رواية عتاب الفصل الرابع والعشرون 24 - بقلم علا السعدني
الفصل الرابع والعشرون
عندما رأت (جميلة) (عتاب) شعرت بغضب شديد وعاد الماضى إليها كأنه كان بالأمس كيف طردتهم خالتها من المنزل بعد أن أتهمت والداتها فى شرفها وأنها تخونها مع زوجها الذى طالما كان يضايق والداتها وكيف قضوا ليلتين بالمسجد بلا مأوى أو أى مكان يأويهم لولا أن أمام المسجد قد وفر لوالداتها مسكن وعمل ودفع لها إيجار أول شهر ورفض أن يكون ذلك حتى على سبيل السلفة ترقرت الدموع بعينيها بينما شعرت (عتاب) بذنب كبير يثقل كتفيها فقد كانت هى و (جميلة) أكثر من الأشقاء لولا والداها الذى فرق بينهم وكان سبباً فى موت والدتها أيضاً فقد حرمها كل شئ الأم والخالة والصديقة أقاربها الوحيدين فى تلك الدنيا حاولت جاهدة أن تقنع والداتها أن خالتها بريئة لكنها لم تقتنع أبداً إلا قبل وفاتها بيومين كان بعد فوات الآوان لم تستطع أن تواجه شقيقتها وتعتذر منها أغمضت عينيها فى محاولة منها لنسيان كل ذلك ولكن ما أن فتحتها حتى وجدت (جميلة) ترحل فأسرعت نحوها وأمسكت يدها مانعة إياها من الرحيل فزعقت بها (جميلة) قائلة
-إنتى عاوزة أيه ؟! مش كفاية اللى عملتوه ٠٠ ابعدى بقى ابعدى
قالتها وهى تبكى فترقرت الدموع فى أعين (عتاب) ثم جذبتها نحو صدرها امتنعت (جميلة) فى البداية أن تحتضنها وحاولت أن تبعدها عنها ولكن اشتدت يد (عتاب) فى جذبها حتى سكنت (جميلة) وبكوا سوياً دون أن يتحدثوا حتى خرجت (عتاب) من صمتها وقالت
-حقك عليا ٠٠ حقك عليا إنتى وخالتو أنا آسفة بعد موت ماما الله يرحمها من 4 سنين قعدت ادور عليكوا كتيير
ابتعدت عنها (جميلة) ثم قالت متفاجئة
-هى خالتو ماتت ؟
هزت (عتاب) رأسها بالإيجاب فرمشت (جميلة) عينيها قليلاً ثم قالت
-وإنتى عايشة فين ؟
-ف٠٠ فى بيت ماما بس دلوقتي بشتغل فى دار ايتام وببات فيها
ثم أمسكت (عتاب) يدها وقالت
-صدقينى حاولت افهم ماما كتير أن بابا هو اللى وحش بس كانت بتثق فيه لحد ما خد كل اللى حليتنا وهرب مع عشيقته ورغم كل ده مكنتش مصدقة أنه هرب كانت فاكراه مسافر وراجع لحد ما كنت فى تانية جامعة جالنا خبر وفاته وأنه اتجوز عليها ومراته كانت فاكرة أن فى فلوس معانا ورث بس شكله كان ضاحك عليها هى كمان
ابتسمت بسخرية ثم تابعت
-بعدها ماما تعبت جداً قعدت يومين تعبانة مش بتكلم ولما ابتدت تتكلم وصتنى ادور عليكوا واعتذرلكوا بس بعدها ماتت دورت عليكوا كتير بس معرفتش الاقيكوا
شعرت (جميلة) بحزن كبير من أجل (عتاب) فقالت (عتاب) بنبرة صادقة
-أنا آسفة
شعرت (جميلة) بصدق مشاعرها ولكن فى تلك اللحظة لاحظ كلاً من (رائد) و (أدهم) الحزن الظاهر فى عيون كلاً من (عتاب) و (جميلة) فاقترب كل واحد منهم ليقف بجوار حبيبته وهو يرمق الآخرى بغيظ
-فى ايه يا (عتاب) مالك واقفة كده ليه ؟
-فى ايه يا (جميلة) ؟
سحب كل واحد منهم الآخرى ووقف بها بعيداً فتملصت (عتاب) من يد (رائد) وقالت
-اوعى سبنى ملكش دعوة بيا ٠٠ ارجع ل (ريما) بتاعتك يا بتاع (ريما)
ردد (رائد) بدهشة
-بتاع (ريما) !!
تركته هى واتجهت نحو (جميلة) بينما كانت (جميلة) فى ذلك الوقت تتملص من يد (أدهم) وهى تقول
-بأى حق تمسك إيدى كده
ثم اخرجت من حقيبة يدها هدية صغيرة وألقتها بوجهها وهى تقول
-كل سنة وأنت طيب
إلتقط الهدية وعلى وجهه ملامح السخط ثم قال
-اومال لو مكنتش كل سنة وأنا طيب كنتى عملتى ايه !!
حركت كتفاها بلا مبالاة واتجهت نحو (عتاب) نظر (أدهم) إلى الهدية تارة وإلى (جميلة) مرة آخرى ثم تمتم قائلاً
-هو أنا فى حد داعى عليا ما ارتبط أبداً !
ثم توجه نحو (رائد) وقال بغضب شديد
-أنت ايه اللى جابك أنت وخطيبتك ٠٠ ادينى مش عارف اقعد مع (جميلة) دقيقة ع بعض
-أنت بتطردنى ؟!
-بصراحة اه يلا امشوا بقى
-ماشى يا سيدى يعنى خارج من الجنة
وهم (رائد) ليرحل فامسك (أدهم) يده وقال
-إلا قولى هما مش كانوا بيعيطوا برده ؟!
-ايوة
-طب دلوقتى بيضحكوا أنا مش فاهم حاجة يعرفوا بعض منين أصلاً
-يعنى أنا اللى فاهم ٠٠ الستات دول صعب تتوقعهم
زفر (أدهم) بضيق ثم قال
-أنا تعبت مش عارف افهمها خالص ولا اتعامل معها
-طب أنت حقك تقول كده أنت طول عمرك خام وملكش فى الستات لكن أنا ٠٠ أنا بعد الصياعة دى كلها مفهمهاش دى عيبة فى حقى
-اتنيل اقف معايا اهو اتساوينا فى الاخر وواقفين زى خبيتها
ضحك (رائد) ثم قال
-أنا رايح اشوفها
-روح
اقترب (رائد) منهما ووجدهم يضحكون فجلس بجوار (عتاب)
-مش يلا بقى نروح نتعشى زى ما اتفقنا
زمت (عتاب) شفتاها ثم قالت
-لا مش هتعشى روح لوحدك أو مع (ريما)
زم (رائد) شفتاه بعدم رضا فتحدثت (جميلة) قائلة
-هو مين ده ؟
فأجاب (رائد) مسرعاً
-خطيبها
-لأ
قالتها (عتاب) بتحدى فنظر (رائد) لخاتم خطبتها الذى فى يدها وقال
-اومال ايه ده ؟!
-هو عشان لابسة دبلتك ابقى خطيبتك
اتسعت عيناه بذهول مما تفوهت به بينما ضحكت (جميلة) فتابعت (عتاب)
-أيوة أنت معملتليش خطوبة محدش عارف أصلاً أنى خطيبتك معرفتنيش ع اهلك مكلمتش خالتو تخطبنى منها
-خالتو !!
-أيوة (جميلة) تبقى بنت خالتو
قالتها وهى تشر نحو (جميلة) فابتسم (رائد) ل (جميلة) وهو يقول
-أهلاً وسهلاً
-أهلاً
قالتها (جميلة) بمرح فنهض (رائد) مبتعد خائب الأمل وذهب تجاه (ريما) كى تحدثها وتشرح لها طبيعة علاقتهم وأنهم فتاتان مثل بعضهم البعض وبالتأكيد ستفهم ما يدور فى ذهن (عتاب) فى تلك اللحظة امتثلت (ريما) لأومره ثم ذهبت إلى الطاولة التى تجلس بها كلاً من (عتاب) و (جميلة) وقالت
-أنا عارفة أنك مش طايقانى ٠٠ بصراحة أنا كمان لما بصتيلى وحش اضايقت منك واتعصبت بس لما فكرت شوية لاقيت أنه من حقك تغيرى طبعاً (رائد) حبيبك والمفروض ملكك إنتى ٠٠ بس صدقينى أنا و (رائد) اخوات أكتر من كده مفيش بنحب ناخد رأى بعض فى أى حاجة وبنشوف بعض كل فترة بس دى علاقتنا
زمت (عتاب) شفتاها ثم قالت
-وأنا مالى ؟
-لا مالك طبعاً ٠٠ (رائد) ملكك لوحدك ٠٠ وبعدين إنتى مختيش بالك مثلاً انه دايماً يحكيلى عنك يعنى هو بيحب يكلم عليكى دايماً ومش ناسيكى وفى باله وقلبه
-خدت بالى طبعاً ٠٠ بس ليه ماقولتيش أنه مبيخبيش عليكى حاجة وبيخبى عليا عادى ومش بيحكيلى كل حاجة زى ما بيحكيلك
زمت (ريما) شفتاها ثم قالت
-لا ده إنتى اووووفر بقى ٠٠
ضحكت (جميلة) كثيراً ثم قالت
-بصراحة معها حق
عضت (عتاب) شفتاها ثم قالت
-يعنى أسامحه ؟!
اجابت الفتاتين
-طبعاً يا مجنونة
رفعت (عتاب) رأسها بتفاخر مصطنع ووضعت قدم فوق الآخرى ثم قالت
-طيب ابعتهولى
ثم عقدت يدها نحو صدرها فضحكت (ريما) ثم أتجهت نحو (رائد) لتخبره بأن يتقدم نحوها فذهب نحوها وعندما اقترب منه قال
-أسف
نظرت له بتفاخر مصطنع ثم قالت
-خلاص سامحتك
ثم آشارت بسببتها نحو وهى تنزل قدمها من أعلى الآخرى وتقول
-لو اتكرر تانى ونستنى وسط قعدة هدبحك
ابتسم ثم قال
-مش هيتكرر
ثم سحب يدها وجعلها تقف بجواره وقال ل (جميلة)
-عن اذنك أصلاً احنا مطرودين من الحفلة دى فهنروح نتعشى بقى
ضحكت (جميلة) عليه بينما قالت (عتاب)
-هبقى اكلمك تانى ٠٠ باى
آشارت لها (جميلة) بيدها مودعة إياها عندها اقترب (أدهم) وقال
-اللى كانت واخداكى منى مشيت خلاص
عندما استمعت (جميلة) لصوته شعرت بالخجل ونظرت لأسفل فتابع هو
-يعنى بتكروتينى وبترمى الهدية فى وشى
ابتسمت هى قليلاً عندما تذكرت ما حدث منذ قليل فقالت
-أنا مش فاهمة أنت عاوز منى ايه ؟
وضع يده أسفل وجنته ثم قال
-عاوز كل خير
هزت رأسها بآسى فتابع هو
-مش ناوية توافقى ؟
-ع ايه ؟
-عليا
أخذت نفس عميق ثم قالت
-مش مقتنعة بصراحة مانا كنت قدامك وخطبت غيرى اشمعنا دلوقتى
-قولتلك ٠٠ قولتلك أنى دايماً حاطط فى دماغى أن (روفيدا) تبقى مراتى مفتحتش عينى ع حد تانى غير لما سبتها شفت اد ايه أنا كنت مهتم بيكى من غير ما اخد بالى شفت تفاصيل عنى وعنك مكنتش واخد بالى منها
-أنت هو صاحبك اللى خدت رأيى فى علاقته مع خطيبته
-ا٠٠ ايوة
قالها بإرتباك ملحوظ فزفرت هى بضيق وتابع هو
-إنتى اللى نبهتينى أنى مكنتش بحب (روفيدا) أصلاً عملت زى ما طلبتى
-معرفش ماهو أنا مدخلتش جو قلبك وعرفت
-بس أنا قولتلك كل اللى حاسه وقتها
-سبنى أفكر
-زى ما تحبى ٠٠ عموماً (شجن) وجوزها جايين احب تتعرفى عليها لو ميضايقكيش هى كمان حابة تتعرف عليكى
-تتعرف عليا !!
قالتها بدهشة فابتسم هو ثم قال
-حكتلها عنك كتييير ونفسها تشوفك
ابتسمت هى بخجل واضح ثم نظرت لأسفل بينما دق قلبه لها كلما يرى خجلها ذاك يزداد إعجابه بها أكثر وأكثر ٠٠
**********************
فى تلك الأثناء كانت (روفيدا) بمنزلها متكأة على فراشها فتحت هاتفها وقررت مشاكسة (أشرف) لبعض الوقت فقد اشتاقت له وللحديث معه كثيراً لذا فتحت تطبيق (الواتس آب) وأرسلت له
( (رائد) قعد يتحايل عليا كتير ٠٠ كتير اروح معاه عيد الميلاد
بس رفضت طبعاً قولتله لا مش هينفع
ايه رأيك فيا بقى 🙄 )
ابتسم (أشرف) وهو يقرأ رسالتها ثم قال
(زى القمر
زى عادتك )
رمشت بعينيها قليلاً ثم أرسلت له
(وحشنى انى اشوفك اووووى)
(قريب إن شاء الله)
(أنا مش عاوزة حاجة من الدنيا غير خاتم يربطنى بيك لكن متدورش ع فرح والكلام الفارغ ده
أنا فرحتى أن أنت جنبى وابقى ع اسمك)
شعر بسعادة وهو يقرأ كلماتها الرقيقة تلك فأرسل لها
(أنتى جميلة أوووى)
(أنت كمان
تصبح ع خير)
(وإنتى من اهله حبيبتى)
قالتها ثم احتضنت الهاتف وقالت بخفوت
-بحبك اوووى ٠٠
*****************
غادر كلاً من (رائد) و (عتاب) الحفل ليراهم (طلال) سوياً متجهين نحو سيارة (رائد) وهو يترجل من السيارة الخاصة به مع زوجته وأبنته شعر بغضب شديد وود أن يفتك برأس ذلك العنيد الذى مصر على أن يرتبط بتلك الفتاة التى ٠٠ التى قتلت شقيقاهم اغمض عيناه وهو يشعر بنيران تنهش قلبه فتحدثت (مايا) قائلة
-يلا يا بابى بقى ندخل لأونكل (أدهم)
انتبه (طلال) لصوت أبنته فابتسم قليلاً ثم دلفوا نحو الداخل ٠٠
بينما فى الداخل وقفت (شجن) تبحث بعينيها عن تلك الفتاة التى سرقت قلب شقيقها فوجدت أخيراً (أدهم) و (جميلة) يتقدمون نحوها فابتسمت ونظرت ل (وليد) وقالت
-ايه ده دى جميلة اوووى يا (وليد) حتى عينيها رهيبة ما شاء الله
ابتسم (وليد) ثم قال بخبث
-هى فعلاً (جميلة)
اتسعت عينان (شجن) فابتسم (وليد) بعد أن شعر بغيرتها الواضحتان بداخل عينيها فقال
-اصل اسمها (جميلة) ٠٠ إنتى نسيتى ولا ايه ؟
فهمت (شجن) أن زوجها كان يريد فقط أن يشعر بغيرتها نغزته فى كوع يده فاصطنع هو التألم حتى جاء (أدهم) ووقف جوارهم
-دى بقى (جميلة) يا (شجن) اللى ع طول بحكيلك عنها
ابتسمت لها (شجن) ثم امسكت يدها وقالت
-ملكش دعوة ٠٠ هنتعرف احنا لوحدنا ٠٠ مش عاوزين نقعد مع رجالة ٠٠ مش كده يا (جميلة) ؟
سئلت سؤالها الأخير وهى تنظر إلى (جميلة) التى ضحكت وقالت
-أيوة
ثم سحبتها بعيداً فشعر (أدهم) وقتها بالغضب وحدث نفسه قائلاً
-لا بقى لا بقى كده كتيييير بجد
ثم وجه نظره إلى (وليد) وقال
-خد مراتك وغور من هنا
-أنت بتطردنى ؟
-أيوة بطردك ٠٠ ايه الصحاب دى كل شوية واحد فيكوا يجيب حبيبته تسحب (جميلة) وياخدها بعيد (رائد) من شوية وأنت ٠٠ بس هو عنده دم واطرد أنت بلط مش هتطرد
-أنا رايح اشوف الوكل اخباره ايه
قالها وهو يطبق سبابته فوق ابهامه مقلداً (إيراهيم نصر) فى فيلم (شمس الزناتى) فهز (أدهم) رأسه بآسى ٠٠
فى تلك الأثناء كانت (شجن) تجلس مع (جميلة) وحدثتها قائلة لكى تقتل كل ذرة شك فى قلبها
-بصى أنا عارفة أن الموضوع مش سهل خالص (أدهم) حكالى ع كل حاجة ٠٠ وصعب صعب تصدقى أنه حبك فجاءة بس دى الحقيقة الحب بيجى ع باب قلبنا بدون مقدمات
ابتسمت (جميلة) بخجل فتابعت (شجن)
-بس اقولك خليكى كده لحد ما تتأكدى أنه بيحبك بجد خليه يثبتلك بألف طريقة حبه
-إنتى معايا ولا معاه ؟
-معاكوا أنتوا الاتنين ومن زمان نفسى اخليه يتغير ويعرف يعبر عن حبه مش عاوزه يبقى نسخة من ابيه (طلال) أبداً رغم أن مراته عرفت تغيره مؤخراً ٠٠ حاولى تغيريه حاولى تخليه يعبرلك عن حبه بكذا طريقة بس الاهم إنتى بتحبيه ولا مجرد شاب كويس ولا خلاص ؟
أخذت (جميلة) نفس عميق ثم قالت
-بحبه ٠٠ بحبه دى كلمة قليلة اوووووى بحبه من لما كان مبهدل فى نفسه
اتسعت عينان (شجن) غير مصدقة ثم قالت
-تصدقى طول عمرى اقوله خلينى انقيلك لبسك بس هو كان مقتنع بذوقه
ضحكت الفتاتان معاً ثم ظلا يثرثران فى أمور شتى ٠٠
*****************
فى تلك الأثناء كان قد انتهى حفل الزفاف الخاص ب (أسما) و (تامر) بعد أن أصر أن يقام بتلك السرعة فلا يوجد أى مبرر لديه للتأجيل ومع إصرار والداتها أن (تامر) شاب به جميع المميزات التى لا ترفض ولن تجدها فى أى شاب آخر وأنه لن يعود لديها فرصة مع (ريان) خصوصاً لو علم أنها التى أبلغت عنه (طلال) لقد شعرت بما فعلته بعد فوات الآوان هى فقط كانت تريد رد لكرامتها التى تبعثرت حينما تركها بتلك الطريقة فى النهاية رضخت لتلك الزيجة وصلت للڤيلا التى ستسكن بها مع (تامر) فقد كانت ذو طراز رفيع يبدو عليها الفخامة من الداخل والخارج شعرت هى بأعياء فى جسدها وألم فى رأسها شديد من كثرة الضغوط التى عانتها طوال الشهر الماضى وبالأخص فى ليلة زفافها أمسكت رأسها وقالت له
-ا٠٠ أنا تعبانة ومش قادرة ممكن أنام
ضحك (تامر) بسخرية ثم قال
-تنامى !! ٠٠ بقى أنا مستنى الليلة دى من شهر فات عشان حضرتك تقوليلى تنامى
-ح٠٠ حاسة بصداع حقيقى و٠٠
لم يترك لها مجالاً للحديث وأمسك يدها وسحبها نحو الطابق العلوى تحدثت بنبرة مجهدة
-ا٠٠ أرجوك النهاردة بس
توقف (تامر) عن السير ثم حملها بين ذراعيه كأنه لم يستمع إلى شئ منها وصعد الطابق العلوى ليدلفوا معا إلى حجرة النوم الخاصة بها ٠٠
*******************
وصل (رائد) مع (عتاب) إلى المطعم وجلسوا على طاولة ما وطلب من النادل إحضار الطعام شعرت (عتاب) وقتها بريبة كبيرة لا تعرف بماذا عليها أن تبدء الحديث وكيف ستفتح معه الحديث فى ذلك الموضوع شعر هو بريبتها تلك لذا تحدث مشاكساً إياها
-كأنك فى امتحان
-جداً
قالتها بنبرة صادقة ليشعر هو بتأنيب الضمير فهو يعلم أنها ستخبره بأنها مريضة نفسية وهى ليست كذلك بل هو هو من جعلها تتوهم ذلك اغمض عيناه وتمنى أن يحدث أى شئ يمنعها عن الحديث بذلك الموضوع هو هو لا يستطيع حقاً إخبارها لما فعل ذلك فابتلعت ريقها ثم قالت
-هما موضوعين الصراحة هكلمك فى المهم ولو تقبلته هكلمك فى التانى
-اتكلمى
-ا٠٠ أنا كنت مريضة نفسية هو بصراحة (ريان) مش محددلى مرض بس تقريباً كان عندى فصام المهم كنت بتخيل أن واحد زيك كده بيكلمنى وحبينا بعض بس هو هو اتهجم عليا لو تعرف أنا لحد دلوقتي بحس أن الموضوع ده حصل بجد مش قادرة اتخيل أزها مجرد اوهام بس أنا قريت أن المريض النفسى بيبقى مصدق اللى حصله أثناء التهيئات ومبيعرفش يفصل بينها وبين الواقع و ٠٠
اغمض (رائد) عيناه ثم قال بصوت مرتفع رافضاً أن يستمع منها أكثر من ذلك
-كفاية ٠٠ كفاية يا (عتاب)
فهمت (عتاب) ثورته تلك بطريقة غير صحيحة فابتلعت ريقها وقالت
-ا٠٠ أنا عارفة أكيد طبعاً بتقول أنا مجنونة ايه اللى جبرك تربط مصيرك بواحدة زيى عموماً انا مش بلومك وكويس أنك عرفت شئ زى ده قبل ما الفاس تقع فى الراس
قالتها وهى تحتبس تلك الدموع التى فى عينيها بينما حديثها ذاك كان بمثابة سكين باردة طعنته بها عدة طعنات بعدد كل حرف قالته وقفت هى لترحل فأمسك يدها مانعاً إياها الرحيل ثم قال
-أنا مش عاوز اعرف تفاصيل إنتى بس اللى تهمينى أنا من غيرك اموت
رمشت بعينيها عدة مرات وهى لا تفهم ثم سئلته لتعرف نيته بوضوح
-يعنى مش فارق معاك ؟
هز رأسه نافياً فابتسمت هى بسعادة وشعرت بأن روحها قد عادت لجسدها فابتسم هو رغم الألم الذى يعتصر قلبه فقالت
-عشان كده كنت مش عارفة اتعامل معاك ٠٠ عشان شبهه بس هو اصلاً ملوش ٠٠
قاطعها قائلاً بتوسل
-قولتلك بلاش
هزت رأسها بالإيجاب ثم قالت
-كده بقى اقدر افاتحك فى الموضوع التانى
-أى موضوع
-ا٠٠ أنا أيام الجامعة كنت بحب واحد
تشنجت أعصاب وجهه بطريقة ملحوظة ظنت هى فى البداية أن غضبه ذلك الواضح على وجهه بسبب الغيرة فقالت متعلثمة
-ق٠٠ قصدى معجبة مرتبطتش بيه كتير يعنى .. لا لا ولا عمرى حبيته ولا حتى اعجبت بيه ٠٠ كان أسمه (عاصم الحديدى) ٠٠
عتاب
•تابع الفصل التالي "رواية عتاب" اضغط على اسم الرواية