتها فتحدثت (عتاب) بضعف
-والله أنا ما وحشة ٠٠ معظم الاوقات بروح أنا و (حفصة) ٠٠ و ٠٠ و (حفصة) من الأطفال اللى أنا مسئولة عنهم وبسيبهم وبروح أكمل شغلى مش ٠٠ مش بقعد كتير
ضربتها (ندا) على كتفها بخفة ثم قالت
-بس يا هبلة أنا مطلبتش مبرر هو أنا مش عارفكى وعارفة اخلاقك ٠٠ بس قعدتك معاه فى المكتب لوحدكوا غلط وإنتى عارفة كده ٠٠ أحياناً مبتبقاش (حفصة) موجودة ٠٠ أنا مش بقولك عشانى لا عشان هو حرام وغلط واهم فهموا غلط واحدة زى (هبة) بتحب تصطاد فى المايا العكرة
مسحت (عتاب) دموعها ثم قالت
-معدتش اروحله تانى ٠٠
*******************
بينما كان (رائد) فى منزله يقف بالشرفة الخاصة بمكتبه شارداً يدخن سيجارته وهو يفكر فى افكار شتى لم ينتبه حتى لدخول (طلال) المنفعل لداخل الفيلا الذى أسرع نحو الداخل ودلف نحو غرفة مكتبه فى المنزل وهو يقول بغضب شديد
-خبتها عنى ٠٠ أنت اللى مخبيها جو الدار عندك وأنا بدور فى كل حتى عليها ٠٠ بقى هو ده إتفاقنا !! ٠٠
عتاب
•تابع الفصل التالي "رواية عتاب" اضغط على اسم الرواية