رواية فراشه في جزيرة الذهب الفصل الثالث والعشرون 23 - بقلم سوما العربي
فراشة_في_جزيرة_الذهب_الفصل_الثالث_والعشرين
وصلت طائرة الملك للندن ودلف لقصرفخم هناك خصص له،كانت زيارة رسمية نقلها التليفزيون وأذيعت على كل وسائل التواصل الإجتماعي ناقش خلالها الملك عدة مشاريع هامة جداً بين البلدين، ومر الساعات..مقابلات تليها إجتماعات ،الملك لا يرغب في نيل قسط من الراحة...وكأنه...لا يريد الإختلاء بنفسه.
نظر له سفيره بلندن قائلا:
-ألم يحن الوقت كي يأخذ الملك راحه ولو لبضع ساعات؟ فجلالتك لم ترتاح منذ غادرنا المملكة حتى بالطائرة كنت تعمل طوال ساعات السفر.
تنهد راموس وهو يلقي التقارير الورقيه من يده ثم قال:
-أريد العمل حتى يغلبني النوم وأنا جالس.
نظر السفير حوله ثم اقترب من الملك و دنا منه قائلا بصوت منخفض:
-ملكنا بحاجة لبعض الوقت من الراحه و المتعة.
فهم عليه راموس ثم رد بحسم:
-لا أريد.
اعتدل السفير في وقفته عند دخول وزير الخارجية فقال راموس:
-تعال يا شندهار هل من جديد؟
-كل الأمور تسير وفق رغبات جلالتك يا مولاي لقد أبرمنا الاتفاقية ومن بعدها سنغادر إلى فرنسا ثم ألمانيا ومن بعدها إيطاليا ثم مصر والجزائر و.....
قاطعته أعين راموس الحمراء حين رفع رأسه بحدة فجأة ثم قال:
-أحذفها؟
تبادل وزير الخارجية النظرات مع السفير لا يفهمان سبب غضبه فسأل الوزير:
-ما هي؟
-مصر
-كيف؟!
-افعل كما أمرتك.
-لكن كيف يا مولاي مصر دولة مهمة لا يمكننا فعل ذلك.
شدد راموس على كلماته:
-أرسل لهم مندوب من الرئاسة أو وفد
هز السفير رأسه مستنكراً ونظر للوزير الذي قال:
-أقترح عليك التفكير في الأمر مجدداً يا جلالة الملك، مصر دوله قويه تعتبر أقوى دولة في منطقتها،يحكمها رئيس قوي لن يقبل بفعلتنا وربما يتسبب ذلك في قطع العلاقات بين الدولتين وكما قلت لجلالتك مصر دولة مهمة جدا لدرجة أن كل دول المنطقة لديها قواعد عسكرية أمريكية إلا مصر.
انتبه راموس يرفع رأسه ويطالع الوزير،يعلم حجم تلك الجملة جيداً وما تعنيه خلفها فهو اعلم الناس بذلك.
وفكر بالأمر هو يعلم أن كل ما قاله وزير صحيحاً،فتمكن منه الغضب فلقد طغى جانبه الشخصي على كونه ملك وصار يتصرف گ المراهقين وكأنه صبي أرعن وتقلد حكم البلاد لدرجة صنع عداوة بينه وبين البلد التي تحمل جنسيتها فتاة رفضته.
صمت ثواني وانحرف تفكيره لنقطة....رفضته؟
ضاقت عيناه و زفر بغضب شديد وهو يلقي الأوراق من بين يديه
________سوما العربي_________
جن جنون عاصم ...تلك السيدة مستفزة بأمتياز أنها نفس المرأة التي قضمت لحم كتفه منذ ثانيه وقبلما تنتهي منها كانت تصرخ وتحسبن عليه داعيه الله أنها يسخطة بقدرته.
لم يشعر عاصم بنفسه إلا وهو يقذفها بأحد الأطباق فقذفته على الفور بفازة خزفية قديمة الطراز ليسقط عاصم على الأرض فاقد النطق والحركة.
دوى صوت صرصور الحقل في الشقه وبقت وفاء وامها تتبادلان الأنظار
________سوما العربي_________
-هيييييييييي
شهقت بفزع حتى أستقامت نص إستقامة على الفراش.
أخذ الأمر منها وقت تعدى الدقيقتين حتى تستوعب ...الأصوات المألوفة للباعة المتجولين في الشوارع مع صوت مكينة قطع الأخشاب في ورشة صناعة الأثاث و صوت أولاد الجيران العالي وهم يلعبون ، كل تلك الجلبة التي لطالما أشتكت منها قديماً أضحت أصوات مطمئنة لها تخرجها من كابوسها المتكرر تخبرها أنها بأمان وقد عادت للديار.
بدأ تنفسها يهدأ شيئاً فشيئاً وهي تطلع حولها لأثاث غرفتها تغمض عينيها متذكرة الحرملك وسرائره ثم الغرفه التي خصصت لها فيما بعد.
بللت شفتيها تسحب نفس عميق وقد أيقنت خطورة إيلاف النعم...لقد حذر منها المولى عز وجل وهي لم تكن تدرك...ربما كان عليها خوض تلك الرحلة.
عند هذه النقطة من التفكير ارتخى جسدها على الفراش وعادت تتكئ بظهرها على الوسادة تنظر لكفها لتجد إبرة قنينة التروية(كانيولا).
وجسدها كله متعب ومجهد لكنها مازالت بملابسها تلك التي أبتاعتها لها تلك الفتاة وشقيقها.
في تلك اللحظة دلفت حوريه تحمل في يدها كوب عصير مثلج.
أبشر وجهها وهي ترى رنا جالسه نصف جلسه على الفراش فتقدمت متهلله:
-رنا...أخيراً فوقتي.
-هو أنا بقالي أد إيه كده
-تلات أيام
-ياااه.
-أنتي ايه اللي حصل معاكي كنتي فين وماكناش عارفين ليه نكلمك ولا أنتي حتى حاولتي تكلمينا أو حتى كنتي تعرفينا بمعاد رجوعك بدل ما تبقي لوحدك ولا حد يجيبك ومين كمان الي وصلك ده.
أغمضت رنا عيناها تشعر بعودة الدوار لرأسها بسبب سيل الأسئلة التي إنهالت عليها به حوريه .
شعرت حورية بخطئها وتسرعها فهمست:
-ماعلش انا نسيت انك لسه تعبانه..بس احنا كنا قلقانين عليكي قوي.
عادت رنا تبلل شفتيها ثم همست:
-هاتيلي أشرب
ناولتها حورية الماء فشربت حتى أرتوت ثم أكملت:
-قولي لي الأول الولد والبنت اللي وصلوني قالوا لكم أيه
-قالوا إنهم قابلوكي في الشارع وكنتي تعبانة فوصلوكي.
-الحمدلله.
-هوفي حاجة تانيه ولا أيه؟
-هحكي لك كل حاجة بس مش دلوقتي..خديني يا حوريه أشم هوا في البلكونة .
-حاضر.
ساعدتها حورية لتصلب طولها ثم تقدمت تساندها خطوة فأخرى حتى وصلت للشرفه تسحب نفس عميق مبتسمة ثم قالت:
-تصدقي هوا المنطقة وحشني
تعجبت حورية وهي تتذكر رنا القديمة ومقتها من الحي بمن فيه فقالت مستعجبة :
-سبحان مغير الأحوال
ضحكت رنا بتعب وأكملت:
-اه والله حتى لعب العيال وصوت منشار تقطيع الخشب بتاع ورشة زيدان ابن الحاج شداد وحشتني ده انا حتى وحشتني خناقات زيدان الكِشَري تخيلي ..عامل حس للمنطقة والله.
زاغت عيناً حوريه على السيرة بينما أكملت رنا:
-ده عليه فتحة مطوة مش على حد أنا فاكرة آخر حاجة حصلت قبل ما أسافر كان ماسك في خناق واحد...أيه ده في أيه هو واقف يبص علينا كده ليه؟ ايه ده؟!! هو بيزغرلنا بعينه كده ليه ...أنا خوفت.
لم تكد تنهي جملتها حتى صدح هاتف حورية باتصال وأخرجته من جيب بنطالها لتجد رنا ان أسمه يضيئ شاشة هاتف حوريه فسألت:
-ايه ده!!
لم تملك حوريه الوقت للتفسير بينما الرنين مستمر ينتهي ويعود بإلحاح فأضطرت ان تجيب لتواجه أذنها صوته الصارخ:
-ما تحطي زفت طرحه على شعرك ولا أدخلي أصلا من البلكونة بدل ما أطلع لك.
تركت حورية يد رنا وحاولت إستجماع قوتها والرد بالشخصية الجديدة التي عاهدت نفسها أن تصبح عليها فهتفت بحده:
- وأنت مالك.
أتسعت عينا رنا منبهرة ومتفاجئة بينما هتف زيدان بهياج:
-أنا مالي؟ طييييييب.. أنا هطلع أعرفك ان كان مالي ولا لأ.
أغلقت حورية الهاتف على الفور تراه يتحرك مغادراً الورشة فسحبت رنا معها تقول:
-تعالي ندخل بدل ما يطلع لنا.
-ويطلع لنا ليه هو ماله بينا ده حيالله اخو خطيبك.
جذبتها حوريه للداخل وهي تردد:
-مالي مايعرفش يقول عدس
جلست رنا على طرف الفراش وسألت:
-هو في ايه يا بنتي؟ والتحش ده ماله بيكي بيزعق لك كده ليه؟
جلست أمامها حورية وقالت بينما تنظر أرضاً:
-أصل.... أنا اتجوزت التحش ده
-أييييييييه؟؟
________سوما العربي_________
-دكتور بسرعه معانا واحد متعود
هرول لعندها احد المسعفين يحمل عاصم منها في حين تقدم زميله يقول:
-لازم حضرتك تملي الاستمارة دي وتدفعي مبلغ تحت الحساب
-هااااااا
انفتح فم كل من وفاء و والدتها على أخرهما مما سمعوه ولم تجد وفاء بد من ان تهز رأسها موافقه.
فقرصتها الأم من كتفها تردد :
-يعني كان لازم مستشفى خاصه يابنت بارم ديلو...مالها مستشفى أبو الريش الدكتورة شهيرة هناك بسم الله ما شاءالله إيديها تتلف في حرير...يالا ألبسي بقا
-يعني كنتي عايزاني أخده مستشفى حكومي انتي عارفه ده ابن مين في البلد.
مصت الأم شفتيها وقالت بنزق:
-هيكون ابن مين يعني مش كفايه نص كيلو البن الي كبستي له به الجرح بتاعه والشاش ماحنا كنا جايين المستشفى.
-يعني كنت أسيبه ينزف على ما أوبر ييجي؟
-اه يا نااااري...ماتفكرينش.. طالبه له عربيه خصوصي..فلوسك كتيره ياختي
جن جنون وفاء وقالت بهياج:
-يا أمي الله يهديكي أنا عايزه اعرف أنتي بتفكري أزاي...انتي شكلك كده لسه مش مستوعبه الي احنا فيه...ومش عارفه فتحنا دماغ مين ناهيكي عن انه رئيسي في الشغل..مش مشكله دي...بس الراجل إبن عصمت فرحات ..امه رئيس جهاز الكسب غير المشروع يعني من بكره الصبح تودينا ورا الشمس.
ضحكت الأم ساخرة تردد:
-خليها تودينا أقلها نتدفى قال كسب غير مشروع قال ...ده احنا على رأي المثل إيش ياخد الريح من البلاط..الحمدلله على فيض الكريم لا مكسب ولا خسارة.
-وهما دول هيغلبوا.
انتفضوا منتبهين على صوت موظفة الإستقبال وهي تردد:
-مطلوب ٣ آلاف جنيه يا فندم
-هااااا؟!
-٣الاف جنيه
فتقدمت أم وفاء تقول:
-لأ ماهو الجدع ده احنا مانعرفرش ده صعب علينا بس... ندفع له الحساب كله مره واحده ليه؟ وبعدين هو مش المفروض الحساب كله يبقى وهو ماشي.
أبتسمت الموظفه تخبرهم:
-لا ده تحت الحساب يافندم مش كل المبلغ.
-نعم ياضنايا؟؟؟
كادت أم وفاء ان تصرخ في وجهها لولا وفاء التي تدخلت بحسم:
-خلاص يا ماما.
صدح صوت الأم تهتف بصخب:
-انتي مش سمعاها بتقول كام؟! ده جرح خمس ولا سبع غرز كنا رحنا لأبو سلمى على الناصية عملهولنا... أنا غلطانة إني مشيت ورا شورتك.
-أبو سلمى ايه بس هتبطلي هزار أمتى.
-ماهو اصل أنا عارفة الأشكال دي ل....
-يالهواااااااااي.....لولولولي...أزغرد..أزغرد ياما احنا في مصيبة...أسكتي أبوس أيدك..أنا هدفع..أسكتي.
صمتت الأم مرغمه تكبت كلام كثير ودّت البوح به لينفس عن مراوحها، و وقفت تتابع على حبة عينها ابنتها التي سألت:
-طب أنا مش معايا فلوس في جيبي ممكن أحولكم على فودافون كاش؟
-اوكي.
فأنهت وفاء الأجراءات سريعاً ثم قالت:
-خلاص تمام كده..خدوا بالكم منه وابقوا اتصلوا بأهله...سلام عليكم
-أستني يا...
حاولت موظفة الإستقبال إيقافها لكنها تمسكت بيد ولادتها ولاذت كل منهما بالقرار
________سوما العربي_________
جلس بورشته يهز ساقيه بتوتر شديد ثم وقف يلف حول نفسه ثم عاد وجلس ليقف من جديد ويدور بالمكان ثم يعاود الجلوس
فدلف والده ليراه جالس هكذا متوتر..نظر له بجانب عينه ثم تقدم يجلس خلف المكتب على الكرسي الرئيسي وباشر متسائلاً:
-أخبار الحسابات ايه؟
التفّ زيدان ونظر له بجنون فعاود شداد السؤال:
-هو أنا مش بكلمك يابني ما ترد عليا عيب كده
-هو ده وقته يابا؟
-الله...ومش وقته ليه مش أكل عيشنا ده
مسح زيدان على وجهه بعصبيه ثم قال بلا مواراه:
-وأنا الي فاكرك جاي تكلمني في موضوع حوريه.
جعد شداد مابين حاجبيه يتقن الجهل التام وسأل:
-حوريه؟ اه مالها؟ هو حصل حاجة
-يا حاج ...ماتجننيش بالله عليك
-الله هو مش أنت يابني الي طلقتها..هعملك ايه يعني...هو أنت يعني مجنون...أكيد ماعملتش كده من فراغ..تلاقيك ماكنتش مرتاح.
و وقف يهم بالرحيل فبادر زيدان يقول بلهفه:
-لأ أنا....
لكن قطع عليه شداد الفرصه و قال:
-هي بردك الجوازه دي كانت ملعبكة ..وأنت يابني الي طلقت...يالا مش نصيبك ...شوف نصيبك في واحدة تانيه وهي تشوف نصيبها في واحد تاني.
أنهى حديثه وغادر على الفور وترك زيدان خلفه يفور من الغضب وهو يردد:
-تشوف نصيبها في واحد تاني؟!! غيري؟! وتتكشف على واحد تاني؟!غيري؟! دي ليلة أهلها سودا.
فغادر الورشة بغضب وأندفع ناحية بيتها إلى ان صعد وأخذ يدق الباب بعنف لكن لم يفتح أحد..لحظتها تذكر وقوفها في شرفة منزل خالتها دون حجاب .
فأسرع بالخطى يذهب لعندهم
في منزل رنا
جلست وقد بدد الفضول شعور التعب والإجهاد تستمع بصدمة لقصة حورية الأغرب من الخيال وهمست بتيه:
-ياخبر أبيض..هي الحكايات دي مش كانت بتحصل في الروايات بس..أمتى بقت حقيقة؟
ثم رفعت وجهها مقابل حورية تسألها:
-وأنتي ازاي وافقتي؟
-ماكنش في لا فرصه ولا مجال .
تنهدت بصوت عميق ثم قالت:
-بس بعد الفرح ولما اتقفل عليا باب واحد مع زيدان و وقفت مواجهه ليه فكرت هو أنا ليه بجد ماقولتش لأ؟! ليه ما رفتضش كلام عمي شداد ..
وفضيحة ايه الي أنا خوفت منها؟! ولا فضيحة ايه ما كله عارف محمود على ايه..دول مسمينه عصفور من كتر ما دماغه طاقه وخفيفه؟ وحتى لو حصل فضيحة والناس اتكلمت كانوا هيتكلموا يعني لحد امتى...أنا ليه عملت في نفسي كده.
أستمعت لها رنا وقد جعدت ما بين حاجبيها مستغربه تلك الحوريه الجديده بشخصيّتها كلياً عليها ثم أردفت:
-هو أنا غيبت كتير قوي كده لدرجة يحصلك كل التغيير ده...مش دي خالص حوريه بنت خالتي
سكتت تضحك ثم أكملت:
-وأستغرب ليه هو اللي حاصلي ده كان عادي.
انتبهت حوريه واعتدلت في جلستها تسأل:
-أنتي صحيح لحد دلوقتي ماقولتيش ايه اليوم حصل معاكي
-الي حصل معايا؟! عارفه حريم السلطان
-اه
-انا كنت عند الأحرم منهم
-ايه!؟
-والله زي ما بقولك كده
-أزاي ولا فين
-بصي يا ستي...
كادت تشرع في قص ما جرى معها لولا دخول والدتها تردد:
-حوريه ...تعالي بسرعه زيدان برا و قالب الدنيا عليكي
وقفت حوريه منتفضه وخرج ثلاثتهم ليروا زيدان في مواجهة فوزيه التي أخذت تهتف فيه بحده:
- جرى ايه..هو بيتنا خلاص بقا منط ...مستوطي حيطتنا للدرجة دي يا زيدان.
لتتسع عيونهن وهن يرونه يسحب نفس عميق ويحاول التحدث بحلم:
-بصي يا حاجه فوزيه ومن الأخر...أنا أستويت
تغنجت فوزيه وهي توليه ظهرها بينما تكتف ذراعيها حول صدرها مردده بدلال:
-والمطلوب؟
-رجعيلي حوريه
لن يشعر أحد .... لكن هنالك من أقشعر كل بدنها و هي تسمع توسله الراجي وكأنها مصدر أنفاسه.
كذلك رنا المبهوته كلياً فأسم زيدان وذكره مرتبط عندها بالهيئة التي ذكرتها لحوريه(رجل يشهر سلاح أبيض في وجه رجل آخر بعركة فوضوية)
لكن فوزيه ورغم تعاطفها معه قررت ممارسه دور الحماه على تمامه وقالت:
-لا يجوز يا ابني...كان على عيني..حد كان قالك طلقها.
-هردها
-يا سلام بالسهوله دي..ده أنت وأخوك مررتوا عيشتنا..الجواز والطلاق مش بالعافيه .
فمهس بضياع وبهوت:
-يعني أيه؟
-يعني أنت وهي اتجوزتوا غصب عنكم صح؟
-صح
-وأنت طلقت مره بمزاجك مش كده
فصمت ولم يسعفه الرد لتكمل فوزيه:
-يبقى الدور علينا بقا نعمل حاجه على مزاجنا مره
-يعني ايه؟
-يعني أتفضل أتوكل على الله دي حصة عشا ..تأكل معانا و لابتحب تنام خفيف؟!
فهم زيدان ...بكل بساطة و برود هي تطرده..هز رأسه مهمها وثواني فقط كانت لحظة التحول حيث همهم اولاً :
-همممم...ده حلو قوي ده.
ثم حضره التحول حين رفع صوته ونفرت عروق جسده كلها وهو يدب بقدميه على الحائط من جواره:
-أنتي بتطرديني..اااه...طب بصي بقا يا حاجة أنا الشغل ده لايأكل ولا يشرب معايا ...عشان أنا لحد كده وعداني العيب...عملت بأصلي وجيت بوست الأيادي بس مافيش فايدة...أسمعي بقا الكلمتين دول...البت بنتك دي تبقى مراتي وتخصني... وأنا سايبها هنا عندكم بمزاجي وبقول حقها تدلع مش مشكلة ...هي أولها وأخرها عندي لكن شغل العافية ولوي الدراع ده لأ...هي هترجع لي هترجع لي.
-أنت جاي تعلي صوتك علينا هنا يا ابن شداد ومين قالك بقا إنها هترجع لك...هو كان حد غصب عليك تطلقها ولا مفكرها لعبه طب ايه قولك بقا أنها مش هترجع لك.
-طب يمين على يمينك لا ترجع وعشان تبقوا عارفين أنا قاعد لكم تحت مش متحتح.... هجيب كرسي وشيشة واعشكر لكم على الباب لو صدر أي حركة كده ولا كده مش عجباني ههد الدنيا ولو شوفتها خارجه البلكونه بشعرها تاني مش هيحصل كويس....أللهم بلغت اللهم فاشهد....ومن غير سلام عليكم.
خرج من البيت وتركهن خلفه لا يسعهن التفكير ولا الأستيعاب...هل وصلت الأمور لهنا؟!
__________سوما العربي_________
صوت همهمات ضعيف صدر عن عاصم وهو يجاهد كي يفتح عيناه يشعر بألم شديد بدأ يدق في رأسه.
فتح عيناه بالفعل يطالع الغرفه البيضاء الفخمه من حوله وهو يتنفس ببطء نوعاً ما لتقترب منه الممرضه التي كانت تنظف الغرفه وقالت:
-أنت فوقت ...حمدالله على السلامه
-أنا فين؟؟
أخيراً تشكلت الرؤية لديه وعاد كامل وعيه شعر ببعض الدوخه وتوهان غريب بالإضافة للشعور بفقدان الهوية والضياع ليهمس:
-أنا فين..و..هو إيه الي حصل؟
نظرت له الممرضه بترقب ثم سألت:
-جرحك بسيط..الموضوع مش كبير،بس....هو أنت مش فاكر إيه الي حصلك؟
صمت لثواني ثم همس:
-لأ
صدمت الممرضه وتحركت على الفور تخرج من الغرفه تنادي الطبيب المشرف على الحالة.
_________سوما العربي_________
شعر بالضيق قد أحتل صدره،الغضب يتمكن منه رويداً رويداً..تلك الشقراء لا تبرح عقله ولا تتركه لنفسه..تبا لها.
وبلحظة غضب مد ذراعه يزيح كل ما أمامه على الطاوله فسقط أرضاً وتكسر محدثاً ضجيج عالي دخل على أثره كبير الحرس ومساعد الملك الذي سأل بقلق:
-مالخطب سيدي....هل أصابك مكروه.
كان يقف موليهم ظهره وهو يضع يديه في خصره ويتنفس بنتشنج من شدة الغضب الذي يجاهد على كبته لأنه بالأساس ينكره وينكر الاعتراف بأسبابه.
وامام صمت الملك تجرأ مساعده بالتقدم لعنده وأقنراح حل ظريف قد يخفف من حدة الأجواء:
-ما رأي مولاي بالخروج قليلاً لاحد المطاعم الراقيه بلندن أو.....
قطع سيل مقترحاته صوت مولاه حين طلب في لحظة تهور:
-أريد فتاة.
-هاه؟؟!!!
اندهش مساعد الملك وحارسه وبقى كل منهما يطالع الآخر بدهشه..الملك يطلب فتاة وخارج حدود الحرملك الخاص به....بما يسمى ذلك؟
لكن لم يجرؤ أي منهما على التحدث بل لم يستطيعا الأستمرار في إظهار ردة فعلهم بلغة جسدهما
بينما أستدار لهما راموس وأكمل:
-أريد فتاة شقراء بعيون واسعه بنيه
-ماذا؟! لكن كيف شقراء بعيون واسعه؟ صفتان لا تجتمعان بفتاة
اغمض عيناه بغضب وهو يتذكر فتاته المتمردة:
-كلا...يوجد
ثم أكمل وهو يصفها لهم :
-شقراء قصيرة بعيون بنيه لامعه وقوام متوسط
لقد أصبحت عجائب الدنيا ثمانيه بدلاً من سبع،فالملك راموس يقف يطلب فتاه بل ويحدد شكلها و رسمها وصولا لوصف جسدها
وأمام ثبات الملك ذهبا ينفذها طلبه ...وبقى وحده يقسم ان يقضي ليلته مع فتاة أخرى....كلما تذكر أنها قد هربت مع عشيقها وخانته كان يريد الثأر لنفسه
إلى هنا وقد وقف....كانت لحظة مضيئة...واجه فيها راموس الحقيقة و واجه نفسه ... يرغب في خيانتها مثلما خانته...يعتبرها خانته ...غيابه له أثر..ليست مجرد جاريه تمكنت من الهرب بسبب بعض التقصير من الحرس.
هروبها يعنيه وما يؤلمه أكثر مع من هرّبت ولما
يريد خيانتها كما خانته....خانت ماذا؟ ثقته وهو يضعها تحت الإقامه الجبريه؟! أم خانت حبه......... إنها الحقيقة عاريه ...وعلى مايبدو أنه بات يتوجب عليه مواجهتها.
وقف عن كرسيه بغضب مما توصل إليه...ماذا؟؟!! أحبها؟!!! هل أحب تلك القبطية؟؟؟!
والحقيقة الأشنع والأفدح أنه أحبها وهي لا...بل رفضته وتمنعت ثم هربت مع رجل آخر فضلته عليه.
وبتلك اللحظة كانت تتجلى صورتها أمامه على الجدار يتذكرها ويتخيلها حتى انه لازال يتذكر عطرها
وبمنتهى الغضب الذي قد خلق في الوجود مد يده لأقرب شيء طاله وكانت مزهريه خزفيه فقذقها في المرآة بغضب جم كأنه يقذفها هي به من شدة غضبه منها...لقد هربت مع عشيقها البرازيلي...ترى ماذا تفعل معه الأن.
ااااااه....نار..نار في قلبه لا يمكنه إخمادها وعقله يصور له تفاصيل كثيرة تخنقه وتزيد غضبه
في القاهرة ليلاً
كانت رنا تتقلب على فراشها كأنها تصارع أمواج البحر الذي قدمت منه وصورتها وهي ترتدي شوال الخيش وتقف في احد أركان القارب ترتجف من البرد والجوع
كانت تتفزز في الفراش بنفس الطريقة إلى أن شهقت شهقه عاليه ثم إستفاقت من نومها بقلق.
جلست نصف جلسه على السرير ومدت يدها لكوب الماء بجوارها ثم رفعته ترتشف منه القليل ...وضعته بجوارها وحاولت أن تهدأ مردده:
-هو أنا مش هفوق من الكابوس ده ولا إيه.
حانت منها بسمة حنين متذكرة الملك وإهتمامه الخاص والواضح بها لكن عادت لواقعها من جديد متذكرة حياة العبودية التي عايشتها عنده وفخاخ أنجا وكيف كانت ستعدم بكل هدوء وسكينة هناك ....لكن ما عاد بها للواقع وجعلها تنفض تلك السيره برمتها هو حديث الطبيب معها حين سألها ماذا كانت تتوقع أو تنتظر أن يحدث وما نهاية تلك القصه بوجهة نظرها.
عند تلك النقطة نفضت تفكيرها ونفضت تلك الرحلة كلها مقرة انه يتوجب عليها نسيانها رغم صعوبة ذلك وهي تعلم فما مرت به لم يكن بالهين مطلقاً.
الإلهاء.....ربما عليها إلهاء عقلها...فمدت يدها تفتح أحد الأدراج تخرج منه جهاز لوحي حديث كانت تستخدمه قبل سفرها موصل دوماً بشبكة الإنترنت وقررت تصفحه كيف تتعرف حتى على ما فاتها في البلد بفترة غيابها.
ظلت تتصفح وتقلب ترى أخبار وترندات كثيرة تقر:
-مشكلة مصر ان تفاصيلها كتيرة ...كتيرة قوي...هشوف ايه ولا ايه دلوقتي.
من كثرة الأحداث والأخبار شعرت بالتشبع وكادت أن تغلق الجهاز لولا أن رأت أمامها ما جعل عيناها تجحظ من محجريهما...ثم لطمت خدها وهي تشهق بصدمة:
-إتفضحنا....
يتبع
•تابع الفصل التالي "رواية فراشه في جزيرة الذهب" اضغط على اسم الرواية