رواية عراك التماسيح الفصل السابع و العشرون 27 - بقلم منه عماره
الحلقه (27)
اشراقة يوم جديد تعلن عنه الشمس بلونها الذهبى الساطع
تحضيرات تسير على قدم وساق والجميع يركد من هنا الى هناك من أجل أنهاء ترتيبات هذا الحفل سريعاً
وبالفعل انتهت الترتيبات سريعاً ليحل الليل حاملاً معه ما لم يتوقعه أحد..
ارتدت شاهى فستان سواريه اسود اللون محتشم وفوقه حجاب زادها جمالاً من اللون الذهبى
بينما ارتدت سرين فستان جميل يصل الى كاحلها (كب) باللون الأزرق الفاتح (تركواز) ، فزادها جاذبيه
¤¤•¤¤•¤¤•¤¤
بدأ المدعون بالتوافد واحداً تلو الآخر
بينما وقف اياس الذى أصبح بحاله جيده فى الأونه الأخيره يستقبل الضيوف بطريقه لبقه ومهذبه ، بجانبه هذه التى تركز على كل تصرف او حركه له
فمنذ ما حدث وعندما افصح لها عن الحقيقه ، يتجاهلها تماماً
حيث يذهب الى عمله صباحاً ويعود فى المساد يخلد الى النوم بدون ان يفعل اي شئ أخر
دلف كنان من الباب بجانبه والده وعلاء ، رمقهم اياس بنظرات فاتره لا مشاعر فيها
بينما تقدم منه مهاب مصافحاً اياه بود بينما لاقاه الأخر ببرود
تقدم منه كنان مردداً بسخريه :
- مبروك يا صاحبى
نظر له اياس بفتور مردداً بإقتضاب :
- شكراً
وبعدها دلفو الى الداخل جميعاً
كان علاء يقف يتابع من بالحفل وهو بيده احد المشروبات المتواجده بالمكان ، وسرعان ما اتسعت مقلتيه بذهول ، وهو يطالع هذه التى تترجل من الأعلى بهدوء
اقترب منها وجذبها من يدها مردداً بذهول :
- يخرب عقلك عملتيها امتى دى
- افندم
رددت مليكه هذه الكلمه بغضب وهى تنزع يده عنها بقوه
ابتسامه بلهاء ارتسمت على محياه ، وهو يتأملها مردداً :
- بس تصدقى كدا احلى يا بت
- بت فى عينك ، هو أنت تعرفنى أصلاً؟؟!.
نظر لها بضيق غاضب ، وأردف :
- طب ليه طولة اللسان دلوقتى ، كل دا عشان بقولك
أشار بيده الى حجابها مستأنفاً :
- انك فيه احلى
الآن أدركت ماذا يقصد ، أغمضت عينيها بضيق وغباء ، وبعدها فتحتمها وأشارات بيدها تجاه سرين التى تحدث أحد الضيوف
ورددت : اللى أنت بتضور عليها اهيه
نظر هو فى الأتجاه التى اشارت عليه ، لتتسع عيناه وهو يجد سربن تقف تحدث احدهم
نظر اليها سريعاً ، ولكنه لم يجدها ، ذهبت سريعاً وأكنها تبخرت فى الهواء
توجهه صوب سرين وسحبها من يدها معتذراً مِن مَن كانت تحدثه
وقف بعيداً وردد بذهول :
- طب ازاى دا انتِ كنتِ واقفه جمبى
أشار الى خصلاتها مكملاً :
- وبحجاب آآآ
قاطعته مبتسمه : أنت شوفت مليكه؟
عقد ما ببن حاجببه ، وأردف مستفهماً :
- مليكه مين؟!.
أشارات سرين بإصبعها عليها من ببن المتواجدين مردده :
- دى
اتسعت مقلتيه مجدداً وهو يوزع انظاره بينهما ، قائلاً بحيره وذهول :
- طب ازاى!!!!!!!!..
سردت له ما حدث منذ قدوم لطفى ، ومكوثه عندهم الى أن ينتهى العمال من منزله ، وذهابه بعد فتره
نظر علاء تجاهه مليكه التي تقف جوار والدها ورجل أخر ، وأردف بشك :
- بس دى فيها شبهه كبير منك ، ازاى دا ؟؟!..
ردت بحيره : ما هو دا اللى هاموت وأعرفه ، دا انا حتى بعت اسلام بنفسه يتأكد ، البنت فعلاً اتولدت برا .. بعد ميعاد ولادتي بسنه واحده والأوارق كلها مظبوطه ، دا حتى فى شهود على ولادتها فى المستشفى ، الدكتور اللى والدها أنا روحت قابلته بنفسى ، وماسبتش ثغره غير وضورت وراها
عاود علاء بنظراته مجدداً الى مليكه وأردف :
- مش مطمن.....!!!!!!
¤¤•¤¤•¤¤•¤¤•¤¤•¤¤•
استقبلت دينا ياسر ووالدته مرحبه بهم بحفاوه ، تحت سعادة ياسر فتطور العلاقه بينه وبين هذه العائله سيفيده كثيراً
نظر لدينا برهه وارتسمت ابتسامه ماكره على محياه وهو يذهب بفكره للبعيد
¤¤•¤¤•¤¤•¤¤•¤¤•¤¤
ابتسمت شاهى بسخريه على هذه الأجواء المحيطه بها
تشعر ان كل ما يمر حولها ، ما هو الا خدعه ، كذبه لا أكثر
حاولت رسم ابتسامه على وجهها وهى ترى كل هذه العيون المسلطه عليها
وزعت أنظارها بين الجميع ، لا تشعر أن هذه الأبتسامه المرسومه على أوجههم صافيه ناقيه
تذكرت هذا المنزل البسيط التى كانت تقطن به بصحبة والدتها
كم تشتاق اليه وتشتاق الى الحب والدفأ اللذان أفتقدتهما منذ خروجها منه
لم تكن لتتخيل بأحلامها حتى ان يحدث معها كل هذا
هى فتاه بسيطه مثل باقى الفتيات .. أحلامها فستان زفاف ابيض اللون ترتديه بسعاده وحب لفارس احلامها ، بعد ان تنهى دراستها
لم تكن تتمنى هذه الحياه التى هى بها الأن ،،
ولكن ما باليد حيله ، هى الآن تحت تحكم الظروف....!!!!!!!
¤¤•¤¤•¤¤•¤¤•¤¤•¤¤
كان مروان يجلس بجوار على الذى دعاه للحفل وابيه يحدثهم بشتى الأمور ونظراته مُعلقه على دينا بين الحين والآخر
رأى على تشتته فذهب بأنظاره الى ما بينظر اليه مروان ليجد كل من دينا وياسر ومدام ليلى والدته يتحدثون ويضحكون
دنى مروان من ابيه الذى يجلس جواره ، وردد له بأذنه بخفوت :
- هو مين اللى دينا واقفه معاه دا يا حاج؟؟؟!..
نظر الشرقاوى الكبير الى ابنته واردف :
- دا الأستاذ ياسر ووالدته ، اللى أختك دخلت معاهم فى شراكه
أردف مروان بنفي الخفوت وقد تطايرت حُبيبات الشر من أعينه
- ودا جاى يعمل ايه؟ ، وهيا ازاى تسمح لنفسها تعزمه أصلاً
نظر له والده شذراً وأردف :
- مروان أختك أستأذنتنى أنا أنها تعزمه ، ولا انا مش مالى عينك
أردف سريعاً :
- لأ طبعاً .. العفو يا حاج أنت على راسى
¤¤•¤¤•¤¤•¤¤•¤¤•¤¤•¤¤
وقفت نهله بجوار اياس بتوتر وهى تطالع طارق الذى يقف مع هذه الفاتنه الحسناء
نظر اليها اياس وأردف بترقب :
- مالك يا نهله؟.. انتِ كويسه؟؟..
تشكلت ابتسامه متوتره على ثغرها وهى تردد :
- ماليش ، أنا كويسه اهوو
رمقها بشك مردداً :
- متأكده
أومأت هى بتوتر زاد وهى تقول مشدده على كلماتها :
- أكــيــد
بينما رمقتهم شاهى بسخريه وذهبت بعيداً عنهم
¤¤•¤¤•¤¤•¤¤•¤¤•¤¤
لطفى براحه : احسن حاجه عملتها يا عاصم ، خلى ناهد ترتاح فى تربتها
عاصم بجديه : كان لازم اعمل كدا والا ماكنوش كملوا
¤¤•¤¤•¤¤•¤¤•¤¤•¤¤
- امــــــيـــــر
تخشب جسد كنان موضعه وهو يستمع لهذا الأسم
التفت ليجد اياس يقف خلفه واضعاً يده بجيبه ، يرمقه ببرود
لتظل حرب النظرات هى المشتعله بينهم
¤¤•¤¤•¤¤•¤¤•¤¤•¤
كان عاصم يهاتف احد رجال الأعمال ، ابتعد عنه قليلاً راسماً ابتسامه مصطنعه على وجهه
توجهه صوب ابنته مردداً :
- فين اخوكى يا سرين
نظرت هى حولها ، وأردفت بحيره :
- مش عارفه يا بابا .. كان هنا دلوقتى
عاصم : طب شوفيه فين ، رشدي باشا عاوز يباركله بنفسه ويتعرف عليه
ردت مبتسمه : حاضر يا بابا
¤¤•¤¤•¤¤•¤¤•¤¤•¤¤
اياس بجمود : ابعد عن سرين يا كنان
مط كنان شفتيه للأمام وهو يقترب منه مردداً :
- وان مابعتدش؟؟!..
أظلمت عينين الأخر ، وأردف بغضب :
- هاتبعد والا هانسى اننا كنا صحاب فى يوم
،،، بينما كانت سرين متجهه للبحث عن اياس لمحته يقف مع احدهم خلف احد الأعمده .. اقتربت منه راسمه ابتسامه مشرقه على محياها .. لتختفى تدريجياً فور ان سمعت ما يهتفان ،،،
ابتسامه سخريه ممزوجه بالحزن اعتلت ثغر كنان ، وأردف :
- ليه ، وهو انت لحد دلوقتى ماكنتش نسيت .. نسيت ازيد من 15 سنه فى لمح البصر ... 15 سنه صداقه لا أخوه ، 15 سنه عشره مع بعض عالمره قبل الحلوه ، اختفوه فى غمضة عين لمجرد غلطه انا ماليش زمب فيها
رد اياس بمراره :
- بس انت ابنه ... ابنه يا أمير
وهنا تخشب جسد سرين ، وحاله من الشحوب اعترتها عند ذكره لـ "أمير"
كيف ، كيف .. كنان هو امير ، ضربه قويه تلقتها فوق رئسها ، أمير .. أميرها كان معها طيلة هذه المده ولم تتعرف عليه
أفاقت على صوته مردداً :
- مش ذمبى يا اياس وانت عارف كدا كويس
صاح به اياس بغضب :
- كنت عاااوزنى اعمل ايه وانا شايف اختى بتتعلق بيك يوم بعد يوم .. ولحد دلوقتى مستنيه أميرها يرجع تانى ، ماتفكرتنيش اهبل يا كنان ، انا عارف قد ايه سرين بتحبك ومتعلقه بيك بس على انك امير مش كنان .. فـ ياريت تبعد عنها نهائى .. مش هانعيد قصة دينا تانى
اقترب منه واردف بتهديد :
- لو قلب اختى اتكسر بسببك يا امير ، صدقنى مش هاتكفينى فيك روحك
ابتسم كنان بألم وردد :
- ماتقلقش يا اياس ، انا ماقولتلهاش انى أمير
أخذ نفس عميق واكمل بصعوبه :
- ومش هاقولها
اخدت دمعاتها تهبط على وجنتيها گ شلالات غزيره .. تشعر ان قلبها سقط ارضاً بقوه .. تكاد تقسم الآن أنها تستمع الى صوت تهشيمه وتناثره
التفت اياس ليجدها على حالتها تلك ليدرك بلا منازع انها قد استمعت الى حديثهم
رأى كنان حالة التجمد الذى أصبح عليلها ، فـ التفت هو الأخر ليجدها هكذا
نظراتها المعاتبه المليئه بالخذلان والألم .. تكاد تحرقهما وتحرق قلبيهما
رحلت سريعاً من أمامها ليذهب الأثنين خلفها سريعاً
كانت تسير بخطوات أشبه بالركد الى غرفتها .. وهى تحاول مسح عَباراتها التى لا تتوقف ، تذرفها لا إرادياً
رأى كنان هذا السلاح بيد الملثم الموجهه لمعشوقته لإنهاء حياتها ، فلم يشعر بنفسه الا وهو يزيد من ركده اليها وهو يصرخ بأسمها بعذم قوته
جذبها من زراعها بقوه لتقع بأحضانه ساكنه على صدره ، ويخرج صوت رصاصه قوى خرج من هذا السلاح بيد الملثهم...!!
ليتصلب الجميع موضعهم لا يعلمون من أصابت
ثوانٍ مرت بصدمه مخشبه الجميع
أخرجها كنان من حضنه ، وحاوط وجهها مردداً بلهفه وخوف :
- أنتِ كويسه؟ حصلك حاجه؟ جات فيكى؟؟ ردى!!!!
صموتها كاد يقتله ، ولكن عقلها لم يكن ليستعب كل ما يحدث حولها
أفاقت على يد والدها وهو يجذبها من يدى كنان ويقول بهلع :
- سرين أنتِ كويسه يا بنتى؟ حصلك جاحه؟ طمنينى
أومأت برئسها مجاهده نفسها على رسم ابتسامه ورددت بخفوت :
- انا كويسه يا بابا ماتقلقش يا حبيبى
- امير .. كتفك بينزف
أردف اياس بهذه الكلمات بخوف وهو يقترب من صديقه ، بينما التفتت هى متوجهه اليه بلهع وهى ترى جرحه
عاودت دمعاتها بالهطول مره أخرى
حاوط هو وجهها بين يده وأردف وهو يتأمل زرقاوتيها :
- ماتقلقيش انا كويس ، الرصاصه جات فى كتفى
جذبه اياس من يده واردف بخوف :
- يالا نروح المستشفى بسرعه
ولم ينتظر ان يستمع الى رده بل اخذه وخرج بينما ركدت هى خلفهم ، ومهاب الذى كاد ان يموت خوفاً على ولده ، وعلاء معه
صعد اياس امام المقود بينما جلس مهاب جواره ، وصعدت هى بالخلف بجوار أميرها ...
بدأت عينيه فى الأنغلاق وهو يشعر بسخونة هذه الرصاصه لا تزال بيده والدماء تنهمر منه
امسكت هى ذيل فستانها وشقته نصفين .. وقامت بربطه على جرحه ، عله يوقف النزيف ولو لدقائق
وبدون ادنى تردد ضمته اليها بحب وحنان وذعر جميعهم فى آن وهى تنساب عباراتها بألم
دقائق واوقف اياس السياره امام المشفى ، وترجل سريعاً هو ومهاب وعلاء الذى ذهب خلفهم بسيارته سريعاً وبدأ بمساعدته فى حمل هذا الذى غاب عن الوعى وهى خلفهم بهلع وبكاء
وبالفعل دلف لغرفة العمليات
جلست هى على أقرب مقعد وأخذت تبكى بصمت
بينما يقف كل من مهاب وعلاء وقلوبهم تتأكل
دلف عاصم بصحبة والده وشاهى اليهم ووقفوا جميعاً منتظرين
مر الوقت عليهم ببطء شديد ،،
أخذ اياس حوالى ساعه كامله وبعدها خرج اليهم ليهرع الجميع اليه متسائلين ماعداها هى ظلت واقفه موضعها ، ليجيبهم :
- الحمدلله قدرت اخرج الرصاصه بس بصعوبه شديده ، اظاهر ان اللى ضرب كان عارف هايضرب فين ولولا ان كنان كان بيلحق سرين الرصاصه ماصبتهوش صح وجات فى الكتف
مهاب بخوف : يعنى هو كويس
ابتسم له اياس محاولاً طمأنته ونسيان ما مضى ، وهو يقول :
- كويس ماتقلقش .. هايشرفنا يومين بس نتطمن عليه ويرتاح فيهم وبعدها يقدر يخرج
علاء : طب نقدر نشوفه؟؟
أجابه : حالياً لا ، لانه لسه تحت تأثير المخدر ، هايتنقل قوضه عاديه وشويه كدا وتقدروا تشوفوه
وذهب لإبدال ملابسه ، بينما شكر الجميع ربهم علي كونه بخير ،،
انتفضوا جميعاً ملتفين حولهم عندما سمعوا هذا الأرتطام القوى
ليجدوها ملقاه أرضاً تعتريها حاله من الشحوب ، وفستانها ووجهها ملطخين بدمائه
- يتبع الفصل التالي اضغط على (عراك التماسيح) اسم الرواية