رواية عشق المستبد الفصل الخامس والعشرون 25 - بقلم اسماعيل موسى
٢٥
كانت حاضره معه يوم خرج من منزله اول مره بعد الحادثه ليمارس رياضة المشي
أصرت عليه أن يرتدي بذه أنيقه، كانت لحيته طويله وشعره الناعم يغطي أذنيه نحيف لدرجه مفزعه لكنه بدا أنيق جدا
وكان محمود عبد الدايم يتمتع بالأناقه عندما يرغب لكنه قليل العنايه بنفسه وكثير التفكر فى التفاصيل الصغيرة منذ الحادثه.
بعد أن انتهي من ارتداء ملابسه حملق محمود بالمرآه كان لايزال وسيم وانيق...
حدق بالممرضه قال انا متخلي عن مساعدتك لن اخرج بتلك الملابس سأبدو فيها وغد أنيق ولن تتمكني من الدفاع عني!!
ضحكت الممرضه كان أنيق حقآ
رغم ذلك بدل ملابسه بأخرى رياضيه كان فيها أكثر وسامه
اتكاء علي الممرضه والتي تخلت عن زيها الرسمي وارتدت تنوره ضيقه وقميص احمر
كان مظهرهم ملفت وجميل لم يكن يكبرها بكثير من كان ينظر إليهم كان يندهش
كانك محمود عبد الدايم يرمق الطريق أمامه بصرامه كأنه عدو او مجرم على وشك الانقضاض عليه.
تذمرت الممرضه قالت لماذا لا تبتسم؟ لا أرغب ان يظن الناس انني ارغمك على السير معى؟
حاول أن يبتسم ليرضيها، ابتسامه باهته مخنوقه جعلتها ترضي
منتصف درب الركض قال لها انتظري هنا سأعود فورا
قالت لن اتركك
قال بصرامه ستنتظري هنا ولا تراقبيني، انا أحذرك ، رضخت الطلبه تابعته وهو يعرج حتي اختفي خلف شجره
عاد بعد مده يتصبب عرق يخفي يده خلف ظهره
قلقت عليه.، ركضت لتسنده اخرج من خلف ظهره ورده حمراء مدها لها، قال اشكرك لكل ما فعلتيه من أجلي
صمتت ، ثم تنهدت وهمست بنبره متأثرة، انت شخص رائع
اعترض محمود ، رفع كتفيه بتذمر، قال آنت لا تعرفي حقيقتى ثم تركها واجمه ساكنه وسار يعرج تجاه السياره
تبعته بعد أن افاقت من صدمتها، كانت سعيده جدا وممتنه لتلك اللفته الرائعة.!!
جلس محمود خلف عجلة القياده ينتظر الممرضه التي علي ماييدو كانت تفكر في أمر ما !!
قالت الممرضه تنحي جانبآ
__رمقها بنظره عذبه ، قال، الا أبدو مذهلآ؟
قالت الممرضه، تنحي، كانت نبرتها صارمه وكان يعلم أن لا فائده من مجادلتها!
رفع قدمه بيده وزحزح نفسه للمقعد المجاور للسائق، قال، تفضلي، ثم أردف احرصي ان لا تقتلينا من فضلك فهذا ما يحدث عندما تجرب الأعتماد على امرأه اما ان تقتلك واما ان تقتلك ورفع محمود عبد الدايم حاجبه ونظر من النافذة
تحركت السياره ببطيء، قالت الممرضه،
تبدو مذهلآ ،لكن في المره القادمه لا تجبرني على ارغامك!
كانت الطريق مزدحمه بالسيارات، العربه تتحرك ببطيء سلحفه، اخرج محمود لفافة تبغ وضعها بفمه ومد واحده للممرضه
دفعتها الممرضه بعيد عنها، قالت تعلم انني لا أدخن
___همس محمود بنبرة لا مبالية لن أخبر احد اعدك!
لكن الممرضه أطلقت ابتسامه ،قالت شكرا لن ادخن
__قال محمود عبد الدايم، أعلم، لكن المرء قد يغير رأيه احيان، الحياه مقرفه
كانت قد اعتادت طريقته في نطق الجمل الغير مكتمله كأحجيه يرغب منها حلها !
همس محمود هل يمكنني أن اطلب منك شيء؟
قالت الممرضه وهي تحملق بالطريق امامها، اي شيء
قال أرغب برؤية مكان الحادثه حيث سقطت السياره في النهر
قالت الممرضه ماذا تتوقع أن تكتشف هناك، إنها المره الخامسه التي تطلب مني ذلك قال اعلم، هذه المره فقط، أشعر أن هناك شيء ناقص.
قادت الممرضه السياره وتوقفت في مكان الحادث، نزل من السياره، اتكاء علي السور الذي كان لا يزال مهشم، اخرج لفافة تبغ واشعلها وهو يرقب مياه النهر الهادرة وفلوكه تفرد الشباك فى الناحيه الأخرى.
راقبت الممرضه محمود عبد الدايم من مكانها دون أن تترك السياره، تعلم انه سيندفع الان للمحلات المقابله يسأل مره اخري عن هوية الشخص الذي دهسه بسيارته..عاد بعد دقائق جلس في مقعده، لاز بالصمت، قادت الممرضه السياره نحو المنزل.
لماذا تفعلي ذلك معي؟ أعني انك لست مضطره لمساعدتي!!
قالت الممرضه هل تبدو لك فكرة بقائى في المنزل بينما تتسكع حضرتك بالخارج ممتعه؟
همس، لا
كانت تعلم انه ممتن لها، كل أفعاله كانت تدل علي ذلك، عندما حضرت للعمل كان صارم جدآ معها، دائم الصراخ والتبرم، تتحايل عليه من أجل أن يبتلع البرشام، او ان تحقنه في العضل، كان يبرطم، يسب، يلعن في سره، يخبرها انه لا يحتاج مساعدتها، يترك اي مكان يجمعهم بلا أهتمام، كان يرغب بالتخلص منها باي شكل، لكنها من خبرتها كانت تتفهم ذلك، كل المرضي يصابون بنوبه عنيفه بعد الاصابات الطويلة الأمد والتى قد تتسبب فى إعاقة، كانت تعرف انه يفشل فى التعبير بالكلمات عن ما يرغب به.
رغم ذلك سرعان ما هداء، تحول كل شيء بعد اسبوع من تبرمه، أرادت اكثر من مره ان تسأله عن السبب حتي افصح لها مره انه كان يتوقع رحيلها بأي وقت، لكنها لم تفعل، لم تتخلي عنه...
لم تفهم تلك الكلمه، لم تطلب توضيحات اكتفت بنظرة الامتنان بعد كل جلسه طبيه تجمعهم معآ
ثم اكتشفت انه شخص رائع، خلف ذلك القناع الذي يتمثله يوجد شخص طيب لا يرغب ان يخرج للحياه.
بعد أن نزلا من السياره حاولت مساعدته، رفض قال سأحاول انا تلك المره، سارت خلفه وهو يعرج على قدمه يستند علي الجدار، يتصبب عرق.
عندما انفتح باب المنزل أخبرته والدته ان هناك ضيوف ينتظرونه بالصاله، كانت لورا تجلس جوار ثروت تهمس له بعض الكلمات، سرعان ما لزمت الصمت فور رؤيته.
رحب محمود بثروت ،شكره لتكبد عناء زيارته.
اعتذر ثروت عن تأخر زيارته، أقسم انه لم يعلم بالحادثه الا منذ يومين عن طريق لورا، وأن سبب تأخره عن زيارته يعود لحنان، كان يحاول اقناعها زيارة محمود معه، لكنها رفضت، تنهد ثروت متولى بعمق وآسى ثم همس انا اسف، لكن حنان تكرهك !
سعل محمود، قال انه يتفهم كل ذلك ولا داعي للأعتذار
سأله ثروت كيف حالك؟
قال محمود لازلت حي، لن اموت قبل أن انتقم من ذلك الوغد الندل الذي صدمني بسيارته
ابدي ثروت اسفه، قال انه يضع نفسه تحت خدمة محمود ان كان يرغب بمساعدته
طلب منه أن لا يضعه في خانه واحده مع حنان ، وانه فعلآ يرغب بمساعدته
لي فقط ما ترغب مني بفعله لفك الغاز تلك القضيه، لابد أن ينال المجرم عقابه !
قال محمود بعد أن شكره، إنه ثائرى وحدى، لن اورط اي شخص آخر في ذلك
__وحدك؟ تسأل ثروت متولى بسخريه انت بالكاد تستطيع أن تمشي يا محمود وربت على كتفه، ارجوك اسمح لي بمساعدتك؟
_شكرا لك قال محمود، انت فعلا شخص رائع يا ثروت
/اكثر مما تتصور نطقت لورا، لقد أصر ان يحضر لزيارتك دون تأخير، كنت انا من طلبت منه أن يتريث، كنت ملزمه ببعض الأعمال
قال محمود شكرا لك لورا، ستتناولون الطعام معآ؟
اعتذر ثروت، قال وهو يبتسم، لا استطيع، حنان لن تغفر لي ذلك، علي المرء ان يخشى زوجته طبعآ
رحل ثروت بينما تناولت لورا معهم الطعام، كانت الممرضه تجلس جوار محمود، كانت تفكر بصمت، شارده، لاحظ محمود ذلك
ما بك سألها؟
قالت لا أعلم، إنه فقط، هذا، اقصد ثروت، لا يبدو لي شخص طيب
ضحكت لورا وتبعها محمود
قالت لورا، ليس طيب؟ انه لا يستطيع التبول قبل أن يطلب اذن حنان ، شخص هش، مذبذب ، حنان تذيقه الويل
لكنه يحبها، عندما يحب المرء يتحمل من أجل من يحبه
قال محمود فعلا شخص طيب، مسالم، ثم همس للممرضه وغمز بعينه سنناقش ذلك لاحقآ.
قالت لورا ، تعلم انني بجوارك دائمآ يا محمود، لا تعتقد أن المسافات تشكل فارق بيننا، بأي وقت تحتاجني فقط هاتفني
نهضت الممرضه وتركت الطاوله نحو غرفتها، قال محمود انا حقآ ممتن لك لورا، من النادر ان تجود علينا الحياه بأصدقاء حقيقين
أصدقاء؟ نهضت لورا وضربت الطاوله بقبضتها، لازلت تقول أصدقاء؟ طار الحساء ولطخ مفرش الطاوله
محمود عليك ان تنساها، حنان لن تعود لك مره أخري، ماذا تنتظر! قل لي؟
لماذا تصر كل مره ان تبعدني عنك؟
ما الذي يميزها عني؟
رمقها محمود بعيون تائه، قال لا شيء
ماذا إذآ؟ لقد مللت من انتظارك، قلت نزوه وتمر، لكنك غارق في الماضي، الماضي سيقتلك
قال محمود انا لم أطلب منك أن تنتظريني!
زعقت لورا لكني احبك، هل يمكنك أن تفهم ذلك، احبك !
اشاح محمود وجهه للناحيه الأخري معلنآ نهاية المحادثه
خطت لورا بعصبيه نحو باب الشقه، توقفت التفتت نحوه وهمست في سرها تستحقا ما يحدث لكما
ثم صكت الباب بعنف واختفت
انتهت وصلة العشق؟ سألته الممرضه وهي تعود لمقعدها مره أخري
يا اخي، تخلص منها، انا لا اعلم لماذا تصدع نفسك!؟
قال محمود بثقه !! انه لمن الرائع ان تجد شخص يحبك وترفض حبه، ان وجود أنثى محبه جوارك قادر على تغير اى شيء
قالت الممرضه انت شخص نرجسي مخادع، ما الرائع في ذلك؟
لماذا تتلذذ بألمها
قال محمود بنبره غاضبه، عليك ان تفهمي انني لم أطلب ذلك، قلت لها بوضوح انني لا أرغب بها
متي كان ذلك؟ سألته الممرضه
قال وهو ينهض من مكانه نحو المطبخ، صباح يوم الحادثه
تشربي قهوه؟
قالت الممرضه متشكره
زعق محمود مره اخري، تشربي قهوه؟
قالت الممرضه انت كل مره تفسد القهوه ثم تطلب مني انا ان اصنعها من أجلك
انا محتاره، انت لا ترغب بالتعلم، اما ان قهوتي تعجبك وانت تتعمد ذلك
قال محمود، احاول ان اتعلم وقهوتك تعجبني
قالت الممرضه وهي تنهض نحو المطبخ ، هذه لا يمكن أن تكون اجابه انت ممل جدا
قال محمود وهو يصعد درجات السلم نحو السطح دون أن يدير ظهره لا تتأخري، انا انتظرك
قالت الممرضه ليس لديك حل أخر
من الشهر القادم ستحدد لي راتبين، انا لن اصنع القهوه بالمجان
تقولين ذلك؟ قال محمود بصوت بالكاد سمعته وانت ترفضين بأي شكل اي علاوه فوق راتبك؟ قبل أن يردف غبيه فعلا
فى العليه فعل محمود عبد الدايم قرص الموسيقى ورفع ساقيه علي المنضده، كانت شمس العصاري تنشر ضوء ضعيف دافيء ومنعش
__قربى حامل لوحة الرسم طلب من الممرضه التي حضرت للتو تحمل صنية القهوه
__همست الممرضه، قلت لك مائة مره انا لست رسام
قربي اللوحه أمرها محمود بنبره صارمه لا تحمل إختيار
استجابت، كانت تعجبها طريقته بشكل لافت
تناول فرشاته وراح يرسم
وهي ترتشف قهوتها تابعته بصمت قبل أن تسأله، الن تخبرني ماذا ترسم؟
قال محمود لوحه
قالت الممرضه لوحه، تصدق غريبه؟
لم يضحك علي مزحتها، كانت تعلم تلك النظره في عينيه عندما يشرد، نظرة من يفتقد شخص ولا يطيق الحياه دونه
من يخاف ان يبتسم فيشعر بالخيانه
كان ثروت قد وصل للتو عندما دلف لغرفة حنان ، شد مقعد وجلس جوارها، قل لم يمت
انتظر ان تنطق حنان لكنها لم تفعل، كان تدرك انه سيضربها علي اي حال لكنها لا ترغب ان تمنحه الدافع
يعرج علي قدمه مثل ابو قردان
يقول انه يعيش على آمل أن ينتقم من الشخص الذي دهسه بسيارته
هل تصدقين ذلك؟
لم يمت من سوء حظه، ما سأفعله به أصعب من الموت مرات كثيره
لا تؤذيه ارجوك
نطقتي؟ كنت أظن انك ابتلعتي لسانك
تحبينه؟ قولي لن اضربك
لا أحبه
كاذبه، وركلها بقدمه
تكورت على نفسها وجسدها يرتعش
سأفعل ما ترغب به لكن ارجوك لا تقتله!
من قال انني سأقتله، لا توجد متعه في القتل، الخائن عليه أن يتعذب مثلك
افعل بي ما تشاء لكن ارجوك اتركه بحاله
سأفعل بك ما اشاء وبه أيضآ يا بنت......
حتي قبل أن يضربها صرخت حنان ، حاولت أن تستجديه قالت اليوم حضرت صديقتي من العمل، طرقت باب الشقه لم ارد
يمكنك أن تسألها، اقسم لك لم اصرخ
تنحنح في مكانه، ابتسم، ربت على كرشه، أشعل لفلفة تبغ، قال انا انتظر
انتظر لورا ان تخبرني انه يحبها حينها يمكنني أن انسي تلك القصه، لكن اللعين يفكر بك
ما الذي يعجبه بك؟ انطقي يا عاه_ره!
استسلمت، اغمضت عينيها والركلات تنهمر على معدتها
منذ اسبوع عينها متورمه، عظم صدرها مشتعل
أرادت ان تموت ان تنعم بالسلام فقط
علق وشارك القصه من فضلك
•تابع الفصل التالي "رواية عشق المستبد" اضغط على اسم الرواية