رواية عشق المستبد الفصل السابع والعشرون 27 - بقلم اسماعيل موسى
عشق_المستبد
٢٧
إفتحي الباب ؟ كان صوت الأقدام توقف!!
اعلم انك تسمعي ، افتحي يا حنان ؟
حل صمت ثقيل، بدت متردده وغير قادره علي إتخاذ قرار، حريتها تقف على بعد خطوه عنها
لكن ما الثمن؟
حنان ؟ من فضلك افتحي الباب، بات مظهري وانا أقف هنا كمتسكع يعاكس بنات الجيران مزعج جدا
ارحل من فضلك، رد صوت باهت قادم من جوف شخص ميت
افتحي؟
قلت لك أرحل ارجوك، انا غير راغبه برؤيتك مره اخري
حنان انه انا محمود؟
اعلم من تكون، ارحل من فضلك ولا تأتي هنا مره اخري!!
لهذه الدرجه اتقنتي دور المخادعه؟
نعم انا مخادعه وخائنه أرحل من هنا، قبل.....
ترددت دقيقه، ثم أردفت ان يحضر زوجي، لا أرغب ان يراك هنا مطلقآ
كلمه واحده يا حنان ؟
قلت ارحل، يا الله، اتركني بحالي من فضلك، كفي، كفي وانهارت في البكاء
سمعت خطوات تصعد درجات السلم راكضه، صعدت بضع درجات واختفيت
كان ثروت يركض وكرشه يهتز أمامه بلا نوته، فتح باب الشقه مندفع كثور
لحظات وسمعت صوت حنان ، كانت تصرخ والركلات تنهمر عليها
كانت تدافع، تصرخ، اقسم لم افتح له الباب، اقسم
توالت صرخات حنان ، ثم سمعت صوت تهشيم الأواني بالمطبخ وثروت يصرخ انه هنا
ساقتله
نزلت درجات السلم نحو الشارع، تركت كل شيء خلفي، بت مقتنع ان حنان لا ترغب بى حقآ، من الأفضل أن اختفي من حياتها
عبرت الحارس الذي رمقني بغيظ قبل أن يخرج هاتفه ويجري مهاتفه
مشيت تجاه سيارتي، فتحت الباب وقبل ان اقود السياره راحلا
نزلت مره اخرى وقفت على الجهه المقابله واشعلت لفافة تبغ افكر في كل ما حدث
كنت علي وشك الرحيل عندما لاحظت ثروت أمام باب البنايه يجر حنان خلفه
القي به داخل سيارته، جلس خلف عجلة القياده وانطلق بالسياره خلال الشارع بأقصى سرعه
أوشكت ان الحق به ثم تخليت عن الفكره، شعرت انه لا جدوي من اللحاق به.
بطريق عودتي هاتفت لورا عدت مرات كان هاتفها مغلق، لعبه قذره تمتمت، كلهم اوغاد
في هذه الحياه لا وجود لشخص يمكنه ان يتقبلنا كما نحن دون أن يدلي بشروطه
حتي وان فعل وعلم حقيقتنآ، فأنه سيرحل لا محاله
فالأوغاد لا عهد لهم
لكنه يخلف ورائه روح معذبه وقلب مدمي.
وصلت منزلي قرب المغرب كانت توحا تنتظرني، بلهفه وفصول سألتني ماذا حدث؟
قلت لها انا لا أفهم شيء
قالت أخبرني فقط؟
قلت حنان رفضت رؤيتي
حكيت لها ما حدث
سألتني بتعجب، غادرت هكذا دون أن تدافع عنها؟
قلت أجل
قالت انت شخص غير مسؤول وغبي، ألم تدرك ان زوجها يعذبها؟
انها فعلت كل ذلك بدافع الخوف؟
تركت كل شيء في لحظه كنت في سيارتي قدت مره اخري نحو بناية حنان
لما رأني الحارس تجهم، قال انت مره اخري؟
ماذا تريد؟
وضعت كوع يدي على صدره ودفعته على الجدار
صرخت أين ذهب ثروت؟
كاد الحارس ان يختنق، قال كيف لي أن اعلم؟
قلت سأقتلك، كنت جاد وادرك الحارس ذلك
قال اقسم لا أعرف، كان غاضب جدآ، تحدث عن انتقاله لمكان اخر لا يعرفه احد
ضغطت على رقبته أكثر حتي كدت ادعسها، دمعت عيني الحارس
نطق اخيرا قال، كل ما اعرفه انه أخذها لبنايه قديمه، شقه اخري كان يملكها
تركت الحارس وقدت سيارتي نحو الشقه الأخري التي كنت اعرف عنوانها، رحب بي الحارس، اطلعني على أمور كثيره
لكنه قال، ثروت لم يأتي هنا
مره اخري قدت سيارتي نحو شقة لورا، كانت مغلقه، قالت لي جارتها الحسناء التى كانت تدعى ميرفت، غادرت لورا شقتها منذ بعض الوقت
كانت تحمل حقيبتها على ما يبدو غادرت البنايه
وانا اجري خذلاني ورائي عدت لمنزلي
فور ان رأت توحا قسمات وجهي المحبطه قالت، ضيعت الفرصه؟
قلت اجل
مضت ايام وانا اعاقب نفسي على ما حدث، امتنعت عن تناول الطعام وقتلت نفسي بلفافات التبغ
جعلت اراقب منزل ثروت وشقة لورا، ساعات طويله لكن لم يظهر احد
علي ما يبدو تبخر كلاهم واختفيا من الحياه
هاتفت مكان عمل ثروت ولورا، لم يظهرا هناك منذ ذلك اليوم
اغلقت كل الطرق في وجهي، كان على أن اتعايش مع شعور الفقد، انني كنت السبب في كل ذلك
بعد خمسة عشر يوم كنت اتناول طعام الأفطار من والدتي ومديحه التي كانت تتصفح الجريده
كنت التهم اللقمات بلا شهيه، شارد، مغيب، قالت توحا بأندهاش انظر هنا ومدت الصحيفه نحوي
ازحت الجريده بعيد عني، قلت لا أرغب بشيء
قالت فقط انظر؟
كانت صفحة الحوادث، خبر تحته صوره كبيره لجثه متعفنه تحمل صوره
حملقت بالصوره، كان يظهر وجه ثروت لكنه مشوه
قرأت تفاصيل الخبر بسرعه، تم العثور على جثه متعفنه ملقاه في مقلب قمامه، أبلغ عنها احد عمال النظافه
الطب الشرعي يقول ان الجثه توفيت قبل أكثر من شهرين
وجدت بطاقة تعريف في سترة القتيل
الاسم ثروت عبد الواحد
كانت الشرطه تهيب بكل من يعرف الجثه او يمتلك معلومات ان يبلغ الشرطه
حملقت بتوحا، ثم بالخبر
اذا كانت الجثه لثروت، من هو الشخص الأخر؟
لقد رأيت ثروت يوم قصدت شقة حنان ، وضعت رأسي بين يدي
سأجن!
لم يكن ان يكون ثروت صاحب تلك الجثه
قالت توحا وهي تبتسم الا اذا؟
قلت ماذا؟
قالت شخص آخر انتحل شخصيته
قلت ووجهه ومظهره؟
ثم شردت لحظه، هذا الشخص الذي رايته كان أكثر بدانه من ثروت الذي رايته اول مره
كان له كرش كبير، صوته اجش
قالت توحا هل هذا ممكن؟
قلت سنعرف كل شيء، أخرجت هاتفي وطلبت ضابط شرطه صديقي، تحدثت معه لدقيقه
كان يقول هذا صعب جدا
لكني ترجيته
صمت دقيقه ثم قال ساقابلك هناك لا تتأخر، لا اعدك بشيء لكني سأفعل ما بوسعي
تركت سيارتي أمام باب المشرحه، كان صديقي الضابط ينتظرني
قال لقد تحدثت للطبيب الشرعي، وافق ان يسمح لك برؤية الجثه
انطلقت خلف الضابط حتي وصلنا غرفه مغلقه، فتح الباب، قال سأنتظرك هنا لا تتأخر
كانت الجثه ممدده علي طاوله، قام الطبيب الشرعي بأخراج الامعاء
وشق الصدر
قال من فضلك انا لا أملك وقت، طوال عمري لم اخالف التعليمات
اقتربت من الجثه حملقت بالوجه المتغضن كانت جثة ثروت
سألت الطبيب الشرعي هل يمكنك تحديد سبب الوفاه؟
قال الأمر يتطلب مزيد من الفحوصات، لكن انظر هنا وأشار للرقبه
لقد تعرض هذا المسكين للخنق بطريقه بشعه
قلت تعني ثروت؟
أدرك الطبيب ما أعني، ابتسم وقال، نعم لقد تأكدنا ان الجثه تعود لشخص يدعي ثروت عبد الواحد
كانت احشاء ثروت خارج جثته وكان الطبيب الشرعي يفتش داخلها
قال ليس هناك أي أثر لماده مخدره!
القتيل لم يقاوم قاتله او انه لم يمنحه الفرصه
قلت ماذا يعني ذلك؟
لست متأكد لكن ربما كانت تربطه علاقه بالقاتل ولم يتوقع خيانته، أعني ألفه، صداقه، اخذ علي حين غرة
لم يكن شيء آخر أفعله، غادرت المشرحه نحو السجل المدني، هناك بحثت عن اسم ثروت عبد الواحد بعد أن انتحلت صفة ضابط الشرطه صديقي
كانت أسرته قد ماتت في حريق ولم ينجو الا ثروت واخت له كانا خارج المنزل حينها، كان له ثلاثة اخوه واخت
كان لثروت اخ توأم يحمل نفس تاريخ ميلاده، لم يكن هناك شك انه هو الشخص الذي انتحل شخصيته
لم اشغل بالي بالاسباب التي دفعته لقتل أخيه اذا كان ما افكر به صحيح
لأن هناك فكره اخري كانت تتشكل داخل ذهني، فكره مجنونه جعلتني اعتقد ان حنان في خطر محدق
قصدت العنوان الذي كان مسجل لثروت في منزله الذي أحترق
هناك قابلت جيرانه وأكدو لي أنهم شاهدو الجثث المحترقه وليس هناك ادني شك لديهم ان كل العائله ماتت
سألت عن اخته وأكدو لي انها رحلت بعيد ولم يراه احد منذ يوم الحادث المشؤم
هاتفت الطبيب الشرعي مره اخري بعد أن كان منحني رقم هاتفه، قلت له اطلب منك خدمه اخري واعدك ان لا تري وجهي بعدها حتي في لوحات الرسم؟
وافق على مضض، قال انت لا يأتي من خلف سوي المشكلات
سألته ان قام بتشريح جثث عائله وصلت اليه منذ خمسة سنوات؟
قال، كيف لى ان أعلم، مضي وقت طويل ان ما تطلبه مستحيل
لكن!
السجلات محفوظه، يمكنك أن تطلع على الدفاتر وأشار لادراج كتب عليها، ضحايا الحرائق
بحثت في الدفاتر القديمه التي تعود لخمسة أعوام مضت، هناك، وجدت سجل العائله وصورها
كل صوره مسجل عليها الأسم وسبب الوفاه
كان التقرير يشير انهم ماتو باصابات بالغه من الدرجه الاولى، احترقو تمامآ.
سألت الطبيب الشرعي عن احتمالية الخطاء في تلك الأجرأت المتبعه في تلك الحالات
رمقني بغضب وطردني خارج المشرحه
_________
ارتديت جينز أسود وقميصآ أبيض وستره مريحه، انتعلت حذاء انيقآ وفكرت مليآ في أماكن اللقاء في وسط المدينه التي أشارت أحدا النساء إليها.
أحتسيت فنجان قهوه بأنتظار موعد توجهي للمدينه، لم اشاء الأنطلاق باكرآ جدآ، فقد يلاحظني أحدهم متسكعآ في مقهي نصف فارغ وأردت تجنب ذلك
ان الامر الأكثر أهميه بالنسبه لى هو تواري عن الأنظار فلا يلاحظ أحد وجودي، يجب أن لا اكون ظاهرآ بشكل بارز
أعتدت مراقبة كل الأماكن التي من الممكن أن يقصدها اي شخص عادي، لكن لا ثروت لا لورا لا حنان ، منذ اخر مره لم يظهر ولا واحد منهم
كنت أعلم أن حنان في خطر كبير بعد أن اتضحت نوايه ثروت او الشخص الذي انتحل صفة ثروت!!
لم أفلح في الوصول لعنوان أخت ثروت، كانت قد تبخرت ببساطه او ابتلعتها الأرض، وسألت نفسي لماذا رحلت؟
وكيف لم يراها احد منذ الحادثه لم أجد مبرر مقنع يدفعها لترك الحي برمته بسبب حريق
لماذا ألقت بكل شيء خلف ظهرها، ما الذكريات البشعه التي دفعتها للأختفاء وقطع كل صلاتها بالماضي
حتي اسمها تقي عبد الواحد احمد لم يساعدني في شيء
العنوان المسجل بالبطاقة الشخصيه هو عنوان المنزل المحترق
منذ وقتها لم تجدد بطاقتها الشخصيه ولم تظهر
عاصمه لعينه وقذره بأمكان اي شخص ان يختفي بسهوله الا اذا كانت الشرطه تبحث عنه طبعآ
الشرطه؟
تذكرت صديقي الضابط وإمكانية مساعدتي فهاتفته فورآ، طلب مني بعض الوقت، قال لا تضغط على يا محمود
كنت نسيتي كل شيء عندما هاتفني ضابط الشرطه وأرسل لي عنوان تقي عبد الواحد
أصرت الممرضه عندما هاتفها ان تذهب معي، قالت توقف مكانك
انت لا يليق بك دور محقق الشرطه، انت وسيم وأنيق نصف الضحايا سيقعون في عشقك، كون انك متهور تفوتك بعض النقاط الهامه
وانت شارلوك هولمز؟
زعقت مديحه الممرضه أخرس وانتظرني سألحق بك حالآ
رغم أنها تركت العمل عندي الا انها تعتبر نفسها مسؤله عني بطريقه ما
كان على أن اقود السياره لمدة خمسة ساعات للوصول لقبو يقبع في منزل قديم، كان يستخدم مخزن في الماضي
فتحت لنا فتاه ثلاثينيه وجهها متغضن وجسدها انحل من السنبله
لم تبدو مسروره برؤيتنا وطلبت منا الا نصراف فورآ قبل أن تحدث ضجه
كانت على وشك صك الباب في وجهنا حتي قلت أخيك لم يمت
ترددت دقيقه قبل أن تستدير ناحيتنا، ارتعش كل جسدها كأنها على وشك موت محدق
قالت ماذا تقصد؟
قلت انا لا أعني ثروت أعني أخيه التؤام
انت شخص مجنون ارحل من هنا
قلت هناك أشخاص في خطر ارجوكي ساعدينا
صكت الباب بقوه في وجهنا بلا مبلاه واضحه
قلت لمديحه خلفها سر، علينا أن نجد طريقه لاقناعها على التحدث معنا
قالت مستحيل اذا اغلقت الأنثي بابها لا تفتحه أبدآ
ليس معي قلت وانا اخرج رقم هاتفي وعنواني، اقتربت من الباب، قلت بصوت واضح ومسموع
أشعر بحجم المعاناه التي لحقت بك وانك لا ترغبين بتذكر الماضي
لكن هناك أخرين سيشربون من نفس الكأس وانت تدركين ما أعني؟
لقد توصلت لعنوانك عليك ان تفكري الي متي سيظل ثروت مختفيآ قبل أن يظهر هنا؟
لن يطرق. الباب مثلنا، سيقتحمه ولن ينقذك احد
.
.
.
•تابع الفصل التالي "رواية عشق المستبد" اضغط على اسم الرواية