رواية عشقها الاسد الفصل السادس والعشرون 26 - بقلم رباب عبد الصمد
البارت السادس والعشرون
جلس يتذكر ما حدث منذ ليلتين وتذكر ان هاتف هنا لا يزال معه فاخذ يقلب فيه فوجد رساله من شهندة / انك لا تعنين شىء فى سوق النساء ولا تحملى من الجمال ما يعشقه يحيى وانت كنتى متوهه انه يحبك فساترك لكى بابى بعد نصف ساعة وتعالى وشاهدى بعينك عشق يحيى لشهندة لعلك ترجعين لعقلك وتعرفين حجمك
قلب بعدها فوجد صورته التى التقطها الصغير فاستشاط غيظا ولكنه شعر بوخزه حسره على ما تالمت منه صغيرته فخرج بسرعة وذهب اليها لعله يشرح لها فهو ادرى الناس بما تكابده الان
وصل يحيى الى المستشفى وطلب من حسام رؤيتها فعرف انها فى العناية فارتدى بسرعة الواقى ودخل لها
بينما هى كانت تتابع حاله وموليه ظهرها له ولكنه اذنها طربت على صوته الهامس بالقرب منها وهو يقول لها لقد سئم جسدى من البرد وجاء ليستمد دفأه منكى
التفت اليه بسرعه وقبل ان تتكلم متلهفة قال / ليس هذا مكان كلامنا فان كنتى انتهيت فانا فى انتظارك بالخارج
تركها وخرج وخرجت هى خلفه بسرعه فسحبها من يدها دون ان يتكلم واخذها على حجرتها لتبدل ملابسها للرحيل وانتظرها بالخارج
خرجت وهى متسعة الابتسامة مع انها لم تنطق بحرف ولكن كفاها انه اتى اليها
ما ان وصلا الفيلا حتى سحبها خلفه وصعد بسرعه لغرفتهم وهى تصعد معه وكانها تطير فى السماء من شدة فرحتها برجوعه اليها فمجرد يوم خاصمها فيه شعرت ان الدنيا ضاقت عليها حتى كادت تختنق موتا بدونه
وما ان دخلا لغرفتهم الا واوقفها امامه وبانفاس لاهثة قال لها لكى عندى مفاجئة
مريم بابتسامتها الحنونة / اجمل مفاجاة لى انك عدت الى
فاجاها بانه قال لها تنفسى نفس عميق واجعلينى استنشقه
توترت خجلا ولكنها لم ترفض طلبه وما ان استنشقت الا انكض عليها مقبلا اياها وهو يستنشق انفاسها وابتعد عنها وهى تلهث من توترها فتركها ومد يده على الكمود واحضر ماكينه حلاقته ومد لها يده وهو مبتسم وقال حان وقت ان تساعدينى فى حلاقتها
نظرت اليه وهى تساله بنظراتها فابتسم هو لها وهز راسه بمعنى نعم لقد تحقق ما تفكرين به فما كان بها الا ان ارتمت فى صدره وقد اغرورت عيناها من فرحتها فمال عليها هامسا وهو مبتسما على حالها / لقد اكتشفت ان لكى اكتر من نوع لدموعك
رفعت راسها وهى لا تزال متشبثة به وقالت / كيف
قال / كنت اراكى وانت تدمعين عنى بفرحة ميلاد امل كلما رايتى منى حركة جديدة فكانت عيناكى تكتفى بالاغروراق وتلمع بالدموع فقط ودموع اخرى كالتى اراها الان فهى تنهمر فرحا بسبب سعادة وتحقق حلم وليست لمجرد امل اما الدموع التى تحرقنى قبلك وتجرح وجهى قبلك فهى دموع انهيارك وكسرتك فتلك تمزقنى قبلك
دفنت راسها مرة اخرى فى صدره وقالت من اليوم لن ترى تلك الدموع فما دمت معى لن انكسر ابدا
ربت على ظهرها وقال / ليتك تعلمى اننى سندك حقا واننى اكسر قبل ان تنكسرى انتى
ثم ابعدها عنه وقال من الغد سابحث عن قاعة افراح لاشهر زواجى منكى واطفىء لهيبى وشوقى اليكى
قالت وقد تجهمت ابتسامتها / ولكنى اخاف عليك من اشقاءك
لا تشغلى نفسك بهم ودعينا الان نعيش فرحتنا وارحمى لحيتى التى طالت
اتسعت ابتسامتها وشرعت فى حلاقتها
فى اليوم التالى نزل يحيى وهى ممسكا بيد هنا وقد كان فى قمة وسامته فقد ارتدى زيه الرسمى وابتعد عن الكاجوال وبدا بشكله الطبيعى وقد زادت وسامته بعد ان اظهرت التدريبات الرياضية تقسيماتها على عضلات جسده
كانت والدته وزياد وهنا ويوسف فى الاسفل
مدام صفاء بدموع / كم عدت يحيى ابنى كما كنت وكم اشتقت لان اراك هكذا غير متخفيا
اقترب منها وقبل راسها ولا زالت يده الاخرى ممسكة بهنا
ثم مد يده وحمل صغيره الذى اخذ يحدق فيه فقد تغير شكله كثيرا حتى ان صغيره بكل براءة قال / انت اليوم جميل
كل هذا ولم يترك يد هناه
ضحكوا عليه جميعا وعادت مدام صفاء تقول / ولكن قلبى منفطرا عليك وانت ذاهب لمواجهتهم وليتك اخذتنى معك
ربت يحيى على كتفها وقال مطمئنا اياها / لا تخشى عل يا امى فهم فى الاول والاخر اشقائى
كاد يخرج ومعه زياد وهنا التى لايزال ممسكا اياها ولكن فجاة نادت عليه شهندة التى كانت تقف محترقة فقد شاهدت وسامته ورجولته وتذكرت ايام ان كان كل ذلك لها ولكنها هى من تخلت زها هو الان يمسك بيد غيرها وقالت / الم تلاحظ انك تجاهلتنى انا الوحيدة وتناسيت انى زوجتك مثلها ومن حقى ان اخرج معك مثلها
رجع خطوتين اليها وترك يد هنا ووقف امامها متحديا وقال / زوجتى هى من تخاف على ولا تفشى سرى وهى من تق جوارى وقت شدتنى وتؤمن بشفائى ولن تتخلى عنى مع اول شدة وهى التى تبحث عن كيفية اسعادى وليس تلك التى تحاول ان تضع امامى العراقيل والمواقف الخبيثة كما فعلت من ايام فان رايتى انك تحملين تلك الصفات فاهلا بكى زوجة ولكن للاسف انا لم اتزوج الا هنا فهى وحدها من شعر بها قلبى ولكن لازال بينى وبينك حساب فانا لا اترك ما فعلتيه يذهب هباء ولكن وقت الحساب لم يحن بعد ثم اكمل قائلا ولعلمك لقد اخذت حكما باهلتى ومن الغد ساوثق عقد زواجى بكى وبعدها ساطلق سراحك حتى تعيشى حياتك بكل حرية فانا تزوجتك من اجل كرامة ابنى
تركها وعاد لهنا وامسك يدها وخرجا بينما هى زفرت دموعها حسرة عليه
بينما ذهب هو وهنا وزياد للمصنع استعدادا للمواجهة للمواجهة
اخيرا وصل يحيى للمصنع فنزل وتوقف امامه ونظر الى المكان والى اسمه بجوار اسم مصنعه وتنفس الصعداء وبدا يغلق ازرار بدلته وارتدى نظارته وتوجه للبوابه وخلفه زياد وبجواره هنا التى لم يتخلى عن يدها
ما ان شاهده فرد الامن الا وتوتر وصدم للحظات وبعدها صاح مهللا بالترحاب وفتح البوابات على مصراعيها
ابتسم له يحيى ودخل بهيبته لمصنعه وكان هناك من يصوره تصويرا بطىء فاخذت العمال مصدمه من طلته للحظات ولكنها لم تكن الا لحظات وتجمع حوله كل العمال مهللين ومكبرين على المعجزة واستقبلهم هو ايضا بالترحاب بهم بينما كانت هنا بجواره ترتعد من المواجهه وكلما شعر هو بها الا وشد على يديها ليبث فيها القوة
علت اصوات العمال باسم قلب الاسد فتررد صدى صوتهم الى مكاتب اشقاءه ففزعوا عند سماعهم الاسم وفجاة دخل على على هشام وابراهيم المجتمعين معا وهو يلهث / الم تسمعوا لقد عاد قلب الاسد .. عاد ورب الكعبه بشموخه وهيبته ولقد تجمع حوله العمال بين مهلل ومبارك وحامد
ارتعدت اوصال كلا من هشام وابراهيم وصاحوا فيه / اجننت ؟ لقد استلمنا جثته ودفناه معا ولم يكملوا كلامهم حتى وجدوا باب مكتبهم يفتح ووقف يحيى بكل تحد امامه
تسمروا جميعا باماكنهم وشلت الصدمة افكارهم والسنتهم ولم يعرفوا بما يجيبوا ذاك الواقف امامهم بكل هذا الجبروت وقد ازاد قوله وفتولة عضلات عما مضى ولكن نظرة عينيه الثاقبة كما هى ترعد من ينظر اليه
ابراهيم بدون وعى / قلب الاسد؟
هشام بصياح / اسكت يا ابله قلب الاسد مات ونحن استلمنا جثته
يحيى بابتسامة تحد اقترب وجلس على الكرسى على راس ترابيزو الاجتماعات وقال بسخرية / انكم دفنتم شخص مجهول الهوية ولكن قلب الاسد لم يمت بعد وودت الا اعود اليكم لتتنعم انتم باموالى ولكنها قدرة الله ومعجزة زوجتى واشار على هنا والتى كان يعلم انها فى قمة توترها فمد يدة وقربها اليه ليشد على يدها لتطمئن
على وابراهيم بصدمة / زوجتك ؟ كيف ومتى ؟
هشام / وكيف لنا ان نصدق انك اخانا فعمليات التجميل اصبحت متطورة وتلك الواقفة بجوارك والتى تدعى انها زوجتك دكتورة وتستطيع ان تفعل الكثير
يحيى / وماذا عن شركة يوسف يحيى ؟
هشام / ماذا تقصد ؟
يحيى بنفس ابتسامة السخرية / انها شركتى وكنت اعتقد انك اول ما تفطن لذلك فاى ابله ذاك الذى يعطيكم المال لتعاودوا الوقوف مرة اخرى وان كان من مصلحته ان يقضى عليكم نهائيا ولكنى كنت لا اريد ان اهدم اسمى ابى
اطلق هشام ضحكة عالية خبيثة ولكنها لم تخفى توتره بينما ظل ابراهيم وعلى محدقين فى يحيى ومنتظرين منه اى تحليل للموقف وكانهم منتظرين خبر اعدامهم
بينما قال هشام / اممم ولكننا استلمنا عينة الدى ان اية التى تثبت انك شقيقنا قدتوفى ودن بالفعل ثم ان الشركة المذعومة مملوكة لشخص اسمه يوسف يحيى فهل انت تستغل التشابهه فى الاسم ؟
هنا جاء دور يحيى فاطلق ضحكة سخرية مرة اخرى وقال / اولا عينة الدى ان اية صحيحة فهى لى ولكن الميت لم يكن انى وعن الطبيب المتآمر معى فقد تم الابلاغ عنه وهو الان يحقق معه فهو من البداية من باع ضميره ويستحق ما سيناله
اما عن يوسف فهو ابنى
حدق الثلاثة فيه بصدمة فقال ابراهيم وعلى وكانهم مخدرين / ابنك ؟ كيف ومتى ؟
اقترب فجاة هشام من هنا وكاد ان يصفعها وهو يصيح / ايتها النصابة كيف يلد من هو فى عداد الموتى
خافت هنا وانكمشت فجاة فى ظهر يحيى الذى قام من مكانه وكان لها بمثابة حائط سد خرسانى وامسك يده وضغط عليها واجبره على انزالها وقال بصرامة لن ترفع اى يد امام وجه زوجة قلب الاسد مهما كان ولكنه زاد من ضغطته على يده حتى اجبره هذه المرة على الجلوس امامه على اقرب كرسى
ثم اكمل كلامه قائلا / يوسف ابنى شئتم ام ابيتم وستعرفون قريبا حقيقة ذاك الصغر الذى سيملك كل هذا
هشام / مهلا ايها الاحمق واياك ان تعتقد اننا سنصدق ها الهزى والهراء منك انت ومن معك
بينما يستمع لهم زياد ونظر الى صديقه وشعر بمدى الالم الذى يعتصر صديقه فها هم اشقاءه ينكرون حقيقة وجوده خوفا على المال فاى اشقاء هؤلاء واى دم ذاك الذى يجرى بعروقهم فقال بضيق / قلب الاسد ليس فى حاجة للهراء وليس من صفاته الهزيان باى حرف وانتم اكثر الناس دراية بما اقول ولكن شيطانكم هو من يتكلم
قام يحيى من مكانه واستقام فى وقفته وبدا يغلق ازرار بدلته وامسك يد هنا التى كادت تنصهر من خوفها من هول الموقف وقال / سابدا فى اجراءات اثبات اهليتى ويومها ستعرفون ان كنت انا ام لا
وتحرك امامهم وخرج وهم صامتين لا يستطيعون النطق بشفا حرف
•تابع الفصل التالي "رواية عشقها الاسد" اضغط على اسم الرواية